مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
مظاهر التعريب في العصر الأموي
كلية الاداب ـ جامعة دمشق العصر الأموي(1) من العصور العربية العزيزة على كل عربي، يؤمن بوحدة الأمة العربية ويسعى من أجل تحقيقها وتجسيدها أمراً واقعاً في الحياة العربية. فهو العصر الوحيد الذي اتسعت خلاله رقعة الدولة العربية، فوصلت إلى حدود الصين في الشرق، وإلى حدود الدول القسطنطينية في الشمال، وإلى قريب من منابع النيل في الجنوب، وإلى بواتييه في جنوب فرنسا في الغرب. يضاف إلى هذا الاتساع في رقعة الأرض، أن الأمويين تمكنوا بقوة وتصميم أن يحافظوا على وحدة هذه الرقعة عزيزة كريمة، يحدوهم في ذلك إيمانهم الراسخ في استمرار الحياة العربية، من أجل المساهمة في تعزيز مسيرة الحضارة الإنسانية وتمكينها. وقد انفرد الأمويون عن غيرهم من عرب الجاهلية، أو الذين حكموا من بعدهم بميزة خاصة، هي التمسك بالعروبة القاسم المشترك الذي يجتمع عليه العرب في كل ديارهم في كل الأوقات، فراحوا يدققون في أنساب الخلفاء وأنساب كبار موظفي الدولة، ولا سيما الولاة منهم، فكانوا يعتمدون ذوي الأصول العربية الصافية، ذلك لأنهم كانوا يؤمنون بأن العرب وحدهم هم الذين يمكنهم النهوض بأعباء أمتهم وشعبهم دون الاخرين. وقد برهنت الفترات اللاحقة بعد سقوط دولة الأمويين صحة رأيهم، فقد أدى الاعتماد على العناصر غير العربية إلى نتائج سلبية قاسية، عملت بقوة على تدمير الأمة العربية وتفتيتها إلى العديد من الأقسام والدويلات، وأهمل الجناح الغربي من ديار العروبة المتمثل بصورة خاصة بالمغرب الكبير منذ العصر العباسي الأول(1) وظل كذلك حتـى نهاية العصور الوسطى. هذا بالإضافة إلى هذه المزية الهامة، فقد سعى الأمويون منذ وقت مبكر إلى دفع عملية البناء الحضارية في كل الميادين الفكرية والمعمارية والإدارية على أسس عربية خالصة مستقلة عن المؤثرات الخارجية قدر الإمكان، وكأنهم كانوا يرون بنظرة دقيقة، أن استمرار الدولة العربية قوية وطيدة الأركان، لن يكون ولن يتحقق إلا بتعزيز الحركة العلمية والحضارية وتقويتها على الأسس العربية المتينة. من أجل هذا كله نذر الأمويون أوقاتهم لتحقيق ذلك، وكانت أولى النتائج التـي تمخصت عن هذا الواقع، أن حُرم العديد من شخصيات بني أمية من استلام منصب الخلافة، بحجة أنهم لم يكونوا عرباً خلصاً من ناحية آبائهم وأمهاتهم. والأمثلة على هذا الواقع كثيرة في التاريخ الأموي، نذكر منها على سبيل المثال، مسلمة بن عبد الملك، الذي اشتهر كشخصية بارزة في العصر الأموي في الميدان العسكري وبخاصة على الجهة الشمالية حيث الجهة البيزنطية، التـي بقيت ملتهبة طوال هذا العصر، ذلك لأن الأمويين كانوا يحلمون منذ أن كان معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام بفتح مدينة القسطنطينية عاصمة بيزنطية وإنهاء اسطورتها من الوجود. وقد اشتهر مسلمة بن عبد الملك بشكل خاص في زمن الوليد بن عبد الملك وسليمان ابن عبد الملك، وظل يعين لقيادة الجيش على هذه الجبهة حتـى أمر بعودة الجيش الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز(2) ومع ذلك فقد استبعد عن منصب الخلافة لأن أمه لم تكن من أصل عربي صريح. كذلك فإن من أحد الأسباب المباشرة، التـي أدت في النهاية إلى مقتل الخليفة الأموي الوليد الثاني، أنه كان يخطط لجعل ولاية العهد في ابنيه الحكم وعثمان، وهما لأمين من الجواري غير العربيات(1). ولعل خير الأمثلة على هذا الواقع، يتجسد في شخصية الخليفة مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين، الذي لم ينفعه ماضيه الحافل بالأعمال العسكرية الجليلة، من أن يجعل وصوله إلى الخلافة من الأمور المبرزة أو العادية، بسبب أن والدته، هو الآخر، كانت أمة غير عربية، وقد اعتاد الناس أن