مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   الاداره__ المدرسه__ المدير__ المعلم__الطالب (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=2278)

د.فالح العمره 04-04-2005 08:43 PM

التعليم عن طريق التلقين هو وسيلة للقمع
أسلوب التعليم السائد في العالم العربي يعود الطالب على الترديد والحفظ، والخضوع للسلطة، ولا يساعده على البحث والإبداع.

لا زالت الخرافة والتقاليد تتحكم في سلوك ونظرة الإنسان العربي المتعلم والقارئ وحتى الحائز على شهادات جامعية مختلفة. وبالتالي نلمس دائماً نوعاً من الازدواجية في شخصية العربي بين دور التعليم من جهة ودور الخرافة من جهة أخرى.

ولم يتحد التعليم بالشخصية العربية بعد، بل ظل في الكثير من الأحوال قشرة خارجية تنهار عند الأزمات لتعود الشخصية إلى نظرتها الخرافية. ولا شك أن العلة تكمن في نوعية التعليم وآليته في الوطن العربي ومدى تأثيره على تغيير الذهنية، فالمعرفة والحقائق لدى كثير من المثقفين والباحثين في الوطن العربي، فضلاً عن القارئ العادي، هي ما يقوله آخر حديث استمعوا له أو كتاب قرءوه، مما يدل على تقبل العقل العربي للمشاهد الفكرية بشكل مشابه لتقبل الرضيع للمشاهد الحسية البصرية دون إدراك اللاحق أو السابق منها.

إن الاستعداد للتلقي تتعلمه الذات العربية سواء عن طريق البيت أم المدرسة، وهو الأسلوب الوحيد في التعليم والتربية. والاهم ان نوعية ما يلقن او يدرس لم يعمل على تغيير عقلية المواطن العربي، ولم يحرره من عناصر التواكل والتلقي والخنوع.

والسبب في ذلك يرجع إلى طرق التدريس والتقييم، حيث ان الأستاذ هو المصدر الوحيد للمعرفة والتلميذ في وضعية المتلقي المستهلك ناهيك عن غياب محيط ثقافي متنور يحفز على المبادرة والخلق، الأمر الذي يترتب عليه فصل تام بين ما يكتسب في الأمكنة التعليمية والواقع اليومي.

ولا زال التعليم في مختلف مراحله وبشكل إجمالي سطحياً في معظم البلدان العربية في طرقه وفي محتوياته. ولا تزال طرق التعليم تلقينية إجمالاً تذهب في اتجاه واحد من المعلم، الذي يعرف كل شيء ويقوم بالدور النشط، الى التلميذ الذي يجهل كل شيء، فيفرض عليه دور التلقي الفاتر دون أن يشارك أو يناقش أو يمارس، ودون أن يعمل فكره فيما يلقن.

والتلقين من حيث هو طريقة تسلطية في التعليم تجعل التلميذ يستجيب باكتساب عادة الصم (أي الدراسة بالاستظهار). وما يدرسه الطفل بهذه الطريقة يحفظه كما هو، بمعنى أنه لا يتأثر بموضوع التعلم لأنه لا يهتم بفهمه وإدراكه بل باستنساخه وحفظه.

وبالطبع لا تساعد هذه الطرق على اكتساب الطفل التفكير النقدي الجدلي.. إنه في أحسن الأحوال يحفظ العلم دون أن يستوعبه، او يحفظ الامتحان دون أن تعد شخصيته بشكل علمي. وتصبح المعرفة بهذه الطريقة بالضرورة معرفة مجردة مطلقة ليس لها سوى علاقة واهية بتجارب الحياة اليومية.

التلقين بهدف تدريب الطالب على الطاعة

إن المدارس الحديثة في الغرب تواكب باستمرار التحولات الجذرية التي تعرفها المعرفة العلمية والإنسانية بحيث توفر للتلميذ أو الطالب كل شروط الاستقلال والتحرر، بدل تهيئته بهدف احتوائه بشكل كامل، كما هو الحال في الوطن العربي، عن طريق تدريبه على الترديد والحفظ بحيث لا يبقى مجالا للتساؤل او البحث او التجريب.

وعملية التلقين تمارس بالضرورة من خلال علاقة تسلطية .. سلطة المعلم لا تناقش (حتى أخطاؤه لا يسمح بإثارتها وليس من الوارد الاعتراف بها) بينما على الطالب أن يطيع ويمتثل، إذ من النادر أن يجيب محيط المدرسة على تساؤلات الطفل الطبيعية حول أسرار الوجود وقوانين ظواهره المختلفة إجابة علمية رصينة.

والآلية المرافقة للتلقين هي العقاب الجسدي، والعنصر المشترك بين التلقين والعقاب هو أنهما يشددان على السلطة ويستبعدان الفهم والإدراك. أي يدفعان إلى الاستسلام ويمنعان حدوث التفاعل والتغيير، بدل أن يكون التعليم إطاراً مؤسسياً لإنتاج الفاعلية وروح الإبداع .

ولتأكيد سلطة المعلم في الصف فإنه يفرض على تلاميذه الضبط الشديد والقاسي.. الضبط القائم على الخوف. وطبيعي أن استعمال التوبيخ وغيرها من العقوبات تهدم شخصية الطفل وتقيد حركاته وسكناته باستمرار مما يخلق عنده الخوف من المعلم والوجل من العمل المدرسي ويؤدي ذلك إلى عرقلة عملية التعليم.

إن الصفعة التي يوجهها المعلم لتلميذه قد لا تكون مؤلمة بقدر ما هي وسيلة إذلال. فالمدرسة مكان للتأديب، أي لتقويم الطفل حسب المطلوب منه ليكون مؤدباً (فاتراً ومطيعاً وسلبياً) بواسطة الإرهاب والقمع وأحياناً التخويف، والمطلوب إذا من المدرسة العربية أن يسود فيها جو الهدوء التام المطلق والنظام الشامل في جميع أوقات الدراسة عن طريق الحكم القسري الشديد وبواسطة العقوبة.

ولا زال نجاح المعلم يقاس بمقدرته على توقيع العقوبات وإلقاء الأوامر الجافة على التلاميذ الهائجين وخضوعهم لها. أما حب التلاميذ والتقرب منهم وإخضاعهم إلى نظام ينبع من سلوكهم ويفرضه عليهم وجدانهم فكانت ولا زالت فكرة بعيدة عن الأذهان .

ومن الدارج أيضاً تخويف التلميذ بالأشباح والعفاريت في المدرسة حتى يقيدوا حركته ويصدوا حيويته التي تزعجهم. من هنا يبدأ كره المدرسة وتصبح إلى جانب أساليبها الثقيلة، غير محبوبة، يلاحق شبحها الولد حتى ما بعد الشباب. إذ كثيراً ما نلاحظ كثرة الأحلام المزعجة والكوابيس المرتبطة بالمعلم والمدرسة. وليس ذلك عند الطفل والمراهق فقط بل وحتى عند الراشد بعد تركه المدرسة.

إن طرق التلقين والعقاب والتخويف في التربية والتعليم في الوطن العربي لا تتفق مع المبادئ الديمقراطية التي هي أبسط المثل الإنسانية في العالم. لأن هذه الطرائق تلغي النقاش والندية والمساواة والحرية وتعطل الحس النقدي في الطالب.

يقول هربارت Herbart: "إن التربية لتغدو طغياناً وظلماً إذا لم تؤد إلى الحرية". فالتربية الحديثة تجعل حظ الأطفال والمراهقين من الاستقلال في فعاليتهم الفردية أوسع ما يمكن. وحتى قبل أن يغدو الطفل قادراً على الاستقلال الحقيقي، أي الاختيار العقلي الصحيح، تفسح مجال الحرية الكاملة أمام حركاته على ألا تشكل خطراً عليه ولا تضايق من يعيش معه مضايقة بالغة.

والتربية الحديثة تضع الطلاب في جو حواري، فالطالب عندما يأخذ في الحوار يأخذ في التفكير ويبتعد عن الشخصي والذاتي باحثاً عن الحقيقة. في ذلك الجو التربوي فقط تتفتح الآراء وتنمو الشخصيات ويترسخ الاحترام المتبادل ويخف الضغط على الوعي الفردي مما يفسح المجال أمام الاقتناع الحر.

عبد الناصر فيصل نهار
أبو ظبي
ميدل ايست اونلاين

د.فالح العمره 04-04-2005 08:44 PM

تأهيل المعلم علمياً وتربوياً

التعليم هو المدخل الحقيقي إلى عالم الغد بكل آماله وأمانيه .. بكل تحدياته وتطلعاته . رعاية التعليم وتطويره تعني العناية بمنابع الإبداع لدى الأمة .. تعني العناية بالبراعم الصغيرة التي تحمل إمكانات الخصب والعطاء الكثيرة . التعليم هو الطريق الوحيد إلى الرقي الحضاري للمجتمع الطموح إلى تكوين الأفذاذ القادرين على دفع عجلة التقدم .. للمجتمع المتعطش إلى ميادين الفكر والمعرفة لينهل من العطاء الفكري والمعرفي.
نقطة البداية لأي إصلاح وتقدم ننشده في العملية التعليمية يبدأ بتأهيل المعلم ومن معلم المدرسة الابتدائية انتهاءً إلى أستاذ الجامعة ، وكأني بهذا الأخير يولد عالماً بأصول التدريس وطرائق التربية أو أنه أكبر من أن يدرب وأعلم من أن يؤهل ! وبالسعي إلى رفع مستوى المعلم علمياً وتربوياً واجتماعياً يكسر طوق خناق نجاح العملية التعليمية وكفاءتها ؛ فالمعلم الجيد يغني عن المناهج الفعالة والوسائل المتقدمة والكتاب المتخصص وهي جميعها لا تغني عن المعلم المجيد ، ومن هنا كان كل إصلاح للتعليم يبتدأ بالمعلم وينتهي به .. المعلم يقوم بدور على مسرح الحياة الحاضرة من أكبر المهمات خطورة وأثراً فإعداده للتلميذ إعداداً علمياً ومسلكياً يعتبر من اللبنات التي يبنى عليها المجتمع ليتحقق على يدي التلميذ النهوض والتطور .. المعلم أنيطت على عاتقه التبعات التربوية لفلذات أكبادنا.
إن مهنة التعليم تتميز عن غيرها من المهن الأخرى في أن الخامة التي يتعامل معها المعلم ليست أشياء جامدة بل كائنات حية فمسؤولية هذه المهنة لا تعادلها مهنة، ولكي يكون لها الفاعلية القصوى على المعلم أن يبحث باستمرار عن طرق وأساليب تقوى عنده الرغبة والحماس اللذين شعر بهما أول مرة علم فيها المادة التي يعلمها الآن ، فالرغبة والدافعية الذاتية أولاً وقبل كل شيء وبذل قصارى الجهد ثانياً تجعل المعلم ماهراً في طرق تدريسه وإلا مهما تضع من خطوات إرشادية للسير بطرق مثلى في التعليم لن تؤتي ثمارها .
إن قدرة المعلم على توسيع مداركه تعطي لمهنة التعليم المعنى الحقيقي، وإحدى الصفات الملازمة للمعلم المفكر المتوقد الذكاء هي الفضول المعرفي والتوغل في حقول المعرفة مما يتيح له إمكانات ومجالات جديدة ويولد لديه دوافع أكثر دافعية للتقدم الأوسع نطاقاً . بعض المعلمين لا يتعدى عمله في مجال تخصصه نطاق الكتاب الذي يدرسه فكبل نفسه بقيود النطاق المعرفي الذي سجن نفسه فيه بينما المعلم الناجح يتصف بخبرة مستمرة ومتنامية ويتقدم في معارج الرقي ويتابع حركة النمو المعرفي في مجال علم التربية والتعليم وما يستجد من أفكار ومعلومات حول التربية والمناهج والممارسات التربوية والحقائق النفسية المكتشفة ليكون ابن عصره .

بقلم / فؤاد أحمد البراهيم

د.فالح العمره 04-04-2005 08:45 PM

اختبار أنماط التعلم -2-


ضع إشارة أمام العبارة التي تعتقد أنها تناسبك.
الرقم الأسئلة نادراً أحياناً غالباً
1. أستطيع تذكر الأشياء الجديدة أو الصعبة بالحديث عنها أكثر من القراءة.

2. أفضل أن تعرض المعلومات الجديدة أو الصعبة على لوحات أو كتب أو أشرطة فيديو.

3. أتذكر الأشياء الجديدة أو الصعبة أفضل إذا دونتها.

4. أتعلم شيئاً جديداً أو صعباً عن طريق عمل اللوحات، النماذج، أو عمل مهمة إبداعية لها علاقة بالموضوع.

5. إذا اضطررت أن أتعلم كيف أعمل شيئاً جديداً أو صعباً فإنني أعملها أفضل إذا أخبرني شخصاً آخر كيف أعملها.


نادراً أحياناً غالباً
6. أتعلم شيئاً جديداً أو صعباً أفضل بالعمل اليدوي وعمل أشياء مرتبطة بالموضوع.

7. إن النظر إلى شخص يخبرني أو يعرض علي شيئاً جديداً أو صعباً يساعدني كثيرا في التذكير.

8. إذا طُلب مني أن أخبر شخص ما كيف يعمل شيئاً ، لا أواجه أي متاعب في إعطاء تعليمات جيدة وواضحة.

9. عندما أدون أشياء في كراستي فإنني أضغط بقوة على قلمي الحبر أو الرصاص وأشعر بسير تشكيل الكلمات بينما أنا أكونها.

10. أفضل أكثر عندما يستخدم معلمي السبورة البيضاء أو جهاز العرض الرأسي أو الإعلانات لتقديم موضوعات جديدة وصعبة.


نادراً أحياناً غالباً
11. عندما لا أكون متأكداً من تهجئة كلمة، أهجئها بصوت عالي لأرى إن كانت تبدو صحبحة.

12. أتعلم أشياء جديدة أو صعبة وأفضل كتابتها عدة مرات.

13. كراريسي المدرسية غير مرتبة (منظمة) تماماً.

14. إن الأصوات تضايقني عندما أدرس.

15. أحب أكل وجبات خفيفة بينما أدرس.

نادراً أحياناً غالباً
16. عندما أتقدم لاختبار ، أستطيع رؤية ملاحظاتي أو الموضوع في عقلي.

17. آخذ استراحات متكررة باستمرار عندما أدرس.

18. أفضل سماع وتعلم أشياء جديدة أو صعبة أكثر من قراءتها.

19. أنا أجيد حل الفوازير الهندسية ( بعض الصور المقطعة ، الألغاز، المتاهات) .الخ.


20. أفضل الحركة واللعب بشئ ما عندما أعمل واجبي المدرسي.


نادراً أحياناً غالباً
21. إنه من الصعب عندي أن أقرأ شيئاً جديداً أو صعباً دون أن يشرد ذهني بسهولة.

22. أتمتع بتعلم موضوعاً جديداً أو صعباً بالقراءة عنه.

23. أتمتع بالألعاب الرياضية وأجيد العديد منها.

24. عندما أضطر إلى حل مشكلة جديدة أو صعبة استخدم كل جسمي أو أحرك الأشياء لتساعدني على التفكير.

25. عندما أعطي تعليمات فإنني أعطي الكثير من التفاصيل.


نادراً أحياناً غالباً
26. عندما اضطر إلى حل مشكلة جديدة أو صعبة فإنني أفضل رسم النماذج واستخدام الرسوم التخطيطية لمساعدتي على إيجاد الحل.

27. عندما أعطي تعليمات فإنني أفضل أن أكون مختصراً قدر الإمكان.

28. عندما يخبرني أحد ما بشئ أتمتع بالاستماع ولكن غالباً ما أقاطعه لقول شيئ كذلك.

29. إذا اضطررت إلى تذكر قائمة من البنود (الأشياء) ، أفضل التجول ولمس هذه الأشياء.

30. عندما أقرأ أتحرك غالباً حتى أشعر بالموضوع أو حتى أُمثل بعض الأجزاء التي أقرؤها.


المرجع: http://www.berghuis.co.nz/abiator/lsi/lsiframe.html



ترجمة بتصرف
د. محمد يوسف ابو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير

د.فالح العمره 04-04-2005 08:45 PM

دور المدرسة في مواجهة الاضطرابات النفسية عند الطلاب
الناتجة عن الصدمة والظروف الضاغطة لسياسة القمع الإسرائيلي

إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظروف وأحداث ضاغطة وصادمة لا يقوى على تحملها أي من شعوب الأرض نظراً لتعسف المحتل الإسرائيلي وسياسته القمعية الهمجية، ويعاني أطفال فلسطين من سلسلة أعمال عنيفة تمارس على السكان الفلسطينيين منذ يونيو 67 وحتى اليوم.
فمع إطلالة كل صباح وعند الظهيرة وفي مساء كل يوم يكون الجو مهيئاً لقيام جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالاعتداء على الطلاب ومعلميهم في أثناء ذهابهم وعودتهم من مدارسهم. إن هذه الممارسات تهدف إلى شل الحياة التعليمية في الأراضي الفلسطينية.
وزادت حدة المخاوف والاضطرابات الشديدة على وجوه التلاميذ في أعقاب المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس في 23/11/2001 ، والتي عجزت الكلمات أن تعبر عن المشاعر التي رافقت استشهاد خمسة أطفال من عائلة الأسطل أثناء توجههم إلى مدرستهم.
لقد أصابت حالة من الذهول التلاميذ الذين كانوا في طريقهم إلى مدارسهم بعد أن صدمتهم أشلاء زملائهم المبعثرة والتي تناثرت مختلطة ببعضها البعض. وتفيد جراكا ماتشل المدافعة عن حقوق الأطفال في تقرير لها في دراسة كبيرة للأمم المتحدة، بعنوان تأثير الحرب على الأطفال (UNICEF,1996) أن \"الصراع المسلح يقتل ويعيق أطفالاً أكثر من الجنود.\" وأحصى برنامج غزة للصحة النفسية في منطقة خان يونس وجود 54% من الأطفال يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة وحوالي 13% من اضطرابات سلوكية مثل زيادة العدوانية وأن 10% من الأمهات يعانين من أمراض نفسيه كالاكتئاب (القدس العدد 110619 بتاريخ 26/12/2001).
ويذكر (المغربي،2001) أن تقرير سكرتارية الخطة الوطنية للعمل من أجل الأطفال الفلسطينيين (2001) يوضح، مستنداً إلى مقابلات مع أطفال وآباء، أن الأطفال الفلسطينيين \"لا يستطيعون النوم بأمان في فراشهم أو المشي إلى المدرسة أو حتى اللعب في فناء بيوتهم دون الخوف من مهاجمة الجنود الإسرائيليين و المستوطنين لهم.\" ويكتشف التقرير أن الأطفال يعانون بصورة متزايدة من الخوف والقلق والكوابيس والتبول الليلي والصدمة.\" ويفيد الآباء أن أطفالهم بازدياد سنهم يصبحون أكثر إدماناً على مشاهدة الأخبار ويناقشون ويشتركون في الأحداث. ويفيد المعلمون أن واحداً من كل ثلاثة من الطلاب يعاني من مشاكل نفسية تؤثر سلباً على أدائه المدرسي.
. ويقتبس ( المغربي ، 2001) الشهادات التالية من طفلين في سن الثانية عشرة كمثالين لما يعانيه أطفالنا:-
A. إنني لا أذهب إلى المدرسة ونحن مسجونون في البيت منذ أحداث 29 سبتمبر 2000. لقد كانت هناك العديد من المواجهات بين الشباب الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح. ولا يسمح لنا بالخروج. أمي تقول \"هناك إغلاق في كل مكان، أين ستذهب؟\" وتضيف: \"اخجل من نفسك، كثير من الشباب يقتلون وأنت تريد أن تلعب وتنبسط؟\" وأحياناً تقول \"شوف محمد الدرة، كان فقط ماراً مع أبيه عندما أطلقت عليه النيران وقتل... لا أريد أن يحدث لك مكروه.\" علاوة على ذلك يعود أبي من دكانه إلى البيت مبكراً ويراقب الأخبار ومزيداً من الأخبار... ليس هناك من شيء تشاهده على التلفزيون عدا المظاهرات ومسيرات الاحتجاج والجنازات. إنني ضَجِر حقاً... أريد رؤية أصدقائي، كما أريد أن أعود إلى المدرسة ولحياتي الطبيعية.
B. عادة نذهب إلى الفراش عند الساعة الثامنة ؛ يقول والداي أننا يجب أن نأخذ قسطاً وافراً من النوم. ولكن بسبب الأحداث الأخيرة والتي تسببت في عدم ذهابنا إلى المدرسة فنحن لا ننام، وبينما كنت أنا وفرح (أختي) نستمع إلى قصة تقصها علينا والدتي سمعنا صوتاً عالياً ومخيفاً لإطلاق النار وفهمنا… أن المستوطنين كانوا عند جيراننا. إنها لحقيقة انهم أقوياء ومعهم سلاح… ففي سلفيت (قرب نابلس) أطلقوا النار على سارة بنت العامين وقتلوها. والآن هم في بيت حنينا (حي في القدس). هل سيصلون بيتنا؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيقتلوننا؟ لم نفعل أي شيء غلط وفرح صغيرة جداً؛ إن عمرها سنتان فقط، لكنهم لا يسمعون… لا يفهمون… كيف يمكن لنا حماية أنفسنا؟ إنني قلق على أختي… الله فقط يستطيع حمايتنا… لقد بدأت أصلي وأصلي من أجل أن يحفظنا الله سالمين. صار صوت الرصاص أعلى وأقرب وبدأت فرح تبكي. ووددت أن أخبرها بألا تقلق وأنه لن يصيبها مكروه، وأنني سأفعل كل ما استطيعه لحمايتها ولكنني لم أستطع التفوه بكلمة واحدة.
وكشف تقرير لدائرة الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية (صحيفة القدس العدد 11617 بتاريخ 24/12/2001 ) عن استشهاد 128 طالباً وطالبة وإصابة 2316 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الانتفاضة وحتى 20/12/2001 ، وإغلاق 6 مدارس بأوامر عسكرية وتعطيل الدراسة في 150 مدرسة أخرى وقصف 137 مدرسة واقتحام 52 مدرسة وتحويل 7 مدارس إلى ثكنات عسكرية إضافة إلى اعتقال العديد من المعلمين والطلاب.
إن هذه السياسة الهمجية أدت إلى تعثر العملية التعليمية وحرمان ومنع آلاف المعلمين والمعلمات والطلاب من الوصول إلى مدارسهم مما يعد انتهاكاً للحق في التعليم المنصوص عليه دولياً.
إن سطوة الاحتلال التي يعاني منها شعبنا نتج عنها العديد من الأعراض والأمراض النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي بدون أدنى شك أصابت جميع شرائح المجتمع وخاصة الأطفال منهم. ونظراَ لحساسية مرحلة النمو لديهم وحاجتهم للرعاية في أجواء آمنة، فان الاضطرابات والتشوهات التي يتعرض لها طلابنا لن تكون عرضية بل ستمتد معهم لسنوات طويلة، مما ينعكس على جميع أفراد المجتمع، ولكن بدرجات متفاوتة والتي تؤدي إلى بروز العديد من المشكلات السيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
مما لا شك فيه ، أن أطفالنا هم الأكثر تأثراً وتضرراً حيث يتعرضون يومياً للعديد من الصدمات في ذهابهم وإيابهم من المدرسة، في الشارع، في البيت وحتى في أحلامهم ولكن ما هي الصدمة؟
الصدمة:عبارة عن اضطراب نفسي أو استجابة طبيعية لموقف غير طبيعي مفاجئ أو هي حدث صادم غير متوقع خارج عن الخبرة الذاتية يهدد وجود الإنسان وحياته (ثابت،1998).
العوامل التي تؤدي إلى حدوث الصدمة:
أن يكون التلميذ ضحية أعمال العنف مثل التعذيب، الاعتقال، الإهانة إلخ
على الحواجز العسكرية.
استشهاد أحد أفراد الأسرة أو شخص مقرب أو جار …الخ.
التهديد المستمر للحياة والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
التعرض للقصف وإطلاق الرصاص والإرهاب والتخويف والقتل بدم بارد.
تدمير وتجريف المنازل والممتلكات وحرق محتوياتها
الإفاقة على أزيز الطائرات في الليل وإطلاق الصواريخ والرصاص على المواطنين.
أعراض الصدمة:
ظهور حالة من الاكتئاب والتوتر والعصبية.
علامات التعب والإرهاق والحزن واصفرار الوجه.
التوتر والتوجس والترقب والخوف الشديد.
الاضطرابات الهضمية والعزوف عن الطعام.
الأرق أو النوم الزائد.
رؤية الأحلام المزعجة (الكوابيس).
عدم القدرة على التركيز والانتباه (السرحان).
التمرد وعدم الطاعة والعدوانية.
الصداع وكثرة الشكوى من اعتلال جسدي.
القيام بردود فعل عكسية والميل للعدوانية.
كثرة الحديث عن الأحداث الجارية واسترجاع الحدث الصادم بشكل مستمر.
كثرة الذهاب للحمام والتبول اللاإرادي.
هبوط مستوى التحصيل الدراسي.
عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
الحركة الزائدة أو الانطواء الشديد.
كثرة الالتصاق بالكبار والتقرب منهم.
هجمة الرعب ((Panic Attack وهي الحركة غير المنتظمة في المكان بطريقة عشوائية مصحوبة بمشاعر القلق والخوف والتوتر.

وأمام هذا الواقع الجديد، فإن مؤسساتنا التربوية وخاصة المدرسة الفلسطينية أمام تحد جديد وتقع على عاتقها المسؤوليات التالية للتدخل السريع في هذه الأزمات والصدمات التي تواجه طلابنا. ومن أجل تحديد دور ومهمة كل جهة فإنني أرى:
دور المدرسة وإدارتها:
التواصل المستمر بأولياء الأمور ومعرفة التغيرات التي تطرأ على أبنائهم.
التواصل المستمر مع العيادات والمستشفيات في كل منطقة ومعرفة أسماء الطلاب الذين أصيبوا بشكل أو بآخر في الأحداث وقيام وفد من المدرسة بزيارتهم وإشعارهم بالدفء الاجتماعي والتضامن.
توظيف أنشطة الإذاعة المدرسية بشكل فاعل يخدم هذه الفترة الحرجة بحيث تشمل هذه الأنشطة، أغاني هادفة، مسرحيات ، مسابقات، تمثيليات… والإكثار من الأنشطة المرافقة للمنهاج والملبية لحاجات التلاميذ.
إعطاء الفرصة للتلاميذ للتعبير عن مشاعرهم بالطريقة التي يختارونها وإفراغ الشحنات الكامنة.
التعاون مع الأهل في مراقبة برامج التليفزيون حتى لا يتعرض التلميذ إلى رؤية مشاهد العنف مرة أخرى.
تعزيز أعمال الطلاب بتوزيع الجوائز المادية وشهادات التقدير وذلك في احتفالات متواضعة يدعى إليها أولياء الأمور حتى يشعر الطالب بقيمة عمله وإعطائه الثقة بنفسه.
دور مربي الفصل:
على معلمي الفصول أن يخلقوا جواً من الثقة والألفة للطلاب وطرح أسئلة مباشرة عما يعانونه من خوف وقلق.
الملاحظة المباشرة التي يمكن من خلالها أن يلاحظ كل معلم سلوك طلابه وردود فعلهم واستجاباتهم المختلفة لمثيرات يعرضها المعلم أثناء الدرس وعلى المعلم أن يرصد هذه الاستجابات لاستخلاص النتائج لوضع الخطط العلاجية بالتعاون مع المرشد المدرسي.
التنويع في أساليب التعلم مع التركيز على أسلوب التعلم من خلال اللعب وتمثيل الأدوار والتعبير الحر والسيكودراما.
تخصص حصص التربية الفنية للتعبير عن موضوعات مرتبطة بأحداث انتفاضة الأقصى والأوضاع التي يمر بها شعبنا.
تأليف القصص للتخفيف من التوتر والانفعال.
تقديم المساندة والدعم الاجتماعي وإشعار التلاميذ بالحنان والدفء العاطفي.
توضيح الحدث للتلاميذ والعمل على طمأنتهم بكلام واقعي ومنطقي.
دور معلم التربية الرياضية:
التركيز على اللعب لأنه يوفر مجالاً للتلاميذ للتعبير عن دوافعهم ورغباتهم واتجاهاتهم ومشاعرهم والصراعات التي يعانون منها.
اللعب يساعد التلاميذ على تعلم العديد من المعايير الاجتماعية التي تساعد في التنفيس عن مشاعر الغضب والتوتر.
إشراك التلاميذ في الأغاني والأناشيد الهادفة.
في فترات الاستراحة، على معلم التربية الرياضة ملاحظة ومتابعة سلوكيات التلاميذ ومتابعة نوعية الألعاب التي يمارسونها وتوجيهها توجيهاً صحيحاً.
ممارسة أسلوب تمثيل الأدوار في حصة التربية الرياضية وتقسيم الطلاب إلى مجموعات مختلفة لتمثيل الأحداث الجارية.
دور المرشد التربوي:
أولاً: يجب على المرشد التربوي إعداد خطة للتدخل المهني الإرشادي العلاجي تتضمن المحاور التالية:
مساعدة المسترشد بنقله من مكان التوتر إلى مكان أكثر أمانا.
مساعدة المسترشد في التعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية.
مساعدة المسترشد في التفريغ الانفعالي للانفعالات الضاغطة لديه.
تقديم الدعم النفسي والمساندة النفسية للمسترشدين المتأثرين بالأحداث الصادمة.
إعطاء الفرصة للمسترشد بأن يتحدث عن كيفية وإمكانية أن يساعد نفسه لو تعرض للحدث الصادم منفرداً.
تزويد المسترشد بتمرينات الاسترخاء العضلي والنفسي.
ثانياً: التوظيف الفاعل للجنة التوجيه والإرشاد في المدرسة، وذلك من خلال رصد الحالات التي تعاني من الصدمة وإجراء المقابلات الفردية والإرشاد الجمعي والجماعي حسب الحالات الموجودة، وعقد اللقاءات والندوات و إشراك أولياء الأمور والطلاب في ذلك.
ثالثاً: إجراء مسابقات من خلال اللجان المدرسية المختلفة وذلك لتفريغ طاقات ومشاعر وأحاسيس التلاميذ من خلال الرسم وجمع صور الشهداء، إعداد الملصقات، تأليف الأغاني والأناشيد الوطنية، المقالات وكتابة القصص القصيرة وإجراء البحوث القصيرة عن الأحداث الجارية.
ويوصي (المغربي، 2001) \" بضرورة التدخل العاجل من قبل الهيئات الدولية مثل اليونيسف واليونسكو، حيث تراكمت لدى هذه الهيئات ثروة من الخبرة والتجربة في الإستجابة لحاجات التلاميذ في ظروف شديدة الضغط وذلك من خلال التدخل السريع، وقد حدث ذلك في نزاعات أخرى في العالم مثل كرواتيا، لبنان ، جنوب أفريقيا ، وسراييفو..إلخ، وليس هناك من سبب لعدم حدوث نوع مشابه من التدخل في حالتنا\".
ويسعدنا في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي إذ نقدم ورقة العمل هذه مساهمة منا في هذا اليوم الدراسي الذي تعقده جامعة القدس المفتوحة – منطقة خانيونس- على أمل أن تستفيد منها مدارسنا بمديريها وهيئاتها التدريسية ومرشديها التربويين وأولياء أمور طلابها على امل ان ينعكس ذلك إيجابياً على مواجهة المشكلات الطارئة والضاغطة التي يواجهها طلابنا نتيجة السياسة القمعية المنظمة للإحتلال الإسرائيلي التي يشنها على جميع قطاعات شعبنا وعلى وجه الخصوص طلابنا ذخر وثروة هذا الوطن وأمل مستقبله فى بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

د. محمد يوسف أبو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي- غزة

المراجع:
أحمد الحواجري (2000) دليل المعلم في التعامل مع مشكلات الطلاب في الظروف الضاغطة والصادمة. مركز التطوير التربوي – دائرة التربية والتعليم – وكالة الغوث الدولية – غزة.
جريدة القدس: العدد 11619 بتاريخ 26/12/2001.
جريدة القدس: العدد 11617 بتاريخ 24/12/2001.
عبد العزيز ثابت(1998) العنف والإيذاء والصدمة النفسية – غزة – فلسطين.
فؤاد المغربي (2001) أمة في خطر –أثر العنف علي الاطفال الفلسطينيين.مركز القطان للبحث والتطوير التربوي –رام الله – فلسطين.
مجلة أمواج الأعداد: 15،16،17،18- برنامج غزة للصحة النفسية – غزة – فلسطين.

د.فالح العمره 04-04-2005 08:46 PM

الخبرة المربية

يعتمد بناء المنهج الحديث على مجموعة من الأسس من أهمها الخبرة المربية والتي تعتبر أحد أهم هذه الأسس. وتتنوع أنواع الخبرة بتنوع طرق اكتسابها فهناك الخبرات المباشرة التي تعتمد على نشاط المتعلم وتفاعله بالبيئة وهناك الخبرات الغير مباشرة والتي تعتمد على ما لدى الإنسان من قدرات فكرية تساعده في فهم العلاقات بسرعة وكفاءة، وأيضا هناك الخبرات المصاحبة والتي يتم اكتسابها بطريقة لا شعورية وهي تتركز على الجوانب النفسية للمتعلم.
ويؤثر على اكتساب الخبرة وتعزيزها لدى المتعلم عوامل مختلفة مثل عمر الإنسان وذكاءه و دوافعه وميوله ، و تأثير تلك العوامل قد يكون سلبا أو إيجابا على تعزيز هذه الخبرة.
كما تتنوع مستويات اكتساب الخبرة من حيث السرعة والعمق والشمول وهي تتأثر سلبا أو إيجابا بعوامل اكتساب الخبرة. فعلى سبيل المثال يؤثر مستوى ذكاء المتعلم على سرعة اكتسابه الخبرة فهناك السريع والبطيء الذي قد يكون بطئه بسبب عوامل فطرية أو مكتسبة.
وللخبرة جوانب تعليمية يمكن فهمها وفق نموذج النجوم الخمسة والذي يتكون من:
المعرفة والمعلومات
المهارات
القيم والاتجاهات
التفكير
الميول والاهتمامات
وهي بالرغم من تفصيلها وفق هذا النموذج إلا أنها متداخلة وتؤثر على بعضها البعض وتساهم جميعها بنسب مختلفة في صنع شخصية المتعلم.
و معرفة هذه الجوانب تدفعنا جمعيا كتربويين إلى تنظيم هذه الخبرات والتنسيق في ما بينها عند تطبيق المنهج، وكذلك تهيئة الظروف والامكانات المناسبة لتحقيقها. والسعي لتكامل المواد الدراسية والأنشطة التربوية الأخرى بما يحقق أهداف المنهج الحديث.
وبالرغم من ميلنا نحن العاملون في حقل التربية والتعليم إلى إلقاء التهم إلى من هم دوننا أو أعلى منا مركزا في تبريرنا لجوانب الفشل في ما حققناه من تقدم في مناهجنا والذي أعزو جزءا منه للفهم الضيق لمفهوم المنهج الحديث والخبرة إلا أنني أعتقد من فهمي لهذه المادة أننا ضيقنا واسعاً فكلنا يملك مجالا خصباً نستطيع أن نتحرك ونغير من داخله.
ونظرتنا الشمولية لعناصر الخبرة لا تعني بأي حال من الأحوال تجاهل واقعنا الذي نعيشه بل إنها دافع أساسي لتطوير العمل وتحقيق أهدافه.
ففهمنا للخبرة بجوانبها المختلفة يفيدنا كمشرفين تربويين في تعديل كثير من الأساليب الإشرافية التي نمارسها أثناء عملنا أو حتى تلك التي نوجه وندرب معلمينا لاستخدامها مع أبناءنا الطلاب. كما أن فهم الخبرات التعليمية بجوانبها المختلفة يساعد المعلم في تطبيق المفهوم الحقيقي للفروق الفردية بين الطلاب، فمستويات اكتساب الخبرة تختلف من طالب لآخر باختلاف خصائصهم النفسية والجسمية والاجتماعية.
وكما تسهم هذه الجوانب في تعزيز المنهج الدراسي وتقويمه وتطويره بشكل شامل. فإنها لاتقل أهمية في جانب إعداد المعلم وتقويم أداءه وتطويره وفق هذه الجوانب.
وأتصور أن مهمتنا الأساسية كمشرفين تربويين تتركز في توعية زملائنا المعلمين وبقية أفراد المجتمع التربوي بضرورة فهم معنى الخبرة بجوانبها الخمسة وبالتالي التعامل معها بما يخدم المجتمع المدرسي ونمو الطلاب النمو الشامل.
ولا تقل معرفة الجوانب السلبية للخبرة أهمية عن معرفة الجوانب الايجابية لها.فهي تفيد العاملين في التربية والتعليم لمعرفة الجوانب السلبية لكثير من الظواهر التي تطرأ على المجتمع المدرسي وبالتالي وضع الحلول المناسبة لها .
وبالرغم من أن واقعنا لا يسر كثيرا في هذا الجانب حيث أن أغلب برامجنا تعتبر برامج علاجية إلا أن ذلك يفيد في التخطيط الوقائي لوضع كثير من البرامج الوقائية الهادفة إلى حماية المجتمع المدرسي من الظواهر السلبية.
وليس ذلك فحسب بل إن واقعنا المدرسي لا يسر كثيرا في جوانب كثيرة يعتيرها النقص إما لجهل منا أو لضغوط العمل المختلفة التي تنسينا أبجديات التربية ويحتاج إلى حركة تصحيحية لعلنا في هذه الدورة نساهم بجزء منها .وأعتقد أن مسئولية التصحيح والتعديل يتحمل جزء منها أساتذة الجامعات الذين يحملون أفكارا نتمنى ألا تكون حبيسة أسوار الجامعة .

فيصل حمدان الشمري
مشرف الإرشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل

د.فالح العمره 04-04-2005 08:47 PM

أنماط التعلم و الأنشطة الصفية التعلمية

لقد توصل علماء النفس إلى أن هناك سبعة أنواع محددة من أنماط التعلم، و نمط التعلم هو الطريقة التي يوظفها الطالب في إكتساب المعرفة، و كل طالب له طريقته المميزة في التعلم ، و أنماط التعلم تختلف من طالب إلى آخر مثل اختلاف بصمات الأصابع تمامًا ، إن معرفة نمط تعلم الطالب تساعد المعلمين علي إعداد الخبرات و الأنشطة التعلمية التي تكون ملبية لميول وحاجات كل طالب ، وتكون لها معنى و قيمة وفاعلية. إن تحديد نمط تعلم الطالب هو اكتشاف كيف يتعلم هذا الطالب بفاعلية أكثر.
على المعلمين تعديل أنماط تعليمهم حتى يواجهوا حاجات طلابهم بطريقة أفضل ، ودور المعلمين هو مساعدة الطلاب على تحديد و تقوية نماذجهم التعلمية و مواهبهم ومهاراتهم. و على المعلمين أيضاً العمل في فرق عمل لتطوير و تعديل المنهاج حتى يتيح للطلاب التعلم من خلال استراتيجيات متنوعة و فريدة و التي من خلالها يمكن للطلاب أن يدركوا بطريقة أفضل بأن عملية تعلمهم عملية مستمرة معهم مدي الحياة، و من ناحية أخرى يمكنهم مراقبة كيف يتعلم أقرانهم، وكيف يوظفون معرفتهم، وكيف يطبقون مهاراتهم في الحياة.

أنماط التعلم و الأنشطة التي يفضلها الطالب:
1. النمط اللغوي:(Verbal /Linguistic)
وهو الذي يمتلك المقدرة علي استخدام اللغة سواء أكانت لغة الأم أو كانت لغة أجنبية حتى يعبر عما يدور في ذهنه و كذلك من أجل فهم الناس الآخرين، و خير مثال علي ذلك الشعراء ، الكتاب ، الخطباء ، المتحدثون ، المحامون ، التجار، و الممثلون.
الإستراتيجيات التعلميه التي يرغب في ممارسها هذا النمط:
كتابة رسائل ، قصائد ، قصص ، وصف لأشياء وأحداث.
إدارة و قيادة مناقشة شفهية و حوار.
عمل أشرطة سمعية.
تقديم عرض شفهي.
كتابة أو إعطاء تقرير إخباري.
تطوير أسئلة من أجل إجراء مقابلة.
عمل شعار ( مكتوب أو مغنََّى).
كتابة يومياتهم و مذكراتهم.
كتابة دفاع كلامي (مثل المحامي).
عمل لعبة كلمات تتماشى مع موضوع الدرس.
رواية القصص و كتابة أنواع مختلفة من النكت و الدعابات.

2. النمط المنطقي: التفكير الرياضي(Logical /Mathematical)
هو الذي يمتلك قدرات التفكير المنطقي و الرياضي و فهم المبادئ الأساسية في بيان النظام السببي ، تمامًا مثل طريقة عمل العلماء و علماء المنطق. إنهم يستطيعون التلاعب بالأعداد ، و المقادير و العمليات مثلهم مثل عالم أخصائى الرياضيات. مثل أرشميدس ، اسحق نيوتن ، جاليلو ، أنشتاين.


الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
جدولة و تنظيم الحقائق.
استخدام مهارات التعليل.
استخدام الرموز و الصيغ المجردة.
الحل المنطقي لقصص المشكلات.
حل الأحاجي( الحزازير) واكتشاف العلاقات.
تحليل البيانات و المعلومات.
استخدام التنظيم البياني.
تحليل الشفرات( مثل تحليل رموز الشفرات).
عمل و إيجاد الرسومات و النماذج.
فرض الفرضيات و إجراء التجارب.

3. النمط الموسيقيMusical/ Rhythmic))
وهو الذي لديه المقدرة على أن يفكر في الموسيقى و يستمع إلى المقاطع الموسيقية و يعرفها، و ربما يتلاعب بها. إن الطلاب الذين لديهم المقدرة الموسيقية لا يتذكرون المقاطع الموسيقية بسهولة فحسب، بل تشغل الموسيقى حيزًا كبيراً في عقولهم و كيانهم. و مثال على ذلك بتهوفن ، موزارت ، فريد الأطرش ، عبد الوهاب ،........ إلخ.
الاستراتيجيات التعلميه التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
كتابة أو غناء أغنية / نشيدة منهجية.( من المحتوى).
تطوير أو استخدام نماذج إيقاعية كوسائل معينة للتعلم.
تلحين نشيدة ، قصيدة.
تحويل الكلمات إلى أغنية.
إيجاد عناوين للأغاني التي تشرح / تفسير المحتوي.
عمل لعبة موسيقية.
تحديد أنواع الموسيقي التي تساعد الطلاب على الدراسة.
استخدام المفردات الموسيقية كحكايات.
عمل و تركيب آلة موسيقية .
دمج أصوات من البيئة في العروض الصفية (تقليد الأصوات).

4- النمط الجسماني:Bodily/ Kinesthetic))
هو الذي لديه المقدرة على استخدام كل الجسم أو أجزاء منه( الأيدي ، الأصابع ، الأذرع) لحل مشكلة معينة ، صناعة شيئ ما أو عرض أنواع من المنتوجات، و خير مثال علي ذلك الرياضيون بمختلف ألوان نشاطهم.

الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
عمل أغنية منهجية راقصة (مع الحركات).
عمل حركات متتالية ( قصة حركية).
لعب الأدوار.
تمثيل مسرحية هزلية أو مسرحية هادفة.
التقليد.
عمل التصاميم و النماذج.
تمثيل الفنون العسكرية.
تجميع لغز ( قصة محيرة).
التمثيل الصامت الهادف.
عرض الألعاب الرياضية.

5- النمط الخيالي / البصري ( المفكر)( Visual/ Spatial)
هو والذي يمتلك المقدرة على أن يتصور العلم الفضائي في عقلة تمامًا مثله مثل قائد الطائرة أو البحار الذي يجوب عالم الفضاء الكبير.
إن صاحب المقدرة الخيالية يمكن أن يوظفها في الفنون و العلوم ، فإذا كانت عنده الميول نحو الفن فربما يصبح رسامًا ، أو نحاتًا ، أو مهندسًا معماريًا. إن هناك علومًا معينه تركز على هذة المقدرة مثل علم التشريح و علم الطبولوجيا. و خير مثال على ذلك مايكل أنجلو ،ليوناردو دافنشي، بكاسو.
الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارسها هذا النمط:
عمل رسوم بيانية ، إعلانات و الرسم التخطيطي.
عمل شريط فيديو أو فلم.
عمل نماذج الملصقات.
عمل ألبوم صور.
عمل خرائط و مجسمات.
استخدام الألوان و الأشكال.
تطوير أو استخدام الخيال الموجه.
فهم الألوان.
التظاهر بأنه شخص آخر أو شيئًا آخر.
مشاهدة الأفلام التعليمية.
اللعب بالآلات.

