مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2278)

د.فالح العمره 05-06-2005 02:40 AM

أهمية الوسائل التعليمية و القواعد لاستخدامها
أهمية الوسائل التعليمية :
تتبوأ الوسائل التعليمية مكانة مرموقة بين المدخلات التربوية لتعدد فوائدها وتحظى بأهمية بالغة لدى المعلمين والمخططين التربويين لما لها من أهمية في أنها تؤدي إلى استثارة اهتمام الطالب وإشباع حاجته للتعلم فلاشك أن للوسائل التعليمية المختلفة كالرحلات والنماذج والأفلام التعليمية والمصورات تقدم خبرات متنوعة يأخذ منها كل طالب ما يحقق أهدافه ويثير أهتمامه فالطالب الذي يخرج في رحلة إلى شاطئ البحر قد يجدر في اللعب والسياحة ما يشبع حاجته في نفسه بينما يهتم آخر بجمع الأصداف والقواقع وإثارة كثير من الأسئلة حولها . وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمربها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيقة الصلة بالأهداف وكذلك يمكن عن طريق إستخدام الوسائل التعليمية تنويع الخبرات الـتي تهيؤها المدرسة والممارسة والتأمل والتفكير فتصبح المدرسة بذلك حقلاً لنمو الطالب في جميع الاتجهات وتعمل على إثراء مجالات الخبرة التي يمر بها وبذلك تشترك جميع حواس الطالب في عمليات التعلم مما يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلم وتساعد الوسائل التعليمية على تكوين علاقات مترابطة مفيدة راسخة بين كل ما يتعلمه الطالب وذلك عندما تشترك الحواس في تشكيل الخبرة الجديدة وربطها بالخبرات السابقة ونرى أن الوسائل التعليمية إذا أحسن المعلم استخدامها وتحديد الهدف منها وتوضيحه في ذهن الطالب يؤدي ذلك إلى زيادة مشاركة الطالب الإيجابية في اكتساب الخبرة وتنمية قدرته على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي ويؤدي هذا الأسلوب إلى تحسين نوعية التعلم ورفع مستوى الاداء عند الطالب . كما نرى أن الوسائل التعليمية يمكن عن طريقها تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين الطلاب فمن المعروف أن الطلاب يختلفون في قدراتهم واستعداداتهم فمنهم من يحقق مستوى عالٍ من التحصيل عند الاستماع للشرح النظري للمعلم وتقديم أمثلة قليلة ومنهم من يزداد تعلمه عن طريقه الخبرات البصرية مثل مشاهدة الأفلام أو الشرائح .
أسس اختيار الوسائل التعليمية : تجدر الإشارة في هذا البحث إلى أن استخدام الوسائل التعليمية لا يكون عشوائياً بل أن هناك أسس ومعايير يجب أن يأخذها المعلم في الاعتبار عند اختيار الوسيلة التعليمية وسنعرض في هذا البحث بعض المعايير لاختيار الوسائل التعليمية .
1. توافق الوسيلة مع الغرض الذي نسعى إلى تحقيقه منها ، كتقديم المعلومات أو اكتساب الطالب لبعض المهارات فالافلام المتحركة مثلاً تصلح لتقديم المعلومات التي يكون فيها عنصر الحركة أساسياً فيها
2. صدق المعلومات التي تقدمها الوسيلة ومطابقتها للواقع و إعطاء صورة متكاملة عن الموضوع ولذلك يجب أن نتأكد من أن هذه المعلومات ليست قديمة .
3. صلة محتويات الوسيلة بموضوع الدرس ولذلك يجب على المعلم تجربة الوسيلة والتعرف على محتوياتها قبل عرضها على الطلاب في الحصة .
5. أن تكون الوسيلة سليمة المظهر والجوهر أو عدت لأغراض تربوية لتزويد الطلاب بالمعلومات الدقيقة النافعة. أن تكون الوسيلة هي الأفضل من نوعها بحيث يستغني بها عن غيرها إذ لافائدة ترجى من إزدحام الموقف بالوسائل التعليمية دون حاجة حقيقية . القواعد العامة لاستخدام الوسائل التعليمية وتقييمها
نرى أننا كي نحصل على أكبر فائدة من استخدام الوسائل التعليمية يجب على المعلم أن يتبع الخطوات التالية التي تكون في مجموعها خطة عامة متكاملة لاستخدام هذه الوسائل وتشمل المراحل التالية .

1. مرحلة الإعداد
يحتاج الأمر إلى إعداد أمور كثيرة تؤثر جميعها في النتائج التي نحصل عليها والأهداف التي نسعى إلى تحقيقها .
(أ ) إعداد الوسيلة :فمن الضروري أن يتعرف المعلم على الوسائل التي وقع اختياره عليها ليتعرف على محتوياتها وخصائصها ونواحي القصور فيها كما يقوم بتجربتها وعمل خطة لاستخدامها فيجب أن يشاهد الفيلم قبل عرضه أو يستمع إلى التسجيلات الصوتية مسبقاً أو يقوم بإجراء التجارب قبل عرضها على الطلاب أو بفحص الخرائط الموجودة وليعرف مدى مناسبتها لموضوع الدرس وأهدافه .
(ب) رسم خطة للعل : بعد أن يتعرف المعلم على محتويات الوسيلة ومدى مناسبتها لأهداف الدرس يضع لنفسه تصورا مبدئيا عن كيفية الاستفادة منها فيقوم بحصر الأسئلة والمشكلات أو الكلمات الجديدة التي تساعد الوسيلة في الإجابة عنها ثم يخطط لكيفية تقديمها لأنواع الأنشطة التعليمية التي يمارسها الطالب .
(ج) تهيئة أذهان الطلاب : وذلك بأن يصل المعلم عن طريقة المناقشة والحوار إلى إعطاء صورة عن موضوع الوسيلة المستخدمة وصلتها بالخبرات السابقة للطلاب وأهميتها لكي يدرك الطلاب بوضوح الغرض من استخدام الوسيلة وماذا يتوقع المعلم منهم نتيجة لذلك ويحسن بالمعلم لو انه قام بحصر هذه الأسئلة والمشكلات بعد المناقشة وكتابتها على السبورة مع إضافة الكلمات والمفاهيم الجديدة التي يتناولها موضوع الدراسة ومن المعلمين من يعد هذه المشكلة سلفا ويقوم بطباعتها وتوزيعها فتدور حوله بمناقشة مبدئية مثل السير في الدرس أو عرض فيلم أو إجراء التجربة أو القيام برحلة حتى يصبح بذلك لهذه الخبرة هدف واضح يسعى الطلاب من ورائه إلى الحصول على المعرفة التي تساعده على الإجابة عن هذه الأسئلة أو حل ما أثير من مشكلات محددة .
(د) إعداد المكان :
من أكثر ما يقلل استفادة الطالب مما يستخدم المعلم من الوسائل التعليمية أن يرى عدم اهتمام المعلم بتهيئة المكان الذي يساعد على الاستفادة من هذه الوسائل كأن يغفل الدرس ( إعتام الغرفة ) الخاصة بالعروض الضوئية ولا يتبين ذلك إلا عند عرض الفيلم، إن الاهتمام بهذه العوامل يهيئ المجال المناسب لاستخدام الوسائل استخداما سليما يؤدي إلى زيادة الفائدة المرجوة منها .
2. مرحلة الاستخدام : تتوقف الاستفادة من الوسائل التعليمية إلى حد كبير على الأسلوب الذي يتبعه المعلم في استخدام الوسائل ومدى اشتراك الطالب اشتراكا إيجابيا في الحصول على الخبرة عن طريقها ولمسؤولية المعلم في هذه المرحلة عدة جوانب.
أ ) تهيئة المناخ المناسب للتعلم : وهو أن يتأكد المعلم أثناء استخدامه للوسائل التعليمية أن كل شيء يسير وفق ما خطط له فعليه أن يلاحظ وضوح الصوت والصورة أثناء عرض الأفلام أو أن الصور والخرائط المعلقة أو المواد المعروضة في مكان يسمح للجميع بمشاهدتها أو أن صوت التسجيلات الصوتية يصل إلى جميع الطلاب .
ب ) تحديد الغرض من استخدام الوسيلة : وهنا يجب على المعلم أن يحدد لنفسه الغرض من استخدام الوسيلة التعليمية في كل خطوة أثناء سير الدرس فقد يستخدم المعلم الفيلم للتقديم لدرس جديد أو يستخدمه لشرح الدرس أو تلخيصه أو لتقييم تحصيل الطلاب وبالمثل قد يطلب المعلم من طلابه مشاهدة شرائح مجهرية تحت الميكروسكوب لمعرفة محتويات الخلية وقد يطلب منهم الذهاب إلى المكتبة للاطلاع والقراءة والإجابة عن بعض الأسئلة وبذلك تحقق كل وسيلة هدفا من أهداف الدرس المحدد ويجب أن يحرص المعلم على أن يتخذ التلميذ موقفا إيجابيا من استخدام الوسيلة التعليمية فيشترك بمفرده أو في مجموعات لاختيار الوسيلة التعليمية المناسبة كاختيار الأفلام مثلا أو إعداد الرحلات أو عمل مصورات أو إعداد اللوحات كما يشترك في إثارة الأسئلة و صياغة المشكلات التي تتصل بموضوع الوسيلة المستخدمة وبالمثل يجب أن يشتركوا في تحمل مسؤولية إعداد الفصل وتشغيل الأجهزة ، الأمر الذي يجعل من استخدام الوسائل عملية تعليمية متكاملة تعمل على إثراء خبرة الطالب ومن الأمور الضرورية في استخدام الوسائل التعليمية على أن يعمل المعلم على الاستفادة منها كوسيلة للتعلم ولا يقتصر على استخدامها كمجرد وسيلة للتوضيح أو التدريس ففي الحالة الثانية يكون موقف الطالب منها موقفا سلبيا مهمته أن يستقبل المعلومات التي نقدمها له ، أما في الحالة الأولى فالطالب له دور إيجابي يخطط مع المعلم على تحقيقه حيث يكون الهدف واضحا في ذهن المعلم والطالب على السواء ويتبع المعلم كثيرا من الأساليب التي تساعد على المزيد من التفاعل بين الطالب والمواد التعليمية ومن أمثلة هذه الأساليب أن يشاهد الطالب الفيلم للإجابة عن بغض الأسئلة أو يشاهد إجراء أحد التجارب ليجيب على بعض المشكلات أو يقوم بفك أحد النماذج ليتعرف على مكان كل جزء من النموذج وعلاقته بالأجزاء الأخرى .
3 . مرحلة التقييم : كثيرا ما تنتهي مهمة الوسائل التعليمية عند المعلم بمجرد الانتهاء من استخدامها فينصرف الطلاب مباشرة بعد عرض الفيلم أو إجراء التجارب أو عرض الخرائط أو مشاهدة البرنامج التلفزيوني…………….الخ ويعتبر ذلك استخدام مبتور للوسائل التعليمية لا يؤدي الغرض من استخدامها . ولكي تحقق الوسائل التعليمية الأهداف التي رسمها المعلم لاستخدامها يجب أن يعقب ذلك فترة للتقييم لكي يتأكد المعلم أن الأهداف التي حددها قد أنجزت وأن التعلم المنشود قد تحقق وأن الوسيلة التي استعملها تتناسب مع هذه الأهداف فإذا سبق عرض الفيلم حصر بعض الأسئلة أو إثارة بعض المشكلات فإنه يتوجب على المعلم الإجابة على هذه الأسئلة والتوصل إلى الحلول المناسبة لهذه المشكلات ويمكن أن يتم ذلك شفهيا عن طريق المناقشة أو كتابة، وبذلك يقوم المعلم بتعزيز الإجابة الصحيحة وفي نفس الوقت يقوم المعلم بتقييم الوسيلة التي استخدمها من جميع النواحي من حيث مناسبتها من ناحية المادة وطريقة العرض لمستوى الطلاب والهدف من الاستعانة بها ويحتفظ بهذا التقييم في سجلاته عندما يعود إلى استخدامها المرات التالية ليعرف متى وكيف يستخدمها لتحقيق تعلم أفضل . وهنا نؤكد مما سبق انه على المعلم أن يبتعد عن أساليب التقييم التقليدية كأن يسأل الطلاب عن رأيهم فيما شاهدوه ؟ ويتجه إلى الأسئلة المحددة الموضوعية حتى يتعرف على وجه الدقة ما حققه الطالب وما فاته تحقيقه حتى يكون أقدر على تحديد نقط الضعف وطرق علاجها .
4 . مرحلة المتابعة : من المفروض أن اكتساب الخبرة يؤدي إلى زيادة الرغبة في تنمية هذه الخبرة واكتساب خبرات جديدة وينبغي أن يعمل المعلم عن طريق استخدام الوسائل التعليمية إلى تحقيق ذلك . ولا شك أن مشاهدة الفيلم أو إجراء تجربة أو القيام برحلة أو الاستماع إلى شريط مسجل سوف يجيب على بعض الأسئلة التي أثارها موضوع الدرس ويثير في الوقت نفسه تساؤلات كثيرة تتصل بهذه الأسئلة كما يختلف الطلاب بدرجات متفاوتة في مدى الاستفادة من هذه الوسائل التعليمية و لذلك يجب على المعلم أن يقوم بتهيئة مجالات الخبرة لاستكمال واستمرار عملية التعلم ولذلك يعقب استخدام الوسائل التعليمية كثير من المناقشة و الحوار للإجابة عما أثير من أسئلة وتوضيح المفاهيم الجديدة وربطها بالخبرات السابقة عن طريق بيان أوجه الشبه والخلاف بينها . وقد يحتاج الامر إلى اعادة عرض الفيلم أو التجربة أو إجراء تجارب جديدة أو دراسة بعض العينات والنماذج أو القيام برحلات جديدة أو الذهاب إلى المكتبة لتكملة البحث عن طريق القراءة والإطلاع ويعمد بعض المعلمين إلى تقسيم الفصل إلى مجموعات أو لجان تتولى كل منها أحد هذه الأعمال السابقة فمنهم من يتجه إلى المكتبة ومنهم من يقوم بعمل معرض أو لوحة حول موضوع الدراسة ومنهم من يكلف بالبحث عن فيلم أخر وعرضه على الفصل ثم تنصرف كل مجموعة إلى إنجاز عملها تحت توجيه وإشراف المعلم وبعد أن تنتهي من عملها يجتمع الفصل بالكامل ليستمع ويشاهد ويناقش ما قامت به كل مجموعة و يربط هذه المعرفة المختلفة ببعضها مما يؤدي إلى إثراء خبرة الطالب حول موضوع الدراسة و إلمامه بجميع نواحي الموضوع وتكوين مفاهيم متكاملة حوله .

د.فالح العمره 05-06-2005 02:42 AM

المقدمة
يتناول هذا المشروع تعريف المعلم بمشكلات الانضباط في غرفة الصف واستراتيجيات معالجتها، وعلينا كمعلمين ومربيين أن نتذكر أن الغاية الأساسية من الانضباط في غرفة الصف هي ليست فرض النظام وهيبة المعلم كغاية في حد ذاتها، بل أن الانضباط الصفي يهدف إلى جعل النظام واحترامه قيمة واتجاهاً ذاتياً يتذوقه الطالب في شخصيته وينتقل إلى ممارسته في مختلف جوانب حياته. ولكي ينجح المعلم في تيسير تعلم الطلبة ونموهم وفق الأهداف التعليمية والتعلمية المرسومة فإن عليه تعرّف مشكلات النظام وانضباط التلاميذ في غرفة الصف من حيث مصادرها وأسبابها وأنواعها وطرائق الوقاية منها ومعالجتها. وعلى المعلم أن يتذكر أن نجاحه في مهمته التعليمية والتعلمية لا يتم على وجه أكمل بمجرد امتلاكه المعلومات والمعرفة الخاصة بموضوع الدرس بل عليه أن يفهم ديناميات الجماعة (جماعة الصف) وأن يتقن مهارات إدارة الصف كتوفير المناخ النفسي والاجتماعي الملائم لعملية التعلم واستخدام أساليب وطرائق التعلم والتعليم التي تقوم على المشاركة والتعاون والحوار التشاوري للوصول إلى الأهداف المشتركة من عمليتي التعليم والتعلم. إعـــــــــــــداد وتــأليـــف أنــــــــــــــــور سليـم
بسـم الله الرحمن الرحيم
ضبط ومواجهة مشكلات الطلاب من الجانب النظري ((آراء التربويين)).
مفهـوم الانضبـاط الصفي:
يمكن تعريف الانضباط بأنه: عملية قبول للتعليمات والتوجيهات الصادرة للطلاب لتسهيل القيام بما يسند إليهم من وظائف وأعمال. وهناك وجهة نظر أخرى لمفهوم الانضباط، مفادها أنه عملية تقوم المدرسة فيها بمساعدة الطلاب على تبني القيم والمعايير التي تساعدهم في إيجاد مجتمع حر منظم، ويرى آخرون أن الانضباط الصفي هو تطبيق استراتيجيات تسهل حدوث أفضل قدر من التعلم والنمو الشخصي عند الطلاب عن طريق الاستجابة للحاجات الأكاديمية النفسية والشخصية لهؤلاء الطلاب كأفراد وللصف كمجموعة. ويقسم الانضباط إلى قسمين: فوقي، ذاتي.
1) الانضباط الفـوقي: وهو الذي يطبق على الطلاب من أشخاص أعلى منهم مرتبة فتصبح الحرية الجسمية والحركية للطالب محددة جداً حتى بين الحصص، فمثلاً، لا يسمح للطالب بالخروج من غرفة الصف إلا بعد الحصول على إذن من المعلم المناوب يحدد له فيه الجهة التي يريدها والزمن الذي لا ينبغي أن يتجاوزه.
2) الانضبـاط الذاتي:
يركز هذا المفهوم للانضباط على ضرورة وجود اتفاق بين الطلاب وقوانين المدرسة وتعليماتها حتى يتحول الضبط والنظام إلى مسألة انضباط ذاتي وهو يتضمن الإجراءات العلاجية إضافة إلى الإجراءات الوقائية، وهذا يعني أن هناك قوانين وتعليمات مدرسية يجب الحفاظ عليها، ولكن يمكن للطلاب أن يناقشوها ويستفسروا عن مدى المنطق في وضعها ومدى عدالتها.
مصـادر مشكلات الانضباط الصفي:
(1)العوامل المرتبطة بالطالب نفسه ومنها:
أ) مستوى القدرة العقلية للطالب:
هناك اختلافات واسعة المدى بين الطلبة في القدرة العقلية قد لا تناسبها نوعية المادة التعليمية التي يقدمها المعلم، فإذا كان مستوى المادة التعليمية منخفضا أدى ذلك إلى سأم المتفوقين وضجرهم، وإذا كان مرتفعاً أدى إلى شرود ذهن الطالب المنخفض الذكاء، وفي كلتا الحالتين يكون ذلك مبرراً قوياً ودافعا حاسما للطلاب في إحداث مشكلات صفية تؤدي إلى عدم الانضباط كما أن مستوى القدرة العقلية يؤثر في مدى انتباه التلميذ للتعلم في غرفة الصف، فالطالب ذي القدرة العقلية المرتفعة أكثر انتباهاً وصبراً ومثابرة في إنجاز مهمات التعلم، بعكس ذلك نجد أن التلميذ ذي القدرة العقلية المتدنية أقل انتباه ومثابرة في مواقف التعلم الصفي، وغالباً ما يؤدي عجزه عن إتمام المهمات المطلوبة للتعلم إلى تشتيت انتباهه وقيامه بنشاطات زائدة، لا صلة لها بمهمات التعلم وهذا ما يضع المعلم أمام صعوبات حقيقية لجعل مثل هؤلاء التلاميذ يحافظون على الانضباط والنظام في غرفة الصف.
ب) العوامل الصحية:
من العوامل الصحية التي يمكن أن تؤثر في سلوك الطلاب ضعف السمع والبصر وضيق التنفس، فقد تحول هذه العوامل دون قدرة الطالب على القيام بواجباته الصفية مما يدفع إلى الاعتقاد بأنه مهمل، وخاصة إذا كان المعلم ليس له دراية بهذه العوامل الصحية المعيقة.
ج) شخصية الطالب:
كأن لا يكون الطالب قد بلغ المستوى المناسب من النضج الشخصي، بحيث لا تكون له القدرة على إصدار الأحكام الصحيحة على الأمور، أو أن تكون ثقته بنفسه منخفضة، أو أنه لا يستطيع تحمل المسؤولية.
(2) الجو العائلي للطالب:
يتقمص الأبناء اتجاهات والديهم نحو المدرسة، فالأهل الذين يقدرون المدرسة ويحترمون جهود المعلمين إنما يشجعون تبني اتجاهات إيجابية نحو المدرسة وأنظمتها لدى أولادهم، وعلى العكس من ذلك الأهل الذين يقللون من أهمية المعلم والتعليم. ولا يمكننا تجاهل الأثر الذي يتركه الأقرباء وغيرهم من مناصري التعليم المدرسي، مما يساعد في تكوين نظرة إيجابية تجاه المدرسة، ويخلق في نفس الطالب دافعاً قوياً في الرغبة في التعلم والالتزام بالنظام المدرسي، والقوانين الموضوعة فيها، كما أن الجو العائلي للطالب من حيث المباح والمحظور داخل هذه الأسرة وطريقة معيشتها والتعامل فيما بين أفرادها، كل ذلك يترك أثاراً محددة في سلوك الطالب في المدرسة وقد يؤدي إلى قيام الطفل ببعض الأنماط السلوكية غير المقبولة في المدرسة، فمثلاً الأسرة التي تكثر فيها المشاجرات والخلافات بين الوالدين أو بين أفراد الأسرة الأكبر سناً تسهم في أن يتعود الأطفال على هذا النمط من العلاقة مع الآخرين، مما يزيد من احتمال قيام الطالب بأنماط سلوكية غير مقبولة في الصف.
(3) عوامل متعلقة بالمعلم:
يؤثر سلوك المعلم بصورة واضحة في تحديد ما يقوم به التلاميذ من سلوكيات وانضباطية سواء في حجرة الصف أو خارجها، كما يوضح الشكل التالي:

عزيزي المعلم،،
ما الذي يمكننا أن نستخلصه من الشكل السابق بالنسبة لأثر سلوك المعلم على سلوك الطالب وانضباطه الصفي؟ من ناحية أولى فإن المعلم الجيد والناجح هو المربي ذو التدريب والكفاءة الجيدة، والديمقراطي المتسامح، ويتسم سلوكه بالعدل والرأفة والاتزان، أن معلما بهذه المواصفات غالباً ما يكون محبوباً مما يجعل العملية التربوية ذات طبيعة تفاعلية تؤدي إلى نتائج باهرة لدى المتعلم. ومن ناحية ثانية فإن إصرار المعلم على صف يسوده الهدوء التام وعدم النشاط، يؤدي إلى كبت دوافع العمل والنشاط عند الطلبة مما يدفعهم إلى محاولة البحث عن مخارج أخرى لطاقاتهم المكبوتة، كما أن انحراف المعلم عن خط سير الدرس وعدم التزامه بخطة درسه وانشغاله بالأحاديث الجانبية غير المفيدة من شأنه أن يزيد احتمالات حدوث مشكلات عدم الانضباط الصفي.
(4) عوامل متعلقة بإدارة المدرسة:
تلعب الإدارة دوراً هاماً في مشكلة عدم الانضباط الصفي، فعدم واقعية هذه الإدارة وقوانينها وتعليماتها، كعدم السماح للطلاب إبداء الكلام داخل الغرف وفي الممرات وإجبارهم على نوع اللباس المطلوب ومواصفاته، ونوع قصة الشعر المسموح بها، كل ذلك قد يدفع الطلاب إلى تحدي هذه القوانين وعدم الالتزام بها، فالطلاب يقبلون القوانين المعقولة والمنطقية ويلتزمون بها، ولكنهم يرفضون غير ذلك، فبعض المدارس تتبع أساليب صارمة، ونظاماً قاسياً يشبه إلى حد كبير النظام العسكري في الضبط والصرامة، بينما مدارس أخرى معروفة بالتسبب الفوضى واللامبالاة، فتخطيط البرامج وطرق التعليم التي تجعل التعلم مغامرة حية مثيرة زاخرة بالمعنى، إنما يستثير الفضول والاهتمام بالتعلم، خلافاً للتعليم الذي يتصف بالرقابة المتشددة والبعد عما يجري في العالم، فإنه يطمس لهفة الطلاب وتشوقهم للمدرسة، يصف سلبرمن في كتابه "أزمة الصف" تلك الحالة حيث يعتقد أن الكثير من المدارس الابتدائية يتجه صوب التربية التي تؤكد على النظام والانضباط والخضوع، ولا تعير اهتماماً للاعتماد الذاتي والفضول الذهني وتربية القيم، مما يؤدي إلى أن الصغار يغدون ضجرين قلقين من المدرسة ويخفقون في تحقيق إمكاناتهم الشخصية والذهنية.
أنواع مشاكل الطلبة السلوكية:
عزيزي المعلم:
سوف ننافش فيما يلي مجموعة متنوعة من مشاكل الطلبة السلوكية والتي تجعلهم في حالة صراع مع المجتمع المدرسي بشكل خاص والمجتمع من حولهم بشكل عام أن الطالب عادة يعرف الطرق المناسبة للتصرف، إلا أنه بحاجة لأن تكون لديه دافعية للقيام بها، فقد ثبت أن الأساليب السلوكية مثل الاستخدام المشروط للمكافآت والعقوبات، والتجاهل والنمذجة للأنماط السلوكية المرغوبة هي أساليب فعالة بشكل خاص في خفض التصرفات السلوكية الخاطئة، والأبوان اللذان يتغاضيان عن السلوك الخاطئ، أو اللذان يستمدان نوعاً من الرضا من تصرفات أطفالهم الخاطئة، إنما يقومان بإعداد الطفل لنمط حياة جانحة، لذا يجب أن يتم الإشراف المباشر على سلوك الأطفال، وأن تتم مواجهة السلوك غير المقبول ومعالجته فوراً.
(1) الفوضى وعدم النظام Messy - Sloppy :