يكون الخليفة عربياً صميماً من جهة أبيه وأمه، أضف إلى ذلك أن الخلافة لم تصله عن طريق الإرث الشرعي المسالم، الذي كان يتجسد ببيعة جماعيه من معظم رعايا الدولة، لذلك عُدَّ مغتصباً للخلافة، مما أثار عليه موجة من المعارضات والمشاكل شغلته طوال فترة حكمه(2). وقد أثرت هذه الحالة على موقف المحاربين معه ضد العباسيين في معركة (الزاب) الشهيرة، حيث لم يقفوا معه الموقف المناسب، الأمر الذي أدى إلى هزيمة الأمويين وسقوط دولتهم سنة 132هـ/ 750م كما هو معروف(3). لكن على الرغم من تمسك الأمويين بمبدأ الاعتماد على العنصر العربي، فقد ظلوا غافلين طوال الوقت عن الأصل الحقيقي الصحيح لسكان المغرب الكبير، الذي يتفق عليه معظم الباحثين على أنه عربي سامي وحامي على حد سواء، وهكذا استمروا في تسمية سكان المغرب الكبير تسمية ظالمة هي تسمية (البربر) ولم يعلموا أنها لا تدل على جنس أو عرق بحد ذاته، بقدر ما تدل على أنها صفة أطلقت على كل الشعوب التـي لا تتكلم اليونانية أو الرومانية، والذين أطلقوها على المغاربة هم اليونان والرومان(4). ومن هذا المنطلق قام والي المغرب الكبير عقبة بن نافع أثناء قيادته لعملية الفتح العربي في المغرب، قام بمعاملة المغاربة معاملة قاسية، فلم يساو بينهم وبين المشارقة في مسألة توزيع العطاء والغنائم، وظل حتـى نهاية حياته ينظر إليهم نظرة ازدراء بعكس نظرته إلى العرب المشارقة، الذين اعتمد عليهم وأكرمهم غاية الإكرام، وقد أدت به هذه السياسة غير المتوازنة إلى الموت على يد زعيم قبيلة (أوْربة) كسيلة في معركة تهودة (سيدي عقبة) الشهيرة، وذلك سنة 65 هـ/ 685م(1) بينما أدت سياسة أبي المهاجر دينار، الذي تولى قيادة عملية الفتح في المغرب لمدة سبع سنوات بعد عزل عقبة بن نافع نتيجة سياسته غير المتكافئة مع المغاربة(2) إلى دخول عدد كبير من المغاربة في الإسلام. وقد تجلت سياسته بتطبيق المساواة والعدالة بين العرب المشارقة وإخوتهم المغاربة في عملية العطاء العام وكذلك في ميدان القيادة والمسؤولية، مما جعل فترة قيادته من أزهى الفترات التـي سبقت مجيء حسان بن النعمان الغساني، الذي جسد المساواة بين الجميع حقيقة واقعة في الحياة المغربية(3) كما أدت من جهة أخرى إلى وقوف عدد كبير من المغاربة إلى جانب الفاتحين العرب، يساعدونهم في الأعمال الحربية ويدلونهم على عورات البلاد المغربية وثغراتها، التـي يمكن من خلالها تنفيذ الخطط العربية بسهولة ونجاح. مع ذلك فقد بقي العرب ولا سيما القادة منهم، يتفاخرون بـأنهم أولاد وأحفاد أولئك المجموعة من الرجال، الذين فتحت على أيديهم أمصار واسعة في شتى بقاع الأرض في الشرق والغرب وفي الشمال والجنوب، أي في أراضي قارات ثلاث هي إفريقية وأسيا وأوروبا، وأدى بهم هذا التفاخر إلى التعالي على الجميع والزهو في وقت رأوه مناسباً لذلك. نضرب على ذلك مثلاً حياً من بعض الزعماء القياديين بالأندلس في عصر الولاة(1) وهو الصميل بن حاتم، الذي هاجر إلى الأندلس مع الذين أرسلهم هشام بن عبد الملك إلى المغرب لقمع ثورة الخوارج هناك، ومن المغرب انتقل إلى الأندلس مع الشاميين بعد الاتفاق مع والي الأندلس آنذاك عبد الملك بن قطن. وقد مرّ ذات يوم بمعلم في أحد شوارع قرطبة، وكان يعلم في مجموعة من الصبيان الآية القرآنية الكريمة القائلة "وتلك الأيام نداولها بين الناس" فما كان منه إلا الاعتراض على المعلم، وإن الآية في رأيه كما يعلمها المعلم خطأ وقال: "وتلك الأيام تداولها بين العرب"(2) الأمر الذي يفهم منه، أنه لا يريد مشاركة أحد من غير العرب في أمور الحكم مهما كانت إمكاناته العامة، وذلك لأنه كان مقتنعاً تماماً، أن السيادة يجب أن تبقى حكراً للعرب دون غيرهم من المسلمين الموالي(3). ولابد من أن الباحث المتعمق سيرى بوضوح، أن هاجس الأمويين على