مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الابداااااااااااااااااااع (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2248)

د.فالح العمره 04-04-2005 03:10 PM

الكاتب والإبداع والهوية الثقافية


أدب بلد ما هو الذى يعزز هويته الثقافية مثلما تشكل هوية البلد الثقافية ملامح ذلك الأدب وخصائصه وتوجهاته.. وطالما هناك لغة حية ثرية محملة بموروث ثقافى وقيمى هائل مثل لغتنا العربية، فهناك هوية ثقافية، تطبع حياتنا وسلوكنا الاجتماعى ونظرتنا للإنسان والحياة، إنما لا تبرز الهوية أو الهويات الثقافية عموماً ولا تتعالى نبرتها إلا عندما يتعرض البلد والهوية لخطر التغييب أو محاولات الإلغاء من قبل ثقافة غازية أو ثقافة مهيمنة.
وعندما يتهدد الوجود الإنسانى والوجود الثقافى بالتالى فإن الأدب فى مستوياته الإبداعية العالية التى ينجزها الأفراد المميزون فى إبداعهم، يؤدى دوره فى التصدى والمجابهة ليحمى مكونات هويته وهوية بلده الثقافية دون أن يكون أدباً مباشرا أو شعاريا، بل إن الإنجاز الإبداعى الرفيع فى مستوياته ومشكلاته الراهنة وتطلعاته هو الأدب الذى يعزز الهوية الثقافية ويبلورها ويحافظ على قيمها، وهذا هو ما يقوم به الأدب العراقى الذى يعى معظم مبدعيه مسؤولية انتمائه للعصر من غير افتراق عن الجذور أو تقليد لأشكال إبداعية أنتجتها ثقافات أخرى نتيجة معطيات وبيئات وموروث ومؤثرات مختلفة، يحدث الآن هذا فى العراق وفلسطين تحديدا، حيث يتعرض كلا الشعبين لمحاولات الاختراق والإبادة العنصرية فى محاولة لتدمير الهوية والثقافة التى تمثل وعاء الحفاظ على خصوصية كل منهما، قد تبدو الهوية الثقافية كمرجعية مجرد مفهوم خيالى يصعب تحديده أو حصره أحياناً، لكنها معطى يتيح للفرد المبدع أن يتصور نفسه أو يأخذ نفسه باعتباره ذاتا مستقلة وهذا الناتج الإيجابى لاكتساب هوية ثقافية ما، ومنه تنبثق ضرورة الدفاع عنها والتمسك بها، فمن يدافع عن هوية بلده الثقافية فإنما يضمن الحفاظ على ذات مستقلة وذاكرة بلد ومستقبل ثقافة.
وتختلف طروحات الهوية الثقافية الآن فى الغرب المنتج للمفاهيم والمصطلحات عبر منظمات الأمم المتحدة المتخصصة وأدبياتها وأنشطتها فثمة هوية الجنس (ذكر.. أنثي) التى تطرح فى المؤتمرات والملتقيات والندوات والحلقات الدراسية منذ العقد الثمانينى من القرن العشرين وتبنتها الأنشطة النسوية والتنظيرات النقدية بخاصة النقد النسوى (الجينوكريتك) إذ قدمت هذه الهوية (ذكر.. أنثي) كبديل ومكافئ للهوية الثقافية فى مسعى لتفكيك البنى الاجتماعية والثقافية فى بلدان العالم المختلفة ضمن حركة متفرعة عن حركة عولمة العالم وتجليها الثقافى المتمثل فى نزعة ما بعد الحداثة، إذ يجرى تفكيك خطير للبنى لمحو الذاكرات الثقافية للشعوب، وجعلها فى وضع مبعثر مفكك إلى تشكيلات صغيرة؛ بين هويات جنسية ودينية وعرقية، بينما لا تقوم فكرة الهوية الجنسية إلا على مرجعية بيولوجية، ولا يمكن إدراجها ضمن الهويات الثقافية والوطنية لبلد ما رغم الزعم بوجود ثقافة نسوية وثقافة ذكورية، لكن تنامى الأنشطة ذات النزعة النسوية فى أوروبا وأمريكا عزز هذا الطرح للهوية الذكرية والأنثوية وعقدت الندوات وصدرت الدراسات ومولت المؤسسات العولمية هذه المساعى خلال العقدين الماضيين وظهرت جمعيات ومؤسسات فى بلاد عربية منها مصر والأردن ولبنان والمغرب تمولها مؤسسات غربية مثل مؤسسة "فورد" الأمريكية ومؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية وسواهما وفرضت صيغاً محددة ورؤى وأساليب عمل تعزز النزعة النسوية المتطرفة لتفكيك البنى السياسية الفاعلة أو الاجتماعية الراسخة واختراقها عبر هذه الصيغ التى تجعل المجتمع فى حالة سائلة مبعثرة لا ركيزة لها، وبدأت أنظمة الغرب وسياساتها تطالب الدول علانية أو ترغمها بالأخذ بهذه الأنشطة التفكيكية وتحويل المجتمعات إلى تكوينات متحركة لا رابط بينها ولا جذور لها.
وهكذا وجدنا حركة أدبية مجاورة لهذه الطروحات تستجيب للدعوة وتقدم النساء فى النصوص معزولات عن هوياتهن الثقافية الوطنية، وبدأت كاتبات عربيات يتصدين للهيمنة الذكورية عن طريق طرح الجسد فى الأعمال الأدبية مهدهدات الرغبة البدائية فى الإعلان عن حضورهن الجسدى بعد أن كانت الحركات النسوية التقدمية تدين كتابات الرجال التى تعامل المرأة كوجود جنسى مستهينة بأبعادها الإنسانية، وجدنا بعض الروائيات وكاتبات القصة العربيات يستخدمن الجسد كموجه قرائى وفخ شبقى لقراء مكبوتين، وهكذا وقعن ثانية فى عبودية الاستهلاك وتحولت المرأة فى نصوصهن إلى "شيء" لا يرقى إلى مستوى "الذات الفاعلة" فى حين تدعو القيم الأنوثية الثقافية إلى احترام الجسد والجنس وتعاملهما بوصفهما ميزتين لتجليات الحياة المشتركة بين الرجال والنساء.
وروجت دور النشر والجمعيات والندوات لهذا النتاج الذى أعده استجابة لعبودية مستعادة بدل أن تتحرك هؤلاء الكاتبات ونصوصهن فى مجال مفهوم الحرية فى الأدب الذى لا ينفصل عن المسؤولية الإنسانية إزاء مفهوم الحرية؛ أى التحرر من والتحرر لأجل .. أى وجود موقف من كل شيء يستند إلى الوعى لا إلى الاستعرائية لذلك منحت جهات أمريكية وأوروبية بعض كاتبات هذه الموجة جوائز وزمالات دراسية وزيارات سنوية لمؤسسات ثقافية غربية.
فى حين تجد أن الكاتبات الفرنسيات منذ بداية التسعينيات قد تخلين عن هذا التوجه وانصرفن لمخالجة قضايا المرأة ضمن التوجه الإنسانى بكل سعته ومعطياته وتحررن من قبضة النزعة النسوية المتطرفة التى تحاول مجاهدة التمركز الذكورى بإعلان الجسد فى النصوص لتعود النساء إلى عصر التشيؤ وتدمير الذات باعتبار المرأة مادة للاستهلاك.
حضرت خمسة ملتقيات للإبداع النسائى ما بين الأردن والمغرب وتونس ووجدت التوجهات ذاتها والصراعات عينها وكأن المؤسسات النسوية تسير حسب توجيهات محددة بعينها فى طروحتها عن الإبداع النسائى ودوره فى تحرير المرأة، وجدت خلطاً وتشوشاً والتباساً فى المفاهيم وبخاصة مفهوم الحرية والهوية.. فأنا أرى أن إبداع النساء هو فى حقيقته مسعى لإثبات الذات وتحقيق الهوية والتحرر من كون المرأة موضوعا ًجنسيا محضاً، ولذا فإن حضور الذات الفاعلة المستقلة يستدعى إزاحة أو استبعاد الشبقية والاستعرائية لصالح الجدل الواعى مع حاجات الإنسان وحريته مما يعزز فكرة الذات والهوية وينأى بالإنسان رجلاً وامرأة عن موضوع كونه مادة للشهوة المجردة التى تعيد الجميع إلى عصور النخاسة والعبودية القديمة والبدائية الفجة التى رحبت بها بعض الكاتبات ذوات النصوص الهشة.
من هنا لا أعتد بهذا التقسيم للهوية إلى ذكر وأنثى رغم طغيان هذا التقسيم حاليا فى الأدبيات والدراسات والندوات المتخصصة، ولذلك أيضا آثرت أن أحضر هذا الملتقى العربى للرواية، على حضور مؤتمر المرأة والإبداع فى القاهرة الذى يعقد هذا اليوم بالذات واعتذرت عنه لأننى قررت عدم الإسهام فى مثل هذه الملتقيات المتبنية لحركة عولمة العالم عبر تفكيك البنى الثقافية والاجتماعية إلى جزئيات ومستويات سائلة متحركة لا تملك ثباتا ولا جذور لها، وبالتالى ليست مؤهلة لولوج المستقبل، هذه هى النزعة ما بعد الحداثية التى تنادى بالمثلية الجنسية وإلغاء كل التشكلات الاجتماعية بدءاً بالأسرة وتحويل الإنسان إلى مادة وأداة لا ذات ولا وعى ولا موقف لها وتحويله عن مشكلاته الإنسانية والاقتصادية والسياسية ليصبح ضمن قطيع هائم عائم فى سيولة الحالة ما بعد ــ الحداثية وهذا أقصى ما تريده المؤسسات العولمية لتسهل هيمنتها على شعوب مفككة ومنشغلة بأهوائها البدائية ومتجاوزة مفهوم الحرية المقاوم للاستعباد والذى نادت به حركات التحرر فى العقود السابقة.