عزيزي المعلم: عندما يصف أحد المعلمين بعض طلابه بأنهم فوضويون فماذا يقصد بذلك؟ يفسر البعض الفوضوية ( Messiness) بأنها القذارة وعدم الترتيب، كما يفسرون كلمة (Sloppiness) بأنها اللامبالاة، وقد كانت الفوضوية وعدم الترتيب إحدى المجالات المقاسة في مقياس واسع الانتشار، لتقييم سلوك الأطفال. والأسئلة التي تطرح في هذا المقياس هي: إلى أي مدى يعتبر الطفل فوضوياً وغير مرتب في عادات أكله؟ لا مبالياً فيما يتعلق بمظهره وحاجياته؟ وعرضه لأن يتسخ ويفقد هندامه بسرعة؟. إن الأطفال الصغار فوضويون بشكل عام، إلا أن المقصود بمشكلة الفوضى هنا هي الفوضوية إلى درجة غير معقولة، أكثر من المعتاد، وكثيراً ما يكون واضحاً من الوهلة الأولى متى يكون الأطفال غير مرتبين بشكل عادي ولا مبالين فيما يتعلق بملابسهم وألعابهم وأدواتهم المدرسية أو مظهرهم العام، وكما تكون القذارة واضحة عندما لا يغتسل الطفل، ويستمتع بكونه قذراً، ومن المؤشرات الأخرى على وجود مشكلة الفوضوية وعدم الترتيب هو عندما تتفاقم الحالة وتصبح ضارة وكذلك عندما لا يستطيع الطفل أو الأب أو يجد الحاجيات التي يستخدمونها.
عزيزي المعلم:
ولكن ما هي الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة؟
** التعبير عن الغضب أو الرغبة في الاستقلال:
إن تعبير (أحب أن أظهر كما أريد) كثيراً ما يسمع منذ الطفولة الباكرة وخلال سنوات المرهقة، فالمظهر الشخصي هو أحد المجالات الأساسية للتعبير عن الذات، وبما أن معظم الآباء يركزون على ضرورة الترتيب والنظافة، فإن كثيرا من الأطفال يطورون سلوك الفوضوية والقذارة كوسيلة لفرض استقلاليتهم وتأكيدها، وكلما أصر الأبوان أكثر على النظافة والترتيب، قرر كثير من الأطفال القيام بالأشياء على طريقتهم الفوضوية الخاصة بهم وحينما يتزمت الآباء في كثير من شؤون حياة أطفالهم بحث هؤلاء الأطفال عادة عن وسائل الإظهار تفردهم وتميزهم عن غيرهم. والأطفال الذين يشعرون بالغضب أو المرارة ينتقمون من العالم عن طريق عدم الامتثال وغالباً ما يظهرون فخورين بقذارة مظهرهم ويصفون النظافة بأنها حماقة أو غير ضرورية إن قذارة المراهقين وفوضويتهم غالباً ما تكون نتيجة لمزيج من الرغبة في إظهار الاستقلالية والتعبير عن الغضب كنوع من الانتقام للشعور بالظلم الحقيقي أو المتخيل.
** رفض تحمل المسؤولية:
إن رفض الطفل لتحمل المسؤولية المرافقة للنضج هو أسلوب أكثر تحديداً من أساليب التعبير العام عن الاستقلالية أو الغضب، وبما أن الأطفال لا يولدون ولديهم رغبة في النظافة، لذا فإن الترتيب والنظافة يجب أن يتم اكتسابها من خلال التعلم، وهناك أسباب متعددة تجعل الأطفال يرفضون القيام بدورهم في الاهتمام بأنفسهم، فمثلاً: هناك أطفال لا يشعرون بالرضا والإشباع الكافي في حياتهم، لذا فإنهم يرفضون التخلي عن الإشباع الذي يحصلون عليه من خلال الفوضوية وعدم الترتيب وتشمل.
- الافتقـار إلى مهـارات الترتيب:
هناك أسباب عديدة لافتقار بعض الأطفال للمهارات اللازمة للطفل كي يكون نظيفاً ومرتباً، فبعضهم لم يسبق له أبداً أن يتعلم كيف يكون مرتباً، وربما يكون قد نشأ في بيوت فوضوية أو حتى في إطار ثقافة فرعية لا تعطي للنظافة قيمة، كما قد يكون الأباء ليسوا نماذج لهذا النوع من السلوك المنظم، لكن الوضع الأكثر شيوعاً هو الحالة التي يكون فيها الأبوان من النوع المهتم والمرتب نسبياً ولكن أطفالهم فوضويون. وهؤلاء الأطفال غير المنظمين ربما كانوا قد تلقوا حماية زائدة (Overprotected) ولم يتعلموا أبداً مهارات التنظيم باستقلالية، وكان آباؤهم قد اهتموا بكل شيء ولم يتوقعوا منهم التصرف باستقلالية أبداً، وأكثر المواقف صعوبة هو أن الآباء يتوقعون من أبنائهم الاعتناء بغرفهم، وفي الوقت ذاته ينقلون لهم شعوراً بأنهم ما زالوا غير قادرين على ذلك، وهذه الوسائل المزدوجة تعتبر هدامة وتؤدي إلى التوتر وعدم الانسجام، والنتيجة النهائية طفل لم يطور المهارات اللازمة لتنظيم غرفته أو حاجياته، وأخيراً هناك أطفال لا يملكون الدافعية الكافية لتعلم مهارات التنظيم، وبشكل عام يبدو الأطفال كسولين وغير مهتمين، وهؤلاء الأطفال لا يبدو أن لديهم أسباباً كافية تدفعهم لتكوين عادات النظافة والترتيب، والأغلب أن تعلم النظافة والترتيب لديهم لم يلق تعزيزاً إيجابياً من قبل الأبوين.
عزيزي المعلم:<
في ختام حديثنا عن مشكلة الفوضوية وعدم الترتيب، نورد أنماطاً سلوكية نابعة من الفوضى مثل: كتابة الواجبات المدرسية بطريقة غير مرتبة، الإهمال في المظهر العام والصحة العامة والنظافة، عدم التقيد بالزي المدرسي ولبس ملابس غير مناسبة للمدرسة، الكتابة على جدران الصف والمقاعد، عدم الاهتمام بنظافة الصف أو الساحات والممرات.
(2) السلـوك العـدواني:

عزيزي المعلم:
كثيراً ما يتردد على أسماعك مصطلح الاعتداء والعدوان فما هو مفهوم العدوان؟ يستخدم مصطلح العدوان عادة للإشارة إلى بعض الاستجابات أو الأنماط السلوكية التي تعرف من الوجهة الاجتماعية بأنها مؤذية أو ضارة أو هدامة، كالاعتداء على ملكيات الآخرين، والسخرية، والدفش أو العض أو القرص أو الرفس.. الخ. وبعد العدوان استجابة عامة للإحباط وفيه يعبر الطفل عن غضبه وهو من التصرفات الملاحظة في غرفة الصف، وبما أن العدوان يغضب الآخرين، فإنه يعطي اهتماماً أكبر من باقي ردود الأفعال. والعدوان قد يوجه نحو الشيء أو الشخص الذي سبب الإحباط، أو ضد أي شيء آخر فمثلاً، الفتى الذي يقوم بتحطيم واجهات المحلات وزجاج النوافذ أو أعمدة الكهرباء بسبب الإحباط الناتج عن فشله في الدراسة أو العلاقات السيئة مع والديه. <
تعـريـف العــدوان:
يعرف فيشاش العدوان على أنه كل سلوك ينتج عنه إيذاء لشخص آخر أو إتلاف لشيء وهكذا أما البرت باندورا، فيعرفه على أنه سلوك يهدف إلى إحداث نتائج تخريبية أو مكروهة أو إلى السيطرة من خلال القوة الجسدية أو اللفظية على الآخرين في تعديل السلوك، السلوك العدواني. وقد تتساءل عزيزي المعلم - عن الفرق بين العدوانية Aggressive وتوكيد الذات Assertive ، إن استجابة توكيد الذات تعني التعبير عن الذات حيث يقوم الفرد بالدفاع عن حقوقه الإنسانية الأساسية دون المساس بحقوق الآخرين، ومن هنا يتبين لك عزيزي المعلم إن استجابة توكيد الذات عمل على تدعيم شخصية الفرد بطرائق مقبولة اجتماعياً، أما العدوانية فهي استجابة مؤذية غير مقبولة اجتماعياً لأنها تمس حقوق الآخرين وتلحق الأذى بهم، لذا فإن المعلم يمكنه أن يعلم طلابه الانضباط واحترام حقوق الآخرين من خلال تشجيعهم على تعلم مهارات توكيد الذات وتجنب كافة أشكال العدوان. وقـد قسـم (Rosen) العدوان إلى ثلاثة أصناف هي:

- توجيه العدوان ضد الشيء أو الشخص المسبب للإحباط أو أي شيء في آخر في بيئة الطفل.
- توجيه العدوان نحو الذات أي أن الطفل يوجه العدوان ضد نفسه.
- محاولة تجنب حالة الإحباط بأي تصرف آخر ففي حالة فشل الفرد في الدراسة، فإنه يركز عل الرياضة أو أي شيء يكون ماهراً فيه. كيف
ية نشـوء العـدوان:
الطفل الذي يشعر بوجود الحب في البيت لن يكون خائفاً من طلب احترام المعلمين ورفاق اللعب، ويطور إحساسا من النشاط والاجتهاد في المدرسة وبمقدروه التعاون مع أقرانه أي أن له شخصية سوية، أما الطفل الذي يشعر بعداء والديه معظم الوقت فهو سيشعر ويتصرف في كل مكان كما لو أنه بين أعداء، وسيحاول أن يتوقف عن محاولة الحصول على الحب وسيركز فقط على الحصول على الانتباه عن طريق العدوان وإنه يتصرف دائماً ليكون مصدر إزعاج لوالديه واخوته ومعلميه وأقرانه، وقد يطور شعوراً بالحقد فيتمنى الأذى للآخرين وفي الطفولة المتوسطة نجد أن الحقد يؤدي إلى إهمال الآخرين للطفل وعزله، وتشير كثير من الدراسات أن الآباء المتشددين في حماية بناتهم إنما هم يضغطون عليهن كثيراً بحيث يكُنّ غير قادرات على التعبير عن عدائهن وانتقادهن لأبنائهن، لذا فإنهن يلجأن إلى تحويل هذا العدوان إلى الناس الآخرين. الأسبـاب:
هنالك نظريات متعددة حول أسباب العدوان، فالبعض يعتقد أنه غريزة عامة للمقاتلة لدى الإنسان، بينما يرى آخرون أن الأطفال يتعلمون الكثير من العادات العدوانية عن طريق ملاحظة نماذج من سلوك الآباء والاخوة وغيرهم، كما يبدو أيضاً أن العدوان يزيد احتمال تعلمه عندما يكافئ الأطفال لقيامهم بتصرفات عدوانية، وتؤكد نظريات أخرى أن احباطات الحياة اليومية تستثير الدافع إلى العدوان لدى الإنسان، أي أنك تتصرف بعدوانية عندما يمنعك عائق ما من تلبية حاجاتك أو الوصول إلى هدفك، وق لوحظ أن الأولاد الذين يأتون من بيوت يكون الأب غائباً عنها فترة طويلة يظهرون تمردا على التأثير الأنثوي للأمهات اللواتي يحملن أعباء إضافية، بأن يصبحوا شديدي العدوان، وأكثر هؤلاء الأولاد يتصرفون كما لو أنهم يعتقدون بأن التصرفات العدوانية تجاه الآخرين هي دليل الرجولة. ويعزو باندورا العدوان إلى عدم قدرة الطفل العدواني على تذويت المعايير الاجتماعية التي تحرم العدوان، ويرى أن التنشئة الاجتماعية للطفل العدواني تتم في سياقات يعزز فيها السلوك العدواني على نحو مباشر وتسود فيها النماذج العدوانية. أما فرويد فقد افترض بأن الإنسان تسيطر عليه غريزتان وهما غريزة الجنس وغريزة العدوان، فالعدوان كما يعتقد فرويد سلوك غريزي، الهدف منه تصريف الطاقة العدوانية الموجودة داخل جسد الإنسان ويجب إشباعها، كما افترض فرويد وجود غريزة الحياة والموت عند الإنسان، وربط بين غريزة العدوان وغريزة الموت، وبين أن كل إنسان يخلق ولديه نزعة نحو التخريب ويجب التعبير عنها بشكل أو بآخر فإذا لم تجد هذه الطاقة منفذا لها إلى الخارج فهي توجه نحو الشخص نفسه، وقد اقترح لورنز أن الإنسان كالحيوان تسيطر عليه غريزة العدوان، وربط هذه الغريزة بحاجة الإنسان إلى التملك والسيطرة والبقاء وأكد لورنز على ضرورة التعبير عن هذه الغريزة وأوصى بأن يتم ذلك من خلال قنوات متعددة كالمنافسة الودية مثلاً، وفي كل الدراسات التي أجراها سيرز وزملاؤه وباندورا وولترز تبين أن هناك علاقة بين عدونية الأطفال من جهة ومدى استخدام والديهم للعقاب، وفي دراسة أخرى أطلق عليها اسم دراسة كامبردج في نمو الجانح وجد فرينغتون أن الأطفال العدوانيين يأتون من أسر تتصف باستخدامها للعقاب وبوجود خلافات كبيرة بين الوالدين.
مظـاهـر السلـوك العـدواني:
< غالباً ما يبدأ العنف في سلوك الطفل، كنوبات مصحوبة بالغضب والإحباط، وقد يصاحب العنف مشاعر من الخجل والخوف فيكون السلوك العنيف إيذاناً بنقطة الضعف والانكسار عند الطفل، وقد يكون سلوكه العنيف رمزاً لرغبته في الخلاص من موقف ما، وقد ينتهي العنف عند هدوء المشاعر وانحسار الموقف الحرج فيعود الطفل إلى حالة من الاستقرار والاسترخاء في سلوكه، ولكن قد تتزايد نوبات السلوك العنيف نتيجة للضغوط النفسية المتواصلة أو المتكررة في بيئة الطفل، وقد يسوء الأمر فيصبح العنف سمة من سمات سلوك الطفل سواء في حالتي الغضب والرضا. يستخدم الطفل العنيف يديه كأدوات فاعلة في سلوكه العدواني، وقد تكون لأظافره وأسنانه ورجليه وربما رأسه أدوار هامة في هجماته ضد الآخرين وغالباً ما تكون حاجات وملابس وأجساد الأطفال الأصغر عمراً هدفاً أو متنفساً له لإفراغ شحنة العنف المتراكمة في ذاته، وغالباً ما يكون سلوك الطفل العنيف في حياته اليومية متميزاً بكثرة الحركة، وعدم الاحتراز لاحتمالات الأذى والإيذاء، والرغبة في إثارة الآخرين أو المشاكسة، وعدم الامتثال والتعاون، والترقب والحذر، والتهديد اللفظي وغير اللفظي، إضافة إلى سرعة التأثر والانفعال وكثرة الضجيج والامتعاض والغيظ. وفيما يلي نورد مثالاً حياً على طفل عـدواني:
طفل صغير في السادسة من عمره، كان بيت أهله في الطريق إلى السوق وبمحاذاة مجموعة من الحوانيت التي يتردد عليها الأطفال لشراء الحلوى واحتياجات أهلهم وكان هذا الطفل عنيفاً وشرساً، يقف قريباً من باب البيت ويهاجم كل طفل بالطريق، وكأنه كلب مسعور، فيعتدي عليه بلا سبب، ويصفعه ويجره من ملابسه أو شعره، أو يقرص له أذنه، أو يبصق عليه، فإذا لاذ الطفل بالفرار ظل هذا الطفل يركض خلفه مسافة غير قصيرة، فإن طاله مزق له ثيابه وبعثر ما بيديه وربما أدمى له وجهه أو أسنانه، وإن هرب منه توعده، وأشبعه بذيء السباب، وسرعان ما يعود إلى باب البيت وعيناه تقدحان غيظاً فيضرب هذا ويدفع ذاك أو يقسو على أخوته فيمنعهم من اللعب أو مغادرة البيت، ثم يعيد الكرة، ويهاجم طفلاً آخر، وفي المساء يظل قابعاً في الظلام يتربص بالأطفال ليهاجمهم ويؤذيهم ويعتدي عليهم، وفي غرفة الصف تتجلى أنماط عدوانية يسلكها الطفل العدواني ومنها
توجيه النقد الجارح لزملائه في غرفة الصف، تبادل الشتائم والألفاظ النابية، تمزيق دفاتره وكتبه أو دفاتر زملائه الآخرين، إتلاف المقاعد الصفية، الكتابة على الجدران، الاعتداء البدني على الغير بالمساس به أو شده أو جذبه لمضايقته، ضرب الآخرين، التشاجر في غرفة الصف، الاستيلاء على ممتلكات الآخرين والإلقاء بها أرضاً بهدف كسرها.
3)مشكلة الصيـاح والشغـب:

عزيزي المعلم:
الصياح والشغب من إحدى المشكلات التي تأخذ حيزاً من الاهتمام في المناخ الصفي.

أ ) مظـاهر الصيـاح والشغـب:
تتعدد مظاهر الصياح والشغب، فقد يسمع المدرسون أحياناً أصواتاً في غرفة الصف دون أن يدركوا مصادها، وقد يؤدي ذلك إلى اضطرابهم وتوترهم وانفعالهم إذا ما تكررت مثل هذه الأصوات، مما يجعل البعض منهم يترك حجرة الدراسة نهائياً إلى أن تنتهي هذه الأصوات، كما كما أن تبادل أطراف الحديث، أو الهمس بين تلميذ وآخر في غرفة الصف وفي أثناء شرح المعلم أو المعلمة هو مظهر آخر للصياح والشغب، فقد يميل بعض التلاميذ إلى التحدث مع أقرانهم في الصف في أثناء شرح الدرس، معيقين بذلك بعض الشيء استمرار التعلم والتعليم ومثيرين أحياناً بعض المشاعر السلبية تجاههم من قبل معلميهم أو أقرانهم، فيؤثر سلوكهم هذا في كلتي الحالتين على النمو الادراكي لأفراد الصف والعلاقات الاجتماعية الطيبة التي قد تسود مجتمعه. وأيضاً قد يتحدث الطالب بصوت عال أثناء إجابة المعلم أو زميله على سؤال، كأن يردد على سبيل المثال : (أنا يا أستاذ.. أنا يا أستاذ..) أو قد يجيب بدون إذن عندما لا يستدعي ذلك، كأن يجيب أثناء إجابة زميله على السؤال أو يجيب عليه عند توجيه المعلم السؤال لبعض أفراد الصف قاصداً اختبار معرفتهم بموضوع الدرس وقد يترك التلميذ المكان المخصص له أو يتجول أو يجري بغرفة الصف، مخالفاً نظام الصف، أو قد يكون متحدياً للمعلم أو المعلمة ولأساليب السلوك المتبعة في المدرسة.
ب ) الأسبـاب:
عزيزي المعلم، ترى ما الأسباب التي تدفع التلميذ ليقوم بالصياح والشغب؟ يمكننا أن نلخص هذه الأسباب على النحو التالي:

1- عدم معرفة التلميذ لنظام وآداب السلوك في الصف.
2- توفر صداقة متينة بين التلميذ وزميله بحيث تشجع أحدهما أو كليهما على التفاعل والتحدث معا.

3- حب الظهور أو التظاهر بالمعرفة لغرض نفسي يتجسد غالباً في جذب انتباه الزملاء وكسب ودهم وتقديرهم.

4- نوع التربية الأسرية للتلميذ أو وجود نزاعات بين أفراد الأسرة مما يثير لدى التلميذ عادات غير مستحبة في التحدث ومخاطبة الأخرين.

5- شعور التلميذ بالغيرة من تفوق قرينه عليه أكاديمياً أو اجتماعياً أو منافسته له، مما يدعوه إلى الشغب للتقليل من دور الزميل المتفوق أو التغطية عليه وعدم إتاحة الفرصة له.