الدوام كان يتمحور حول مسألة تجسيد الروح العربية في جميع مناحي الحياة، فما أن تخلص عبد الملك بن مروان من مشاغله الداخلية، التـي تجسدت في قمع حركات التمرد، التـي أقضت مضجع البيت الأموي إلى حد كبير، لأنها كثيراً ما هددت الحكم الأموي بالسقوط والزوال في وقت مبكر. ما إن انتهى من هذه الحركات، حتـى بدأ في أكبر عملية حضارية، أراد أن يقوي من خلالها جذور الوجود العربي وأركانه، هذه العملية هي عملية التعريب، التـي شملت دواوين الدولة برمتها، وكذلك عملة الدولة المتداولة بين الناس. فتعريب الدواوين يؤدي إلى تدعيم سلطة الدولة العربية إدارياً بعد إن بسطت الدولة سلطتها السياسية على مختلف أرجاء الدولة، وكذلك الأمر بالنسبة لتعريب النقود. وكل هذا يساعد حتماً على نشر اللغة العربية والتخلص من الموظفين غير العرب، وإتاحة الفرصة للعرب للوصول إلى أرفع المناصب الإدارية وأهمها شأناً، بعد أن كان ذلك يقتصر على غير العرب، الأمر الذي كان يضعف تكوين الدولة القومي، ويتناقص مع سياسة الدولة العامة، ويوهن الثقة بين الدولة والإدارة، ولا يمكن أن تقوى هذه الثقة ما دام موظفوها ليسوا عرباً، وما دامت لغتها غير عربية. لهذا فقد كان لفكرة التعريب أثرها العظيم في رفع شأن اللغة العربية، حتـى غدت اللغة الرئيسية بعد أن كانت تُعد لغة أجنبية كسواها بالنسبة لأهل البلاد المفتوحة. وكان من أهم الدواوين التـي شملتها عملية التعريب في عصر عبد الملك بن مروان، ديوان الجند، وديوان الخراج، وديوان الرسائل، وديوان المغانم، وديوان البريد. وكان الذي يقوم بإدارة هذه الدواوين الهامة قبل عملية التعريب، اليونانيون في الشام، والفرس في العراق، والأقباط في مصر، وفي المغرب الكبير الذين يعرفون اللاتينية اليونانية(1) وقد تخلصت عملية تعريب العملة بإلغاء جميع العملات السابقة، واستبدال الدنانير العربية بها، التـي تبلورت في صورتها النهائية في سنة 77 هـ/696 م. وهذه العملة العربية الجديدة المسكوكة باللغة العربية، خلعت على الدولة العربية شخصية مستقلة، وجعلت لها وجاهة بين العرب أنفسهم، وكذلك لدى الدوائر الأخرى. ومنذ ذلك الحين ازدهرت اللغة العربية، وأصبح مقياس التعلم أن يتمكن الرجل من قراءة اللغة العربية وكتابتها(2). وفيما بعد العصر الأموي أصبحت اللغة العربية أداة التفاهم اليومي في كل الولايات، التـي حكمها الأمويون في الشرق والغرب، وحلت أداة للثقافة العامة محل اليونانية والفارسية والآرامية والسريانية واللاتينية وغيرها. وقد أدى هذا الأمر في الأندلس إلى تطورات خطيرة، كانت ستؤدي إلى خسائر كبيرة، لولا أن الدبلوماسية شغلت دوراً إيجابياً في هذا الشأن. وملخص ما حدث في الأندلس، أن اللغة العربية أصبحت لغة الثقافة في عصر الإمارة الأموية وكذلك لغة الإدارة، واجتذب ازدهار هذه الثقافة إعجاب المستعربين(1) فأقبلوا على تعلمها والاطلاع على إبداعاتها الثقافية بروح المتعلم لا بروح الناقد. وتراجعت أمام هذا المد الثقافة اللاتينية، وبدت اللغة وكأنها مقياس لامتداد حضارة وانحسار أخرى، مما جعل حماة الثقافة اللاتينية والحضارة القديمة ومعظمهم من رجال الدين، يقومون بعمل يائس لخلق حاجز دموي بين أتباع الحضارتين، من أجل منع التماذج الذي أصبح وكأنه انصهار في بوتفة الحضارة العربية الإسلامية. ودعيت عمليتهم باسم الاستخفاف لدى العرب، وباسم الاستشهاد لدى المستعربين. وكانت عبارة عن قيام بعض أعضاء الحركة بشتم الرسول محمد (ص) وتحقير الدين الاسلامي، على الرغم من أنهم كانوا يعرفون بذلك المصير، الذي ينتظرهم فيما لو أحيلوا إلى دائرة القضاء حيث سيطلب القاضي منهم التراجع عن أقوالهم وإعلان التوبة، فإن أصروا على ما هم فيه أُعدموا. لكن هذه الحركة لحسن الحظ لم تستمر طويلاً، فقد تحرك فريق آخر من المستعربين