من هذا المنطلق والفهم لموضوعة الهوية الثقافية والحرية المسؤولة والنظرة المتشككة بطروحات النزعة النسوية أشتغل فى مشروعى الأدبي، ولا يقتصر عملى على القصة والرواية والمسرحية، بل يتعداه إلى دراسات تقدم رؤى عن هذه الطروحات ومواقفى إزاء التطرف النسوى الذى يجتاح المجتمعات العربية الآن.
أتحدث عن علاقتى بالكتابة وثقافة بلدى العراق ومعطيات موروثه الحضارى الغنى وحاضره ورؤى المستقبل باعتبارى هذه الذات المستقلة الفاعلة والمتفاعلة مع الأحداث والمستجدات، وبهذا أرفض انتمائى للطبيعة بدلالة جنس الأنثى لأن فى ذلك عودة إلى التقسيم البدائى وحصرا للنتاج الإبداعى ضمن جيتو النسوية المؤدلج أو فى خانة الأنوثة الهشة المهمشة، فلا يمكن أن تتسيد الطبيعة على المكتسبات الثقافية والإنسانية التى حصلنا عليها خلال التراكم الحضارى الطويل.
الكتابة هى فعل هويتى الراهنة وبغداد هى هويتى المكانية وأعدها الذات الأخرى التى أتماهى معها وتضعنى كل آونة فى مركزية عصورها العظمى لتعيد تشكيل وجودى من إيقاع قصيدة عباسية أو ملحمة سومرية أو من تجل حلاجى أو مقطوعة ساخرة للجاحظ أو إشارة من إشارات التوحيدى الإلهية، بمعنى أن هويتى الثقافية هى كل هؤلاء وكل خلاصات حضارة بلدى فكأنى ببغداد المباركة تشكلنى فى تنوعات لا نهاية لها وتلدنى وتحرقنى وتصهرنى حتى تبلغ بى مقامات المعرفة ومواقف الجمال ومخاطبات الحقيقة. مقابل هذا أدع بغداد تحتل فضاءات نصوصى فتكون هى المدن المستحيلة والمدن المتخيلة أو المدن المسماة، فهى جامعة الأمكنة وسرة الزمان وهى كل النصوص وما تلاها والوجود وما تناهي.
هكذا من أجل الهوية والذات الفاعلة الواعية يحتاج الكاتب إلى ألف ميتة علنية أو سرية ليقول بالصوت الجريء أو الصمت البليغ سؤال الحياة والوجود ويؤشر تناغم الأشياء أو تناقضاتها بينما لا تحتاج الحياة إلا لولادة طفل واحد لتقول معجزتها أمامنا فى تواضع الحقيقة الحاسمة.
نشارك الحياة فى عملية الحذف والإلغاء، الحياة لا تحتفظ إلا بالجوهرى من الأشياء والكتابة التى هى فعل اختصار للوجود فى الجوهرى من المقولات تقوم على الحذف والإلغاء للإبقاء على الخلاصات، ومعنى هذا أن خسائر الكاتبة الدنيوية التى تحذفها من أفق العبثى نتيجة خيار الإبداع الجاد الواعي، تشكل لها ــ أى الخسائر ــ منصة فوز تقف فوقها وتعرف أن الخسائر هى فقدان ما لا جدوى ولا قيمة له فى الحياة والنصوص.
قدر الكاتبة التى كرست حياتها للكتابة هو الصمت والتأمل والعزلة المنتجة وبغير الصمت والتأمل لن ينجح كاتب ما فى إدارة مملكة المخيلة واعتلاء عرش اللغة والإمساك بجماليات الوجود.. المتأملون الصامتون المنسحبون من الضوء والضوضاء يدركون أن النص هو الذى سيبقى إذا كان جديرا بالبقاء بعد انحسار الضوء والشهرة وخمود الضجة ويعرفون أن الدوى المرتفع هو شأن الطبول والمدافع.
ينتظم مشروعى الإبداعى هم جمالى وإنسانى يشكل عصب نصوصى كلها فتبدو مثل وحدات متصلة فى منظومة متكاملة، حيث يكمل النص المقالة، والقصة تمتد فى الرواية، والمسرحية تقول ما لا تطرحه الأقصوصة، إنما تتلاقى جميعها فى فضاء انشغالاتى الفكرية ومواقفى ولكنها لا تتكرر ولا تتشابه، وعلى المستوى الفنى تتلاشى أحيانا الحدود بين الأجناس الأدبية لتظهر نصوص لا يمكن إخضاعها للتجنيس التقليدى وتستند هذه الأعمال إلى مقومات أساسية مشتركة أوجزها بهذه النقاط:
1 ـ الخصوصية المحلية فى أفقها الإنسانى الواسع وانتمائها العربي.
2 ـ الهم المعرفى الذى يشكل الوعاء الفكرى والإطار المفهومى للحياة والإنسان والأحداث وحركة الوجود.
3 ـ الاشتغال اللغوى الجمالي، أى السياق المقالى الذى يشكل أحد عنصرى السياق الدلالى حيث تميز جمالية اللغة وموسيقاها معظم أعمالى الإبداعية.
4 ـ الاشتغال الأسلوبي، وقدمت فيه تجارب متنوعة فى القصص والروايات والنصوص.
5 ـ موضوعة اللاتناهي، بمعنى التجدد المستمر ضمن أقنومى الزمان والمكان وتغير البناء الفنى من نص لآخر حسب مقتضيات السياق المقامى (المناخ النفسى والاجتماعى والتاريخي.. إلخ) للنص.
خلال سنوات الحصار الإحدى عشرة تعاملت مع واقعة الحصار الاستثنائية، الفوق ــ غرائبية على أنها معطى إبداعى خارق إذ تركت آثارها فى حياتنا وآمالنا وإبداعنا وغيرت من نظرتنا لأنفسنا وللعالم وحاضرنا ومستقبل الإنسان فى بلدنا وأعد نفسى من أكثر الكتاب العراقيين إنجازاً ونشاطاً فى هذه الفترة، فكأنى أواصل الرد على تدابير الموت والفناء بتدابير الإبداع والحياة.
موضوعة الحصار قدمت لنا مواضيع ساخنة واستثنائية استدعت بالتالى أشكال تعبير وبنى فنية جديدة بإمكانها استيعاب الغرائبية الحصارية التى نكابد آثارها وكأنها ضرب من الخرافة، وكأننا ضرب من الكائنات الأسطورية فى بلد هو أسطورة الحضارة والمقاومة والبقاء والإبداع.
مثالى على البنى الجديدة غير المسبوقة كتابى "ضحكة اليورانيوم" الذى أطلقت عليه اسم "مروية" وهى تسمية أشمل من مسمى رواية وتمنحنى حرية التحرك فى المجال الرؤيوى والوثائقى ومجال حضور صوت المؤلفة الذى هو أسلوب عربى سائد فى المرويات الجاحظية وغيرها، والعمل ــ المروية يستدعى علامات الموروث الإسلامى والرافدينى وشفرات العصر الراهن استخدمت فيه الشهادة الشخصية والوثيقة والرؤى والأحلام وكنت مشاركة فى الحدث وشاهدة، وهذه إحدى ميزات الإبداع العربى فى عصوره النيرة بخاصة فى القرنين الثالث والرابع الهجريين. أردت فى هذا الكتاب الذى يدون واقعة "العامرية" من خلال أحلام ثلاثة عشر طفلاً من الضحايا أن أرد على الموت الأمريكى الحضارى بصيغة نص يمزج بين معطيات الحضارات العراقية كلها مستخدمة رمزية الأعداد والأسماء فى تراثنا الإسلامى والرافديني، حيث وضعت على لسان الضحايا أحلاما يقاومون بها الموت بإدامة حلم الحياة كرد على مقولة منظرى الثقافة الغربية عن موت الحلم الإنسانى والتبشير بالعدم.
يتواشج فى نصوصى كلها الشعرى مع السردي، والرؤيوى مع الواقعي، وهذه أهم سمات كتابتى ، شعرية اللغة التى أتحدى بها اللغة المحايدة الجافة السائدة فى النثر القصصى المتأثر بالترجمات عن النصوص العالمية لأقدم لقرائى جمالية لغة عربية فذة أنا وريثتها التى استفادت من ثراء هذه اللغة وكنوزها التعبيرية الهائلة، فلماذا أجعل نصوصى شبيهة بنصوص الآخر الذى دوّن تجربة عيشه وانعكاسات بيئته ومقومات ثقافته المختلفة بلغة تخصه لا يمكن أن تنتمى إلى المزاج العراقى أو العربى ولا تقدم النشوة الجمالية التى لا يعرفها من لا يعرفون اللغة العربية وعبقريتها.
فمثلما ينتمى نص يابانى إلى طريقة التعبير اليابانية، والفرنسى إلى أساليب القول الفرنسية، والألمانى إلى طرائق التعبير والفهم الألمانية، لذلك ينبغى لنصى أن ينتمى إلى طرائق التعبير العربية الجمالية الساحرة ويغترف من تراكيب العبارة والعلامات المقامية والدلالية ليعرف القارئ أنه انعكاس لبيئة الكاتبة وموروثها وتجاربها، كاتبة تعيش فى مكان محدد وتنتمى لثقافة معينة لها خصوصيتها وفاعليتها وسعيها لبلوغ المستقبل.
وهذا المسعى هو انشغالى الدائم فى سبيل الحفاظ على هوية إبداعية منتمية إلى بيئتها وعصرها لمواجهة طغيان ثقافة الآخر على البنى الثقافية فى بلدان جنوب الأرض ومحاولة تسييد أساليب عيش وطرئق تفكير بالقوة على شعوب هذه البلدان.
ومن هنا لا يجد المبدعون والأدباء بخاصة فى بلادنا إلا أن يعوا ذواتهم وهويتهم ويمسكوا بشروط الوجود وعلامات المستقبل دون تمجيد مطلق للموروث، بل استفادة واعية من بؤره المضيئة، ودون قبول بالحاضر من غير نقد وتحليل وانتقاء، وبهذا نتشارك ونعمل معاً لقول هويتنا الثقافية بوجه الجائحة التى تهدد عالمنا بصيغة وحش هائج اسمه أمريكا وطرائق أمريكا فى العيش والحكم والثقافة واستغلال ثروات الكوكب الأرضى واستعباد شعوبه.
لطفية الدليمي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ہ شهادة ألقيت فى ملتقى الإبداع العربى "قضايا الرواية والهوية" الذى عقد فى بغداد أواخر أكتوبر 2002.