6- وجود قدر كبير من الطاقة والمجهود والنشاط لدى الطالب، ولا يتمكن من كبته، فيصرفه بأسلوب أو بآخر.
السلوك الانعزالي وعدم تفاعل الطالب مع أقرانه
عزيزي المعلم:
تلاحظ هذه الظاهرة في غرفة الصف فما هي وما أسبابها؟ تعرف العزلة على أنها الانفصال عن الآخرين وبقاء الشخص منفردا وحيدا معظم الوقت أما الطفل المنعزل فهو الطفل الذي يتفادى الاتصالات الاجتماعية أو يهرب منها ولا يتمتع بأي نوع من النشاط. ويبدأ الانفصال عن الآخرين لأسباب ليست ضمن سيطرة الشخص غالبا ،ثم يأخذ الفرد بالانسحاب بشكل متعمد أكثر فأكثر ، إن الطفل الخجول يشعر بعدم الارتياح، لكنه يستمر في البحث عن اتصال اجتماعي، بينما يمتنع الأفراد المنعزلون بشكل متعمد عن التفاعل الاجتماعي ، والعزلة الاجتماعية ترتبط ارتباطا مرتفعا بمشكلات أخرى مثل الصعوبات المدرسية وسوء تكيف الشخصية العام،
عزيزي المعلم:
لماذا يختار بعض الطلبة الموهوبين أو المبدعين العزلة داخل غرفة الصف؟ في بعض الأحيان، يختار الطلبة الأذكياء المبدعين البقاء وحدهم وعدم الانضمام لأية مجموعة، وقد يكون هؤلاء الأطفال قادرين على الإنتاج والشعور بالسعادة، ومع ذلك فإنهم يبقون معرضين للشعور بالاختلاف، وتلقي استجابات وردود أفعال سلبية مع الآخرين، إن المجتمع يقيم الانفتاح الاجتماعي تقييماً عالياً، ومعظم الأشخاص المنعزلين يشعرون بالخوف وعدم التأكد والنبذ والهجر والوحدة وبأنهم يساء فهمهم، ويحدث الشكل المتطرف من العزلة عندما ينسحب الأفراد على الدوام أو في أغلب الأوقات إلى عالمهم المتخيل الخاص، وهذا النوع من المشكلات يتطلب تدخلاً متخصصاً فورياً. ولا شك عزيزي المعلم أن الأطفال والطلبة المنعزلين يعانون من صعوبات كثيرة في حياتهم المدرسية الاجتماعية. ومن المشكلات الهامة للأطفال المنعزلين أنهم لا يجدون فرصاً كثيرة للتعلم الاجتماعي، إذ تعوزهم على نحو متزايد الخبرات والممارسات المتعلقة بالاتصال بالآخرين، وبعض الأطفال يكونون منعزلين عن كل الأشخاص بلا استثناء، بينما يكون البعض قادراً على إقامة علاقات اجتماعية حسنة نسبياً مع الزملاء، ولا يملك الأطفال المنعزلون فرصاً لتطوير صداقات تتطلب انفتاحاً متبادلاً لفترات زمنية طويلة، وبعد أن عرضنا مفهوم السلوك الانعزالي ومظاهر الصعوبات التي تواجه الطالب المنعزل ننتقل بك عزيزي المعلم إلى استقصاء الأسباب الكامنة وراء السلوك الانعزالي. الأسبـــاب:

1) الخوف من الآخرين:
الخوف من الآخرين هو سبب قوي للوحدة، ويؤدي إلى الرغبة في الهرب من المشاعر السلبية عن طريق تجنب الآخرين، فالتفاعل يصبح مدعاة للألم النفسي، فمثلاً وجود الراشدين المتوترين الغاضبين المتناقضين غير الحساسين وغير العطوفين يمكن أن يشكل لدى الطفل رغبة في الانسحاب من الاتصال بالآخرين، إذ يصبح التفاعل الاجتماعي مقترناً بالألم، وتصبح الوحدة مقترنة بالأمن والمتعة، كما أن الطلاب الذي يعاملون بإغاظة وإحراج من قبل معلميهم أو زملائهم غالباً ما يصبحون شديدي الحساسية والمراقبة للذات ويتوقعون استجابات سلبية من الآخرين.
2) نقص المهارات الاجتماعية:
لا يعرف الأطفال كيف يقيموا علاقات مع الآخرين، ويمكن ألا يكون أطفال ما قبل المدرسة قد تعلموا القواعد الأساسية لإقامة علاقات مع الآخرين مثل المشاركة والثناء على الآخرين وتقديم الأفكار حول الألعاب، وطلاب المدرسة قد لا يكونون قد تعلموا الطرق اللازمة لإقامة الصداقات والمحافظة عليها، أو لم يتعلموا ممارسة الأخذ والعطاء والتحدث لشخص ما عن شيء ما.
3) رفض الوالدين للرفـاق:
تحدث نواتج سلبية عندما تكون لدى الآباء آراء متزمتة تجاه الرفاق، فهم يشعرون أبناءهم بشكل مباشر أو غير مباشر بأن الأصدقاء الذي اختاروهم ليسوا جيدين بما فيه الكفاية، وقد يؤدي ذلك إلى عدم تشجيع الرفاق على مصاحبة الطفل لأنهم يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم من قبل الوالدين، وتتفاقم المشكلة عندما يتعلم الأطفال أن يشكوا بأحكامهم أو يشعروا بأنهم لا يستطيعون إرضاء والديهم إطلاقاً فيما يتعلق بأصدقائهم، وبذلك تصبح العزلة هي النتيجة المؤسفة لهذا الوضع، ويظهر نمط الحصول على الرضى من الوحدة وتصبح العلاقة مع الآخرين غير ذات قيمة.
· مظاهر السلـوك الانعـزالي في غرفة الصف:
يعتبر الانسحاب من المواقف المختلفة والشعور بالاكتئاب النفسي من مظاهر السلوك الانعزالي في الصف، فيدخل الطالب في نطاق دائرة العزلة الفردية ويبتعد عن عجلة الحياة الديناميكية. كما يبتعد الطالب عن زملائه أثناء اللعب ويمتنع عن القيام بالنشاطات المختلفة نتيجة إغاظته أو إحراجه أو إغضابه.
(5) مشكلات الطلاب ذوي الحاجات الخاصـة:
عزيزي الدارس،
يواجه المعلم في الصف الواحد طلاباً ليسوا متجانسين تماماً من حيث قدراتهم العقلية أو حالتهم الصحية أو البدنية، ولذا فإن المعلم يحتاج معرفة كيفية التعامل مع كافة فئات الطلبة حتى يتمكن من الحفاظ على الانضباط الصفي وتوفير البيئة المناسبة التي تيسر عمليتي التعلم والتعليم، وفيما يلي نعرض لأهم مشكلات التلاميذ ذوي الحاجات الخاصة وهم بطيئو التعلم والمعوقون والموهوبون.
أ ) بيطئـو التعلـم:
بين جموع الأطفال الذين يعانون من التعثر والتباطؤ والفشل في الدراسة، مجموعة شبه متجانسة، مميزة وفريدة أو شاخصة في خصائصها وطبيعة مشكلتها في مجال الدرس والتعلم، إن هؤلاء الأطفال أسوياء في معظم جوانب النمو النفسي والعاطفي والحسي والبدني، ولكنهم غير أسوياء في قدرتهم على التعلم وفهم واستيعاب المواد والرموز التعليمية التي تدرس لأقرانهم من نفس العمر والذين لا يجدون صعوبة تذكر.
فماذا نعني بالطفل البطيء التعلم؟
الطفل البطيء التعلم The slow - learning هو الطفل الذي يحتاج إلى تعديل في المنهاج التربوي وطرق التدريس ليستطيع السير بنجاح في دراسته وذلك بسبب بطء تقدمه في التعلم. إن عجز هؤلاء الأطفال في الجوانب التعليمية ناتج عن اعتلال تكويني كامن في قدراتهم على التعلم التدريجي ضمن سلم العملية التعليمية، مما يجعلهم عاجزين عن مواكبة الدراسة ومتابعة الحلقات المتواصلة في التعلم مهما بذلوا من جهد، وهذا العجز يجعل الطفل بطيء التعلم في موقع خاص يتسم بالإحساس بالإحباط والفشل، خاصة إذا صاحب ذلك صعوبة في التذكر وشذوذاً في فهم وتحديد اتجاهات الأشكال والصور والتعابير، وضعف التوافق في استخدام أدوات التعبير اللغوية كالأسماء والحروف. وقد يكون البطء في التعلم في مادة واحدة، كالرياضيات والقدرة على التفكير الحسابي فتدعى هذه الحالة Dyscalculia أو قد تكون الصعوبة في القدرة على تعلم وإتقان الكتابة Dysgraphia إلخ، ومن الطريف أن بعض الأطفال بطيئي التعلم قد يكتبون أو يستخدمون كلمات وتعابير وهمية غير موجودة أو معروفة في اللغة وتدعى هذه الحالة Paragraphiaوجدير بالذكر أن الطفل قد يعاني من حالة منفردة مما ذكرنا، أو مجموعة متداخلة من الصعوبات التعليمية. ويتفق كثير من العلماء والأطباء على أن الصعوبة في التعلم لدى هؤلاء الأطفال، هي جزء من خلل في القدرات الذهنية الموروثة وفي مناطق معينة من الجهاز العصبي المركزي للطفل، كمناطق تحت القشرة الدماغية، أو مراكز أخرى في الفص المهيمن في الدماغ ( Angular Gyrus Left) ولا يعتبر هؤلاء الباحثون الطفل بطيء التعلم إلا إذا توافرت فيه المواصفات التالية:
1) أن يكون ذكاؤه ضمن الحدود الطبيعية.

2) أن يعاني من خلل أو عوق جسمي كضعف السمع أو البصر وغيرها.

4) أن تكون المواد الدراسية مألوفة واعتيادية نسبة لعمل الطفل الزمني والعقلي والدرجة نموه النفسي والعاطفي.

ب ) المعـوقون:

عزيزي المعلم:
يعاني العديد من الطلبة من إعاقات عديدة في الجوانب الحسية والحركية والعقلية، وفي بحثنا لمشكلات الطلبة المعوقين وأثرها على تعلمهم وانضباطهم الصفي فإننا معنيون بالاهتمام بالإعاقات من الدرجة البسيطة والتي يحتاج معها الطالب إلى رعاية واهتمام خاص من قبل المعلم، أما الطلبة ذوو الإعاقات المتوسطة والشديدة فإنهم يتلقون برامج التربية الخاصة في المراكز والمؤسسات المتخصصة، ومن الإعاقات التي تظهر لدى التلاميذ في صفوف المدرسة العادية نذكر ما يلي:
- ضعف السمـع.

- ضعف البصر.

- الإعاقات الحركية والبدنية.

- الإعاقات الصحية كالأمراض المزمنة مثل الربو والقلب والسكري. الخ.

ضعف السمع:
ونعني به إعاقة سمعية سواء كانت دائمة أم مؤقتة والتي تؤثر بشكل سلبي على أداء الطفل التربوي ولكنها لا تدخل ضمن تعريف الصم. ويهمنا عزيز المعلم أن نعرف الصعوبات التي يواجهها الطالب ضعيف السمع في تعلمه وتكيفه وقدراته على الانضباط الصفي، فالطالب ضعيف السمع يواجه صعوبة في سماع الأصوات المنخفضة أو البعيدة أو في الموضوعات المختلفة. كما يواجه صعوبات في فهم 50% من المناقشات الصفية وتكوين المفردات اللغوية، ووفقاً لذلك فإن تعلم الطالب للمهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب سوف يتضرر ضرراً كبيراً إذا لم تتخذ الإجراءات العلاجية الطبية والتربوية اللازمة. ولما كان للغة أهمية بالغة في التواصل الاجتماعي والمناقشة والتحدث فإن الطالب ضعيف السمع قد يشعر بعجز أو صعوبة في التعلم ومجاراة رفاقه مما قد يؤثر على انضباطه الصفي.
ضعف البصـر
من مظاهر ضعف البصر لدى التلاميذ ما يسمى بقصر النظر Myopia وطول النظر Hyperopia ويتمثل قصر النظر في صعوبة رؤية الأشياء البعيدة، بينما يكون طول النظر في صعوبة رؤية الأشياء القريبة ومن المظاهر الأخرى لضعف البصر صعوبة تركيز النظر A stigmatism والتي تبدو في صعوبة الأبصار بشكل مركز أي بصورة واضحة. ولعلنا نتساءل عزيزي المعلم عن الصعوبات التي يواجهها الطالب ضعيف البصر في تعلمه وتكيفه الاجتماعي وبالتالي انضباطه الصفي. من المحتمل أن يواجه الطالب ضعيف البصر مشكلات في إدراك المعلومات المكتوبة أو الأشكال المعروضة مما يؤثر على تحصيله الأكاديمي، وإذا لم تقدم الرعاية الطبية والتربوية المناسبة للطالب ضعيف البصر فإنه يعاني الإحساس بالإحباط والفشل وهذا ما يؤثر على تكيفه الدراسي وانضباطه الصفي.
لمشكلات الصحية:
يعاني بعض التلاميذ من أمراض مزمنة كالربو والقلب والهزال، وغيرها من المشاكل الصحية، ولا ريب عزيز المعلم أن تعلم وتكيف هؤلاء الطلبة الصفي سوف يتأثر تأثراً كبيراً فالطلبة الذين يعانون من مشكلات صحية قد يكونون أقل انتباهاً وتركيزا في الأنشطة والمهمات التعليمية والتعلمية الصفية، كما قد يكون الطفل أكثر حساسية وشفافية من الناحية العاطفية وعلاقاته الاجتماعية وهذا ما يؤثر بشكل أو بآخر على انضباطه الصفي.
الإعـاقة الحـركية والبـدنية:

عزيزي المعلم:
نشاهد أحياناً بعض مظاهر الإعاقة الحركية والبدنية لدى تلاميذ المدرسة، ومنها فقدان أحد الأطراف و تشوهات بدنية و حالات الشلل الجزئي أو الصرع البسيط الذي يظهر على شكل نوبات مفاجئة في أوقات متباعدة يعاني خلالها الفرد من اختلال في توازن الجسم والوقوع على الأرض وتصلب الجسم وخروج الزبد من الفم. وعلى الرغم من أن الطالب قد تظهر عليه أحد مظاهر الإعاقة السابقة إلا أنه يكون سوياً تماماً من الناحية العقلية وقد تؤثر الإعاقات الحركية على مستوى تعلم وتحصيل الطالب وتكيفه الاجتماعي في المواقف المدرسية إذا لم توفر له التسهيلات والرعاية التربوية المناسبة، وقد يواجه الطلبة المعوقين حركياً صعوبة في الانضباط الصفي والتكيف مع متطلبات التعلم الصفي إذا ما كانت استجابات المعلمين والطلبة الآخرين تقوم على الشفقة أو السخرية أو الرفض.
ج) المـوهـوبون:
إلى جانب الطلبة بطيئي التعلم والطلبة المعوقين حسياً وبدنيا، فإننا نجد أيضاً في صفوف المدرسة العادية نوعاً آخر متميزاً في أدائه للمهمات العقلية وهؤلاء هم الطلبة الموهوبون.
عزيزي المعلم:
من هو الموهوب وما أبرز مشكلاته في التعلم الصفي؟ الموهوب هو الفرد الذي يقوم بأداء يعكس قدرات عالية في مجالات الأعمال الذهنية، أو الإبداع، أو الفن أو القدرات القيادية، أو موضوعات دراسية محددة تتطلب خدمات وأنشطة لا توفرها المدرسة عادة لتطوير مثل هذه القدرات. نتيجة للتفوق والتميز في قدرات الموهوب العقلية، نجد أنه يتسم بالاستقلالية وبالثقة بالنفس بدرجة كبيرة وبميله الزائد للاستطلاع والاستكشاف، وحبه للمناقشة، كل ذلك يعتبر مصدر إزعاج كبير لكثير من المعلمين، لذا يعمل المعلم على إحباط هذا المتفوق، حيث أن أسلوبه في كثير من الأحيان مصمم للمتوسطين عقلياً على اعتبار أنهم يشكلون الأغلبية في الصف، لذا يشعر المعلم أن من واجبه الاهتمام بالأغلبية وعدم الاهتمام بالأقلية من المتفوقين، لذا نرى عزوف الموهوب في المناقشات ونجده لا يركز انتباهه على الدرس لأن المعلم وأساليبه لا تلبي حاجاته للمعرفة وحب الاستطلاع. كما أن زملاء الطالب الموهوب في الصف غالباً ما ينظرون إليه على أنه شخص مختلف عنهم لذا فإنهم يشعرون نحوه بالكراهية لتفوقه وتميزه عنهم مما يؤدي إلى نشوء المشكلات بينه وبينهم.
(6) استراتيجيات حل مشكلات الانضباط الصفي:

1) إيجاد جو من الانتباه في غرفة الصف.

2) التقليل من الروتين في الصف.

3) تكليف الطالب بالقيام بنمط المهمات المكتملة.

4) الإدارة والتعلم والموجه ذاتياً.

5) الجماعات المرجعية (الرفاق والأقران).

6) الثـواب والعقـاب.
7) تعـديل السـلوك.

1) إيجاد جو من الانتباه والإصغاء في الصف.

عزيزي المعلم:
من أهم العوامل المؤثرة في تعلم التلاميذ، واستقرارهم إزاء عملهم وتقبلهم له وإقبالهم بشغف عليه الطرق التي تتبع في التعليم، فطريقة التعليم هي العامل الرئيس في خلق جو من الانتباه والإصغاء في غرفة الصف. فإذا كانت طريقة التعليم من الطرق التي تستثير نشاط التلميذ، وتوجهه توجيهاً منتجاً إلى درجة كبيرة، فإن التلميذ يشعر إزاء ذلك بالغبطة لنجاحه، ويكسب ثقة بنفسه، واحتراماً لذاته، ويكتسب دافعاً لمواصلة البحث والعمل، وهذا الأسلوب المبني على النشاط الذاتي للتلميذ، لا تظهر معه المشكلات السلوكية التي تظهر عادة مع الأساليب التقليدية، أما غرفة الصف التي تسير فيها الأمور على الوتيرة ذاتها طوال وقت الحصة أو معظمه فهي مكان يسيطر فيه الملل أو يؤدي بالكثير من التلاميذ إلى الانسحاب منه ذهنياً، والبحث عن نشاطات أخرى تكون أكثر جدوى وفائدة لهم. كما أن نوع التعليم المرتكز على نشاط المعلم فحسب، يخلق جوا مملاً، ذا روابط اجتماعية ضعيفة، ونظام شكلي ظاهري، مبني على الإرهاب، ونجد التلاميذ هائجين غير منظمين يبحثون دوماً عن أنواع من اللذة غير الموجهة. ولقد تبين أن أساليب المعلمين تنقسم إلى أنماط ثلاثة: النمط الأول: ويتميز بالثوران والاندفاعية والتلقائية، والثاني: بالضبط الذاتي والنظام والتوجه نحو الهدف، وهو الذي يسمى النمط الجيد المتكامل، والثالث: يتميز بالتردد والخشية والقلق والميل إلى المبالغة في الالتزام بالنظم والقواعد، وقد وجد أن النمط الأخير أقلها فعالية، والنمط الثاني (المتوازن) أكثر فعالية مع جميع أنماط التلاميذ وخاصة أولئك الذين يتصفون بالقلق والعدوان، أما النمط الأول فكان فعالا مع التلاميذ المسايرين من ناحية والمجاهدين للصعوبات من ناحية أخرى،
ما الذي يمكننا استخلاصه مما سبق؟

عزيزي المعلم:
يتضح لنا أنه يمكن للمعلم أن يخلق جواً من الانتباه في الصف إذا قام بتنويع أساليبه وأنشطته في التدريس ولم يستخدم أسلوب المحاضرة أو الإلقاء إلا عند الضرورة، كما هي الحال في كون المعلومات جديدة كليا على التلاميذ أو صعبة جداً، كما يتوجب على المعلم إتاحة الفرص للطلبة للتعبير عن قدراتهم المختلفة، وأن يتبع سياسة مرنة تسمح لهم بقدر من الحرية وإبداء الرأي والاعتراض والمناقشة، ولذا فإن استخدام استراتيجيات فعالة في استثارة انتباه الطلبة والمحافظة عليه مع استمرار الدرس يمكن للمعلم أن يقي الطلبة من الإخلال بالانضباط الصفي ومعاجلة مظاهر الملل من الدرس والتي يعبر عنها الطلبة بوسائل مختلفة كالصياح والشغب وشرود الذهن أو السلوك العدواني.
2) التقليل من الروتين في الصف:

عزيزي المعلم:
مع إيماننا بأهمية التزام المعلم بتنفيذ سلسلة من الخطوات المحددة لتحقيق أهداف الدرس إلا ان كثرة الأعمال الروتينية في الصف، تنشر الملل والضجر بين التلاميذ، وتخفض دافعيتهم للدراسة أحياناً، وتحد من رغبتهم في الدرس والبحث والمشاركة، وتؤدي إلى ظهور المشاكل السلوكية العديدة ومن أبرزها الشغب والتشتت وضعف الدافعية للدراسة. ولمعالجة هذه المسألة في الممارسات التدريسية ما الذي يمكن للمعلم أن يفعله للحفاظ على جو الحيوية والنشاط في التعلم الصفي؟ يتوجب على المعلمين أن يجعلوا التعليم أكثر متعة وإثارة وأن يعملوا على تحسين المناخ الصفي وجعله أكثر إثارة للدافعية، والابتعاد ما أمكن عن الأعمال الروتينية بالإضافة إلى:
- القيام بالمهام الروتينية مثل تفقد الحضور والغياب أو جمع الدفاتر أو ملاحظة نظافة الطلبة.. إلخ. بطريقة تمنع الفوضى بين الطلبة والإخلال بالانضباط الصفي، وقد يتم ذلك بإشراك الطلبة بهذه المهمات بطريقة تعاونية.

- استخدام استراتيجيات تدريسية متنوعة أثناء شرح الدرس كالانتقال من أسلوب الشرح إلى أسلوب إدارة النقاش إلى أسلوب التعلم باللعب، حتى يحافظ المعلم على استمرارية انتباه الطلبة وقيامهم بالممارسات اللازمة لتحقيق أهداف التعلم.

3) استراتيجية قيام الطالب بنمط المهمات المكتملة.
وفي هذه الاستراتيجية - عزيزي المعلم - يكلف المعلم أحد الطلبة مسؤولية القيام بإحدى الفعاليات أو النشاطات التعليمية بمفرده وباستقلالية تامة، وتتخذ المهمة أشكالاً عديدة مثل تنظيم رحلة علمية أو حفلة مدرسية أو برنامج مسلسل للإذاعة المدرسية أو عرض إنجازاته أو إبداعاته في مجال الرسم، أو الاختراع، ولضمان نجاح هذه الاستراتيجية في معالجة مشكلات الانضباط الصفي ينبغي التخطيط الجيد للمهمة التي سيتعهد بها المعلم للطالب بحيث يشعر الطالب بذروة الإنجاز في أداء المهمة بكافة جوانبها وبشكل متصل ومتماسك.
عزيزي المعلم:

وهناك استراتيجية أخرى تكمل استراتيجية المهمة الكاملة وهي استراتيجية.

جعل الطالب مشغولاً مع الإحساس بالفائدة والإنتاجية.
وتؤكد الاتجاهات التربوية الحدية مبدأ تفريد التعليم القائم على إعطاء الأولوية لحاجات كل متعلم وقدرته عند التخطيط وتنفيذ الفعاليات التعليمية، ومن هنا يقوم المعلم بتقسيم مجموعة الصف الكبيرة إلى مجموعات صغيرة كي يمكنه تحسس حاجات وإمكانات كل فرد منها وبحيث يستطيع إعطاء كل طالب المهمة المناسبة، ومن الضروري أن يعرف كل طالب طبيعة المهمة المطلوبة منه وكيفية إنجازها بالتنسيق والتعاون المسبق مع المعلم. ومن الضروري أيضاً لنجاح الطلبة في تنفيذ المهام الموكلة لهم أن يعملوا هم والمعلم ضمن قواعد وأنظمة إدارية وسلوكية مرنة كي يتعلموا تحمل المسؤولية، وفي ظل هذا الجو الصفي التعلمي تتنوع الأنشطة والمهام التي يقوم بها الطلبة فالبعض منهم تراه منغمساً بأنشطة خاصة بزاوية العلوم والبعض الآخر في القراءة لجمع بيانات والإعداد لكتابة تقارير، كما تجد الطالب الذي أنجز المهمة التي كلف بها قد توجه إلى زاوية الفن للقيام بنشاطات محببة في الرسم والتلوين. من هنا يتضح لك عزيز المعلم إن تنظيم مهمات تعلمية فردية أو ضمن مجموعة تعلمية وجعل الطالب يشعر بالانشغال الحقيقي بمهمة ممتعة ومفيدة تبعده عن الإحساس بالملل وعدم الجدوى من الحصة مما يجعله ينضبط ذاتياً ويتحمل المسؤولية عن وقت تعلمه وما قام بإنجازه فيه.
4) استراتيجية الإدارة والتعلم الموجه ذاتيا.