من كبار الموظفين لدى الدولة العربية، وانضم إلى هذا الفريق بعض رجال الدين، بعد ان تأكد لهم أن هذه الحركة غير مجدية، وستنزل الأذية بمصالح المستعربين واستطاع هذا الفريق أن يحصل على حكم كنسي باعتبار هذا العمل مارقاً ومنافياً لأحكام الدين المسيحي(2). ولا ترانا نبتعد عن الواقع والصواب، إذا قلنا أن عملية التعريب هذه كانت أبعد أثراً من المعارك والفتوح في باب توطيد أركان وأسس الدولة العربية، وبخاصة أنها ساعدت على التحرر الاقتصادي العام من السيطرة الأجنبية، وأعطت الدولة فرصة ذهبية لللإشراف على شؤونها العامة. وعلى الرغم من أن الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، كان قد ركز بشكل خاص على إعادة المثل الإسلامية العليا إلى الحياة العامة، فإنه أي عمر بن عبد العزيز، أعطى أوامره للسمح بن مالك الخولاني والي الأندلس للأمويين، أن يقوم بتخصيص جزء من أراض الخراج هناك ويعطيها لمجموعات عربية تسكن فيها بصورة دائمة، بعد أن أقنعه السمح بن مالك بضرورة بقاء العرب هناك، لأن عمر بن عبد العزيز كان عازماً في بداية حكمه على سحب العرب من الأندلس بسبب مخاوفه على مصيرها في شبة الجزيرة الإيبيرية (الأندلس) النائية والمحاطة بالمياه من معظم جهاتها. وكان يهدف من خلال توزيعه للأرض، الذي يسمح به في مناطق أخرى كالعراق والشام ومصر، أن يجعل العرب يتطلعون إلى الاستقرار في الأندلس بصورة دائمة، الأمر الذي يساعد على انتشار وتجذير مفاهيم العروبة والإسلام. ولعله استوحى خطته هذه من بعض التصرفات المشابهة، التـي قام بها صحابة أجلاء كعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب، الذين أرادوا من خلال هذه الأفعال تعريب الأقاليم المفتوحة، وذلك لأنهم وجدوا من خلال نظريتهم الثاقبة، أن عملية التعريب لن تتم إلا بتثبيت العناصر العربية في هذه البلاد المفتوحة، وبالتالي جعل العرب يشعرون بأن مصالح لهم فيها أصبحت أمراً واقعاً وهاماً في حياتهم(1). وكذلك فعل في بعض مناطق خراسان، بعد أن اقتنع بحيوية حركة انتشار الإسلام هناك، بعد أن قابله وفد من أتراك هذه المناطق، وأعلموه بأن ولاة خراسان، يرفضون دخول الأتراك في الإسلام، بحجة أن أموال الجزية ستغدو قليلة، وبالتالي فإن بيت المال سيعاني من نقص في الأموال، وسيقف عاجزاً عن تمويل مشاريع الدولة واحتياجاتها العامة(2). من ناحية أخرى فقد كانت مظاهر وملامح ما يكنه الأمويون تجاه العرب والعروبة، تظهر بوضوح في أقوالهم وأفعالهم في كثير من المناسبات الوطنية، وبرهنوا من خلال هذه الأقوال عن عظيم تمسكهم في المسيرة العربية، التـي كانت عندهم من أقدس المقدسات، ولا بد من وضعها في طليعة كل النواحي الأخرى. ولعل أهم ما يجسد هذا الواقع الطيب في تاريخ الدولة الأموية، ذلك القول المشهور للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، حينما سمع بخبر هزيمة الوالي المغربي عبيد الله بن الحجاب أمام ثورة الخوارج، التي اندلعت في المغرب الأقصى(1) بقيادة ميسرة المتغري سنة 122هـ/739م التـي كانت ثورة ضد الدولة الأموية برمتها. قال هشام بن عبد الملك "والله لأغفبن لهم غفية عربية ولأبعثن لهم جيشاً أوله عندهم وآخره عندي"(2). ويدل قول هشام بن عبد الملك في المقام الأول على مدى اعتزاز خلفاء بني أمية بانتمائهم إلى مدرسة العروبة، هذه المدرسة العظيمة التـي لا يختلف عليها أحد. لكن هذه السياسة العربية الثابتة للأمويين، أدت من ناحية ثانية إلى نتائج سلبية، وكانت في طليعة الأسباب التـي عملت وساهمت في سقوط الدولة الأموية على أيدي العباسين، الذين جاؤوا إلى الحكم بعد عمل متواصل من التنظيم والدعاية والإعلان ضد الأمويين، تحت شعار العمل من أجل إعادة الحق إلى أصحابه الحقيقيين، هذا الحق الذي تجسد بمنصب الخلافة، التـي