ومن أهم مناقب المنصور هو عمله على إذلال الممالك النصرانية فى الشمال والعمل على تأديبهم المستمر حتى لا يفكروا إلا فى طلب ود وجوار المسلمين ومن أجل ذلك أرسل ملك قشتالة "شانجة" ابنته جارية عند المنصور فى قرطبة لينال رضاه !!
وعندما جاء الى قرطبة بعد هزيمته مع المسلمين وأثناء مروره بين صفوف العسكر والجند وأهل الخدمة انخلع قلبه من الرهبة والهيبة حتى ارتعدت فرائصه ودخل مجلس المنصور فما إن وقعت عينه على المنصور بن أبى عامر حتى هوى على الأرض من فرط هيبيته وقبّل قدم المنصور ويده !!!
أى هيبة وعزة كانت في هذا الرجل
كان كلما غزا المنصور غزوة أخذو جنوده الرايات فيثبتونها على الأماكن العالية ثم يأخذونها حين يرحلون وفى أحد الغزوات نسى أحد الجنود راية على أعلى التبة بين الحصون والقلاع بعدما فر أهلها وهرب جنود النصارى بين الشعاب والجبال ورحل المسلمين ونسوا تلك الراية , فظل النصارى يرمقون تلك الراية فى رعب شديد وهم يظنون أن المسلمين مازالوا هناك , وظلوا على ذلك زمن حتى علموا برجوع المسلمين منذ زمن !! نعم هكذا كانت العزة .. راية واحدة منسية أرعبت جنود النصارى وعاشوا من أجلها فى ذعر ورعب وهلع !!
وكان المنصور بن أبى عامر كثير السهر جدا حتى أن أحد خدمه اسمه " شعلة " قال له فى ليلة : قد أفرط مولانا فى السهر وبدنه يحتاج الى أكثر من هذا النوم وهو أعلم بما يحركه عدم النوم من علّة العصب فقال المنصور : يا شعلة الملك لا ينام اذا نامت الرعية ولو استوفيت نومى لما كان فى دور هذا البلد العظيم عين نائمة ..
هكذا كان حرصه على دولة المسلمين واهتمامه بشؤونها !!
ومآثر المنصور لا تحصى ومناقبه وأخباره كثيرة ومن اراد الزيادة فليبحث عن سيرته العطره التي الهمت كثيرا من شباب الأمة
حكم المنصور بن أبى عامر الأندلس زهاء 27 سنة , وغزا أكثر من 54 غزة لم يهزم فى واحدة قط !! كانت كلها عز للإسلام والمسلمين حتى قال عنه ابن الخطيب فى كتابه اعمال الاعلام ( وعلى الجملة فكان نسيج وحده فى صقعه وقلّ أن يسمع بمثله فى غيره ... )
أمر أن يدفن رحمه الله مع غبار المعارك التي جاهد فيها حتى تشهد له أمام الله بجهاده وأمر أن يكفن بتلك الأكفان التى كان يحملها معه دائما فى المعارك وهى أكفان صنعت من غزل بناته واشتريت من خالص ماله الموروث ...