< عزيزي المعلم:
حجرة الصف مجتمع مصغر يجب أن يسود فيه التسامح والعدل والرحمة والديمقراطية، ولا يكفي أن نعلم الأطفال المبادئ عن طريق المحاضرة والتلقين، بل يجب أن يحيا الأطفال في مدرستهم في ظل نظام ديمقراطي حقيقي، ليمارسوا الديمقراطية بأنفسهم. وحجرة الصف هي المكان الأمثل ليتعرفوا فيه إلى الإدارة الذاتية وتحمل المسؤولية، ويجب أن يكون الصف أسرة محكمة التنظيم، بحيث يكون لجميع التلاميذ أدوار معينة يقومون بها أو قوانين غير مكتوبة يطيعونها. وهناك جانبان لموضوع الإدارة الذاتية: الأول منها سيكولوجي: بمعنى أن شخصية الطفل وأخلاقه تنمو نتيجة تحمله المسؤولية، فالنجاح في أية مهمة صغيرة، يملؤه شعور بقيمته، وفي ذات الوقت يغذي شعوره المتزايدة بالثقة، والجانب الآخر هو تربوي تعلمي ولكنه أقرب في طبيعته إلى أن يكون وسيلة من وسائل التدريس الجيد، فالدرس الذي أحسن تخيطيه وإعداده في صف حسن التنظيم يساعد على حسن تقديم ذلك الدرس. والمعلم الحكيم يوقظ قدرات التلاميذ العقلية وطاقاتهم البدنية، ويستطيع توزيع الواجبات توزيعاً حكيماً على جميع تلاميذه مما يجعل يوفر نشاطه ويريح أعصابه، كما يتأكد بأن الدرس كله قد أصبح شيء شخصياً بالنسبة لكل فرد من أفراد الصف، ومن الواجبات التي يمكن أن توكل للتلاميذ: تنظيف اللوح، جمع وتوزيع الأوراق والدفاتر، تنظيف حجرة الصف وترتيبها، رئيس فرقة الألعاب الرياضية، محرر صحيفة الصف، عريف الصف، سكرتير الصف.. إلخ. ومن المهم أن توزع هذه الواجبات بالتناوب حتى تتاح الفرصة لجميع التلاميذ بدلاً من حصرها، في بعض الشخصيات البارزة في الصف. وبذلك حين نطبق استراتيجية الإدارة الذاتية في حجرة الصف نستطيع أن نخلص الطفل المدلل من أنانيته بلطف، وأن نجعل الطفل الخجول يحس بأنه عضو هام وضروري في مجتمع صغير، والطفل المتدفق حيوية يمكن توجيه نوازعه التسلطية نحو الابتكار كما يمكن تشجيع الطفل المنعزل اجتماعياً عن أقرانه لكي يقوم بدور أكثر إيجابية في المجتمع الصفي، كما يمكننا أن ننمي روح المحبة والتعاون بين التلاميذ، ونتخلص من العدوانية والشغب والفوضوية، ونزيد من دافعية الطلبة للدراسة والتحصيل.
5) استراتيجية الجماعات المرجعية (الأقران والرفاق)

عزيزي المعلم:
ما أهمية الجماعات بالنسبة للتلاميذ وكيف يمكن توظيفها للمحافظة على الانضباط الصفي والتعلم؟ تمثل الجماعة مرجعاً هاماً للتلميذ لأنها تزوده بالأدوار والمعايير والقيم والاتجاهات مما يسهل مسايرة الجماعة وتقبل الأقران، وقد أشارت بعض البحوث إلى أن للأقران أثراً قوياً في بعضهم البعض، في شتى المجالات المعرفية والانفعالية والاجتماعية على حد سواء مما يؤثر في أدائهم الأكاديمي على نحو فعال. وتمارس جماعات الأقران ثلاث وظائف هامة في حياة الطفل حيث أنهـا:
1- تتيح للطفل ممارسة علاقات يكون فيها على قدم المساواة مع الآخرين، في حين يحتل مركزاً ثانوياً في علاقاته مع الراشدين.

2- توفر للطفل فرصة اكتساب مكانة خاصة به، وتحقيق هوية متميزة تمكنه من جعل نشاطاته محور اهتمام أقرانه.

3- تزود الطفل بفرصة اكتساب الشجاعة والثقة بالنفس للتأييد والدعم الذي يلقاه من أقرانه مما يساعده على الاستقلال الذاتي وعدم الاتكال على الآخرين.
لذا فالتوظيف الفعّال لطريقة التعلم التي تقوم على العمل الزمري أو في فرق صغيرة، يلعب دورا هاماً في تحقيق النظام والانضباط الفعالين، فالتعلم الزمري يجعل كل مجموعة تعمل تحت إمرة قائد لها، وتجعل عمل المعلم مع خمسة أو ستة أو عشرة قادة أو فرق بدل التعامل مع خمسين تلميذاً في وقت واحد، كما أن عمل التلاميذ معاً يؤدي إلى تحقيق أبعاد أخرى من التعلم في المجالات الوجدانية والاجتماعية، إضافة إلى الأهداف المعرفية أو الأدائية العملية المخططة للعمل الجماعي، يساعد انهماك التلاميذ في العمل معاً على حل مشكلات الانضباط الصفي كالشغب وتشتت الانتباه ونقصان الدافعية للدراسة.
6) استراتيجية العقـاب والثـواب

أ ) استراتيجية العقـاب:
لعل أول ما يتبادر إلى ذهنك حين الحديث عن العقاب هو الإيذاء الجسدي كما هو متعارف عليه في حياتنا، ولكن العقاب لا يقتصر على ذلك، فما هو العقاب؟ العقاب هو الحادث أو المثير الذي يؤدي إلى إضعاف، أو كف بعض الأنماط السلوكية، وذلك إما بتطبيق مثيرات منفرة غير مرغوب فيها على هذه الأنماط، أو بحذف مثيرات مرغوب فيها من السياق السلوكي، بحيث ينـزع السلوك موضع الاهتمام إلى الزوال. كما يشير ماجون Magoon بأن العقاب هو أحد نتائج السلوك التي تعمل على تقليل أو إضعاف احتمالية القيام بالسلوك غير المرغوب فيه. ولكننا نتساءل هل كل مثير عقابي يعتبره المعلم مؤلماً هو كذلك بالنسبة للتلميذ المعاقب؟ من الصعب أن نبني تقييمنا لأثر العقاب هو الحادث أو المثير الذي يؤدي إلى إضعاف، أو كف بعض الأنماط السلوكية، وذلك إما بتطبيق مثيرات العقاب على إدراكنا للأثر المؤلم الذي يحدثه المثير المستخدم وعلينا أن نستخدم طريقة موضوعية تتمثل في ملاحظة وتحديد أثر العقاب على كل من التلميذ وسلوكه المعاقب وذلك باتباع الخطوات التالية:
أ) تحديد مستوى السلوك المستهدف المطلوب إزالته قبل العقاب.

ب) إعطاء العقاب بصورة فورية عقب حدوث السلوك المستهدف وتحديد أثر العقاب على السلوك المعاقب.

ج) ملاحظة الفرق في مستوى السلوك المستهدف قبيل العقاب وبعده والاستنتاج فيما إذا تناقص حدوث السلوك غير المرغوب فيه أو زال نهائياً.

والآن عزيزي المعلم نتساءل متى نلجأ لاستعمال العقاب؟

نلجأ للعقاب عادة في الحالات التالية:

1- إذا كان أسلوب التعزيز والامحاء لم يؤديا إلى نتيجة مرغوب فيها.

2- عندما يكون السلوك غير المرغوب فيه حادا إلى درجة مؤذية.

3- عندما يتكرر السلوك الخاطئ بدرجة كبيرة ولا يكون هناك حدوث سلوك بديل حتى نعزره، أي عندما يكون السلوك المعارض لا يظهر مع السلوك غير المرغوب فيه.
وبعد أن عرفنا مفهوم العقاب وحالات استخدامه فما هي سيئات وحسنات استخدامه؟
أ - سيئـات العقـاب:

1) قد يولد العقاب- خاصة عندما يكون شديدا - العدوان والعنف والهجوم المضاد لدى المعاقب.

2) العقاب لا يشكل سلوكيات جيدة، بل يكبح السلوك غير المرغوب فيه فقط.

3) يولد العقاب حالات انفعالية غير مرغوب فيها كالبكاء والصراخ والخوف والخنوع وهذا يعيق تطور السلوكيات المرغوب فيها في أغلب الأحيان.

4) نتائج العقاب غالباً ما تكون مؤقتة، فالسلوك يختفي بوجود المثير العقابي ويظهر في غيابه.

5) يؤثر العقاب بصورة سلبية في مفهوم الذات لدى الشخص المعاقب وبحد من التوجه الذاتي لديه، خاصة إذا حدث بشكل متكرر وإذا لم يصحبه تعزيز للسلوك المرغوب فيه.

6) يؤدي العقاب إلى الهرب والتجنب، فقد يلجأ الطالب إلى التمارض مثلاً والتغيب عن المدرسة إذا ما اقترن ذهابه إليها بالعقاب المتكرر ثم يتطور ذلك ويؤدي إلى هرب الطالب من المدرسة.

ب- حسنـات العقـاب:

للعقاب حسنات عديدة ونذكر منها:

1) الاستخدام المنظم للعقاب يساعد الفرد على التمييز بين ما هو مقبول وما هو غير مقبول.

2) العقاب الذي يستخدم بشكل فعّال يؤدي إلى إيقاف أو تقليل السلوكيات غير التكيفية بسرعة.

3) معاقبة السلوك غير المقبول يقلل من احتمال تقليد الآخرين له.

وبعد عزيزي المعلم:

بعد أن تعرفنا على مفهوم العقاب وحالات استخدامه وحسناته وسيئاته نتعرف على أساليبه وأشكاله.

أساليب العقاب وأشكاله.

1) الإقصـاء أو العـزل:
إجراء عقابي يعمل على تقليل أو إيقاف السلوك غير المقبول من خلال إزالة المعززات الإيجابية لمدة زمنية محددة مباشرة بعد حدوث ذلك السلوك، مثل: إقصاء الطفل المشاغب في الصف بأمره أن يتجه إلى الحائط، أو منعه من رؤية الأطفال الآخرين في غرفة الصف من خلال ستارة. والإقصاء هو ما يترتب على السلوك السيئ للتلميذ حيث يتم إبعاده عن كافة أشكال ومصادر التعزيز المتوفرة في بيئة الصف لفترة معينة من الوقت.
لكن كيف يؤثر الإقصاء في إضعاف أو إزالة السلوك غير المرغوب فيه؟
يؤثر الإقصاء بطريقتين الأولى: ما يشابه أثر الامحاء (الإطفاء)، فالمعلم في هذه الحالة يستجيب للسلوك السيئ من التلميذ بالابتعاد عنه أو عدم الالتفات إليه أو النظر بعيداً عنه ورفض التحدث معه، أما الطريقة الثانية لتأثير الإقصاء فهي تتضمن إبعاد وعزل التلميذ أو المجموعة المشاكسة من مكان العمل أو الدراسة، ومن الطرق الأكثر قبولاً هي وضع التلميذ في غرفة معزولة خالية من المثيرات الإيجابية لفترة من الوقت. لكن عزيزي المعلم ما هو مواصفات هذه الغرفة وما قواعد استخدامها لتحقيق الغرض من الإقصاء كأسلوب عقابي؟ " الغرفة المعزولة يجب أن تكون خالية من المثيرات، وإن توجد بها نافذة تمكن المعلم أو المرشد النفسي من ملاحظة سلوك التلميذ أثناء تواجده فيها، كما يجب أن تكون جدران الغرفة قوية وعازلة للصوت، وعند إرسال التلميذ لغرفة العزل. Tim out
علينـا مراعاة القـواعد التالية:

أ ) إرساله فور قيامه بالسلوك السيئ أو الغير المرغوب فيه.
>
ب) إخبار التلميذ بالأسباب التي أدت إلى عزلة وإعلامه أيضاً بأنه يمكنه العودة إلى غرفة صفة عندما يقلع عن السلوك السيئ ويصبح منضبطاً.

ج) يتم عزل التلميذ لمدة زمنية محددة، وإذا ما استمر في سلوكه السيئ فإن مدة عزلة تمدد دون مناقشة.

د) عندما تنتهي فترة العزل يعود التلميذ إلى غرفة الصف وعند قيامه بأية بادرة للإقلاع عن السلوك السيئ أو القيام بالسلوك الصحيح فإن على المعلم تعزيز وإثابة هذه السلوكيات على الفور كي يتم تدعيمها وتقويتها.
والآن عزيزي المعلم: هل يمكننا أن نحدد المشكلات السلوكية التي يفيد الإقصاء في معالجتها؟ نعم فمن المشكلات السلوكية التي يفيد الإقصاء والعزل في علاجها الفوضوية، والعدوانية، والشغب.
2 ) التصحيح الزائـد:
هو توبيخ الفرد بعد قيامه بالسلوك غير المقبول مباشرة، وتذكيره بما هو مقبول وما هو غير مقبول ومن ثم يطلب منه إزالة الأضرار التي نتجت عن سلوكه غير المقبول أو تأدية سلوكيات نقيضة للسلوك غير المقبول الذي يراد تقليله بشكل متكرر لفترة زمنية محددة.
مثلاً: طفل قام بسرقة طعام زميله في الصف، وبعد اكتشافه تم توبيخه وطلب منه أن يعيد ما سرقه، وأن يحضر طعاماً إضافياً للشخص الذي سرق منه الطعام.

يستخدم التصحيح الزائد لمعالجة مشكلات: العدوان، الفوضوية، الشغب.

3 ) العقـاب الجسـدي:
وهو أكثر العقاب شيوعاً في الحياة اليومية، ونادراً ما يلجأ إليه في برامج تعديل السلوك، وهذا النوع لا يستخدم إلا كوسيلة أخيرة بعد أن يتبين أن جميع الإجراءات الأخرى لم تكن فعالة في ضبط السلوك. ولا يفوتنا عزيزي المعلم أن نشير إلى أهمية وضع ضوابط لاستخدام العقاب وتوصيات تجعل منه استراتيجية بناءة في تحقيق الانضباط السلوكي الصفي للتلميذ.
ومن هذه التوصيات نذكر التالية:

1) التقليل من استخدام العقاب وخاصة البدني منه إلى اقل درجة ممكنة.

2) يجب استخدام العقاب لمنع التلميذ من القيام بسلوكيات تلحق أذى شديداً به أو بالآخرين أو البيئة التي يعيش فيها.

3) العقاب يجب أن يلي السلوك الخاطئ مباشرة وبدرجة مناسبة من الشدة وفق خطورة السلوك الخاطئ.
font>
4) في اللحظة التي يبدو فيها بوادر إقلاع التلميذ عن السلوك السيئ أو توجهه للقيام بالسلوك الصحيح فيجب أن يعطى الفرصة لذلك وان تم تشجيعه وتعزيز توجهه في الحال.

nt>ب ) استـراتيجية الثـواب Reward .

نحدثك عزيزي المعلم عن الثواب أو التعزير كأحد استراتيجيات ضبط السلوك، حيث يصنف التعزير إلى نوعين وهما التعزير الإيجابي والتعزير السلبي.

ويتخذ التعزيز الإيجابي خمسة أشكال:

أ- المعززات الغذائية: Eatable Reinforcers
أوضحت الدراسات خاصة في مجال تعديل سلوك الأطفال المعوقين أن المعززات الغذائية ذات أثر بالغ في السلوك إذا ما كان إعطاؤها للفرد متوقفاً على تأديته لذلك السلوك.
ب- المعززات المادية: Tangible Reinforcers
تشمل المعززات المادية الأشياء التي يحبها الفرد كالألعاب، والقصص، وأقلام الألوان، والصور والتذاكر.. .. إلخ.
ج- المعززات الرمزية: Token Reinforcers
هي المعززات القابلة للاستبدال، وهي رموز معينة كالنقاط و النجوم... إلخ، حصل عليها الفرد عند تأديته للسلوك المقبول المراد تقويته ويستبدلها فيما بعد بمعززات أخرى.
د- المعززات النشاطية: Activity Reinforcers
هي نشاطات معينة يحبها الفرد يسمح له بالقيام بها حال تأديته للسلوك المرغوب فيه كالسماح للطفل بالخروج من البيت مع أصدقائه بعد أن يقوم بترتيب غرفته.
ج- المعززات الاجتمـاعية: Reinforcers Social
يشتمل هذا النوع معززات كثيرة جداً ومنها: الابتسام، الثناء أو الانتباه، التقبيل، إلخ، لهذه المعززات حسنات كثيرة جداً منها: أنهـا مثيرات طبيعية، يمكن تقديمها بعد السلوك مباشرة، ونادراً ما يؤدي استخدامها إلى الإشباع. وللمعززات الإيجابية آثاراً هامة في معالجة ومكافحة كافة المشكلات السلوكية للتلاميذ، كالعدوان، الغش، الفوضوية، والشغب وذلك بتعزيز ومكافأة أي توجهات سلوكية الإيجابية للإقلاع عن مثل هذه السلوكيات الغير مقبولة وتعلم سلوكيات أخرى بديلة كالتسامح والاعتماد على الذات والترتيب والانضباط الذاتي.
** التعـزيز السلبي: Negative Reinfoycemet
في الفقرة السابقة تعرفت عزيزي المعلم: مفهوم التعزيز الإيجابي، الذي لا يعد الطريقة الوحيدة لتقوية السلوك المرغوب فيه، حيث يمكننا تحقيق نفس الغاية باستخدام التعزيز السلبي، كيف يتحقق ذلك؟ باستطاعتنا العمل على تقوية السلوك من خلال إزالة مثير بغيض مؤلم (شيء أو حديث يكرهه الفرد) بعد حدوث السلوك المرغوب فيه مباشرة، ومثال ذلك تحضير الطالب لدرسه في الحصة القادمة ليتجنب ما قد يفعله مدرس المادة المعروف بعقابه الشديد كما أن حسن السلوك من قبل التلميذ يؤدي إلى إيقاف عقوبة العزل. ولكن عزيزي المعلم ما القواعد التي يجب مراعاتها لضمان نجاح استخدام التعزيز السلبي في ضبط السلوك؟ نجيب عن التساؤل السابق بالقول بأن قواعد استخدام التعزيز السلبي هي:
1) صف التغير السلوكي المرغوب فيه بصورة إيجابية للتلاميذ.

2) أوجد الوضع غير السار الذي يحث التلاميذ على القيام بالتغير السلوكي المرغوب فيه.

3) تابع بالرغم من الشكوى أو التذمر الذي يصدر عن التلاميذ.

4) أكد على القيام بالتغير السلوكي المطلوب وعدم القبول بالوعود، أما إذا انتهى الوضع غير السار بناء على وعد التلاميذ بأن يكونوا أحسن في المرة القادمة، فإنك في حقيقة الأمر تكون قد عززت وكافأت سلوك إعطاء الوعود دون أن يتحقق التغير السلوكي المنشود.
وفيما يلي نقدم لك عزيزي المعلم أمثلة المعززات السلبية التي يمكن للمعلم استخدامها لتقوية سلوكيات الطلبة في مواقف التعلم الصفي وهي:

- إذا أكملت المسائل يمكنك مغادرة غرفة الصف.

- عندما يتوقف زملاؤك عن التذمر منك عندها يمكنك مشاركتهم في اللعب.

- قيام الطالب بالسلوك الصحيح كحل واجباته البيتية أو عدم التأخير عن الدوام تجنباً لمواقف مؤلمة مثل خصم العلامات أو استدعاء ولي الأمر.
ومما تجب الإشارة إليه أن التعزيز السلبي أقل استخداماً في ضبط سلوك التلاميذ من التعزيز الإيجابي فما السبب في ذلك؟ في التعزيز السلبي يعتمد المعلم على استخدام مثيرات تجنبيه تؤدي بالطالب إلى الهرب (Escape) والتجنب (Avoidance) وغير ذلك من السلوكيات غير المناسبة، فالطالب الذي جرب جيداً قسوة عقاب المعلم قد يبدأ بخلق الأعذار، (كادعاء المرض) ليتجنب حضور حصة ذلك المعلم وخاصة في حالة عدم تحضيره لدرسه أو قيامه بالواجب المنـزلي، كما أن التعزيز الإيجابي له أشكال عديدة متنوعة تيسر استخدامه في تشكيل السلوك الصفي.
** استراتيجية تعديل السلوك Behavior Modification
عزيزي المعلم، يرتكز منحي تعديل السلوك على مجموعة من المفاهيم والمبادئ التي تتضمنها النظرية السلوكية في علم النفس، وقد كانت غرفة الصف من الأوساط التي جرب فيها تطبيق هذه المبادئ فيما يعرف بالإجراءات السلوكية في التعلم.
** مفـهوم تعديل السلوك:

يقصد بتعديل السلوك: تغير السلوك عن طريق تغير الظروف البيئية المحيطة

** أشكال تعديل السلوك:

أ) زيادة احتمالات ظهور سلوك مرغوب فيه مثل: زيادة عدد المسائل التي يحلها كل طالب في وقت ما.

ب) تقليل احتمالات ظهور سلوك غير مرغوب فيه مثل: تقليل عدد مرات الخروج من المقاعد.

ج) إظهار نمط سلوكي ما في المكان والزمان المناسبين مثل: الإجابة عند السؤال فقط.

د) تشكيل سلوك جديد مثل: تعليم طفل لفظ الحروف الهجائية أو كتابتها.

** نظريات تعـديل السلوك:

أ- النظـريات السلوكيـة:
تؤكد النظريات السلوكية وخاصة نظرية الاشراط السلوكية لبافلوف، ونظرية الأشراط الإجرائي لسكنر - على أن الجانب الذي يستحق التركيز عليه لتغييره من أجل تعديل السلوك، هو البيئة بمثيراتها المختلفة سواء كانت هذه المثيرات قبلية: المستجرة والتمييزية، أو مثيرات بعدية: المعززة والمعاشية.
ب- النظريات المعرفية:
أما النظريات المعرفية، فمركز اهتمامها الرئيسي هو تغيير إدراك الفرد للمواقف التي يسلك فيها سلوكاً ما، والاهتمام هنا منصب على تعديل قناعات الطالب وافتراضاته التي قد تكون زائفة، وقد تقوده إلى أنماط سلوكية كان من الممكن أن لا تظهر لو كان ينظر إلى الأمور نظرة مختلفة.
ج- النظريات الإنسانية:
تركز النظريات الإنسانية على تغيير إدراك الفرد لذاته، ومفهومه عنها، فتفترض هذه النظريات أن مفهوم الفرد لذاته هو العامل الرئيسي وراء أنماط سلوكه المختلفة.
*** أساليب تعديل السلوك وبرمجته:
كان من نتائج البحث التجريبي السلوكي المنبثق من النظرية السلوكية أن تجمعت مجموعة من المبادئ العلمية التي تصف العلاقات بين السلوك والمتغيرات التي يعتبر هذا السلوك دالاً عليها، وقد حاول المشتغلون في هذا الميدان وضع هذه المبادئ موضع التطبيق، فيما أصبح يسمى (أساليب تعديل السلوك وبرمجته).
خطـوات تعديل السلوك:

1) تحديد المشكلة بتعبيرات سلوكية مثل: مشاغب، عدواني.

2)قيـاس السلوك ببيانات رقمية. 3) وصف الظروف القبيلة التي يظهر في ظلها السلوك.

4) وصف التوابع التي تظهر بعد هذا السلوك.

5) تحديد واختيار التوابع المناسبة التي يمكن استخدامها في البرنامج.

6) تصميم خطـة العمل. 7) تنفيـذ خطـة العمل.

8) تقـويم البرنامج وتحديد الإجراءات الناجحة والفاشلة. 9) متابعة الحال لمعرفة النتائج.

والشكل التالي يبين خطوات منحى تعديل السلوك الفردي في غرفة الصف.

خطـوات منحـى تعـديل السلـوك الفردي:

أساليب تعديل السلوك (التعزيز - العقاب - الإطفاء)

عزيزي المعلم:
سبق أن تحدثنا عن التعزيز والعقاب ولكننا نتحدث عن أسلوب آخر من أساليب تعديل السلوك وهو الإطفاء (أو الإمحاء) Extintion
أ ) الإطفـاء:
إجراء لتقليل السلوك غير المرغوب، ويستند إلى افتراض قائل: انه إذا كان السلوك الذي يعزز يقوي ويستمر، فالسلوك الذي لا يعزز يضعف وقد يتوقف نهائياً بع فترة زمنية معينة. ولمبدأ الإطفاء جانبين هما: إذا قام شخص ما في موقف بسلوك ما سبق أن عزز ولم يتبع هذا السلوك بالتعزيز المعتاد، تقل احتمالات أن يقوم الشخص بذلك السلوك أو بسلوك مشابه في مواقف لاحقة مشابهة.
** العوامل التي تزيد من فعالية الإطفاء:

1) يجب أن يصحب إطفاء سلوك ما التعزيز الإيجابي لسلوك آخر مرغوب فيه، فبدل أن نقول للطفل ما الذي نريد منه أن لا يقوم به عليناً كذلك أن نشير إلى سلوك آخر نود منه القيام به.

2) ضبط مصادر التعزيز الأخرى للسلوك المراد تقليله، من المهم جداً في أثناء تطبيق الإطفاء أن يضمن من يطبق الإطفاء أن معززات بديلة لا تتبع السلوك غير المرغوب فيه، حيث يمكن لهذه المعززات البديلة أن تأتي من أشخاص آخرين أو من البيئة المادية الطبيعية.

3) الموقف الذي ينفذ فيه برنامج الإطفاء، تتنوع المواقف التي يمكن إجراء الإطفاء فيها، وتختلف من مواقف إطفاء عادية لإطفاء سلوك يسهل إطفاؤه إلى مواقف مصطنعة إلى حد بعيد لإطفاء سلوك من الصعب إطفاؤه في المواقف العادية، وتعود الصعوبة في المواقف الحياتية العادية إلى عدم إمكانية ضبط مصادر التعزيز الأخرى حيث تحرج من يطبق برنامج الإطفاء من الإصرار عل الاستمرارية فيه: كأن يبكي الطفل أمام الزوار فتضطر الأم إلى تعزيزه بدلاً من إطفائه خجلاً من الزوار.