عمل العباسيون من أجلها تحت شعار (الرضا من آل محمد). وحينما نجحوا في عملهم ضد الدولة الأموية، تنكروا لأصحاب الحق من آل بيت الرسول (ص)، وكانوا في معاملتهم مع آل البيت أقسى من الأمويين بأضعاف مضاعفة. إن الذي ساعد العباسيين على الفوز بمنصب الخلافة، هو اعتمادهم على استغلال وضع الموالي من غير العرب، الذين حرموا حقوقهم في العصر الأموي، ووعدهم العباسيون بتحقيق هذه الحقوق فيما إذا وقفوا إلى جانبهم في حربهم ضد الأمويين. وبالفعل فقد وقف الموالي إلى جانب العباسين، ولا سيما في ولاية خراسان بقيادة أبي مسلم الخراساني، حيث انطلقت الثورة العباسية التـي كان من نتيجتها سقوط الدولة الأموية، التـي وصفت بأنها دولة عربية أعرابية(1). فالأمويون كما هو معروف عنهم، أنهم اعتقدوا على الدوام أن الدين الإسلامي، لن يتمكن من أن يصبح القاسم المشترك لجميع الشعوب التـي دخلت الإسلام، لأن هذه الشعوب وبخاصة الفرس والترك بقيت وفيه مخلصة لانتمائها القومي الخالص، وظل تأثير الإسلام فيها هامشياً باهتاً. لذلك نرى أن الأمويين تعصبوا لعروبتهم وجعلوها سابقة على كل معتقد، فكانت في نظرهم القاسم المشترك الذي يجتمع عليه العرب، ومن ناحية أخرى كانت المظلة الوحيدة التـي يستظل بظلها كل العرب. وقد أصاب الأمويون في هذه النظرة البالغة النضوج، لأنهم كانوا يعرفون تمام المعرفة أن الشعوب الأخرى من غير العرب والتي دخلت في الإسلام، لا يمكن أن تتخلى عن مشاعرها الوطنية والقومية الخاصة، وهذا ما حدث بالفعل في العصور التالية حينما تعصبت هذه الشعوب ضد العرب، وضربوا هيبة الخلافة والمصالح العربية طوال العصور الوسطى(2). وقد رد الحاقدون على النظرة العربية عند الأمويين، بأن كالوا لهم التهم الظالمة، التـي كان من أخطرها أنهم ابتعدوا عن الاسلام ودعوا خلفاءهم بالملوك لنفي الصفة الدينية عن فترة حكمهم(3) ولابد أن هذه التهم وهذه الادعاءات ابتعدت عن الحقيقة، لأنه من باب الوفاء للإسلام أن ننفي عن الأمويين مثل هذه التهم الظالمة، لأنهم رأوا أن مصلحة الإسلام لا تتعارض مع مصلحة العرب، ذلك لأن العرب بشكل عام هم مادة الإسلام وقوته وزخمه، وما كان للإسلام أن ينتشر ويتطور ويبقى دون العرب، ذلك لأن القرآن الكريم الذي يُعد المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية، كتب بلغة العرب. وهذا ما أقره وأكده الأمويون في كل تصرفاتهم السياسية. وقد بدأ بذلك معاوية بن أبي سفيان، فقام بتمتين صلاته مع بني كلب بالشام، فتزوج امرأة منهم هي ميسون بنت بجدل الكلبية، وقد سارع الكلبيون في الدخول في الإسلام بعد ذلك. وقد أثرت سياستها في نفوس الآراميين من سكان البلاد الأصليين، وشعروا أن قربهم من الخليفة سيساعدهم كثيراً على تحسين أحوالهم، فأسلم بعضهم وبقي بعضهم الآخر على مسيحيته، فعاملهم برفق ولم يشعرهم أن هناك فرقاً بين مسيحي ومسلم، انطلاقاً من أن الجميع عرب يتساوون في الحقوق والواجبات(1) وحينما جاء عمر بن عبد العزيز إلى الخلافة بعد سليمان بن عبد الملك، قام بالعديد من الإصلاحات الإدارية والمالية، منطلقاً بذلك من أسس شرعية إسلامية، لأنه هو الخليفة الأموي الوحيد الذي أراد إحياء الشريعة الإسلامية وجعلها الموجه العام لسياسة الدولة، فاعتبره الأمويون نكسة كبيرة لمشروعهم السياسي العربي، الذي يفصل بين السياسة والشريعة، فظلوا يلا حقونه في السر حتـى تمكنوا من قتله بواسطة السم في منطقة حلب بشمال سورية(2) فمن أعمال عمر بن عبد العزيز على سبيل المثال، والتي كان الأمويون يعملون بعكسها، أن قام بتوزيع العطاء على العرب وغير العرب من الموالي، الذين كانوا يحاربون مع العرب في العديد من البلدان، كخرسان والمغرب والأندلس. بينما كان العطاء في الفترة السابقة لحكمه، لا يخضع لقانون معين أو