6- النمط المتركز حول الذات ( Intrapersonal):
و هم الذين لديهم فهم لأنفسهم، يبحثون عن اهتماماتهم الشخصية – لديهم فهم للذات، يعرفون من هم ويعرفون ما يمكنهم عمله، ماذا يرغبون أن يفعلوا وأي الأشياء يتجنبونها و ما هي الأشياء التي ينجذبون إليها. و نحن ( كمعلمين) ننشدَّ لهؤلاء الطلاب الذين لديهم فهم لأنفسهم لأن عندهم ميلاً للعبوس. كما وأن لديهم ميلاً لمعرفة ما يمكنهم عمله و ما لا يمكنهم عمله، و كذلك عندهم الرغبه لمعرفة أين يذهبون إذا كانوا يحتاجون لمساعدة ولديهم تركيز كبير على المشاعر والأحلام الداخلية.
الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
يعمل صحيفة خاصة أو مذكرات.
يجدد أهدافه القصيرة و الطويلة المدى.
يتعلم لماذا و كيف أن موضوع الدراسة مهمًا له في الحياة الحقيقية.
يصف مشاعره حول موضوع الدراسة.
يقيم عمله.ويصف مواطن القوة في شخصيته.
تنفيذ مشروع ممستقبلي.
عمل برنامجه و بيئته الخاصة لتكملة العمل الصفي.
لديه وقت للتفكير الصامت والتأمل.
استخدام التقنيات الإدراكية المعرفية.
استخدام مهارات التفكير العليا.
التركيزعلى الممارسات.
توظيف استراتيجيات التفكير المختلفة.

7- النمط الإجتماعي(Interpersonal):
هو الذي لديه المقدرة علي فهم الناس االآخرين وقيادتهم والتوسط في صراعاتهم، إنها تلك المقدرة التي نحتاجها جميعًا و لكنها أساسية إذا كنت معلمًا ، أو طبيبًا ، أو تاجرًا ، أو سياسيًا. إن أي شخص يتعامل مع الناس الآخرين ينبغي أن يكون ماهرًا في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.
الإستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
يعطي المعلم أو زملاءه الطلاب تغذية راجعة.
يقدَّر عن طريق الحس مشاعر الآخرين.
يظهر التعاطف ( عطوف) مع الآخرين.
يجيد التواصل مع الأشخاص الآخرين.
يتمتع بمهارات تعاونية.
يتمتع باستراتيجيات التعلم التعاوني.
يتقبل التغذية الراجعة.
يدرك دوافع الآخرين وحاجاتهم.
يشارك في المشاريع الجماعية.
يعلَّم أشياء جديدة لأشخاص آخرين.
يتعلم من أناس خارج حدود المدرسة.
يعبر عن وجهات نظره ولديه القدرة على المناورة.
يحدد قواعد عمل المجموعات.
يمثل في مسرحية و يستطيع أن يقلد الأشياء.
يستطيع أن يجري مقابلة.
تكوين رفقاء و اصحاب علي الهاتف لحل الواجبات البيتيه.

ويتساءل الكثيرون هل هناك فرق بين أنماط التعلم والقدرات المتعددة، يرى الكاتب Thomas Armstrong بأننا عندما نتحدث عن أنماط التعلم والقدرات المتعددة المختلفة فإننا نتحدث عن نفس الشيء في الغالب، حيث أنه في كتابه \"Multiple intelligences in the classroom\" سجل القدرات المتعددة تحت فئة أنماط تعلم التلاميذ، و وصف طريقة تفكيرهم وما هى الأشياء التي يرغبون في تعلمها وما هي حاجات هؤلاء التلاميذ من أجل أن يتعلموا بطريقة أفضل، وتؤكد طريقة التعلم المبنية على أنماط التعلم على حقيقة أن إدراك الأفراد وتقديمهم للمعلومات تختلف في نواحٍ مختلفة، حيث يجب أن تكون الخبرات التعلمية مرتبطة بالنمط التعلمي سواء كان الطالب ذكياً أم لا.
وتؤثر نظرية أنماط التعليم على العملية التعليمية التعلمية من حيث:
المنهاج: من خلال المنهاج فعلى التربويين زيادة التأكيد على الحدس والمشاعر والحواس والخيال هذا بالإضافة على مهارات التحليل، والتعليل وحل المشكلات المتسلسل.
التعليم: يجب على المعلمين تصميم طرق وأساليب تدريسهم لكي تكون مرتبطة بأنماط التعلم المختلفة عند طلابهم وذلك من خلال خبرتهم وتفكيرهم وتصوراتهم وتجربتهم، على المعلمين جلب عناصر تجريبية متنوعة الى غرفة الفصل مثل الصوت، الموسيقى ، المرئيات، الحركة، التجربة وحتى الخطابة.
التقويم: وبناء على ما سبق فإن على المعلمين توظيف أساليب تقويم متنوعة مع التركيز على تطوير العقل كوحدة متكاملة من القدرات.


ترجمة بتصرف: د. محمد يوسف أبو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ غزه /فلسطين

المراجع:
http://www.chariho.k12.ri.us/curricu...t/MImapDef.HTM
( Accessed : 11/9/2003)
• Manthe, Stacy (2002) The seven learning styles.
Online, available from:
www.lessontutor.com /sml.html.
( Accessed : 11/9/2003
• Frequently asked questions about MI
Online available from:
http://www.chariho.k12.ri.us/curricu...MIQuestion.htm
(Accessed: 11/9/2003)
• Learning Styles for teacher.
www.7-12 educators.about.com/cs /learning styles
( Accessed 22/9/03)

د.فالح العمره 04-04-2005 08:47 PM

المناقشة وطرائق التدريس

المناقشة: هى طريقة تقوم فى جوهرها على الحوار . وفى ما يعتمد المعلم على معارف التلاميذ وخبراتهم السابقة ، فيوجه نشاطهم بغـية فهم القضية الجديـدة مستخدما الأسئلة المتنوعة وإجابات التلاميذ لتحقيق أهداف درسه . ففيها إثارة للمعارف السابقة . وتثبيت لمعـارف جديدة ، والتأكد من فهم هذا وذاك . وفيها اسـتثارة للنشاط العقلي الفعال عند التلاميذ ، وتنمية انتبـاههم ، وتاكيد تفكيرهم المستقل.
والمناقشة فى أحسن صورها اجتماع عدد من العقول حول مشكلة من المشكلات ، أو قضية من القضايا ودراستها دراسة منظمة ، بقصد الوصول لحل المشكلة أو الاهتداء إلى رأى في موضوع القضية . وللمناقشة عاده رائد يعرض الموضوع ، ويوجه الجماعة إلى خط الفكر الذى تسير فيه المناقشة حتى تنتهى إلى الحل المطلوب .
ومن مزايا المناقشـة الدور الايجابي لكل عضو من أعضاء الجماعة ، والتدريب على طرق التفكيـر السليمة ، وثبات الآثار التعليميـة ، واكتساب روح التعلون والديمقراطيـة ، وأساليب العمل الجماعى والتفاعل بين المعلم والتلاميذ ، والتلاميذ بعضهم والبعض الآخر ، وتشمل كل المناشـط التى تؤدى الى تبادل الآراء والأفكار.
وتصلح المناقشة فى جميـع المراحل التعليمية ، وتأخذ الصفوف العليـا _ وخاصة فى المرحلة الثانويـة _ صورة الجدل وتبادل القضايا والاتفاق حول رأى موحد فى احـد الموضعات المطروحـة للجدل ، والتى تستخدم أسئلة تتنـاول جوانـب الموضوع المدروس . ويـعتمد نجاح المناقشة على تحديد موضوعها بدقة ووضوح بحيث تكشـف للتلاميذ الخطوات المـراد إنجازها .
ومن العيوب طريقة المناقشة عدم صلاحيتها إلا للجماعات الصغيرة ، وتحديد مجالها بالمشكلات والقضايا الخلاقية ، وطول الوقت الذى تستغرقه دراسة الموضوع ، والافتقار فى كثير من الأحيان إلى الرائد المدرب الذى يتيح الفرصة لكل عضو كى يعطى ماعنده مع التقدم المستمر فى سبيل الوصول إلى الغرض الذى تسعى إليه الجماعة . ويمكن التغلب على هذه العيوب باختيـار الموضوعات التى تسمـح طبيعتها بالمناقشة عن طريـق جمع المعلومات المطلوبة ، وتحضير الوثائق اللازمة ، وتسجيل بعض مناقشات الجماعة ثم إعادتها على أسماع الجماعة ، ومناقشة نقط الضعف والقـوة في الطريقة التي سارت بها هذه المناقشـات .
وللمناقشة أنواع مختلفة هى ( ) .
( أ ) المناقشة التلقينية : نؤكد هذه الطريقة على السؤال والجواب بشكل يقود التلاميذ إلى التفكير المستقل ، وتدريب الذاكرة . فالأسئلة يطرحها المعلم وفق نظام محدد يساعد على استرجاع المعلومات المحفوظة فى الذاكرة ، ويثبت المعارف التي استوعبها التلاميذ ويعززها ، ويعمل على إعادة تنظيم العلاقات بين هذه المعارف . وهذا النوع من المناقشة يساعد المعلم ان يكتشف النقاط الغامضة في الأذهان لدى التلاميذ ، فيعمل على توضيحها بإعادة شرحها من جديد أو عن طريق المناقشة . فالمراجعة المستمرة للمادة المدروسة خطوة خطوة تتيح الفرصة أمام التلاميذ لحفظ الحقائق المنتظمة ، وتعطى المعلم إمكانية الحكم على تلاميذه فى مدى استيعابهم للمادة الدراسية .
( ب ) المناقشة الإكتشافية الجدليـة : يعتبر الفيلسوف سقـراط أول من استخدم هذه الطريقة . فهو لم يكن يعطـى تلاميذه أجوبة جاهزة ، ولكنه كان بأسئلة تارة ومعارضته تـارة أخرى يقودهم إلى اكتشـاف الحلول الصحيحة . كما أن هدفه لم يكن إطلاقا إعطاء التلاميذ المعارف ، وإنما كان إثارة حب المعرفـة لديهم ، وإكسابهم خبرة فى طرق التفكيـر التي تهديهـم إلى الكشف عن الحقائـق بأنفسهم والوصول إلى المعرفـة الصحيحة . وقد سمى هـذا الشكل التوليدي للمناقشة بالطريقـة السقراطيـة .
وفيها يطرح المعلم مشكلة محددة أمام التلاميذ ، تشكل محورا تدور حوله الأسئلة المختلفة الهدف ، فتوقظ فيهم هذه الأسئلة معلومات سبق لهم أن اكتسبوها ، وتثير ملاحظتهم وخبرتهم الحيوية ، ويوازي التلاميذ بين مجموعة الحقائق التي توصلوا إليها ، حتى إذا أصبحت معروفة وواضحة لديهم يبدأ هؤلاء في استخراج القوانين والقواعد وتعميم النتائج ، وهكذا يكتشفون عناصر الاختلاف والتشابه ، ويدرسون أوجه الترابط وأسباب العلاقات ، ويستنتجون الأجوبة للأسئلة المطروحة بطريق الاستدلال المنطقي . وبهذا يستوعبون المعارف بأنفسهم دون الاستعانة بأحد .
وهناك أنواع أخرى من المناقشة هي :
( ج ) المناقشة الجماعية الحـرة : فيها يجلس مجموعة التلاميذ على شكل حلقة لمناقشة موضوع يهمهم جميعا ، ويحدد قائد المجموعة : المدرس أو أحـد التلاميذ أبعاد الموضوع وحدوده . ويوجه المناقشـة ؛ ليتيح اكبر قدر من المشاركـة الفعالة ، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة دون الخروج عن موضوع المناقشة ، ويحدد في النهايـة الأفكار الهامة التي توصلت لها الجماعة .
( د ) الندوة : تتكون من مقرر وعدد من التلاميذ لا يزيد عن ستة يجلسون في نصف دائرة أمام بقية التلاميذ . ويعرض المقرر موضوع المناقشة ويوجهها بحيث يوجد توازنا بين المشتركين في عرض وجهة نظرهم في الموضوع . وبعد انتهاء المناقشة يلخص أهم نقاطها . ويطلب من بقية التلاميذ توجيه الأسئلة التي ثارت في نفوسهم إلى أعضاء الندوة ، وقد يوجه المقرر إليهم أسئلة أيضا ، ثم يقوم بتلخيص نهائي للقضية ونتائج المناقشة .
( ه ) المناقشة الثنائية : وفيها يجلس تلميذان أما تلاميذ الفصل . ويقوم أحدهما بدور السائل ، والأخر بدور المجيب ، او قد يتبادلان الموضوع والتساؤلات المتعلقة به .
( و ) السمبوزيم : يتكون من ثلاثة أو أربعة تلاميذ يناقشون موضوعا معينا أمام باقي التلاميذ في الفصل ، بحيث يناقش كل منهم واحدا من جوانب الموضوع سبق الاتفاق عليه . ويقدم المقرر كلا منهم ليعرض جانب الموضوع الذي كلف به إياه .
والمناقشة من الطرق الفعالة في تدريس جميع العلوم والمقررات وبخاصة علم النفس بحيث تنمى معلومات التلاميذ ، وتحثهم على البحث والإطلاع ، وتكسبهم مهارة المناقشة ، وتعودهم التعبير عن رأيهم وحسن عرض وجهة نظرهم ، وتبادل النظر ، واحترام رأى الآخرين . كما أن استخدام الأسئلة والأجوبة يشد انتباه التلاميذ نحو الدرس ، و يشعرهم بأثر مساهمتهم في سيره .
غير أن هذه الطريقة صعبة التطبيق ؛ لأنها تتطلب من المعلم مهارة ودقة في إعداد الدرس ، والعناية الخاصة بالأسئلة من حيث الصياغة والترتيب المنطقي بما يناسب فهم التلاميذ . كما أن طريقة المناقشة تحتاج إلى زمن طويل حيث يسير الدرس ببطء والاستخدام السيئ لها يبعثر المعلومات ، ويفقد الدرس وحدته ، ولذلك فهي تحتاج إلى مدرس جيد يمتلك مهارات التدريس والمفاهيم والمعارف الجديدة ، والقدرة على التفكير المنطقي ، وقيادة المناقشة ليشارك اكبر قدر من التلاميذ ، وتقريب الحقائق إلى التلاميذ رغم الفروق الفردية . كما يجب أن يتمكن المدرس من فن السؤال بمعنى :
أن يكون السؤال واضحا بسيطا موجزا فى صياغته ؛ ليثير التلاميذ فى اقصر وقت ممكن إلى شيء محدد .
ان تكون هناك علاقة منطقية بين السؤال المطروح وما سبقه من أسئلة بحيث يسير الدرس فى نظام متتابع يثير نشاط التلاميذ ، ويساعدهم على حسن الفهم .
ان تكون لغة السؤال واضحة سليمة محددة ؛ لتكون استجابات التلاميذ متقاربة أو واحدة ؛ لأنه لا يحتمل إلا تأويلا واحدا .
أن يكون إلقاء السؤال بلغة سليمة وبشحنة انفعالية مناسبة تستثير التلميذ وتحفزه إلى البحث والإجابة بسرعة يسر .
ألا يعتمد السؤال عند إلقائه إلى مفاجأة التلميذ وإرباكه .
إن توزع الأسئلة توزيعا عادلا على أساس عشوائي ؛ حتى يضمن المدرس المشاركة الفعالة لكل التلاميذ وشد انتباههم ناحية الدرس .
أن تتنوع الأسئلة ؛ لتستثير معارف قديمة سبقت دراستها ، وتثبيت معارف جديدة ، وتطبيق هذه المعارف وتلك .
معنى ما سبق أن الأسئلة تهدف إلى وضع التلميذ في موقف مشكل يجعله يفكر ويبحث ويكشف الحل المطلوب .

محمد حسن عمران حسن

د.فالح العمره 04-04-2005 08:48 PM

مهارات المحاورة بالأسئلة فى تدريس التربية الإسلامية

إن التحاور بالأسئلة وسيلة لها أهميتها فى تدريس التربية الإسلامية لأنها إحدى طرق زيادة التفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه ، وإشراك الطلاب بصورة فعالة فى التعلم ، وبالتالي زيادة إقبالهم على دراسة التربية الإسلامية . والميل إليها ، وتكوين اتجاهات مرغوبة نحو موضوعاتها ، وتحسين التحصيل فيها .
أساليب التحاور بالأسئلة :
يسلك المعلم فى محاوراته الفصلية عدة طرق ليحقق المشاركة الإيجابية من طلابه ومن هذه الأساليب :
1- إعادة توجيه السؤال :
وفى هذا الأسلوب يعيد المعلم توجيه السؤال الذى طرحه على الفصل مرة أخرى ، ليحقق المزيد من مشاركة الطلاب فى نقاش الموضوع الذى يدرسونه . والتطرق غلى جوانبه المتعددة ، وحفز الطلاب غير المشاركين على التحدث وتبادل الآراء ، ومن الأهمية أن يعطى المدرس فترة إنتظار عقب طرح السؤال ، ليتدبر الطلاب الإجابة ، وقد تكون فترة سبع ثوان كافية للتفكير وتقديم إجابة مقبولة . كما أن من الأهمية كذلك أن تكون المناقشة مرتبة ومنظمة.
وفيما يلى يوضح كيفية تنفيذ ذلك :
س : بعد أن تحدثنا عن عداوة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم من اكثر القرشيين عداوة للرسول ؟
جـ : أبو لهب وزوجته .
جـ : أبو جهل .
س : من يذكر غيرهم ؟
جـ : أبو سفيان بن حرب .
س : ذكرتم فيما سبق أسماء من عاندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذوه . فما أسباب عداوتهم له ؟
جـ : اعتقد أنهم كانوا يحسدون الرسول صلى الله عليه وسلم ، لنه فقير ويتيم وليس من العظماء فى مكة .
س : هل تضيفون شيئا أخر ؟
جـ : كانوا جميعا يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه عاب آلهتهم ، وغير دينهم .


س :هناك سبب آخر . من يذكره ؟
جـ : أعتقد أنهم كان يخشون من دعوته على نفوذهم ومصالحهم التجارية .
س : من منكم يضيف شيئا جديدا ؟
جـ : كره عظماء مكة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أتى بشيء جديد لم يسمعوا عنه من قبل .

وهنا فى المحاورة السابقة ترى أن المعلم طرح سؤالا واحدا عن أسماء المعاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تطرق منه إلى سؤال آخر عن أسباب عنادهم ، وقد أعاد توجيه السؤال الأول مرة أخرى وأعاد توجيه السؤال الثانى ثلاث
مرات . وهو يعيد التوجيه ولا يكرر السؤال . والفرق بين الأسلوبين أن تكرار السؤال هو إعادة للسؤال بلفظه وصيغته التى ورد بها أول مرة . أما إعادة التوجيه فتعنى طرح السؤال بصيغة معدلة محورة تختلف عن صياغة السؤال الأول ، كما أن فيها حفزا للطلاب ، فهو سؤال معاد بتوجيه جديد .

والغرض من إعادة توجيه السؤال الحصول على إجابات متعددة تمثل الإجابة النموذجية لهذا السؤال ، فالغرض من هذا الأسلوب هو استقصاء الإجابات الصحيحة وتسجيلها ، وعلى هذا فأسلوب إعادة توجيه السؤال ، لا يستخدم إلا إذا كانت الإجابة متعددة الجوانب ، أما السؤال على شيء محدد بدقة كالسؤال التالى : متى وقعت غزوة بدر ؟ فلا يصح أن يعاد توجيهه وإلا كان تكرارا ، لأنه لا يحتمل إلا إجابة واحدة صحيحة .

2-التلقين وحفز الطلاب على المشاركة :
ماذا يحدث عندما نسأل الطالب سؤالا ثم يفشل فى الإجابة عنه ؟ عادة ينتقل المعلم إلى غيره ليجيب عن السؤال ، وذلك للحفاظ على حرارة المناقشة ، وعندما يحدث هذا يبتعد الطالب الذى فشل فى الإجابة عن المناقشة ، ويتشتت ذهنه ، فكيف نستطيع التعامل مع هؤلاء الطلاب الذين لا يستطيعون الإجابة أو تكون إجابتهم خاطئة؟

نستعمل مع هؤلاء الطلاب أسلوبا آخر يسمى \"التلقين\" وفيه نوجه إلى الطالب أسئلة سهلة ، تقود إلى الإجابة الصحيحة للسؤال الأساسى الذى فشل فى الإجابة عنه ، أو يعطيه تلميحا للإجابة الصحيحة ، تساعده فى الإجابة بنفسه عن السؤال ، ففى هذه الحالة لابد من الثناء على الإجابة التى يذكرها التلميذ ، كما لو كان قد توصل إليها بنفسه وقبل مساعدة المعلم له .

س : أحست قريش بخطر الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته وبخاصة عندما أسلم عمرين الخطاب وحمزة ، فماذا فعلت ؟
جـ : لا أعرف .

س : تسمع الآن عن عقاب تواجه به الأمم المتحدة بعض الدول مثل العراق ، وتهدد به بعض الدول الأخرى مثل ليبيا وغيرها فما هذا العقاب ؟
جـ : المقاطعة الاقتصادية .
س : ماذا تعنى المقاطعة الاقتصادية ؟
جـ : أعتقد أنها تعنى حظر التعامل مع هذه الدول فى التجارة فى البيع أو الشراء .
س : هل تعتقد أن هذه عقوبة ؟
جـ : نعم : عقوبة رادعة .
س : ولماذا تعد عقوبة رادعة ؟
جـ : لأنها تسبب الركود الاقتصادى .
س : هل تعتقد أن قريشا اتبعت هذه العقوبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
جـ : أعتقد ذلك ، فهى عقوبة قاسية .
المعلم : أحسنت ! هذه الإجابة صحيحة .
والمثال السابق يوضح الأسلوب الذى يتبعه المعلم مع الطالب الذى يفشل فى الإجابة عن السؤال ، ويقصد به أن يساعد الطالب على الاستجابة مع المعلم ، والتوصل على الإجابة الصحيحة بنفسه وهنا نؤكد \"أنه كلما تم التصحيح من التلميذ نفسه بالتلميح والمساعدة العامة من المعلم، كان ذلك أكثر وقعا لتعلمه وأبقى لديه ، والعكس بهذا الصدد صحيح فى الأحوال العادية للتربية .

3- أسلوب السير وتعميق الفكرة :
عندما يجيب الطالب إجابة غير كافية أو ينقصها العمق ، ففى هذه الحالة من الضروري أن يحاول المعلم أن يحث الطالب على أن يضيف معلومات أخرى تجعل إجابته أكثر عمقا وشمولا ، وهذا الأسلوب يسمى السير أو \"التعمق\" أو \"التمحيص\" ويهدف إلى تحسين مستوى إجابات الطلاب بالتوضيح ، أو إعادة الصياغة لتكون على نحو أدق ، أو التمثيل للإجابة ، أو إضافة معلومات أخرى عليها ، أو نقد الإجابات المقدمة أو تصحيحها ، أو الإدلاء بتفصيلات أشمل عن الموضوع ، وهذا كله يعطى للمعلم وللطالب معا فرصة أكثر للتفاعل والإيجابية .
وتحقق الأسئلة السابرة أو التمحيصية عددا من الفوائد من أهمها: تشجيع التلاميذ على التوصل إلى إجابات عميقة مكتملة للأسئلة ، والتوصل إلى تعميمات من الجزيئات المترابطة ، وتشجع التلاميذ على إبداء الرأى ، وتكوين الأمثلة والشواهد وعدم الاكتفاء بالإجابات السطحية .
ويستخدم المعلم لحث طلابه على المشاركة بعض الكلمات التى تسهم فى تعميق الأفكار لديهم مثل : ما الذى تعنيه بذلك ؟ هل لديك أراء أخرى فى الموضوع ؟ هل يمكنك إعطاء أمثلة ؟ أعد الإجابة بأسلوب آخر ؟ كيف تقدر ذلك ؟ وماذا بعد ؟ أكمل . هل تعتقد أن هذا آخر ما تقول ؟
وفيما يلى مثال يوضح كيفية استخدام مثل هذا الأسلوب فى تدريس التربية الإسلامية :
س : هل تعتقدون أن مقاطعة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وقومه كانت مجدية ؟
جـ : لا .
س : ولماذا ؟
جـ : لأن الله كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه وهم فى شعب أبى طالب .
س : وماذا تقصد بذلك .
جـ : أعنى أن الله كان يرزقهم الطعام والشراب وهم فى الشعب .
س : أذكر مثالا لهذا الرزق ؟
جـ : كان بعض أهل مكة يذهبون بالطعام خفية إلى الشعب .
س : هل هناك دليل آخر على أن الله كان معهم ؟
جـ : نعم ، لقد سلط الأرضة فأكلت الصحيفة الظالمة .
س : هل تضيف شيئا آخر ؟
جـ : نعم ، رقت قلوب خمسة من أشراف قريش ، فطالبوا بنقض هذه الصحيفة الظالمة .
س : فسر ما قلته فى العبارة السابقة ؟
جـ : اتفق خمسة من أشراف قريش منهم زهير بن أبى أمية والمطعم بن عدى ، وزمعه بن الأسود ، ليلا على نقيض الصحيفة، وقال زهير بن أمية للناس صباحا : يأهل مكة ، أنأكل الطعام ونلبس الثياب ، وبنو هاشم وبنو المطلب هلكى ؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة .
س : لقد ذكرت أن الأرض أكلت الصحيفة الظالمة ، فهل أبقت منها شيئا ؟
جـ : نعم ، لم يبق منها إلا ما فيه اسم الله .
س : هذا صحيح . أحسنت .
وفى الأسئلة السابقة حاول المعلم أن يجعل الطلاب أكثر دقة فى الإجابة عن السؤال الذى طرحه ، ويسمى هذا الأسلوب بالسير التتابعى ، ويهدف إلى الوصول إلى أفضل إجابة عن السؤال .
ولكن هناك من الأسئلة السابرة ما يتطلب مستوى أعلى من ذلك، ولهذا ينبغى على المعلم أن يصوغ أسئلة ذات مستوى مرتفع، حتى يشجع طلابه على الارتقاء بالتفكير ، والتخطيط والتنظيم للإجابة ، والوصول إلى تعميمات تربط جزئيات الدرس ، ويسمى هذا بالسبر الترابطى .
وفيما يلى أمثلة لهذه الأسئلة التى يمكن للمدرس طرحها فى هذا الدرس :
س : ما السبب الذى دعا قريشا لكتابة هذه الصحيفة ؟
جـ : انتشار الإسلام فى القبائل ، وإسلام عمر وحمزة وهجرة المسلمين إلى الحبشة .
س : ما رأيكم فى هذه الصحيفة ؟
جـ : إنها صحيفة ظالمة .
س : ولماذا ؟
جـ : لأنها تمثل حقدا وكراهية من أهل مكة للرسول صلى الله عليه وسلم وقومه دون داع ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يؤذهم بشيء يستحق به هذه القسوة والقطيعة .
س : هل تعتقدون أن قريشا نجحت فى تحقيق أهدافها .
جـ : لم تنجح .
س : ولماذا ؟
جـ : لأن الظلم لا يدوم ، ولأن الله كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه .
س : هل أفادت هذه الصحيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟
جـ : نعم .
س : ماذا استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ؟
جـ : خرجوا بعد القطيعة التى استمرت قريبا من ثلاث سنوات وهم أشد عودا ، وأصلب إيمانا ، وكانت اختبار لهم ولإيمانهم ، وقد نجحوا فى هذا الاختبار ، كما أنها أظهرت معادن الرجال ، فبعض أشراف قريش كانوا يساعدون الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه خفية ، وبعضهم سعى لنقض الصحفية كما دبت الخلافات بين القرشيين بها .
س : هذه إجابة جيدة أحسنت ، ولكن ماذا تتوقع لو كان العمل بالصحيفة أمتد سنة أخرى ؟ ولماذا ؟
جـ : أعتقد أن الله سيمد المسلمين بفرج قريب ، لأنهم كانوا على الحق ، ولم يؤذوا أحدا من حولهم .
س : ما الذى تتعلمه من هذا الدرس ؟
جـ : الصبر على الشدة يجعلها تهون .
جـ : الله مع المؤمنين بالنصر والتأييد .
جـ : الشدائد تظهر معادن الرجال .
جـ : النصر مع الصبر .
جـ : الظلم لا يدوم .
جـ : المؤمن ممتحن ومبتلى .
جـ : الدعوة الإسلامية ستنتصر رغم العقبات .
س : هذه إجابات جيدة فماذا كانت نتيجة هذه المقاطعة ؟
جـ : هزيمة قريش وانتصار الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه .
والأسئلة السابقة التى طرحها المعلم تهدف إلى تنمية قدرة الطلاب على تحليل المعلومات وتقويمها ، والربط بين الأسباب والنتائج ، وتنمية القدرة على التمثيل ، والتعليل ، والاستشهاد والاستنتاج ، فالأسئلة التى طرحها المعلم فى الحوار السابق تدخل فى مستوى التحليل فى المجال المعرفى ، وعندما يجيب الطالب عن سؤال تحليلى إنما يقوم بعمليات عقلية معقدة مثل فحص ما لديه من حقائق ، وبحث الدوافع المؤدية إليها ، والنتائج المترتبة عليها .
كما تدخل بعض الأسئلة السابقة فى مستوى التقويم ، وفيها يطلب من التلميذ إصدار حكم على قضية معينة فى ضوء معايير معينة .
والسؤال الأخير من الأسئلة السابقة سؤال تجميعى وفيه يتحرك الطالب من الأعم إلى الأخص أى بالتلخيص والاستنتاج والسؤال التجميعى ليس له إلا إجابة واحدة صحيحة ، أما السؤال الذى قبله \"ما الذى نتعلمه من هذا الدرس\" فهو سؤال تشعيبى تتطلب إجابته عدة إجابات متنوعة وكلها صحيحة ومقبولة ، وتتميز بأنها إجابات ذات مستوى مرتفع .
منقول.

د/عبدالرازق مختار محمود
كلية التربية-جامعة اسيوط
مصر
razic2003@maktoob.com

دانا 04-04-2005 08:48 PM

روووووعه هالموضوع عن جد مفيد تكفا عطني الضوء الاخضر انسخه.... تشكر على هالمواضيع المفيدة

د.فالح العمره 04-04-2005 08:48 PM

أعمال الطلبة الكتابية في حجرة الصف

تعتبر أعمال الطلبة الكتابية في حجرة الصف بإشراف وعناية المعلم من أهم الفرص التي توظف في تحسين أداء الطلبة من خلال التدريب و المران على المهارات المرجوة وذلك من أجل تحقيق الهدف المصاحب لهذه المهارة، ولكن ومع الأسف الشديد يوجد نسبة كبيرة من المعلمين لا يهتمون بأعمال الطلاب الكتابية في حجرة الصف، ويكتفون بالتلقين من خلال الخطب العصماء، حيث إنك ترى أمامك خطيبا ( المعلم ) مفوها، وطالبا مستمعا لا يتقن أي مهارة، وتنتهي الحصة ولم يكتب الطلاب شيئا في الغالب إلا ما رحم ربي، وهناك نمط من المعلمين من يكتفي بنقاش الطلاب مع العلم أن النقاش الشفوي يقتصر على النخبة، ويحرم أغلبية الطلبة من النقاش، وعلى العكس من ذلك و إذا أراد المعلم أن يكون عادلا في إشراك جميع الطلاب لابد من توظيف الأعمال و الأنشطة الكتابية، بحيث يستطيع الجميع المشاركة، حتى لو لم يوفق بعض الطلبة في إنجاز المهمة بشكل مرض.
لكي يشعر المعلم بأهمية متابعة أعمال الطلاب الكتابية، لابد من تعريف دفتر الطالب الصفي، فيعرف الكاتب لهذه المقالة(منير جبريل) الدفتر الصفي بأنه: الدليل والشاهد و البرهان على تدرب الطالب على مهارة ( مهمة ) محددة في حجرة الصف، ومتابعة المعلم لهذه المهارة من خلال تزويد الطالب بتغذية راجعة عن مدى إنجازه لهذه المهمة، سواء كان هذا الإنجاز إيجابيا أم سلبيا، فالإنجاز الايجابي يعزز معنويا وماديا، و الإنجاز السلبي يعالج قبل فوات الأوان، وبذلك يكون دفتر الطالب الصفي الذي صححه ودققه المعلم المرجعية المعتمدة في الرجوع إليه للمذاكرة للاختبار، و تصور في المقابل اعتماد طالب على دفتره (غير المتابع من معلمه) المليء بالأخطاء، و وظفه في مذاكرته للاختبار، ماذا سيكون مصيره ؟ هل تقبل ذلك لك،لابنك،لأخيك، لأختك ، لصديقك ، لقريبك ، لجارك ، لابن وطنك ؟
وفيما يأتي مجموعة من الإرشادات للمعلمين تساعد في تحسين متابعة دفتر الصف :
1) احرص أن يقتني كل طالب دفترا للصف، ومدونا عليه عنوانه و اسمه الكامل وصفه وشعبته ، والسنة الدراسية .
2) وجه عناية الطلاب بالمحافظة عليه من حيث تجليده بصورة جيدة ، تسطيره بالمسطرة ، ونظافته .
3) توجيه عناية الطلاب إلى اشتمال هذا الدفتر على موضوع محدد ( لغة عربية، رياضيات، ....).
4) التأكيد على أن هذا الدفتر للعمل الصفي فقط، ولا يجوز توظيفه للنشاطات البيتية.
5) من أجل ضمان متابعة هذا الدفتر لجميع طلاب الصف، لابد من تكليف الطلاب بمهمات قصيرة وسريعة بحيث يسهل تصحيح هذه المهمة للجميع في فترة زمنية قصيرة ( 1 – 5 دقائق ) .
6) استثمر كل مثال أو فكرة أو مفهوم أو أي شيء تشرحه للطلاب من خلال توجيه مثال كتابي للطلاب على نفس النمط، وذلك من أجل التدريب المباشر على المهارة ( تقويم بنائي أو تكويني أو مرحلي أو فوري أو مباشر).
7) لا بد من توفير تغذية راجعة فورية لكل طالب عن مدى إنجازه.
8) جمع الدفاتر في نهاية كل حصة و وضعها في خزانة الصف أو في غرفة المعلمين.
9) أن تكون فترة أعمال الطلاب الكتابية طويلة ( 30 دقيقة ) حتى يتم إتقان المهارة بشكل روتيني، ولكن بشكل مهمات جزئية كما في البند (5)، وذلك حتى لا يظهر الملل على الطلبة.
10) وفر أنشطة كتابية إضافية للطلبة الماهرين ( السريعين ).

إعداد: منير جبريل كرمه
مشرف الرياضيات
مكتب تعليم الخليل - وكالة الغوث الدولية
العام الدراسي: 2003- 2004 // الفصل الأول
E-mail m.karameh@unrwa.org
ssmathhebron@yahoo.com

د.فالح العمره 04-04-2005 08:49 PM

ماذا يريد أولياء الأمور من المعلمين؟
وما توقعاتهم من المعلمين نحو تعليم أبنائهم ؟