د.فالح العمره 04-04-2005 09:06 PM

الإبداع جِبِلّةٌ أم اجتهاد ؟

يعيب الناس على القادر حينما لا يبادر ، وعلى الغني حينما يبخل ، وها نحن اليوم قادرون على أن ندفع عن أنفسنا عار التهمة : " بأن العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لا يفهمون ، وإذا فهموا لا يطبقون ، وإذا طبقوا لا يحسنون " !! ولكننا وللأسف لم نبادر !

إن الذين قالوا فينا ما قالوا إنما قاسوا واقعنا بواقعهم ، ولم يقيسوا ماضينا بماضيهم ، فظنوا أن هذه الأمة عقيمة في إنجاب النوابغ ، والمفكرين والمكتشفين ،والمخترعين ، والمتنورين ، والمبدعين .. ونسوا أن هذه الأمة هي التي أبدعت " القانون " في الطب ، و " الإسطرلاب " في الجغرافيا ، و " الأزياج " في علم الفلك ، و " المقدمة " في علم الاجتماع ، و " الجبر والمقابلة ً في الرياضيات ، و" ساعة البندول " وهي أول أداة لحساب الزمن من نوعها ، ... يوم أن كان للعرب أعظم حضارة في تاريخ الإنسانية .

ونسوا كذلك مصطفى مشرفة ، وفاروق الباز ، وأحمد زويل ،.... وغيرهم كثير من علماء هذا العصر الذين أذهلوا العالم بإبداعاتهم في مجالات الفيزياء والجيولوجيا والكيمياء ، .... لقد خرج هؤلاء من رحم هذه الأمة ، وهي أمة قادرة ومقتدرة إن أرادت ، ولكنها لِعلِّة – غير عضوية – بخلت فتخلفت !