أساس ثابت، بل كان القادة الأمويون في المعسكرات هم الذين يتولون توزيع العطاء وتقسيمه على الجنود، ولكن ذلك كان يخضع في كثير من الأحيان إلى مشيئة القائد ونظرته إلى المقاتلين، فكان يلغي الجنود من غير العرب، ويسجل الجنود العرب في سجلات العطاء، مما جعل الكثير من الجند يشعرون بالمرارة والظلم والحرمان، فكانوا يتذمرون ويطالبون القادة بمنحهم حقوقهم، التـي هي حقوق مشروعة في نظرهم(3). بعد وفاة عمر بن عبد العزيز عاد الأمويون إلى سابق عهدهم، من حيث اعتمادهم على الشعور العربي والابتعاد عن الشعور الديني، وكان في مقدمة خلفاء الأمويين في ذلك هشام بن عبد الملك، الذي ابتعد كثيراً عن الاهتمامات الدينية، واعتبرها من اختصاص المشايخ والفقهاء، وركز على تعزيز مسيرة الدولة على أساس التفوق العربي على جميع الصعد. وتُعد نظرته هذه نظرة متقدمة جداً في هذا الميدان، ويجب أن تعمم في الحياة العربية، كما عممت في بلدان أوروبا منذ سنين طويلة، مما ساعد الأوروبين على التخلص من ازدواجية السلطة بشكل عام. لكن نظرته المتقدمة هذه جلبت عليه المشاكل، واتهمه المعارضون بتهم قاسية، كان في طليعتها أنه سمح لواليه على العراق خالد القسري بالاستمرار في ولاية العراق، على الرغم من اتهامه بأنه كان يميل إلى المانوية(1) ويصادقهم. واتهمه بعضهم بأنه كان من أوائل الزنادقة في الاسلام، وأنه بنى لوالدته كنيسة بالكوفة قبالة المسجد، وأنه تسامح كثيراً مع اليهود حتـى استخدمهم في جباية الأموال والخراج وما إلى ذلك من أعمال إدارية ومالية(2). مهما كانت صورة الأمر، فلم يكن الأمويون يقصدون من تصرفاتهم الإساءة إلى الاسلام، بقدر ما كانوا يريدون أن يعلموا الناس طريقة في غاية التقدم والنضوج، هي الفصل بين الحكم والدين، أو كما يعرف بالمصطلح المعاصر، الفصل بين الدين والدولة. ولو كان الأمويون ضد الدين كما اتهمهم بعض المؤرخين، لما كانوا قربوا بعض رجال الدين، ففي عصرهم اشتهر الأوزاعي ورجاء بن حيوة وغيرهما(3) لكن الذي عزز عند الناس مبدأ بعد الأمويين عن الإسلام، هو عدم قدرتهم على فهم متطلبات الحكم وقيادة الدولة، فتغافلوا عن أشياء كثيرة عن قصد أو غير قصد، مما أدى في النهاية إلى إحباط وتدمير مشروعهم السياسي العربي والحضاري. فعجزوا عن إقامة أركان العدل بين الناس، وعجزوا عن فهم الحرية التـي نادى بها الإسلام، وهي سيادة القانون وتطبيقه على القوي مثل الضعيف، وذهبوا إلى السعي الحثيث لإكثار ثرواتهم وأملاكهم والاستئثار بخيرات البلاد على حساب أصحاب الحق والحاجة من أهل البلاد. كما وقعوا في غلط كبير حينما جعلوا من آل بيت رسول الله (ص) أعداء ألداء لهم, فتوسعت شقة الخلاف بين الطرفين، ووصل الأمر إلى مستويات محزنة للغاية، تجسدت بسفك الدماء واغتصاب الحقوق. أضف إلى ذلك فقد غلبت عليهم الميول العصبية القبلية في معظم الأحيان، فانقسم الناس في عصرهم إلى عصبتين متناحرتين، هما القيسية واليمانية(1). مهما كانت صورة الأمر، فإن الأمويين على الرغم من أغلاطهم الكبيرة، فإنهم سيظلون في نظر أهل الوعي ومحبي العروبة والمؤمنين بها، رجالاً عظاماً وضعوا للعرب بعامة نظرية خالدة، هي أن بلوغ المجد والرقي، لا يتأتى إلا من خلال التعاون العربي الصادق في كل ميادين الحياة، من أجل أن نعود نحن العرب إلى ما كنا عليه في عصر الأمويين من قوة فاعلة وحية بين الشعوب والأمم المختلفة، وهذا لن يتحقق إلا بالتغلب على الإقليمية والفردية والقبلية والأنانية تحت مظلة العروبة. وهذا إن طبقناه في مستقبل الأيام، فإننا نكون قد استفدنا من تجربة الأمويين، التـي تثير في النفس عند ذكرها مشاعر الأسى والحزن على أول دولة عربية قوية، عصفت بها ريح الخلافات وغياب الوعي. وإذا لم نفعل ذلك نكون قد وضعنا أنفسنا أمام مجاز صعب، لن يؤدي