من العوامل الإيجابية في تدعيم العلاقة بين المدرسة والآباء أن تناقش معهم تفوق أبناءهم وليس التطرق فقط إلى المشكلات التحصيلية التي يعاني منها بعض الأبناء .شهد العالم خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي تحولات وتغييرات جذرية وسريعة طالت شتي مناحي العلم والمعرفة واتسمت بالتدفق المتلاحق وخاصة في مجال تقانة المعلومات , وكان لهذه الطفرة المعلوماتية تداعياتها المختلفة على كافة النظم الاقتصادية والاجتماعية في العالم.
وقد أدي هذا إلى إحداث تغير متسارع في النظم والمعايير والمؤسسات الاجتماعية المختلفة وكان لوسائل الإعلام الدور الكبير في تبني هذه التغييرات وتحقيق الانفتاح الإعلامي والحضاري العالمي وما تطلبه ذلك من إعادة النظر في آليات إدارة الاقتصاد على المستوى الوطني والعالمي واستلزم ذلك كفايات علمية وتقنية متعددة فرضت على التعليم كعنصر من عناصر النظام الاجتماعي أن يسعى من خلال سياساته وبرامجه إلى تبنيها تحقيقا لمتطلبات السوق العالمي وكان على المؤسسات التربوية أن تضع استراتيجيات مختلفة ومتجددة للوصول إلى ذلك من خلال التركيز علي سبيل المثال وليس الحصر على الجوانب التالية :
• الابتعاد عن التلقين والتركيز علي تعليم كيفية التعلم.
• الاستفادة من المؤسسات المجتمعية والعمل علي إشراكها في تحقيق الأهداف.
واتجهت تبعا لذلك معظم دول المنطقة العربية ألي إعادة النظر في أنظمتها التربوية ووضع خطط عاجلة للإصلاح التربوي وقد أشارت دراسة الحر (1997) التي تناولت خطط الإصلاح التربوي في مجموعة من الدول والأقطار أن هناك قواسم مشتركة في كافة هذه الخطط منها ما نحن بصدد الحديث عنه وهو أن :
\"التعليم قضية مجتمعية لابد أن يشارك فيها جميع الأطراف ( الأسرة والمدرسة –الهيئات الخاصة السياسيون والمثقفون وغيرهم).
وفي هذا الإطار اصبح العبء علي المدرسة كمؤسسة اجتماعية أكبر لكي تتسم بالفاعلية وان تكون ذات رؤية واضحة ومرنة تتطلب القيام بأدوار جديدة تنحي عن التقليدية المتمثلة في تعليم الأبناء العلوم والمعارف فقط و بشكل منفرد ولتحقيق ذلك تضمنت برامج التطوير التربوي أبعادا جديدة كان من أهمها إعطاء دور أكبر لأولياء الأمور للمساهمة في دعم العملية التعليمية من خلال المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمي لا بنائهم وكذلك دعم دور المدرسة في المجتمع المحلي. فالمدرسة لا تستطيع تطوير عملها وتحقيق أهدافها والمضي قدما في هذا الطريق دون عمل مخطط وجهد منظم ومشترك مع أولياء الأمور ومؤسسات المجتمع المحلي.
ان العمل علي تعزيز هذه الدور وتقويته يتطلب الوقوف على الأهداف المتوخاة من هذه المشاركة والتي نوضحها فيما يلي:
• تحسين الأداء الدراسي للأبناء فالعديد من الدراسات والبحوث التربوية تؤكد علي وجود علاقة إيجابية بين مشاركة أولياء الأمور ومستويات تحصيل الطلبة وسلوكياتهم واتجاهاتهم.
• والهدف الثاني يتمثل في إن مشاركة أولياء الأمور تعمل على زيادة دعم المجتمع للعملية التربوية التعليمية , حيث يسعي أولياء الأمور عن رضا وقناعة وتأييد تام إلى مساندة خطط إصلاح التعليم وتطويره وذلك من خلال تقديم الدعم المعنوي والمادي كلما أمكن ذلك(سافران.1997).
ولدعم هذه المشاركة كان علي المدرسة والمعلمين أن يقفوا علي الأمور التي تهم أولياء الأمور فيما يتعلق بتعليم أبنائهم فقد تناولت إحدى الدراسات التربوية في الولايات المتحدة الأمريكية هذا الشأن من خلال استبيان وزع علي أولياء الأمور هدف إلى الوقوف على رؤاهم واهتماماتهم فيما يتوقعونه من المعلمين وقد تضمن الاستبيان الآتي:-
• هل المعلمون يعرفون ويهتمون بعملية التعليم.
• هل المعلمون يعرفون ويهتمون بأبنائهم.
• هل المعلمون يهتمون بتنمية العلاقات مع الآباء.
وسنتناول كل منها بشيء من التفصيل
أولاً: العملية التعليمية:
• هل يظهر المعلمون اهتماما واستمتاعا بالتدريس وبما يبذلونه من جهد في المدرسة؟ فعلى المعلمين أن يتحلوا بالابتسامة والشفافية في علاقاتهم مع أولياء الأمور، وربما دعوة بعض أولياء الأمور للمشاركة في سرد وقراءة القصص للطلبة في صفوف المرحلة الأولي من التعليم مما يضفي علي هذه العلاقة الطابع الإنساني الذي يعتبر ضروريا لتقوية الرابطة بينهما.
• هل يضع أو يحدد المعلمون مجموعة من التوقعات من الطلبة ويساعدونهم لبلوغها من خلال مناقشة ومشاركة الآباء في تحديد أهداف لتعليم أبنائهم؟ إذ يمكن للمعلم أن يبدأ بتحديد الأهداف البسيطة سهلة القياس مثل اختيار عدد من الكتب التي يقترح تحديدها للطلبة للقراءة أو موضوعات للكتابة، بالإضافة إلى إمكانية مشاركة الطلبة في الاختيار إذا أمكن ذلك.
• هل يعرف المعلمون محتوى المواد الخاصة بكل صف وكيف يدرسونها وهل المعلم قادر على شرح المناهج وتوضيح الكيفية التي تمكن أولياء الأمور من المشاركة في تعليم أبنائهم؟
• هل يهيئ المعلم بيئة صفية آمنة تشجع الطلبة لتوجيه المزيد من الاهتمام للتعلم؟ ولابد من دعوة الآباء ليروا كيف يتم تعليم أبنائهم في الصف خلال فعاليات اليوم المفتوح الذي تقيمه المدرسة أو غيره من الأنشطة مع تأكد المعلمين من وجود عدة طرق تجعل الطلبة يشاركون مشاركة فاعلة لتحقيق النجاح لعملية التعلم.
• هل يتناول ويعالج المعلمون المشاكل السلوكية بوضوح وبشكل مستمر، ومن خلال معرفة وفهم الطلبة لقوانين وأنظمة المدرسة وإعلام أولياء الأمور بها؟
• هل يحدد المعلمون واجبات منزلية، وهل تتسم هذه الواجبات بالوضوح مع تحديد الوقت الكافي لتنفيذها ، وهل يتم تسليمها في الوقت المحدد؟ ولابد أن يتأكد المعلم أن الواجب المنزلي يؤدي إلى التعلم المنشود من خلال تحديد الهدف منه بشكل دقيق، ويمكن مناقشة جدول الواجبات مع أولياء الأمور، وتنفيذه من خلال الاتصال معهم وعن طريق دفتر التواصل.
• هل المعلم حدد بوضوح ما يتوقع من أبنائهم تعلمه، فأولياء الأمور يحتاجون إلى معرفة الممتاز والمتوسط والضعيف في أعمال أبنائهم، وإظهار هذه التوقعات من المعلمين يجعل الآباء والأبناء يعملون على رفع هذه المستويات من العمل.
ثانياً: الاهتمام بالأبناء:
• هل المعلم يفهم كيف يتعلم الأبناء، ويحاول الوصول إلى تحقيق احتياجاتهم؟ فعلى المعلم أن يعرف كافة التفاصيل عن الطلبة في الفصل من خلال تسجيل الملاحظات عن كل طالب داخل الصف وخارجه، وهذه المعلومات ضرورية لاستخدامها عند الاتصال بأولياء الأمور.
• هل يعامل المعلم الطالب بعداله واحترام فهنا تظهر أهمية الأنظمة الصفية لتأكيد العدالة في التعامل؟ عندما تحدد قدرات كل طفل بدقة، ويبنى عليها التقديرات الخاصة بأداء ه ، وهكذا ، فهنا يبنى جسر من التواصل بين المدرسة والبيت علي أساس من الثقة والإحترام.
• هل المعلم على اتصال مع أولياء الأمور بشكل مستمر حول الأمور المتعلقة بالأداء السلوكي والتعليمي للطالب ؟ ( فلا يريد أولياء الأمور أن يعرفوا في نهاية العام الدراسي فقط أن أبناءهم كانوا يعانون من مشاكل تتعلق بالتحصيل الدراسي).
• هل يستطيع المعلم أثناء الاجتماعات المدرسية تقديم معلومات مفيدة عن طلبته؟ فعلى المعلم أن يستخدم المعلومات الموجودة لديه حول كل طالب للثناء على أدائه ولمعالجة المشاكل التي يواجهها، ويجب أن يتشارك أولياء الأمور والمعلمون في وضع الحلول ، وكذلك إفساح المجال لأولياء الأمور لإبداء آرائهم لمساعدة المعلم.
• وهل يطلع المعلم أولياء الأمور عن مستوى أداء الأبناء في الصف ؟ كافة أولياء الأمور يريدون سماع أن أبناءهم يؤدون عملهم بشكل جيد، وأن مستوى تحصيلهم فوق المتوسط، وعلى المعلم مناقشة أولياء الأمور عما يستطيعون تقديمه لرفع مستوى تحصيل ابنائهم مع تقديم اقتراحات سهلة و عملية يستطيع أولياء الأمور تنفيذها.
ثالثاً: تنمية العلاقات مع أولياء الأمور
وحول هذه النقطة تأتي التساؤلات التالية
• هل يقدم المعلمون معلومات واضحة عن توقعاتهم من الصف؟ وهنا تبرز أهمية وجود توقعات أو نواتج مكتوبة تعطي معلومات عن المناهج، وأهدافها ومستويات تحصيل الطلبة العلمي، وسلوكهم في الصف، لكن بشكل مختصر ومحدد بقدر الإمكان، ويفضل أن يقدم المعلم تقريراً لكل ولي أمر، وأن يكون جاهزاً للرد على أسئلتهم.
• وهل يستخدم المعلم مجموعة متنوعة من أساليب الاتصال لتقديم التقارير للآباء وأولياء الأمور عن تقدم تعلم أبنائهم؟ ويفضل هنا استخدام وسائل متعددة كالمحاضرات، أو إرسال الملاحظات ، أو عن طريق البريد الإلكتروني،أو التليفون،أو عقد لقاءات، عن طريق دفتر التواصل، أو تحديد أيام معينة لمقابلة أولياء الأمور.
• وهل عمل المعلم مع أولياء الأمور يؤدي إلى خلق استراتيجية للتعاون لمساعدة الطالب ؟ فعلى المعلم أن يفهم الآباء أن كل شيء في التعليم لا يتم إلا بالتعاون بين المدرسة والمنزل ، بحيث يعملون معاً بشكل يحقق الدعم المتبادل.( مجلة القيادة التربوية , مايو,1998)
ما هو المدى الذي يمكن أن يحققه المعلم من هذه التوقعات لتحقيق النجاح لعملية التفاعل مع أولياء الأمور؟ حيث يرى الباحثون أن هناك أمور كثيرة مشتركة بين أولياء الأمور والمعلمين، فكل منهم يسعى لمصلحة الأبناء لكن هناك اختلاف في المنظور لدى أولياء الأمور من جهة والمعلمين من جهة أخرى، فاهتمام الوالدين ينصب على أبنائهم بالدرجة الأولى، أما اهتمام المعلمين فهو موجه إلى قاعات الدرس المعنية بأبناء الناس الآخرين، وغالباً يتوقع أولياء الأمور من معلم معين أن يقوم بمعجزات أكاديمية لأبنائهم، بينما يتوقع أغلب المعلمون من الآباء والأمهات أن يتركوا كل شيء، وينظموا حملة لجمع التبرعات من أجل المدرسة.
ويرى الباحثون أن في معظم الأحوال يكون الاتصال الشخصي بين أولياء الأمور والمعلمين متردداً وغير مستمر، وتنقصه الصراحة والوضوح، وكلا الطرفين يخشى الصراع مع الطرف الآخر ويميل إلى الإقلال من المعلومات المهمة أو حجبها كلياً إن أحس أنها تؤدي إلى الخلاف، ولاسيما إذا كان الطرفان ينتميان إلى خلفية ثقافية مختلفة.( نفس المصدر السابق)
و لما كان المجتمع يلقي مسؤولية نجاح الأبناء وفشلهم على أولياء الأمور، فإنه يعطيهم الحق في التساؤل حول إمكانية المشاركة في تحديد أهداف التعليم واتجاهاته ومساراته، وكذلك إمكانية المساهمة في تطوير المناهج الدراسية والعمل على تحسين المستوى التحصيلى للأبناء، وطالما أن هذه التساؤلات مستبعدة عن إطار البحث والنقاش بين أولياء الأمور والمعلمين فإن العلاقة بينهما لا تكون كافية بدرجة تحقق المشاركة المتوقعة لدى كل من أولياء الأمور والمعلمين والمجتمع . ويتطلب من رجال التعليم بالتالي أن يمتلكوا المعرفة والمهارات والمواقف الضرورية للعمل مع أولياء الأمور، إذا أريد لبرامج المشاركة أن تنجح، وإعداد المعلمين في هذا الجانب هي مسألة تتعلق بالطرق والأساليب أكثر من أي شيء آخر، حيث إن إعداد المعلمين يجب أن يساعد المعلمين الجدد على تحقيق الوضع المهنى لأدوارهم من خلال المشاركة في الحوار مع أولياء الأمور و المجتمع المحلى، وينبغي على المعلمين أن يقتنعوا بأن دورهم هو التعاطف مع الآباء وتأييدهم( إذ تعنى الاحترافية أن المعلمين يكتسبون وضعهم من خلال المجتمع وليس على المجتمع).
وإذا أريد لمشاركة أولياء الأمور أن تنجح فإن على المعلمين أن :
• يفهموا أهداف مشاركة أولياء الأمور وأسبابها
• يتعلموا مهارات الاتصال الفردي والجماعي لاستخدامها مع أولياء الأمور الموجودين في بيئات ثقافية متباينة.
• يكتسبوا مهارات معينة في مجالات كتابة النشرات الدراسية التي سيقرأها أولياء الأمور، وفي تفسير الأهداف والمناهج التربوية حتى يفهمها الآباء، وتحديد الطرق التي يساعد بها الآباء أبناءهم ومدرسيهم ومدرستهم،و تنظيم وتيسير اجتماعات الآباء التي تشركهم وتخولهم بعض المسئوليات .
ويرى الباحثون أن هناك عدة أساليب يمكن أن تتبعها المدرسة لتسهم في تحقيق المشاركة الإيجابية والفعالة بين الآباء والمعلمين:
أولاً: أن تتسم برامج المدرسة بتقديم سلسلة من الأنشطة الترحيبية والدعوة المستمرة للآباء للمشاركة في الأنشطة الاجتماعية المختلفة التي يمكن الاستفادة من خلالها من خبراتهم المتعددة ووظائفهم التي يمارسونها، مثال المناسبات الدينية و الوطنية و الاجتماعية المختلفة .
ثانياً: التنمية المستمرة للعلاقة بين المعلم وأولياء الأمور من خلال اتباع نظام اتصال يعتمد على توجيه رسائل متعددة تبرز قدرة المعلم وخبرته في معالجة المشاكل الطلابية السلوكية.
ثالثاً: إبراز الخبرة التربوية الواضحة التي تساعد أولياء الأمور على فهم الحقائق النفسية والاجتماعية لأبنائهم، فعلى سبيل المثال يجب التوضيح للآباء والأمهات أن الأبناء في سن المراهقة يواجهون تحديات أكاديمية وخاصة عند الانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى، حيث يظهر المزيد من المتطلبات الأكاديمية مثل الواجبات،و البحوث وغيرها. بالإضافة إلى ما يواجه الطلبة في هذه المرحلة من أمور ترتبط بخصائص نفسية وسلوكية معينة مثل التمرد، والقابلية للعنف وتأثير علاقتهم بالأصدقاء، والرفقاء على شخصياتهم، لهذا فإن توضيح هذه الأمور للآباء من أساسيات عمل المعلم الذي يجب أن يراعي في اتصاله مع الآباء ليس للشكوى من انخفاض مستوى أداء الأبناء فقط، ولكن اتباع منهج الاتصال الدوري المستمر من خلال الاتصال الهاتفي، وإرسال تقارير التقدم الأكاديمي حتى يمكن توجيه الآباء إلى بذل المزيد من الجهد للتعاون مع المدرسة في حل تلك الصعوبات المتوقعة.
رابعاً: تتميز العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور بالفاعلية المستمرة عندما تركز على إظهار الجانب الإيجابي لأداء الأبناء، ولا يتم استدعاء أوليا ء الأمور فقط عندما تصادف الطالب مشكلة سلوكية معينة أو إبداء ملاحظات على مستواه الأكاديمي ، وهنا تظهر أهمية تخطيط المدرسة لتنمية العلاقة وتفعيلها بحد ذاتها ولكافة الأهداف.
خامساً: لابد أن تتسم تقديرات المعلم للأداء الأكاديمي و السلوكي لطلبته بالدقة المتناهية، وأن تشتمل إيضاحاته للآباء عن مقدار الجهد الذي يبذله الطالب وسلوكياته في الصف ومدى تحمله المسؤولية والقدرة على المشاركة في الأنشطة الصفية وغيرها لتتاح لأولياء الأمور الفرصة للتعرف على إمكانيات المعلم والثقة في أدائه مما يخلق شعوراً بالارتياح لدى الآباء، وبالتالي التوجه بإيجابية للتعاون مع المعلم حول تعليم أبنائهم.
الأساليب السابقة لا شك أنها ستحقق الهدف المنشود من إشراك أولياء الأمور في العملية التربوية، وهي تحسين المستوى التحصيلي للأبناء الذي تسعى إليه المدرسة والمجتمع بأكمله. إن كل ما ذكر في حاجة إلى إبداع وإضافة من المعلم يقوم بها كي يبلور ما تم ذكره من نقاط، وغالباً فالتجارب الشخصية المبدعة من المعلم تحقق الكثير، في طريق دعم العلاقة بين الآباء والمعلم، وقد كانت لي تجربة شخصية خلال عملي كمعلمة وأخصائية اجتماعية في إحدى مدارس البنات الحكومية فقد لاحظت أن اجتماعات مجالس الأمهات والمعلمات لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي، وربما لا تتناول خصوصيات كل فصل وطالباته.لذلك عمدت إلى إقامة أمسيات بعد الدوام المدرسي ، يتم تنظيمها من قبل طالبات كل صف على حدة وفق برنامج زمني تنظمه إدراة المدرسة. وكانت هذه الأمسية مجالاً لإظهار قدرات وأنشطة طالباتي في الصف من خلال تنظيم الطالبات فقرات حفل يقدم في بداية الأمسية لا يتجاوز النصف ساعة. وكذلك تقوم طالبات الصف بإعداد الضيافة اللازمة وفقاً لأعمارهن، كما يقمن بتصميم بطاقات دعوة توجه من قبلهن.وفي ذلك اليوم يتم إعداد قاعة الفصل، بحيث تنظم الطاولات بجلسة مشتركة بين الأمهات وطالبات الصف وأعضاء الهيئة الإدارية. وتقوم المعلمة خلال هذه الأمسية باستعراض الجوانب الإيجابية لأداء الطالب، والإشارة إلى الصعوبات الأكاديمية أيضا إذا وجدت، ويكون هناك مجال لانتقال معلمات كل مادة بين الأمهات المتواجدات على كل طاولة.هذه الخطوة تعرف الأمهات بما يردن معرفته عن بناتهن، وكذلك تخلق علاقة بين المعلمة والأمهات للتعرف على ظروف كل طالبة من كل النواحي.وكذلك تعطي المجال للمدرسة للاستفادة من بعض الأمهات العاملات في بعض الوظائف أو صاحبات الهوايات في المساعدة في برامج المدرسة المختلفة وكانت هذة البداية لتحقيق التواصل مع الأمهات والعمل علي استمراره .
إن كل معلم يستطيع أن يأتي بإبداعه الخاص في مجال تفعيل العلاقة مع الآباء محققاً الهدف الرئيس لهذه العلاقة وهو تحسين أداء طلبته.

الباحث السوري : هشام محمد الحرك
www.srmdnet2.jeeran.com

د.فالح العمره 04-04-2005 08:50 PM

أسلوب مقترح للقياس الذاتي للمعلم

يمكن للمعلم بعد أداء موقف تعليمي في الصف أن يقيس مدى أدائه ليرى كيف كان التفاعل اللفظي في الصف مثمراً أو إلى إي مدى وذلك بالإجابة على هذه التساؤلات.
توضع درجة واحدة لوجود العنصر أولا. ثم تضرب في 5 .
وتوضع الدرجة المناسبة من 5 درجات على كل سؤال له درجة. ويقدر له كم كانت الدرجة من 100.

السؤال درجة وجوده
من 1 درجة المدى
من 5 السبب
1. هل طلبت من الطلاب التعامل مع أكثر من احتمال؟
2. هل أعطيت للطلاب أنشطة وطلب منهم تأخير الحكم عليها؟
3. هل شجعت التخمين والافتراض؟
4. هل سمحت للطلاب بمحاولة الأشياء المجهولة؟
5. هل استخدمت طرقاً تم بها تشجيع الطلاب على إيجاد أفكار جديدة؟
6. هل سألت الطلاب أسئلة تحتوي على أكثر من إجابة صحيحة واحدة؟
7. هل قدمت خبرة جديدة للطلاب؟
8. هل استخدمت طرقاً تستثير أكثر من حاسية لدى الطلاب؟
9. هل أبدع الطلاب أو حاولوا الإبداع؟
10. هل تعاملت مع أخطاء الطلاب بحكمة؟
11. هل كان لي دور في استثارة التواصل فيما بينهم؟
12. هل تعاملت مع جميع الطلاب ولم أعتمد على المبادرين منهم؟
13. هل ساعدت على بروز أفكار جديدة في الصف غير التي في ذهني مسبقاً؟
14. هل انشغل الطلاب بالدرس وليس عنه؟
15. هل قدت الطلاب لاستنتاج الأفكار المحددة لدي مسبقاً؟
16. هل تقبلت أفكار الطلاب؟
17. هل قدمت للطلاب أمثلة تمس حياتهم أو ساعدتهم في الوصول إليها؟
18. هل استكملت تنفيذ الدرس كما خططت له ؟
19. هل أدرت حواراً ممتعاً بعيداً عن العنف والغضب؟
20. هل استمع جميع الطلاب إلى مشاركة كل واحد منهم؟
المجمــــــــــــــــــــوع

حسين عبدالله الغامدي

د.فالح العمره 04-04-2005 08:55 PM

المعلم الماهر

يعتبر المعلم كلمة السر في العملية التربوية وتزداد أهمية المعلم في هذا العصر لتفجر المعلومات والمعارف أو التكنولوجيا وتعقد الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن ثم لحاجة المجتمع إلى جميع عقول أبنائه وأيديهم ليستوعبها .
وكما يقول حسني عايش أن أهمية المعلم في البلدان المتخلفة ومنها العربية تفوق أهميته في البلدان المتقدمة لان الأسرة \" المدرسة الأولى\" متخلفة الأبوين على حد قولة مما يجعلها لا تستطيع مساعدة أطفالها تربوياً أي تغطية عيوب المدرسة يضاف إلى ذلك غياب المنظمات التربوية الضاغطة لصالح الطفل والمعلم والتطوير التربوي السديد في تلك البلدان والمردود السلبي للمدرسة الثانية أو الموازية أو الإعلامية على التعلم والتعليم وبخاصة في مجال القيم . ( عايش ، 1995) .
من هنا تبدو أهمية المعلم في مجتمعنا وان التغيير أن لم يكن المعلم قائداً له فانه لن يكون هناك تغير وان المعلم هو بيت القصيد في العملية التربوية فهو يقوم بتنفيذ مشروع \" تكوين الطفل\" أو بناؤه لحساب المالك الذي هو المجتمع أو الأمة ( عايش ، 1995) .
فإذا لم يكن هذا التكوين تكويناً مجتمعاً روعيت فيه كل الأبعاد المكونة لشخصية الطفل فانه حتماً ستكون المخرجات فاشلة بكل معنى الفشل .
فالمعلم الماهر لا يعلم تلاميذه بقدر ما يوجه تعلمهم لأنه إذا اقتصر دوره على نقل المعرفة بحيث يكون \" ناقلاً لها \" فان المعرفة الجديدة كما يقول دواني التي يكتسبها التلاميذ خارج جدران المدرسة تعد اكبر حجماً من تلك التي يكتسبونها في داخل المدرسة وقد تكون اكثر حيوية وملاءمة لاهتمامات التلاميذ الحياتية ( دواني ، 1986) .
والتخلي عن التوجيه والإرشاد للتلاميذ والاعتماد على التلقين دفع \" بدران\" أن يعد ذلك قضية سياسية إذ يقول أن ثمة معارف توضع في مناهج ومقررات دراسية حسب والمراحل وضعها متخصصون ثم اصطفاؤهم واختيارهم بمعرفة القائمين على هذه المؤسسة التعليمية فالمعرفة المقدمة للطلاب لتشكيل وعيهم معرفة محملة بمضامين أيديولوجية لهؤلاء الذين وضعوها وهي تعد بشكل انتقائي ومنحاز من قبل واضعيها والمستفيدين منها كما أن المعلم يعد في نفس السياق بتقنيات وطرق تجعله يكون معلماً تلقينياً لا معلماً محركاً وباعثاً للوعي ومتفاعلاً ومبتكراً والجهاز البيروقراطي يقيد المعلم ويحد من طموحه في الإعارة التي تستلزم الحصول على تقارير كفاءة ممتازة من قبل موجهين يقيسون فاعلية المعلم بمدى انصياعه وطاعته للأوامر وهناك اتساق بين المعرفة المقدمة وبين إعداد وأداء المعلم (بدران ، ) .
فالمعلم حينما يوجه طلبته فهو لا يقدم لهم صيغ معرفة جاهزة إنما يجعلهم يعتمدون على ذواتهم ويزودهم باستراتيجيات التعامل مع المواقف المختلفة مما ينمي الإبداع لديهم والابتكار ولكن إذا بقي في دائرة كونه معلماً فانه لن تكون نتائج ذلك إلا قهراً وكبتاً ونفي للذات واستسلام للآخر.
ولكن المشكلة تكمن في أن عملية الإرشاد والتوجيه في تعليم الطفل تكون معدومة أصلا في الحلقة الأولى من حلقات التربية الأمر الذي دفع سعيد علي إلى أن يقول أن أهداف التنشئة الاجتماعية في المجتمع العربي بكل أسف شديد تنحو إلى تطبيع الطفل على مسايرة معايير الراشدين والانصياع لتوقعات الكبار فهذه التنشئة في ( سلوا) وهي القرية المصرية التي درسها حامد عمار في رسالته الدكتوراه هي أن تخلق لدى الطفل الطاعة والأدب والطفل المؤدب هو الذي يطيع والدية ولا يلعب إطلاقا وتكون التنشئة الاجتماعية سلطة من هم اكبر من الطفل وتطلب منه أن يطيعهم.
كما تنتقل هذه الممارسات إلى الحلقة الثانية وهي المدرسة فان هناك من المدرسين من لا يطيق من الطالب مناقشة لما يطرحه من آراء وأفكار ينقلها من الكتب المدرسية ويعمد كثيراً إلى ممارسة أساليب الاستبداد والقهر وهناك من يفعلون عكس ذلك مما يؤكد في نفوس التلاميذ \"ثقافة الصمت\".(سعيد علي ، 1999) .
وعلية فان القسر في فرض المادة التعليمية على افتراض أن التلاميذ عجين يمكن تشكيلهم كيفما تريد امريات بعيداً عن الحقيقة إذ يقول \" قرينه \" \" لقد اعتقد علماؤكم وفلاسفتكم ومربيكم انه من الممكن الإمساك بالكائنات الإنسانية كما يمسكون المادة الخام فيعجنونهم في مختبراتهم ويمزجونهم ليصنعوا حيوان آخر كما يصنعون أي خليط عادي ولقد تابعت الصناعة وهي رمز الاقتصاد الجديد تابعت العملية على المستوى المادي ، أما هم فكانوا مكلفين بالعملية على المستوى الفكري الأخلاقي اعتقد هؤلاء – واستطاعوا أن يقنعوكم بذلك واعلموا انه من الممكن انتزاع البشر لكن بواسطة البراهين المنطقية والحجج الذكية … \". ( ليليان خوري ، 1993).
فمن هنا فان انتزاع البشر كما يقول قرينه انه لا يمكن إلا بالبراهين المنطقية والحجج الذكية التي يمكن أن تتحقق من خلال توجيههم عن طريقها وليس من خلال حب المعرفة في عقولهم وهذا يتطلب من المعلم أن يكون : ( دواني ، 1986) .
- إن يكون وسيطاً وليس ناقلاً للمعرفة.
- إن يكون منظماً وميسراً لتعلم المفاهيم.
- إن يكون مثقفاً ومنتمياً .
- إن يكون مربياً وليس معلماً فقط . ( عمر الشيخ ، 1999) .
ويمكن تحقيق ذلك من خلال : ( يوسف عبدالمعطي ، 1999) .
- إن ننصت إليهم اكثر مما نأمرهم .
- إن نصبر في ترحيب لتساؤلاتهم وألا نقدم لهم الأجوبة الجاهزة بل ندلهم على مصادرها .
- وان نؤمن في يقين أن نعلمهم الاحترام يبدأ بان نحترمهم .
- إن نقدم لهم القدوة.
- إن نعترف لهم إذا أخطأنا ليدركوا أن الكمال لله وحده.
- إن نشاورهم ليشعروا أن لرأيهم قيمة ولوجودهم أثرا .
- إن نثري بيئتنا بأوعية الثقافة الرفيعة المقروءة المسموعة والمرئية.
- إن ننتهز كل الفرص لإثراء خبراتهم بالنافع المفيد .
- إن تزرع في عقولهم وقلوبهم بان الأمل قائم ولكن الجهد مطلوب.

إعداد / : عبدالله الخوالده

المراجع
الرقم اسم المرجع
1. عمر الشيخ (1999) ، المعلم الذي نريد للقرن الحادي والعشرين ، ورقة عمل مقدمه للندوة التي عقدت في مؤسسة شومان ، عمان – الأردن .
2. يوسف عبدالمعطي (1999) ، تربية أبنائنا للقرن الحادي والعشرين ، المجلة التربوية ، العدد (51) .
3. حسني عايش (1995) ، البقاء في عالم متغير ، عمان – الأردن.
4. شبل بدران ( ) ، التربية والمجتمع ، الإسكندرية .
5. سعيد إسماعيل (1999) ، رؤية سياسية للتعليم ، القاهرة ، عالم الكتب .
6. ليليان خوري (1993) ، قرينة وعلم التربية ، ترجمة رينا شربل ، ط1 بيروت – الحمراء.
7. كمال دواني (1986) ، عملية إعداد وتدريب المعلمين في العالم العربي نقد وتحليل ، عمان – الجامعة الأردنية.

د.فالح العمره 04-04-2005 08:56 PM

المعلم: رخيصٌ أم ترخيص

تقول الأخبار إن وزارة التربية والتعليم تعتزم إصدار تراخيص لمزاولة مهنة التدريس وهو إجراء لو تم تطبيقه بالفعل لشمل نصف موظفي الدولة الذين يعملون بقطاع الوزارة. إجراء حضاري في المظهر والقشور لكنه يبقى عارياً لو تغلغلنا في الأسئلة التي سترد في انتظار الإجابة. في هذا البلد, يزاول المحامي مهنته دونما ترخيص ويصل الأطباء لدينا للعمل في أجسادنا دونما شهادة ولديكم ولدي كامل الإثباتات. هنا فقط, يأتي المستقدم على وظيفة مزارع فتتناقله المهن لينتهي أخيراً نادلاً في مطعم أو سائقاً لشاحنة عملاقة. أعرف أحدهم الذي جاء على مهنة "سباك" وتطورت مواهبه فترقى إلى سكرتير مسؤول محترم قبل أن ينتهي به المطاف مبرمجاً للمعلومات على جهاز الحاسب الآلي بذات الإدارة.
السؤال الأول: من بين هؤلاء جميعاً, لماذا نجبر المعلم بالذات على أن يبتدئ المشوار فيكون أول موظف في تاريخنا العملي يحتاج إلى ترخيص للدخول للفصل؟ المعلمون للأسف مثل رؤوس اليتامى. نحملهم على الدوام أكثر من طاقتهم ثم نرمي عليهم في نهاية الأمر بفشل نظامنا التربوي وخراب عقول أجيالنا القادمة وضحالة تفكير هذا الإفراز الاجتماعي. نعجز عن الحد الأدنى من تربية أطفالنا في البيوت ونشتم الإجازات المدرسية لأنها تجبرنا على مواجهة هؤلاء الأطفال والمراهقين وكأن كتائب المعلمين في المدارس وضعت للتأديب ولسد القصور الذي نعترف بفشلنا الذريع فيه. يمر العام وراء العام والسواد الأعظم من الآباء لا يعرف مدرسة ابنه, بل لا يعرف حتى مكانها ولا الصف الذي ينتظم به ولو أننا طبقنا المعيار بحذافيره لكان السؤال الذي يخرج من رحم السؤال الأول: كم من الآباء لدينا يستحق الأبوة بالفعل وكم منهم بالتحديد قادر على اجتياز اختبارات ترخيص مزاولة الأبوة؟
السؤال الثاني: لماذا لا تشمل هذه التراخيص مساح البلدية الذي يطالبك ببلادة بإحضار أوراق جديدة حين أضاع المعاملة, ولماذا لا تشمل موظف الضمان الاجتماعي الذي يعطي أربعة أشهر كموعد لزيارة عائلة محتاجة ولماذا لا تشمل شباب الاتصالات الذين لا يرفعون "سماعة" لسماع شكواك من خدمة رديئة ولماذا لا تشمل موظفي الخطوط الذين يحجز لك أحدهم مقعداً من جيبك وكأنه دعاك لكنبة في صالون منزله؟ النظام دائماً حقوق ومسؤوليات. أعطوا المعلم مرتبته التي يستحقها بحسب الكادر المعلن وارفعوا عن كاهله ثقل "البند" البغيض وراتبه الثابت. حين تستوردون الأنظمة لمحاسبته على شكل ترخيص, استوردوا معها أيضاً بيئة العمل التي جاءت منها هذه التراخيص. استوردوا منها نصابه وراتبه ومكانته الاجتماعية. استوردوا حقوقه قبل أن تفكروا بمسؤوليته. أعطوه حقه ثم حاسبوه عليه .

جمال صالح الغامدي
t2t277@hotmail.com

د.فالح العمره 04-04-2005 08:56 PM

وظائف النشاط الطلابي

1. الوظيفة النفسية : فهو وسيلة لإعادة الاتزان النفسي و الاستقرار و توجيه السلوك ، بل و تعديل السلوك غير السوي .
2. الوظيفة البدنية ( الجسمية ) : إشباع حاجات الفرد الصحية و اكتمال الصحة و النمو البدني .
3. الوظيفة الاجتماعية : يحقق فرصة للتدريب العملي حيث تمارس الأساليب الديموقراطية و معرفة مبادئ الحق و الواجب و تحمل المسئولية .
4. الوظيفة العملية : حيث يتيح الوسط الملائم لتزويد التلاميذ بالمعلومات العملية و فهمها على حقيقتها ، و اكتساب المهارات لها ، و اكتشاف المواهب لدى الأفراد و تنميتها و صقلها ، مما يفتح المجال أما الإبداعات و الابتكارات .
5. و يعتبر النشاط المدرسي هو الخيار الملائم للبدء في استيعاب التقنية الحديثة و العمل على توليد و ابتكار النماذج الجديدة وفق متطلبات الحياة في المجتمع .

و بذلك فإن التقليل من أهمية النشاط الطلابي و جدواه يمكن أن نؤثر بالسلب على العملية التربوية و لا سيما في الجوانب الآتية :
( مظاهر التقليل من أهمية النشاط الطلابي ) :
1. تكريس اعتماد العملية التعليمية على التلقين و الاستظهار و ثقافة الذاكرة .
2. غياب الدافعية لدى المتعلمين ، التركيز على استقبال المعلومات .
3. سيطرة التعليم النظري و عدم ارتباطه بالعمل و بواقع المجتمع .
4. غياب مجالات التعلم الذاتي و إهمال دور المكتبة .
5. تقييد فرص الإبداع و التعبير الذاتي و تشجيع الاتباع و التقليد و الالتزام بالنصوص .
6. غياب النظرة المتكاملة في تكوين الفرد وتنشئته بصورة تضمن تنمية مختلف جوانب شخصيته .
7. ضعف الكفاية الإنتاجية .
8. تصاعد التفكير التقليدي و انحسار التفكير العملي و التأمل الناقد الواعي .

كيفية تنظيم النشاط الطلابي :
يتضح مما سبق أن الرؤية المستقبلية للنشاط الطلابي يجب أن ما يلي :
1. صياغة البنية التعليمية في صورة جديدة مفهوما و مضمونا و ممارسة على أساس من الارتباط العضوي ببيئة المجتمع .
2. تعليم التعليم بديلا عن أساليب التلقين أي يجب أن نعلم التلميذ كيف يتعلم .
3. الاهتمام بالتربية التقنية .
4. تنمية قدرات التحليل و التركيب و التصور و التخيل و الخلق و الابتكار .
5. الاهتمام بالنظرة الكلية المتكاملة في تكوين شخصية المواطن .
6. تنظيم قدر من الممارسة العملية في مواقع العمل بديلا عن الاقتصار على تعلم الحقائق فقط .
7. إشراك مؤسسات المجتمع في العملية التعليمية .
8. تطوير وظيفة التعليم .
9. إدراك أولياء الأمور للوظائف المتعددة للنشاط التربوي ، و تفهم أهدافه و يتعاونوا مع القائمين عليه .

من إعداد /محمد حسن عمران
مساعد باحث _كلية التربية_ أسيوط
جمهورية مصر العربية

د.فالح العمره 04-04-2005 08:57 PM

تميز معلم العلوم الناجح

[1] وضع خطة فصلية للمنهج المقرر ( نظرية و عملية ) تكون متوازنة مع أسابيع الفصل الدراسي مع الحرص على متابعتها .

[2] إعداد الدروس بطريقة الأهداف السلوكية بشكل سليم ( صياغة الأهداف و عرضها و تقويمها ) كتابياً وذهنياً .

[3] الحرص على تحديد إجراءات عرض الدرس وتنفيذها ،

* التمهيد : التعلم القبلي ، التهيئة التي تتضمن التشويق وإثارة الدافعية للتعلم .

* عرض الدرس من خلال تنفيذ الأهداف باستخدام الأسلوب والوسيلة المناسبة ، والانتقال من هدف إلى آخر بشكل سلس مع إجراء ( التقويم المرحلي ) لكل هدف .

* ربط أهداف الدرس ببعضها من خلال ( التقويم الختامي ) لضمان تحقق الأهداف .

[4] الحرص على استخدام الوسيلة التعليمية المناسبة بشكل فاعل ، ( الكتاب ، السبورة ، لوحة الإيضاح ، المجسم ، الشفافية ، الشرائح ، ... )

[5] الاهتمام بإدارة الصف ( توفير بيئة صفية مثالية للتعلم ) ، و التي تهيئ لكل من المعلم و الطالب جو مناسب للتعليم و التعلم .

[6] الاهتمام بالتدريبات الصفية المعززة لعملية التعليم داخل حجرة الصف .

[7] الاهتمام بكمية ونوعية الواجبات المنزلية ( الأعمال الكتابية ) ومتابعة تصحيحها بشكل دقيق لتتحقق الأهداف التي وضعت من أجلها .

[8] متابعة مصادر التعلم المختلفة ( المكتبة ، الأفلام العلمية ، المواقع التعليمية على شبكة الانترنت ، ... ) لما في ذلك من نمو معرفي وإثراء وتزود بالمعلومات مما يشعر المعلم بالثقة في عرض ما لدية من معلومات متجددة .

[9] استخدام اللغة العربية الفصحى وتوجيه الطلاب لاستخدامها في نقاشات الدرس و الإجابة عن الأسئلة .

[10] الحرص على التعزيز المادي و المعنوي لحث وتشجيع الطلاب على متابعة المادة وربطهم بها .

[11] استخدام أسلوب التشويق في عرض حقائق و معلومات الدروس لإثارة دافعية الطلاب للتعلم .

[12] الاهتمام بالفروق الفردية لدى الطلاب ، وإتاحة الفرصة لهم بأن يظهر كل منهم قابليته وإمكانياته التي يملكها .

[13] اختيار فترات التقويم المناسب [ القبلي و المرحلي و الختامي ] لتعزيز التغذية الراجعة عند المعلم و الطالب .

[14] تفعيل الزيارات الصفية المتبادلة بين المعلمين من خلال جدول ينظم هذه الزيارات لما لها من دور كبير في نقل

الخبرات التربوية و العلمية .

[15] التنسيق بين معلمي المادة في المرحلة الواحدة من حيث الكم المعرفي المعطى والتدريبات المنفذة والواجبات

المقررة والاختبارات ( القصيرة ، نصف الفصلية ، الفصلية ) لأهمية التوازن في التعامل مع الطلاب .

[16] الاهتمام بالتفاعل اللفظي داخل حجرة الصف لما له من دور كبير في إنجاح العملية التعليمية .

[17] التنوع في اختيار أساليب التدريس في الموقف التعليمي الواحد بشرط أن يكون هذا الاختيار مناسب لـ :

1- أهداف الدرس

2- طبيعة المادة الدراسية

3- المرحلة العمرية للطلاب

4- طبيعة المـعـلـم

5- الزمن المتاح للتدريس

6- الموارد والإمكانيات

[18] الاهتمام بالبحوث و المقالات العلمية التي تربط الطلاب بالمادة وبما هو جديد في العلوم وحثهم على متابعتها .

[19] تفعيل دور المختبر المدرسي من خلال متابعة تنفيذ الدروس العملية المحددة في خطة المختبر .

[20] المساهمة في الأنشطة المدرسية من خلال الجماعات العلمية أو النادي العلمي ( العمل بروح الفريق ) والأخذ بيد أبنائنا الطلاب إلى ما يناسبهم من ميول واهتمامات .

بندر بن مصلح الغامدي
المشرف التربوي للعلوم بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل

د.فالح العمره 04-04-2005 08:58 PM

أهداف التربية الدينية الإسلامية في رياض الأطفال

الهدف من التربية الدينية المبكرة هو ان يفتح الطفل عينة منذ نشأته علي أوامر الله فيروض وعلي اجتناب ما نهي الله عنه ويدرب علي الابتعاد عنها والطفل منذ تعلقه أحكام الحلال والحرام ، ويرتبط منذ صغره بأحكام الشريعة وبذلك فانه لا يعرف سوي الإسلام تشريعا ومنها جاء .
- والتربية الدينية في روضة فرويل تهدف إلى تربية مشاعر الأطفال .
1- بتعليمهم بعض الأقوال الدينية .
2- بترديد بعض الأدعية والأناشيد الدينية .
3- بإنشاء بعض الأغاني الخاصة بالطبيعة ، والخاصة بالإنسان وبالله جل جلاله ويحفظونها عن ظهر قلب يرددونها في صلواتهم .

- التربية الدينية في روضة منشوري تهدف الي تنمية مشاعر الأطفال الدينية :-
1- باشتراكهم في إعداد مكان للعباده .
2- بترديد بعض الأدعية لشكر الله علي نعمة ، في صلاتهم .
3- يعمل اليوميات صور للمناسبات الدينية المختلفة .
4- باحتفالهم بالأعياد الدينية في الروضة .
أما هدف الناشف فتذكر ان : -
أ – توجيه الطفل إلى التأمل في الخالق ونعمة علي خلقة بالتالي تكوين الاتجاه نحو محبة الله وشكره واللجوء إليه
والاطمئنان إلى رعايته سبحانه وتعالي .
أ - تنمية الاتجاهات الدينية المرتبطة بحياة الطفل الاجتماعية .
ب - اكتساب بعض قواعد السلوك البسيطة مثل آداب المائدة …… وتعلم

بعض الألفاظ التي تتردد علي لسان المسلم مثل بسم الله الرحمن الرحيم .
وتذكر عواطف إبراهيم ان من أهداف التربية الدينية في رياض الأطفال ما يلي :-
1-إيقاظ إحساس الأطفال بقدرة الله 9خالق الكون .
2- تغذية النزعة الجمالية في الأطفال .
3- تنمية إيمانهم بالله خالق الكون .
4- استثارة عاطفية التواد والشفقة نحو الفقراء والضعفاء .
5- مساعدة الأطفال علي تطبيق فهم مجتمعنا الإسلامي مع أقرانهم والبالغين ويري نجم مردان أن الأهداف التي تتعلق بالنمو الروحي والديني عن الأطفال تشمل المجالات الآتية :
1- مساعدة الطفل علي تنمية وتطوير وازاعة الديني ومشاعره الروحية بصور عملية ، وفي أجواء روضة سامية وفي مناسبتها و في أوقاتها الملائمة .
2- تعويد الطفل علي ذكر الله تعالي ، وحبه للرسول صلي الله علية وسلم والصلاة علية عند ذكر اسم الشريف ( محمد ) صلي الله علية وسلم .
3- تعويد الطفل علي الاعتزاز بالقران الكريم والخشوع والهدوء عن تلاوته والوفاء عند تناوله ، والنظرفيه عند تلاوة سورة ، القصيرة بهدف حفظة .
4- تعويد الطفل علي الشكر الله تعالي ، والحمد لله وتذكيره بنعمه الكثيرة وعظمته في الخلق وحاجة الإنسان إلى رحمته تعالي في برامج وفعاليات عملية مشرفة اثناء الاكل .
5- تعويد الطفل علي ذكر بسم الله الرحمن الرحيم \" في بداية كل عمل أو قبل الأكل وتلاوة القران .
6- تعويد الطفل علي الأخلاق الإسلامية ، وترسيخ قيمه واتجاهاته وعقيدته بالقدوة الحسنة والسلوك اليومي في احترام الكبير وطاعة الوالدين ، والعطف علي الفقراء ومساعدة المحتاجين وبخاصة في مناسبة يعيش بها الطفل .
7- التعرف علي بعض العبادات كالصلاة والحج والزكاة وتذكرها في أوقاتها المناسبة .
8- تعويد الطفل علي القيام بأنشطة دينية في ركن الجامع في الروضة ، والتعرف علي مستوياتهم وقيامة بالذهاب إلى المساجد القريبة لروضة .
9- توجيهه إلى حب الأنبياء والرسل والأديان السماوية والتعاطف معها .

ويلاحظ علي الأهداف التي حددتها عواطف إبراهيم أنها جميعا تمثيل إلى الجانب الانفعالي بل تركز عليه بجانب أي الهدف الأخير بسيد إلى الجانب السلوكي ولكنه لا ينتصر علي القيم التي تحض علاقة الطفل بأقرانة وبالبالغين فقط وتمهل علاقته مع نفسه . وتهمل الجانب المعرفي .

أما أهداف هدي الناشف علي الجانب الانفعالي والسلوكي دقة الجانب المعرفي . فضلا عن أن الأهداف الانفعالية في غالبيتها غير محددة بحيث تناسب المرحلة العمرية وخصائص نمو الأطفال فيها والتي تسيل إلى الحس والواقع .
- وذلك من منطلق ان أهداف التربية الدينية الإسلامية تسير في ثلاثة مجالات هي :-
1- الأهداف المعرفية
تتمثل في إمداد المتعلم بالأسس المعرفي للعقيدة السليمة وإشباع الحاجة لديهم للمعرفة الدينية وامدادهم بالمفاهيم والأفكار الدينية الصحيحة وتصبح المفاهيم الخاطئة .
2- الأهداف الوجدانية :-
وتتمثل في إشباع العواطف النبيلة لدي المتعلمين وتنمية عواطف جديدة يقوها الدين ومحاربة القيم والعواطف غير المرغوبة والتي لا يقوها الدين .
3- الأهداف السلوكية :- وتتمثل في تعويد المتعلمين علي العادات الطيبة المرغوب فيه وتطبيق المفاهيم والأفكار الإسلامية لتكون سلوك حياة لهم .


إعداد الدكتور /عبد الرازق مختار محمود
كلية التربية جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية
razic2003@maktoob.com

د.فالح العمره 04-04-2005 08:58 PM

سمات الطلاب المتأخرين دراسيا

يتصف الطالب المتأخر دراسياً ببعض الخصائص والسمات مجتمعة أو منفردة والتي أوضحتها بعض الدراسات والبحوث النفسية من أهمها ما يلي :

1- السمات والخصائص العقلية :
* مستوى إدراكه العقلي دون المعدل.
* ضعف الذاكرة وصعوبة تذكره للأشياء.
* عدم قدرته على التفكير المجرد واستخدامه الرموز.
* قلة حصيلته اللغوية.
* ضعف إدراكه للعلاقات بين الأشياء.
2ـ السمات والخصائص الجسمية:
* لا يكون في صحته الجسمية الكاملة وقد يكون لديه أمراض ناتجة عن سوء التغذية:
* لديه مشكلات سمعية وبصرية أو عيوب في الأسنان وتضخم في الغدد أو اللوزتين أو زوائد أنفية.
3- السمات والخصائص الانفعالية :
* فقدان أو ضعف ثقته بنفسه.
* شرود الذهن أثناء الدرس .
* عدم قابليته للاستقرار وعدم قدرته على التحمل .
* شعوره بالدونية أو شعوره بالعداء.
* نزوعه للكسل والخمول .
* سوء توافقه النفسي .
4- السمات والخصائص الشخصية والاجتماعية :
* قدرته المحدودة في توجيه الذات أو التكيف مع المواقف الجديدة.
* انسحابه من المواقف الاجتماعية والانطواء.
5- العادات والاتجاهات الدراسية :
* التأجيل أو الإهمال في إنجاز أعماله أو واجباته.
* ضعف تقبله وتكيفه للمواقف التربوية والعمل المدرسي.
* ليست لديه عادات دراسية جيدة.
* لا يستحسن لمدرسه كثيراً.
التأخر الدراسي علاجه :
أن الكثير من حالات التأخر الدراسي يعود كما أسلفنا إلى أسباب متعددة ولتحسين مستوى تحصيل الطالب لابد من التشخيص الدقيق لنقاط الضعف لديه ولبحث عن الأسباب ومن ثم وضع العلاج المناسب .
وعادة يتم علاج التأخر الدراسي في إطارين:
أولهما : توجيه المعالجة إلى أسباب تخلف الطالب في دراسته سواء اجتماعية ، صحية اقتصادية .. الخ .
ثانيهما: توجيه المعالجة نحو التدريس أو إلى مناطق الضعف التي يتم تشخيصها في كل مادة من المواد الدراسية باستخدام طرق تدريس مناسبة يراعى فيها الفروق الفردية.وتكثيف الوسائل التعليمية الاهتمام بالمهارات الأساسية لكل مادة والعلاقات المهنية الايجابية بين المدرس والطالب.
ويتم تحقيق تلك المعالجات من خلال تحديد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لكل حالة ويمكن تقسيم هذه الخدمات إلى :
أولاً: خدمات وقائية :
1 - خدمات التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي .
2 - الخدمات التعليمية.
3 - خدمات صحية .
4 - خدمات توجيهية .
5 - خدمات إرشادية نفسية.
6 - خدمات التوجيه الأسرية.
ثانياً: خدمات علاجية:
1 - العلاج الاجتماعي .
2 - الإرشاد النفسي .
3 - العلاج التعليمي .
أولاً - الخدمات الوقائية :
وتهدف إلى الحد من العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي وأهم هذه الخدمات :

1- التوجيه والإرشاد الأكاديمي والتعليمي . وتتمثل في تبصير الطلاب بالخصائص العقلية والنفسية . ومجالات التعليم العام والفني والمهني والجامعات والكليات ومساعدة الطلاب على اختيار التخصص أو نوع التعليم المناسب .

2- الخدمات التعليمية وتتمثل في توجيه عناية المدرس إلى مراعاة الفروق الفردية أثناء التعليم أو التدريس وتنويع طريقه التدريس واستخدام الوسائل التعليمية ، وعدم إهمال المتأخرين دراسياً .

3- خدمات صحية وتتمثل في متابعة أحوال الطلاب الصحية بشكل دوري ومنتظم وتزويد المحتاجين منهم بالوسائل التعويضية كالنظارات الطبية والسماعات لحالات ضعف البصر أو السمع، وإحالة الطلاب الذين يعانون من التهاب اللوزتين والعيوب في الغدد الصماء وسوء التغذية إلى المراكز الصحية أو الوحدات الصحية المدرسية لأخذ العلاج اللازم .