انظر لليابان ، فقد كانت قبل الامبراطور " فيجي " نسياً منسياً ولكن ذلك الامبراطور حينما أعلن عن قداسة العلم ، وحينما كرّم العلماء واحتضنهم ، وأرسل البعثات لتنهل من منابع العلم في أوربا ، وفي مصر (محمد علي ) في حينه عاد المبعوثون إلي البناء والإعمار في بلادهم ، كان " فيجي " قادراً وغنياً فبادر ولم يبخل ، فكانت علي يديه نهضة اليابان الحديثة التي لا تنكر.

إن هذا وذاك يؤكد أن الإبداع الفردي أو الإبداع الأممي ليس جِبِلّةً ، إذا لو كان كذلك لبقي النبوغ في أحفاد الفراعنة أو في أحفاد كونفو شيوس أو في أحفاد نبوخذ نصر ، وهم أصحاب أقدم الحضارات الإنسانية ، أما وقد تحركت مراكز الحضارة الإنسانية من ضفاف الأنهار إلي شواطئ المحيطات ، ومن الشرق إلي الغرب فإنما هذا بفعل عوامل أخرى ، إنه الاجتهاد ، والرغبة في التجديد والتطوير ، والجو الأمن والإمكانيات المادية المسخرة لدعم العلم والعلماء والبحث النظري والتطبيقي .

ويقول ( توينبي ، 1964 ) : " إن توفير الفرص الكافية لانطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة من عقالها أصبح قضية حياة أو موت لأي مجتمع "

يقول ( جروان ، 1997 ) : " الإبداع ليس سحراً أو إلهاما ً أو قوة خارقة تملكها قلة من البشر ، ولكنه مزيج من القدرات والاستعدادات والخصائص الشخصية التي توجد لكل فرد سوي بدرجة ما "

فهل طاقاتنا الإبداعية ، وقدراتنا واستعداداتنا ، بدأت تعمل وتنتظر الإشراق للمشاركة في توسيع دائرة الحضارة الإنسانية أو في تحريك مركزها ؟ وهل قدحنا الزناد لطاقات أبنائنا الكامنة حتى تضيء لنا ؟ أم أنه ليس بالإمكان أبدع مما كان - وفي هذا الهوان والخسران ؟!
الهمة ! الهمة ! يا رجال العلم ، فالإبداع 99% منه مثابرة واجتهاد ، 1 % فقط منه حظ وإلهام ، فهلا اجتهدنا ولو 1 % حتى نرفع عن أنفسنا التهمة والحرج ! ؟

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
mamoqbel@yahoo.com

د.فالح العمره 06-04-2005 11:28 PM

--------------------------------------------------------------------------------

صفات المبدع

[align=justify][align=right]1)صفات ذهنية:
يمتلك قدرة عالية على التفكير الإبداعي ويحب التجديد
يمتلك ذاكرة قوية في بعض الأمور,وقاد ر على الإلمام با التفاصيل
مثقف ولديه معرفة واسعة
يحتاج إلى فترات تفكير طويلة
يفضل التعامل مع الأشياء المعقدة والمتنوعة والتي تحمل أكثر من تفسير
يعتمد على الملاحضة الشديدة لكل المسارات والأساليب للموضوع الذي يهمة
لديه قدرة عالية على تلخيص الأراء
يحب البحث والتفكير والتامل الذهني
يركز على النقد البناء
دائم التساؤل
يقترح أفكارا قد يعتبرها الغير غير مقبولة
يتمتع بالاستقلالية في التفكير والرأي
يفكر بشكل أفضل في فترات الهدوء والفراغ
بطيء في تحليل المعلومات سريع في الوصول إلى الحل

2)صفات نفسية:
قادر على التكيف بسرعة مع المتغيرات
يحب التميز بعمله ولا يحب التقليد
متفائل بطبيعته
يعتمد كثيرا على احاسيسه ومشاعره
لاينهزم ولا يهرب من المشكلة بسرعة
يهتم ويتحمس لأفكاره ومشروعاته الشخصية ويثبت وراءها حتى ينتهي من تنفيذها
الثقة في النفس,والشعور بالقدرة على تنفيذ ما يريد
قوة الإرادة
عنيد لا يتخلى عن رأيه بسهولة
يتميز بطموح عالي جدا
لديه شعور بأن عنده مساهمات خاصة
له قدرة كبيرة على تحمل المسؤولية

3)صفات عملية:
لا يحبذالقيام بأعمال روتينية
يفضل القيام بالأعمال التي تنطوي على التحدي
يميل إلى المغامرة ويحب التجريب
يثابر على عمله ويتابع أفكاره بجدية باالرغم من معارضة الاخرين
يسعى دائما إلىتحسين عمله
لايهتم كثيرا بالرسميا ت التنظيمية ويكره العمل في مواقف تحكمها قواعد وتنظيمات صارمة
أوراقه فيها فوضى وعدم ترتيب
يحب السفر والتجوال
لايحب هواية جمع الأشياء (طوابع,نقود...)
من المهم أن يتناسب عمله مع رغبته وليس العكس
يؤدي التكاليف في الوقت والكيفية التي تناسبه

4)صفات إنسانية:
حساس ولديه روح الدعابة والفكاهة
مهذب ولكنه صريح ومستقل ولا يحبذ السلطة او التسلط
قادر على مقاومة ضغوط الجماعة
يفضل العمل في بيئة تنطوي على عناصر دعم وتحفيز
يحب الثناء والمدح
شجاع ومقدام
يشعر بقدر من الغبطة والسرور عندما يمارس العمل الذي يبدع فيه
يستمتع بالجمال
صبور

د.فالح العمره 14-04-2005 01:33 PM

الإبداع
طريقك نحو قيادة المستقبل
المراجع:

سلسلة الإبداع والتفكير الابتكاري د. علي الحمادي.
الخروج من الصندوق فرانك برنس ترجمة: نسيم الصمادي.
إعداد: عبد الله المهيري

قبل أن نبدأ
أنوه إلى أن مادة هذا الملف تم تجميعها وترتيبها من المراجع المكتوبة أعلاه، واجتهدت أن أختصر بقدر الإمكان في هذه المادة وكتابة الخلاصة المفيدة ورتبت الملف بحيث يعرف الفرد كيف الإبداع ومعوقاته والطرق التي تجعلك أكثر إبداعاً، وأساليب توليد الأفكار وأخيراً بعض التطبيقات.

ما هو الإبداع؟ وماذا نقصد بالإبداع؟
في الحقيقة هناك تعاريف كثيرة للإبداع، لذلك سنذكر بعض التعاريف، من أيسر هذه التعاريف التعريف التالي "العملية التي تؤدي إلى ابتكار أفكار جديدة، تكون مفيدة ومقبولة اجتماعياً عند التنفيذ" وهناك تعريف شامل للدكتور على الحمادي، أورده ضمن كتابه الأول من سلسلة الإبداع وهو التعريف التالي "هو مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله" وأعتقد بأن هذا هو التعريف الشامل.

إذاً الإبداع هو إنتاج أفكار جديدة خارجة عن المألوف، على شرط أن تكون أفكار مفيدة، وقد يكون الإبداع في مجال يجلب الدمار والضرر وهذا لا يسمى إبداع بل تخريب، فلو قلنا أن موظف ابتكر طريقة جديدة لتخفيض التكاليف أو لتعزيز الإنتاج أو لمنتج جديد، فتعتبر هذه الفكرة من الإبداع.