في نهاية المطاف إلا إلى حتمية الفناء والذوبان في محيط الأقوياء. فالدولة العربية في عصر الأمويين، كانت من أكبر وأهم الدول في العالم بإطلاق، وقد جاءت أهميتها في المقام الأول من أن حكامها جعلوها عربية خالصة، ولا سيما بعد أن أنجزوا عمليات التعريب في ميدان الإدارة والنقد، التـي عُدت من أعظم المنجزات في العصر الأموي، لأنها ساعدت على تقوية الحكم العربي بعد أن حولت كل شيء في جهاز الدولة إلى العربية، وبخاصة نشر اللغة العربية في الدواوين والتخلص من الموظفين غير العرب، فازدهرت اللغة العربية في هذا العصر، وأصبح مقياس التعلم أن يتمكن الإنسان من قراءة العربية وكتابتها، حتـى أصبحت أداة التفاهم اليومي من بلاد فارس حتـى بواتيه، وحلت كأداة للثقافة محل اللغات القديمة الأخرى. ومن يطلع على الأحداث السياسية والثقافية في العصر، الذي تلا عصر الأمويين وهو عصر العباسين، يرَ بوضوح أن ما فعله الأمويون على صعيد التعريب، كان ضرورة استراتيجية ومهمة وطنية وقومية عملاقة، كان من واجب الجميع أن يستمروا في الحفاظ عليها، لا التخلي عنها كما حدث في عصر حكم بني العباس، فقد أدى تخلي العباسيين عن هذه الاستراتيجية الإيجابية، إلى ظهور توصيات أخرى على حساب العرب، وكان في مقدمة هذه القوميات القومية الفارسية التـي تمثلت بحركة الشعوبية، التـي أعلن أصحابها راية الحرب ضد الوجود العربي على كل صعيد. وكذلك فعل الأتراك والسلاجقة، حينما حجروا على الخليفة العباسي وأصبح اسماً لا قيمة له على وجه الإجمال، حتـى جاء المغول في القرن السابع للهجرة/الثالث عشر الميلادي فأتموا عملية التخريب والقضاء على الرمز العربي الأخير، الذي كان يمثله الخليفة العباسي المستعصم بالله، الذي قتله المغول بعد فترة قصيرة من دخولهم بغداد. وبالجملة فقد نفذ الأمويون زرع جذور ورايات التعريب في كل ميدان من ميادين الحياة العامة، معتمدين في ذلك على إيمانهم الراسخ بأن العرب لن يُكتب لهم الخلود إلا بالاعتماد على أنفسهم من خلال ثرواتهم الكبيرة ومن خلال تعاونهم مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل. وكانت قدوتهم الحسنة على هذا الطريق القويم، أعمال صحابة أجلاء، نذكر منهم على سبيل المثال عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب وغيرهما. فقد عمل هؤلاء الصحابة على تعريب الأقاليم المفتوحة منذ الوهلة الأولى، وذلك من خلال تثبيت العناصرالعربية في هذه الأقاليم، وجعل هذه العناصر العربية تشعر بقوة أن مصالح هامة لها قد أصبحت أمراً واقعاً وهاماً في كل ميادين حياتها(1). -------------------------------------------------------------------------------- (1) بدأ هذا العصر في سنة 40 هـ/ 661م وانتهى في سنة 132 هـ/750م. (1) بدا هذا العصر سنة 132 هـ/ 750م وانتهى في سنة 247 هـ/ 862م. (2) كان ذلك في سنة 99 هـ. انظر: الطبري ـ تاريخ الرسل والملوك ج6 ص 434 ـ ابن الأثير ـ الكامل في التاريخ ج 4 طبعة دار صادر بيروت ص 521 ـ العدوي ـ الأمويون والبيزنطيون طبعة ثانية الدار القومية للطباعة والنشر ص 216. (1) تاريخ الطبري ج7 ص 232. (2) فلهاوزن ـ تاريخ الدولة العربية ـ ترجمة محمد عبد الهادي أبو ريدة ص 364. (3) انظر تفاصيل واسعة حول هذه الأمور ـ تاريخ الطبري ج 7 ص 312 وتاريخ خليفة بن خياط ـ القسم الثاني ص 566 ـ 567. (4) انظر حول ذلك: محمد علي دبوز ـ تاريخ المغرب الكبير ج 2 طبعة القاهرة 1963 ص 17. (1) سعد زغلول عبد الحميد ـ تاريخ المغرب العربي طبعة القاهرة 1965 ص 169. (2) استمر أبو المهاجر دينار في هذه المهمة الجليلة من سنة 55 ـ 62 هـ. (3) انظر: ابن عبد الحكم ـ فتوح مصر والمغرب تحقيق غاتوا طبعة الجزائر 1948 ص 194 ـ المالكي رياض النفوس في طبقات علماء إفريقية ج 1 تحقيق حسين