4- خدمات توجيهيه وتتمثل في تقديم النصح والمشورة للطلاب عن طرق الاستذكار السليمة و مساعدتهم على تنظيم أوقات الفراغ واستغلالها وتنمية الواعي الصحي والديني والاجتماعي لديهم وغرس القيم والعادات الإسلامية الحميد وقد يتم ذالك من خلال المحاضرات أو المناقشات الجماعية أو برامج الإذاعة المدرسية وخاصة في طابور الصباح أو من خلال النشرات والمطويات .

5- خدمات إرشادية نفسية وتتمثل في مساعدة الطلاب على التكييف والتوافق مع البيئة المدرسية والأسرية وتنمية الدوافع الدراسية والاتجاهات الايجابية نحو التعليم والمدرسة ومقاومة الشعور بالعجز والفشل ويتم ذلك من خلال المرشد الطلابي لأسلوب الإرشاد الفردي أو أسلوب الإرشاد الجماعي حسب حالات التأخر ومن خلال دراسة الحالة .

6- خدمات التوجيه الأسرية وتتمثل في توجيه الآباء بطرق معاملة الأطفال وتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة ومتابعة الأبناء وتحقيق الاتصال المستمر بالمدرسة وذلك من خلال استغلال تواجد أولياء الأمور عند اصطحاب أبنائهم في الأيام الأولى من بدء العام الدراسي وأيضاً من خلال زيارة أولياء الأمور للمدرسة بين فترة وأخرى وكذلك عند إقامة مجالس الآباء والمعلمين...الخ.
ثانياً: خدمات علاجية:
وتهدف إلى إزالة العوامل المسئولة عن التأخر الدراسي من خلال :
1 - العلاج الاجتماعي .
2 - الإرشاد النفسي .
3 - العلاج التعليمي .
1 - العلاج الاجتماعي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي شاملاً ولكنه طارئ حيث يقوم المعالج (المرشد الطلابي ) بالتركيز على المؤثرات البيئية الاجتماعية التي أدت إلى التأخر الدراسي ويقترح تعديلها أو تغييرها بما يحقق العلاج المنشود.
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
1- إحالة الطالب إلى طبيب الوحدة الصحية أو أي مركز صحي لأجراء الكشف عليه وتقديم العلاج المناسب.
2- وضع الطالب في مكان قريب من السبورة إذا كان يعاني من ضعف السمع والبصر.
3- نقل الطالب إلى أحد فصول الدور الأرضي إذا كان يعاني من إعاقة جسمية كالشلل أو العرج أو ما شابه ذلك.
4- تقديم بعض المساعدات العينية أو المالية إذا كانت أسرة الطالب تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية في توفير الأدوات المدرسية للطالب.
5- توعية الأسرة بأساليب التربية المناسبة وكيفية التعامل مع الأطفال أو الأبناء حسب خصائص النمو ، وتعديل مواقف واتجاهات الوالدين تجاه الأبناء.
6- إجراء تعديل أو تغيير في جماعة الرفاق للطالب المتأخر دراسياً.
7 - نقل الطالب المتأخر دراسياً من فصله إلى فصل آخر كجانب علاجي إذا أتضح عدم توافقه مع زملائه في الفصل أو عجزه عن التفاعل معهم ، إذا كان السبب في التأخر له علاقة بالفصل .
8 - إحالة الطالب المتأخر دراسياً إلى إحدى عيادات الصحة النفسية أو معاهد التربية الفكرية لقياس مستوى الذكاء إذا كان المعالج يرى أن التأخر له صلة بالعوامل العقلية .
2 - الإرشاد النفسي :
وفيه يقوم المعالج ( المرشد الطلابي ) بمساعدة الطالب المتأخر دراسياً في التعرف على نفسه وتحديد مشكلاته وكيفية استغلال قدراته واستعداداته والاستفادة من إمكانيات المدرسة والمجتمع بما يحقق له التوافق النفسي والأسري والاجتماعي .
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* عقد جلسات إرشادية مع الطالب المتأخر دراسياً بهدف إعادة توافق الطالب مع إعاقته الجسمية والتخلص من مشاعر الخجل والضجر ومحاولة الوصول به إلى درجة مناسبة من الثقة في النفس وتقبل الذات .
* التعامل مع الطالب الذي لديه تأخر دراسي بسبب نقص جسمي أو إعاقة جسمية بشكل عادي دون السخرية منه أو التشديد عليه.
* تغيير أو تعديل اتجاهات الطالب المتأخر دراسياً السلبية في شخصيته نحو التعليم والمدرسة والمجتمع وجعلها أكثر إجابة .
* تغيير المفهوم السلبي عن الذات وتكوين مفهوم ايجابي عنه .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً على فهم ذاته ومشكلته وتبصيره بها وتعريفه بنواحي ضعفه والأفكار الخاطئة وما يعانيه من اضطرابات انفعالية .
* تنمية الدافع ( وخاصة دافع التعلم ) وخلق الثقة في نفس الطالب التأخر دراسياً .
* إيجاد العلاقة الإيجابية بين المعلم والطالب المتأخر دراسياً وتشجيع المعلم على فهم نفسية الطالب المتأخر دراسياً وتحليل دواخله.
* التأكيد على المعلم بمراعاة التالي عند التعامل مع المتأخر دراسياً :
** عدم إجهاد الطالب بالأعمال المدرسية.
** عدم إثارة المنافسة والمقارنة بينه وبين زملائه.
** عدم توجيه اللوم بشكل مستمر عندما يفشل الطالب المتأخر دراسياً في تحقيق أمر ما . وعدم المقارنة الساخطة بينه وبين زملاء له أفلحوا فيما فشل هو فيه.
3- العلاج التعليمي :
ويستخدم هذا الأسلوب إذا كان التأخر الدراسي في مادة واحدة أو أكثر وأن سبب التأخر لا يتصل بظروف الطالب العامة أو الاجتماعية أو قدراته العقلية . بل بطريقة التدريس . عندها يقوم المعالج ( المرشد الطلابي أو المدرس ) بالتركيز على كل ماله صلة بالمادة ، المدرس , طريقة التدريس, العلاقة مع المدرس ، عدم إتقان أساسيات المادة ...الخ.
ومن المقترحات العلاجية في هذا الجانب ما يلي :
* إرشاد الطالب المتأخر دراسياً وتبصيره بطرق استذكار المواد الدراسية عملياً .
* مساعدة الطالب المتأخر دراسياً فيوضع جدول عملي لتنظيم وقته واستغلاله في الاستذكار والمراجعة .
* متابعة مذكرة الواجبات المدرسية للطالب المتأخر دراسياً وإعطائه الأهمية القصوى في الإطلاع عليها وعلى الملاحضات المدونة من المدرسين .
* إعادة تعليم المادة من البداية للطالب المتأخر دراسياً والتدرج معه في توفير عامل التقبل ومشاعر الارتياح وتقديم الاشادة المناسبة لكل تقدم ملموس وذالك إذا كان السبب في التأخر يرجع إلى عدم تقبل الطالب لهذه المادة .
* عقد لقاء أو إجتماع مع المعلم الذي يظهر عندة تأخر دراسي مرتفع والتعرف منه على أسباب ذالك التأخر وماهي المقترحات العلاجية لدية . ثم التنسيق معه بعد ذلك حول الإجراءاتالعلاجية لذالك التأخر .
* عمل فصول تقويه علاجية لتنمية قدرات الطالب تسمح به للحاق بزملائه حيث يعتمد المعلم في تلك الفصول على إستخدام الوسائل المعينة كعامل مساعد لتوصيل المعلومات .

إعداد /محمد حسن عمران
مساعد باحث _كلية التربية_ أسيوط
جمهورية مصر العربية

د.فالح العمره 04-04-2005 08:59 PM

أهمية النشاط الطلابي

إن ثروة الأمة تنبع من قدرتها على الاستعدادات الفطرية لأبنائها والاستفادة مهم بصورة مستمرة، ونحن نعيش اليوم عصر علم وفكر وإبداع، عصر يتسم بالتطور السريع، عصر تعد فيه القوى البشرية من أهم عوامل التنمية، فلم يعد ينظر إلى التربية في عالم اليوم على أنها تقتصر على جانب معين من جوانب النمو، و إنما هي تربية مستمرة متكاملة، والنشاط الطلابي أحد روافدها ومقوماتها.

وفيما يلي استعراض لصور من أهمية النشاط الطلابي:

1- النشاط هو تفعيل لدور المنهج الدراسي وتثبيت لكثير من مفاهيمه وحقائقه.
2- يساهم النشاط الطلابي في تنمية الخلق الحسن والمعاملة الطيبة والسلوك المستقيم لدى الطالب، ويساهم كذلك في تعديل السلوك غير السوي وتطبيق بعض القيم والأخلاق الإسلامية، مثل حب الآخرين والنظافة، والتعارف والإيثار، واحترام أصحاب الفضل، وغير ذلك من الأخلاق الإسلامية الحميدة، ويساهم كذلك في تنمية اتجاهات مرغوب فيها مثل اعتزاز الطالب بدينه وقادته.
3- يساهم النشاط الطلابي في كشف الميول والمواهب والقدرات لدى الطلاب ويعمل على تنميتها بالشكل الإيجابي الصحيح، مما يكون له الأثر في توجيه الطالب تعليميا ومهنيا إلى الاتجاه الصحيح.
4- يساهم النشاط الطلابي في توثيق الصلة بين الطالب وزملائه من جهة، وبينه وبين معلميه وإدارة المدرسة والأسرة والمجتمع من جهة أخرى.
5- النشاط الطلابي يهيئ للتلاميذ مواقف تعليمية شبيهة بمواقف الحياة، إن لم تكن مماثلة لها، مما يترتب عليه سهولة استفادة الطالب مما تعلم عن طريق المدرسة في المجتمع الخارجي، وانتقال أثر ما تعلمه إلى حياته المستقبلية.
6- يعزز النشاط الطلابي في الطالب جانب الاستقلال والثقة بالنفس والاعتماد عليها وتحمل المسؤولية من خلال اشتراك الطالب في اختيار الأنشطة والتخطيط لها وتقويمها.
7- يسهم النشاط الطلابي في رفع المستوى الصحي عند الطلاب من خلال الأنشطة الرياضية، والكشفية، وجمعيات العلوم، وجمعية الهلال الأحمر، والمحاضرات والندوات الصحية، وغير ذلك.
8- يلبي النشاط الطلابي الحاجات الاجتماعية والنفسية لدى الطالب كالحاجة إلى الانتماء الاجتماعي والصداقة وتحقيق الذات والتقدير، ومساعدة الطالب على التخلص من بعض ما يعانيه من مشكلات كالقلق والاضطراب والانعزال.
9- النشاط يثير استعداد الطلاب للتعلم، ويجعلهم أكثر قابلية لمواجهة المواقف التعليمية والتفاعل مع ما تقدمه المدرسة لهم.
وخلاصة الأمر أن النشاط الطلابي يهيئ المناخ الملائم للطلاب؛ لتمكينهم من الاستفادة الكاملة من البرامج التعليمية وبذلك يضمن حسن سير العملية التعليمية.

أهم أهداف النشاط الطلابي

وعلى ضوء قيمنا الإسلامية التي نفتخر بها وأهدافنا التربوية وواقع النشاط الطلابي المعاصر وسبل تطويره يمكننا التركيز على تحقيق الأهداف التالية للطلاب والتي نصت عليها أهداف الإدارة العامة للنشاط الطلابي بوزارة المعارف:
1- معرفة مبادئ الإسلام وقيمه وآدابه وأحكامه وترجمتها إلى واقع عملي في الحياة.
2- التعرف بإمكانيات الوطن والاعتزاز بها، والمحافظة على إنجازاته.
3- ممارسة التفكير العلمي وتنمية قدرات الطلاب ومهاراتهم في التجديد والابتكار.
4- التعبير عن الرأي بتجرد واحترام آراء الآخرين والعمل بمبدأ الشورى في التعامل.
5- إبراز القدرة على العمل التعاوني والتخطيط والمشاركة في توزيع العمل والمسؤوليات وحسن التصرف وتحمل المسؤولية في المواقف المختلفة.
6- ممارسة مهارات التعليم الذاتي بطرقه المختلفة.
7- تقدير العمل اليدوي واحترام العاملين فيه والتشجيع على ممارسته.
8- تذوق الفن والإحساس بالجمال.
9- المساهمة في حل المشكلات البيئية والمحيطة والتفاعل معها.


إعداد/ محمد حسن عمران
كلية التربية _ جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية

د.فالح العمره 04-04-2005 09:00 PM

نموذج لتدريس المفهوم الديني نموذج بر ونر


خطوات تدريس المفهوم في هذا النموذج هي:
أ - عرض الأمثلة الموجبة للمفهوم على التلاميذ مقترنة بكلمة(نعم) والأمثلة السالبة مقترنة بكلمة (لا)
ب - تكليف التلاميذ بمعرفة الذي تهدف إليه كلمة (نعم) وكلمة (لا) على أن يحتفظ كل تلميذ بما توصل إليه في نفسه ولا يفضي به.
جـ – عرض أمثلة أخرى على التلاميذ وتكليفهم بأن يحددوا أمام كل مثال كلمة (نعم) أو كلمة (لا).
هـ- تكليف التلاميذ بالكشف عن المفهوم الذي توصلوا إليه وكتابته على السبورة
و- تكليف التلاميذ بتحديد السمات الجوهرية وغير الجوهرية للمفهوم
ز- تكليف التلميذ بتعريف المفهوم
مثال: يوضح كيفية استخدام نموذج برونر لتدريس المفاهيم الدينية الإسلامية:
1- يعرض المعلم على التلاميذ الأمثلة التالية النية(نعم)، الركوع(نعم)، والسجود(نعم)، قراءة الفاتحة(نعم)، لفظ التشهد (لا) قراءة سورة أو شئ من القرآن (لا) السر في الصلاة السرية(لا) الجهر في الصلاة الجهرية(لا)
2- يطلب المعلم من كل تلميذ أن يحاول أن يتعرف على ما الذي تهدف إليه كلمة (نعم) وما الذي تهدف إليه كملة (لا) في المثال السابق على أن يحتفظ كل تلميذ بما توصل إليه لنفسه.
3- ينبه المعلم على التلاميذ بأنه سيذكر أمثلة أخرى من المثال السابق وذلك لكي يحاول من لم يتوصل إلى ما يهدف إليه المثال السابق يحاول معرفة ذلك أما من توصل إلى معرفة ذلك فيتأكد منه والمثال التالي هو: تكبيرة الإحرام(نعم)، الترتيب(نعم)، تكبيرة الانتقال(لا)، الصلاة على النبي في التشهد الأخير(لا).
4- يكرر المعلم التنبيه على التلاميذ بأن كل تلميذ يحتفظ بما توصل إليه في نفسه ولا يصرح به.
5- يذكر المعلم أمثلة أخرى دون أن يضع أمامها كلمة (نعم) أو (لا)
6- يطلب المعلم من بعض التلاميذ تحديد كلمة (نعم) أو (لا) أمام كل مثال فيما سبق.
7- يطلب المعلم من بعض التلاميذ التعقيب على ما ذكره زملاؤهم
8- يطلب المعلم من بعض التلاميذ ذكر أمثلة لكلمة (نعم) وأمثلة لكلمة(لا)
9- يطلب المعلم من تلاميذه تحديد مدى صحة هذه الأمثلة
01- يطلب المعلم أن يكشف كل تلميذ عما توصل إليه وأن يذكر اسم الموصول متي يصل إلى أنه \"أركان الصلاة\"
11- يسأل المعلم تلاميذه بتحديد المقصود \"بأركان الصلاة\"
21- يسأل المعلم تلاميذه عن السمات الجوهرية لمفهوم \"أركان الصلاة\" ويسألهم عن السمات غير الجوهرية وذلك كما يلي:
- هل ترك ركن من أركان الصلاة عمدا يفسد الصلاة؟
- هل الترتيب من أركان الصلاة؟
31- تكليف المعلم التلاميذ بأن يعرفوا مفهوم \"أركان الصلاة\"

إعداد / دكتور عبدالرازق مختار محمود
كلية التربية –جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية

د.فالح العمره 04-04-2005 09:01 PM

الشعور الديني لدى أطفال .. مرحلة ما قبل المدرسة

1- ماهية الشعور الديني عند طفل مرحلة ما قبل المدرسة :
يمثل الشعور الديني عند طفل ما قبل المدرسة دوراً مهماً فى حياته ، والتحكم في سلوكه ، ولا يمكن لأى باحث أن يهمل الأثر الكبير لهذا الشعور فى السلوك الشخصي ، والاجتماعي عند الراشد عامة ، والطفل خاصة إذ أنه يساعد على تنظيم دوافع الطفل ، ويعمل على توجيهه في تصرفاته خلال حياته اليومية واستكمال توافقه وتكيفه مع المجتمع تكيفاً سليماً.
والشعور الديني ليس شعوراً قائماً بذاته ، ولا انفعالات خاصة فريدة من نوعها ، وإنما هي انفعالات وعواطف تتبلور حول موضوعات الدين.
\" فالحب الديني ليس إلا الحب العادي موجهاً إلى موضوع دينى هو الله ، وما الخوف الديني سوى الخوف الطبيعي بجميع مظاهره الخارجية وكل ما هنالك أن ما يثيره ليس موضوعاً طبيعياً ، كالذي يثيره شخص مخيف ، أو حيوان مفترس ، وإن ما يثيره هو العقاب الإلهي ، والرجفة الدينية لا تختلف في شئ عن الرجفة العادية التي تغزونا عندما نضل الطريق في غابة متوحشة مثلاً ، بيد أنها رجفة نتجت عن التفكير في علاقتنا بما هو إلهي ، وما يقال عن الانفعالات الدينية يقال كذلك عن الموضوع الديني والعقل الديني\"
وإذا علم أن الدين ليس عقائداً وطقوساً وعبادات وحسب ، ولكنه فعل ، وإرادة ، وممارسة تفيض حماساً ورغبة صادقة في الاتصال بالخالق ، والإيمان الصادق لا يخلو مطلقاُ من هذا الحماس والانفعال \"كما أن الدين ليس عاطفة وحسب ، ولكن كل هذه (العناصر) مجتمعة (المعتقدات – الطقوس – الأعمال الظاهرة ، والباطنة) تشكل جوهر الدين والاتجاه الديني لدى الفرد.
وقد ألمح العديد من العلماء فى دراستهم إلى الشعور الديني عند الطفل ومن هذه الدراسات دراسة المليجى (1955 التي أسفرت عن أن النمو الديني لدى الطفل يتم بعده سمات هي : الواقعية، والشكلية ، و النفعية، و العنصر الاجتماعي ، وأن الشعور الديني عملية متصلة تهدف إلى تحقيق التوافق مع الطبيعة ، والإنسان والعالم ، دراسة ميللر Miller (1976) وهى دراسة بعنوان \"مراحل تطور تفكير الأطفال الأخلاقي ، والديني ، والعلاقة بينهما « وقد توصل الباحث إلى أن هناك علاقة واضحة بدلالة 0.05 بين مراحل النمو الخلقي ، وتطور التفكير الديني ، كما أن هناك علاقة بدرجة دلالة عند 0.001 بين مراحل النمو الخلقي ومراحل العمر المختلفة من ناحية ، وبين مراحل التفكير الديني ومراحل العمر الزمني من ناحية أخرى ، دراسة عواطف إبراهيم (1979) ومن أهم نتائجها أن التربية الروحية تنمى الشعور الديني في الطفولة المبكرة ، وتعد ركيزة لهذا النمو الديني في المراحل التالية وفى إقامة المجتمع المسلم ، ودراسة عبد الرحمن عيسوى (1980) التي توصل فيها إلى أن الغالبية العظمى من أفراد العينة لديهم اتجاهات دينية فى ارتياد أماكن العبادة ، ودراسة أراى لارى ويليام (1989) وهدفت الدراسة إلى دراسة العلاقة بين التربية الإدراكية للآباء والوعى الديني الداخلي للأطفال ، وقد توصلت إلى أن الأنشطة التربوية الإيمانية للأمهات ثبت أنها مؤشر ذو دلالة إحصائية للوعى الديني الداخلي ، ودراسة أحمد بنا (1992) التي كشفت عن أن هناك علاقة طردية بين طرق التربية الفنية في التعليم ، وبين تعزيز شعور الطفل الديني ، ودراسة فكرى وزير (1996) ومن أهم نتائجها أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في كل المعرفة الدينية والعبادات والدرجة الكلية للوعى الديني وأرجع ذلك إلى أن أساليب التنشئة الدينية والخلقية لا تفرق بين ذكر وأنثى فى الأسرة المصرية ، فالوالدان يبغيان الخلق السليم فى أبنائهم.
وقد رأى سكينر Skiner أن الكائن البشرى يولد وهو يمتلك الاستعدادات للتكيف ، والتى تجعل النمو ممكناً نحو التدين أو نحو معارضة الدين . بينما يعتقد كل من ف. مرى و ر. مرى. F.merry And R. Merry أن الطفل منذ سن مبكرة يعى بطريقة غريزية وجود قوة عليا يلجأ إليها للحماية ، ولديه نحوها اتجاه غريزى فطرى نحو الاحترام والعبادة. أما عبد المنعم المليجى فيرى أن الشعور الدينى هو \"عملية نمو متصلة غايتها تحقيق التوافق بمعناه الواسع \" . أما عواطف إبراهيم فترى أن الشعور الدينى هو \" نظام نفسى يتكون بتفاعل نزعات الطفل الفطرية والكامنة فى أعماقه مع عوامل البيئة المحيطة ، ويتطور ويتكامل هذا النظام مع تطور شخصية الطفل وتكاملها\" .
ومن هذا المنطلق يرى الباحث أن الشعور الديني لدى الطفل هو ما يبنيه الطفل من تصورات عن الله والملائكة والجنة والنار . . . وما يكتسبه الطفل من مفاهيم وفضائل وقيم دينية تؤدى إلى أن يتعرف على الدين الإسلامي ، وعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وبناء ضميره الديني ، والخلقي على أساس سليم.
2- مراحل الشعور الديني عند الأطفال:
اختلف الباحثون حول السن التي يبدأ فيها الطفل الشعور الديني فمنهم من يرى بعض المظاهر الدينية في سلوك الأطفال الصغار ومنهم من يرى أن الطفل لا يقوى على إدراك المفاهيم الدينية إلى بعد الوصول إلى مرحلة متقدمة من النضج العقلي.
ويشير علماء التربية الإسلامية إلى أن الأطفال يولدون على الفطرة (فطرة الله التي فطر الناس عليها…
فالأطفال لديهم القابلية لتقبل كل من الخير ، والشر ، ويتوقف هذا على ما يعودهم عليه القائمون على التربية ، فيقول حجة الإسلام أبو حامد الغزالى: \" الصبى أمانة عند والديه ، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة خالية من كل نقش وصورة ، وهو قابل لكل ما نقش عليه ، وماثل لكل ما يلقى به إليه ، فإن عود الخير نشأ عليه ، وسعد فى الدنيا والآخرة وشاركه أبواه فى ثوابه ، وإن عود الشر شقي وهلك وكان الوزر فى رقبة القيم\" .
وطبقاً لرأى \"إلج\" Ilg فإن الطفل إذا بلغ سن الرابعة يبدأ فى توجيه أسئلة ذات طابع دينى وفلسفى مثل: من هو الله؟ ، من الذى صنعك؟ ، أين يقيم الله؟ ، ما الذى يشبهه؟ … ولكن الطفل قبل سن الرابعة غير قادر على فهم الآراء الدينية ، ويستطيع التمييز بين الصواب والخطأ وبين الردىء والحسن من سن السابعة. وقد أوضح أحد الباحثين \" أن نمو الشخصية الدينية لدى الطفل يبدأ فى سن الرابعة أو الخامسة ، ويستمر حتى الخامسة عشرة ، ويكتمل فى الخامسة عشرة . وخلافاً لهذا الرأى يذهب فلانتين Valentine إلى القول بأن الطفل لا يستطيع أن يدرك معاني المصطلحات المجردة كمعنى الشفقة ، والله ، والعدالة ، والإحسان … الخ قبل سن الثالثة ، أو الرابعة عشرة.
والطفل لا يولد مزوداً بخصائص روحية ، كما لا يولد مزوداً بمعرفة سابقة بخصائص هذا العالم المادي (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً ، وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون) ، ولا يلجأ الطفل إلى العقيدة بالاستدلال المنطقى ، أو بفحص الوقائع التى ترد إليه عن طريق حواسه ، ولكن بتقدم الطفل فى العمر يدرك أن دعواته لا تجاب كلها ، فلابد أن يؤمن بقيمة العمل حتى تجاب مطالبه
وقد قام هارمس( Harms 1944) بتحليل بعض آلاف من رسوم الأطفال من (3-6 سنوات) والتي تمثل أفكارهم عن الله ، ووجد أن معظمهم يعبرون عن الله كنوع من شخصية الأساطير ، يرتدى الملابس الفضفاضة ، وقد افترض هارمس بناء على هذه الدراسة أن النمو الديني يمر بثلاث مراحل فى الطفولة هى:
1- مرحلة الصور الأسطورية ، وفيها تسود الأفكار والمعتقدات الخيالية والوهمية.
2- المرحلة الواقعية ، وفيها يرفض الأطفال خيالاتهم السابقة ، ويعتقدون التأويلات القائمة على أساس الظواهر الطبيعية.
3- المرحلة الفردية ، وفيها يبدأ الطفل فى اختيار العناصر التى ترضى حاجاته وبواعثه من الدين ، أى ينتقى العناصر الدينية التى تشبع حاجاته الفردية.
كما قام هارس Haris بدراسة تطور الشعور الدينى لدى الأطفال والمرهقين ووجد أنه يمر بثلاث مراحل هى :
1- مرحلة التصور الخيالي للمفهومات الدينية: وهذه تتكون فيما بين سن (3-6 سنوات) ،فالطفل فى هذه المرحلة يتصور الإله بصورة خيالية لا صلة لها بالواقع.
2- المرحلة الواقعية: وتبدأ منذ ذهاب الطفل إلى المدرسة حتى بداية فترة المراهقة ، ففكرة الطفل فى هذه المرحلة عن الآلهة ، أو عن الملائكة ، أو الجنة ، أو النار فكرة مشتقة من الواقع الملموس ، ولكن بصورة أكثر تضخماً ، فهو يتصور الإله رجلاً ضخماً تبدو فيه القوة الخارقة ويتصف بصفات جسمية جميلة ويتصور الجنة على أنها حديقة من الحدائق الجميلة.
3- المرحلة الفردية: وتبدأ من فترة المراهقة ، فالمفاهيم الدينية تبدو فى نظر الكثيرين متغيرة ، وتبدو فكرة الجنة والنار والملائكة والشياطين متنوعة كذلك ، والمهم أن يعطى الطفل منذ البداية المفاهيم الصحيحة بقد الإمكان عن هذه الأشياء حتى لا تبدو فى ذهنه فى صورة قد لا تلائم العقيدة أو الإيمان.
3- خصائص وسمات الشعور الديني عند الأطفال:
يذكر أحد الباحثين أن من خصائص النمو الديني عند الطفل:
أ - ارتباطه بتطور نفسية الطفل: بمعنى أن النمو الديني لا ينعزل عن تطور الشخصية من حيث كونها قوة متفاعلة في مجتمع يحتوى قوى متفاعلة وأخرى متشابهة.
ب - انطواؤه على الصراع: بمعنى أنه فى بداية الأمر تكون ذات الطفل مركز الوجود بالنسبة إليه ، ومن ثم تكون مركز طاقاته الوجدانية ، والأب حينئذ من عناصر الواقع البغيض ويقتضى النمو مصالحته باعتباره من عناصر الواقع التي لابد من التكيف لها ، فيصبح الأب مركز الطاقة الوجدانية ، ثم بعد فعالية ومحاولات نبذ جاهدة يحدث مع \"الله\" ما حدث مع الأب ، إذ يرتضيه الطفل مركزاً للطاقة الوجدانية ، ويجد فيه الأمن والرضا ؛ لاعتقاده بالقدرة السحرية لله بعد قدرة الأب المطلقة.
جـ-التطور من الفردية النرجسية (فى الطفولة المبكرة) إلى الروح الجماعية (فى الطفولة المتأخرة) إلى الفردية الواعية الساعية إلى التحرر من قيود المجتمع والمنطلقة إلى آفاق أرحب (في المراهقة) حتى يصل إلى مستوى التوافق مع الإنسانية جمعاء مع احتفاظه بإيمانه الديني الأصلي.
د- ينشأ فى الانفعالات: بمعنى أن الأفكار الدينية (مثل فكرة الله) ليست إلا تبلوراً لاتجاهات انفعالية عدة ـ ويبدأ اللاهوت فكرة واحدة هي فكرة \"الله\". وتكون غامضة في انفعالات الطفل ، ثم تتحدد الفكرة الذهنية ، وتثبت بالتدريج إلى جانبها أفكار أخرى ، ثم يبدأ اللاهوت فى الاتساع شيئاً فشيئاً مبتعداً عن أساسه الانفعالي ، ويتخذ بمرور الزمن مظهراً عقلياً فى المراهقة ؛ ليصير الأقرب إلى الفلسفة العقلية الدينية منه إلى العاطفة الدينية .
ويلاحظ على هذه الخصائص أنها تعمقت فى التحليل متأثرة بما شاع عن رواد التحليل النفسى فى تفسير التدين لدى الطفل.
ويذكر محمد صالح سمك أن من خصائص الشعور الدينى لدى الطفل ما يلى:
1- الواقعية : إذ يتخيل الطفل الوجود شيئاً محسوساً ، فالله والجنة والنار يتمثلها فى فكره ووجدانه كائنات محسوسة ، وقد لمس الباحث مثل هذا عند حديثه مع الأطفال \"فالله\" يقف فى السماء ينظر إلى كل الناس ، والملاك رجل أبيض جميل يحب الأطفال ، والجنة حديقة جميلة مملوءة بالزهور والفواكه المختلفة الأشكال والألوان ، وهنا على المعلمة أن تتعامل مع مثل هذه المفاهيم بصورة واضحة وسلسة وبسيطة تحبب الأطفال فى مثل هذه الأمور المعنوية المجردة وتصحح المفاهيم الخاطئة لديهم.
2- الشكلية : بمعنى أن الدين فى هذه المرحلة شكلي ، لفظي ، حركي ، أى أن أداء الفرائض ، وممارسة الشعائر الدينية ليس إلا تقليداً ، ومسايرة للمجتمع ، فنجده يقلد الكبار فيما يرددونه على مسامعه من أدعية وما يقومون به من أعمال ، وهذا راجع إلى عدم قدرة الطفل على أن يتمثل الرهبة، والخشوع وأن يستحضر عظمة الله أثناء صلواته ، وشعائره ، ويمكن للوالدين والمعلمة الإفادة من هذه الخاصية فى تلقين الطفل عقيدة التوحيد ، وبعض آيات القرآن الكريم ، والأحاديث ، والأدعية ، وتعلمه الصلاة ، والوضوء عن طريق الممارسة وضرب نموذج فى الأداء الصحيح أمام الأطفال، وينبغى أن تكون المعلمة والوالدان أيضاً قدوة فى ملابسهم ، وكلامهم وأفعالهم ، وتصرفاتهم .
3 - النفعية : بمعنى أن أداء الفرائض ليس من أجل الفرائض فحسب فهو نفعى فعندما يصلى-مثلاً – فإنه يفعل ذلك لحاجة من الله ، أو إنقاذ النفس من عقاب قد يلحقه ، ويصوم استهواء لما يحصل عليه من ألوان الطعام عند الإفطار . ويمكن للوالدين والمعلمة والمحيطين بالطفل الإفادة من هذه الخاصية بأن يكثروا من الهدايا المادية للطفل المطيع الذي يصلى ، ويذهب إلى المسجد والذي يواظب على الصدق ، واحترام الآخرين ، والذي يفعل الآداب الإسلامية التي يتعلمها من والدية ، أو من المعلمة حتى يتم للطفل فهم الأمور ، والنواحي الدينية على وجهها الصحيح .
4 – التعصب : أى أن الطفل يتعصب لدينة تعصباً وجدانياً لا يستند فيه على أدلة موضوعية مقنعة .
5 – العنصر الاجتماعى : حيث يتأثر الطفل بالبيئة الاجتماعية التى ينشأ فيها بمعنى أنه إ ذا كان الالتزام بالدين التزاماً كلياً هو النظام السائد فى المجتمع ( المنزل ) فإن الطفل ينمو ويتقدم فى العمر على أساس هذا الالتزام الديني ، فالطفل يتوضأ كما يفعل الكبار ، والطفل الذي يذهب إلى المسجد يلتفت كثيراً فى أرجاء المسجد ، ويلاحظ الكبار وهم يتعبدون ، ويزهو بما يستشعره في نفسه فالصلاة والعبادة على وجه العموم نشاط ذاتي اجتماعي حر يرضى الدافع الفطري إلى التجمع والاشتراك فى الجماعة وهذا هو السر فى جاذبيته .
وهذه الخصائص التى ذكرها \" سمك \" تدعم ما سبق ذكره من أن نمو المفاهيم الدينية لدى الطفل فى مرحلة ما قبل المدرسة يعتمد بشكل أساسي على الأشياء المحسوسة للطفل.
(4) التطبيق التربوي لدراسة الشعور الديني لطفل مرحلة ما قبل المدرسة :
من دراسة الشعور الدينى لأطفال مرحلة ما قبل المدرسة ، ومن خلال التعرف على ماهية الشعور الدينى والمراحل التى يمر بها الشعور الدينى ومعرفة أهم خصائص الشعور الدينى يمكن توجيه هذه النقاط للإفادة منها من الناحية التربوية ، ويمكن تلخيص ذلك فى النقاط التالية :
1 – التدين ظاهرة فطرية لدى الطفل ، ومن خلال هذه الخاصية ، وبالإضافة إلى خاصية سهولة تقبلهم أقل شىء فى هذه المرحلة ، فإن تنمية مجموعة من المفاهيم الدينية المناسبة أمر سهل ،وبخاصة أنهم يملكون الاستعداد لتقبل تلك العناصر الدينية .
2- لما كان التدريب ، والتعويد ، والتكرار له دور فعال فى تكوين ، وتنمية مفاهيم الدين فإنه ينبغى على المربين أن يقوموا ( وبخاصة المعلمات ) بتكرار السلوكيات المرغوبة أمام الأطفال ويطلبوا من الأطفال ذلك حتى تثبت ، وتصير لديه عادة .
3 – بوصول الطفل إلى سن الرابعة يبدأ فى توجيه مجموعة من الأسئلة ذات المضمون الدينى ، وينبغى استغلال حاجة الطفل لاستطلاع هذه الإجابة فى تقديم إجابات شافية من خلال المفاهيم الدينية المناسبة له ، والتى ترد على أسئلته .
4- إذا كان خيال الطفل خصباً وينزع إلى التعددية فى تصور المفاهيم الدينية فى هذه المرحلة فمن المطلوب تقديم مجموعة من الحكايات ، أو القصص التى تقابل هذه الخاصية فى شخصية الطفل ، وتشبع رغبته فى التخيل ، ولكنها فى نفس الوقت تربطه بالواقع الذى يعيشه من خلال القيام بأدوار تجسد هذه الحكايات بمواقفها المتعددة .
5 – لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة فى مجال العقيدة الدينية ( الغيبيات وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية ، ومن ثم ينبغى استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة ، والابتعاد عن المعاني المجردة ، واختيار الموضوعات بما يتفق ومنطق المحسوسات مع التركيز على القريب ، والبسيط ، والسهل ، وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل .
6- يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية ، ولهذا ينبغى تقديم الأمثلة الحسية الواقعية وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته ، أو علاقاته مع الآخرين ، وأن يقوم المربون بتقليدها ، وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاته ، واستغلال خاصة النفعية فى تعزيز النجاح فى تحقيق أهداف المناشط الدينية .


المراجع
1- عبد المنعم عبد العزيز المليجى ، تطور الشعور الديني عند الطفل والمراهق
2-عبد الرازق مختار محمود، تساؤلات الأطفال الدينية
3- سهام محمود العراقي ، الاتجاه الديني لدى طلبة وطالبات جامعة طنطا
4- عواطف إبراهيم ، الإحساس الديني عند الأطفال.
5- عبد الرحمن عسيوى ، النمو الروحي والخلقي مع دراسة تجريبية مقارنة
6- محمد شكري وزير ، الوعي الديني عند الأطفال وعلاقته ببعض متغيرات التنشئة الاجتماعية
8- أبو حامد الغزالى ، إحياء علوم الدين ، تحقيق الشحات الطحان وعبد الله المنشاوى .
9- محمد جلال شرف ، عبد الرحمن عيسوى ، سيكولوجية الحياة الروحية فى المسيحية والإسلام
10- محمد صلاح الدين مجاور ، تدريس التربية الإسلامية أسسه وتطبيقاته التربوية
11- محمد صالح سمك ، فن التدريس للتربية الدينية وارتباطاتها النفسية وأنماطها السلوكية

إعداد / دكتور عبد الرازق مختار محمود
كلية التربية –جامعة أسيوط
جمهورية مصر العربية

د.فالح العمره 04-04-2005 09:01 PM

الفصل المتحرك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من خلال عملي معلما و مشرفا على مركز تقنيات التعليم ، وتميز المركز بتخصيص غرفة له تحتوي على بعض الوسائل التعليمية وممارستي لهذا العمل لاحظت فيها استقلالية المدرس بفصله وخصوصيته مما ينتج عن ذلك نظافة الفصل وترتيبه وتنظيمه والاعتناء به بخلاف الفصل الطلابي ذو الجو الكئيب والترتيب الرتيب الذي يتعاقب عليه المدرسون والطلاب في مكانهم ثابتون 0
وعليه فإني أقدم الاقتراح التالي :
أولا : تخصيص غرفة ( فصل ) لكل مدرس مجهزة بالأساسيات من كراسي وطاولات للطلاب والمدرس وسبورة وكل ما هو مهم لسير العملية التعليمية التي تعين المدرس لأداء عمله ويأتيه الطلاب في فصله ، وإن أمكن تجهيز الفصل بالأجهزة التقنية فهذا جيد و إلا تخصص غرفة للتقنيات كما هو معمول به الآن 0
مميزات الاقتراح :
1- تغيير الجو الدراسي للطلاب 2- نظافة الفصول والطاولات والكراسي 3- زرع التنافس بين المدرسين في قضية الاهتمام بفصله ونظافته وتزيينه باللوحات المعبرة المفيدة في مجال التعليم المنهجي 0
ثانيا : العوائق وتتمثل فيما يلي :
العائق الأول : هذا التنظيم يستدعي زيادة في عدد الغرف خلافا للوضع السابق حسب عدد المدرسين 0
وبالإمكان تخطي هذا العائق بما يلي : اشتراك أكثر من مدرس في فصل بشرط أن لا يصل مجموع حصصهم الأسبوعي عن أربع وعشرون حصة ويراعى عند وضع الجدول المدرسي عدم اشتراكهم في وقت واحد بل يفاوت بينهم 0
العائق الثاني : الزيادة في عدد الطاولات والكراسي والسبورات ونحو ذلك 0
وبالإمكان تخطي هذا العائق : فلا يخفى على البعض أن كل مدرسة لديها زيادة في عدد الكراسي والطاولات محفوظة في المستودع تحسبا للمستقبل فأتوقع أن غالبية المدارس لديها ما يكفي وإن وجد بعض النقص فيعوض عن طريق مستودعات الوزارة أو تأمينها عن طريق مصروفات المدرسة 0
العائق الثالث : الفوضوية عند انتقال الطلاب من فصل إلى آخر 0
وبالإمكان تخطيه وفق ما يلي :
أ- النظام ينص على وجود فاصل لمدة خمس دقائق بين الحصص وعليه فالوضع لن يتغير
ب- تكليف مجموعة من الموظفين الإداريين ( وهم كثر و بلا عمل ) بالمراقبة الطلابية وتكون طبيعة عملهم متابعة خروج ودخول الطلاب من وإلى الحصص مع متابعة غيابهم كل حصة من بدايتها 0
ثالثا : تخصيص غرفة عامة متعددة الأغراض لتجمع المدرسين في الفسح والاجتماعات 0
رابعا : بالاستقراء ومشاورة من لديه حب التطور والتنويع فقد أيدها وأكد نجاحها كما ذكر لي بعض الزملاء بأن هذا التنظيم مطبق داخل وخارج المملكة ولكن على نطاق ضيق واجتهاد شخصي من البعض ومع ذلك ثبت نجاحه 0
خامسا : اقترح تطبيقه على بعض المدارس في مناطق متنوعة ممن لديها قدرة على التطبيق وحب في التطوير ثم بعد ذلك يعمم إذا ثبت نجاحه 0


كتبه / محمد بن فنخور العبدلي 14/7/1424هـ
alfankor@maktoob.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا معلم 0000000 ولكن !


لقد من الله علينا بنعم كثيرة 000 ومن هذه النعم نعمه القناعه0
فالقناعة كنز لا يفنى؛؛
ولاشك أن مهنه التدريس من أهم وأفضل واجل وأصعب المهن لمن فهم معنى هذه الكلمه0
فالمعلم أو المدرس يعتبر الموظف الوحيد الذي يعمل فترات طويلة خلال اليوم الواحد 00 فبالإضافة إلى ساعاته الفعلية أثناء الدوام الرسمي وما يصاحب ذلك من بذل الجهد المضاعف سواء مع نفسه أو مع شريحة كبيرة ومختلفة من الطلاب ، فهناك ساعات لا يحس بها إلا المعلم خارج دوامه من ترتيب وتجهيز وتحضير ذهني وكتابي0
كل هذا هو بالنسبة لي يعتبر مدخلا مهما لما يحصل عليه المعلم من مقابل 00
صحيح كما ذكرت أن القناعة كنز لا يفنى—لكن نحن المعلمين نطالب بالمساواة مع الموظفين الآخرين من حيث المزايا التي تمنح لهم ولا نحصل عليها ومنها :
1- بدل السكن : الذي يصرف لشريحة كبيرة من المجتمع السعودي وغير السعودي دون المعلمين السعوديين 0
2- بدل التعيين : الذي سيتم صرفه الآن إن شاء الله بعد سنين طويلة بعد أن تم تقليصه0
3- العلاج المجاني : أو على الأقل نسبه تخفيض مناسبة ،، فنجد أن المعلم قد يصرف معظم راتبه للعلاج فقط؛؛؛؛ بينما العمالة
الأخرى _ على اقل تقدير _ تعالج في أفضل المستشفيات مجانا -- وقد سبق أن تحدث الوزير عن مستشفى للمعلمين-- 0
4- النوادي الصحية والرياضية : التي تروح عن النفس بعد العناء والجهد المبذول 0
5- الخصومات لدى وسائل النقل : على سبيل المثال الخطوط السعودية – تقديرا لهذا المعلم-
6- التذاكر السنوية : أسوه بالمعلمين الأجانب – حيث أن معظم المعلمين بعيدين عن أهاليهم-
7- الأولوية في مراجعه الدوائر الحكومية : حتى لا يستغرق ذلك وقتا طويلا مما يعطل اليوم الدراسي 0

صحيح أن نظره المجتمع لهذا المعلم على انه يحصل بدلا من هذه المميزات على راتب ضخم وإجازة طويلة لا يأخذها كثير من الموظفين 0
فأقول لأصحاب هذه النظرة :
بالنسبة للراتب فنجد أن المعلم منذ ما يقارب من تسع سنوات يكون تعيينه على المستوى الثالث بدلا من الخامس ، ثم بعد ذلك يتم تعيينه على المستوى الثاني وقد يستغرق تحسين وضعه سنين طويلة 0
أما بالنسبة للأجازات فأنا أقول وعلى أتم الاستعداد بالموافقة على اختصار الأجازة إلى أجازة عاديه وهي شهر واحد فقط كباقي الموظفين ولكن بشرط توفر المميزات التي تم ذكرها 0

أتمنى أن يصل كلامي هذا إلى من يهمه الامر0
وشكرا جزيلا0

الأستاذ / سعيد محمد القحطاني
ثانويه الدمام
SQ92@HOTMAIL.COM


مقالات المجلة تعبر عن آراء كاتبيها

د.فالح العمره 04-04-2005 09:03 PM

كيف أذاكر..؟

نرى العديد من الطلاب يومياً .. وبمختلف مستويات الذكاء والتفوق .. ولكن مما يسترعي الانتباه هو وجود عدة طلاب بمستويات متقاربة من الذكاء والاهتمام بالدراسة .. ولكنك تجد أن أحدهم متفوق والآخر يحاول دون أن يصل للمستوى الذي يريده ..