ويمكنك الرجوع إلى كتاب "شرارة الإبداع" د. علي الحمادي حيث ستجد تعريف شامل للإبداع والمفاهيم المتصلة به. وهذا الملف هو تعريف مختصر جداً للإبداع ولا أود الإطالة.

من هو المبدع؟
يظن بعض الناس أن الإنسان المبدع ولد هكذا مبدعاً، وهو مفهوم غير صحيح، وللاختصار أقول كل شخص يستطيع أن يبدع ويبتكر إلا من يأبى!

كان أحد رجال الأعمال يقف في طابور طويل في إحدى المطارات، لاحظ الرجل أن أغلفة تذاكر السفر بيضاء خالية، ففكر في طباعة إعلانات على هذه المغلفات وتوزيع هذه الأغلفة مجاناً على شركات الطيران، وافقت شركات الطيران على هذا العرض، وتعاون رجل الأعمال مع مدير إحدى المطابع وتم هذا المشروع، والنتيجة أرباح بملايين الدولارات! الفكرة إبداعية وصغيرة، لكنها جديدة ولم يفكر فيها أحد من قبل، وصار لهذا الرجل زبائن من الشركات الكبرى في الولايات المتحدة.

الإبداع الفردي

نستعرض في هذا القسم خصائص الشخص المبدع، معوقات الإبداع لدى الأفراد، طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعاً، طرق توليد الأفكار، ثم بعض الأمثلة والمجالات التي يستطيع الفرد أن يبدع فيها.

صفات المبدعين
هذه بعض صفات المبدعين، التي يمكن أن تتعود عليها وتغرسها في نفسك، وحاول أن تعود الآخرين عليها أيضاً.

يبحثون عن الطرق والحلول البديلة ولا يكتفون بحل أو طريقة واحدة.
لديهم تصميم وإرادة قوية.
لديهم أهداف واضحة يريدون الوصول إليها.
يتجاهلون تعليقات الآخرين السلبية.
لا يخشون الفشل ( أديسون جرب 1800 تجربة قبل أن يخترع المصباح الكهربائي ).
لا يحبون الروتين.
يبادرون.
إيجابيون ومتفاؤلون.
وإذا لم تتوافر فيك هذه الصفات لا تظن بأنك غير مبدع، بل يمكنك أن تكتسب هذه الصفات وتصبح عادات متأصلة لديك.

معوقات الإبداع
معوقات الإبداع كثيرة، منها ما يكون من الإنسان نفسه ومنها وما يكون من قبل الآخرين، عليك أن تعي هذه المعوقات وتتجنبها بقدر الإمكان، لأنها تقتل الإبداع وتفتك به.

الشعور بالنقص ويتمثل ذلك في أقوال بعض الناس: أنا ضعيف، أنا غير مبدع ... إلخ.
عدم الثقة بالنفس.
عدم التعلم والاستمرار في زيادة المحصول العلمي.
الخوف من تعليقات الآخرين السلبية.
الخوف على الرزق.
الخوف والخجل من الرؤساء.
الخوف من الفشل.
الرضى بالواقع.
الجمود على الخطط والقوانين والإجراءات.
التشاؤم.
الاعتماد على الآخرين والتبعية لهم.
طرق وأساليب لتصبح أكثر إبداعاً

مارس رياضة المشي في الصباح الباكر وتأمل الطبيعة من حولك.
خصص خمس دقائق للتخيل صباح ومساء كل يوم.
ناقش شخصاً آخر حول فكرة تستحسنها قبل أن تجربها.
تخيل نفسك رئيس لمجلس إدارة لمدة يوم واحد.
استخدم الرسومات والأشكال التوضيحية بدل الكتابة في عرض المعلومات.
قبل أن تقرر أي شيء، قم بإعداد الخيارات المتاحة.
جرب واختبر الأشياء وشجع على التجربة.
تبادل عملك مع زميل آخر ليوم واحد فقط.
ارسم صوراً وأشكالاً فكاهية أثناء التفكير.
فكر بحل مكلف لمشكلة ما ثم حاول تحديد إيجابيات ذلك الحل.
قدم أفكاراً واطراح حلولاً بعيدة المنال.
تعلم رياضة جديدة حتى إن لم تمارسها.
اشترك في مجلة في غير تخصصك ولم يسبق لك قراءتها.
غير طريقك من وإلى العمل.
قم بعمل السكرتير بنفسك، وأعطه إجازة إجبارية!
قم بترتيب غرفتك، وغسل ملابسك وكيها لوحدك.
غير من ترتيب الأثاث في مكتبك أو غرفتك.
احلم وتصور النجاح دائماً.
قم بخطوات صغيرة في كل عمل، ولا تكتفي بالكلام والأماني.
أكثر من السؤال.
قل لا أعرف.
إذا كنت لا تعمل شيء، ففكر بعمل شيء إبداعي تملء به وقت فراغك.
ألعب لعبة ماذا لو ..؟
انتبه إلى الأفكار الصغيرة.
غير ما تعودت عليه.
احرص أن يكون في أي عمل تعمله شيء من الإبداع.
تعلم والعب ألعاب الذكاء والتفكير.
اقرأ قصص ومواقف عن الإبداع والمبدعين.
خصص دفتر لكتابة الأفكار ودون فيه الأفكار الإبداعية مهما كانت هذه الأفكار صغيرة.
افترض أن كل شيء ممكن.
طرق توليد الأفكار
وصلنا إلى التطبيق العملي، كيف نولد ونبتكر افكار وحلول جديدة، إليك هذه الطرق:

حدد هدفاً واضحاً لإبداعك وتفكيرك.
التفكير بالمقلوب، أي إقلب ما تراه في حياتك حتى تأتي بفكرة جديدة، مثال: الطلاب يذهبون إلى المدرسة، عندما تعكسه تقول: المدرسة تأتي إلى الطلاب، وهذا ما حدث من خلال الدراسة بالإنترنت والمراسلة وغيرها.
الدمج، أي دمج عنصرين أو أكثر للحصول على إبداع جديد، مثال: سيارة + قارب = مركبة برمائية، وتم تطبيق هذه الفكرة!
الحذف، احذف جزء أو خطوة واحدة من جهاز أو نظام إداري، فقد يكون هذا الجزء لا فائدة له.
الإبداع بالأحلام، تخيل أنك أصبحت مديراً لوزارة التعليم مثلاً، مالذي ستفعله؟ أو تخيل أننا نعيش تحت الماء، كيف ستكون حياتنا؟
المثيرات العشوائية، قم بزيارة محل للعب الأطفال، أو سافر لبلاد لم تزرها من قبل، أو امشي في مكان لم تراه من قبل، ولا تنسى أن تحمل معك دفتر ملاحظات وقلم لكي تسجل أي فكرة أو خاطرة تخطر على ذهنك.
الإبداع بالتنقل، أي تحويل ونقل فكرة تبدو غير صحيحة أو معقولة إلى فكر جديدة ومعقولة.
زاوية نظر أخرى، انظر إلى المشكلة أو الإبداع أو المسألة من طرف ثاني أو ثالث، ولا تحصر رؤيتك بمجال نظرك فقط.
ماذا لو؟، قل لنفسك: ماذا لو حدث كذا وكذا .. ستكون النتيجة .....
كيف يمكن؟ استخدم هذا السؤال لإيجاد العديد من البدائل والإجابات.
استخدامات أخرى، هل تستطيع أن توجد 20 استخدام آخر للقلم غير الكتابة والرسم؟ جرب هذه الطريقة وبالتأكيد ستحصل على أفكار مفيدة.
طور باستمرار، لا تتوقف عن التطوير والتعديل في أي شيء.
أمثلة وتطبيقات
1- تصور أن مؤسستك ققرت الاستغناء عنك، فماذا ستفعل؟ هل ستبحث عن وظيفة جديدة أو ستبدأ مشروعك الخاص، أو لن تفعل أي شيء بالمرة، فكر وابتكر فكرة إبداعية جديدة، وطبقها إذا أمكن، ولا تنسى أن الخوف على الرزق هو من معوقات الإبداع.