4) التعليمات: رغم أنه ليس من الضروري أن يعي الفرد أن سلوكه يطفأ لكي ينجح الإطفاء إلا أن التعليمات تساعد في سرعة تناقص السلوك المنوي إطفاؤه وتتمثل التعليمات في أن تقول للطالب مثلاً: (في كل مرة تقوم فيها بالسلوك (س) فإنك تحصل على (ص) ويكون (ص) هنا المعزز الذي أعتاد الفرد أن يأخذه بعد قيامه بالسلوك.
5) يكون الإطفاء بعد التعزيز المتقطع أقل منه بعد التعزيز المستمر.

في التعزيز المستمر، يعزز في كل مرة يقوم بها بسلوك ما، أما التعزيز المتقطع فيتضمن تعزيز هذا السلوك أحياناً، وعدم تعزيزه في أحيان أخرى، وإذا كان السلوك المنوي إطفاؤه قد عزز بشكل مستمر فإنه أسهل زوالاً من السلوك الذي سبق أن عزز بشكل متقطع.

ب) التشكيـل Shaping:

عزيزي المعلم:
ناقشنا فيما سبق مجموعة من الإجراءات لزيادة سلوك ما وإجراءات أخرى لتقليل سلوك غير مرغوب فيه، ومن أشكال تعديل السلوك، تعليم سلوكيات جديدة عن طريق ما يعرف بالتشكيل. فالتشكيل يعرف على أنه الإجراء الذي يشمل على التعزيز الإيجابي المنظم للاستجابات التي تقترب شيئاً فشيئاً من السلوك النهائي بهدف إحداث سلوك لا يوجد حاليا. والتشكيل لا يعني خلق سلوكيات جديدة من لا شيء، فبالرغم من أن السلوك المستهدف ليس موجوداً لدى الفرد إلا أنه غالباً ما يكون لديه سلوكيات قريبة منه ولهذا فالمعالج السلوكي يقوم بتعزيز تلك السلوكيات بهدف ترسيخها في ذخيرة الفرد، وبعد ذلك يلجأ إلى التعزيز التفاضلي والذي يشمل على تعزيز الاستجابة فقط عندما تقترب أكثر فأكثر من السلوك المستهدف.
ولقد أوضحت البحوث العديدة أن الاستخدام الفعال للتشكيل يستوجب اتباع الخطوات التالية:

1) تحديد وتعريف السلوك المستهدف:
يجب تحديد السلوك النهائي الذي يراد الوصول إليه وتعريفه بدقة وموضوعية على شكل هدف سلوكي، والهدف من ذلك هو تعزيز التقارب التدريجي من السلوك المستهدف بشكل منظم وتجنب تعزيز السلوكيات غير ذات العلاقة، لأن ذلك سيؤدي فقط إلى إطالة مدة عملية التشكيل وتقليل فعاليتها.
2) تحديد وتعريف السلوك المدخلي:

بعد تحديد السلوك النهائي فإننا نحتاج إلى تحديد سلوك يشبهه على نحو ما بهدف استخدامه كنقطة البداية ويمكن تحديد السلوك المدخلي من خلال المراقبة المباشرة للفرد لمدة أيام قبل بدء بعملية التشكيل لتحديد ما يستطيع عمله.

ويمكن تعريف السلوك المدخلي بأنه استجابة قريبة من السلوك المستهدف لتعزيزه وتقويته بهدف صياغة السلوك النهائي منه.

ويجب أن يتصف السلوك المدخلي بصفتين رئيسيتين:

1) أن يحدث بشكل متكرر وذلك حتى تتوفر لنا الفرص الكافية لتعزيزه وتقويته، وقد يكون ضرورياً أحياناً تنظيم الظروف البيئية التي تزيد من احتمالية حدوث هذا السلوك، مثلاً: تعليم الطفل رسم الدوائر، فقد يكون ضرورياً إعطاؤه قلماً وورقة بتواصل في البداية لا أن تنتظر قيامه بذلك تلقائياً.

2) أن يكون السلوك المدخلي قريباً من السلوك النهائي.

3) اختبار معززات فعالة:
إن عملية التشكيل تتطلب من الفرد تغيير سلوكه بشكل متواصل ليصبح قريباً أكثر فأكثر من السلوك النهائي، ولذا لابد من المحافظة على درجة عالية من الدافعية لديه وهذا يستلزم اختيار المعززات المناسبة، الغذائية المادية، الرمزين .. الخ.
4) الاستمرار في تعزيز السلوك المدخلي إلى أن يصبح معدل حدوثه مرتفعاً:
فتعزيز السلوك المدخلي بشكل متواصل سيزيد من احتمالية حدوث تغير بسيط فيه سيجعله أكثر شبهاً بالسلوك النهائي.
5) الانتقال تدريجياً من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر:

فالاستخدام الفعال للتشكيل يستوجب الانتقال تدريجياً وبشكل منظم من مستوى أداء إلى مستوى أداء آخر.
وجدير بالذكر أن مفتاح النجاح في عملية التشكيل يتمثل في كون التعزيز متوقفاً على تغير السلوك على نحو تدريجي باتجاه السلوك النهائي، وتجاهله عندما ينحرف عن السلوك النهائي.
عزيزي المعلم:
يمكن للمعلم أن يستخدم التشكيل في ضبط ومعالجة سلوكيات التلاميذ بعده طرق منها على سبيل المثال نذكر ما يلي:
- تعزيز كل أداء فرعي من الأداء الكلي للمهمة المرغوب تعلمها مثلاً تعليم التلميذ الفوضوي الترتيب والنظام يتم بتجزئة هذه المهمة إلى خطوات صغيرة متدرجة، فإذا قام التلميذ مثلاً بإعادة المجلة التي استعارها من المعلم إلى مكانها في الصف فإن على المعلم تعزيز مثل هذه الأداء على الفور.

- تعزيز أي تحسن في مجال دقة الأداء، فالتلميذ الذي تعوزه الدقة في فهم تعليمات المعلم في غرفة الصف فإنه يمكن للمعلم أن يعزز أي استجابة صحيحه تقرب من الدقة يقوم بها التلميذ ولو لم تكن دقيقة تماماً.

- تعزيز فترة الأداء كلما طالبت أكثر فأكثر، فعلى سبيل المثال التلميذ الذي يقوم عادة بالتحدث الصفي غير المناسب مع رفاقه في الصف يمكن للمعلم أن يعززه ويكافئه إذا بقي هادئاً لمدة (5) دقائق، ثم (8) دقائق و(12) دقيقة وهكذا حتى يتعود الانتباه للمعلم والكف عن التحدث الصفي غير المناسب.

- تعزيز فترات المشاركة الصفية كلما طالت أكثر فأكثر، فعلى سبيل المثال التلميذ الذي تنعدم مشاركته في غرفة الصف يمكن للمعلم أن يكافئه عن أية مساهمة في المشاركة في الصف مهما كانت بسيطة وهكذا فإن التشجيع المتواصل يجعل التلميذ الخجول أكثر تقدماً في المشاركة الصفية.
بالإضافة إلى ما سبق فإن المعلم يمكنه استخدام استراتيجية تشكيل السلوك لتعليم التلاميذ سلوكيات جديدة كالمثابرة، والتحمل، والنظام، وضبط الذات.

** قـواعـد النـظام الصفـي للمدّرس:

عشـرون قاعدة لضبط الصف وإدارته:

في ما يلي بعض القواعد والطرائق والأساليب التي يمكن أن تساعد في توفير مناخ نظامي ودي دافئ يساعد على تنظيم التعليم والتعلم:

1) تعرّف إلى طلابك فرداً فرداً، من خلال الملاحظة ومراجعة البطاقة التراكمية وعلى الرغم من أن معرفة الطلاب تحتاج إلى وقت وخبرة بالعمل معهم، إلا أن المعلم كلما بكر في ذلك كان أفضل.فن

2) لا تستخدم السخرية مع الطالب المسيء مهما كانت درجة انزعاجك من سلوكه فالسخرية منه، ولا سيما في حضور الطلاب الآخرين، تدفعه إلى المزيد من الإساءة.

3) استخدم الطرفة أو الدعابة، ولكن بحذر وفي الوقت والموقف المناسبين وحسب، مثال ذلك للتوكيد على نقطة هامة في الدرس، فالقصص أو الطرائف الفكاهية، إذا كانت ذات صلة بالموضوع، تعد فعّالة في توضيح الفكرة وتثبيتها، كما يمكن استخدام الطرفة أو الدعابة للاعتذار عن أمر، أو للتراجع عن موقف، ولكن أحذر من جعل الفكاهة على حساب أحد الطلاب.
4) عند إصدار الأوامر والتعليمات، لا تتخذ موقف الحاكم المتسلط في شكلك أو نبرة صوتك، ولا تهدد بالعواقب عند المخالفة.

5) تعاطف مع طلابك، حتى عندما يخطئون أو يخفقون، ولا تتسرع في عقابهم قبل أن تفكر في مساعدتهم على تجنب الخطأ.

6) اصبر، فالطلاب لا يتعلمون بالسرعة ذاتها، ولا بالفاعلية ذاتها.

7) إياك أن توبخ الصف كله كجماعة، فنادراً ما يكون الصف كله يستأهل التأنيب، فتجنب تأنيب الصف بمجموعه، لأنه قد يكون فيه من لم يخطئ.

8) حاول أن تبني مفهوم الـ"نحن"، وأن تحله محل الـ"أنا" وذلك بإرساء القناعة بأن المعلم والطلاب شركاء في العمل لتحقيق هدف مشترك.

9) تجنب العلاقة الحميمة مع الطلاب، فإن تكون صديقهم الكبير ومرشدهم الخبير هو المطلوب، وأما أن تصل الألفة إلى أكثر من ذلك فلا، فأنت لست واحداً منهم، ولا بد من الإبقاء على شيء من الفصل أو الفرق، لتجنب الوصول إلى التقليل من الشأن أو عدم الاهتمام.

10) لا تنفعل، ولا تفقد أعصابك في غرفة الصف، فالانفعال أو فقدان الأعصاب أولى الخطوات نحو فقدان السيطرة على الصف، وقد يرى بعض المعلمين في الانفعال والهيجان وسيلة ناجحة لحل مشكلة، ولكن تكرار مثل ذلك يؤدي إلى عكس المطلوب.
11) بعد أن تضع مع طلابك قواعد انضباط الصف وقوانين النظام وتشرحها تماما، احرص على الانسجام مع القواعد والقوانين المتفق عليها والموضحة للجميع.

12) لا تجعل قواعد النظام أو الانضباط وقوانينه كثيرة، ولا تضع قاعدة لا تستطيع تنفيذها، واجعل معيارك في التطبيق موضوعياً وعملياً.

13) إذا اضطررت لتوجيه إنذار، فاجعل ذلك سريعاً وموجزاً، دون أن يؤثر على سير الدرس، وخير الإنذارات في غرفة الصف، ما ابتعد عن اللفظ.

14) لا تطلق ألقاباً على طلابك، ولا سيما المسيئين منهم، ولا تسمح لهم بذلك، قال تعالى: "ولا تنابزوا بالألقاب" صدق الله العظيم.
15) استعد، قبل الحضور إلى غرفة الصف، لبعض الاحتمالات كتبادل الطلاب الحديث في أثناء الدرس، واستعارة الأشياء، والاستئذان للمغادرة لغرض ما، واستخدام الإشارة، والضحك، والسرحان، وعدم الاستجابة، فكر بكل ذلك وبسواه، مما تعرفه من زملائك، وأعد خطة للتعامل مع كل سلوك، ولكن، إذا حزمت أمرك فكن واضحاً مع طلابك، والتزم بخطتك، ولا تهدد بأمر لا تستطيع تنفيذه.

16) احرص على توزيع أسئلتك بين طلاب الصف، ولا تجعل بعضهم يحتكرون الإجابة.
17) لا تحدد الطالب المجيب قبل طرح السؤال، بل اطرح السؤال، وأتبعه بفترة صمت قصيرة، ثم اختر المجيب ممن يبدون استعداداً.

18) غيّر أماكن جلوس الطلبة، إذا لزم، في حال وجود زمر بينهم.

19) تجنب الجلوس الكثير، وتجنب كثرة الحركة بين المقاعد، ولا تعتمد على صوتك وحده، فلغة الجسم مثل الصوت هامة في تنظيم التعلم، والمعلم الجيد ممثل جيد.

20) كن مرناً، وغير طريقتك، إذا لزم، فالتنويع يجدد النشاط وسهم في تحقيق النظام والانضباط الصفي.
انـتهـى القسـم الأول من البحـث المـرجع إدارة الصـف وتنظيمه من منشورات جامعة القدس المفتوحة مقتـرحات من واقع الخبـرة الميدانية
1) استخدام التعلم التعاوني على شكل مجموعات.
ويقصد بالتعلم التعاوني وضع الطلبة في مجموعات صغيرة وفق هيكلة تنظيمية تقوم على الاعتماد المتبادل الإيجابي، والمحاسبة الفردية، فينغمس كل أعضاء المجموعة في التعلم وفق أدوار واضحة ومحددة مع التأكيد على أن كل عضو في المجموعة يتعلم المادة التعليمية مع اختيار قائد أو رائد لكل مجموعة بالتعاون مع معلم الصف أو المادة وهنا ممكن تطبيق الفكرة على طلاب الصفوف 2.ع.2، 2.ع.3 ، 1.ع.1، 1.ع.4، أي اختيار أربع فصول من فصول المرحلة الإعدادية كتجربة بحيث يتم تنظيم قاعات الفصول بطريقة تجعل الصف أكثر اتساعاً وأكثر حرية للحركة من قبل المعلم والطالب معاً، واقترح ما يلي على اعتبار أن عدد الطلاب (35) طالباً. بحيث تتكون كل مجموعة من ستة طلاب من طلاب الصف الواحد ضمن شروط ومعايير أهمها أن يراعى التجانس في مستوى المجموعات ولا يتم تقسيم الطلاب إلى مجوعات حسب مستوياتهم العقلية بل يتوزع الطلاب بناءاً على رغباتهم أولاً ثم بالتعاون مع مدرس الصف الواحد وبعد ذلك يتم التعديل وفقاً لمستويات الطلاب بحيث تكون متقاربة وتحوي كل مجموعة طالباً متميزاً يعتبر قائداً لمجموعته بحيث يقتنع طلاب مجموعته بأهميته لهم من حيث مساعدتهم على التعلم ونقل توجيهات المعلم وإرشاداته على ضرورة الانتباه والتركيز ومساعدتهم في الكتابة بصورة صحيحة ومساعدة المعلم على الإشراف على المجموعات وكذلك يُشجع قائد المجموعة على إحضار سجل ملحوظات صغير لمتابعة طلاب مجموعته بالإضافة لما سبق يمكن تشكيل مجلس إدارة الصف من رواد المجموعات ويكون المعلم رئيس مجلس إدارة الصف لمادة ما وهنا تحذير أن لا يحصل تضارب بين الزملاء المدرسين لمواد الصف الواحد من حيث تشكيل المجموعات واختيار رائد لكل مجموعة وتحديد مهامه بحيث يعلم كل مدّرس يقوم بتدريس الصف الخاضع للمشروع لكل ما تتناوله فكرة التعلم التعاوني.
2) استخدام بطاقات التشجيع، وبطاقات الحرمان أو سحب الحرمان وتتكون من خمس بطاقات ذات ألون مختلفة بحيث يتم إخراجها على جهاز الحاسوب على شكل بطاقة ذات مظهر جميل وتكون هذه البطاقات كما يلي:

أ- البطاقة البيضاء تمنح للطالب المتميز والنشيط في الدرس أو الطلاب ذوي المستوى جيد جداً مرتفع وهدفها الجمع بين التشجيع المادي والمعنوي في الوقت ذاته.

والشكل المقترح القابل للتطوير

الوجه (1)

ملحـوظات الأسـرة
………………………………………………………………………………………
ملحوظة: البطاقات هنا تعني مستوى الطلاب خلال الدّرس التعليمي /التعلمي ولا تعبر عن مستواه في درجات التقويم خلال فترة الفصل.

ب ) البطـاقة الخضـراء: تُمنـح للطالب ذي المستوى الجيد وتكـون:

بطـاقة جيــد 35
>
توقيع خاتم المدرسة

المدرس 35

اسم الطالب

الصف والشعبة

ملحـوظـات الأسرة
………………………………………………………………………………
ج- البطاقة التنبيه ذات اللون الأزرق تُمنح لطلاب ذوي المستوى المتوسط أو الضعيف من أجل الانتباه والتركيز ومضاعفة الدراسة البيتية. وهي كما نرى:

بطـاقة التنبيـه 12

مستوى الطالب في المشاركة الصفي

متوسط ضعيف

توقيع خاتم المدرس

المدرس 12

اسم الطالب

الصف والشعبة

ملحـوظـات الأسـرة
……………………………………………………………………………………… …………………………… - بطاقات الحرمان ذات اللون الأحمر ولا يعني الحرمان خصم درجات ولكن إشعار لخطأ أرتكبه الطالب خلال الدرس بعد التنبيه الشفهي أكثر من مرة واقترح إعطاء البطاقة في الحصة التالية لإعطاء فرصة مناسبة للطالب حتى يعدل سلوكه ويتبنى السلوك السوي وهدفها الضبط بحيث تجمع ما بين الضبط الفوقي من المعلم والضبط الذاتي (الانضباط) الصادر من قناعات الطلاب وبعد إعطاء الطالب بطاقة الحرمان يُذكر للطالب الأسباب مع الإشارة للبطاقة التي تليها بشرط أن يلتزم الطالب خلال الحصة الصفية. بطـاقات ا
لحـرمان 10

ملحـوظات المـدّرس
…………………………………………………………
توقيع المدرس خاتم المدرسة 10

اسم الطالب
الصف والشعبة ملحـوظـات الأسـرة ……………………………………………………………………………………...
هـ- بطاقات سحب الحرمان ذات اللون الأصفر وتمنح للطالب الذي عدل في سلوكه والتزم بالسلوك المرغوب فيه داخل حجرة الصف.
بطـاقة سحب الحرمان 5 يمنح حاملها 3 درجات في المشاركة الصفية. توقيع المدرس خاتم المدرسة 5 اسم الطالب الصف والشعبة
مـلحوظـات الأسـرة
………………………………………………………………………………………
* تطبيق بطاقات التشجيع (التعزيز) أو الحرمان أو سحب الحرمان من خلال:

- معرفة طلاب الصف ماذا تعني كل بطاقة من البطاقات السابقة واقتراح أن تكون البطاقة البيضاء درجاتها من 5/5 أو 4/5 والبطاقة الخضراء 3/5 والبطاقة الزرقاء ما بين 2/5 أو 1/5 والحرمان لا يأخذ درجات ولا يخصم منه درجات وبطاقة سحب الدرجات يُمنح الطالب 3 درجات.

- تحفظ البطاقات في لوحة جيوب خاصة بها بحيث تظهر على اللوحة مفتاح البطاقات وتعرض في بعض الحصص على السبورة مع البطاقات ولكن لا يشترط في كل حصة.

- مراعاة العدل والشمولية في إعطاء البطاقة للطالب المستحق لذلك مع مراعاة وتوزيع جزء قليل منها في الحصة الواحدة تتراوح ما بين (3 إلى 6) بطاقات فقط بحيث لا يكون هدف الدرس توزيع البطاقات لكي لا تفقد المردود النفسي لها وأثرها في التعزيز الإيجابي وكذلك التعزيز السلبي.
من المهم جداً أن يتعرّف جميع الطلاب على الأهمية المعنوية للبطاقات والتأكيد على صدقها من خلال تثبيت درجات البطاقة على دفتر درجات المتابعة ويفضل أمام الطالب المستحق ولا يشترط ذلك في الحصة. ملحوظة: إن استخدام تلك البطاقات هدفه إثارة دافعية الطلاب وتشجيعهم من أجل التعلم الأفضل وعندما يشعر المعلم بوجود ملل منها من قبل الطلاب فالأمر بسيط جداً يوقف استخدامها لفترة مؤقتة لحين الحاجة إليها.
3) التوجيه الجمعي أو التوجيه الفردي لبعض التلاميذ ذوي الصفة العدوانية.
وأقترح في هذا المجال تخصيص حجرة صفية خاصة ولتكن النادي الاجتماعي مثلاً بحيث تزود بمقاعد وسبورة وجهازي فيديو وتلفاز وتتسع من (10 إلى 15) تلميذ من التلاميذ المشاكسين ويتم فيها تجميع هؤلاء التلاميذ حتى يخضعوا إلى التوجيهات والإرشادات التي تتعلق بأهمية المحافظة على النظام داخل الصف واحترام المدرس والتلاميذ الآخرين خلال عرض الدرس ويكون لكل طالب ملف خاص أو سجل على شكل صحيفة يسجل فيها معلومات مختلفة عن التلميذ تشمل العمر ومكان السكن، ودرجاته في مراحل الدراسة المختلفة وآراء المعلمين عنه ومعلومات أخرى تتعلق بالتلميذ تكون مناسبة لعلاجه. ولكن لابد أن يقتنع التلميذ بأن الحجز في الحجرة هدفها تعديل سلوكه وجعله تلميذاً سوياً ومنسجماً مع باقي تلاميذ فصله، ولا يتم اللجوء إلى حجز التلميذ في الحجرة إلا بعد بذل جهد كبير من قبل المدرسين وإدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي لعلاج مشكلته ومن المشاكل الشائعة.
ا) الاستئذان كثيراً خلال الحصص الصفية.

2) الخروج المتكرر من الصف بين الخمس الدقائق دون أذن من المدرس أو المناوب.

3) تجول بعض الطلاب أمام الفصول الأخرى وبعضهم يفتح أبواب الفصول لإزعاج مدرسي مواد أخرى.

4) قلة التأدب خلال عرض الحصص وفي كافة الدروس.

5) كثرة الكلام (الثرثرة) مع زملائه خلال الحصص الصفية.

6) الاعتداء بالشتائم واليد على الآخرين.
وهنا تتعاون الإدارة والأخصائي الاجتماعي ومؤلف المشروع وبعض الزملاء المدرسين والمؤهلين تربوياً في توجيه وإرشاد هؤلاء التلاميذ بعد حجز التلميذ العدواني أو المشاكس في حجرة الحجز لمدة يوم دراسي كامل أو جزء من اليوم دراسي كامل وقد يزيد عن أكثر من يوم ويكتب في صحيفة التلاميذ أسلوب العلاج والتقدم الذي تتحقق وهل تعدل سلوكه؟ أم لا. قد يتبادر للذهن السؤال الآتي إذا لم نستطع علاج التلميذ بهذه الطريقة ماذا نفعل به؟ هنا يتم استدعاء ولي أمر الطالب بحيث يوقع على صحيفته التي كتبت عنه بحيث تعطي توصيف عن مشكلته والأسلوب العلاجي الذي لم يحقق نجاح لديه ويقدم إنذار أولي للتلميذ أمام ولي أمره ثم بعد تكرار الخطأ ذاته يطبق على الطالب لوائح وقوانين العقوبات التي تتبعها إدارات المدارس.
4) اقتراح أن يتم اجتماع دوري خلال الفترة الأولى في بداية العام الدراسي (45 يوم ) بين مدرسي المواد للصف الواحد وخصوصاً الصف الذي يوجد فيه طلاب مشاكسين ويكون الاجتماع مرة واحدة في الأسبوع ولمدة (15 دقيقة) بحيث يتم مناقشة مشاكل الصف ومشاكل بعض الطلاب وفي النهاية الخروج بخطوط عريضة لكيفية التعامل مع الطلاب المشاكسين من أجل تجنب التضارب بين المدرسين أثناء التعامل مع الطلاب خلال الدرس الصفي.

5) أخيراً أقترح على الأخوة المدرسين الاطلاع على بعض المراجع التربوية مثل علم النفس التربوي علم نفس النمو، القياس والتقويم في التعليم، تكنولوجيا التعليم، تصميم التدريس وإدارة الصف وتنظيمه، المنهاج التربوية.

