مجالس العجمان الرسمي

مجالس العجمان الرسمي (http://www.alajman.ws/vb/index.php)
-   مجلس الدراسات والبحوث العلمية (http://www.alajman.ws/vb/forumdisplay.php?f=41)
-   -   التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس (http://www.alajman.ws/vb/showthread.php?t=17502)

الجنادري 02-02-2007 06:56 AM

التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل معكم ما تبقى من كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام الأنصاري القرطبي


الجزء السادس


بــاب الحـــــــشر
ومعناها : الجمع وهو على أربعه أوجه : حشران في الدنيا وحشران الآخرة.
أما الذي في الدنيا فقولة تعالى : {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} [ الحشر : 2 ] . فقال الزهري: كانوا من سبط لم يصبهم جلاء, وكان الله عز وجل قد كتب عليهم الجلاء فلولا ذلك لعذبهم في الدنيا, وكان أول الحشر حشروا في الدنيا إلي الشام. وقال ابن عباس: من شك أن الحشر في الشام فليقرأ هذه الآية, وذلك أن النبي صلى الله علية وسلم قال لهم (( اخرجوا )) قالوا: إلي أين ؟ قال : ( إلي أرض المحشر )) قال قتادة : هذا أول الحشر .

الثاني:
مارواة مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنة عن النبي صلى الله علية وسلم قال : يحشر الناس على ثلاثة طرائق راغبين وراهبين واثنان على بغير وثلاثة على بعير وتحشر النار تبيت معهم حيث باتوا , وتقبل معهم حيث قالوا , وتصبح معهم حيث أصبحوا , وتمسى معهم حيث أمسوا )) (1) . أخرجه البخاري ايضا .

وقال قتادة : الحشر الثاني نار تحشرهم من المشرق إلي المغرب تبيت معهم حيث باتوا .وتقيل معهم حيث قالوا , وتأكل منهم من تخلف . قال القاضي عياض : هذا الحشر في الدنيا قبل قيام الساعة وهو آخر أشراطهما كما ذكره مسلم بعد هذا في آيات الساعة . قال فيه : (( وآخر ذلك نار تخرج من قعر عدن تزجر الناس – وفي رواية : تطرد الناس إلي محشرهم )) وفي حديث آخر : (( لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز )) ويدل على أنها يوم القيامة قولة : (( فتقبل معهم حيث قالوا , وتسمي معهم حيث أمسوا , وتصبح معهم حيث أصبحوا )) . قال وفي بعض الروايات في غير مسلم (( فإذا سمعتم به فاخرجوا إلي الشام )) كأنة أمر بسبقها إلية قبل إزعاجها لهم.


وخرج النسائي عن أبي ذر قال : (( إن الصادق المصدوق حدثني أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج : فوجاً راكبين طاعمين كاسين ، وفوجاً تسحبهم الملائكة على وجوههم , ويحشر الناس فوجاً يمشون ويسعون , ويلقى الله ألافة على الظهر فل تبقى , حتى إن الرجل لتكون له الحديقة يعطيها بذات القتب لايقدر عليها )) (2)
وذكر عمر بن شيبة في كتاب ( المدينة ) على ساكنها السالم , عن أبي هريرة رضي الله عنة قال : (( آخر من يحشر رجلان رجل من جهينة وآخر من مزينة, فيقولان : أين الناس ؟ فيأتيان المدينة فلا يريان إلا الثعلب , فينزل إليهما ملكان فيسحبانهما على وجوههما حتى يلحقاهما بالناس )) وهذا كله مما يدل على إن ذلك في الدنيا كما قال القاضي عياض , وأما الآخرة , فالناس أيضاً مختلفو الحال على ما ذكروه وسنذكر من ذلك ما فيه كفاية في الباب بعد هذا .

والحشر الثالث:
حشرهم إلي الموقف على ما يأتي بيانه بعد هذا الباب إن شاء الله .
قال الله تعالى:{ وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا } [ الكهف: 47].

والرابع حشرهم إلي الجنة والنار. قال الله تعالى :{ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } [مريم:85]. أي ركبنا على النجب , وقيل : على الأعمال كما تقدم . وقد وردت أخبار منها ما رواه النعمان بن سعد عن علي رضي الله عنة عن النبي صلى الله علية وسلم في قولة تعالى : {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا }. قال : (( أما إنهم ما يحشرون على أقدامهم ولا يساقون سوقاً ولكنهم يؤتون بنوق من نوق الجنة لم تنظر الخلائق إلي مثلها , رحلها الذهب , وأزمتها الزبرجد , فيقعدون عليها حتى يقرعوا باب الجنة )) (3) وسمي المتقون ( وفداً ) لأنهم يسبقون الناس إلي حيث يدعون إلية فهم لا يتباطؤون ,لكنهم يجدون ويسرعون والملائكة تتلقاهم بالبشارات . قال تعالى {وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء : 103]
فيزيدهم ذلك إسراعاً . وحق للمتقين أن يسبقوا لسبقهم في الدنيا بالطاعات {وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} .[مريم:86] أي عطاشاً . وقال {وَنَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقًا }.[طه:102] . وقال:{ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا}.وقال:اء:97]. وقال :{ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا } [الفرقان:34]. مسلم عن أنس أن رجلاً قال: يا رسول الله { الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ } أيحشر الكافر على وجهه ؟ قال رسول الله صلى الله علية وسلم (( أليس الذي أمشاه على الرجلين قادراُ أن يمشية على وجهه يوم القيامة ؟ قال قتادة حين بلغه : بلى وعزة ربنا . أخرجه البخاري أيضاً (4) .


(1) رواة البخاري (6522) ومسلم ( 2861 ) والنسائي ( 2087)
(2) رواة النسائي (2088) وأحمد 5/164
(3) المنهاج في شعب الإيمان 1/441.
(4) رواة البخاري (6523) ومسلم (2806)

فريج المرر 02-02-2007 09:16 PM

بارك اللـــه فيك اخوووي . وجعله في ميزان حسناتك ...

الجنادري 04-02-2007 08:18 AM

أرررررحب أخوي لاهنت على حظورك والمشاركة


وجزاك خير الجزاء على المرور

الخديدي 02-04-2007 08:17 AM

رد: التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس
 
عسى الله يحشرنا مع الأنبياء والصالحين اللهم آمين
مشكور اخوي الله يوفقك...

الجنادري 13-04-2007 11:36 PM

رد: التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس
 
جزاك الله خير اخوي الخديدي ولا هنت

ونسأل الله تعالى أن يحلقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين ونسألخ جلا في علاه أن يحشرنا في زمرة محمد صلى الله عليه وسلم وأن يوّردنا من حوضه ويجعلنا ممن يرد حوضه ويسقنا شربة لا نضمأ بعدها أبدا ونسأل الله أن يجمعنا بنبي الرحمه واللهم أرزقنا لذة النظر إلى وجهك الكريم وأرزقنا لذة النظر إلى وجه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم اللهم أرزقنا الجلوس بين يديه وبتقبيل يديه برحمتك ياأرحم الراحمين

مسفر مبارك 14-04-2007 08:54 PM

رد: التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس
 
جزاك الله خير والله لا يحرمك الاجر

الجنادري 20-04-2007 12:54 AM

رد: التذكرة في احوال الموتى وامور الاخرة - الجزء السادس
 
جزاك الله بالمثل اخوي مسفر ولا هنت


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:45 PM .

مجالس العجمان الرسمي