الزكاة ( أحكامها وإحصاء أهلها )
الزكاة ( أحكامها وإحصاء أهلها)
************************************************** ******************************************* . لفظ الزكاة يعنى : النمو والخير والبركة .. فالزكاة طهارة للنفس ونماء للمال ورحمة للخلق .. وما ينفقه المرء منها يُوفّى إليه دون ظلم أو نقصان فى الدنيا والآخرة .. يقول تبارك وتعالى : { وَمَا آتَيْتُم مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ } { وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } ويقول رسول الله صلى الزكاة الله عليه وسلم : ( مانقص مال من زكاة ) رواه الطبرانى ويقول عليه الصلاة والسلام : ( مانقص مال من صدقة ) رواه الترمذى ....... والزكاة والصدقة .. معناهما واحد .. فالصدقة : تطلق على الزكاة كفرض .. وتطلق على كونها بِرٌ وإحسان .. ....... والزكاة فرض من فروض الله .. أوجبها الله على كافة عباده وجميع خلقه .. فعلى المرء أن يقوم بأدائها وأن ينفق مما آتاه الله من رزقه .. فإن لم تفعل ما أمرك الله به وتطِع ما فرضه عليك .. فعلى الحاكم أو السلطان أو من ينوب عنهم أن يأخذها منك قهراً وجبراً وقسراً .. فلقد قال الله لنبيه ورسوله صلى الله عليه وسلم : { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا } ولقد حارب سيدنا أبوبكر الصديق رضى الله عنه من منعها وقاتلهم عليها وأخذها منهم كَرهاً وجبراً .. ....... والزكاة واجبة الأداء فى الخصب والجدب .. أياً كان نوعها أو مسمياتها .. منها : زكاة الفطر : وتؤدى خلال أيام وليالى شهر رمضان .. ومنها زكاة الزروع والثمار والغراس : وتؤدى حال جنيه أو وقت حصاده .. ومنها زكاة النعم والإبل والأبقار والأغنام : ولها حساب خاص فى نصابها وأدائها .. ومنها : زكاة الركاز : وتؤدى حين العثور عليه وبعد تنقيته .. ومنها : زكاة المعادن : وتؤدى حين يكون صالحاً بعد استخراجه ومعالجته .. ومنها : زكاة الذهب . وزكاة الفضة .. وزكاة المال الذى يجرى به التعامل كالين والفرنك والريال والدينار والجنيه والليرة والدولار . سواء كان المال مستثمراً أو غير مستثمر . عروضاً تجارية أو زراعية أو صناعية . ديناً أو قراض . أسهماً أو سندات . أوراقاً مالية أو شهادات . محلات أو عقارات . وما إلى ذلك مما استجد أو ما يستجد وما هو آت .. ....... والزكاة مفروضة على الأموال . وليست على رب المال .. ولذا : فهى لا تسقط حتى وإن مات رب المال .. وعلى الورثة أن يقوموا بأداء ما عليه منها بعد موته .. أوصى بها أو لم يوص لأن دين الله أحق بالقضاء .. ....... والمال : طالما كان به نماء . وبلغ النصاب . وحال عليه الحول .. فقد وجبت الزكاة فيه : على من يملكه .. وقد بيّن الله الأصناف المستحقة للزكاة .. وهم " ثمانية أصناف " يُسمون بأهل الصدقة أو أهل الزكاة .. هم : ( الفقير . والمسكين . والعاملون عليها . والمؤلفة قلوبهم . وفى الرقاب . والغارمون . وفى سبيل الله . وابن السبيل ) فقال جل شأنه : { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ } . الفقير : وهو من لا مال له ولا حرفة أو كسب .. سائلاً كان أو متعففاً .. والمسكين : هو ضعيف الكسب حتى وإن كان له مال أو حرفة .. سائلاً كان أو غير سائل .. والعاملون عليها : هم من ولّاهم الحاكم وأنابهم لقبض الزكاة وإحصاء أهلها .. أغنياء كانوا أم فقراء .. المؤلفة قلوبهم : وهم من دخلوا فى الإسلام حديثاً .. فى الرقاب : هم الأرقاء من العبيد . والإماء .. حيث يعطوا من سهمها لكى يعتقوا .. فقد أجاز الله مكاتبتهم .. والمكاتبة هى : أن العبد أو الأمة إن أرادا أياً منهما التحرر .. فقد أباح الله له أن يكاتب مالكه أو سيده على مال يؤده إليه .. { وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ .. فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً .. وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ } الغارمون : هم الغرماء أو المدينون .. والأصل أن الناس غير غارمين حتى يعلم غرمهم وديونهم .. وقد قسّم الفقه الإسلامى الغارمين إلى صنفين : صنف ادّان فى منفعة أهل الإسلام وفى غير معصية . وصنف ادّان فى مصلحته أو مصلحة أهله وأسرته .. وما دونهما لا يعد مديناً أو غارماً يستحق الزكاة .. فى سبيل الله : وهم الغزاة والمجاهدين فى سبيل إعلاء كلمة دين الله ورفع رايته .. فقراء كانوا أم أغنياء .. ابن السبيل : وهم الغرباء من أهل الإسلام . ومن عجزوا أو يعجزون فى بلوغ سفرهم إلا بالفضل والإحسان .. . هؤلاء هم أهل الصدقة أو أهل الزكاة .. لايجوز تقسيم الزكاة على غيرهم أو على من دونهم .. وإن لم يوجد صنف منهم .. تم توزيع الزكاة على ما بقى من أصناف .. يقول الإمام الشافعى فى " الأم " : ( ليس لأحد أن يقسم الصدقات على غير ماقسمها الله عز وجل طالما وجد أهلها . ولوكان هناك صنف من أهلها ساقطاً تقسم على مابقى من أصناف . فلو كانت الزكاة قدرها ثمانية آلاف دينار فاستحقاق كل صنف ألف دينار . فإذا كان هناك فقراء . ومساكين . وغارمين . وفى سبيل الله .. ولايوجد عاملين عليها ولارقاب ولامؤلفة قلوبهم ولا أبناء سبيل . تسقط أسهمهم لعدم وجودهم . وتقسم الزكاة على أربعة أصناف لكل صنف ألفين بالغاً العدد مابلغ . فيعطى كل صنف سهمه حتى يستغنى فإذا ما استغنى عِيد بالفضل على من معه من أهل الصدقة .. ) ....... وعلى الحكام أو الولاة ( وما فى حكمهم ) أن يحصوهم ويحصوا أهلها وأصنافها .. فهم الأمناء والضامنين لمن يستحقها .. وعلى من يتولى قبضها أو من يُسند إليهم توزيعها ( حكاماً أو أفراد أو هيئات أو جمعيات .. ) : أن يقوموا بتقسيمها على أهلها وأصنافها التى وردت فى كتاب الله . وألا يقوموا بإخراجها من موضع إلى موضع أو من بلد إلى بلد . وفى الموضع أو البلد الذى هم فيه من يستحقها .. وعليهم ألا يضعوها فى أى مجال آخر ( كبناء مساجد أو مدارس أو مستشفيات وما إلى ذلك من القُرب ) وإلا عُدّت صدقة وتطوعاً كنوع من البر والإحسان .. ولم تعد من الفرض الواجب .. يقول الإمام الشافعى رحمه الله : ( والأوْلى أن تليها بنفسك بدلاً من أن تطرحها لغيرك فلا تعلم هل وُضعت فى حقها أم لا ) ....... والزكاة لاتحل لكافر ولا مشرك .. ولا تجوز أو تباح لمن يلزمك نفقته إلا إذا كان غازياً أو غارماً .. ولا تُعطى لغنىٍ إلا إذا كان غازياً أو من العاملين عليها .. وإن طلبها أحد باسم فقر أو مسكنة . يُعطى منها حتى ولو لم يستحقها لأن القول قوله . فإن عُلم أنه صحيح ومكتسب ويمكنه أو فى استطاعته غِناء نفسه لم يعط منها شيئا .. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تحل المسألة فى الفاقة والحاجة حتى يصيب سداداً من عيش وما سوى ذلك من المسألة فهو سحت ) صحيح مسلم ....... وهناك فصل فى الزكاة ما بين ماهو مملوك للرجل وماهو مملوك للمرأة ( أو ما هو مملوك للزوج والزوجة ) لأن الذمة المالية للرجل منفصلة عن الذمة المالية للمرأة .. فعلى كل منهما أن يؤدى ما فُرض عليه فيما يملكه .. يقول تبارك وتعالى : { وَآتُواْ الزَّكَاةَ } . ويقول جل شأنه : { وَآتِينَ الزَّكَاةَ } ....... والنية فى أداء الزكاة مفروضة وواجبة ولازمة .. وإلا عُدّت صدقة وتطوعاً وما أجزأت عن الفرض الواجب .. . ************************************************** ******************************************* سعيد شويل |
الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:50 AM . |
مجالس العجمان الرسمي