مؤنس القاهرة 1951 ص 37، 38 ـ ابن عذاري المراكشي ـ البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب ج1 تحقيق كولان وليفي بروفنسال طبعة ليدن 1948 ص 35. (1) دام هذا العصر في الأندلس من 97 ـ 138 هـ. (2) ابن القوطية ـ تاريخ افتتاح الاندلس طبعة مدريد 1926 ص 62. (3) الموالي هم المسلمون من غير العرب. (1) المقريزي ـ المواعظ والاعتبار ج 3 ص 59 ـ الصولي ـ أدب الكتاب ص 192. (2) البلاذري ـ فتوح البلدان ج 5 ص 651 ـ 652 وانظر تاريخ الطبري ج 6 ص 256. (1) المستعربون، هم مجموعة من سكان إسبانيا بقوا على دينهم، لكنهم تأثروا بالثقافة العربية واصطبغوا بصبغتها. (2) أحمد بدر ـ تاريخ الأندلس طبعة دمشق 1983 ص 23. (1) انظر: البلاذري ـ فتوح البلدان ج 1 ص 43 ـ 44 وتاريخ الطبري ج 7 ص 36. (2) ابن عساكر ـ تاريخ دمشق ج 1 طبعة دمشق 1329 هـ ص 182 وما بعدها. (1) المغرب الأقصى هو الأرض الممتدة من وادي ملوْية إلى المحيط الأطلسي ويتمثل اليوم بالمملكة المغربية. (2) مؤلف مجهول ـ أخبار مجموعة في فتح الأندلس طبعة مدريد 1867 ص 23 ابن عذاري ـ البيان المغرب ص 59 ـ الرفيق القيرواني ـ تاريخ إفريقية والمغرب ـ تحقيق المنهجي الكعبي طبعة تونس 1968 ص 115. (1) فاروق عمر ـ طبيعة الدعوة العباسية طبعة أولى بيروت 1970 ص 6 وما بعدها عبد الحي شعبان ـ الجذور الاجتماعية والسياسية للثورة العباسية في خراسان طبعة هارفارد 1960. كلودسن هن ـ تاريخ العرب والشعوب الإسلامية ج 1 ص 71. (2) كما فعل الترك والفرس في العصر العباسي وكذلك السلاجقة والمماليك. (3) نبيه عاقل ـ دراسات من تاريخ العصر الأموي طبعة رابعة جامعة دمشق 1992 ص 326. (1) السيد عبد العزيز سالم ـ المآذن المصرية طبعة القاهرة 1959 ص 59. (2) كان ذلك في سنة 101 هـ. انظر البلاذري ـ فتوح البلدان ج 4 ص 512. (3) تاريخ الطبري ج 6 ص 570 وج 7 ص 36. (1) المانوية نسبة إلى ماني وهو مؤسس الديانة الثنوية الفارسية القديمة القائمة على القول بإلهين، إله الخير والنور، وإله الشر والظلمة. (2) تاريخ الطبري ـ ج 7 ص 131 فلهارون ـ المرجع السابق ص 320 ـ 321. (3) عاصر رجاء بن حيوة ثلاثة من الخلفاء الأمويين هم، الوليد بن عبد الملك وأخوه سليمان وعمر بن عبد العزيز، وهو الذي أشار على سليمان بن عبد الملك أن يعين عمر بن عبد العزيز للخلافة من بعده. (1) انظر حول ذلك: كتابنا ـ تاريخ الأمويين السياسي والحضاري ص 3 وما بعدها. (1) انظر عن هذه المسألة كتابنا: تاريخ العصر الأموي السياسي والحضاري طبعة جامعة دمشق 1994 ص 93 ـ 94. |
مشكور اخي الغالي سهيل الجنوب على الموضوع الرائع
|
شكرا لك اخي سهيل الجنوب
وسلمت وسلمت يمناك الكريمة على هذ المقال المتميز الذي يستحق القراءة اكثر من مرة وبكل عناية تقبل سلامي الخويطري |
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
شكرا لكم على ما قدمتم من ردود
تحياتي للجميع |
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
لاهنت على هذا الموضوع الطيب
لك مني اجمل تحيه |
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
|
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
بارك الله فيك اخي سهل الجنوب على التعريب الجميل
|
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
الدولة الاموية
كانت دولة عربية رعت العلوم و لم تنسى الفتوحات و نشر الدين |
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
نحن اصبحنا في زمن التغريبو العولمة
واصبح الحديث عن الاصالة تخلفا |
رد: مظاهر التعريب في العصر الأموي/ أ.د. علي أحمد
انا مع التعليم بلغة اخرى شرط الحفاظ على القبم و الهوية العربية
|
الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:56 AM . |
مجالس العجمان الرسمي