فما السر ؟؟
السر بكل بساطة أن المتفوقين منهم قد اهتدوا إلى طريقة مكنتهم من استغلال قدراتهم ووقتهم في الدراسة .. أما ذلك النوع الذي يحاول دون الوصول إلى ما يربوا إليه فتجدهم يتخبطون باحثين عن طريقة للوصول إلى الطريقة المثلى ..

إذاً ما الحل ؟؟
لابد للطالب من إيجاد خطوات يتبعها في الدراسة بحيث توفر له عدة أمور مهمة .. مثل :
1- الدراسة بأقصر وقت ممكن .. بمعنى توفير الوقت واستغلاله
2- بذل أقل الجهود الممكنة .. بمعنى استغلال الطاقة بالطرق الصحيحة
3- الاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة .
وبشكل عام هناك ثلاث طرق متبعة للدراسة .. ولو أدركها الطالب لتمكن من ايجاد الطريقة المناسبة له ولموضوعة ومن ثم تحقق له ما يريد ..
هذه الطرق هي ..
1- الطريقة الكلية :
وهي أن يقرأ الطالب الموضوع بشكل عام لتتضح له الفكرة العامة ثم يعيد قراءة الموضوع لإستيعاب بقية الأفكار ..
وهذه الطريقة تفيد في المواضيع القصيرة المترابطة الأفكار .
2- الطريقة الفقرية :
أي تقسيم الموضوع إلى فقرات حسب ترابط الأفكار وتقبل المتعلم لهذا الترابط .. فالمتعلم هنا هو الذي يتحكم بطريقة التقسيم حسب ما يوافقه .. ثم ربط هذه الأفكار جميعاً معاُ ..
وهذه الطريقة تفيد في المواضيع الطويلة والتي تتميز بعدم تسلسل الأفكار فيها .
الطريقة المختلطة :
وهي الجمع بين الطريقتين السابقتين .. بحيث يأخذ المتعلم الفكرة العامة ثم يقسم الموضوع إلى فقرات ..

ذلك ليس كل شيء .. فما زال هناك موضوع مهم في هذا المجال .. ألا وهو .. توفير بيئة دراسية سليمة .. بمعنى آخر توفير الجو الدراسي المناسب

توفير بيئة دراسية مناسبة في المنزل :

هناك مجموعة من القواعد والتي لابد من مراعاتها أثناء المذاكرة وللطالب تطويعها حسب ظروفه واحتياجاته .. منها :
1- تقسيم الوقت بين المواد بوضع جدول دراسي يتقيد به المتعلم قدر المستطاع ويتناسب مع الجدول الدراسي اليومي
2- عند الشعور بالتعب أخذ قسط من الراحة
3- اختيار المكان المناسب للدراسة وذلك من حيث :
أ - الاضاءة المناسبة والابتعاد عن الخافته
ب - التهوية الجيدة للغرفة وترتيبها .. فالترتيب يبعث على الراحة
ج - الابتعاد عن المذاكرة في غرفة النوم .. وإن صعُب ذلك فأقله الابتعاد عن السرير أثناء المذاكرة
4- دراسة المواد العلمية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء وحتى الأحياء لا تنفع بصورة شفوية وإنما لابد أن يصاحبها استخدام الورقة والقلم .. فذلك أثبت للمعلومات فيها
الابتعاد عن مصادر الازعاج بكل أنواعها .. فالراحة النفسية تدفع المتعلم للدراسة
6- الاهتمام بالغذاء
7- أخذ القسط الكافي من النوم دون زيادة أو نقصان .. فكلاهما ضار
8 - الصـــــــــــــلاة .. سواء الفرائض أو الصلاة بعد الانتهاء من أجزاء معينة أو مواد معينة والدعاء لرب العالمين بتثبيت المعلومات

بقلم / نور
mohdjk@hotmail.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:04 PM

توظيف المشكلات الرياضية ( من خلال القصة ) في تطوير
مهارات التفكير العليا وتحسينها عند الطلبة

يفضل تعليم/ تعلم حقائق الرياضيات، ومفاهيمها، وتعميماتها من خلال الإثارة والتشويق، فيمكن توظيف أسلوب اللعب الحر ( أو الموجه )، كالأحاجي و الألغاز، ويمكن توظيف أسلوب القصص الشيقة من خلال حل المشكلات، والعصف الذهني، علما أن أي مشكلة رياضية عند عرضها على الطلبة، لا يوجد حل جاهز لها في أذهان الطلبة.

تعتبر المشكلات في الرياضيات المناخ الخصب الملائم لتنمية مهارات التفكير العليا وتحسينها وتطويرها لدى الطلبة، لما توفر من فرص للتحليل و التركيب والتأمل و الخيال و النقد و الإبداع وتوليد الأفكار و كذلك إيجاد عدة حلول والتأكد من صحتها.

إن الطالب عندما يقرأ المشكلة و يفهمها، ويحدد معطياتها، وما هو مطلوب منه، ويلخصها بلغته، يكون الطالب في هذه المرحلة في دائرة التفكير الناقد، وعندما يحل المشكلة بطريقة، أو بعدة طرق، ويمثلها برسومات أو تشبيهات فإنه يكون في دائرة الإبداع وتوليد الأفكار، و بعد عملية حل المشكلة يتأكد من صحة الحل يكون مرة أخرى في دائرة التفكير الناقد الذي يميز الصح من الخطأ، لذا من الصعب جدا الفصل بين مهارة التفكير الناقد ومهارة التفكير الإبداعي لانهما متداخلتان ومتفاعلتان ومتشابكتان.

في هذه المقالة سأعرض قصة تتحدث عن ابنة الملك ( شيماء )، وعن الشاب الفقير
( عماد ) والذي سيحاول أن يحل لغز الملك، هذا اللغز حاول الكثيرون حله قبل عماد، ولكن نهايتهم كانت محزنة.

يفضل بعد انتهاء المعلم وطلبته من دروس تشابه المثلثات، أن يعرض المعلم القصة الآتية، والتي تهدف إلى الخروج عن الروتين والتدريبات الروتينية، والى إثارة دافعية الطلاب وتشويقهم، والى توظيف مهارات التفكير العليا(مهارة التفكير الناقد والإبداعي ) من خلال تحليل القصة وأحداثها ( تفكير ناقد ) ، ومحاولة إيجاد الحل الأمثل لها ( التفكير الإبداعي ) .

يحكى في قديم الزمان أن ملكا كان له ابنه وحيدة اسمها شيماء، وهذا الملك كان مغرما بالرياضيات، وخاصة قياسات أطوال الأشياء الشاهقة والخطرة، ومن شدة حبه للرياضيات قرن مهر ابنته بمسألة ( مشكلة ) رياضية، فقد كبرت ابنة الملك وأصبحت في سن الزواج، وجاءها الخطاب من كل حدب وصوب، ولكن أحدا لم يوفق في الزواج منها، حتى أن بعضهم فقد حياته ثمنا لذلك دون جدوى، ومرت الأيام والسنون، وسمع بقصة شيماء شاب فقير الحال اسمه عماد، و هو وحيد أمه ، ذهب إلى قصر الملك، وبصعوبة شديدة استطاع الدخول إليه.

قال عماد للملك: أنا يا سيدي عماد، و أطلب يد ابنتك شيماء للزواج.
الملك: ظننتك يا بني تريد مساعدة من مال أو طعام، لكن حسنا، أتعرف مهر ابنتي أيها الشاب ؟
عماد: لا يا سيدي.
الملك: مهر ابنتي لم يستطع أحد أن ينفذه، وكل من حاول فشل وهلك ! إن مهر ابنتي أن تجد طول النخلة الباسقة الارتفاع في الصحراء القاحلة الموحشة، والتي تبعد عنا مسيرة خمسة أيام، بشرط أن لا تستخدم أي جهاز أو أداة أو الصعود عليها، وسيرافقك مجموعة من جنودي إلى تلك الصحراء، فإن استطعت أن تعرف طول النخلة ولو بصورة تقريبية فستنجو وتتزوج ابنتي، وإن لم تستطع فسيقتلك الجنود ويقدموا جثتك طعاما لهذه النخلة العملاقة، والتي قدم لها الكثير من قبلك، هل قبلت يا عماد ؟

عماد: نعم يا سيدي، لقد قبلت، ولكن اسمح لي أن اذهب و أودع أمي المسكينة.
الملك: سنسمح لك، ولكن سيبقى جنودي برفقتك من الآن فصاعدا.
ذهب عماد إلى أمه، وأخبرها عن كل شيء، فحزنت حزنا شديدا وبكت، وقالت: لا تذهب يا عماد أرجوك يا بني. لكن عماد قبل التحدي ولن يرضى إلا بزواجه من ابنة الملك، نظر عماد إلى أمه وقال لها: ادعي لي يا أمي ؟

سافر عماد برفقة جيش الملك ، وبعد خمسة أيام وصلوا إلى تلك الصحراء التي في وسطها النخلة العملاقة ، وقف الجميع ينظر إلى هذه النخلة ، فتقدم أحد الجنود وقال لعماد : معك متسع من الوقت من الصباح حتى المساء ، وبعد المساء إذا لم تخبرني عن طول النخلة الصحيح فسأقتلك ، و أقدم جثتك للنخلة ، هيا انطلق إلى مهمتك .

ملاحظة هامة جدا ( يمنع منعا قاطعا إكمال سرد القصة، قبل قيام الطلاب بحلها ) قبل إكمال سرد القصة، يوجه المعلم السؤال الآتي إلى طلبته: ما مقترحاتكم في مساعدة عماد في قياس طول النخلة ؟ لديكم عشر دقائق قبل إكمال القصة ومن لديه مقترح يكتبه على ورقة، ثم يسلمه إلي قبل انتهاء الدقائق العشر.( ينتظر المعلم عشر دقائق، ثم يجمع أوراق الحل، دون استلام أي حل قبل نفاذ هذه المدة ).

وقف عماد أمام النخلة العملاقة، فإذا هي طويلة، وعلى جوانبها الإبر الشوكية القاتلة، قال عماد في نفسه: إن تسلق هذه النخلة درب من الخيال، ولكن لماذا أتسلقها ؟.
نظر عماد إلى قمة النخلة البعيدة المنال، ونظر إلى السماء، فإذا الغيوم تحجب الشمس، فحزن عماد كثيرا، وظل ينتظر مدة ساعتين دون عمل أي شيء، وفجأة ظهرت الشمس مشرقة ساطعة، وكأنها تحيي عماد المثابر، لقد فرح كثيرا، وقال في نفسه الحمد لله أن ظهرت الشمس، أولا سأصنع من طولي ومن ظلي مثلث قائم ( وكذلك النخلة)، حيث خط ( وضع علامة على الرمل ) بالرمل خطا و ابتعد عنه حتى وصل أخر ظله عند الخط بالضبط، ثم وضع خطا مكان وقوفه، وبذلك حصر طول ظله بين خطين، وبسرعة كبيرة وفي نفس اللحظة وضع خط ( علامة ) على أخر نقطة في ظل النخلة الموجود على الأرض ( سؤال: لماذا وضع علامات الظل في نفس اللحظة تقريبا ؟ )، الآن سيقيس طول مسافة الظلين، المسافة التي تمثل طول ظله، والمسافة التي تمثل طول ظل النخلة.

سؤال: كيف سيقيس عماد طول ظله وطول ظل النخلة ؟

وظف عماد عدة طرق مختلفة في قياس الأطوال، والطرق لها نفس الإجابة تقريبا، وذلك كما يأتي:

الطريقة الأولى: وقف عماد أمام النخلة وتأمل فيها جيدا، ثم تخيل في ذهنه كم شخصا يقفون على أكتاف بعض حتى يصلوا إلى قمة النخلة، فقدر ذلك بعشرة أشخاص مثله في الطول.
الطريقة الثانية : عن طريق عدد الخطوات ( التوسيع بين القدمين بمسافة متر واحد تقريبا )، حيث استطاع أن يعد عدد الخطاء ( جمع خطوة ) ، وقد وجد القياسات الآتية : طول ظله يساوي 3 خطاء ( 3 م تقريبا ) ، وطوله هو خطوتان ( 2م تقريبا ) ، طول ظل النخلة يساوي 27 خطاء(27م تقريبا ) ، وبذلك حصل عماد على مثلثين متشابهين ، وبذلك أجرى عماد تناسبا بين المثلثين وحصل على طول النخلة ،
طول النخلة = ( 27÷3 ) × 2 = 18 خطاء ( أي؛ 18 مترا تقريبا).

الطريقة الثالثة: عن طريق وحدة القدم ( طول قدم عماد 25 سم، هل تعرف طول قدمك؟). حيث استطاع أن يعد عدد الأقدام، وقد وجد القياسات الآتية: طول ظله يساوي 12قدما ( 3 م تقريبا ) ، وطوله هو 8 أقدام ( 2م تقريبا ) ، طول ظل النخلة يساوي 108 قدما (27م تقريبا ) ، وبذلك حصل عماد على مثلثين متشابهين ، وبذلك أجرى عماد تناسبا بين المثلثين وحصل على طول النخلة =( 108 ÷ 12 )× 8 = 72 قدما ( 18 مترا تقريبا )

الطريقة الرابعة : عن طريق طوله ( طول عماد 180سم ، هل تعرف مقدار طولك ؟ )
وظف عماد طول جسمه في عملية القياس ، حيث مد جسمه على الأرض ، وقاس كل من طول ظله و طول ظل النخلة وكانت القياسات كما يأتي : طول ظله يساوي طوله + نصف طوله أي ؛ 270سم ، طول ظل النخلة يساوي 15 مرة من طوله أي ؛ 2700 سم ، وبذلك طول يساوي ( 2700 ÷ 270) ×180 = 1800سم = 18 م .

قبل إكمال سرد القصة ، هل يوجد لديك طريقة أخرى للحل ؟ ، بدون استخدام أي أداة.

تبسم عماد ضاحكا ، وقال : أيها الجندي ، لقد عرفت قياس طول النخلة ، ويساوي تقريبا 18 مترا . الجندي : نعم صحيح ، لقد نجوت ، وفزت .

عاد عمادا والحرس الملكي إلى القصر، وتزوج عماد شيماء وعاش في سرور وسعادة مع زوجته وأمه.

يتوقف المعلم هنا، و يسأل طلبته الأسئلة الآتية:
1) ما الفكرة الرئيسة في كل طريقة من طرق عماد في الحل ؟
2) هل ترى أن عماد تأكد من صحة حلوله أم لا ؟ وضح ذلك.
3) وضح بالرسم الطرق التي وظفها عماد في حساب طول النخلة.
4) ماذا تفعل لو كنت مكان عماد ؟
5) أي حالة من حالات التشابه وظفها عمادا ؟
6) ما العبرة من هذه القصة ؟
7) اختر عنوانا ملائما لهذه القصة.
8) لخص القصة في سطرين فقط.
9) كيف يمكن أن تستفيد من هذه القصة في حياتك اليومية ؟
10) هل تستطيع أن تحاكي هذه القصة؟ حاول أن تكتب قصة شبيهة ؟ لا تتردد !
11) هل تحب هذا النمط من القصص ؟ ولماذا ؟
12) كم طريقة وظف عماد في قياس طول النخلة ؟
13) أي طريقة من طرق الحل التي استعملها عماد أعجبتك. ولماذا ؟

يقارن المعلم إجابات الطلبة مع حلول عماد، في كل موقف، حيث يقول المعلم: فعل عماد كذا، وكذا، ماذا تفعل أنت ؟

و أخيرا ، هل يمكنك عزيزي المعلم أن تنسج قصصا مثل هذه القصة المثيرة ؟ لما لا؟ أرجوك حاول مرة ، ومرة ، حتى تصبح ماهرا في بناء قصص رياضية على هذا النمط ، وأرجو منك عزيزي المعلم أن تعد الأبحاث الإجرائية والتي تقارن فيها بين هذا الأسلوب وأساليب أخرى لمعرفة مدى فاعلية هذه القصص في تحسين وتطوير مهارات التفكير العليا لدى طلبتك.

إعداد: أ.منير جبريل كرمه
مشرف الرياضيات
وكالة الغوث الدولية- الخليل
ssmathhebron@yahoo.com
m.karameh@unrwa.org

د.فالح العمره 04-04-2005 09:07 PM

النظام الذي يتبعه معلم التربية الفنية في استثارة تلاميذه للمادة

1-مراعاة سن الطفل أو التلميذ:

حتى لا يكون المقرر فوق طاقة الطالب فيؤدي ذلك إلى كرهه للمادة ، وإنما يجب أن يكون المقرر مناسب لمرحلة الطالب حتى تتولد عنده حب المادة والميل لها.

2- اختيار الموضوع المناسب في الوقت المناسب :

فيجب على المعلم ليستثير طلابه إلى هذه المادة أن يربط مواضيع دروسه بالأحداث الجارية في ذلك الوقت مثل: أن يختار موضوع العيد الوطني في وقت الاحتفال بالعيد الوطني حتى يتمكن الطالب من الإحساس بهذا الموضوع و يكون منجذب له

3-مراعاة القدرات الفردية بين التلاميذ و توجيههم:

فلا بد من أن توجد فروق فردية بين التلاميذ في القدرات و المهارات المطلوبة في هذه المادة ،فمنهم من يكون ذات قدرات و مهارات عالية و منهم عكس ذلك .

و يجب على المعلم مواجهة هذه الفروق بطرق سليمة علمية ، فيجب عليه أن يعزز الطالب الذي له المقدرة العالية ، أو الطالب المتميز في هذا المقرر أو المادة ، وان لا يحبط من معنويات الطالب الذي يكون مستواه متدني ، فيجب عليه أن يشجعه على بذل المزيد من الجهد ، وبذلك يكون المعلم قد استطاع أن يستثير تلاميذه نحو هذه المادة .

4-اختيار المواد الخامة المناسبة للفئات العمرية:

فيجب أن تكون المواد الخام المتعامل معها في الفئات العمرية الصغيرة مواد سهله يمكن للطفل أن يتعامل معها بسهولة و يستطيع أن ينتج بها شي يحببه بالمادة ، و كذلك في الفئات العمرية الأخرى يجب أن تكون المواد المتعامل معها مناسبة للمراحل العمرية .

5-عمل مثيرات مرتبطة بالموضوع حتى تظهر الاستجابة:

ففي اختيار المعلم لموضوع ما لكي يرسمه التلاميذ ، يستحب أن يهتم المعلم بإظهار مثيرات مناسبة لهذا الموضوع حتى تعمل على تزويدهم بطرق ووسائل الاستجابات المناسبة في التعبير عن هذا الموضوع ،ومثل هذه المثيرات :(مثل استخدام الصور الفوتوغرافية أو الأفلام المرئية لتوصيل الفكرة و المعلومة عن الموضوع ) بذلك يجد التلميذ ما يثيره ويجذبه إلى المادة ويعمل بكل جهده ليصل إلى مستوى أفضل .

6-أن يوجد تنويع في الموضوعات والمهارات المتعلمة :

فيجب على المعلم أن لا يقتصر على مواضيع محددة للرسم ، أو أن يقتصر على مهارة معينة في هذه المادة ، علية أن ينوع في طرح المواضيع والمهارات حتى لا يتولد لدى التلميذ الملل والسأم من هذه المادة.

عبد الله الجعيد
wafi6666@hotmail.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:08 PM

الأسئلة السابرة

الأمم اليوم لا تقاس برصيدها من المواد الخام - مهما كانت كميتها أو نوعيتها - وإنما تقاس برصيدها من العنصر البشري الذي يعتبر أغلى ما في الوجود ، وليس "الكم" هو معيار المفاضلة بين أفراد العنصر البشري و إنما "النوع" ، فهناك رجل برجل ، ورجل برجلين ، ... وهناك رجل بألف رجل . وإن مقياس النوعية هذا لا يقاس بمساطر الطول ، ولا بموازين الكتل ، ولا بمعدلات الاستهلاك ، وإنما يحسب بعامل الزمن ، وبآثار الفكر ، وبمعدلات الإنتاج ، ولن يتسن لأمة أن تبنى رجالها بالنوعية التي تريد إلا في ظل منهاج تربوي فعاّل يقوده معلمون أكفياء "يزنون لكل فرد بميزان عقله" من سؤال وجواب ومعلومات.

كم هي كثيرة مهام المعلمين التعليمية ، ولكن ما يلزم لتحقيقها من كفايات هو أكثر و أكبر ، فمهمة التخطيط للتدريس تحتاج إلى كفايات في تحديد الأهداف ، وتحليل المضمون ، واختيار الخبرات ، ومهمة عرض الدرس تحتاج إلى كفايات في توظيف طرائق التدريس ، وفي طرح الأسئلة ، وفي إثارة الدافعية ، ومهمة غلق الدرس تحتاج إلى كفايات في تلخيص الأفكار ، وفي تقويم المنجزات ، وفي اختيار الأنشطة البعدية و البيتية.

وينظر إلى مهمة "عرض الدرس" على أنها من أشد مهمات المعلم حساسية ، ومن أكثرها خطورة لأنها المحك الذي من خلاله يتم تحقيق الأهداف . هذا ولقد تعددت أساليب عرض الدرس وتباينت حتى أنه يمكن وضعها على خط متصل يبدأ بأسلوب الإلقاء القائم على تبعية الطالب للمعلم ، وتنتهي بأسلوب التعلم الذاتي القائم على استقلالية الطالب عن المعلم ، ويحتاج المعلم إلى كفايات خاصة كي ينجح في عرضه لدرسه بأي أسلوب يشاء ، منها كفايات تحديد حاجات الطلاب ومعرفة أنماط تعلمهم ، وكفايات طرح الأسئلة وتوزيعها إلى جانب كفايات معرفة مجالات الأسئلة ومستوياتها و المواقف الملائمة لكل منها.

ويعتبر التدريس بالحوار من الأساليب الفاعلة في تدريس الطلاب في مراحل التعليم الأساسية ، لأنها تأتي بعد مرحلة ما قبل المدرسة ، حيث التعلم بالتلقين والمحاكاة ، وتأتي قبل مرحلة التعلم الثانوي والجامعي ، حيث التعلم بالاكتشاف ، وتعتبر الأسئلة السابرة العمود الفقري لأسلوب التدريس القائم على الحوار ، وتقوم فلسفة هذه الأسئلة على افتراض مؤداه : أن الطلاب قادرون على حل الإشكالات التي تواجههم في أثناء العملية التعليمة / التعلمية عبر سلسلة متدرجة من الأسئلة التي يطرحها المعلم ويكون في مقدور الطلاب الإجابة عليها حتى يصلوا إلى حل شامل وكامل لهذه الإشكالات .
( وينسجم هذا المعنى مع مقولة سقراط صاحب أسلوب التعليم بالحوار حيث يقول : كانت أمي قابلة تولِّد الأطفال ، وأنا أولّد الأفكار )
ولتقريب هذا النمط من الأذهان فإن خير مثال على ذلك هو حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يرويه أبو هريرة رضى الله عنه ( البخاري ، ج/ 9 ) حيث يقول :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غاضبا ، فقال : يا رسول الله ولد لي غلام أسود !!
فقال له صلى الله عليه وسلم : هل لك من الإبل ؟
قال : نعم !
قال : ما ألوانها ؟
قال : حُمْر !
قال : هل فيها من أورق (رمادي) ؟
قال : نعم !
قال : فأني ذلك ؟ ( أي كيف حصل ذلك ؟ )
قال : لعله نزعة عرق !
قال : فلعل ابنك نزعة عرق .
فهدأ الرجل .
وهكذا أوصل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل إلى أن يجد حلاً لإشكاليته المطروحة من خلال سلسلة من الأسئلة السابرة .
ولقد صنف (دقائق ، 1988) الأسئلة السابرة إلى خمسة أصناف:
أسئلة السبر التذكيري : وهي أسئلة تقيس الخبرات السابقة.
أسئلة السبر الاستيضاحي : وهي أسئلة تستخدم للتأكد من صحة المعومات المطروحة.
أسئلة السبر التركيزي : وهي أسئلة تهدف إلى تثبيت المعلومات المطروحة.
أسئلة السبر الناقد : وهي أسئلة تهدف إلى محاكمة المعلومات المطروحة.
أسئلة السبر التحويلي : وهي أسئلة "تدور" بين الطلاب حتى يتمكن أحدهم من إعطاء الإجابة الصحيحة لها.

و المتدبر لمصادر التربية الإسلامية يرى أن هناك اهتماماً خاصاً " بالسؤال " لما له من دور في بناء الإنسان وضبط حركته وتطوير معرفته :
فالله عز وجل يقول : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )
وفي التربية يقولون : ( السؤال نصف المعرفة )
ونسب إلى ابن عباس (ر) - حينما سئل عن علمــه كيف اكتسبه – أنه قال : ( بلسان سئول ، وقلب عقول )

ولكن واقع الحال يشهد بأن المعلمين اليوم قد انصرفوا عن هذا النهج التربوي الأصيل ، نهج الحوار بهدف البحث و التثبت ، فما يدور في قاعات الدرس سواء في المدارس أو المعاهد أو الجامعات يقوم في معظمه على التلقين و الترديد ، أما أدوات توليد المعرفة من سؤال أو استفهام أو استعلام فلا نراها إلا كالدينامو المقطع الأسلاك " فلا يصله " معلم ولا يستضيء به طالب ! فهل لعودة معلمينا إلى الأصول من سبيل !؟

محمد أحمد مقبل
رئيس مركز التطوير التربوي
mamoqbel@yahoo.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:09 PM

للتغلب على الخوف من المدرسة

تقديم :
يمثل خوف الأطفال من المدرسة إحدى المشكلات التي تشكل مصدراً من مصادر الضيق للأسرة 0 وعادة ما يأخذ هذا الخوف شكل التعبير عن الانزعاج الشديد والرعب ، والبكاء ، أو المغص المعوي ، والتمارض في صباح اليوم الدراسي ، والتوسل بالبقاء في المنزل وعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة 0 وفي الغالب فإن مثل هذا الخوف يعتبر أمرا طبيعياً لان الطفل سوف ينتقل إلى بيئة اجتماعية جديدة بالنسبة له 0 ويحدث الخوف عند كثيرٍ من الأطفال ولكن الشيء غير الطبيعي هو استمرار هذا الخوف وتحوله إلى دافع لعدم ذهاب الطفل إلى المدرسة ، ولمواجهه هذا الخوف ، والتخفيف منه . وحتى نساعد أطفالنا في الاندماج في البيئة الجديدة على الأقل يجب أن نجعل من يوم الذهاب إلى المدرسة خبرة سارة و يوماً سعيدا بعيداً عن تهويل الموقف أو القلق ، وعمل كل ما من شأنه تحبيب الطفل في المدرسة بالأساليب التربوية المناسبة 0

وفي السطور القادمة بعض الأساليب الإرشادية التي يمكن إتباعها للتقليل من الخوف من المدرسة عند الأطفال ، والذي عادة يتم تقليصه في فترة قصيرة ( قد لا تصل إلى ثلاثة أيام في اغلب الحالات ) إذا ما أمكن استخدام هذه الأساليب بشكل منتظم 0

أولا : مخا وف الطفل حسب العمر الزمني :

سنتان: مخاوف متعددة منها :-

*مخاوف سمعية : مثل الخوف من : القاطرات ، الرعد ، الناقلات الضخمة ، المكانس الكهربائية ، الأصوات المرتفعة .

*مخاوف بصرية : الألوان القاتمة ، المجسمات الضخمة .

*مخاوف مكانية : لعب أو عرائس متحركة ، الانتقال لبيت جديد

*مخاوف شخصية : انفصال عن الأم وقت النوم،خروج الأم أو مغادرتها المنزل ، المطر والرياح.

*مخاوف مرتبطة بالحيوانات : خاصة الحيوانات المتوحشة .

سنتان ونصف :

*مخاوف مكانية : الخوف من الحركة أو الخوف من تحريك بعض الأشياء .

*مخاوف من الأحجام الضخمة : وخاصة الناقلات .

ثلاث سنوات :

*مخاوف بصرية : الخوف من المسنين ، الأقنعة، الظلام ، الحيوانات ، رجال الشرطة ، اللصوص. مغادرة الأم أو الأب المنزل خاصة أثناء الليل .

أربع سنوات :

*مخاوف سمعية : مثل الخوف من الماكينات ، الظلام ، الحيوانات البرية ، مغادرة الأم المنزل خاصة في الليل .

خمس سنوات :

فترة خالية نسبياً من المخاوف ، لكن المخاوف إن وجدت تكون ملموسة و واقعية كالخوف من الإيذاء والأشرار والاختطاف ، والكلاب، والخوف من عدم عودة الأم أو الأب للمنزل .

ست سنوات : فترة تزايد في المخاوف .. تأخذ أشكالا مختلفة :

*مخاوف سمعية : مثل جرس الباب ، الهاتف ، الأصوات المخيفة ، أصوات الحشرات وبعض أصوات الطيور .

*مخاوف خرافية : مثل الأشباح والعفاريت ، الخوف من اختباء أحد في المنزل أو تحت السرير.

*مخاوف مكانية : الخوف من الضياع أو الفقدان ، الخوف من الغابات والأماكن الموحشة ، *الخوف من بعض العناصر الطبيعية : الخوف من النار ، الماء ، الرعد ، البرق ، الخوف من النوم المنفرد ، الخوف من البقاء في المنزل أو في حجرة ، الخوف من ألا يجد الأم بعد العودة لمنزله أو أن يحدث لها أذى 0

*الخوف من أن يعتدي عليه أحد بالضرب ، الخوف من الجروح والدم ، الخوف من خوض خبرة جديدة بمفرده ، ( الخوف من المدرسة كبيئة جديدة ( .

سبع سنوات : تستمر المخاوف في الانتشار لتشمل :

*مخاوف بصرية : مثل الخوف من الظلام ، الممرات الضيقة ، الأقبية ، تفسير الظل على أنه أشباح أو كائنات مخيفه .

*الخوف من الحروب والدمار ، الخوف من الجواسيس واللصوص ، أو اختباء أحد في المنزل أو تحت السرير أو نحو ذلك .

*مشكلات لا تصل لدرجة الخوف ولكنها مرتبطة بالنمو كالخوف من أن يصل متأخراً إلى المدرسة أو أن يتأخر عن موعد الحافلة ، أو أن يفقد حب الآخرين أو أن يُهمل من الآخرين 0

من 8 الي9 سنوات :

تتضاءل عموما المخاوف في هذه الفترة ، فتختفي المخاوف من الماء ، وتقل المخاوف من الظلام بشكل ملحوظ.
عشر سنوات :

تظهر مخاوف جديدة منتشرة بين أطفال هذه المرحلة ، بالرغم من أن نسبة المخاوف تقل بشكل عام عما كانت عليه في الأعوام السابقة ، وعما ستكون عليه في الأعمار اللاحقة (12سنة) .. ومن أكبر مخاوف هذه الفترة الخوف من الحيوانات ، خاصة الحيوانات المتوحشة والثعابين.. الخوف من الظلام ( ولكن بنسبة اقل بين الطلاب ( .. الخوف من النار والمجرمين و القتلة و اللصوص .

ثانياً الإجراءات الإرشادية :-

أ ) تكوين علاقة طيبة بمنسوبي المدرسة ، للتعرف على المشكلة بشكل مبكر قبل استفحالها .

ب) تجنب التركيز على الشكاوى الجسمية والمرضية ، فمثلاً لا تلمس جبهة الطفل لتفحص حرارته ، ولا تسأل عن حالته الصحية صباح كل يوم دراسي ، ويتم هذا بالطبع إذا كنا متأكدين من سلامة حالته الصحية و إلا فعلينا التأكد من ذلك مبكراً أو بشكل خفي .

ج ) تشجيع الأبوين من قبل المدرسة على ضرورة حث الطفل على الذهاب إلى المدرسة مع التوضيح لهما أن مخاوف طفلهما ستختفي تدريجياً ، مع بيان أن استمرار غياب الطفل عن المدرسة سيؤدي إلى تفاقم مخاوفه، وليس العكس.

د) من الواجبات المناطة بالوالدين لتدريب الطفل على التخلص من خوفه من المدرسة ، ما يلي :

1 ) زيارة المدرسة مع الطفل قبل بدء العام الدراسي عدة مرات حتى يتعود الطفل على مشاهدة المعلمين ومرافق المدرسة 0

2 ) تجنب مناقشة الطفل في أي موضوع يتعلق بخوفه من المدرسة وخاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع التي تسبق الذهاب إلى المدرسة ، فلا شيء يثير خوف الطفل أكثر من الكلام عن موضوع الخوف ، لأن الحديث عنه أكثر إثارة للخوف من المواقف ذاتها ، ولا نناقش أعراض خوفه أيضا، ولا نستخدم أسئلة مثل : هل تشعر بالخوف لأنك ستذهب إلى المدرسة غداً ؟ هل أنت مضطرب أو خائف ، أو هل تشعر أن قلبك يخفق لأنك ستذهب إلى المدرسة غداً ؟

3) أخبر الطفل بكل بساطة في نهاية عطلة الأسبوع ، وبالذات في الليلة التي تسبق صباح الذهاب إلى المدرسة بدون انفعال وكأمر واقعي بأنه سيذهب إلى المدرسة غداً .

4) أيقظ الطفل في صباح اليوم التالي ، وساعده على ارتداء ملابسه ، وزوده ببعض الأطعمة الجذابة على ألا تكون من النوع الدسم الذي قد يؤدي إلى الشعور بالغثيان فيما بعد ( لاحظ أن الغثيان من أعراض القلق ، وأن إثارته بشكل قصدي أو غير قصدي قد يؤدي إلى إثارة القلق وزيادة حدته (

5 ) خلال فترة الإعداد هذه تجنب أي أسئلة عن مشاعره ، ولا تثر أي موضوعات خاصة بخوفه حتى ولو كان هدفك زيادة طمأنينته (لا تسأل مثلا إن كان يشعر بالهدوء ) .. كل المطلوب أن تأخذه إلى المدرسة ، ) فقد تكون ردة فعله سلبية فيتمسك بك، فلا تحاول أن تستجيب له خصوصاً عندما تكون متأكدا من أن ابنك لا يعاني من أي مرض ) و سلمه للمرشد أو لأحد المدرسين المعنيين بالاستقبال واترك المكان.

6 ) عليك عند عودته من المدرسة أن تمتدح سلوكه ، وأن تثني على نجاحه في الذهاب إلي المدرسة ، مهما كانت مقاومته أو سخطه أو مخاوفه السابقة (مثل العناد أو الصراخ أو رفض الذهاب إلى المدرسة ) ، وبغض النظر عما ظهر عليه من أعراض الخوف قبل الذهاب إلى المدرسة أو خلال اليوم كالتقيؤ أو الإسهال .

7 ) أبلغه أن غداً سيكون أسهل عليه من اليوم ، ولا تدخل في مناقشات أكثر من ذلك ، وكرر هذه العبارة ( إن غداً سيكون أسهل من اليوم ) حتى وإن بدا الطفل غير مستعد لذلك .

8 ) كرر في صباح اليوم التالي نفس ما حدث في اليوم السابق ، وكرر بعد عودته من المدرسة السلوك نفسه بما في ذلك عدم التعليق على مخاوفه ، مع امتداح سلوكه ونجاحه في الذهاب إلى المدرسة.

9 ) عادة ستختفي الأعراض في اليوم الثالث ، ولمزيد من التدعيم يمكن أن تهديه في اليوم الثالث شيئاً جذابا ، أو يمكن تنفيذ جلسة أسرية بسيطة احتفالا بتغلبه على المشكلة ودخوله المدرسة 0

10 ) استم

د.فالح العمره 04-04-2005 09:09 PM

مقومات الدرس الناجح

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين .
وبعد ..
فالدرس الناجح هو ذلك الدرس الذي يكون فيه دور المعلم واضحًا وذلك من خلال وضوح الأهداف التي وضعها للدرس ، وتكون فيه المادة العلمية معدة إعدادًا جيدًا ، ويكون فيه الطلاب مهيئين للتلقي .

مقومات الدرس الناجح

المقوم الأول : أن يعرف المعلم دوره بوضوح :
إن كل ما ينبغي للمعلم معرفته عن نفسه وما يجب تقديمه للآخرين يتلخص في الآتي :
1- لماذا يُعلم ، 2- ماذا سيُعَلِّم ، 3- كيف سيُعَلِّم .
وهذه المعارف لن يتمكن المعلم من تقديمها بوضوح إلاَّ إذا كان مُلِمّاً إلماماً جيداً بالأهداف التربويَّة الخاصة وكيفية صياغتها ؛ لأن هذه الأهداف هي التي ستحدد له ما يلي :
1. لماذا يُعَلِّم ـ فهي تبين له الغرض من رسالة التعليم .
2. ماذا سَيُعَلِّم ـ وتبين له ماهية المادة العلمية المطلوب منه تقديمها وتأديتها .
3. كيف سَيُعَلِّم ـ وتبين له كيفية تأدية المادة العلمية بالطريقة والأسلوب والاستراتيجية المناسبة .

المقوم الثاني : الإعداد المسبق للدرس :
من المعلوم أنَّ أَيَّ عملٍ من الأعمال يرغب صاحبه في إنجاحه لابد أن يُخَطِّط له تخطيطاً جيِّداً ومُسبقاً من جميع الجوانب .
" وفي اعتقادنا أن التخطيط للتدريس يُمثِّل منهجاً وأُسلوباً وطريقةً يحقق الارتقاء بعملية التعليم ، ويُعين المعلِّم على مُواجهة المواقف التعليمية والتغلب على صعوباتها بثقةٍ وروحٍ معنويةٍ عالية ، كما يُعينه في تنظيم ما يقوم به من جُهودٍ من أجل مصلحة الطلاَّب لاستيعاب الدرس وفَهم عناصره .
ولذلك يبدو أن التخطيط للتدريس أمرٌ له أهمِّيَّته ، وتنبثق هذه الأهمية في كونه :
1. يجعل عمل المعلم مُنَظَّماً مُرَتَّباً .
2. يجعل أداء المعلم بعيداً عن الارتجالية والعشوائية .
3. يقود المعلم إلى تنظيم عناصر درسه وشرحها وتوضيحها بطريقةٍ مُنَظَّمَةٍ ومُيَسَّرَة .
4. يجعل المعلم واعياً ومُدركاً للصعوبات والمشكلات التي تُواجهه أثناء الدَّرس ، أو يَتَنَبَّأ بها ، وبالتالي يعمل على تلافيها أو الحذر من الوقوع فيها .
5. يجعل عمل المعلم مُتَجَدِّداً باستمرار .ويتساوى المعلم القديم مع المعلم المبتدئ أو الجديد في التهيئة والإعداد للتدريس وإدراك أهمية التخطيط للتدريس .
ولا يُمكن الادِّعاء بأنَّ المعلمين القُدامى لا يحتاجون إلى تخطيط وإعداد واستعداد للتدريس بحكم خبراتهم وسنوات خدمتهم في التدريس ، لأن التدريس عملة متجددة تتطلب الاطلاع المستمر والقراءة المتواصلة والتهيئة الكافية لِمُختلف الظروف والصعوبات الطارئة التي قد يُواجهها المعلم أثناء درسه . "
[طرق التدريس واستراتيجياته . ص141 ]
أنواع التخطيط للتدريس :
التخطيط للتدريس ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما .. التخطيط الذهني ، والتخطيط الكتابي .
أولاً.. التخطيط الذهني :
إن تخطيط المعلم للدروس ذهنيّاً يُعطيه تصوُّراً مُسبقاً عن كيفية تخطيطه للتدريس كتابيّاً .
فهو إذاً عمل يسبق التخطيط الكتابي للدروس ، فخلال تحضير المعلم للدرس ذهنيّاً سوف يُفكِّر في الأهداف السلوكية المطلوبة للدرس ، وفي طريقة وأسلوب واستراتيجية التدريس الملائمة للدرس .
ثانياً . التخطيط الكتابي :
أفضل أنواع التخطيط الكتابي هو التخطيط اليومي ؛ لأن " التخطيط اليومي للدروس يجعل المعلم مدرِكاً لِمَا سوف يُعطيه من موضوعات أولاً بأول ، عارفاً بما له وما عليه تجاه دروسه ، ويُمكنه أن يُضيف أو يَحذف أو يُعدِّل على ضوء المستجدَّات والأحداث الطارئة والجارية التي يستفيد منها كمداخل في إعطاء دروسه والتي يَتَعَذَّر إضافتها أو وضعها عند كتابته التخطيط لفترة طويلة .
والتخطيط الكتابي للتدريس يكون بالطبع في دفتر تحضير الدروس .
وأهم ما يُكتب في دفتر التحضير هو الأهداف الخاصة ، لأنها هي التي تُحَدِّد للمعلم أسس التدريس ( الطريقة والأسلوب والاستراتيجية ( التي سوف يَتَّبِعُها في درسه .
ولذلك ينبغي على المعلم أن يعلم أنَّ هذه الأهداف التي دَوَّنَهَا في دفترهِ يجب أن تتحقق في أرض الواقع لكي يكتسبها المتعلمون .
وحيث أن وسائل تحقيق تلك الأهداف هي طريقة وأسلوب واستراتيجية المعلم في تدريسه ؛ فإنه لابد أن يكون هنالك تكاملاً بين تلك الأسس حتى تتحقق الأهداف الخاصة المرسومة للدرس .

المقوم الثالث : تهيئة الطالب للتلقي :
قال عَزَّ مِنْ قائل : ( إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أو ألقى السَّمعَ وهو شهيد ) [ سورة ق ، آية 37 [
كيما يستطيع المعلم أن يهيء طلابه للتلقي ، فإنه ينبغي عليه أن يحقق مفهوم الآية السابقة في طلابه ، والآية تدل على أن الاتعاظ والذكرى تكون لمن يتوفر فيه ثلاث شروط ، وهي :
1. تفرغ القلب ـ أي الحضور الذهني .
2. تفرغ الجوارح وسكون الحواس “ السمع والبصر “ ـ أي سكونها عن الانشغال والعبث بملهٍ .
3. الحضور الجسدي أثناء إلقاء الدرس .
فكيما يهيئ المعلم طلابه للتلقي والاستفادة ، فإن عليه ما يلي :
أولاً .. أن يجعلهم حاضري الذهن معه :
وذلك بتفعيلهم وتنشيطهم معه أثناء الدرس ، ولا يكون ذلك إلاَّ بتشويقهم في الدرس .
ثانيًا .. أن يجعلهم ساكني الجوارح مصغين إليه :
وذلك يكون بإزالة إي ملهٍ يُشغلهم عن الدرس .
العوامل التي تُلهي وتُشغل الطالب عن الدرس :
من خلال التجربة والملاحظة ، تبين أن هنالك عوامل كثيرة تُلهي الطالب عن التلقي ، من أهمها :
1. أدوات الدراسة من كتاب وكراس ومرسام وقلم وما شابه ذلك .
2. توزيع الطلاب في الفصل ، فقد يكون التوزيع عشوائيًّا تشوبه الفوضى وعدم الانتظام مِمَّا يكون من أهم العوامل المساعدة في انشغال والتهاء الطالب عن الدرس والمعلم .
لذلك ينبغي على المعلم ألاَّ يشرع في درسه وأدوات الطلاب أمامهم يعبثون بها كيفما شاؤوا ، هذا يكتب والآخر يرسم ، والثالث يتصفَّح ، والرابع يُبْرِي ، بل عليه أن يأمرهم بعدم إخراجها إلاَّ إذا طَلَب هو منهم ذلك .
كما ينبغي عليه ألاَّ يبدأ درسه إلاَّ بعد أن يكون توزيعهم داخل حجرة الدراسة منظمًا ، بحيث لا يكونوا زُمَرًا وأحزابًا يُلهي بعضهم البعض ، وبعد أن يسود الهدوء من الجميع داخل الصف ، وذلك يحتاج إلى جِدِّيَّةٍ وحزم مع الطلاب ، وإلاَّ أصبحت العملية فوضى .
ثالثًا .. أن يجعلهم شاهدين لدرسه :
وذلك من خلال ترغيبهم في الحضور لدرسه وتشويقهم إليه ؛ لأن الطالب الذي يشهد الدرس بالحضور أوعى له من الذي يغيب عنه .