2- انظر إلى المخلفات والمهملات التي في المنزل، هل بإمكانك أن تستفيد منها؟ على طاولتي علبة لوضع الأقلام فيها، هذه العلبة كانت في الأصل علبة لطعام!! لكن تم تنظيفها وتزينها حتى أصبحت جميلة ومفيدة.

3- تود أن تذهب مع عائلتك في رحلة إبداعية، كيف ستكون هذه الرحلة؟

4- غرفتك غير منظمة، كيف سترتبها بحيث توفر مساحة كبيرة، ويكون هذا الترتيب عملي أيضاً.

5- سيزورك بعض أصدقائك في المنزل، كيف ستسقبلهم بطريقة إبداعية؟

6- رغبت في تنشيط أفراد أسرتك بنشاط إبداعي جديد، كيف سيكون هذا النشاط؟

7- قررت أن تزرع حديقة منزلك بنباتات الزينة، كيف ستزرعها وكيف سيكون شكلها؟

8- لاحظت أن النفقات المالية كثيرة في منزلك، كيف ستقلص هذه النفقات؟

9- تود أن تتعلم وتزيد ثروتك المعرفية، ابتكر 10 طرق لتزيد من معرفتك.

10- إذا كنت تعتمد على الخادمة في أعمال المنزل، تصور أنك تخليت عنها لمدة اسبوع، كيف ستدبر أعمال المنزل؟ وطبق هذا التمرين عملياً وتخلص من الخادمة ومن سلبيات الخدم.

الخاتمة
كن شخصاً مبدعاً ولا تلتفت إلى ما يقوله غيرك من تعليقات سلبية ومثبطة، وحاول أن تنمي مهارة الإبداع لديك واعلم أنها مهارة تستطيع أن تكتسبها، والإبداع ضروري لحياة الفرد لكسر الروتين والملل، ولتطوير مهاراته ومعارفه، ولإثراء حياته بالتجارب والمواقف الجميلة، لذلك فكر في كل حياتك الشخصية وحاول أن تبدع ولو قليلاً في كل مجال.



من موقع عالم النور

ajma20055 14-04-2005 02:59 PM

استاذ الفاضل الابداع هل هو نفس الطموح او غير

د.فالح العمره 14-04-2005 03:19 PM

مرحبا بك اخي الفاضل

الابداع يختلف عن الطموح فالابداع واضح في المواضيع التي سبقت

اما الطموح فهي الهمه التي تدفع الشخص للابداع

والله اعلم

ajma20055 14-04-2005 09:42 PM

يا حضرت سمو الامير لاحظ ان النتيجه تكون واحده ويكون الابداع مساوي لطموح والله اعلم

د.فالح العمره 16-04-2005 05:31 PM

الإبداع كلمة محبوبة إلى معظم الناس ، فنحن نؤمن إيمانا كاملا بأهميتها ، وأهمية تعلمها و العمل بها ، بل وتصل بنا الرغبة إلى احتكارها و إحكام السيطرة عليها . وعلى الرغم من ذلك نجد أنفسنا غير قادرين على ذلك . فيعمد البعض أن يسأل عن أسباب عدم قدرتنا على الإبداع ، لذا نجد أنفسنا بحاجة على أن نتعرف على تلك الأسباب ولعل من أهمها :





أولا المسببات الحسية :

وهي معوقات تنتج من مشكلات تتعلق بالشخص نفسه ، مثل :

1-حصر معنى أو تفسير لغوي واحد لمفهوم واحد : إن حصر المفاهيم ضمن معنى واحد يسبب محدودية لإدراكات و مفاهيم المرء نحو ما حواه بالبيئة ومنها المفاهيم اللغوية، ومن أمثلة ذلك أن يعمد المرء إلى وضع معنى واحد باللغة العربية لكل مفردة باللغة الأجنبية (الإنجليزية مثلا) ، وهذا خطأ فادح يقع فيها أبناؤنا الطلبة حيث إنه قد يحد من حلاوة اللغة العربية و الأجنبية أيضا، والمضحك في الأمر أنه عندما يتوسع في دراسة اللغة ويعود إلى ترجمته المبتدئة ، يكاد البعض أن يجعل من هذا الموقف نكتة يضحك منها .



2-عدم القدرة على تشخيص المشكلة : يشكو معظم الناس من مشكلات تواجههم في الحياة ، بيد أن معظمهم لا يستطيع أن يشخص المشكلة الرئيسة من سمات المشكلة أو المواصفات الجانبية التابعة لها . كأن يشكو المرء من خروج دخان من سيارته، هذا الدخان سمة جانبية لمشكلة في محرك السيارة ، إن معظم الاخوة لا يستطيع تحديد سبب هذه المشكلة ، المشكلة الأكثر تعاسة أن معظم (من يتسمون بـ) الميكانيكيين، يلجأون إلى تغيير القطعة كاملة بدلا من إصلاح موضع العطب .



3-محدودية الخبرة : إن محدودية خبرة المرء تجعله لا يرى المشكلة إلا من زاوية واحدة، وفي معظم الأحيان حسب ما تقع عليه عيناه فقط ، لذا قد يخطئ المرء في تقديراته ، وهنا نلاحظ حكمة المولى جلت قدرته حين أوصى بالشورى حتى تتعدد الفِكَرْ و زوايا مناقشة المعضلة.





4- مشكلة التشبع/ التعود : وهي تعود الفرد على منظر الأشياء من حوله لدرجة أنه لا يعطي لها بالا و لا اهتماما ، وقد تكون من ضمن هذه الأشياء الحل الذي يبحث عنه. فمثلا تعود معظمنا الذهاب إلى عمله و العودة من طريق محدد ، لدرجة انه يقول "أن سيارته تعرف طريقها بنفسها" ، الطريف في الأمر أن صاحبنا هذا لا يعطي بالا لأمور في الطريق قد تخدمه وقت الحاجة ، فنلاحظ انه يذهب إلى أماكن بعيدة لشراء أشياء في حين أن هذا الشيء متوافر في أحد المحلات التي على طريق عمله (مثلا ).



5-عدم استعمال الحواس "الخمس" بالطريقة السليمة: إن تعود المرء على السرعة في أمره (وخصوصا في هذه الأيام) التي تجعله دائما مستعجلا ، لا تمنحه الوقت للتجريب و استخدام كافة الحواس الخمس لحل مشكلاته . فتكثر عمليات الغش والخداع ويقع صاحبنا فريسة لهذه العمليات .

ثانيا : المسببات النفسية :

إن طبيعة المرء و تربيته تؤثر تأثيرا سلبيا على إبداعاته ، وخصوصا إذا لم يتم إرشاده نحوها ، فمثلا تعود أحدنا على إن يكون دقيقا جدا في عمله ، فنجده يتعامل معاملة صارمة تقتل كافة سبل الإبداع ، و تكون حياته خالية من المرونة بل وقاسية قسوة الصحراء .