انـتهــى القسم الثـاني من البحث

المرجع خبـرة المدّرس الميـدانية،،،

أبوناصر 21-08-2005 12:28 AM

لاهنت يابومحمد خوش موضوع
ولكن وزارة التربية عندنا غادية مايدرون رقود في العسل

راشد العتل 23-12-2005 10:30 AM

لاهنت على هذي الاستفاد العلميه ياخوي فالح والله يسلمك

شبيب بن فنيس 08-04-2006 08:52 PM

موضوع مكتمل من جميع جوانبه الله يعطيك الف عافيه


يا بن عمره ولاهنت مليووون

ابو فيصل الخويطري 29-04-2006 02:41 PM

الله يعطيك العافيه يبن عمره

موضوع علمي وافي

لاهنت ملايين




الخويطري

د.فالح العمره 25-09-2006 03:01 PM

يا مرحبا بالجميع ولا هان الحضور

ضيدان بن مترك 27-09-2006 03:48 AM

[ أهمية الوسائل التعليمية و القواعد لاستخدامها]
ألأخ..فالح بن عمره..
مشكوركل ألشكر علي ألجهد ألمبذول وألبحث ألعلمي ألموفق وياليت ألجهات ألمعنيه.
تطلع وتطبق لوجزء بسيط مما تكرمتم به .ألله دلك ووفيت ولأهفيت ألله يوفق ألجميع
لما فيه منفعه ألوطن وألمواطن أللهم أمين.وألسلأم......................

د.فالح العمره 28-09-2006 03:58 PM

مرحبا بك اخي الفاضل غالب ولا هنت على حضورك

المنجرح 16-01-2007 12:37 AM

يا رجال خلها على الله لو يبون يطورونه كان من زمان.. حتى عندنا بالكويت

الجنادري 16-01-2007 03:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
ممتاز بارك الله فيك اخوي فالح العمره
ماشـــــاء الله . جهد متميز
أسأل الله تعالــى أن يجعله في ميزان حسناتك

وشرح كامل والكمال وجه الله

د.فالح العمره 24-01-2007 09:54 PM

يا مرحبا بكم جميعا

سعيّد ابوجعشه 03-04-2007 02:36 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
لاهنت على هذي الاستفاد العلميه يابوبدر والله يسلمك

تحيتي لك ,,,,,,,,,,

د.فالح العمره 04-04-2007 01:06 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
مرحبا بك يابو جعشه ولا هنت على حضورك

مسفر مبارك 08-04-2007 12:05 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الله لايهينك دكتور _ فالح وجزاك الله خير

د.فالح العمره 11-04-2007 10:23 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
مرحبا بك يا مسفر ولا هنت

د.فالح العمره 28-04-2007 05:09 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
المدرسة والتنشئة الاجتماعية
مقدمه :
بالرغم من إن المظاهر الأولى للتنشئة الاجتماعية تبدأ وتترعرع فى جو الاسره إلا إنها لم تعد تستأثر وحدها بتلك التنشئة فى عالمنا المعاصر وذلك نتيجة النمو المتزايد للأبحاث والتكنولوجيا مما أدى إلى الاهتمام بالتعليم عن طريق المدارس التى اوجدها المجتمع وأصبحت بناء أساسيا من أبنيته ،اوجدها لتقوم بتربية أبنائه وتنشئتهم ،حيث لايوجد أي مؤسسة إجتماعية أخرى تمتلك من الفرص ما تمتلكه المدرسة ،فدعونا نتعرف معا فى هذا البحث المختصر والبسيط والمتواضع على أهمية المدرسة ودورها المهم فى التنشئة الاجتماعية من خلال الإجابة على بعض التساؤلات :

1- ما هو تعريف المدرسة ؟

2- متى نشأت المدرسة وما هي مراحل تطورها ؟

3- ما هي بنية المدرسة ؟

4-ما الصورة الدينامية للنظام المدرسي ؟

5-ما هي وظائف المدرسة وما أهمية كل منها ؟

6- ما هي أوجهة التعاون بين المدرسة والأسرة ؟

7- ما هي العلاقة بين المدرسة والمجتمع ؟



شهد النصف الثاني من القرن العشرين نمواً متزايداً للأبحاث والدراسات الاجتماعية التي تتناول المدرسة بالدراسة والتحليل. وتمخضت هذه الأبحاث عن ميلاد علم الاجتماع المدرسي، الذي يكرس نفسه لدراسة المدرسة وتقصي أبعادها كظاهرة اجتماعية تربوية.

لم تكن الأبحاث الجارية، في ميدان المسألة المدرسية، وليدة الصدفة العابرة، أو الترف العلمي، بل كانت استجابة موضوعية ملحة، اقتضتها التطورات
الاجتماعية العاصفة، التي انعكست على بنية المدرسة ووظائفها، وعلاقاتها مع الوسط الاجتماعي. وفي إطار هذه التطورات الجارية بدأت المدرسة تطرح نفسها كإشكالية اجتماعية بالغة الأهمية والتعقيد.

تعريف المدرسة:
تتباين تعريفات المدرسة وتحدياتها، بتباين الاتجاهات النظرية، وبتنوع مناهج البحث الموظفة في دراستها، ويميل اغلب الباحثين اليوم الى تعريف المدرسة بوصفها، نظاماً اجتماعيا، وفي إطار ذلك التنوع المدرسي يمكن استعراض مجموعة من التعريفات التي تؤكد تارة على بنية المدرسة وتارة اخرى على وظيفتها.

" يعرف فرديناند بويسون المدرسة على أنها :مؤسسة اجتماعية ضرورية تهدف الى ضمان عملية التواصل بين العائلة والدولة من اجل إعداد الأجيال الجديدة، ودمجها في اطار الحياة الاجتماعية". ويعرفها فريدرك هاستن "بأنها نظام معقد من السلوك المنظم، الذي يهدف الى تحقيق جملة من الوظائف في إطار النظام الاجتماعي القائم".

وينظر أرنولد كلوس الى المدرسة بوصفها "نسقا منظما من العقائد والقيم والتقاليد، وانماط التفكير والسلوك التي تتجسد في بنية المدرسة، وفي ايديولوجيتها الخاصة". ويرى شيبمان ان المدرسة "شبكة من المراكز والأدوار التي يقوم بها المعلمون والتلاميذ، حيث يتم اكتساب المعايير التي تحدد لهم ادوارهم المستقبلية في الحياة الاجتماعية".(وطفة : 1998-160,159).
وعرفها بعض التربويون العرب:
-المدرسة :":هي تلك المؤسسة التى أنشاها المجتمع لتتولى تربة النشء الطالع.

-هى تلك المؤسسة القيمة على الحضارة الإنسانية " . (ناصر:72,1996).
وتكاد تجمع التعريفات الخاصة بالمدرسة على ان المدرسة نظام متكامل، يتكون من عناصر محددة ومتفاعلة، وتمارس أدوار ووظائف اجتماعية محددة في إطار الحياة الاجتماعية.
نشأت المدرسة وتطورها:
مرت المدرسة عبر تاريخها بثلاث مراحل، وهى :
1-العائلة (الأسرة) كمدرسة :
من المعلوم أن العائلة فى المجتمعات البدائية كانت هى المسؤولية الوحيدة عن تربية الطفل ورعايته ،إذ لم تكن المدارس موجودة آنذاك 0وقد كان الطفل فى هذه المجتمعات البدائية يتعلم عن طريق ملاحظة وتقليد ومحاكاة ما يفعله أفراد عائلته وبخاصة الأبوان 0وبهذا فقد كان التعليم يتم بصورة غير مقصودة، فلا الأبوان كانا يعيان بأنهما يقومان بدور المعلم ، ولا الأولاد كانوا يعون بأنهم يمارسون دور التلاميذ ،وبالإضافة إلى ذلك ، كان الأولاد يتعلمون الشيء الكثير من خلال البيئة واللعب0
2-القبيلة كمدرسة :
كانت القبيلة المدرسة الثانية للأطفال الكملة لدور العائلة أو الأسرة فى المجتمعات البدائية 0فقد كان الطفل يتعلم ايضا من خلال محاكاته وتقليده لمن هم أكبر منه سنا فى القبيلة كشيخها أو كاهنها0كما لم تكن المدرسة البينية كافية لإعداد الطفل من الناحية الروحية ، فاستعان الآباء بخبراء القبيلة او عرافيها لهذا الغرض0 وكان العرافون يفسرون ويعللون للأطفال الظواهر الروحية والطبيعية بصورة تغلب عليها السذاجة ، وعلى نحو خرافى أسطوري .
3-المدرسة الحقيقية وعوامل ظهورها :
لقد كان لغزارة التراث الثقافي المتمثل فى زيادة المعلومات والمعارف وتراكمها، وتعقد هذا التراث المتمثل فى تنوع معارفه وتشعبها وتشابكها وصعوبة نقلها من جيل إلى جيل ن واستنباط اللغة المكتوبة، وظهور التراث الثقافي المكتوب الذي ألزم الناشئة ضرورة تعلم اللغة للإطلاع على هذا التراث وفهمه واستيعابه ، لقد كان لهذه العوامل جميعها دورها البارز فى ظهور المدرسة بمفهومها الحقيقي 0
-وهناك نوعان من المدارس هما:
أ-المدارس العامة أو الحكومية :
وتتولى الحكومات عادة أمر تأسيسها وتمويلها وإدارتها ، فى محاولة منها لتدعيم تكافؤ الفرص التعليمية لأبناء الشعب ن لهذا يكون التعليم فى هذه المدارس مجانيا 0
ب-المدارس الخاصة:
ويؤسسها ويمولها ويديرها عادة أفراد أو هيئات خاصة ، وتلعب هذه المدارس دورا تكامليا مع المدارس العامة أو الحكومية0

بنية المدرسة:
يشكل الاتجاه البنيوي الوظيفي احد ابر التيارات السوسيولوجية التي تبحث في بنية المدرسة في وظيفتها. وبعد كل من راد كليف براون ومالينوفسكي، من رواد هذا الاتجاه السوسيولوجي الحديث، الذي ظهر في العقد الأول من القرن العشرين. ويتزعم هذا الاتجاه حاليا كل من تالكوت بارسونز وروبرت ميرتون، وفي مجال تحديده للنظام، يميز بارسونز عموما بين اربعة مجموعات مكونه للنظام وهي.

الأدوار التي تتمثل في النشاطات التي يقوم بها الافراد، ويلي ذلك منظومة المعايير التي تسود داخل النظام، ثم الجماعات كجماعات الصفوف والعائلات والافراد، واخيرا منظومة القيم التي تسود داخل النظام وتوجه مسار حركته.

ويجري اليوم توظيف المنهج البنيوي الوظيفي لدراسة بنية النظام المدرسي وتحديد مكوناته ونسق فعالياته الداخلية والمجتمعية. ومن الدراسات الهامة التي اعتمدت على هذا المنهج، يمكن الإشارة الى "دراسة كوردون وأعمال كولمان. في الولايات المتحدة حيث ركز الباحثان على تحليل بنية النظام المدرسي ونسق العلاقات التي يقوم بين جوانب هذا النظام وفقا للاتجاه البنيوي الوظيفي. وتسعى الدراسات البنية الوظيفية، الجارية في ميدان المؤسسة المدرسية اليوم، الى تحديد العناصر المكونة للنظام المدرسي، كما تسعى الى تحديد نظام التفاعلات القائمة في داخلها من اجل تحديد الملامح الأساسية لدورها ووظيفتها الاجتماعية. وقد استطاعت هذه الدراسات ان تحدد الأطر البنيوية الأساسية للمؤسسة المدرسية على النحو التالي:
1- جماعات التلاميذ.
2- جماعات المعلمين.
3- الإداريون.
4- الجماعات الاتصالية (مجالس المعلمين ومجالس الأولياء).
5- منظومة المناهج والمقررات التربوية.
6- جماعة الخدمة.
7- جماعات الموظفين.
8- القيم والأعراف السائدة.
9- الأهداف التربوية. " ( وطفة : 161,1998).

الصورة الدينامية للنظام المدرسي:
تشكل العلاقات القائمة بين عناصر النظام المدرسي منظومة بالغة التعقيد من النشاطات والأفاعيل التربوية. ولقد شكلت العلاقات القائمة بين أطراف النظام المدرسي مجالا واسعا للبحث والدراسة في مجال علم الاجتماع التربوي. كما في مجال علم النفس الاجتماعي. وتسعى هذه الدراسات الى تقديم صورة حية عن حركة التفاعلات الداخلية والخارجية للنظام المدرسي، ودرجة فاعليته. وتتم دراسة أشكال التفاعل التربوي داخل المدرسة، وبين جوانبها المختلفة وفق عدد كبير من المتغيرات والعوامل، كما تتم ايضا وفق مقولات العلاقة بين منظومات الأدوار والمواقف القائمة بين المعلمين والتلاميذ والإداريين وجماعات الاتصال.

ويعد التفاعل التربوي، الذي يجري بين أفراد الجماعة المدرسة، صورة حية للتفاعل الاجتماعي الذي يجري في إطار الحياة الاجتماعية. ويتجلى التفاعل الاجتماعي القائم "في العمليات التي يرتبط من خلالها أعضاء الجماعة بعضهم مع بعض عقليا ودافعيا على مستوى الحاجات والرغبات والوسائل والغايات والمعارف". وعلى هذا النحو يعرف التفاعل التربوي على أنه "سلسلة متبادلة ومستمرة من الاتصالات بين كائنين إنسانيين أو أكثر. فالعلاقة التربوية هي نمط معياري للسلوك الذي يحقق التواصل التربوي بين التلاميذ والمعلمين والمقررات والإدارة والمعايير والقيم بوصفها عوامل مكونة للنظام المدرسي". (وطفة : 162,1998) .
وتحاول الدراسات الجارية، اليوم في مجال العلاقات التربوية الإجابة على عدد كبير من الأسئلة الخاصة بعمليات الأنصال والتفاعل، التي تتم في إطار النظام المدرسي ومن هذه الأسئلة يمكن لنا ان نستعرض ما يلي:-
1- كيف تتم عمليات الاتصال والتفاعل بين التلاميذ والمعلمين وما أواليات ذلك التفاعل؟
2- كيف ينظر التلاميذ الى أنفسهم والى زملائهم ومعلميهم؟ وكيف ينظر المعلمون الى تلاميذهم وأنفسهم وزملائهم؟
3- كيف تتم عملية الاتصال وفقا لمتغيرات عديدة كالجنس والعمر ومستوى تحصيل الطالب ومستوى كفاءة المعلم وتأهيله؟
4- كيف يمكن قياس درجة التسامح او التصلب في العلاقات التي تقوم بين الإدارة والمعلمين والتلاميذ، وما انعكاس ذلك على درجة التفاعل التربوي القائم في داخل النظام المدرسي؟
5- ما دور المعايير والقيم المدرسية السائدة في تحديد طبيعة ومستوى وشكل العلاقات القائمة في المدرسة؟

ويكاد يجمع الباحثون، اليوم في مجال السوسيولوجية المدرسية، على نتيجة هامة وهي: "ان فعالية النظام المدرسي ومدى قدرته على تحقيق غاياته التربوية أمر مرهون، الى حد كبير، بمستوى ودرجة التفاعل التربوي القائم بين جوانب النظام المدرسي. وتتجلي فعالية النظام المدرسي في عدد من المؤشرات الإجرائية أبرزها:-

1- درجة الديمقراطية المتاحة، والقائمة بين المعلمين والتلاميذ والإدارة وجوانب النظام الأخرى.
2- مدى التوافق والانسجام الذي يتحقق بين جوانب النظام المدرسي ومكوناته.
3- مدى المرونة التي تتصف بها العلاقة التربوية القائمة، سواء كان ذلك داخل النظام: بين المعلمين والإداريين والطلاب، او بين المدرسة والوسط الاجتماعي للتلاميذ.

ويستخدم الباحثون لقياس حركة التفاعلات القائمة في المدرسة، القياس الاجتماعي "السوسيومتري" كأداة لقياس درجة التجاذب والنابذ الحاصل في داخل الجماعات المدرسية: كجماعات الصفوف، وجماعات الرفاق.

وتبين الدراسات الجارية في هذا المجال ان التجاذب بين اطراف الجماعة الواحدة، او الجماعات المكونة يعزز من فعالية الجماعة ويشحذ قدراتها، ويزيد من طاقات انتاجها وتماسكها. وعلى العكس من ذلك، تبين هذه الدراسات ان التنافر يؤدي الى إعاقة العمل وإضعاف العزم وتقليص إنتاج الجماعة ".( وطفة : 164,1998).

كما سعت االدراسات، الخاصة بالعلاقات التربوية، الى تحديد مواطن الضعف والقصور في نشاط وفعالية النظام المدرسي، وأسباب انخفاض إنتاجيته المتعلقة بمستوى نجاح التلاميذ، أو مدى تسربهم، أو درجة إخفاقهم.
ومن خلال ذلك سوف نبين للقارئ بعض الأبحاث التي تناولت في هذا الجانب
" وتبين الأبحاث التي أجراها أسبي ، بين عامي (1969- 1976)، الى التأثير الكبير الذي تلعبه العلاقات التربوية السلبية، او الإيجابية على مستوى نجاح الطلاب، ومدى تفوقهم.

وتستطيع الأبحاث الجارية حول العلاقات القائمة في داخل النظام المدرسي أن تقدم جملة واسعة من الاقتراحات وأساليب العمل للخروج من إطار الأزمات التربوية التي تعانيها المدرسة. ويمكن لنا، في هذا السياق، ان نسوق المثال التالي، والذي يتمثل في نتائج الدراسة الاستطلاعية التي قامت بها لإذاعة الأمريكية لتحديد اتجاهات التلاميذ حول الخصائص التي يفضلونها في معلميهم وهي:-

1- التعاون والروح الديمقراطية. 2- العطف واحترام شعور الآخرين. 3- المرونة.
4- الصبر. 5- حسن المظهر ولباقة السلوك.
6- العدالة وعدم التحيز. 7- روح الدعابة.
8- الاهتمام بمشكلات التلميذ 9- إظهار التقدير والثناء.

إن نتائج الدراسة وأمثالها تتيح للمهتمين في مجال العمل التربوي المدرسي تحقيق درجة عالية من التفاعل التربوي الايجابي، بين المعلمين والتلاميذ، وذلك عندما يأخذون بعين الاعتبار أهمية تحقيق الخصائص المطلوبة في شخص المعلم، لأن المعلم الذي يستوفي السمات المطلوبة هو المعلم القادر على رفع سوية العمل التربوي، وتحقيق مزيد من التفاعل التربوي بينه وبين التلاميذ.

ومن الجدير بالتنويه أن التفاعل التربوي المدرسي يتحدد بجملة أخرى من العوامل والشروط الموضوعية. ومن أبرز هذه العوامل يمكن ذكر ما يلي:-
1- الفلسفة التربوية السائدة في الوسط الاجتماعي، او في وسط المدرسة، حول غاية التعليم، ووظيفة المدرسة، ومبادئ التربية الحديثة. ومثال ذلك: أن المعلم، الذي ينظر الى المدرسة بوصفها نظاما للتعليم فحسب، لا يستطيع ان يحقق شروط التفاعل التربوي الايجابي. والمعلم الذي يؤمن بمبدأ السلطة والإكراه لا يستطيع أن يحقق فعلا تربويا متكاملا وأصيلاً. وعلى خلاف ذلك كله، عندما تنطلق الفلسفة التربوية من مبادئ إنسانية في العمل التربوي وحيث ينظر الى المدرسة بوصفها مرحلة حياتيه هامة في حياة الأطفال، وأن مهمة المدرسة لا تكمن في تلقين المعلومات المجردة فحسب، فإن التفاعل التربوي سيترجم الى عطاء متواصل في مجال الفعل والإبداع التربويين.

2- مدى مرونة الأنظمة الإدارية السائدة حيث يلاحظ بأن التصلب الإداري ينعكس سلبا على مستوى إنتاجية المدرسة، ويكرس انخفاضا في مستوى التفاعلات التربوية الجارية بين إطرافها وعناصرها المكونة.

3- تمارس صيغة الأهداف التربوية الخاصة بالمدرسة دوراً كبيراً في تحديد مستوى العلاقات التربوية السائدة، وهي في الوقت الذي تتميز فيه بالمرونة تجعل من تحقيق التفاعل التربوي إمكانية متاحة.

4- وبالقدر الذي تكون فيه المناهج متكيفة مع تجارب الحياة الخاصة بالتلاميذ فإن ذلك يسهم في دفع العلاقات التربوية القائمة نحو طور تربوي أفضل.

5- العلاقة بين الوسط الاجتماعي والوسط المدرسي التي تتم عبر مجالس الأوليات والمعلمين، ومدى مشاركة ذوي التلاميذ في العمل المدرسي، من شأنه دفع وتيرة الفعل التربوي نحو افاقه المنشودة. فالعلاقات التربوية تمثل، في النظام المدرسي القائم، ما تمثلة الدورة الدموية في الكائن الحي، وهذا يعني انه كلما ارتفعت هذه العلاقات الى مستويات عليا، كلما كان النشاط والفعالية من نصيب حركة النظام و قدرته على الفعل والممارسة". (وطفة : 166,1998).

وظائف المدرسة :
"يرى جويل روسني أن وظيفة المدرسة لا تقف عند جدود نقل المعارف الموجودة في بطون الكتب فحسب، وإنما في عملية دمج هذه المعارف في أوساط المعنيين بها. وينظر جون ديوي الى المدرسة بأنها مؤسسة اجتماعية تعمل على تبسيط الحياة الاجتماعية واختزالها في صورة أولية بسيطة.

وفي مكان آخر يقول ديوي: أن المدرسة هي قبل كل شيء مؤسسة اوجدها المجتمع لإنجاز عمل خاص، هو الحفاظ على الحياة الاجتماعية وتحسينها".
وتكمن وظيفة المدرسة، كما يرى كلوس، في تحويل مجموعة من القيم الجاهزة والمتفق عليها اجتماعياً، وقد مارست المدرسة هذا الدور في العصور الوسطية كما هو الحال في القرن التاسع عشر".( وطفة : 167,1998).

ومما لاشك فيه ان المدرسة تمارس وظائف اجتماعية وتربوية متعددة، وتتباين هذه الوظائف بتباين المجتمعات، وتباين المراحل التاريخية المختلفة. ويمكن لنا في هذا السياق ان نميز عدداً من المحاور الأساسية لوظائفها المجتمعية. حتى يتبين للقارئ مدى أهمية هذه المؤسسة .

أولاًً: التنشئة الاجتماعية:
تعد المدرسة بحق الوكالة الاجتماعية الثانية، بعد الأسرة، للقيام بوظيفة التنشئة الاجتماعية للأطفال، والأجيال الشابة. حيث تقوم المدرسة بإعداد الأجيال الجديدة روحيا ومعرفيا وسلوكيا وبدنيا وأخلاقيا ومهنياً، وذلك من اجل ان تحقق للافراد اكتساب عضوية الجماعة والمساهمة في نشاطات الحياة الاجتماعية المختلفة. وتعمل المدرسة، اليوم على تحقيق عدد كبير من المهام التربوية. ومن بين هذه المهام التي تقوم بها يمكن ان نذكر على سبيل المثال، وليس الحصر، جملة من الوظائف أبرزها: تحقيق التربية الفنية، والتي تتمثل في الموسيقى والرسم والأنشطة الفنية الأخرى، ثم التربية البدنية، والتربية الاخلاقية والروحية، والتربية الاجتماعية، وتحقيق النمو المعرفي، وأخيراً التربية المهنية.
وفي إطار هذا التنوع الوظيفي للمدرسة يمكن لنا في سياق هذا الفصل ان نعمل على استعراض ثلاثة وظائف أساسية للعملية التربوية في المدرسة وهي:-

أ) الوظيفة السياسية. ب) الوظيفة الاقتصادية. ج) الوظيفة الثقافية.

1) الوظيفة السياسية للمدرسة:
يرسم كل مجتمع السياسية التي يرتضيها لنفسه، والتي تحقق له غاياته وأهدافه في مختلف مجالات الحياة وميادينها. والسياسة هي أداة المجتمع في توجيه الطاقات والفعاليات المجتمعية نحو أهداف منشودة ومحددة، وهي بالتالي معنية بتحقيق التوازن بين جوانب الحياة الاجتماعية ومؤسساتها المختلفة.