المقوم الرابع : طريقة التدريس :
طريقة التدريس هي : " الخطوات والإجراءات المتبعة من قِبل المعلم والتي يُحاول بتسلسلها وترابطها تحقيق أهداف تعليمية محددة . "
[ طرق التدريس واستراتيجياته ، صـ 83 ـ [
وطرق التدريس تعتبر وسيلة يقوم بها المعلم لتوصيل محتوى المنهج العلمي إلى المتعلم .
الفاعلية في طرق التدريس :
إن العمل الذي له تأثير إيجابي هو ما يُعرف بالفاعلية في الأداء ، أو الإنتاج الجيد .
فكلما نجح المعلم في التمهيد لدرسه ، و تفاعل الطلاب معه ، وراعى الفروق الفردية بينهم ، وكانت طريقته ملاءمة لخبراتهم ، واتضحت الخبرة المكتسبة لهم ، وتدرج في عرض المعلومة معهم ، وتمكن من مادته العلمية ، وتوفرت الوسيلة التعليمية وتلاءمت مع الدرس ، كلما كانت طريقته فَعَّالَة .
ولكي تتحقق جميع تلك المعايير للفاعلية لابد من تنويع طريقة التدريس ، وتنويع مستويات التقويم البنائي أثناء الدرس .
طرق تدريس العلوم :
مقررات العلوم تحتوي على مادة علمية فيها من الحقائق الملموسة والمشاهدة في واقع حياة المتعلم ، وبذلك يكون تدريس مثل هذه المقررات لا يعتمد على طريقةٍ واحدة فقط من طرق التدريس ، بل ربما يكون الاعتماد على طريقتين أو عدة طرق تتداخل مع بعضها البعض حسب موضوع الدرس ، وحسب نوعية الطلاب ومدى استعدادهم ، وكذلك حسب مقدرة المعلم ومقدار معلوماته وخبراته .
فعند تدريس هذه المقررات ضروريٌ جدّاً استخدام طريقة الإلقاء خاصةً عندما يُراد وعظ المتعلمين عند موقفٍ يستدعي ذلك ، ويُستخدم في هذه الحالة طريقة التحاضر التي هي طريقة من طرق الإلقاء والتي إذا استُخدمت استِخداماً جيداً فإنها تؤثر تأثيراً إيمانيّاً ملموساً .
ويُستخدم في تدريس مقررات العلوم أيضاً طريقتان أُخريان من طرق الإلقاء هما : طريقة الشرح ، وطريقة الوصف ، وهاتان الطريقتان تكادان تكونان مرتبطتين ببعضهما ارتباطاً وثيقاً ، فما يشرحه المعلم لابد من وصفه حتى يفهمه المتعلمون فهماً جيداً ، فتُستخدم هاتان الطريقتان مثلاً عند الإجابة على بعض الاستفسارات من المتعلمين ، وعند تفسير بعض النقاط المبهمة غير المشروحة في كتاب الطالب ، وكذلك عند وصف نتيجة أو معلومة جديدة تَمَّ التوصل إليها عن طريق استخدام طريقة الاستقراء أو الطريقة التنقيبية .

وطريقة الاستقراء تُعتَبَر من أفضل الطرق لتدريس مقررات العلوم ، حيث إن أغلب الموضوعات العلمية في مقررات العلوم يُمكن التوصل إليها عن طريق الاستقراء وذلك بربط الجزئيات بعضها ببعض للوصول إلى كلية ، حيث إن الاستقراء استدلالٌ تصاعدي نبتدئ فيه من الجزئيات وننتهي به إلى الأحكام الكلية ، أي من الخاص إلى العام .
ونتيجةً لاستخدام طريقة الاستقراء كان لزاماً أن نستخدم طريقة القياس ، وذلك لأن هاتين الطريقتين مرتبطتان ببعضهما ارتباطاً وثيقاً كما هو الحال مع طريقتي الوصف والشرح ، فالقياس استدلالٌ تنازلي ، نبتدئ فيه من الكليات وننتهي به إلى الجزئيات ، أي من العام إلى الخاص .
وطريقة القياس ضرورية عند الحصول على قواعد أو نظريات عن طريق استخدام طريقة الاستقراء ، وضرورتها تتمثل في أنها تستخدم في التحقق من صدق تلك القواعد والنظريات التي تَمَّ التوصُّل إليها ، وكذلك حفظها وترتيبها .
فالقياس إذاً ينتقل فيه العقل من العام إلى الخاص ، أمَّا الاستقراء فينتقل فيه العقل من الخاص إلى العام .
وفي القياس تُبْسَط القاعدة للمتعلم ثُمَّ تُسْتَعرض الأمثلة ، أمَّا في الاستقراء فتُبْسَطُ الأمثلة ثُمَّ يُبْحَثُ عن القاعدة .
وبذلك تكون طريقتا الاستقراء والقياس طريقتين متداخلتين متلازمتين لا يمكن الفصل بينهما ، ولذلك لابد من مزجهما معاً مُبتدئين بالاستقراء ومُعقبين بالقياس .
وهنالك طريقة من طرق التدريس مهمة وضرورية من وِجهة نظري في تدريس مقررات العلوم ألاَ وهي الطريقة الحِوَارِيَّة أو طريقة المناقشة .
فالطريقة الحِوَارِيَّة يمكن للمعلم أن يدخل من خلالها في طريقة الاستقراء ، فهي مدخل للاستقراء بشكل مباشر أو غير مباشر ، لأنه عن طريق التساؤلات والحوار الذي يدور بين المعلم والمتعلمين ينتقل بهم من الجزئيات إلى الكليات ومن الخاص إلى العام حتى يتوصل معهم إلى صياغة قاعدة أو نظرية أو معلومة جديدة عن طريق التساؤلات بالطريقة الحِوَارِيَّة ، وهذا هو الاستقراء .
فالحوار مع المتعلمين بطريقة نتوصل معهم فيها إلى جعلهم يستنتجون معلومات يعيشونها في واقع حياتهم مثل : التنفس والحركة والنمو والتكاثر …..إلخ ، ثُمَّ ربط استنتاجاتهم بقدرة الخالق سبحانه وتعالى ، ذلك هو الاستقراء والقياس ، سواءً كان ما توصَّلوا إليه من معلومات ونتائج من خلال الفَهم والإدراك أو من خلال التطبيق والتحليل .
أمَّا استخدام الطريقة التنقيبية فيكون كثيراً في تدريس الدروس العملية من مقررات العلوم ، وخلال استخدام هذه الطريقة يَتِمُّ استخدام عدة طرق من طرق التدريس مثل الطريقة الإلقائية والطريقة الحِوَارِيَّة وطريقتي الاستقراء والقياس .

المقوم الخامس : أسلوب التدريس :
يختلف أسلوب التدريس من معلم إلى آخر رغم أن طريقة التدريس المتبعة قد تكون واحدة ، وذلك لأن أسلوب التدريس يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخصائص الشخصية للمعلم ، فمثلاً :
بعض المعلمين يُدرِّس بأسلوب مباشر أو غير مباشر ، والبعض يُدرِّس بأسلوب سهل ليِّن أو شديد ، والبعض يُدرِّس بأسلوب متحمس أو فاتر ، وهنالك من يُدرِّس بأسلوب واضح أو مُبهَم ، ومنهم من يُدرِّس بأسلوبٍ مُتأنٍّ أو سريع … وهكذا .
وكل ذلك يرجع إلى جوانب شخصية المعلم المعرفية والنفسية والوجدانية .
ولذلك ينبغي على المعلم أن يتجنب أي عامل يُؤثر على جوانب شخصيته لكي تتحقق الأهداف الخاصة المرغوبة والمرسومة .
فمثلاً : الجانب المعرفي : إن أسلوب تدريس المعلم الذي يدخل على طلابه ولديه قصور في المادة العلمية التي سوف يُلقيها عليهم ، في الغالب يَعتريه الغموض ، ونجد أنه يتناول المادة العلمية بأسلوب غير مباشر وفيه نوعٌ من التعجل والارتباك ، لأن فاقدَ الشيء لا يُعطيه .
ولذلك كان لِزاماً على المعلم أن يقوم بإعداد المادة العلمية التي سوف يُلقيها إعداداً جيداً يسبق دخوله على المتعلمين بوقت كافٍ .
الجانب النفسي والوجداني :
وإذا تعرض المعلم إلى أي عامل يُؤثِّر على نفسيته ، نجد أن أسلوب تدريسه سوف يعتريه الشدة والغلظة أو الفتور .
ومن الأمثلة على العوامل التي من الممكن أن تؤثر على نفسية المعلم ما يلي :
الجوع ، والعطش ، والنعاس ، والهم ، والغضب ، والقلق ، والبرد ، والحر ، والخوف ، والابتلاء بفقدِ حبيبٍ أو بخسارة مال ، و ما شابه ذلك من العوامل التي قد تُؤثِّر على نَفْسِ ووجدان المعلم .
ولذلك ينبغي على المعلم تجنب أي عامل يُؤثر على جوانب شخصيته كعدم التحضير للدرس والغضب والهم والجوع والعطش والنعاس ؛ لكي تتحقق الفاعلية في أسلوب تدريسه .

المقوم السادس : استراتيجية التدريس :
استراتيجية التدريس يُقصَدُ بها تحركات المعلم داخل الفصل ، وأفعاله التي يقوم بها ، والتي تحدث بشكل منتظم ومتسلسل .
ولكي تكون استراتيجية المعلم داخل الفصل فَعَّالَةٌ فإنه مطالبٌ بمهارات التدريس التي تم التنويه إليها في نشرة المعلم المثالي ، والتي نذكرها باختصار :
الحيوية والنشاط ، الحركة داخل الفصل ، تغيير طبقات الصوت أثناء التحدث ، الإشارات ، الانتقال بين مراكز التركيز الحسية .

عبدالله بن حسين بن أحمد شقيبل
المشرف التربوي لمواد العلوم بالهيئة الملكية بينبع
shaqebil@rcy-ynb.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:10 PM

كيف تعلم طلابك عمليا أن يكتشفوا القوانين في الرياضيات ؟

المعلم الرياضي الناجح هو المعلم الذي يطور ويحسن مهارة الاكتشاف لدى طلبته ، يتم التحسين والتطوير من خلال الأنشطة الموجهة والهادفة ، فكما استطاع الإنسان أن يوفر المناخ والجو الملائم لنبتة البندورة ( لا للحصر ) أن تثمر في غير أوانها شتاءً، من خلال تهيئة العوامل والأساليب التي تساعد على الأثمار (مع التحفظ على هذه المقارنة بسبب الفرق الهائل بين النبتة والطالب ،الذي يمتلك بنية معرفية تفوق النبتة ،و أعقد أجهزة الحاسوب العملاقة، و تختلف عن كل الكائنات الحية ) فكذلك المعلم الماهر يستطيع أن يوفر المناخ الاستكشافي الإبداعي لدى طلبته من خلال الشعار الذي يقول : لا تطعمني مليون سمكة ، ولكن علمني أن أصطاد سمكة من فضلك . نعم لأن من يصطاد سمكة قد يصطاد غيرها وغيرها حتى يصبح صيادا ماهرا ، و لا تنس عزيزي القارئ حكمة العالم الذي سأله أصدقاؤه السذج في قديم الزمان : ها أنت قد أجريت مئة تجربة فاشلة و لم تحصل على نتيجة صحيحة ؟؟؟ نعم … نعم … ،إجابة الحكيم ،لكن المرة مئة و واحد سأكتشف القانون ، لأنني أعرف مئة طريقة خطأ ، و سأتجنبها جميعا ، وفعلا المرة مئة و واحد كان الاكتشاف ! في هذه المقال!
ة سيتم عرض أربعة أنشطة تهدف إلى اكتشاف قانون محيط الدائرة ومساحتها، و قانون مساحة سطح الكرة وحجمها ( يستطيع أي معلم اقتباس هذه الأفكار وتطويرها لمواضيع أخرى في مادة رياضيات(

النشاط الأول

الموضوع : محيط الدائرة ( ح = 2 نق (
الهدف : أن يكتشف الطالب قانون محيط الدائرة عمليا ( طول محيط الدائرة يساوي تقريبا طول 6 أنصاف أقطار الدائرة ، أو ثلاثة أقطار).
المواد والتجهيزات اللازمة :
ستة علب مختلفة في القياسات و فارغة على شكل أسطوانة دائرية قائمة ، خيوط عادية رفيعة ، مسطرة ، مثلثان بلاستيكيان قائمان ( متوفرة في علب الهندسة ) ، قلم رصاص .
الإجراءات :
1) ضع أرقاما متسلسلة على كل أسطوانة .
2) سجل الأرقام المتسلسلة في العمود الأول من الجدول في الأسفل .
3) لف الخيط على محيط القاعدة بحيث يكون طول الخيط يساوي محيط دائرة الاسطوانة ، كرر هذه العملية لجميع الأسطوانات الستة .
4) سجل طول الخيط الذي يمثل محيط كل أسطوانة في الجدول الأسفل .
5) قس طول قطر قاعدة كل أسطوانة ثم سجله في العمود المناسب في الجدول . تذكر : لقياس طول قطر القاعدة ؛ ثبت الأسطوانة بين المثلثين البلاستيكيين بشكل عمودي بحيث يكون أحد ضلعي القائمة مماسا لجسم الأسطوانة و الأخر منطبق على حافة المسطرة ، ثم أقرا المسافة المحصورة بين رأسي المثلثين من جهة الأسطوانة و المنطبقين على المسطرة
6) من الخطوة الخامسة ، أحسب طول نصف قطر القاعدة ، من خلال قسمة كل الأعداد في العمود على 2 .
7) أكمل الفراغ في العمودين الأخيرين من الجدول ، ثم سجل اكتشافك أسفل الجدول .

املأ الجدول الأتي :
كم مرة طول خيط المحيط أطول من نصف قطر الأسطوانة؟ كم مرة طول خيط المحيط أطول من طول القطر ؟ قياس طول نصف قطر دائرة الأسطوانة قياس طول قطر دائرة الأسطوانة قياس طول الخيط الذي يمثل محيط دائرة الأسطوانة. رقم الأسطوانة


ماذا تلاحظ في العمود الأخير من الجدول؟

.................................................. .................................................. .....................................

.................................................. .................................................. .....................................
في العمود الأخير لا بد أن تكون العلاقة بين المحيط و نصف القطر : طول الخيط الذي يمثل طول المحيط في العمود الأول يساوي 6 أضعاف طول نصف القطر أي ؛ ح= 6 نق (أو 3 أقطار كما في العمود قبل الأخير ) لأن 6 و كذلك 3 ، وهنا ينوه المعلم إلى أنه بسبب الدقة العلمية المتناهية ، و بسبب وجود نسبة خطأ في قياساتنا و بسبب التوفيق بين الجانب العملي والجانب النظري ( المثالي )، فقد اتفق العلماء أن نعوض بدل ح= 6 نق ؛ ح = 2 نق . قد يتوقع من أحد الطلبة ( وهذا ليس غريبا) ، أن يصيغ الاكتشاف كما يأتي : طول محيط الدائرة يساوي طول ثلاثة أقطار لها تقريبا أو طول ستة أنصاف أقطار لها تقريبا ، أو طول نصف قطر الدائرة يساوي سدس محيطها تقريبا ، أو طول قطر الدائرة يساوي ثلث محيطها تقريبا ، إن جميع هذه الإجابات إبداعية ولها معنى في بنية الطالب المعرفية الرياضية .

النشاط الثاني
الموضوع : مساحة الدائرة .
الهدف : أن يكتشف الطالب قانون مساحة الدائرة عمليا ( مساحة الدائرة تساوي تقريبا مساحة ثلاث مربعات منشئات على نصف قطرها ).
المواد والتجهيزات اللازمة : الأدوات الهندسية ، مقصات ، صمغ ، أوراق العمل ( مرفقة هنا (
خطوات التنفيذ 1) توزيع ورقة العمل الآتية على الطلبة

يلاحظ أن هذه الدوائر مختلفة من حيث نصف القطر .
2) تكليف الطلبة قياس أنصاف أقطار الدوائر جميعها .
3) توزيع ورقة العمل الآتية على الطلبة ( يجب أن يكون طول نصف قطر كل دائرة يساوي طول ضلع المربع ؛ أي كل دائرة لها 5 مربعات ، طول ضلع هذه المربعات يساوي طول نصف قطر الدائرة ، لذلك يرجى الدقة عند تصميم هذا النشاط من قبل المعلمين ، مع ملاحظة أن الرسومات هنا تقريبية وغير دقيقة ، وهي من أجل التوضيح فقط ) . ش(

4) أبحث عن المربعات التي طول ضلعها يساوي طول نصف قطر الدائرة ؛ عين كل دائرة مع المربع الذي طول ضلعه يساوي نصف قطرها .
5) قص المربعات بالمقص ، ثم حاول لصق أكبر عدد ممكن من المربعات على سطح الدائرة وذلك بشرط أن يكون طول ضلع المربع الذي تلصقه يساوي طول نصف قطر الدائرة ، ويجب عدم ترك فراغ على سطح الدائرة .
6) كم مربعا يلزم لتغطية الدائرة الواحدة ؟

.................................................. .................................................. .......................................

.................................................. .................................................. .......................................

إذا نفذ الطالب النشاط بعناية ودقة فسيلاحظ أن عدد المربعات اللازم هو 3 ، أي أن مساحة الدائرة تساوي مساحة ثلاث مربعات منشئات على نصف قطرها وبالرموز ؛
مساحة الدائرة ( تقريبا ( نق2 وهو ما يساوي بالضبط نق2 ، ويحتمل أن تكون هناك إجابات أخرى للطلبة مثل : مساحة المربع المنشأ على نصف قطر الدائرة يساوي تقريبا ثلث مساحة الدائرة ، و يمكن أن يربط أحد الطلبة مساحة الدائرة بمساحة المربع المنشأ على قطرها وهكذا .

النشاط الثالث

الموضوع : مساحة سطح الكرة .
الهدف : أن يكتشف الطالب قانون مساحة سطح الكرة عمليا ( مساحة سطح الكرة تساوي تقريبا مساحة 12.5 مربعا منشأ على نصف قطرها)

المواد والتجهيزات اللازمة : الأدوات الهندسية ، مقصات ، كرة القدم ، ورق تجليد
خطوات التنفيذ 1) جد طول قطر كرة القدم من خلال تثبيتها على مسطرة وبين مثلثين قائمين.
2) جد طول نصف قطر الكرة من الخطوة الأولى .
3) غلف كرة القدم بشكل جيد بورق التجليد ( أي أنك تصنع كرة أخرى من الورق ( .
4) انزع ورق التجليد بلطف ( كرة الورق من الخطوة السابقة) .
5) قص ورق التجليد ( الذي نزعته عن الكرة ) إلى مربعات ، بحيث يكون طول ضلع كل مربع يساوي طول نصف قطر الكرة .
6) ما عدد المربعات التي حصلت عليها ؟ وما العلاقة بين عدد المربعات وسطح الكرة ؟
يلاحظ أن عدد المربعات يساوي ( تقريبا ) 12,5 ؛ أي أن مساحة سطح الكرة تساوي مساحة 12,5 مربعا منشئا على نصف قطرها وهو ما يدل عليه القانون بالتقريب
مساحة سطح الكرة نق2 وهو ما يساوي بالضبط 4 نق2 .
يتوقع أن يكتشف أحد الطلاب العلاقة ( القانون ) بصورة عكسية ؛ أي أن مساحة المربع المنشأ على نصف قطر الكرة يساوي تقريبا 1\12 ، وقد تكون هناك إجابات أخرى إبداعية .

النشاط الرابع
الموضوع : حجم الكرة
الهدف : أن يكتشف الطلب قانون حجم الكرة عمليا ( حجم الكرة يساوي تقريبا حجم 4 مكعبات منشئات على نصف قطرها ).
المواد والتجهيزات اللازمة : الأدوات الهندسية ، مشرط أو سكين ، ثمار التفاح أو الفجل أو أي شئ كروي يمكن تقسيمه بسهولة ويسر مثل كرة من اللدائن .

خطوات التنفيذ :
1) أحسب طول قطر التفاحة من خلال تثبيتها بين مثلثين قائمين وعلى حافة المسطرة.
2) أحسب طول نصف قطر التفاحة .
3) قص التفاحة الى جزئين متطابقين بالمشرط .
4) حاول تقسيم الاجزاين الى مكعبات بحيث يكون طول ضلع المكعب يساوي طول نصف قطر الكرة ( لا تهتم بوجود نتوئات في المكعبات التي حصلت عليها أو عدم انتظامها (
5) ما عدد المكعبات التي حصلت عليها ؟ وما العلاقة بين عدد المكعبات وحجم التفاحة ؟
يلاحظ أن عدد المكعبات يساوي ( تقريبا ) 4 ؛ أي أن مساحة حجم الكرة يساوي حجم 4 مكعبات منشئات على نصف قطرها وهو ما يدل عليه القانون بالتقريب
حجم الكرة نق3 وهو ما يساوي بالضبط 4\3 نق3 ، ويمكن توقع اكتشاف القانون بطرق أخرى مثل : حجم المكعب المنشأ على نصف قطر الكرة يساوي ربع حجم الكرة ، ويتوقع إجابات إبداعية أخرى قد يظهرها الطلبة .

ملاحظة مهمة ومتقدمة في الرياضيات ( التكامل و التفاضل ) : هناك علاقة مهمة جدا بين مساحة الدائرة ومحيطها ، إن إجراء عملية التكامل لقانون محيط الدائرة يعطي قانون مساحتها، وبالعكس فأن اشتقاق قانون المساحة يعطي قانون المحيط، وكذلك بالنسبة للكرة، فأن اشتقاق قانون حجم الكرة يعطي قانون مساحة سطحها ، وتكامل قانون مساحة السطح يعطي قانون الحجم . فلو تم تقديم هذه الفكرة إلي طلبة التوجيهي فأنها تساعدهم في تخزين هذه القوانين بيسر وسهولة من خلال علاقة لها معنى رياضي منطقي.

الخلاصة : إن الأنشطة أعلاه تبني المعنى لدى الطلبة من خلال الأنشطة عمليا وبصورة قريبة جدا من الجانب النظري ، لذلك يرجى عدم الاستهانة بهذا النوع من الانشطة ، والتي قد تخزن في ذاكرة الطلبة لفترة طويلة جدا ، ويستطيع الطالب الحكم على نجاعة وصحة حله عند حساب محيط الدائرة ومساحتها ، وكذلك عند حساب مساحة سطح الكرة وحجمها ، فالطالب يعرف عمليا ونظريا أن طول محيط الدائرة يساوي تقريبا طول 6 أنصاف أقطار لها، وكذلك فأن مساحة الدائرة تساوي مساحة 3 مربعات منشئات على نصف قطرها ، وكذلك الأمر لمساحة سطح الكرة تساوي مساحة 12 أو 13 مربعا منشئا على نصف قطرها، وأن حجم الكرة يساوي حجم 4 مكعبات منشئات على نصف قطرها ، وفي النهاية لابد من الاعتراف بإن تطوير مهارة الاكتشاف من خلال التقدير في الرياضيات من الأمور المهمة جدا لدى جميع التربويين لأنها تنمي حب الاكتشاف وتطلق العنان للخيال في الإبداع ، لم لا والتقدير مع الاكتشاف عبارة عن تخمين ومعالجة ذكية للبيانات والظواهر الرياضية.

أ.منير جبريل
مشرف الرياضيات - وكالة الغوث الدولية - الخليل- فلسطين
ssmathhebron@yahoo.com

د.فالح العمره 04-04-2005 09:23 PM

طريقة المناقشة المركزة


أولا - تعريف مفهوم المناقشة المركزة

طريقة المناقشة المركزة هي نظام للاتصال الفعال يقوم علي ما يلي :
q توفير فرصة الحوار الهادف
q التوسع في وجهات النظر
q أفكار واستنتاجات واضحة
q مشاركة جميع أفراد المجموعة

ثانيا - المستويات الأربعة للمناقشة المركزة

1- المستوي الموضوعي : لكي تحصل علي بيانات أسال عن أشياء مثل : أصوات – كلمات – أهداف تخيلات –
أحداث تتذكرها المجموعة
2- المستوي التأملي : لكي تحصل علي استجابة المجموعة ورد الفعل منها , اسأل عن الذي أعجبهم أو لم
يعجبهم ؟ ما الذي أدهشتهم أو أثارهم أو أزعجهم أو سرهم . أو الشي الذي يعتقدون انه
مفيد أو غير مفيد بالنسبة للموضوع
3- المستوي التفسيري : لكي تحصل علي المعاني والأفكار من المجموعة اسأل عن الأشياء المهمة ذات المعني ؟
اسأل عن عنوان أو قصة لكي تعطي أمثلة توضيحية
4- المستوي القراري : لكي تعرف القرارات التي توصلت إليها المناقشة استخدم أفعال مثل ( يعمل – يبدأ –
ينفذ - ) اسأل المجموعة عما عقدت العزم عليه وما الذي تراه خطوة ضرورية ,
ما هو الذي نري تطبيقه عمليا

ثالثا – لماذا نحتاج إلى استخدام طريقة المناقشة المركزة

· عند محاولة الاتصال بالآخرين تظهر العديد من الصعوبات المتشابهة , فكثيرا ما يطلب منا أو نطلب نحن من الآخرين تقييم شي معين أو الحكم عليه قبل أن تتوافر البيانات والحقائق الضرورية . وفي أحيان أخرى تظل المناقشات التي تدور لغرض معين عامة ومتشعبة فتصبح عملية اتخاذ القرار من الصعوبة بمكان حتى أن الجميع يشعرون بعدم الراحة أو عدم الاقتناع بما توصلوا إليه من نتائج . ولكي يكتسب الإنسان مهارة استخدام هذه الطريقة فهو يحتاج إلى الممارسة التي سرعان ما تجعله قادرا علي قيادة المناقشات للتوصل إلى أفكار واستنتاجات واضحة بعد تفكير شامل . ويمكن أن تصبح طريقة المناقشة المركزة أساسا لما يلي

§ جمع البيانات والأفكار
§ المشاركة في المعلومات
§ مناقشة موضوعات صعبة
§ التأمل في مسائل وأحداث مهمة
§ تقييم الأداء
§ إعداد جماعي للتقارير أو العروض
§ تستخدم في التدريس مع مجموعات المناقشة من التلاميذ

رابعا – كيفية تطبيق هذه الطريقة ( كيف تطبق هذه الطريقة في الاجتماعات والجلسات وفي التدريس

1- أثناء إدارة المناقشة احرص علي تسلسل الأسئلة حيث يؤدي تسلسل الأسئلة إلى :
توجيه تفكير المجموعة المختصة بالقرار
تطوير وعي المشاركين
2- استخدم مستويات المناقشة الأربعة في الأسئلة في كل مرة وهي ( الموضوعي – التأملي – التفسيري – القراري )
3- درب نفسك عليها جيدا بحيث تكون طريق طبيعية للتفكير
4- اعمل علي تشغيل الذهن مع المشاركين بحيث تجعلهم يتحركون من مرحلة إلى مرحلة
5- أعطى إحساس في المناقشة أن تفكيرهم من الممكن أن يتحول إلى فعل إذا وثقوا في أنفسهم وطبقوا ما يتم مناقشته
6- احرص إن تحصل علي تأملات وقرارات جماعية مبنية علي كل المعلومات المتاحة

خامسا: ملخص لطريقة المناقشة المركزة

يقوم الشخص القائم بإدارة الجلسة قبل / أثناء / بعد الجلسة بعمل الآتي :
‎ تجديد الأهداف المطلوبة من هذا اللقاء / الاجتماع /
‎ يحضر الأسئلة والخطوط العريضة لسير الجلسة
‎ يحضر افتتاحية شيقة وجذابة يفتتح بها الاجتماع ملخصة وسريعة حتى لا تؤدي إلى الملل
‎ يدرس أنماط المشاركين ويتوقع ردود أفعالهم ويكون جاهز للتعامل الإيجابي مه هذه الأنماط
‎ يستخدم المستويات الأربعة للمناقشة المركزة السابق الإشارة الهم
‎ يحضر أنشطة ومداخل معينة تساعد علي تحقيق الأهداف
‎ اجعل كل الحاضرين يشاركون بقدر الإمكان مشاركة فعالة
‎ يلخص في نهاية الجلسة الأفكار التي دارت بين المجموعة
‎ يراجع القرارات التي أقرتها المجموعة
‎ يتفق علي أسس وطرق تطبيق هذه القرارات مع المشاركين في المناقشة

سادسا اعتبارات عامة في استخدام طريقة المناقشة المركزة
1- وجه سؤالا يمكنك الإجابة عليه
2- تجنب الأسئلة التي تكون الإجابة عليها بنعم أو لا
3- لا تسال عن بيانات لا تتوافر لدي المجموعة
4- وجه أسئلة قصيرة وواضحة . ثم انتظر الإجابة
5- ضع خطة لتسلسل الأسئلة , وما الذي تريد أن تصل إليه في النهاية
6- لكي تحافظ علي استمرار المحادثة استخدم عبارات حسنا نريد إجابة من شخص أخر
7- عليك بتشجيع أسلوب المشاركة عن طريق سماع الإجابة من كل واحد في الدائرة أو المجموعة
8- توجيه السؤال لأفراد معينين ( غير المشاركين )
9- تقبل كل الإجابات

إعداد
اشرف أنور جرجس
مشرف مكون التعليم المجتمعي
برنامج المدارس الجديدة / هيئة كير الدولية / مكتب بني سويف

د.فالح العمره 04-04-2005 11:04 PM

المربي وتحديات الدور

المقدمة : -
إن المربين هم الذين يصنعون عقول الأجيال المتعاقبة ويبنون أخلاقها ويعدون القيادات ،وهم الذين يتحملون مسؤولية وصل الماضي بالحاضر ووصل الحاضر بالمستقبل في أذهان وقلوب أبناء المجتمع .
إننا لا نجافي الحقيقة حين نقول أن الأنبياء معلمون ، والفلاسفة معلمون ، والمصلحين التاريخيين معلمون .فالمعلمون كانوا دوما رسل ثقافة وعلم ومعرفة ودعاة إصلاح وتطوير ورواد تجديد وإبداع ويتوقف على نجاحهم في غرس التربية الصحيحة والخلق القويم في نفوس الناشئة وإكسابهم مهارة البحث المعرفي والتفكير الناقد ،نجاح المجتمع وتفوقه وتطوره ولحاقه بركب الحضارة .
وفي هذه المحاولات المتواضعة تحدثت باختصار عن أثر التقدم التقني والتكنولوجي وما جلبه من تدفق معلوماتي وثورة معلوماتية في حياة الأفراد والمجتمعات ثم تطرقت بالحديث عن الدور الجديد للمربي في ضوء المتغيرات التي طرأت وكيف سيواجه المربي تحديات الألفية الثالثة من خلال الإطلاع على المجالات التي كانت تحدد دوره ووجباته الأساسية التي كان يؤديها سابقا ، ثم الحديث عن ماهية التحديات الطارئة التي فرضت عليه دورا جديدا من خلال التكيف مع هذه المستجدات .
اختتمت محاولتي بخلاصة اتبعتها مجموعة من التوصيات التي اعتقدت أنها قد تساعد في صقل شخصية المربي وإعداده لمواجهة تحديات كل مرحلة بما يناسبها .

المربي وتحديات الدور
إن ثورة التكنولوجيا التي نشهدها في هذا القرن ستكون بالغة التأثير في حياتنا ويتوقع أن تتغير أنماطنا الحياتية في كافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتربوية شئنا أم أبينا، فان التغيير قادم لا محالة ولكن بدرجات متفاوتة، ففي المجتمعات المتقدمة ستكون الاستجابة لهذه التغيرات سريعة ولا يتوقع حدوث مشكلات حادة تؤثر في الفرد والمجتمع، أما في الدول النامية فان هذه الهوة ستكون كبيرة بين التقدم العلمي والتكنولوجي على مستوى العالم وقدرة هذه الدول على استيعاب هذا التقدم والتكيف معه.
إن العلاقات الاقتصادية بين الدول في هذا العالم تشهد ثورة التكنولوجيا وما ينطوي من تقدم مذهل في الاتصالات، قد أوجد مناخا للتفكير في موضوع العولمة، حيث بدأ يتسع ليشمل كل ما يتعلق بحياة الناس اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، فالعولمة برأي كثيرين من الكتاب هي " وجود نظام شامل لتحديد العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والاجتماعية تتخطى الحدود الإقليمية، والدولية للشعوب، ويؤد على القواسم المشتركة لهذه الشعوب بغض النظر عن ظروفها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحيث تنحو إلى الانتماء العالمي أكثر من انتمائها الإقليمي وتصبح بذلك مكونا من مكونات المجتمع الدولي.
والعولمة أنواع : العولمة الاقتصادية، والعولمة الثقافية، والعولمة الاجتماعية، والعولمة التربوية.
والعولمة التربوية هي نتاج حتمي للعولمة الاجتماعية والثقافية، وتسعى الدول الغربية إلى تقديم نماذج تربوية مبهرة لتدلل من خلالها على أن التربية الغربية تتفوق على نظيراتها من أنواع التربية الأخرى في الدول النامية وألا ما كان هذا التفوق العلمي والتكنولوجي.
وما من شك في أن التعليم كان قديما يهدف إلى فهم الظواهر والأحداث التي تجري حول الفرد والى كيفية التعامل مع هذه الأحداث، والاستفادة من المصادر الطبيعية، بل وتسخيرها في حياته، لذلك فقد ارتبطت التربية ارتباطا عضويا بأسباب وعوامل التنمية في كافة المجالات. فالتعليم ركن أساسي في كافة أشكال التنمية، وخصوصا التنمية المتصلة بالإنسان. والعصر الذي نعيشه مليئ بالتحديات التي تواجه الإنسان في حياته،و تظهر في كل يوم معطيات جديدة نتيجة للاكتشافات والاختراعات والتطبيقات في كافة المجالات بما فيها التربوية والتعليمية، وهذه المعطيات بحاجة إلى خبرات وأساليب جديدة ومهارات وتقنيات للتعامل مع هذه الأساليب بعناية ونجاح، أي بحاجة إلى إنسان مبدع ومبتكر وقادر على التكيف البيئي مع هذه التغيرات وفق القيم والأخلاق والأهداف المرغوبة.
وفي مجال التربية، فنحن بحاجة إلى معلم مبدع ذي بصيرة نافذة وقادر على التفاعل مع هذه التطورات والتغيرات في كافة المجالات التعليمية والتكنولوجية والتطبيقية، ويتطلب ذلك وجود تربية تواكب متطلبات هذا العصر سريع التغير.
رغم التقدم والتطور في هذا العصر الناشئ عن وجود ثورة المعلومات والتكنولوجيا في كافة المجالات العلمية كالطب، والهندسة الوراثية، والحاسب الآلي وتقنياته ووسائل الاتصال وغيرها من التقنيات التي قدمت مساهمة كبيرة في تحسين حياة الإنسان، إلا أن هذا التقدم أصاب هذه الحياة بالخلل في جوانب عديدة، فقد تخلى الإنسان عن كثير من القيم الأخلاقية، وانتشر الفساد بطريقة أثرت فيه بطرق عديدة منها : انتشار المخدرات، والإرهاب، والرشوة، والاختلاس، وضياع الحقوق.
لقد أسهم الكثير من الاكتشافات التي أسيئ استغلالها في إفساد حياة الإنسان من خلال السلبيات للأقمار الصناعية و استخدامها في التجسس، والإشعاعات غير المرئية الناتجة عن التفاعلات الذرية والنووية والتي تستخدم في الدمار والقتل، والآثار السلبية للعديد من البرامج التلفازية التي تسيء لكرامة الإنسان وقيمه وأخلاقه، والهندسة الوراثية، والحروب للتكنولوجيا يدل على تسبب الدمار والهلاك، وغيرها من الآثار السلبية بحاجة إلى تربية غير تقليدية من الدول النامية والعربية، وهذه التربية المنشودة تحتاج إلى وجود معلم ومرب قادر على رفع قدرات المتعلمين واستثارة دافعيتهم نحو القيادة في كافة المجالات وغرس القيم والأخلاق والأفكار الايجابية لاكتشافات هذا العصر الجديد، وتعزيز الثقة والإيمان لديه بأهمية التطور الايجابي.(1)
هذا ما يجعلنا نقول إن من أهم المشاكل التي تواجه المربي وتضعه في التحديات المستمرة هي العولمة الناتجة عن التكنولوجيا، وثورة المعلومات. بالإضافة لنظرة المجتمع للمربي والمعلم.
ولذا فإن عالمنا الذي نعيش فيه يتجه نحو التطور والعولمة ونحو الديناميكية والتطور السريع والتعقيد، وهذا يتطلب من كل فرد المحاولة إلى مواكبة هذا العصر ليكون قادرا على العيش ضمن هذه المتغيرات التي تحيط به، وألا سيجد نفسه غارقا في معاناة مستمرة لن يستطع النجاح، ومن الممكن أن يشعر انه بعيد كل البعد ومنعزل عما حوله.
ومن هنا، فان المربي الذي اقتصرت مهمته على نقل المعلومات فقط للطلبة، أصبح دوره محدودا ، لكن المؤمل منه أكثر فاعليه وأكثر حركة في ظل التطور السريع لهذا الزمن لكي يشعر المربي انه يؤدي دوره بفاعلية وايجابية. وان التوجه للتعامل الفاعل مع معطيات القرن الجديد لا بد أن تكون آثاره و بصماته على طبيعة النظم والأدوار والمهمات الخاصة بها بحيث تتخلص من سبل الرقابة التقليدية في الأداء ومن المعوقات التي تقف حاجزا منيعا دون اللحاق بركب هذا العالم الديناميكي.
ومع تقدم وسائل الاتصالات وسهولة تدفق المعلومات، أصبح العالم كأنه يعيش في قرية صغيرة مليئة بالمعلومات المتقدمة والمتشابكة. من هنا لا بد أن يحدث تغير جذري في نظم التعليم بحيث يواكب تحديات جيل الألفية الثالث حيث أن أمامه تحديات شاقة وكثيرة.(2)
ولذا لا بد من إحداث ثورة في طرائق التدريس والتقويم بحيث نخلق جيلاً واعياً بما يدور حوله في العالم، وفى نفس الوقت لا يفقد هويته الوطنية، جيلاً قادراً على التنبؤ والإبداع لا الحفظ والتلقين، جيلاً يرى الكل دون إن يفقد جزءا من هذا الكل.
ولما كان المربي هو الركن الأساسي في منظومة التعليم، وللوصول إلى ذلك لا بد أن نسأل أنفسنا ما دور الموجه المربي في تغيير واقعنا التعليمي الراهن وصولاً إلى نظام تعليمي يواجه التحديات وينهض بهذا الجيل.
وحيث إن النظام التعليمي هو المسئول عن بناء هذا الإنسان الذي نريده ودور المربي في هذا الصدد هو بمثابة حجز الزاوية في هذه العملية، وعليه فإن هذا البحث سيتناول هذه المشكلة التي يمكن بلورتها في السؤال التالي:
كيف يواجه الموجه المربي تحديات الألفية الثالثة؟ (3)
ولكن لو تعرفنا إلى مجالات المعلم للكفايات الرئيسية والتي كانت مطلوبة منه سابقا لوجدناها :-
1. المجال الأول : المعلم ناقل للمعرفة importer of information ويضم 14 كفاية ثانوية.
2. المجال الثاني : المعلم مدير للنشاط التعليميdirector of learning activities ويضم 13 كفاية ثانوية.
3. المجال الثالث : المعلم مصمم ومصدر لعملية التدريب على التعليم designer and source for the process of “learning how to learn “ ويضم 11 كفاية ثانوية.

