التذكرة في أمور الموتى وأمور الآخرة -الجزء الحادي عشر
 

نعود لكم من جديد ونكمل ما تبقى من أجزاء التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة

ومع الجزء الحادي العاشر

باب القصاص يوم القيامة ممن استطال في حقوق الناس وفي حسبه لهم حتى ينصفوا منه

مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : (( لتؤدن الحقوق إلي أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء )) (1)

البخاري عنه أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال : (( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم .
إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته, وإن لم يكن له حسنات أخذت من سيئات صاحبه فحمل عليه )) ( 2 )

قالوا: أبي هريرة رضي الله عنة أن رسول الله صلى الله علية وسلم قال: (( تدرون من المفلس ؟ قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع . قال : إن المفلس من أتي , من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة , ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته , فإن فنيت حسناته قبل انقضاء ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار )) (3)



باب في إرضاء الله تعالى الخصوم يوم القيامة


روينا في ( الأربعين ) وذكره ابن أبي الدنيا في كتاب ( حسن الظن بالله تعالى) عن أبي هريرة رضي الله عنة قال : بينما رسول الله صلى الله علية وسلم ذات يوم جالس إذ رأيته ضحك حتى بدت ثناياه فقيل له : مم تضحك يا رسول الله ؟ قال : (( رجلان من أمتي جثيا بين يدي ربي عز وجل فقال أحدهما : يا رب خذ لي مظلمتي من أخي , فقال الله تعالى : أعط أخاك مظلمته , فقال : يارب ما بقي من حسناتي شيء , فقال : يارب فليحمل من أوزاري , وفاضت عينا رسول الله صلى الله علية وسلم ثم قال : إن ذلك اليوم ليوم يحتاج الناس فيه إلي أن يحمل عنهم أوزارهم , ثم قال الله تعالى للطالب حقه : ارف بصرك فانظر إلي الجنان فرقع بصرة فرأى ماأعجبة من الخير والنعمة فقال : لمن هذا يارب ؟ فقال : لمن أعطاني ثمنه . قال : ومن يملك ثمن ذلك ؟ قال:أنت. قال : بم إذا ؟ قال:بعفوك عن أخيك. قال : يا رب فإني قد عفوت عنه . قال: خذ بيد أخيك فادخله الجنة )) ثم قال رسول الله صلى الله علية وسلم (( فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم فان الله يصلح بين المؤمنين يوم القيامة ))



باب أول من يحاسب من امة محمد صلى الله علية وسلم

روى ابن ماجة عن ابن عباس عن النبي صلى الله علية وسلم قال: (( نحن آخر الأمم وأول من يحاسب يقال: أين الأمة الأمية ونبيها ؟ فنحن الآخرون والأولون )) (4 )
وفي رواية عن أبي عباس رضي الله عنهما : (( فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنمضي غراً محجلين من آثار الوضوء فتقول الأمم : كادت هذه الأمة إن تكون أنبياء كلها )) خرجه أبو داود الطيالسي في مسنده بمعناه .



(1) رواة مسلم ( 2582) والترمذي (2420)
(2) رواة البخاري (2449) والترمذي ( 2419)
(3) رواة مسلم (2581) والترمذي (2418) .
(4) رواة ابن ماجه (4290)