كما تعودنا على الكسل ، فبدلا من أن ندقق في مسببات الأشياء قبل الحكم على المواقف ، نلاحظ أن البعض يأخذ بحكم الآخرين على الأشياء كشراء سيارة معينة أو شماغ معين وما شابه، من جهة أخرى (وهذا قد يؤرق الأخوة الأطباء) نلاحظ أن بعض المرضى يتناصحون ببعض الأدوية دون استشارة الطبيب ، وقد تصيب تارة وتخطئ تارة أخرى، المشكلة إنها قد تكون مميتة أحيانا (هل هذا إبداع للموت ؟ حمانا الله جميعا من كل مكروه). فهل يكون سبب ذلك هو عجزنا عن التفكير بشكل صحيح و متمرس؟



ثالثا : المسببات الاجتماعية و البيئية :

إن مجتمعنا قد يكون عائقا كبيرا للإبداع . فمثلا

1- عدم إعطاء الخيال حقه من الممارسة والاهتمام بحجة أن الخيال سمة من سمات الطفولة ، تكون عيبا في حق الكبار ، بل والأمر ينطبق حتى على اللهو واللعب .

2- إن سيادة مفهوم حل المشكلات بين معظم الناس وحصرها في الجدة بالعمل و عدم الهزل ، في حين أن سمة الهزل و خفة الظل سمة شخصية من سمات المبدعين.

3- طغت على الغالبية العظمى من البشر لغة الأرقام ومنطقها (كأسلوب مثمر للحياة) وغدت الإنسانيات لغة غير محببة وتحولت الحياة إلى عمل دون راحة .

4- لا يستسيغ الكثير عمليات التغيير ، بل يعتبرونها مشكلة و مضيعة للوقت ، بل و يحبذون النمط المألوف للحياة اليومية بالنسبة لهم وصار الأفراد آلات لا تتوقف.

5- من جهة أخرى نلاحظ عدم التعاون بين أعضاء الفريق الواحد مما يسبب مضيعة الوقت والجهد.

6- التسلط بين الأفراد ، و الخوف من المسئولية ، والحرص الشديد جدا على الانضباط .

7- الإفراط والتفريط في استخدام التقنية دون حاجة ماسة اليها.



رابعا : المسببات الذهنية :

العقل هو مركز التفكير ، لكنه يكون معوقا أحيانا وخصوصا أن :

1- الإصرار على استخدام التقنية وبخاصة إن كانت بشكل خاطئ . فالحمد لله وصلت التقنية إلى منازلنا بشكل ميسر ، وجميل جدا أن يُسخّر المرء التقنية لخدمته ، لكن حينما تكون هذه التقنية سببا لتعاسته ، فنحن بحاجة إلى وقفة تأملية لهذه التقنية ونسأل أنفسنا "لماذا حصلنا على هذه النتيجة السلبية من هذه التقنية ؟".

2- عدم الإلمام بأسلوب حل المشكلات بشكل صحيح وعلمي ، فإن أساليب حل المشكلات تأخذ مراحل محددة ، و بسبب طبيعة البشر (وهي العجلة في الأمور كلها ) نلاحظ عدم اكتراث المرء (وخصوصا أثناء تفكيره) في اتباع هذه المراحل ، فمثلا في التجارب الكيميائية يضطر الكيميائي إلى اتباع عمليات الكشف عن المحاليل مجهولة التركيب في مراحل متدرجة للكشف عن تركيباتها، إن تخطي أي مرحلة تعني عدم دقة النتائج . ويضطر الفرد أحيانا إلى استعمال استراتيجية لم يتعود عليها ، فيضطر إلى معاملة هذه الاستراتيجية بنفس المعاملة التي يعامل بها الاستراتيجيات التي كان يتعامل معها ، دون مراعاة لخصائص هذه الاستراتيجية ( كأسلوب المحاولة و الخطأ) .

3- عدم تكامل البيانات والمعلومات الرئيسة لتكوين خلفية علمية متكاملة وهذا أحد أسباب عدم اكتمال الحلول ، فمثلا يقضي المحققون في العلوم البوليسية وقتا كبيرا في البحث عن أدلة إضافية تساعدهم على حل المشكلة، و أنت عزيزي المبتكر عليك التفكير بتمعن، واستخدام كافة الوسائل لجمع البيانات ، و تقييم هذه البيانات فمعظم الأحيان نخفق في النتائج بسبب عدم اكتمال هذه البيانات بشكل صحيح .

4- عدم توافر المسببات و القدرات الرئيسة ( كالقراءة و الكتابة والأدوات … الخ) وهي ما تعرف باسم الإمكانات ، لكن هذا ليس عذرا في عدم حلنا للمشكلة ، فعلينا إيجاد البدائل ، مثلا إن كانت اللغة حاجزا ، فنحن بحاجة إلى تعلم هذه اللغة ، أو إحضار مترجمين وما شابه ، كذلك إيجاد كل ما من شأنه تذليل وتوفير هذه المتطلبات .

5- قلة الثقة بالنفس أو الإفراط في الثقة بالنفس : الثقة بالنفس للدرجة المطلوبة أمر مطلوب وخصوصا أثناء المواجهات أو التطبيقات العملية ، بيد أن الأمر غدا بين إفراط وتفريط لا يتلاءم و القدرات الموجودة ، فان تم تحديد هذه القدرات فلعل أفضل حل بعدها ما تقوله هذه الآية الكريمة: "فإذا عزمت فتوكل على الله " . فإن الغرور مشكلة وكذلك التردد.

6- عدم تقبل النقد الهادف : لقد جعل الله سبحانه الشورى مبدءا إسلاميا مهماً حيث يتم من خلاله رؤية المشكلة من عدة زوايا ينقد من خلالها الجميع فكرة حل معينة ويتم من خلالها بناء فكرة جديدة ، و هنا تتضح عملية النقد الهادف و تقبل هذه الانتقادات بروح طيبة.

د.فالح العمره 17-04-2005 04:37 PM

النهوض الابداعي...للفرد...

كيف تسير في طريق الابداع...
أولا: عدم الاعتماد على الحلول الجاهزة

يعتمد الأفراد ـ غالباً ـ عند مواجهة أي طارئ أو بحث أية مسألة مستجدة على مخزون ذاكرتهم من نظريات وحلول مماثلة أو مشابهة لما يحدث لهم، ونقل التجربة السابقة كاملة أو مبتورة لمعالجة الطارئ الجديد أو القادم باعتبار هذه الطريقة افضل الخيارات وأسرعها في حل المشاكل وإنهاء الأزمات. ونجاحها مرة لا يعني بأي حال من الأحوال اعتمادها مرهماً لكافة الجروح، فقد أثبتت التجارب أن التكرار ممل وقاتل وخصوصاً في المسائل الاستراتيجية والعسكرية، لذلك يلزم ترك الماضي وما يحمل من نجاحات واخفاقات، والتنقيب عن حلول جديدة تفاجئ الجميع.

ثانياً: التأني في حسم المواقف

لا شك أن السرعة مطلوبة في الكثير من القضايا، ولكن لا على حساب الجودة والنوعية أو الإحاطة والإلمام بجوانب الموضوع المختلفة، فالبعض من الناس بحجة ضيق الوقت والإسراع في إنجاز المهمة والبرنامج يتوقف عند حدود معينة ويكتفي بما حصل عليه من نتائج متواضعة أو جزئية، في حين يتطلب الموقف ضغطاً اكبر على العقل لا خراج كل ما لديه من إبداعات مع مراعاة عنصر الزمن ـ طبعاً للطوارئ أحكام ـ واكتشاف ارقى الرؤى وانضج الحلول.