(1) نشوان، يعقوب، 2000، ص (58)
(2) الطويل، هاني، 1999ن ص (433)
(3) مصطفى، عبد الحميد حسن، 2003، (الإنترنت)
4. المجال الرابع : المعلم مصمم ومدير لمهام التعليم designer manager learning tasks ويضم 13 كفاية ثانوية.
5. المجال الخامس : المعلم يشارك في الإشراف Participation in Supervise ion ويضم 6 كفايات ثانوية.
6. المجال السادس : المعلم في تفاعل مع الآخرين interacting with other people ويضم 10 كفايات ثانوية.(4)

أما إذا تكلمنا عن مسؤوليات المعلم المفروضة قبل هذا التطور لوجدناها :-
أولا : تنظيم حياة التلميذ المدرسية ( مسؤولياته:-)
1. المدرسة بيت التلميذ الثاني، ومن واجبه المحافظة عليها ممتلكات وأدوات ووسائل وأغراض وسمعة طيبة.
2. وجود التلميذ في المدرسة يوجب عليه حسن السلوك والتصرف والقول والفعل.
3. التقييد بنظام المدرسة وقوانينها وقراراتها.
4. نشر الصداقة والمحبة بين التلاميذ تحقيقا للجو الدراسي السليم.
5. الاهتمام بشكل التلميذ الخارجي ( الثياب، الشعر، الوجه، الرائحة الذكية، الحذاء، الأظافر (
6. الاهتمام بترتيب عمل التلميذ المدرسي ( تامين الكتب، واللوازم المدرسية، وتسجيل تحضير الدروس، ومواعيد الامتحانات، كتابة الوظائف (
7. ضبط وضع التلميذ في : كيفية الجلوس على المقعد، المحافظة على نظافة الأدوات المدرسية، تنظيم الكتب والدفاتر، كيفية الإمساك بالقلم والدفتر، واستعمال الحبر السائل، استخدام الأقلام الملونة، واستعمال المسطرة في الرسم (
8. ضبط وجود التلميذ في الصف
9. منع طرح الأسئلة وقت الامتحانات إلا بوقت محدد
10. حل المشاكل التربوية التعليمية. ( (5

و لو نظرنا في ماهية واجبات المعلم الشخصي سابقا :-
1. التقييد بأنظمة المدرسة
2. اعتماد التخطيط في العمل
3. تطوير عمله التعليمي
4. المحافظة على الهيئة الخارجية للمعلم
5. المحافظة على حالته النفسية
6. اعتبار التلاميذ أمانة بين يديه إفادة التلاميذ من خلال الوسائل الشرح
7. اعتماد الحوار بين المعلمين لاستخلاص المفيد الذي يخص التلاميذ
8. العمل على إقامة علاقة سليمة مع أهل التلاميذ
9. وضع الأهل في أجواء أبنائهم التربوية والتعليمية
__________________________________________________ ______

(4) طعمة، رشدين 1999، ص (29)
(5) كبريت، سمير محمد، 1998، ص (68)
10. تقديم النصائح إلى الأهل حول أبنائهم
11. المحافظة على سمعة المدرسة
12. الاهتمام بالإطلاع
13. الانتساب إلى نقابة المعلمين
14. تزويد إدارة المدرسة بكل كتاب أو مؤلف جديد
15. تزويد إدارة المدرسة بالاقتراحات المفيدة. (6)

لذا فان تحديات الدور الجديد للمربي تفرض عليه الأدوار الأساسية التالية :-
التدريس
البحث العلمي
خدمة المجتمع

أولا : قد يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى أن التدريس ينحصر فيما هو متعارف عليه في نقل المعلومات وإيصال الأفكار وشرح المفاهيم وتقويم أداء الطالب.
ولكن المربي في هذا العصر يواجه:-
1. الإسهام في بناء وتطوير أبعاد الفرد ونماء أطره المعرفيه والمهاراتيه، وتبصر درجة إسهام هذه المعرفة في بناء شخصية الفرد وامتلاكه للمهارات الضرورية اللازمة لتعايشه مع المجتمع. وهذا يقتضي أن يمتلك المربي المهارة الكافية لتبصر المتعلمين بالمقدرة على الربط بين ما هو نظري وما هو عملي وإبقاء المتعلم على صلة بواقعه مما يتطلب استمرارية نمو المعلم معرفيا ومهنيا بشكل يتناسب مع تسارع واضطراد النمو المعرفي.
2. تربية الفرد بشكل يمكنه من توظيف مخزونه المعرفي ومهاراته في عملية تفكير وتفكر تساعده على أن يحيا حياة عملية واجتماعية وذاتية فاعلة، فالتحدي الذي يواجه المربي في مهمته يكمن في تنمية الطالب باتجاهين :-
الجانب الذاتي : فيوقع هذا الجانب على المربي تحد كبير في جعل الطالب أكثر استقلالية في فكره ومنحه الحرية لبناء اتجاهه الفكري، لا أن يفرض عليه طريقة تفكير محددة بحيث يصبح المتعلم نمطيا في تفكيره وتفاعله مع ما يعترضه من مشاكل في حياته. فالمربي الناجح معني ببناء جيل قادر على تكوين نهج وطريقة تفكير مستقلة يستند إليها هذا الجيل فيما يعترض حياته من قضايا ومشاكل بحيث يكون رؤى واضحة لطريقة تعامله مع الحياة.
الجانب الاجتماعي : فان المربي الكفء يجب أن يدرك أن دوره لا ينتهي عند تنمية الجانب
المعرفي لدى الطالب، بل إن هناك بعدا اجتماعيا في عملية التعليم يضاهي أهميته البعد المعرفي الأكاديمي. إن مربي العقد القادم يواجه تحديا بارزا في بناء جيل مستقبلي يمتلك مقومات النماء والتكيف مع محيطه الاجتماعي ومدركا أن الحياة الاجتماعية القادمة ديناميكية وان مضامين هذه في تبدل مستمر، إذ أن الانكفاء على بناء شخصيات تتسم بالجمود والانغلاق والتقوقع على ألذات يقف حاجزا كبيرا دون إسهام فئة كبيرة من

__________________________________________________ ___________ (6) كبريت، سمير محمد، 1998، ص (69)
أبناء المجتمع في حركة بنائه وتطويره. ولكن على المربي الذكي أن يدرك أن بناء جيل يتسم بالنماء والتطور
والانفتاح الواعي يجب أن يوازيه تحد كبير للمحافظة على الثوابت القيمية والاجتماعية والحضارية التي تمثل جذورا لهوية الفرد في مجتمع سريع التبدل والتغير.(7)
ثانيا : فان التطلعات المطلوبة من المربي في هذا العصر هي :-
1. يتطلب منه أن يكون عصريا متطورا ومتجددا مسايرا لعصر تفجر المعرفة ومشاركا واعيا في تلبية حاجات العصر، ويتطلب منه لتحقيق ذلك النمو المستمر في مجال استخدام تكنولوجيا التعليم والأساليب والمهارات التعليمية، التقنية الحديثة. هذا إضافة إلى الإطلاع المستمر في مجالي الثقافة الخاصة والعامة.
2. الاتصال بالبيئة والمجتمع المحلي اتصالا هادفا وفاعلا) فيأخذ ويعطي ) يستفيد من مصادر البيئة في التعليم وتوظيف المعرفة، فالبيئة هي المكان العملي لتطبيق وتوظيف المعرفة ويتم ذلك بتوجيه النشاط المرافق للمنهاج الصفي واللاصفي – لخدمة البيئة. فالمعلم الناجح يعرف طلابه على الأماكن الأثرية والسياحية والدينية في البيئة عن طريق الرحلات والمساهمة بإحياء المناسبات الدينية والوطنية والقومية، ومشروعات خدمة البيئة.
بهذا الأسلوب يحقق المربي الأهداف والتطلعات في مجال توظيف المنهاج وربطه بالبيئة والمجتمع الذي سينضم إليه الطالب بعد تخرجه فلا يجده غريبا عليه، لأنه تعود وتعلم كيف يخدم بيئته ومجتمعه خلال مراحل التعليم المتنوعة.
3. يتطلع إلى المعلم العصري، بان لا يكون ناقل معرفة فقط بل مساعدا للطالب على التعلم والبحث والدراسة والتطبيق بما ينقل أليه من خبرات تعليمية إضافة لما يعرفه من خبرات بهذا يكون المعلم قد حقق الهدف والتطلع إلى ترجمة المعارف والمعلومات إلى واقع حياتي، يستفيد منه الطالب في حياته المستقبلية المنتظرة في وطنه ومجتمعه.
4. الاتجاهات الحديثة والتربوية المعاصرة تفرض على المعلم أن يكون ملما ومثقفا في مجال علم النفس التربوي، وذلك لمعرفة مراحل نمو الطفل، وما يتطلبه في كل مرحلة من أساليب تربوية وحاجات أساسية أو ثانوية. وبالتالي ليعرف المعلم الفروق الفردية عند الطلاب، فيعد لهم الخطط والبرامج التي تناسب جميع فئاتهم المتنوعة في قدراتها العلمية والعمرية.
5. ينظر ويتطلع إلى المعلم منذ القدم وعلى مر العصور بأنه صاحب مكانة مهمة ورسالة مقدسة وعليه فهو مطالب بان يكون قدوة في المجتمعين المدرسي والمحلي. من حيث صفاته وسلوكه السوي. فالمعلم مرب فهو الذي يؤتمن على فلذات الأكباد، يشارك مع الأسرة في إعدادهم وتربيتهم التربية السليمة المنشودة.
إن خطأ المعلم ينعكس على الطفل أو الإنسان فيؤثر بذلك على نموه المتكامل وشخصيته السليمة بينما ينعكس خطأ الحداد أو النجار على قطعة خشب أو حديد، يمكن إصلاح وتعويض ذلك بإبدال قطعة الخشب أو تصحيح قطعة الحديد بتحميتها على النار. ولا يغرب عن البال هنا بان يكون المعلم قدوة في مظهره من حيث الملبس المناسب، والاتزان والمرونة، والعدالة والصبر.
6. المعلم العصري مطالب بأن لا يكون حرفيا في تنفيذ المقررات والمناهج، فالمعلم بخبراته الواسعة وتجدده المستمر، يعتبر مثريا للمنهاج – يحلله ويخطط له ويفعله بتوظيف تكنولوجيا التعليم والأساليب والمهارات التقنية الحديثة.
__________________________________________________ ___________ (7) الطويل، هاني، 1999، ص (433)

7. يتطلع إلى المعلم أيضا بان يكون إنسانيا يتصف بالعلاقات الإنسانية الطيبة مع الجميع من زملاء وأولياء أمور ومجتمع محلي بشكل عام، ومسئولين – ليتمكن بالتالي من الوصول إلى عطاء الآخرين وخبراتهم فيعمل معهم، فيأخذ ويعطي، إن العلاقات الإنسانية الطيبة تساعد في التعاون والانتماء للمؤسسة التربوية التي يعمل فيها، فيعمل مخلصا متفانيا وبروح الفريق لتحقيق أهداف المؤسسة التي ينتمي إليها ( المدرسة ). (8)
وصار المعلمون يتبارون في استخدام الوسائل التي تساعد المتعلمين على إتقان ما حدد لهم في المنهج من حقائق ومعلومات، ومن بين هذه الوسائل تلخيص مواد الدراسة، وضغطها في كتيبات أو مذكرات لتكون خلاصة سهلة التناول، كما يقلل من التعلم الذاتي، وأصبح معظمهم لا يقبل على تحمل المسؤولية بمعناها الصحيح، وقل ميلهم إلى البحث والإطلاع. إضافة لذلك، لم يكن المعلم مستعدا لتشجيع التلاميذ على تقديم اقتراحات خاصة بما يدرسونه، وإذا قدم احدهم اقتراحا، فان ذلك يعد نوعا من الجرأة، وخروجا على الحدود المرعية، وعنى هذا حرمان التلاميذ من التدريب على التنظيم وربط الأفكار والمعلومات بعضها ببعض، وحرمانهم أيضا من التدريب على النقد البناء.
وكل الحالات السالفة الذكر، جعلت المعلم لا ينتظر من تلاميذه إلا أن يستقروا في أماكنهم هادئين تماما، ليتمكنوا من استقبال ما يلقيه عليهم من معرفة وتعليمات، إذا كان المعلم الماهر هو الذي يستطيع جعل تلاميذه هادئين تماما في أماكنهم دون أي صوت من جانبهم أو حركة أثناء الدرس.

فلو لخصنا الدور التقليدي للمعلم لقلنا :-
كان المعلم ذاته يرى أن وظيفته الأساسية في الغالب هي نقل المعلومات إلى أذهان المتعلمين، مع التقييد التام بما نص المنهج عليه من الموضوعات، وما ورد في الكتب المدرسية المقررة من معلومات عن هذه الموضوعات.
وبما أن إتقان هذه المعلومات كان غاية في ذاته، فقد كان المعلم يعني بهذا الإتقان أكثر من عنايته بقيمة المعلومات عند المتعلم. وفي معظم الحالات كان هذا يؤدي بالمعلم إلى تشجيع التنافس بين المتعلمين في دراسة المواد المقررة، بدلا من تدريبهم على التعاون فيما بينهم للوصول إلى أهداف مشتركة، وبدلا من إتاحة الفرص المتنوعة أمامهم للقيام بأوجه نشاط مختلفة تساعد على نموهم المتكامل المنشود، والاهتمام بإتقان المادة الدراسية جعل المعلم في الغالب يحدد لتلاميذه ما يستذكرونه في الكتاب المقرر أولا بأول، كما جعله يحدد لهم أيضا مقدار العناية التي يوجهونها إلى كل جزء يستذكرونه. " وكان مدرسون كثيرون يدربون تلاميذهم على أنواع الأسئلة التي ترد في الاختبارات، وطريقة الإجابة عنها، كما قلل من اعتماد التلاميذ على أنفسهم، وجعل كثيرين منهم لا يقبلون على معالجة أي أمر من الأمور إلا إذا اخذوا عنه تعليمات منفصلة، فضعفت ثقتهم بأنفسهم، وساعدوا هذا أيضا على شعور التلاميذ إن إتقان المادة الدراسية والنجاح في الامتحان هو هدف المدرسة الاسمي.

التعليم المبرمج :-
إن ظهور التعليم المبرمج في الخمسينات من هذا القرن، بدل كثيرا من المفاهيم التربوية السائدة، ومن بينها مفهوم " الوسائل التعليمية " ، إذ " اثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الدارس قادر على أن يتعلم بمفرده إذ عرضت المادة التعليمية عليه بطريقة تسمح له بالتفاعل المباشر بينه وبينها. كما اثبت التعليم
__________________________________________________

(8)قرقزة، محمود عبد القادر، 2000، ص (65)
المبرمج أن مواقف التعليم لا تقضي بالضرورة وجود معلم، ولذلك اتجه اهتمام التربويين إلى عملية التعليم لا التدريس". الأمر الذي أدى إلى تخوف المعلمين من التعليم المبرمج ومن الآلات التعليمية، فذهب بعضهم إلى
القول : "بان التعليم المبرمج سوف يسهم في نشر البطالة بين من اعدوا لمهمة التعليم، وهو كثيرون " .
وذهب آخرون إلى إن التعليم المبرمج " سيقضي على مهنة التدريس كلها " .
وتجدر الإشارة إلى إن المعلمين المتخوفين من التعليم المبرمج، اعتبروه مجرد استخدام للآلات في التدريس لتحل محل المعلم، وهذا ما أثار الخوف عندهم.

اعتماد التكنولوجيا . . هل ألغى دور المعلم ؟
إذا نظرنا إلى التكنولوجيا التربوية على إنها : " طريقة في التفكير، فضلا عن أنها منهج في العمل، وأسلوب في حل المشكلات يعتمد في ذلك على إتباع مخطط منهجي، أو أسلوب النظام لتحقيق الهداف، ويتكون هذا المخطط المتكامل من عناصر كثيرة تتداخل وتتفاعل معا بقصد تحقيق أهداف تربوية محددة.
وإذا نظرنا إليها على إنها : " برنامج للعمل والممارسة اختيرت مكوناته ورتبت ترتيبا محددا في ضوء منظومة معرفية سلوكية تتمتع بدرجة مقبولة من الصدق العلمي " .
وإذا فهمناها على أنها : " تطبيق المعرفة في تصميم وتنفيذ وتقويم النظم التربوية " ، أتت إجابة السؤال الذي طرحناه سابقا، بالنفي، فالتكنولوجيا التربوية لم تلغ دور المعلم، بل غيرت دوره، ومنحته أدوارا جديدة يمكن أن تتعرض لها ونعرضها في النقاط التالية :-
دوره كوسيط تعليمي ومنظم للتواصل : لقد كان ينظر إلى العملية التعليمة على أنها عملية اتصال طرفاها المعلم ( المرسل ) والتلميذ ( المرسل إليه )، يتم فيها نقل المعرفة ( الرسالة ) عن طريق ( وسيط ) تختلف أنواعه. وهذا لا يتمش مع النظرية الحديثة للتربية، حيث أصبح المعلم يعمل كوسيط تعليمي.
دوره كمعد للأهداف : فهو معني بتحديد الأهداف السلوكية على شكل نتاجات تعليمية منتظرة، وعلى أن تكون مرتبطة بالأهداف التربوية العامة.
دوره كمشخص : ولكي يسهل المعلم أداء مهمته، وكما يسهل عملية التعلم عند طلابه، ويجعل العملية التعليمية أكثر نجاعة، يقوم المعلم بالتعرف على خصائص طلابه، وتحديدها، لان ذلك يعينه على فهم طبيعة المتعلمين الذين يتعامل معهم " فيحدد نواحي القوة والضعف عندهم، ومستوى القدرة على التعلم لدى كل منهم " .
دوره كمصمم برامج : أصبح المعلم مخططا لخبرات وأنشطة تعليمية ترتبط بالأهداف المخططة، وتتناسب مستوى المتعلمين وطرق تفكيرهم، وتسهم إسهاما فعالا في مساعدتهم على بلوغ الأهداف التعليمية. كما أصبح المعلم مسئولا عن إعداد المواد التعليمية اللازمة، ليتمكن الطلبة من ممارسة عملية التعلم.
دوره كمخطط وموجه للعملية التعليمية التعلمية : وذلك بإتباعه طريقة منهجية منظمة من ضبط المثيرات ( المادة التعليمية ) والحوادث التعزيزية ( التغذية الراجعة ) بشكل دقيق جدا.
دوره كمهندس للسلوك وضابط لبيئة التعلم : ودوره هنا لا يقتصر على تحليل سلوك المتعلم ومن ثم تعديله، وإنما يتعدى ذلك ليشمل هندسة سلوكه، وذلك عن طريق " ترتيب بيئة التعلم، بحيث يحصل المتعلم على السلوك المراد " .
دوره كمهندس اجتماعي : فهو " يشجع التفاعل بين أفراد الجماعة، ويستثير الاتصال بين التلاميذ، ويتعرف على حقيقة أن البشر مخلوقات اجتماعية تنمو وتتطور من خلال التفاعل في مواقف اجتماعية ذات معنى " .
دوره موفر للتسهيلات اللازمة للتعليم : فهو " يحدد امكانات مختلف مصادر التعلم، ويساعد التلاميذ على اختيار البدائل التعليمية المناسبة، ومن ثم يسهل تحقيق أهداف التعلم "
دوره مستشار : يتعاون مع الآباء، ومع زملائه من المعلمين، وكذلك مع المجتمع المحلي، من اجل تنظيم التعلم للتلاميذ.
دوره كمختص في الوسائل التعليمية : حيث يكون قادرا على استخدامها، وصيانتها، وعارفا بمصادرها، وقادرا كذلك على تقويم صلتها بالأهداف التدريسية.
دوره كباحث ومجدد : حيث يكون قادرا على التنظير من خلال ما يقوم به من ممارسات أو يفكر بطريقة منطقية ناقدة في كل ما يقوم به من أنشطة أو أعمال.
دوره كمقوم للنتائج العلمية : فهو راصد لكل تل العمليات والمقوم لها، للتأكد والتحقق من سلامة الخطوات التي أجراها، ومدى نجاحها في تحقيق الأهداف الموضوعة، وبلوغ النتاجات المنتظرة.
وفي نهاية المطاف : قد يبدو دور المعلم في ظل الصورة التي رسمتها له التكنولوجيا رائعا، إلا انه يصعب على المعلم – منفردا – ممارسة أدواره جميعها بالفاعلية والكفاءة المنشودتين . (9)


التحديات التي تواجه الموجه المربي في بداية الألفية الثالثة:
1. الاكتشافات الهائلة في مختلف المجالات مثل الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، السوبر كمبيوتر، الموصلات فائقة التوصيل والفيمتو ثانية.
2. سيطرة التكنولوجيا على الثقافة والحضارة وما ترتب عليها من موجات مؤسفة من الانحلال الخلقي والتفكك الأسرى وتفشى الإدمان والمخدرات وسيادة العنف والجريمة وزيادة معدلات الانتحار.
3. تفاعل التكنولوجيات مع بعضها البعض في مختلف العلوم والمجالات والذي يطلق طاقات هائلة تشبه التفاعلات الكيميائية تفوق في أهميتها ومقدارها العناصر التي دخلت في التفاعل أي أنها ليست حاصل جمع القدرات التكنولوجية المتفاعلة، بل هي أقرب إلى حاصل ضرب أو أس لمدخلات التفاعل. ويشكل كل ذلك إمكانيات واعده وتفتح أمام البشرية آفاقاً هائلة لو أمكن استغلالها لصالح الإنسان وتيسير حياته وحل مشكلاته، أم استغلالها لغير صالح البشرية يمكن إن تكون بداية لتدمير الإنسان وللحياة البشرية.
4. التقدم المذهل في كثير من المجالات خصوصاً فيما يتعلق بالطاقة والطاقة النووية، الليزر، بالإضافة إلى الهندسة الوراثية، كل ذلك يفتح الباب أمام إنتاج أسلحة ووسائل للدمار الشامل ليست فقط في متناول الدول والحكومات وإنما في يد الأفراد والأقليات أو الجماعات المتطرفة.
5. الإلكترونيات الدقيقة Microelectronics - صناعة الفضاء والطيران - صناعة وسائل الاتصال Telecommunication والتكنولوجيا الحيوية Biotechnology والكمبيوتر والبرمجيات.
6. السماوات المفتوحة والفضائيات والانترنت والبريد الإلكتروني مما يجعل كل إنسان لديه القدرة على الاتصال بكل مصادر العلم والمعرفة في العالم في أي وقت. ويمكنه الحصول على أحدث ما وصل إليه العلم خلال فترة زمنية قصيرة.
__________________________________________________ ___________ (9) قاسم محمد يوسف إبراهيم، "الدور الجديد للمعلم في عهد التكنولوجيا"، رسالة المعلم، العدد الثاني من المجلد التاسع والثلاثون، 1999، ص 50 )
كيف يواجه المربي هذه التحديات لكي يعمل على تطوير أدائه:
إن جيل القرن الحالي أمامه تحديات شاقة وكثيرة فأما إن يجد مكاناً له في هذا العالم، أو يجرفه الطوفان العلمي للعلم والمعرفة لذا لا بد من إحداث ثورة في طرائق التدريس والتقويم بحيث نخلق جيلاً واعياً بما
يدور حوله في العالم وفى نفس الوقت لا يفقد هويته الوطنية، وعليه لا بد أن يكون المربي على دراية وعلم بما يلي:
1. توظيف واستخدام أدوات تكنولوجيا التعليم في رفع مستوى العملية التعليمية من خلال ما يقوم به من عقد ندوات ولقاءات مع المدرسين وتدريبهم على كيفية استخدام هذه التقنيات.
2. القدرة على استخدام الكمبيوتر التعليمي وأجهزة العلوم بالحاسب.
3. تعديل وتطوير طرق تدريس العلوم في المراحل المختلفة بما يتماشى مع التقدم العلمي وعصر العولمة.
4. تطوير عملية التوجيه بحيث تؤدى إلى تنمية مهارات الطلاب لوضع الحلول المثلى لمشكلاتهم اليومية وتكوين اتجاهات إيجابية نحو التفاعل مع البيئة.
5. تنمية الفكر المنظومى لدى الطالب الذي هو من أهم سمات عصر العولمة.
6. ولا بد للتوجيه من الإطلاع على كل ما هو جديد ومبتكر في الإشراف التربوي والمنظومة التعليمية - بصفة عامة - ومنظومة المنهج - بصفة خاصة - من حيث الأهداف والمحتوى وطرائق التدريس الحديثة والجديد في أساليب التقويم حتى يستطيع أداء مهمته بنجاح. (10)

__________________________________________________ ___________ (10) صطفي، عبد الحميد حسن، 2003، الانترنت
الخلاصة
أثرت التكنولوجيا والثورة المعلوماتية في حياة المجتمعات والأفراد على كافة الصعد والمناحي الحياتية ومنها النواحي التربوية والتعليمية ، فلم يقتصر تأثير الثورة التكنولوجية على النواحي الايجابية بل كانت في كثير من الأحيان ذات آثار سلبية .
لم يعد دور المربي قاصرا على نقل المعلومات بل تعداه إلى التأثير في النظم التعليمية والأدوار
واجهت المعلم العصري تحديات كثيرة منها الاكتشافات العلمية الهائلة وسيطرة التكنولوجيا على الثقافة والحضارة الإنسانية وما ترتب عليها من آثار سلبية ، مما تطلب إعداد المربي القادر على مواجهة ذلك وتوظيفه لخدمة المجتمع ولم تلغ هذه الثورة دور المعلم بل منحته أدوارا جديدة معقدة لن يتمكن من أدائها منفردا أو منعزلا عن مجتمعه .

التوصيات :-
إن الاهتمام بعملية إعداد المعلم إعدادا يؤهله للقيام بالدور الجديد يجعلني أوصي بما يلي :
أولا _ استقطاب الفئات المميزة للدخول في مهنة التعليم .
ثانيا _ الارتقاء بمهنة التعليم ( تمهين التعليم) كغيرها من المهن الأخرى المرموقة .
ثالثا _ إعداد برامج تؤهل المعلم أكاديميا في البداية ثم مهنيا ،ومواصلة تدريبهم أثناء الخدمة والتعرف إلى احتياجاتهم .
رابعا_ إعداد المعلم ليكون منتجا للمعرفة لا مستهلكا لها وذلك بجعله باحثا إجرائيا يستطيع حصر المشكلات التي تواجهه وتحديدها والبحث في أسبابها وكيفية التغلب عليها وتجريب ما يفكر فيه عمليا في غرفة الصف .
__________________
المراجع : -
1. طعمة، رشدي احمد ( 1999 )، المعلم كفاياته وإعداده وتدريبه، مطبعة دار الفكر العربي، القاهرة.
2.كبريت، سمير محمد ( 1998 )، المعلم والإدارة التربوية، مطبعة دار النهضة العربية، بيروت.
3.مصطفى، عبد الحميد حسن ( 2002 )، موجه فني بمكتب مستشار وزارة التربية والتعليم، الإمارات، بحث تربوي، الانترنت.
4.إبراهيم، قاسم محمد يوسف، الدور الجديد للمعلم في عهد التكنولوجيا، العدد الثاني من المجلد التاسع والثلاثون، مجلة المعلم ( 1999 ).
5. قزقزة، محمود عبد القادر ( 2000 )، مهنتي كمعلم، مطبعة الإمارات العربية للعلوم، الإمارات العربية المتحدة.
6.الطويل، هاني عبد الرحمن صالح ( 1999 )، الإدارة التعليمية .. مفاهيم وآفاق، مطبعة دار وائل.

بقلم / سلوى شرف

د.فالح العمره 04-04-2005 11:05 PM

واجب المعلم تجاه طلابه

يُعد المعلم حجر الزاوية في العملية التعليمية كما أن الطالب في التربية الحديثة هو محور العملية التعليمية ، والمعلم الناجح هو الذي يدير دفة هذه العملية التعليمية بالطريقة المناسبة التي تحقق الأهداف المخطط لها 0
ودور المعلم لا يقتصر على تقديم المعلومات المقررة في المنهج للطلاب ومطالبتهم بحفظها واسترجاعها أثناء الاختبارات بل يمتد إلى بناء شخصية الطلاب على أسس علمية سليمة وتشجيعهم على التعلم النافع لهم ولمجتمعهم 0
ولذلك فواجب المعلم تجاه طلابه يتمثل في النقاط التالية :- 1/ أن يُرغب طلابه في التعليم والتعـلم :-
من أهم واجبات المعلم ، العمل على ترغيب الطلاب في العلم النافع ، وأن يغرس في نفوسهم حب العلم والاستفادة منه في حياتهم اليومية ، وهذه الواجبات تتطلب من المعلم أن يطَّلع باستمرار على ما هو جديد في مجال تخصصه، وطرق تدريسه ، ويوظف ما يراه مناسباً أثناء تدريسه 0
2/ المعلم قدوة طيبة أو مثل أعلى لطلابه ( في المدرسة أو خارجها ) :-
معظم الطلاب - إن لم يكن جميعهم -يرى في المعلم قدوته ومثله الأعلى، فالمعلم يؤدي دوراً مهماً في بناء شخصية طلابه، وبهذا يحتم عليه أن يكون نموذجاً ممتازاً في جميع المواقف0 فالمعلم الذي يحث طلابه على الصلاة وهو لا يؤديها أو يتكاسل عنها ،أو يُظهر مضار التدخين على الصحة وهـو يدخن ،أو يقوم ببعض السلوكيات التي ينهى طلابه عنها، كل هذه الأفعال تجعل الطلاب ينظرون إلى معلمهم نظرة تعوزها الثقة والاحترام ،ويسيء هذا المعلم إلى العملية التعليمية بشكل عام 0
لذا يجب أن يكون المعلم قدوة صالحة وصادقة لطلابه في دينه وسلوكه وأخلاقه وجميع تصرفاته، وأن يكون مثالاً صادقاً للمواطن الصالح صادقًا مع طلابه في أقواله وأفعاله 0وعليه أن يكون أول من يطبق ما يأمر به طلابه ويبتعد عما ينهاهم عنه 0
3/ تنمية العديد من القيم والمبادئ وأيضاً تنمية الميول والاتجاهات السليمة لدى طلابه :-
فالمعلم الناجح يتيح للطلاب أساليب المناقشة ووسائل التعبير عن أفكارهم وعـرض وجهات نظرهم في الموضوعات المقررة التي تتم مناقشتها داخل الفصل0
والمعلم مسؤول عن تعزيز مبدأ التعاون بين الطلاب ، والتعاون من الصفات التي حث عليها ديننا الحنيف 0والمعلم مسؤول عن إعداد جيل سليم يسهم في بناء هذا المجتمع ويكون لـه دور بارز وفعَّال فيه0 فعليه أن يراعي العلاقات الإنسانية بين الطلاب ويشجعها 0وأن يحترم شخصيات الطلاب في الصف وفي المواقف الاجتماعية الأخرى0 ويعمل على تنمية القيـم الأخلاقية لديهم كالصبر والأمانة والصدق والإخلاص وتحمل المسؤولية، وغيرها من الصفات التي يجب أن تتوافر في الإنسان المسلم0
ولا تقتصر عملية التعليم على تزويد الطلاب بالمعلومات والمعارف ، بل تتعدى ذلك إلى تنمية القيم والميول والاتجاهات لديهم 0فالمعلم مسؤول عن تقديم الأنشطة التعليمية المختلفة التي تعمل على تنمية وتوجيه الميول والاتجاهات لدى الطلاب في الاتجاه المرغوب فيه والذي يحقق للمتعلم حياة أفضل 0
4/ على المعلم أن يكون مرجعاً لطلابه ( موسوعة ) :-
يتوقع الطلاب من معلميهم الكثير والكثير ، فالمعلم بالنسبة لهم يعرف كل شيء ويستطيع أن يقدم لهم العون في كل مجال ويحل مشكلاتهم، وقد يُفاجأ الطلاب بأن معلميهم لا يعرفون بعض المعلومات خارج التخصص الأكاديمي أو حتى في صلب تخصصهم 0وبهذا يمكن القول :إن المعلم ينقصـه الإعـداد الثقافي 0ومن المعروف أنه من الضروري أن يكون لدى المعلم ثقافة عامة وأخرى خاصة وأن يكون هناك تكامل بينهما في شخصية المعلم 0
كذلك على المعلم أن يكون على علم بالقضايا التي يهتم بها أفراد المجتمع وأسبابها وأهدافها ووجهة النظر المناسبة حيالها 0ويجدر بنا أن نوضح أن المعلم لا يُتوقع منه معرفة كل شيء0 فإذا وجه لـه أحد الطلاب سؤالاً لا يعرف الإجابة عنه في الحال فعليه أن يخبر الطالب بأنه سوف يجيب عنه في وقت لاحق 0ولا يخجل من عدم قدرته على الإجابة عنه أو قوله لا أدري فقـد ( قـال المصطفى صلى الله عليه وسلم حينما سأله رجلاً قائلاً ( أي البلاد شر ؟ ) قال : لا أدري 0فلما أتى جبريل قال الرسول صلى الله عليه وسلم : يا جبريل أي البلاد شر؟ قال : لا أدري حتى أسال ربي ، ثم جاء جبريل فقال : يا محمد سألتني أي البلاد شر وإنني قلت لا أدري وإنني سألت ربي أي البلاد شر ؟ فقال أسواقها0 ) ففي هذه الحالة على المعلم أن يرجع إلى مراجع متخصصة في هذا المجال ولا يعطي الطالب إجابة وهو غير متأكد من صحتها 0
5/ المعلم مسؤول عن اكتساب ثقة طلابه وحفظ أسرارهم :- قد يعرف المعلم عن طلابه أشياء كثيرة لا يعرفها أولياء أمورهم ،وقد يبوح الطالب بأسراره ، ويعرض عليه مشكلاته التي قد لا يستطيع أن يناقشها مع شخص أخر إذا وثق في معلمه 0ومعرفة بعض الأمور عن الطالب وأسباب مشكلاته يسهل كثيراً التوصل إلى حلها ويؤدي إلى الارتقاء بالمستوى التحصيلي للطلاب 0
والمعلم مسؤول عن حفظ هذه الأسرار وعدم نشرها0 وكل هذا يؤدي إلى زيادة ثقة الطالب بمعلمه 0كذلك على المعلم أن يعامل الطلاب معاملة عادلة وأن تكون علاقته بهم علاقة أبوية أو أخوية ولا يحابي أحداً منهم على حساب الآخر 06/ العمل على إكساب الطلاب المعلومات والمعارف وتعلم المهارات المختلفة :-
يسـود اعتقاد بأن دور المدرسة يقتصر على تزويد الطلاب بالمعلومات والمهارات ، ولكن التربية الحديثة تهتم بالمتعلم من جميع النواحي وتجعله محور العملية التعليمية 0
فالمعلم مسؤول عن تزويد الطلاب بالمعلومات المناسبة لهم والمتعلقة بحياتهم ،وذلك عن طريق مشاركتهم في تعلمها والعمل على مساعدتهم لتوظيفها عند الحاجة إليها 0
وفيما يتعلـق بالمهارات التي يتطلب من المعلم أن يساعد المتعلم على اكتسابها فإنها تشمل المهارات العقلية ومنها: الاكتشاف ،والاستنباط، والملاحظـة، والإبداع ،والابتكار، وغيرها 00 والمهارات الاجتماعية ومنها: مهارة الاتصال الاجتماعي ،وحسن المعاملة ،والحديث ،والتعاون، وغيرها، والمهارات اليدوية ومنها : الكتـابة ، والقيـاس ، والأشـغـال اليـدوية ، والقـيـام بتجـارب علمية ، وجميع الأعمال المهنية الأخرى 0وتعلم المهارات لا يتم عن طريق تزويد الطلاب بالمعلومات المتعلقة بها لفظياً، بل يتعدى ذلك إلى تقديمها في صورة مواقف وأنشطة تعليمية مختلفة ومحسوسة لكي يتم تعلمها وإتقانها بسهولة 0ونتيجة لذلك فعلى المعلم أن يوفر الخبرات المباشرة لطلابه ليتسنى لهم تعلم المهارات المختلفة بيسر وسهولة 0
وختاماً نود أن نذكر بأن مهنة التدريس من أشرف المهن وتتطلب من المعلم الإخلاص والتحمل والصبر على ما يواجهه في حياته اليومية إذا قام بمسؤولياته وواجباته على الوجه المطلوب 0
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

مشرفو المواد الاجتماعية
علي بن عبد الله الغفيلي - محمد بن صالح البقعاوي - حمد بن محمد الصيخان
واجب المعلم نحو طلابه

د.فالح العمره 04-04-2005 11:05 PM

خطوات تحضير وإعداد الدروس

(1) بيانات أساسية عن الدرس :

وتشمل : الموضوع ، اليوم ، التاريخ ، الحصة ، الفصل ، عدد الحصص .

(2) محتوى التعلم :

ويشتمل على كتابة الحقائق أو التعميمات أو المهارات أو غير ذلك من الأمور المطلوب تعلمها

من خلال الدرس .

(3) أهداف التعلم :

وفيها يتم صياغة أهداف الدرس بدقة وبصورة سلوكية (إجرائية ) يمكن التأكد من مدى

تحققها .

(4) المقدمة ( الخبرات السابقة ) :

وهي تمهيد للدرس الجديد يساعد على إثارة انتباه الطالب وقد تكون طرح مشكلة يساهم

في حلها الموضوع الذي نريد تدريسه وقد تكون مراجعة لدروس سابقة وقد تمون كل ما سبق

ذكره .

ويتم كذلك في مقدمة الدرس كتابة الخبرات التعليمية السابقة على صورة أسئلة محددة تساعد

على ربط الدرس الجديد بالدروس السابقة .

(5) الوسائل التعليمية :

ويتم فيها تحديد الوسائل التعليمية المساعدة على تحقيق أهداف الدرس .

(6) العرض ( إجراءات التدريس ) :

وفيها يتم عرض المادة العلمية التي يريد المعلم تدريسها للطالب مع توضيح الإجراءات

والأنشطة والأمثلة وطريقة التدريس التي سوف يستخدمها المعلم في توضيح المادة العلمية

مع توظيف ذلك كله في تحقيق أهداف التعلم .

(7) التقويم :

وهو عبارة عن الأسئلة أو التدريبات أو غيرها من الوسائل التي يمكن أن تستخدم لقياس

مدى تحقق أهداف التعلم .

(8) الواجب المنزلي :

وهو يتضمن كل ما يكلف به الطلاب أداءه خارج المدرسة من أعمال تتعلق بما درسوه أو

سيدرسونه من موضوعات جديدة .

منقول من
إعداد شعبة الرياضيات

د.فالح العمره 04-04-2005 11:06 PM

كيف تصبح معلماً متميزا ؟

هل تريد أن تصبح معلماً جيداً؟ بسيطة جدا فقط اتبع المبادئ التالية والتي تعد كميثاق شرف ينظر للمعلم والتلميذ على أنهما بشر وأن لكل منهما حقوقاً وواجبات..المهم ألا تكتفي بالقراءة!.

1- يأتي دائما في موعده:
فاحترام المعلم للمواعيد يساعده على كسب ثقة طلابه واحترامهم إذ سينظرون إليه بصورة جادة كما أن لهذا المبدأ أهمية كبرى إذ أن المعلم سيتجنب بذلك عدم وجود الوقت الكافي لإنهاء البرنامج الدراسي في الوقت المحدد.

2- تحضير الحصة قبل إلقائها:
من المهم أن يكون المعلم مستوعباً جداً للمادة التي يقوم بتدريسها ولا يكفي فقط مجرد جمع معلومات وحفظها بل يجب التفكير أيضا في طريقة عرضها أو وضع المفاهيم الأساسية واختيار الأمثلة مع التدريبات التطبيقية.

3- أن يجعل الطلاب يشاركون في الفصل:
فالمعلم الجيد هو الذي يمنح لكل واحد من الطلاب فرصة تقويم نفسه وإشعاره بالتقدير وإعطائه الفرصة للتعبير عن ذاته ويجعل الطلاب مشاركين في الحصة بفعالية. ينبغي أن يوزع المعلم كلامه بالتساوي على الطلاب كلهم سواء الثرثار أو الخجول الذي يختنق عندما يتواجد في مجموعة ( ولكن لديه بدون شك شئ يقوله ).

4- يجب أن يعطي معنى لما يفعل:
أن يشرح الهدف من الحصص والفائدة منها وتوضيح ما الذي ينتظره من طلابه كما يجب أن يعلم تلاميذه كيفية الاستفادة من المعرفة التي يقدمها لهم.

5- الاهتمام بتصحيح الواجب ووضع درجات تقديرية:
فالتقدير يساعد على إصلاح الأخطاء(عندما يدفع الطالب إلى تصحيحها بنفسه) ويشير إلى نقاط الضعف كما أنه يساعد الطالب على أن يصبح أفضل في المرة القادمة.

6- أن يسمع طلابه ويحترمهم:
فلا يجب أن يهين المعلم تلميذاً على الأقل أمام الآخرين يحاول مع الطلاب الفاشلين ولا يجعل معهم حدوداً خصوصاً إذا كانوا يكرهون المدرسة والتعليم ويحاول دون إجبار أن يكسب ثقة الطلاب وذلك لأن التعليم لا يتم إلا في إطار علاقة طيبة.

7- أن يحذر تلميذه إذا وجده يغرق:
تماماً مثلما يجب أن يصارح الطالب أستاذه بإحساسه بالعوائق في دراسته فإن المعلم لا يجب أن ينتظر الشهادة لكي يقول للطالب أحذر هناك خطر يجب أن يفتح الحوار مع الطالب في الوقت المبكر حتى يستقر ويتجاوز الأزمة.

8- روح الدعابة:
يفضل أن يكون المعلم صاحب فكاهة وطبع ذي دعابة – ضمن حدود معقولة - ويقود طلابه بألفة داخل حدود المدرسة وخارجها

بقلم / أبو جمانة

د.فالح العمره 04-04-2005 11:07 PM

كيف تطالبون المعلم أن يُعطي ؟ وفاقد الشيء لايعطيه !


أقول كيف تطالبون المعلم أن يُعطي ، وفاقد الشيء لايعطيه للأسباب التالية :
1) المعلم لم يجد من الحوافز المادية أو المعنوية ما يجعله يقدم ماهو مؤمل منه...
كيف ؟
أولاً :الحوافز المادية/ المعلم لا يحصل إلا على مرتبه ، فمنه يأكل ويستأجر ويسدد الفواتير ( ماء - وكهرباء - وتلفون )وخلافه ، وقد يصرف على المدرسة بأمر من حضرة المدير لإقامة الحفلات وما يتبعها من أنشطة وموائد .( ومن تأخر عن الدفع فعليه أن يتحّمل ما يأتيه من منغصات من مدير المدرسة ) وأعتقد بأنكم فهمتم ماذا نقصد بالمنغصات ! ...ومما زاد الطين بِله مايسمى (( بالتأمين الصحي)) على الرغم من أن أغلب فئات المجتمع تتلقى العلاج في أرقى المستشفيات وبدون مقابل ، والمعلم عليه أن يدفع من جيبه !!!!!!!!!!
وفوق كل هذا لا يحصل المعلم إلاّ على مبلغ تافه في نهاية الخدمة ، فمهما أمتدت خدمته فلا يحصل على أكثر من 90أو 100الف ريال ( ثمن سيارة ) وغيره يكأفأ بملايين الريالات ....
ثانياً :-- الحوافز المعنوية / المعلم مكانك سر للأسباب التالية :
*) أين الترقيات التي يحصلون عليها جميع موظفي الدولة ؟! والمعلم لكي يحصل على مستوى أعلى من مستواه عليه أن يحصل على شهاده أعلى... وكيف يحصل عليها وهو على رأس العمل؟
فمثلاً من لديه شهادة جامعية (( بكالوريس)) فكيف يحصل على (( الماجستير)) ..هل هناك تفرغ جزئ أو كلي لم نسمع عنه ؟
**) المعلم أثناء حياته العملية يبقى معلماً فلا يحصل على عمل إداري أو إشراف تربوي إلا من كان له واسطة أو وسّط معارفه وأصدقاءه للوصول لمبتغاه .ولا تشفع للمعلم شهاداته وخبراته وتقديراته وتميزه .
فقد يأتي من هو أصغر منه سناً وأقل تجربة فيرأسه ويوجهه وهذا لعمري هو الإحباط بعينه .
2) المعلم متهم دائما بالتقصير ومن يتأمل القرارات الصادرة يوميا والتي فيها من لهجات التهديد والوعيد بحق المعلم ما يجعل المعلم ينصرف ذهنياً عن مهامه الأساسية للتفرغ لمهام أخرى ثانوية …وكلما أتى إلى الوزارة آتٍ نجده يستحدث ما لم يأتي به الأوائل ليزيد الحمل على كاهن هذا المعلم.
3) احتقار مهنة التعليم التي هي أشرف مهنه … كيف ؟
# )نجد المجتمع بكافة فئاته لم يكّرم المعلم في يوم تكريمه ، وبخلوا عليه حتى بيافطة تعلق في أحد الميادين أو الشوارع ليعلم النشء بقيمة هذا المعلم . في الوقت الذي نجد أن المعلم يشارك وبفاعليه في جميع أسابيع وأيام التوعية والتكريم لقطاعات المجتمع الأخرى.
# #) مدير المدرسة يهدد بإرجاعه معلماً في حالة ما يصدر بحقه قرار تأديبي !!! ( معلما احتقاراً).
4) المعلم محبط من طالب اليوم والذي يقول متبجحاً : أعمل ما شئت يا أستاذ تجاهي(أخصم درجات _ رسّبني – أفعل مبدأ لك ) إلا الضرب فإنه ممنوع.
5) المعلم محبط من طالب يأتي إلى الفصل جسداً لا روحاً ..أتى من سهرة طويلة إما متسكعا والشوارع والأسواق أو جالساً في المقاهي يـ…….أو ساهراً يقلب قنوات الدش .
أبعد كل هذا نطالب من المعلم أن يعطي بلا حدود !!!!!!!!!!!!!!!!!!
أفتوني يرحمكم الله


جمال صالح عبيد الغامدي

د.فالح العمره 04-04-2005 11:07 PM

اساليب علمية تربوية للتعامل مع طلاب الصفوف الاولية

التربية والتعليم حلقتان لا يمكن فصلهما ولهما أسس أولية يقومان عليها لتحقيق أهدافهما، وكثيرا ما نسمع بالانعكاسات السلبية المترتبة على الخطوات العشوائية التي تهدد حياة الفرد بالخطر الخلقي او الجسدي ويعتبر الصف الأول الابتدائي عالما جديدا في حياة الطفل الذي اعتاد على دفء حضن أمه ودلالها وابتسامتها.
وقد انتهجت الجهات التعليمية برامج تربوية جديدة لكسب حب واقبال الطلبة على المدارس تلك البرامج لا تقبل التطبيق الروتيني والعشوائي لاختلاف فئات الأطفال وفي هذا الاستطلاع نحدد بعض المحاور الأساسية التي تحدد شخصية الفرد وتدفعه للتفوق.
التعليم بين الحاضر والماضي
* يقول الاستاذ منصور بن محمد الفالح مدير مدرسة: التعليم في الماضي يكاد ينحصر على الحفظ والتلقين فقط اما التعليم في الحاضر فقد تطور تطورا كبيرا حيث استخدام وسائل التربية الحديثة ولقد حظي التعليم في بلادنا الغالية باهتمام خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) فقد انفقت عليه الأموال الكثيرة في سبيل تطور ورقي التعليم وأكبر دليل على ذلك تخصيصه بميزانية تزيد عن غيرها حتى وصل التعليم للقرى النائية والهجر حتى اصبح محو الأمية لا يذكر واصبح التعليم يركز على التجارب والوسائل التعليمية والاستنتاج.
*ويصور الاستاذ/ عامر بن محمد الودعاني مدرس صف ابتدائي بما يزيد عن خمسة عشر عاما ماوصل اليه التعليم في الحاضر فيقول: التعليم قفز قفزة هائلة فقد توفرت جميع الامكانيات وهيئت الوسائل التربوية الحديثة وذلك كله بفضل الله ثم بدعم حكومة رائد التعليم الأول خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله ولم يبق إلا دور الطالب لكي يستفيد وينهل من أبواب العلم والمعرفة بما يصنع من نفسه شخصية متميزة ثقافيا وعلميا بما يتيح له خدمة دينه ومليكه ووطنه.