وتقوم بين مؤسسة المدرسة، والمؤسسة السياسية، علاقات جدلية عميقة وجوهرية. فالمؤسسة السياسية معنية بتحديد أهداف التربية وغاياتها وبتحديد استراتيجيات العمل المدرسي ومناهجه، لتحقيق أغراض سياسية اجتماعية قريبة او بعيدة المدى. وغالباً ما ينظر الى المدرسة بوصفها حلقة وسيطة بين العائلة والدولة، لتحقيق الغايات الاجتماعية التي حددها المجتمع لنفسه.

وتبين القراءة التاريخية لعمل المدرسة ووظيفتها بوضوح، أن عمل المدرسة ومهمتها تتغاير بتغاير أنظمة الحكم القائمة والأيديولوجيات السائدة. لقد تحولت المدرسة الى أداة في يد الدولة الماركسية لتحقيق أغراض واستراتيجيات و ايديولوجيات السياسة الماركسية.

وعلى خلاف ذلك تحولت المدرس في المانيا النازية، الى جهاز سياسي يهدف الى تكريس مبادئ النازية، وتمجيد العرف الآري، وكان عليها ان تقوم بمهمة تذويب وصهر كافة الثقافات الاجتماعية للشعب الألماني في بوتقة الانتماء الى القومية الألمانية المتعالية.

أما في المجتمعات الليبرالية فإن المدرسة تسعى الى تعزيز قيم الليبرالية الاقتصادية، ومفاهيم الحرية الشخصية، وتكريس العقلية العلمية. وهناك نماذج أخرى متعددة ففي سوريا على سبيل المثال تسعى السياسة التربوية الى تعزيز الانتماء القومي، والأصالة القومية، وتؤكد على أهمية استرجاع الأرض العربية المغتصبة في فلسيطن، او في أي مكان آخر.

فالسياسات التربوية القائمة، لأي من البلدان، تحدد للمدرسة وظائفها ومهماتها وأدواها، وتصوغ لها مناهجها بما ينسجم مع التوجهات السياسية الكبرى للمجتمع المعني. ويتم ذلك كله عبر منظومة من الخطط والاستراتيجيات المتكاملة والموجهة فالسياسة التربوية لمجتمع ما تحدد في إطار سياسته العامة. وتسعى هذه السياسات، في جملة ما تسعى اليه الى تعزيز الايديولوجيات الاجتماعية السائدة وتحقيق الوحدة السياسية للمجتمع. ومن أهم الأدوار السياسية التي تلعبها المدرسة هي:-
1- التأكيد على الوحدة القومية للمجتمع.
2- ضمان الوحدة السياسية.
3- تكريس الايدولوجيا السائدة.
4- المحافظة على بنية المجتمع الطبقية.
5- تحقيق الوحدة الثقافية والفكرية.

2) الوظيفة الاقتصادية :
يكمن العامل الاقتصادي في اصل نشوء المدرسة، وخاصة في مرحلة الثورة الصناعية الأولى، التي تطلبت وجود يد عاملة ماهرة قادرة على استخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة. وكان على المدرسة في هذه المرحلة ان تلبي حاجات الصناعة النامية من اليد العاملة المؤهلة. وما تزال المدرسة تسعى الى تلبية احتياجات التكنولوجيا الحديثة من فنيين، وخبراء، وعلماء، وأيد عاملة، لقد بدأت المدرسة ترتبط تدريجيا، وعلى نحو عميق مع المؤسسات الاقتصادية الإنتاجية، ويتجسد ذلك المدارس الفنية والمهنية، التي تتصل بشكل مباشر بعجلة الإنتاج الصناعي المتطور. وغني عن البيان ان المدرسة تلعب دورا هاما في زيادة الدخل القومي، وتحقيق النمو الاقتصادي في البلدان المتطورة النامية على حد سواء. وفي هذا الصدد تشير" دراسة دونيزون التي اجريت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1962، أن 23&#37; من نسب النمو الاقتصادي، في الولايات المتحدة الأمريكية، يعود الى تطور التعليم في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد كان للاقتصادي الإنكليزي آدم سميث فضل السبق على معاصريه في الإشارة الى أهمية راس المال البشري ودوره في الدخل الاقتصادي القومي، والذي سبق له القول ان الرجل المؤهل علميا يمكن ان يقارن بأحدى الآلات المتطورة والحديثة والمكلفة في مجال الإنتاج والتوظيف والاستثمار.
وتشير نتائج أحدى الدراسات "إنتاجية العامل ألامي ترتفع بنسبة 30% بعد عام واحد من الدراسة الابتدائية، وحوالي 320% بعد دراسة 13 عاما، وتصل الى 600% بعد الدراسة الجامعية".( وطفة : 171,1998).
ولم تبق هذه الحقيقة الاقتصادية اليوم سرا مرهونا بالاختصاصين فحسب، فلقد بدا الناس يدركون أهمية التحصيل العلمي في رفع مستوى الانتاج ومستوى الدخل على المستوى الفردي كما على المستوى القومي. وفي هذا الخصوص" يشير رايموند بدون الى ذلك الأمر في كتابة الحراك الاجتماعي ويؤكد ان صورة التعليم بدأت تأخذ مكانها في عقول الناس على انها عملية توظيف واستثمار وعائدات، حيث بدأ الناس ينظرون الى المدرسة من مفاهيم العرض والطلب والتوظيف والعائدات... الخ.(وطفة : 171,1998).

وينظر اليوم أصحاب النزعة الاقتصادية الى المدرسة في جوانبها الاقتصادية. ويعملون على دراسة حركتها وفاعليتها بوصفها مؤسسة إنتاجية تطرح نتاجا من الشهادات والناس في أسواق العمل، وهو نتاج تتباين أهميته وجودته بتباين المدة الدراسية، ونوع الدراسة والفرع العلمي، ومدى أهمية الاختصاص في سوق العمل وفقاً لمبدأ العرض والطلب الاقتصادي.

3) الوظيفة الثقافية للمدرسة :
تعد الوظيفة الثقافية من أهم الوظائف التي تتولاها المؤسسات المدرسية. فالمدرسة تسعى الى تحقيق التواصل والتجانس الثقافيين في إطار المجتمع الواسع. وتأخذ وظيفة المدرسة الثقافية أهمية متزايدة وملحة كلما ازدادت حدة التناقضات الثقافية والاجتماعية، بين الثقافات الفرعية القائمة في إطار المجتمع الواحد: كالتناقضات الاجتماعية، والعرقية، والجغرافية، وهي التناقضات التي يمكن ان تشكل عامل كبح يعيق تحقيق وحدة المجتمع السياسية، ومدى تواصلة الثقافي وتفاعله الاقتصادي. وقد تجلت أهمية هذه المسالة في مرحلة نشوء وتكون الأسواق القومية في أوروبا في مرحلة الثورات البرجوازية، وهي الثورات التي اقتضت وجود ثقافة واحدة لمجتمع اقتصادي واحد. ولقد لعبت المدرسة، وما تزال تلعب، دورا يتميز بالأهمية في تعزيز لغة التواصل القومي بين جميع أفراد المجتمع وتحقيق الوحدة الثقافية عبر تحقيق التجانس في الأفكار والمعتقدات، والتقاليد والتصورات السائدة في المجتمع الواحدة.
التعاون بين الأسرة والمدرسة:
هناك العديد من المبررات لضرورة التعاون بين الآسرة والمدرسة فى مجال تربية الطفل نذكر منها مايلى:
1-أن التعاون بين هاتين المؤسستين يحقق درجة مقبولة من الفهم المتبادل لدور كل منهما فى مجال تربية الطفل والناشئة ،مما يؤدى إلى زيادة التنسيق وعدم التعارض بينهما ، إذ كثير ما يؤدى التعارض والتناقض فى أدوارهما إلى تكوين صراع نفسي لدى التلميذ0
2-أن التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدى إلى التخلص من غالبية المشكلات التى قد يواجهها التلاميذ وبخاصة مسألة الغياب عن المدرسة ،أو الفشل فى الامتحانات ،وغيره ، والتى قد تتسبب التسرب الدراسي ، وفى هذا زيادة فى الفاقد التعليمى0
3-أن التعاون بين هاتين المؤسستين يؤدى إلى زيادة فهم المدرسة لأوضاع التلاميذ الاجتماعية والاقتصادية والنفسية ،وبالتالي مساعدته على تخطى المشكلات التى قد تواجههم فى هذا المجال، وعلى التكيف مع المجتمع والمدرسة0
4-أن التعاون بين هاتين المؤسستين يعطى الفرصة لتوضيح مواقفهما على نحو أفضل فيما يتعلق بتكثيف الواجبات البيتية التى قد يلجأ إليها المعلمين ، والتى قد لا تترك للتلميذ فرصة لنشاطات أخرى غير الدراسة ، ورغبة بعض الأباء فى ترك بعض من وقت أبنائهم للقيام بنشاطات أخرى غير الدراسة 0إن التنسيق بين المدرسة والبيت فى هذا المجال يؤدى الى راحة التلميذ النفسية وزيادة تحصيلة الدراسى وإلى زيادة حبه للمدرسة وانتمائه إليها0
5-إن التعاون بين هاتين المؤسستين يساعد على التلاقح بين ثقافتيهما ، مما يؤدى إلى ارتقاء تطلعات كل منهما إلى مستوى متطلبات العصر الحاضر، بما يحمله من تغيرات ومستجدات قد يقف منها بعض الأباء والمعلمين موقف الرافض لخوفهم من التجديد ،أو موقف المشجع سعيا منهم إلى الحداثة0
6-ان التعاون بينهما يجعل خطة العمل التربوي مشتركه بينهما فى ضوء اعتماد أهداف مشتركه توجه العملية التربوية فيهما0
المدرسة والمجتمع:
تعتبر المدرسة صورة مصغرة للمجتمع ،وبما ان ثقافة المجتمع قد تشعبت وتعقدت ومتطلبات الحياة قد تزايدت ، فإن كثيرا من الرجال والنساء وحتى الأطفال وجدوا أنفسهم يغادرون منازلهم يوميا للعمل فى المصانع والمصالح التجارية والوظائف الحكومية وغيرها من الوظائف ، وما نتج عنه من شطر العائلة وانقسامها وتشتت الصغار فى العائلة ، وغير ذلك وأشياء أخرى جعلت المجتمع يعزز دور المدرسة ويرفع من قيمتها ، وينصبها وكيلة ونائبة عنه ، تقوم بتنشئة الأجيال وتطبيعهم بطباع المجتمع المعقد0
لقد تبين أن قوة المجتمع واستمراره لاتعتمد فقط على القراءة والكتابة وتعلم العلوم والفنون والإعداد لمعترك الحياة ، إنما يعتمد ذلك الاستمرار وتلك القوة فى البناء الأجتماعى على السلوكيات والاتجاهات والقيم التى تغرسها المدرسة فى الناشئة لخدمة الوطن والمجتمع، والانتماء إليها والتضحية فى سبيلها واحترام العادات والتقاليد والنظم والتعليمات التى يرتضيها المجتمع واحترام أخلاقيات الجماعة0
إن المدرسة مطالبة بأن تعمل على التكيف الاجتماعي والثقافي للنشء، ليصبح هؤلاء الأفراد أعضاء عاملين ناجحين ومشاركين فى نهضة مجتمعهم، وهى مطالة كذلك بتوسيع دائرة معارفهم وثقافتهم ليستطيعوا القيام بالأدوار التى تنتظرهم فى الحياة العامه0




رأى الباحث:
1-غياب الصلة العميقة بين مناهج المدرسة ومقرراتها، وبين مسائل الحياة الاجتماعية الجارية او بين التجربة الحياتية للأطفال.
2 -ينطلق العمل المدرسي من مبدأ حشو الذاكرة والاستظهار ويسجل غياب التلاميذ لمبدأ التغذية الراجعة والعمل على بناء الفكر النقدي الفاعل عند التلاميذ.
3-تعاني العلاقات المدرسية من إكراه العلاقات البيروقراطية وانحسار التفاعل التربوي بين المعلمين، والتلاميذ، والطلاب، والإدارة، كما تعاني من غياب عنصر المبادرة، ومبدأ المسؤولية في العمل التربوي.

4-تحقيق الاتصال العميق بين المدرسة والحياة الاجتماعية، وذلك من خلال تبني أساليب عمل منهجية جديدة تجعل من مقررات المدرسة، ومناهجها على اتصال حثيث بمجريات الحياة الاجتماعية.
5-توظيف التكنولوجيا الجديدة المتطورة في مجال العمل التربوي داخل كالتلفزيونون ذي الدائرة المغلقة، والفيديو، وبنك المعلومات، والحواسيب ... الخ 6- يجب فتح باب المناقشات المنظمة للتلاميذ , فهي فرصة طيبة لتدرب التلاميذ على الأخذ والعطاء وابدأ الرأي وتبادل الأفكار والاقتناع والنقد الذاتي بوسائل سليمة .
7- الاهتمام بأوجة النشاط المتنوعة في المدرسة حتى تشبع ميل التلاميذ وحاجاتهم المختلفة , إذ يختار مها كل تلميذ ما يناسبة ويزيد نموه .
8- اشراك التلاميذ في وضع القواعد والضوابط التي تحدد نشاطهم .
9- يجب نبذ طرق وأساليب التعلم التي من شأنها ان تنكر فردية التلميذ والتي تشجع على الأنانية والأثرة والتنافس البغيض بينة وبين غيرة .
10- يجب على المدرسة إتباع طرق وأساليب تعليمية من شأنها ان تقدر قيمة عمل كل فرد , حتى ولوكان ضئيلا , وتؤكد التعاون بين التلاميذ واشتراكهم في تحمل المسؤلية ووحدة الهد في اذهانهم ورغبتهم في الوصول الية .
11- تعزيز العلاقة بين المدرسة والأسرة من خلال عقد الاجتماعات مع أولياء الأمور والمعلمين .

12- تبادل العلاقة بين الطالب والمعلم وفق الاحترام المتبادل بما يعود بالفائدة للطرفين .
13_ تلمس المعلم للمشكلات التي تعوق تحصيل الطالب دراسيا سواء نفسية او اجتماعية او اقتصادية .
14- يجب ان يكون معلم المرحلة الابتدائية يحمل شهادة الماجستير , ليتعرف على خصائص الطلبة النمائية والفروق الفردية مما يساعد ذلك في فهم طبيعة المتعلم .













مراجع الكتب العربية :

1- الحسن , إحسان محمد . (2005). علم الاجتماع التربوي , ط1 , دار وائل للنشر , عمان .
2- حمادة , عبد المحسن عبد العزيز . ( 1995) . مدخل إلى أصول التربية , ط4 , كويت تايمز للنشر , الكويت.
3- عبد الهادي , نبيل عبد الهادي . (2002). علم الاجتماع التربوي ,ط1, درار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع , عمان .
4- علي , سعيد إسماعيل . (2001). فقة التربية مدخل إلى العلوم التربوية , ط1 , دار الفكر العربي , القاهرة .
5- القضاة , خالد . (1998). المدخل إلى التربية والتعليم , ط1 , درار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع , عمان .
6- الكندري , احمد محمد مبارك . ( 1992) . علم النفس الأسري , ط2, مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع , الكويت .
7- الكندري , احمد محمد مبارك . ( 1995) . علم النفس الاجتماعي والحياة المعاصرة , ط2, مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع , الكويت .
8- ناصر , إبراهيم . ( 1996) . علم الاجتماع التربوي , ط2 , دار للجيل للنشر , بيروت .
9- همشري,عمر احمد .(2001). مدخل إلى التربية, ط1,دار الصفاء للنشر والتوزيع ,عمان .
10- وطفة , على اسعد . ( 1998) . علم الاجتماع التربوي وقضايا الحياة التربوية المعاصرة ,ط2 , مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع , الكويت.


مراجع مواقع الانترنت :
http://almdares.net/modules.php?name...=article&sid=9 ). 11)www.google.com.(




12)www.google.com. (http://www.itf.org.ir/Arabi/Altahira...0maghoomat.htm c).

د.فالح العمره 28-04-2007 11:34 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الوسائل التعليمية أضيف في: 22/04/2006
بسم الله الرحمن الرحيم

الوسائل التعليمية - تقنيات التعليم


لـم يعد اعتماد أي نظام تعليمي على الوسائل التعليمية درباً من الترف ، بل أصبح ضرورة من الضرورات لضمان نجاح تلك النظم وجزءاً لا يتجزأ في بنية منظومتها 0

ومع أن بداية الاعتماد على الوسائل التعليمية في عمليتي التعليم والتعلم لها جذور تاريخية قديمة ، فإنها ما لبثت أن تطورت تطوراً متلاحقاً كبيراً في الأونة الاخيرة مع ظهور النظم التعليمية الحديثة 0

وقد مرت الوسائل التعليمية بمرحلة طويلة تطورت خلالها من مرحلة إلى أخرى حتى وصلت إلى أرقى مراحلها التي نشهدها اليوم في ظل ارتباطها بنظرية الاتصال الحديثة Communication Theory واعــتـــمادهـا على مـدخل النظم Systems Approach

وسوف يقتصر الحديث على تعريف للوسائل ودورها في تحسين عملية التعليم والتعلم والعوامل التي تؤثر في اختيارها وقواعد اختيارها واساسيات في استخدام الوسائل التعليمية.

تعريف الوسائل التعليمية :

عرفَّ عبدالحافظ سلامة الوسائل التعليمية على انها أجهزة وادوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم .

وقد تدّرج المربون في تسمية الوسائل التعليمية فكان لها أسماء متعددة منها :

وسائل الايضاح ، الوسائل البصرية ، الوسائل السمعية ، الوسائل المعنية ، الوسائل التعليمية ، وأحدث تسمية لها تكنولوجيا التعليم التي تعني علم تطبيق المعرفة في الاغراض العلمية بطريقة منظمة 0

وهي بمعناها الشامل تضم جميع الطرق والادوات والاجهزة والتنظيمات المستخدمة في نظام تعليمي بغرض تحقيق اهداف تعليمية محددة 0

دور الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم :

يمكن للوسائل التعليمية ان تلعب دوراً هاماً في النظام التعليمي . ورغم أن هذا الدور أكثر وضوحاً في المجتمعات التي نشأ فيها هذا العلم ، كما يدل على ذلك النمو المفاهيمي للمجال من جهة ، والمساهمات العديدة لتقنية التعليم في برامج التعليم والتدريب كما تشير إلى ذك أديبات المجال ، إلا أن هذا الدور في مجتمعاتنا العربية عموماً لا يتعدى الاستخدام التقليدي لبعض الوسائل - إن وجدت - دون التأثير المباشر في عملية التعلم وافتقاد هذا الاستخدام للأسلوب النظامي الذي يؤكد علية المفهوم المعاصر لتقنية التعليم 0

ويمكن أن نلخص الدور الذي تلعبه الوسائل التعليمية في تحسين عملية التعليم والتعلم بمايلي :

أولاً : إثراء التعليم :

أوضحت الدراسات والأبحاث ( منذ حركة التعليم السمعي البصري ) ومروراً بالعقود التالية أن الوسائل التعليمية تلعب دوراً جوهرياً في إثراء التعليم من خلال إضافة أبعاد ومؤثرات خاصة وبرامج متميزة . إن هذا الدور للوسائل التعليمية يعيد التأكيد على نتائج الأبحاث حول أهمية الوسائل التعليمية في توسيع خبرات المتعلم وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الجغرافية والطبيعية ولا ريب أن هذا الدور تضاعف حالياً بسبب التطورات التقنية المتلاحقة التي جعلت من البيئة المحيطة بالمدرسة تشكل تحدياً لأساليب التعليم والتعلم المدرسية لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال متنوعة تعرض الرسائل بأساليب مثيرة ومشرقة وجذابة .

ثانياً : اقتصادية التعليم :

ويقصد بذلك جعل عملية التعليم اقتصادية بدرجة أكبر من خلال زيارة نسبة التعلم إلى تكلفته . فالهدف الرئيس للوسائل التعليمية تحقيق أهداف تعلم قابلة للقياس بمستوى فعال من حيث التكلفة في الوقت والجهد والمصادر .

ثالثاً : تساعد الوسائل التعليمية على استثارة اهتمام التلميذ واشباع حاجته للتعلم

يأخذ التلميذ من خلال استخدام الوسائل التعليمية المختلفة بعض الخبرات التي تثير اهتمامه وتحقيق أهدافه .

وكلما كانت الخبرات التعليمية التي يمر بها المتعلم أقرب إلى الواقعية أصبح لها معنى ملموساً وثيق الصلة بالاهداف التي يسعى التلميذ إلى تحقيقها والرغبات التي يتوق إلى إشباعها 0

رابعاً : تساعد على زيادة خبرة التلميذ مما يجعله أكثر استعداداً للتعلم

هذا الاستعداد الذي اذا وصل اليه التلميذ يكون تعلمه في أفضل صورة 0

ومثال على ذلك مشاهدة فيلم سينمائي حول بعض الموضوعات الدراسية تهيؤ الخبرات اللازمة للتلميذ وتجعله أكثر استعداداً للتعلم 0

خامساً : تساعد الوسائل التعليمية على اشتراك جميع حواس المتعلم 000

إنّ اشتراك جميع الحواس في عمليات التعليم يؤدي إلى ترسيخ وتعميق هذا التعلّم والوسائل التعليمية تساعد على اشتراك جميع حواس المتعلّم ، وهي بذلك تساعد على إيجاد علاقات راسخة وطيدة بين ما تعلمه التلميذ ، ويترتب على ذلك بقاء أثر التعلم 0

سادساً : تساعد الوسائل التعليمية عـلى تـحاشي الوقوع في اللفظية 000

والمقصود باللفظية استعمال المدّرس الفاظاً ليست لها عند التلميذ الدلالة التي لها عند المدّرس ولا يحاول توضيح هذه الألفاظ المجردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن التلميذ ، ولكن اذا تنوعت هذه الوسائل فإن اللفظ يكتسب أبعاداً من المعنى تقترب به من الحقيقة الامر الذي يساعد على زيادة التقارب والتطابق بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المدّرس والتلميذ .

سابعاً : يؤدي تـنويع الوسائل التعليمية إلى تكوين مفاهيم سليمة ...

ثامناً : تساعد في زيادة مشاركة التلميذ الايجابية في اكتساب الخبرة 000

تنمي الوسائل التعليمية قدرة التلميذ على التأمل ودقة الملاحظة واتباع التفكير العلمي للوصول إلى حل المشكلات . وهذا الأسلوب يؤدي بالضرورة إلى تحسين نوعية التعلم ورفع الأداء عند التلاميذ

تاسعاً : تساعد في تنويع أساليب التعزيز التي تؤدي إلى تثبيت الاستجابات الصحيحة ( نظرية سكنر ) .

عاشراً : تساعد على تنويع أساليب التعليم لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين 0

الحادي عشر : تؤدي إلى ترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها التلميذ 0

الثاني عشر : تـؤدي إلـى تعـديل الــسـلوك وتـكـويــــن الاتـجـا هـات الجديدة0

* العوامل التي تؤثر في اختار الوسائل التعليمية ...

يمكن أن نلخص أهم العوامل التي تؤثر في اختيار الوسائل التعليمية والتي ذكرها روميسوفسكي في كتابة اختيار الوسائل التعليمية واستخدامها وفق مدخل النظم كما يلي :





* قواعد اختيار الوسائل التعليمية ...

1- التأكد على اختيار الوسائل وفق أسلوب النظم 00

أي أن تخضع الوسائل التعليمية لاختيار وانتاج المواد التعليمية ، وتشغل الاجهزة التعليمية واستخدامها ضمن نظام تعليمي متكامل ، وهذا يعني أن الوسائل التعليمية لم يعد ينظر إليها على أنها أدوات للتدريس يمكن استخدامها في بعض الأوقات ، والاستغناء عنها في أوقات أخرى ، فالنظرة الحديثة للوسائل التعليمية ضمن العملية التعليمية ، تقوم على أساس تصميم وتنفيذ جميع جوانب عملية التعليم والتعلم ، وتضع الوسائل التعليمية كعنصر من عناصر النظام ، وهذا يعني أن اختيار الوسائل التعليمية يسير وفق نظام تعليمي متكامل ، ألا وهو أسلوب النظم الذي يقوم على أربع عمليات أساسية بحيث يضمن اختيار هذه الوسائل وتصميمها واستخدامها لتحقيق أهداف محددة

2- قواعد قبل استخدام الوسيلة ..