ثالثاً: زرع الثقة بالنفس.

الحياة تجارب، والتجارب قد تصيب حيناً، وتخطأ حينا آخر، (وفي التجارب علم مستأنف) كما قال أمير المؤمنين…، والعاقل من اتعظ من هفواته وأخطاءه، ونهض مسرعاً لتقديم المزيد من النتاجات للوصول للهدف المنشود، ودون أن يعيق توقفه عمليات نمو تفكيره الإبداعي. وينقل عن الكاتب البريطاني (شكسبير) أنه لم يصل إلى قمة المجد والشهرة إلا بعد نكسات غير عادية مرّ بها في مشواره الأدبي، ربما تخطت ألف رفض لنتاجاته الأدبية من قبل الصحف البريطانية، وبمواصلة الطرق المتواصل للعقل استطاع أن يقدم أعمالاً إبداعية فريدة خلدت اسمه إلى اليوم.

ثم أن الفشل في جانب معين لا يعني بأي صورة عدم طرق الجوانب الأخرى فالإنسان لم يخلق ليبدع في هذا الجانب دون ذاك، وإنما عليه بذل الجهود للوصول إلى الحالة التي تفتق عقله وترفع مستوى تفكيره.

رابعاً: رفع المستوى الثقافي والعلمي

العقل يحتاج إلى إمداد ثقافي وعلمي رفيع وغير منقطع، حتى يتمكن من طرق الجديد وفتح نوافذ غير معروفة أما الجمود على المخزون الماضي وقطع التواصل مع العلوم المستجدة يضيّق عمليات تحرك العقل ويقتل محاولات انطلاقته في آفاق الدنيا الواسعة. وخطاب الحق تعالى إلى نبيه( (وقل رب زدني علماً( يشير إلى مسألة استمرارية طلب العلم والتواصل مع الثقافات الأخرى.

خامساً: الانفتاح على الآخر

الاختلاف سنّة الحياة، والانفتاح على الآخر المختلف حالة حضارية تفرضها آليات الإبداع، لأن وجود الآخر مفروض منه، ومعرفته تتطلب جهداً غير بسيط لرفع المسبقات الفكرية عنه وعن فكره، وقراءته قراءة منطقية مجردة عن كل التأثيرات.

وسواء كنا في حوار أو مواجهة مع الآخر ينبغي لنا أن نكون على دراية تامة واطلاع دقيق بما يفكر ويخطط ويعمل حتى نكون بمستوى الحوار والمواجهة. أما التمحور على الذات وتحريم القرب من الآخر وما يتعلق ويتصل به لا يمكن أن يعطي نتائج طيبة أو حقيقية والحكم على الشيء قبل معرفته خطأ قاتل.

ثم أن مسألة رفض الآخر أو قبوله لا تخضع لقواعد ثابتة أو محددات علمية واضحة، ولو تركت للبعض لعممها على كل من خالفه الرأي قريباً كان أو بعيداً، صديقاً أو عدواً، وحسمها بالانفتاح عليه يقطع تدخلات الأهواء والمصالح.



--------------------------------------------------------------------------------

سادساً: البرنامج المفتوح

من المسلّم به علمياً أن نمط العادات والتقاليد له تأثير سلبي كبير على مستوى التفكير العقلي، وبالتالي على نوعية الإنتاج الإبداعي المنبثقة من هذا التفكير، فالرتابة المملة والجمود النمطي يمنع الفرد من قبول غير المألوف ويعتبره خروجاً عن العادة والتقاليد المعروفة.

والبرنامج المفتوح الذي يعتمد على سلوك غير متعارف في طرق التفكير والعمل (مكاناً وزماناً) يقدم رؤى وتصورات غير مطروقة للفرد ويطلقه في رحاب عالم وسيع.

سابعاً: احترام الوقت واستغلاله.

اغلب الناجحين والمبدعين أولئك الذين عرفوا كيف ينظمون أوقاتهم ويستغلون الزمن الضائع في تنمية مهاراتهم واستنهاض عقولهم، فالوقت عنصر هام في صناعة النهضة الفردية والاجتماعية، والمستقبل لمن استغل الوقت وبرمجه في عمليات التحول والانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ودون ذلك ضياع وانقراض.

ثامناً: أوجد ملكة الإبداع في نفسك

فإن طرق حل المشاكل لا تتحدد في نمط معين، كما أن استنتاجات الإنسان لأية مسألة لا تتوقف على شكل خاص أو ثابت، فكلما عوّد الإنسان نفسه على إعمال عقله ورفع درجات توقد ذهنه وتفتقت لديه إبداعات لم يتوقعها أحياناً، لذا على الفرد أن لا يرضى بما وصل وحصل عليه العقل، وإنما عليه ـ في كل مسائل التفكير ـ أن يضغط على عقله بقوة للحصول على اكبر قدر من النتاجات غير المسبوقة، وبتكرار هذه العملية تتكون لدى الإنسان ملكة الإبداع الحاضرة في كل زمان ومكان.

تاسعاً: مواجهة التحديات

الظروف الطبيعية والعادية لا تخلق رجالاً مبدعين ولا تصنع عقولاً مفكرة، وإنما التحديات الكبرى والمواجهات الشرسة هي التي تصقل المواهب وتنمي الإبداع وتطلقه في آفاقها الواسعة، أما الانسحاب من المواجهة والاستجابة للتحديات أو مسايرتها ما هو إلا هروب من الواقع واستخفاف بالعقل البشري، بينما رفض الواقع ومقاومة الضغوطات والصبر عليها ومعالجتها بتأني وحكمه يكفل التغلب عليها وإيجاد أكثر من مخرج للخلاص منها فعند الامتحان يكرم المرء أو يهان.

عاشراً: التشكيك بالنتائج والنظريات

العقل السليم والمبدع لا يستسلم بسهولة للنظريات العلمية ولا يعتبرها حقائق ثابتة لا تقبل الخدش والتسقيط ما لم يمررها في مختبرات التشكيك والتدقيق والمناقشة، كما أن اعتبار أي خيارات خاتمة المطاف لأية فكرة هو خضوع وانقياد لما هو موجود ومتعارف.

والمبدع من يشكك بكل نتيجة ويمطرها بوابل من الأسئلة والاستفسارات، ويتوقع بطلانها ووجود بدائل أخرى افضل منها.

إحدى عشرة: ناقش ثم ناقش

تعوّد الفرد في مجتمعاتنا على تلقي التعليمات والحلول الجاهزة واطاعتها وتنفيذها دون زيادة أو نقصان، لأنه تعود المحاسبة والمعاقبة على أي تصرف في الفكرة ولو كان إيجابيا. لذلك تشاهد اغلب نتاجاتنا تكرارية خاوية من الإبداع والخلاقية، والسر في ذلك إننا ننفذ ولا نناقش في كل شيء ولا نرى في أن المخول إلينا مسؤولية علينا تفحصها ومناقشتها قبل التنفيذ وليحصل ما يحصل، ولو استدام كل فرد على عدم تقبل الأمر ـ تمرد ـ إلا بعد قناعة تامة به لرأيت الإثراء والإبداع مسيطراً على جميع مناحي الحياة وتشعباتها.
_________________

الخليجي 30-04-2005 08:56 PM

ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:39 AM .

مجالس العجمان الرسمي