رياض الأطفال وإعداد الطالب
ويرى الاستاذ/ عبدالله محمد الفاضل مدير مدرسة خالد بن الواليد بالسليل ان التمهيدي ورياض الأطفال تعتبر مهمة في دفع ونبوغ طالب الصف الأول الابتدائي بعد دخوله المدرسة حيث يقول: نشاهد ونجد أروع التلاميذ نشاطا وموهبة وذكاء حيث سبق لهم دخول الفصول التمهيدية مما يجعلنا نستنتج ان هذه الظاهرة صحية يجب الاهتمام بها من قبل الجهات المسؤولة وكذا الأسرة وان تكون منهجا هادفا سليما.
ويستطرد بقوله: منهج الصف الأول الابتدائي يبدأ بالتهيؤ والاستعداد (لغة رياضيات) وهذه الفترة كافية لإعداد الصغير ونقله من وسط الى وسط آخر واثر ذلك الايجابي على تنمية المهارات العقلية لدى الطفل وتشجيعه مستقبلا على الجرأة والصبر وتنمية الذكاء لديه ويشترك لتحقيق ذلك تعاون البيت والمدرسة والمجتمع في ذلك لتجنب فشل الطالب منذ الصف الأول وتحقيق النجاح وبناء الهدف، وعدم هروب الصغير من الدراسة مع بداية الاسبوع الأول من دخوله المدرسة مع ملاحظة ان هذه الظاهرة بدأت تختفي، كما يساعد ذلك على مواجهة التحدي القائم على التقدم العلمي الفائق والمشاهد في عدة قطاعات.
* ويعلق الاخصائي صابر المغربي على أهمية الفصول التمهيدية ورياض الأطفال فيقول: لا بد ان نفهم معنى التحول من المهد الى الطفولة حتى نستطيع ان نفهم نمو الطفل حيث انه من المعروف ان قوى الطفل الوظيفية تزداد في السنة الثالثة بحيث تتيح له الحركة والتنقل كما تبدأ مخيلته في هذا السن بالعلم السريع بناء على اتصاله بالعالم الخارجي الذي يجهله مما ييسر لنا فهم اجتهاده لمعرفة ذلك العالم الخارجي ومراعاة الاضطراب الذهني الذي يعتريه في بعض الاحيان نحو بعض المواقف الخارجية بيد ان المحصول اللغوي يساعده ليتغلب على تلك الصعوبات.
ويضيف بقوله: يستوجب على ذوي الطفل إتاحة الفرصة الكافية له لممارسة النشاط الحركي القوي حيث ان ذلك طريقه لسلوك المستقبل الذي يؤكد ذاته وينمي شخصيته ومن الخطأ اعتبار الحياة العقلية في هذه المرحلة مكونة من إحساس وحركة فقط اذ ان عملياته العقلية تعمل ولكن على نطاق ضيق فهو لم يكتسب بعد المحصول اللغوي الكافي الذي يجعله يفكر تفكيرا معنويا منصبا على الأمور المجردة ولكن عملياته العقلية تعنى العناية الخاصة بمشاعره وتخيلاته، والفصول التمهيدية ورياض الأطفال العامل المباشر في تحقيق ذلك على ان يهتم القائم على تلك الفصول باستغلال الصفات السلوكية في التوجيه الصالح لإعانة الطفل ومساعدته في مجتمعه الصغير وادراكه لمعنى المجتمع بايضاح ذلك بالطرق العملية والعمل على اكتشاف الموهوبين منهم والعمل على تنمية معدلات الذكاء لديهم والمساهمة في وضع اللبنة الأولى لشخصية ذلك الطفل الذي سيكون رجل المستقبل بإذن الله.

أسباب هروب الطالب
يشارك الاستاذ الفالح بقوله: لقد اختفت ظاهرة هروب الطالب من المدرسة مع بداية دخوله الصف الأول الابتدائي ومن يرجع الى الاحصائيات في المدارس يرى اختفاء هذه الظاهرة او ندرتها ويرجع الفضل في ذلك بعد الله الى الطرق الحديثة في التربية ومنها الاسبوع التمهيدي وتقيد المعلمين بالطرق والوسائل التربوية الحديثة في التعامل مع الطفل وبالذات طلاب الصف الأول الابتدائي وذلك نظرا لحساسية التعامل معهم ومراعاة انفعالاتهم وتغير الأجواء المدرسية عليهم بعد الجو المنزلي.
** وتستنتج الاستاذة دليل سعيد الدوسري مديرة الإشراف التربوي بمحافظة وادي الدواسر أسباب اختفاء ظاهرة هروب الطالبة من المدرسة مع بدايتها بقولها:
وعي الوالدين بأهمية العلم والتعليم وتواصل جهدهما لبث الحماس لدى الطالبة للاقبال على الدراسة بكل رغبة صادقة.
وجود حافز مشجع للطالبات لمواصلة التعليم مع تشجيع الرغبة لديهن في الدراسة.
معاملة الطالبات باسلوب تربوي من قبل الإدارة والمعلمة بالمدرسة والعمل على تشجيعهن وبث روح التنافس الشريف بينهن مما أدى الى اختفاء الرهبة والخوف من نفوس الطالبات المستجدات.

الأسبوع التمهيدي وتكيف الطالب
** وعن مدى نجاح برامج الأسبوع التمهيدي وتحقيق أهدافه تتحدث الاستاذة دليل الدوسري فتقول: لقد تحقق النجاح لبرامج الاسبوع التمهيدي ولله الحمد وذلك بشكل منقطع النظير وقد حقق الأهداف المرجوة منه بسبب ما توفر له من عوامل النجاح التي هيأتها المدارس الابتدائية من احتفالات وبرامج مشتملة على الأناشيد والألعاب المسلية والمسابقات الشفهية والكتابية عن طريق التلوين والتوصيل ومنح الجوائز لتشجيع الطالبات المستجدات.
** ويتواصل بنا الحديث عن أهمية اعداد الطالب والروية حول نجاح أهداف الأسبوع التمهيدي من عدمها يقول الاستاذ عبدالله بن محمد الفاضل عنها: لقد دأبت وزارة المعارف وكذا الرئاسة العامة لتعليم البنات ومن خلال المدارس على استقبال وتدريب ابنائها الجدد على التكيف الاجتماعي مع البيئة والوضع الجديدوذلك لأهميته في حياتهم الجديدة وانها الأساس والخطوة الجادة لهذا البناء فقد اعد للأسبوع برامج خاصة من كل عام تندرج تحت مسمى الأسبوع التمهيدي وذلك لتعويد الطلبة على المناخ الجديد غير ما كانوا عليه بما يشعرهم بالاستقرار والاطمئنان النفسي والوئام للمدرسة وما يدور فيها ويضيف بقوله: حضور الطالب او الطالبة الاسبوع التمهيدي منذ بدايته ووجود ولي الأمر بجانبه في المدرسة لبعض الوقت يساعد على اكتشاف قدرات وامكانيات الطالب وتشجيعه على اللعب والتحدث مع الآخرين والتفاعل مع مدرسين او طلاب المدرسة بما يعطينا القول ان أهداف هذا الاسبوع تتلخص في الآتي:
المساعدة في تكوين اتجاه نفسي إيجابي لدى الطفل نحو المدرسة وإكسابه خبرات مدرسية تساهم في سرعة عملية التكيف مع المدرس,
تيسير مهمة انتقال الطفل من محيط بيئته الى المحيط المدرسي تدريجيا والتعامل مع عناصر مجتمعه الجديد.
توفير الفرصة التربوية المبكرة للمعلم ليتعرف من خلالها على شخصية كل طفل.
بث الطمأنينة في نفوس الآباء على ابنائهم وتعميق الشعور لديهم بأن الأبناء في محل الاهتمام والرعاية بما يدعم قوة العلاقة بين البيت والمدرسة.
تقديم نموذج من الأساليب التربوية وفقا لخصائص نمو الطلبة الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي.
** ويؤكد الفاضل ان نجاح الأسبوع التمهيدي يبنى على عوامل منها:
تفعيل البرامج التربوية الدقيقة الهادفة التي تقوم على تلبية حاجات الطلبة النفسية والاجتماعية والرياضية.
حصر النتائج الإيجابية لهذا الاسبوع عند تطبيق برامجه واكتشاف ما يلي عند الفرد:
زيادة إحساس الطفل بالمدرسة والاقبال عليها بكل شوق والحضور المبكر برغبته الشديدة.
مشاركة الطفل في الاصطفاف الصباحي بكل همة ونشاط.
متابعة العلامات التي توحي بانسجام الطفل كالضحك والمرح واللعب والاطمئنان.
تتبع الحالات التي تعتبر نادرة بين أولئك الطلبة في بداية العام الدراسي كالانطواء والبكاء وصعوبة النطق.
** وينوه الاخصائي الاجتماعي صابر محمد المغربي بخطورة وأهمية اعداد الطفل للتكيف مع المدرسة فيقول: تتميز عملية اعداد الطلبة المبتدئين للتكيف مع المدرسة بأنها من أشق العمليات الاجتماعية وأهمها في الوقت ذاته فهي تحتاج الى دراسة عميقة لكل فرد على حدة للجو المدرسي الذي يحيط به والتعرف على حاجاته الفعلية ومتابعة الآثار العميقة في سلوكه وتصرفاته للوقوف على المعوقات التي صادفته في مجال الأسرة ودرجة عمقها في حياته.
** الاخصائية النفسية الاستاذة ناديا التميمي تقول: ليس بالامكان انكار فائدة الأسبوع التمهيدي ولكن تظل المدّرسة هي ذات العلاقة بتكيف الأطفال فهي ستكون بمثابة الأم لجميع الأطفال في حنانها وتفهمها وابتسامتها وتؤكد على أهمية تقوية علاقة الطفل بالمدرسة فتقول: اقامة علاقة عاطفية ناجحة مع الأطفال هو العامل الأهم الذي سيشجع الأطفال للقدوم غدا وبعد غد للمدرسة.

المعلم والخبرة والدورات التدريبية
** وحول بقاء معلم الصف الأول في تدريس الصف سنوات طويلة يعبر الاستاذ منصور الفالح بقوله: ان تدريس الصف الأول ليس بالأمر السهل وقد اكد معالي الوزير بضرورة إسناد تدريس الصف الأول الى المعلمين المتميزين في المدرسة وخصتهم الوزارة بمميزات دون غيرهم من المدرسين ويعتمد بقاء المدرس في تدريس الصف الأول سنوات طويلة على المدرس نفسه من حيث التحاقه بالدورات التدريبية والاطلاع على آخر ما وصلت اليه التربية الحديثة في التربية والتعليم وانتهاج الطرق الجديدة كل عام والابتكارات العلمية بما يحقق وصول المعلومات للطالب بكل يسر وسهولة بما يثير النشاط والمشاركة بكل تفوق عن اليوم الذي قبله.
** وتشير الاستاذة دليل الى النتائج الطيبة لبقاء المعلمة لتدريس الصف الأول الابتدائي بقولها: بقاء المعلمة له الأثر الطيب في أداء هذه الرسالة على الوجه المطلوب الذي يبنى عليه الوصول الى الأهداف المنشودة ولكن يكون ذلك مشروطا بالالتحاق بالدورات التدريبية التي لها التاثير الإيجابي على نجاح مسيرة المعلمة في تدريس هذا الصف وألا تركن الى خبرتها ومجهودها الفردي بل تعمل على تطوير أدائها وذلك ايضا عن طريق الاطلاع المستمر على كل ما هو جديد ومفيد عن التعليم بصفة عامة وتعليم الصفوف المبكرة بصفة خاصة والمشاركة في اللقاءات التربوية واقامة الدروس النموذجية مع الاستفادة من خبرات الزميلات والمشرفات التربويات.
** وعن هذا الجانب يقول الاستاذ الفاضل الصغار مسئولية كبرى في أعناق المسؤولين عن التربية والتعليم لذلك فهم يحتاجون الى معلمين ناجحين متميزين مخلصين في ادائهم وذلك لما تحمله هذه المرحلة من خصائص ومطالب وحاجات تتطلب عناية فائقة ومقومات حقيقية لنوعية خاصة من المعلمين والمربين واذا كانت هذه الشروط متوفرة في معلم الصف الأول فلا حرج من بقائه معلما للصف الأول دون عد للسنين وحسابها ودائما الصف الأول يحتاج تدريسه لمهارات وتجارب عالية واذا زودت بالدورات يكون ذلك افضل والحمد لله المميزون كثيرون ولكن الأفضل للراغبين المبدعين دائما في الصفوف الأولى.
** ويدلي الاستاذ عبدالله بن صالح الهذلول في هذا المحور بدلوه فيقول: ان بقاء المعلم في تدريس الصفوف الأولى له فوائد وايجابيات عديدة منها التعرف على انماط وسلوكيات التلاميذ في هذه المرحلة وتطوير الخبرة في ذلك وهذا يحقق كثيرا من الأهداف التربوية مما لا شك فيه أن الدورات التدريبية لها المردود الإيجابي في نجاح مسيرة المعلم خصوصا اذا كانت مدعمة ببحوث علمية ومدروسة في هذا المجال مما يثري الساحة ويفيد السالكين في تدريس الصف الأول ولا ننكر ان للتجربة العميقة والخبرة الطويلة الأثر في نجاح مدرسي الصف الأول.

صفات معلم الصف الأول
** ويواصل: الاستاذ عبدالله الفاضل الحديث بقوله: لابد من العناية الخاصة بمعلم الصف الأول ولدوره في هذه المرحلة الحساسة بحيث تتوفر فيه المواصفات التالية:
المعلم المفكر في المستقبل بوعي واهتمام.
المعلم الملم بقدرات الصغار ومهاراتهم المختلفة.

أساليب تربوية علمية
- الرغبة الجادة للعمل والاستعداد للعمل التام للنمو المعرفي.
- الاستفادة من خبرات الآخرين وتجاربهم وآرائهم.
- ان يكون المعلم قادرا على مواجهة كل الحالات الصعبة خاصة في الاسبوع التمهيدي كالانطواء وامتصاص حالات الشغب والاستفادة من نشاط المشاغبين وفي جملة القول ان اهم مايتصف به معلم الصف الاول ان يكون قدوة يؤثر تأثيراً مباشراً على تكوين شخصية الصغير ومميزاً مبدعاً متطوراً يؤدي رسالته بحب ورغبة صادقة لبلوغ الهدف.
** ويرى الاستاذ: الفالح ان اهم الصفات التي يجب ان تتوفر في معلم الصفوف الاولية هي:
- توسط شخصية المعلم وحسن التعامل مع الصغار كل حسب طباعه وشخصيته والتوجيه السليم برفق ولين من غير عنف.
- القدوة الحسنة في القول والفعل بما ينعكس بالأثر الطيب على الصغار لانهم عادة يقلدون الآخرين.
- ان يكون عمره فوق السابعة والعشرين عاماً معروفا بالحلم والتأني والصبر بما يحقق معالجة اخطاء طلاب المرحلة.
** ويختصر الاستاذ محمد الودعاني هذه الصفات المؤثرة على عطاء المعلم بالايجاب والنتائج المراد الوصول اليها اثناء مسيرة تعليم طلاب الصف الاول الابتدائي فيقول تتلخص تلك الصفات فيما يلي:
- اتصاف المعلم بالصبر والحلم واحتساب الاجر من الله تعالى في جهاده المتواصل لرفع التحصيل العلمي لدى تلك الفئة الجديدة على المدرسة.
- ان يكون نهجه التعامل مع الطلاب بتواضع وترو فالله تعالى يقول لنبيه: صلى الله عليه وسلم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك .
- الاخلاص في اداء رسالته التعليمية جاعلاً مراقبة الله بين عينيه.

معوقات تفوق الطالب في الصف الأول
** ويعزو الفاضل معوقات تفوق بعض طلاب الصف الاول الى عدة اسباب منها:
- بطءالتعلم لدى بعض الطلاب بما يعجز بعض المعلمين من التعامل مع هذه الحالات وخاصة اذا تعدى الطلاب في الصف الواحد اكثر من عشرين طالباً.
- عدم مقدرة المعلم على امتلاك قلب الطفل وترويضه بسهولة حيث يكون انفرادياً وكثير البكاء غير قادر على الامساك بالقلم.
** ويبرز الودعاني اسباب انخفاض مستوى التفوق في الصفوف الدنيا فيما يلي:
- تعالي المعلم على تلاميذه لانعدام ثقته في نفسه فلا ينزل لمستوى هؤلاء الطلبة واقتباس الوسائل التربوية المنمية لمعرفتهم ونبوغهم وتتبع الحالات الفردية التي تعاني من بعض المشاكل وعلاجها فيما يرفع الضغوط النفسية عنها, ويوافق : الاخصائي - صابر المغربي الاستاذ الودعاني في هذه النقطة ويقول: ان المعلم الذي يعاني من اضطراب الشخصية او سوء التوافق الانفعالي والاجتماعي يصبح عاملا معوقا في نموالطالب ويعطل التنشئة الاجتماعية للطلبة تعطيلا كاملاً.
- قلة الخبرة عند بعض معلمي الصفوف الدنيا فمن الاصلح ان يكون معلم الصف الاول ممن له الخدمة اكثر من ثلاث سنوات ولديه الرغبة الصادقة والعزيمة القوية للتغلب على الصعوبات بعد توفيق الله بما يحقق الوصول للاهداف المأمول جنيها أواخر العام الدراسي.
** ويشارك: الاستاذ الهذول في ابراز معوقات تفوق الطالب في بداية انطلاقة مشواره الدراسي فيقول قد تنحصر فيما يلي:
- عدم تعاون ولي امر الطالب مع المدرسة ويتمثل ذلك في الزيارة المتواصلة للمدرسة ومعرفة مستوى ابنه الطالب.
- الشرود الذهني لبعض التلاميذ وصعوبة النطق.

العوامل المؤثرة في تفوق الطالب
** ويفند الاستاذ الفالح العوامل المؤثرة في تفوق الطالب منذ الصف الاول الابتدائي بقوله: يتلخص ذلك في عدة عوامل منها:
- تميز المعلم في اداء رسالته بما يعطي الطالب فهم الدرس والاقبال عليه بكل تشوق وحيوية وتفعيل التنافس بين الطلبة باشكال مختلفة.
- القدرة على التعامل مع التلاميذ كل حسب طباعه بكل صبر وحلم والتوجيه السليم عند الخطأ وكذلك التوجيه للطرق المثلى لتنمية مواهبه ومساعدته على ذلك بكل تفان.
- تفهم المدرسة والبيت ان الطالب تتغير عليه الاجواء المدرسية عن اجواء البيت بما يتطلب المساعدة على تكيفه علىالوضع الجديد.
- وضوح المناهج وتركيزها على الاساليب المساعدة على تنمية المهارات الاساسية لدى الطالب.
** ويعدد: الاستاذ / محمد الودعاني العوامل المؤثرة في تفوق الطالب بقوله: لعل ابرز تلك العوامل تنحصر في ترابط العلاقة بين المعلم والبيت والمدرسة والمناهج فذلك كله لا يمكن فصلها عن بعضها ويعد البيت مع المدرسة هو اساس نجاح العملية التعليمية بكل المقاييس.

الذكاء وعلاقته بالشقاوة عند الأطفال
** ويناقش الدكتور: سامح سعد زكي - اخصائي اطفال بمستوصف الخماسين الطبي ظاهرة الذكاء عند الطفل والعوامل المؤثرة فيها بقوله: الذكاء هو الذي يمكن الانسان من التصرف العاقل وفي موضعه الصحيح ومواجهة كل امورالحياة والقدرة على التكيف مع مقومات الحياة على الارض وبدايات الذكاء والنمو العقلي عند الطفل يمكن القول بأنه يبدأ قبل ولادته اذ ان هناك جانبا وراثيا في الذكاء كصفة مع الجينات مثله مثل لون الشعر والعينين والطول ولكن يبقى كامناً الى ان يجد فرصة تنمية جيدة فاما ان ينمى ويوظف توظيفاً حسناً واما ان يثبط والذكاء والنمو العقلي في حياة الطفل يمر بعدة مراحل هي:
1- النمو الحسي والذهني لدى الطفل الرضيع من يوم مولده الى عمر سنة واحدة ويتدرج ذكاء الطفل ومظاهره في هذه المرحلة من متابعة الضوء المتحرك بالعينين اثناء الشهر الاول الى الابتسامة لاي وجه مالوف في الشهرالثاني ثم الضحك بصوت مسموع في الشهر الرابع ثم معرفة الام وتفضيل وجودها معه وبكائه عند تركها له في الشهر السادس ثم استجابته لمن ينادي باسمه في الشهر التاسع الى ان يبلغ عمره سنة كاملة حيث يصبح لديه المقدرة على ترديد بعض الكلمات مثل بابا ماما.
2-النمو العقلي للطفل ماقبل المدرسة من سنة الى خمس سنوات وهي تعرف بمرحلة الطفولة المبكرة يبدأ الطفل فيها تعلم الكلام ونطقه في البداية لعدة كلمات متفرقة الى تكوين جمل ثم يتدرج في اكتساب المهارات في خلال تلك السنوات مثل ارتداء ملابسه وحذائه بنفسه وتشغيل الراديو او جهاز التلفاز والاضاءة وفي هذه المرحلة يمر الطفل بما يسمى بالمرحلة الاستكشافية وهي من سن سنتين الىاربع سنوات وفيها يريد الطفل ان يستكشف كل كل ماحوله بداية من سعيه لفتح اللعبة التي بيده ليعرف كيف تعمل والعبث في اجهزة المنزل مما يضعه في محل الاتهام بالشقاوة ولكن الحقيقة عكس ذلك اذ انه يحاول استكشاف ماهو حوله.
3- النمو العقلي لطفل المدرسة من سن ست سنوات الى اثنتي عشرة سنة وتتركز مظاهر النمو العقلي والذكاء في هذه المرحلة في القدرة على التعلم فطفل ست سنوات يستطيع الرسم ثم يبدأ في اكتساب مهارات التعلم من قراءة وكتابة وعمليات الحساب مع التعرف على الاشكال والصور وتسميتها بأسمائها الى ان يصل الى آخر هذه المرحلة في سن العاشرة وقد يبدأ بعد ذلك في السؤال عن معاني الكلمات التي يسمعها كثيراً دون ان يدرك معناها وتأتي اجابات الاهل على هذه الاسئلة بمثابة تنمية لقدراته الذهنية بحيث تكون الاجابات بسيطة وعملية بعيداً عن الكذب او التضليل اوالتهرب من الاجابة على السؤال.

العوامل المساعدة في تنمية ذكاء الطفل
** ثم ينتقل الدكتور/ سامح للحديث عن العوامل المساعدة على تنمية القدرات الذهنية بقوله يتخلص هذا الأمر في الآتي:
- قد يكون مجرد ملاحظة الأم لطفلها من شهره الأول وتتبع مراحل النمو الذهني والعقلي لدى الطفل من عوامل تنمية الذكاء إذ انه من الممكن أن تكتشف الأم بعض العيوب أو خللا ما بعضو ويتم علاجه سريعاً قبل تفاقم الأمر وصعوبة العلاج في المستقبل.
- حسن اختيار اللعبة للطفل من حيث مناسبتها لسنه والمرحلة الذهنية التي يمر بها فمن الممكن تشجيعه على الابداع والابتكار عن طريق اعطائه بعض اللعب المفككة لإعادة تركيبها أو العكس ليعيد تفكيكها بما قد يساعده ذلك على تنمية ذكائه وتشجيعه على الابتكار والتعبير عما بداخله.
- تشيجع الطفل على حكاية القصص من خياله كأن نستغل زيارة لحديقة الحيوان ونسأله أن يحكي ما حدث هناك ولا نستغرب حين يخبرنا من أنه جرى وراء الأسد مثلاً ليضربه لأنه أخذ منه ما بيده فهذا خيال يجب أن نستغله وتوظيفه لمزيد من الابداع ولانتهمه بالكذب.
- الاجابة الصحيحة البسيطة الموضحة بأمثلة عمليه لكل أسئلة الطفل حتى المحرج منها فإن فعلنا لذلك يشجعه على السؤال والمعرفة واعمال التفكير فيما حوله وبنينا له اساسا صحيحا من المرجعية المعلوماتية التي تساعده في تنمية قدراته الذهنية.

* معوقات النمو الذهني للطفل
** ويعلق الدكتور/ سامح على معوقات النمو الذهني لدى الطفل بقوله يمكن سرد ذلك في:
- عدم إعطاء الأهل الفرصة للطفل ليبدع كأن يواجهه ذووه بالنهر المستمر باستمراره على استكشاف الأشياء من حوله واتهامه دائما بالشقاوة.
- عدم ترك الطفل لفترات طويلة امام التلفزيون لأنه كما تؤكد دورثي سنجر : أن المشاهدة المنتظمة للتلفزيون بالنسبة للطفل ما قبل المدرسة تؤدي إلى التأخر في السلوك وفي القراءة عندما يصل لسن المدرسة، وقد حذرت الدراسات ايضاً من أن برامج التلفزيون حتى التعليمية منها لا تكون بديلاً لنفس القصة حين تقرأها الأم لطفلها فالقراءة تتيح للطفل فرصة التخيل وتجعل عنده خيالاً خصباً وتدعوه للتفكير على عكس التلفزيون الذي يضع صوراً وأشكالاً جاهزة يشاهدها الطفل دون أن يتخيل أي شيء آخر.

* الأساليب التربوية للتعامل مع طالب الصف الأول
** ويرجع الأستاذ:منصور الفالح التنافس الشريف بين الطلاب بما يحقق النجاح في اعلى المعدلات إلى:
- التشجيع وزرع التنافس بين الطلاب بكل سهولة بما يعطي إثارة ذلك بين طلاب الصف كله اي شمولية المستويات العقلية لديهم جميعاً.
- الرفق واللين وحسن التوجيه عند تقصير الطلاب في أداء الواجبات ومعالجة تلك الأخطاء أولا بأول ومعرفة همومهم.
- عدم إرهاق الطالب بالواجبات المدرسية الزائدة عن طاقته وإدراك حساسية التعامل مع هذه الفئة.
** وتتحدث الأستاذة/ ناديا التميمي عن اهمية مراعاة انتقال الطفل من محيط الأسرة الى محيط آخر فتقول: إن عملية الانفصال بالطفل عن اسرته ليذهب إلى مكان غريب مع اشخاص غرباء لم يسبق له أن رآهم من قبل أو تعامل معهم وابتعاده عن أمه واسرته يعتبر كل هذا بحد ذاته عاملاً مخيفاً ومقلقاً للطفل لذلك يجب التعامل مع هذا الانفصال بحكمة وذكاء كما يلي:
- استخدام الطريقة التي يحبها الأطفال والتشجيع بما يعكس لهم بان هذا المكان هو استمرار للأسرة وليس انفصالا عنها.
- ترغيبهم بان ما يحلم به الطفل موجود في المدرسة.
- اصطحاب الطفل أول الأمر للمدرسة برفقة ولي امره.
- التدرج البسيط بالابتعاد عن الطفل بما يعطيه الثقة في نفسه والانسجام مع الجو المدرسي.
- كلما ينجح مرة في الابتعاد عن الام والأنس والتكيف في بيئة المدرسة مع الأطفال يكافأ ويثاب على ذلك وليس من الشرط ان تكون المكافأة مادية.
- الصدق مع الطفل والصراحة معه وعدم الكذب عليه أو غشه في التعامل معه، بحيث توفي الأم بوعدها فمثلاً اذا قررت انها ستغيب عنه عشر دقائق وستعود اليه في المدرسة لتأخذه فلابد ان يكون غيابها عشر دقائق ولا تستغل رضاه وتركه حتى نهاية الدوام المدرسي فذلك له تأثيره السلبي حيث سيفقد الطفل الثقة بالأم والمدرسة وسيؤدي الى كرهه للمدرسة حيث انها كانت السبب في ابتعاد امه عنه.
- تذليل وتشجيع الطفل على الاختلاط بالآخرين وعدم عزله عن المجتمع دائما حيث ان ذلك سيجعله طفلا انطوائيا كثير البكاء.
** وتحذر الأستاذة/ ناديا من مخاطر استعمال العنف مع الطفل بقولها بالطبع ان ردة الطفل العدائية بالضرب أو الاهانة مع الطفل الذي يرفض المدرسة لن تؤدي الى النتيجة المرجوة، بل على العكس قد تكون لها الآثار السلبية الطويلة حيث تتولد مشكلة اكبر من المشكلة التي قبلها ولاسيما انه هناك ما نسميه التعلق المرضي بالأم وبالتالي يرفض الطفل استبدالها بأي اغراء آخر مما يتطلب التعامل مع هذه المشكلة بذكاء، فالعنف مرة أخرى اقول لا يؤدي الى القضاء على المشكلة، بل تبنى عليه انعكاسات سلبية أخرى على حياة الطفل المستقبلية.
** وعبر: الأستاذ/ محمد عامر في هذا الجانب برأيه فيقول: مهنة التعليم امانة عظيمة مما يستوجب على المعلم مراعاة مايلي:
- التخلق بالخلق الحسن والتلطف في معاملة الطلاب بما يكسبهم محبته والاقبال على الدراسة بنفس راضية متشوقة.
- لين الجانب وعدم القسوة على الطلبة والابتعاد عن الألفاظ التي تحمل في مضمونها الاهانة والسخرية بما لا يكون ذلك كله سبباً لنفور الطلبة من المدارس.
- متابعة الطالب الضعيف وإعطاؤه اهمية وتشجيعه بكتابة بعض كلمات المدح والثناء في كراسته وتكريمه امام زملائه.
** ويقترح: الأستاذ/ عبدالله الهذلول لنمو الذكاء عند الطلبة عدة نقاط وقبل ذلك يبدأ حديثه بقوله: الذكاء وسرعة الانتباه وقوة الاستدراك مميزات موجودة لدى بعض الطلاب وكذلك حب الاستطلاع ونمو المفاهيم والقدرة على التذكر والتخيل كل ذلك يزرع التنافس بين الطلاب بشكل عام مع مراعاة مايلي ليتحقق ذلك:
- تشجيع الطلاب على سرعة التفكير والتذكر.
- زرع الحماس والجدية بين الطلاب والقاء الاسئلة الشفهية على الطلاب ومكافأة المتميزين في الحال.

أخيرا :
تعد الموضوعات المتعلقة بالتعليم متشعبة المحاور وقد حاولنا بقدر الاستطاعة تسليط الأضواء على النقاط المهمة وخاصة التي تتعلق بالتعامل مع الطفل في بداية انطلاقة حياته الجديدة بل تكون القاعدة الأساسية في تكوين شخصيته المبينة على تعامل المجتمع المحيط به.
ومن خلال حوار المشاركين يتضح لنا جميعاً أن عمليتي التربية والتعليم تتطلبان دائماً البحث والاطلاع والوقوف على جديد الوسائل التربوية واختيار الأفضل ويرى علم النفس أن الشقاوة قد تكون عنوانا للمواهب والابداع وابراز المشاركين ونجاح برامج الاسبوع التمهيدي في تكيف الطلبة مع الجو المدرسي الجديد في حياتهم.


الدكتور أكرم الفراجين
مركز الطفولة المبكرة

د.فالح العمره 04-04-2005 11:08 PM

دور المعلم داخل المدرسة

بسم الله الرحمن الرحيم

"وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان "
مع اتساع الصحوة الإسلامية وازدياد الوعي بضرورة تكوين جيل مسلم يحمل الإسلام قولا وعملا ومع غياب دور المؤسسات الرسمية من تعليم وإعلام ازدادت الحاجة إلى العمل الجاد لتكوين هذا الجيل وذلك يستلزم معلم مؤمن محب لهذا العمل يعلم طرق التدريس والتربية ومتدرب عليها وطرق الدعوة ووسائلها المختلفة .
وهذه الورقة توضح دورك داخل المدرسة ويمكن للمعلم استخدامها في إعداد هذا الجيل وأملنا أولا وأخيرا أن يتقبل الله منا هذا العمل وأن يكون بداية لاستكمال كل ما يلزم المعلم لتكوين جيل النصر المنشود .

أيها المعلم الكريم اعلم أنك تتعامل مع مرحلة من أهم مراحل العمر اهتم بها القرآن وعني بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كما أنها محل أنظار الأمم في العالم .
والطفل كالأرض البكر إذا أحسن استصلاحها والاهتمام بها أنبتت لنا ما نريد ولو تركت وأهملت بارت وفسدت ولو أننا سبقنا الشر بالخير وغرسنا في أشبال المسلمين عقيدة المسلمين لتخرج لنا جيل النصر المنشود .

أخي المعلم :
نحن نثق بك وبقدرتك إذا أنت فهمت دعوتك وحددت هدفك واستعنت بالله .
أخي المعلم : أنت أمام كنز من الكنوز التي إذا أحسنت استخراجها نفعك الله بها في الدنيا والآخرة .
أخي المعلم يقول الإمام الغزالي في إحيائه :" الحمد لله الذي وهب لي قلوبا أغرس فيها العلم والخير فأغنم بها الأجر ويطول لي بها العمر " فكن أنت .
أيها المعلم الكريم : اعلم أنك إذا عملت غنمت وتؤجر وإذا أهملت ندمت وتأثم فما رأيك ؟
جريمة قتل عمد " أن تنتمي للإسلام ولا تعمل به ولا تحمل رسالته ولا تدافع عنه "

همسة في أذنك أيها المعلم :
حسن المظهر من الإسلام" إن الله جميل يحب الجمال ".
ابتسم في وجه طلابك وزملائك " تبسمك في وجه أخيك صدقة " .
أنت قدوة بين زملائك وطلابك فلا يناقض عملك قولك " يا أيها الذين أمنوا لم
تقولون مالا تفعلون ".
تقرب إلى الله بحسن معاملتك لطلابك واحترامك لهم .
الاهتمام بالمظهر الإسلامي ( التاريخ الهجري، " بسم الله الرحمن الرحيم " ، إلقاء السلام ، الصلاة على النبي ، حث الطلاب على كتابة حديث يومي على السبورة ) .
تشجيع الطلاب على التفوق .
تشجيع الطلاب على الصلاة في المسجد .
المشاركة في الأنشطة المدرسية وخاصة جماعة الإذاعة المدرسية .

قد رشحوك لأمر لو فطنت له **** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

تقبل الله منك خالص الأعمال .

بقلم / ممدوح عبد الفتاح

د.فالح العمره 04-04-2005 11:09 PM

الخيال

كأحد عناصر التدريس

الأهداف :

من المتوقع بعد الانتهاء من دراسة هذا الموضوع أن تصبح قادرا على أن

ـ تتعرف على دورك في تهيئة التلاميذ للتعلم من خلال استخدام الخيال .

ـ تطبق أساليب استخدام الخيال في تدريسك .

كيف تهيئ الطلاب للتعلم بشكل أفضل .

المعلمين الجديين هم الذين يستطيعوا تخيل منزلتهم عند طلابهم ومساعدة التلاميذ على تخيل أنفسهم في أوقات مختلفة ومواقع وظروف غير حاضرة من إدراكهم أي رمزية وليست خبراتهم السالفة.

بعض الطلاب يكرهون ما يدرسون ودور المعلم يأتي هذا هو كيف يساعد التلاميذ على تهيئتهم للتعلم:-

أولاً: يتسم أسلوب المعلم بجذب الانتباه فالمعلم الجيد يحاول أن ينوع الطرق المستخدمة لإثارة الطلاب ويستخدم طرق متنوعة لتعودهم للتعلم الذاتي.

ثانياً : يستخدم المعلمين التخيل في تفصيل أثر المواد الدراسية للتلاميذ بطرق جذابة ( اللعب – المعرفة ) وإيجاد مداخل جديدة ومبتكرة لوضع الحقائق والمفاهيم معاً.

ثالثاً : التخيل يسمح للمعلم التحري عن محتوى الكتاب المدرسي ويقترح خطط للمنهج المدرسي للمعلمين الخياليين ويوضحوا وينوروا ويبسطوا المواد الدراسية لطلابهم قبل أن يصطدم بها الطلاب في الطلاب المدرسي.

vكيف تستطيـــع أن تستخـــدم الخيـــال في التدريـــــس ؟
التخيل في التدريس يبدأ بإدراك التحول في المعرفة والمعلمين لا يستطيعون القيام بالتدريس بلا أمل وبغير إقناع للمجهودات التي يبذلوها لمعرفة وجذب انتباه طلابهم وأن يوصلوا لتلاميذهم بكل حب إلى مستوى من الفهم المؤثر.

تخيل المعلمين أن طريقتهم الخاصة للتعلم تؤدي إلى تعلم طلابهم حقاً أنه جزء من ضمن التدريس هو كيف تحبب وتجذب الآخرين للتعليم بأشكال متنوعة كل تلميذ كل فصل كل فرص للتحصيل وكل إنجاز لكل معلم ليختار أفضل الطرق لتقديم المعرفة للآخرين.

فالتخيل يميز ويحدد العوامل المؤثرة في التدريس ومكوناته لنجاح التدريس المعتمدة بشكل كبير على معلم ضعيف وتقويم مستمر تقويم المستوى الطلابي.

الخيال هو الميسر للمواد الدراسية حيث يوظف الموضوع الجديد في الفصل الدراسي دائماً بأسلوب سهل رغم صعوبته حيث أن الكتاب المدرسي عادة لا يقدم بواسطة المعلم فقط ولكن لابد أن يحضر التلاميذ الدرس فالمعلم الجيد هو الذي يسهل وييسر على تلاميذه فهم المادة ويجعلهم يتخيلوا ويرتبطون بحياتهم الخاصة.

الخيال في التدريس يعني أن تبدع وتبتكر بنجاح . المعلمين الخيالين يؤمنوا أن التدريس كالفن يمد التلاميذ بمجموعة من الأشياء الجديدة المبتكرة التي لم تقدم لهم مسبقاً.

التخيل يجب أن يعتمد يجب أن يعتمد على الذاكرة والمعلمين لابد أن يتذكروا كيف كافحوا لكي يتعلموا ويجب أن يذكروا حالات الفشل والإحباط التي مروا بها عند دراستهم لدروسهم من معلميهم عندما كانوا في نفس المرحلة التي يمر بها تلاميذهم.

التخيل لابد أن يقترن بالحنان والشفقة وذلك عن طريق تفهم المعلمين لطاقات التلاميذ التي تبذل والصعوبات لكي يتدربوا عن طريق التفكير أنهم يتظاهروا بالحصول على أي معرفة فإن التخيل على رأس كل العناصر الأخرى في التدريس.

على كل حال لا يوجد ما يسمى بالتدريس ( الخيالي ) لكن يوجد بعض المعلمين الغير خيالين وهؤلاء يبذلون جهداً أكثر في الفهم أو الدخول في عقول طلابهم وينشغلوا أكثر بالمواد الدراسية التي يدرسوها ومن هنا لا يستطيعون المعلمون تخيل حياة طلابهم في المستقبل كما لا يستطيعوا أن يضعوا رؤية ممكنة ونافعة لطلابهم الذين لم يجدوا قدرتهم بعد على الإنجاز والتحصيل.

مع خالص تمنياتي بدوام الرقى

دكتور / صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية قسم المناهج وطرق التدريس

د.فالح العمره 04-04-2005 11:14 PM

التلاميذ الذين يستعملون اليد اليسرى


الحمد لله و الصلاة و السلام على الله ، دلت الكثير من الدراسات أن الأطفال الذين يستخدمون اليد اليسرى يتعرضون لعدد من المشكلات التعليمية و الاجتماعية لا يشعر بها الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى . و لكن ما هي الأسباب التي تجعل بعض الأفراد يعتمدون على اليد اليسرى مع أن الغالبة تستخدم اليد اليمنى ؟
وهل استعمال اليد اليسرى ظاهرة غير صحية؟ و ما هي المشكلات المدرسية التي يواجهها التلاميذ الذين يستعملون اليد اليسرى و خاصة في مجالات تعلم القراءة و الكتابة ؟ بل ما هي الحاجات المدرسية للتلاميذ الذين يستخدمون اليد اليسرى و كيفية مساعدتهم للتعلم الفعال ؟ الدراسات كافة تشير إلى نتيجة واحدة وهي أن عدد الذكور الذين يستعملون اليد اليسرى يفوق عدد الإناث اللواتي يستعملن اليد ذاتها .وتشير الدراسات كذلك إلى أن الأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى لم يجدوا ظروف مواتية لهم عبر التاريخ .فقد ناقش أفلاطون في كتابه ( القوانين ) الضغوط لحمل هؤلاء الناس على استعمال اليد اليمنى . وفي دراسة حديثة قامت بها أستاذة التربية في كلية بروكلين سنة 1950م أوضحت أن القاعدة المثلى لمعالجة هذه المسألة هي (ألانسمح
للأطفال بالبداية باستعمال اليد اليسرى في أي مهارة ويجب ألايسمح للأطفال في مرحلة الحضانة بالاختيار بين اليد اليمنى واليد اليسرى في المهارات الأساسية ).
ولكن لماذا يستعمل بعض الناس اليد اليسرى ؟ الميل لاستعمال يد معينة لدى الطفل يظهر مبكراُ منذ بلوغه الشهر الثامن من العمر ، ويتطور هذا الميل بشكل واضح عادة عند سن ثلاث سنوات . ومن المعروف الان أن النصف الأيسر
من الدماغ يتحكم في الجانب الأيمن من الجسم والعكس صحيح . وبعض النظريات تقول أن ظاهرة استعمال اليد اليسرى ناجمة عن وضع غير طبيعي في الدماغ .أما الباحث نورما فيوضح أن هرموناُذكرياُ اسمه تبستو تسيرون ربما يكون مسؤولاُ عن ظاهرة استعمال اليد اليسرى ، ولا يزال هناك تساؤل حول الأسس الجينية أو الوراثية وراء ظاهرة استعمال اليد اليسرى .
 هل استعمال اليد اليسرى ظاهرة صحية ؟
أ حدث دراسة قام بها المعهد الوطني للصحة وكلية الطب في جامعة هارفارد لم تظهر وجود مخاطر بين أفراد عينة من (3774) شخصاُ يستعملون اليد اليسرى .
 مشكلات مدرسية يواجهها الأشخاص الذين يستعملون اليد اليسرى . يحاول الآباء والمدرسون أن يجعلون كل فرد في المجتمع يستخدم يده اليمنى على الرغم من عدم وجود أدلة تشير إلى مخاطر يتعرض لها الأفراد الذين يستخدمون اليد اليسرى كما أسلفنا ، ومن المشكلات الرئيسية التي يواجهها الأشخاص الذين يكتبون باليد اليسرى هي عدم قدرة الآخرين على رؤية مشكلاتهم .
فمن هذه المشكلات في قاعة الدرس فقط ما يلي :
1- تغرس الحلقات الحديدية والمسامير الصغيرة الموجودة في دفاترهم في رسغ التلميذ الذي يستعمل اليد اليسرى عندما يفتتحها .
2- غرف الدراسة مزودة بمقاعد للدراسة بحيث يكون السطح الذي يكتب عليه التلميذ مريحاُ للذين يستعملون اليد اليمنى .
3- المقصات مصممة بطريقة تخدم الذين يكتبون باليد اليمنى أما الذين يستعملون اليد اليسرى فلا يوجد لدى غالبية المعلمين نظام معياري لمساعدة هذه الفئة من التلاميذ ، كذلك يجب الحرص على توفير بيئة تعليمية مناسبة لهذه الفئة من التلاميذ .
وهذه بعض الاقتراحات في هذا المجال :
1-الانتباه إلى الإنارة في قاعة الدرس ، فإذا كان الضوء يأتي من نافذة على يسار التلميذ الذي يستعمل يده اليسرى فإن كتابته ستكون في الظل ، لذلك يجب عكس وضع الطاولة بحيث يأتي الضوء من جهة اليمين .
2- يفضل عندما يوضح المعلم الذي يستعمل اليد اليمنى نشاطاُ معيناُ –كقص شكل من الورق مثلاُ – أن يقف قريباُ أمام الطالب الذي يستعمل اليد اليسرى حتى يتمكن التلميذ من قص الشكل بطريقة عكسية .
3- الطلب من معلم يستعمل اليد اليسرى أو متطوع ليعرض أمام التلاميذ الطرق الجيدة في كتابة الخط ولا مانع أن يكون المتطوعون من الآباء أو التلاميذ الأكبر سناُ .
4- الطلب من التلاميذ الذين يستعملون اليد اليسرى تقليب الصفحات باتجاه معاكس ، لأن ذلك يساعدهم على رؤية الورقة بشكل أفضل كما يساعدهم على الكتابة بشكل أسرع .
5- تدريب التلاميذ على أن يمسكوا أقلامهم بمقدار أعلى من أقرانهم الذين يستعملون اليد اليمنى ، كما يجب تدريبهم على مسك القلم بحيث يشير إلى الكتف الأيسر .
6- تزويد التلاميذ الذين يستعملون اليد اليسرى بطاولات منخفضة نسبياُ بحيث يتمكنون من رؤية ما يكتبونه بشكل أفضل .
7- إعطاء التلاميذ وقتاُ كافياُ للتدريب على الكتابة باستعمال السبورة لآن ذلك يساعدهم على تجنب الوضع لليد .
8- تشجيع التلاميذ عند الكتابة على وضع الورقة على يسار الطاولة .
وهناك نقطة أخرى تستحق الإشارة إليها ، وهي أن استعمال أقلام الرصاص الكبيرة الحجم أو الكتابة في سطر آخر ليس لها تأثير إيجابي في تسهيل كتابة الحروف بل على العكس من ذلك قد تعيق التلاميذ الذين حجم أيديهم صغيرة .
وصلى ا لله وسلم على سيدنا محمد .



أخوكم الأستاذ : سعد مفلح القحطاني
معلم صعوبات التعلم
الرياض.


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:36 PM .

مجالس العجمان الرسمي