أ - تحديد الوسيلة المناسبة .

ب- التأكد من توافرها .

ج- التأكد إمكانية الحصول عليها .

د- تجهيز متطلبات تشغيل الوسيلة .

و- تهيئة مكان عرض الوسيلة .

3- قواعد عند استخدام الوسيلة ..

أ- التمهيد لاستخدام الوسيلة .

ب- استخدام الوسيلة في التوقيت المناسب .

ج- عرض الوسيلة في المكان المناسب .

د- عرض الوسيلة بأسلوب شيق ومثير .

هـ- التأكد من رؤية جميع المتعلمين للوسيلة خلال عرضها .

و- التأكد من تفاعل جميع المتعلمين مع الوسيلة خلال عرضها .

ز- إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخدام الوسيلة .

ح- عدم التطويل في عرض الوسيلة تجنباً للملل .

ط- عدم الإيجار المخل في عرض الوسيلة .

ي- عدم ازدحام الدرس بعدد كبير من الوسائل .

ك- عدم إبقاء الوسيلة أمام التلاميذ بعد استخدامها تجنبا لانصرافهم عن متابعة المعلم .

ل- الإجابة عن أية استفسارات ضرورية للمتعلم حول الوسيلة .

4- قواعد بعد الانتهاء من استخدام الوسيلة ...

أ- تقويم الوسيلة : للتعرف على فعاليتها أو عدم فعاليتها في تحقيق الهدف منها ، ومدى تفاعل التلاميذ معها ، ومدى الحاجة لاستخدامها أو عدم استخدامها مرة أخرى .

ب- صيانة الوسيلة : أي إصلاح ما قد يحدث لها من أعطال ، واستبدال ماقد يتلف منها ، وإعادة تنظيفها وتنسيقها ، كي تكون جاهزة للاستخدام مرة أخرى .

ج- حفظ الوسيلة : أي تخزينها في مكان مناسب يحافظ عليها لحين طلبها أو استخدامها في مرات قادمة . ( ماهر اسماعيل - ص 173 ) 0

* أساسيات في استخدام الوسائل التعليمية ...

1- تحديد الأهداف التعليمية التي تحققها الوسيلة بدقة ..

وهذا يتطلب معرفة جيدة بطريقة صياغة الاهداف بشكل دقيق قابل للقياس ومعرفة أيضاً بمستويات الأهداف : العقلي ، الحركي ، الانفعالي … الخ .

وقدرة المستخدم على تحديد هذه الاهداف يساعده على الاختيار السليم للوسيلة التي تحقق هذا الهدف أو ذلك .

2- معرفة خصائص الفئة المستهدفة ومراعاتها ..

ونقصد بالفئة المستهدفة التلاميذ ، والمستخدم للوسائل التعليمية عليه أن يكون عارفاً للمستوى العمري والذكائي والمعرفي وحاجات المتعلمين حتى يضمن الاستخدام الفعّال للوسيلة 0

3- معرفة بالمنهج المدرسي ومدى ارتباط هذه الوسيلة وتكاملها من المنهج ..

مفهوم المنهج الحديث لا يعني المادة او المحتوى في الكتاب المدرسي بل تشمل : الأهداف والمحتوى ، طريقة التدريس والتقويم ، ومعنى ذلك أن المستخدم للوسيلة التعليمية عليه الالمام الجيّد بالاهداف ومحتوى المادة الدراسية وطريقة التدريس وطريقة التقويم حتى يتسنى له الأنسب والأفضل للوسيلة فقد يتطلب الامر استخدام وسيلة جماهيرية أو وسيلة فردية .

4- تجربة الوسيلة قبل استخدامها ..

والمعلم المستخدم هو المعني بتجريب الوسيلة قبل الاستخدام وهذا يساعده على اتخاذ القرار المناسب بشأن استخدام وتحديد الوقت المناسب لعرضها وكذلك المكان المناسب ، كما أنه يحفظ نفسه من مفاجآت غير سارة قد تحدث كأن يعرض فيلماً غير الفيلم المطلوب أو ان يكون جهاز العرض غير صالح للعمل ، أو أن يكون وصف الوسيلة في الدليل غير مطابق لمحتواها ذلك مما يسبب إحراجاً للمدّرس وفوضى بين التلاميذ .

5- تهيئة أذهان التلاميذ لاستقبال محتوى الرسالة ..

ومن الأساليب المستخدمة في تهيئة أذهان التلاميذ :

توجيه مجموعة من الاسئلة إلى الدارسين تحثهم على متابعة الوسيلة .

تلخيص لمحتوى الوسيلة مع التنبيه إلى نقاط هامة لم يتعرض لها التلخيص .

تحديد مشكلة معينة تساعد الوسيلة على حلّها .

6- تهيئة الجو المناسب لاستخدام الوسيلة :

ويشمل ذلك جميع الظروف الطبيعية للمكان الذي ستستخدم فيه الوسيلة مثل : الإضاءة ، التهوية ، توفير الاجهزة ، الاستخدام في الوقت المناسب من الدرس 0

فإذا لم ينجح المستخدم للوسيلة في تهيئة الجو المناسب فإن من المؤكد الاخفاق في الحصول على نتائج المرغوب فيها .

7- تقويم الوسيلة 00

ويتضمن التقويم النتائج التي ترتبت على استخدام الوسيلة مع الأهداف التي أعدت من أجلها 0

ويكون التقويم عادة بأداة لقياس تحصيل الدارسين بعد استخدام الوسيلة ، أو معرفة اتجاهات الدارسين وميولهم ومهاراتهم ومدى قدرة الوسيلة على خلق جو للعملية التربوية 0

وعند التقويم على المعّلم أن مسافة تقويم يذكر فيها عنوان الوسيلة ونوعها ومصادرها والوقت الذي استغرقته وملخصاً لما احتوته من مادة تعليمية ورأيه في مدى مناسبتها للدارسين والمنهاج وتحقيق الاهداف … الخ 0

8- متابعة الوسيلة 00

والمتابعة تتضمن ألوان النشاط التي يمكن أن يمارسها الدارس بعد استخدام الوسيلة لأحداث مزيد من التفاعل بين الدارسين

قــــــهـــيـــدان 17-07-2007 12:03 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الله لا يهينك على الموضوع

بس واجد تعبت وانا اقرا

مشكوور اخي فالح

د.فالح العمره 20-07-2007 08:05 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
يا مرحبا بك اخي الكريم ولا هنت على الحضور

عـسـاه خـيـر 21-08-2007 01:10 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الاخ فالح العمره
وفقك الله
وجزاك الله خير

د.فالح العمره 18-10-2007 08:25 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
مرحبا بك وجزاك ربي بالمثل

arabi111 04-11-2007 02:35 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
كلمات الشكر تعجز عن إيفائك حقك وجهدك

موضوعات ومقالات رائعة

وغاية في الأهمية

بارك الله فيك

د.فالح العمره 10-11-2007 10:20 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
يا مرحبا بك اخي الكريم

وفقنا الله واياك للخير

الشهــاب 11-01-2008 11:32 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
نسأل الله لنا ولإخواننا ولإولادنا العلم النافع والعمل الصالح والنجاح في الدنيا والآخرة

د.فالح العمره 11-01-2008 06:26 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
يا مرحبا بك يا الشهاب

ولا هنت على حضورك

وادي الهيل 18-01-2008 05:57 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحياتي لك على الموضوع الرائع والمجهود الفذ اللذي تقوم به على موقعك الأروع اثابك الله وثبت

على الحق خطاك

وتقبل مني فائق الاحترام والتقدير ...

مع تحيات أخوك/
وادي الهيل

د.فالح العمره 09-02-2008 04:51 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
مرحبا بك يا وادي الهيل

ولا هنت على حضورك يا الغالي

مملكة العجمان 23-02-2008 04:24 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
مشكور الف شكر على هاذا الموضوع المميز



علما ان بعض الطلاب او اولياء الامور تجهلهم هاذه المعلومات القيمة


ولاكن ارجو الاخذ بها والاستفاده منها وجميع ماذكر يعتبر اسره واحده

لايتخلى عنها احد والا سوف تبيئ بل فشل



اشكركم كـ قبيلة _ ومنتدى _ ومجلس _ ادارة_و اعضاء _ وزوار _


على هاذا العمل الرائع نحن نحب ان نطور ونحن هنا نلتقي لنرتقي










تحياتي لكم /مملكة العجمان

أبو رقية 05-05-2008 04:32 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
:21t::21t:بارك الله لك أخي على هذا الموضوع،ولا أريد أن تفوتني هذه المناسبة دون أبين أحد أعظم أسباب التأخر الدراسي، بل يعتبر أهم أسباب الهدر المدرسي، وهو مرحلة الروضة، هذه المرحلة التي تعتبر من أهم و أخطر مراحل النمو لدى الإنسان،فإن نحن أسأنا استغلالها فإننا نكون سببا في غرس بوادر الفشل الدراسي لدى الأطفال.
ليت الإخوة المشرفون على هذا المنتدى الطيب أن يولوا هذه المرحلة - مرحلة الروضة أو ما قبل مدرسية - اهتماما خاصا، لما لها من أهمية في إنشاء رجال أحرار ونساء حرائر.:
a28::a28::a28: [QUOTE=فالح العمره;26971]

أبو رقية 05-05-2008 04:39 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فالح العمره (المشاركة 26971)
المدرسة والطفل

يعتبر الدخول إلى المدرسة أول وأكبر مغامرة يقوم بها الطفل في بدء حياته، فإنه في طفولته الأولى نراه يستمع إلى ما يقوله أقرانه عن المدرسة والصف والأصدقاء، فينتظر دخول هذه الحياة الجديدة والتي تكون نوعاً ما غامضة في نظره ومخيلته لعدم معرفته بها معرفة تامة، حيث تعتري نفسه خليط من الانفعالات التي يتخللها الفضول والجزع وقلة الصبر والإقدام والإحجام، ولعله يحس أنه وحيد ومهمل إذا رأى أقرانه، وكل الذين يكبرونه قليلاً يمضون من دونه إلى المدرسة ويعودون منها، وكلهم نشاط يتعلمون فيها القراءة والكتابة ولا بد أنه استمع بكثير من الدهشة والاستغراب إلى الحديث الذي يتناول ما يجري في هذا المكان، وهو على الرغم من تشبثه بالبيت وحرصه على البقاء فيه، إلا أنه يرغب بالخروج منه والذهاب إلى المدرسة، خاصة وأن أصدقاءه كلهم يذهبون إليها.

لذا فإن الطفل يرغب فيما يرغب فيه أقرانه وأن يفعل مثل الذي يفعلون، ثم إن الصغير قبل سن المدرسة يحس بأن عليه أن يمارس تجربة الانخراط في الحياة العامة خارج المنزل فيتوق إلى أن يحبه الآخرون، وأن يكون محبوباً عندهم وأن يشاركهم ما يقومون به من كافة النشاطات اليومية والتي من خلالها يمارسون طفولتهم.

فالمدرسة ليست كما يتصورها البعض هي لمجرد الدرس وتعلم القراءة والكتابة وغيرها من العلوم، بل هي مؤسسة تربوية متكاملة إذ أنها تعلم الصغير جل ما يكون في إطار مستلزمات الحياة الاجتماعية السليمة، لأن الغرض من التربية هو صنع جيل مؤهل معنوياً ومادياً، بترسيخ القيم الإنسانية والأخلاق الكريمة، وتنمية المهارات، وأيضاً تنمية جميع الأبعاد الوجودية المتعلقة بهذا الكائن، من الجسم والذهن والنفس والعواطف والعقل، وتحريره من المضايقات والظلمات والنقائض وهي أيضاً تمد الطفل بطاقة هائلة لبعث النشاط والحيوية في نفسه فنرى الطفل يتعلم ويلهو ويلعب في نفس هذه المؤسسة التربوية.

أسباب التأخر الدراسي

لسوء الحظ إن بعض الأطفال يتعرضون في المدرسة لمشكلة التأخر الدراسي والتي تعتبر من أصعب المشاكل التي تواجه التلميذ لأنها تحصره في زاوية ضيقة.

والسبب في ذلك هو إصابته ببعض الأمراض النفسية مثل الغيرة الشديدة، أو الخوف وضعف الثقة بالنفس أو الإقدام على الفوضى أو سيطرة السلوك العدواني عليه إلى غير ذلك من المشاكل المترتبة على شعور التلميذ بالنقص والانطواء أو السلبية أو العدوان أو السرقة واضطراب صحته النفسية.

وعندما نريد تحديد مشكلة التأخر الدراسي فإنه يجب علينا معرفة السبب في ذلك فقد تكون الأسباب خارجة عن إرادة الطفل كالأسباب العضوية أو أن هناك عوامل متعددة تساهم في تكوينها المدرسة أو البيت أو كلاهما. ولجلاء أسباب المشكلة يجب أن تتحد جميع الجهود في البيت لاسيما الأبوين أو المربي والمدرسة من خلال المعلم والمرشد الطلابي أو الطبيب النفسي. ومن الضروري على أسرة التلميذ أن تقوم بجمع معلومات دقيقة وموضوعية عن حالة الطفل، ليكون الوصول لتشخيص حالة الطفل أيسر وأضمن، كما ينبغي متابعة الطفل صاحب المشكلة من امتحان إلى آخر ومن سنة إلى أخرى وليس بشكل وقتي فقط.

وترجع أسباب مشكلة تأخر الطفل في المدرسة إلى أسباب فردية وتنقسم إلى ثلاثة أقسام جسمية وعقلية ونفسية.
في الحالة الجسمية يعاني الطفل المتأخر دراسياً من ضعف عام بسبب سوء التغذية أو إصابته بالأمراض الطفيلية أو ضعف السمع أو البصر.

ومن الناحية العقلية قد يكون مستوى ذكاء الطفل المتأخر دراسياً أقل بكثير من مستوى الذكاء العام لبقية الأطفال أو ربما يكون متخلفاً في قدراته العقلية، مما يجعله غير متابع لدروسه.

ومن الناحية النفسية إذا كان الطفل مصاباً بعاهة ما قد تسبب له السخرية من زملائه فيتولد لديه الشعور بالنقص وضعف الثقة بنفسه فيكره المدرسة ويكثر غيابه وربما لجأ إلى حيل تعويضية لا شعورية كالتبرير والنكوص وغيرها. فالحالة النفسية المتردية لدى الطفل تؤثر عليه سلباً فتؤدي إلى تراجعه في دروسه وتجعل منه شخصاً مشلول فكرياً فالطفل المصاب بعاهة لا يجب أن يكون حبيس البيت بل يجب أن يعامله المجتمع على أنه فرد عادي يتمتع بكافة حقوقه ويؤدي واجباته التي يقدر على أدائها حتى يصبح فرد سوي وغير معزول. وهناك أسباب أخرى كالتدليل الزائد للطفل من قبل الوالدين أو اضطراب جو العائلة كوجود حالة فقر في العائلة أو وجود مشاكل مستمرة مما تعمل على تشتت ذهن الطفل وانعدام قدرته على التركيز.

ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى التأخر الدراسي للتلميذ (الطفل) هو ما يتعلق بالمدرسة والمدرسين عندما تكون هناك حالات من الضغوط على التلميذ من قبل المدرسين وإدارة المدرسة فيكون أساس المعاملة قائم على القوة والشدة مما يؤدي إلى نتائج عكسية حيث يبدأ الطفل بأن يكره مدرسته ويظهر عدم رغبته للذهاب إليها لأن التوافق النفسي والشخصي سينعدم عند التلميذ في محيط المدرسة. فنلاحظ بأن المعلم المتفهم والقوي الشخصية والحنون سوف يكسب تلاميذه بسهولة ويجعل المادة محببة لديهم حتى ولو كانت صعبة الفهم عليهم أما إذا حدث العكس فإن الطفل سوف ينفر من المعلم والمادة وحتى من المدرسة في بعض الحالات لأن المعلم سوف يمثل له غولاً قد ينقض عليه في أي حصة دراسية.

وهناك أسباب عضوية تسبب التأخر الدراسي تتضمن العيوب السمعية والبصرية وعيوب النطق والكلام والضعف البدني وقصور القدرات العقلية، وهي من أخطر المشكلات التي يعاني منها أطفال المرحلة الابتدائية حيث تتعطل المدرسة عن أداء وظيفتها ويستطيع كل معلم أن يقرر وجود هذه المشكلة في كل فصل دراسي بالمرحلة الابتدائية، حيث توجد مجموعة من المتعلمين الذي يعجزون عن مسايرة بقية زملائهم في التحصيل الدراسي، فتصبح المشكلة مشكلة تأخر دراسي نوعي.

حيث يعاني المتأخرون دراسياً من مشاعر النقص، والإحساس بالعجز عن مسايرة غيرهم، وغالباً ما يحاول هؤلاء التعبير عن هذه المشاعر السلبية بالسلوك العدواني أو بالانطواء والانعزال، أو الهروب من المدرسة، أو من المجتمع ككل.

ومن الأسباب الرئيسة في رسوب الطفل في المرحلة الابتدائية التخلف أو الضعف في القراءة وإذا قدر للطفل أن ينتقل من صف دراسي إلى ماهو أعلى منه ـ بصرف النظر عن المستوى الدراسي التحصيلي له ـ فإنه يواجه صعوبة استيعاب المنهج الجديد، فتزداد المشكلة تعقيداً.

إن تحديد حاجات هؤلاء الأطفال ومستوياتهم وإعداد الخبرات والمعلومات والمهارات التي تسد هذه الحاجات وتلائم تلك المستويات أمر عسير بالنسبة إلى المعلم العادي، ولذا فإنه من الضروري أن يعمل المعلمون مع المشرفين والاخصائيين المختصين بالاشتراك مع إدارة المدرسة لوضع أو اختيار البرنامج المناسب لعلاج هؤلاء الأطفال من الضعف في القراءة أولاً، ومن ثم يمكن تجنب المشكلة في وقت مبكر، وكلما تم التعرف على الطفل المتأخر دراسياً، وأمكن تحديد نوع تأخره وسهل إعداد برنامج دراسي ملائم له. فمن الأمور التي يمكن أن يقوم بها هؤلاء المختصين والمربين إعداد دورات تقوية للقراءة كإعطاء الأطفال قصص قصيرة محببة لديهم لقراءتها في البيت والتدرب عليها ومن ثم قراءتها في الصف.

مساهمة في بعض الحل

على أولياء أمور الطلاب أن يمهدوا للطفل دخوله للمدرسة فلابد أن يتهيأ الطفل نفسياً وجسمياً لهذه المرحلة المهمة في حياته حيث ينبغي أن يتمتع بكامل صحته، ولذا يجب أن يجرى له فحص طبي من قبل الطبيب. وعلى الأبوين أيضاً أن يربيا الطفل على التفاهم مع الغير في محيط المدرسة أولاً ثم في محيط العامة، فإنه من الواجب تشجيع الطفل على أن يكون اجتماعياً مرناً يحسن تجربة الأخذ والعطاء ويتقن التكيف.

إن صحة الجسم ليست كافية وحدها من أجل تكوين إنسان منتج سعيد، بل لا بد أن يكون العقل سليماً ومشرقاً، وتكون الشخصية سوية وبعيدة عن الاضطراب والانحرافات، ويظل الطفل يشعر بأنه يتمتع بعقلية سليمة ومتماسكة ما دام يحس بالثقة في محبة أبويه وما دام يمارس الاندماج في حياة الجماعة. فيضطلع ببعض المسؤوليات، ويحقق بعض الحاجات بنفسه، ويلعب مع رفقاء من سنه ومحيطه، وعلى الأبوين المثقفين أن يقدما لطفلهما أعظم الخدمات التربوية ويتصلا بإدارة المدرسة ويقدما ملاحظاتهما العامة عن طفلهما في بيته، فذلك أفضل بكثير من أن يعمل البيت لوحده أو المدرسة لوحدها، أو أن يتعارض عملهما ويتناقض. سيتاح للطفل كل ما يلزمه وما يحتاج إليه من أجل استقراره العاطفي وسيشعر أنه يمتلك كل ما يحتاج إليه من العناية والاهتمام، إذا توفرت له عناصر النجاح في تجربته المدرسية فيبدأ بتحمل مسؤلياته برضى وقبول.

إن سعادة الطفل ونجاحه في المدرسة يعتمد كل الاعتماد على ما يبذله الأبوان من محبة صادقة وتشجيع أكيد، وما يقدمانه له من نموذج طيب في احترام الحياة وتقدير العمل والجهد الإنساني، وهذا يعني أن الدعم الذي يقدم للطفل من قبل الأبوين والتشجيع سيمنحانه الشعور بالأمن والاستقرار، وهو شعور هادئ عظيم القيمة، ولا مناص منه من أجل النجاح في المدرسة بشكل خاص والحياة عموماً.

فالطفل سوف يتمتع بشخصية قوية وهادئة في آن واحد لأنه قد تربى في بيئة تربوية سليمة ومستقرة. أما في المدرسة فينبغي أن يسود الحب والمودة طبيعة العلاقة بين المدرس وتلاميذه حتى يأخذوا عنه بشغف ويقبلوا على دروسه. ويجب على المدرسة أن تحرص على عدم تغيير مدرسي المواد أثناء الفصل الدراسي وعلى المدرس أن ينظر إلى طريقة تدريسه دائماً ويتناولها بالتعديل أو التغيير مع ضرورة توجيه النشاط التربوي توجيهاً علاجياً سليماً وتحسين مستوى التوافق المدرسي. وأخيراً ينبغي أن لا ننسى أن الوقاية خير من العلاج، فبدلاً من أن نترك الطفل يتردى في هاوية الاضطرابات النفسية ثم نبدأ في علاجه علينا أن نقيه مسببات هذه الاضطرابات فنعمل قدر استطاعتنا على تنقية الجو الأسري والمدرسي من شوائب التفكك والاضطراب حتى نضمن صحة نفسية سليمة لأطفالنا.

محمد يعقوب خليل
مدير إدارة التقويم الشامل بتربية وتعليم ينبع

بارك الله لك أخي على هذا الموضوع،ولا أريد أن تفوتني هذه المناسبة دون أبين أحد أعظم أسباب التأخر الدراسي، بل يعتبر أهم أسباب الهدر المدرسي، وهو مرحلة الروضة، هذه المرحلة التي تعتبر من أهم و أخطر مراحل النمو لدى الإنسان،فإن نحن أسأنا استغلالها فإننا نكون سببا في غرس بوادر الفشل الدراسي لدى الأطفال.
ليت الإخوة المشرفون على هذا المنتدى الطيب أن يولوا هذه المرحلة - مرحلة الروضة أو ما قبل مدرسية - اهتماما خاصا، لما لها من أهمية في إنشاء رجال أحرار ونساء حرائر.:a28:

أبوفزاع 28-06-2008 12:12 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الاخ القدير / ابومحمد

جزاك الله كل خير على هذا الجهد الرائع

ونفع الله تعالى بما كتبت

وتقبل تحياتي

Pretty 30-07-2008 11:36 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
أشكرك... يا أستاذ/ فالح
على المعلومات القيمة التي يسعد بها التربويون ...

عماد ميتو 05-10-2008 12:26 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فيصل العجمي 31-03-2009 04:56 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
أخي د.فالح العمره...

لاهنت على المواضيع المميزه...

وجزاكـ الله كل خير...

وأتمنى لكــ دوام التوفيق...

وتقبل تحياتي...

::أخيكـ::


فيصل بن محمد بن جلوي

الدكتور أحمد مكي 02-04-2009 03:35 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور / فالح العمرة
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم أن تضمن موقعكم الموقر دراستي مؤسسات تربية الطفل العربي بين الواقع والمأمول
ونأمل أن يدوم التعاون بيننا من أجل مستقبل تربوي أفضل لأبناء العرب
د/ أحمد مختارمكي

حر قطر 23-09-2009 10:20 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
لاهنــــــت&^

نايف بن غره 04-10-2009 05:17 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
الله يعطيك العافيه د. فالح

وريث المجد 04-04-2010 11:57 AM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
لاهنت يادكتور على هذا الموضوع الجميبل

محمدمحمد 12-09-2010 10:18 PM

رد: الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب
 
جزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتكم
وفقكم الله طرح رائع وموضوع جيد


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 10:18 PM .

مجالس العجمان الرسمي