بناء فريق عمل تطوعي لرفع المعاناة النفسية عن كبار السن من الجنسين
مشروع بحثي
الباحث / عباس سبتي
سبتمبر 2015
مقدمة :
ظاهرة إيواء كبار السن في مؤسسات رعاية المسنين انتشرت في دول العالم وهذه الظاهرة تحتاج إلى دراسة ومتابعة من مسئولي هذه الدول ، وذلك بعد أن أهملت الأسرة أو عجزت عن رعاية المسن كذلك لم تعد دور ومراكز العجزة تستوعب أعداد المسنين الذين يزيد أعدادهم سنة بعد سنة في الدولة الواحدة وذلك نتيجة التقدم الصحي وتحديد النسل في الأسرة الحديثة وظهر ما يعرف ب " مجتمع الشيخوخة " حيث أطلق على أوربا هذا المفهوم .
مع هذا التقدم الصحي فأن أمراض الشيخوخة انتشت بين المسنين مثل سلس البول وحشاشة العظام وأمراض الكلى والكبد والقلب والسكر والضغط وفقد التوازن أو السقوط أثناء المشي إلى جانب الأمراض النفسية تنتاب المسن كالنسيان المزمن والكآبة والعزلة .
انتشرت حالات الانتحار بين المسنين في بعض الدول منها الولايات المتحدة بسبب سوء معاملة المسن والعزلة الاجتماعية والاكتئاب والعجز البدني والإفلاس وكلفة رسوم الرعاية العالية خاصة في المراكز غير الحكومية مع عدم توفر أماكن رعاية للمسنين في المراكز الحكومية ، حتى الرعاية المنزلية التي تقدمها الشركات المتخصصة تكون مكلفة بالنسبة لأسر محدودة الدخل
وقد أساء بعض أفراد الأسرة إلى المسن أو المسنة بسبب عجزه ومرضه وعدم توفر مكان له في دار العجزة كما هو الحال في أوربا وقد انتقلت العدوى إلى الدول العربية ، وبالتالي بدأت الدول تسن تشريعات لحماية المسن وتوفير الرعاية المناسبة له في دار العجزة أو في المنزل كما هو الحال بدولة الكويت .
وجود أحد أعضاء الفريق التطوعي بجانب المسن الذي يعاني من مرض نفسي قد يسهم في تخفيف آلام المرض إلى جانب توجيه النصح له والشعور من بجانبه قد يزيل هذه الآلام ، ويمكن أن يزور الفريق التطوعي المسن في المنزل أو المستشفى أو دار الرعاية بل قد يتصل أحد أعضاء الفريق بالمسن وبشكل دوري إلى جانب ذلك يوفر الفريق التطوعي البرامج والأنشطة بهدف تخفيف المشكلات النفسية عن المسنين مثل مشكلات القلق والإحباط والوحدة والعزلة والاكتئاب .
خطة مشروع البحث :
يهدف المشروع إنشاء فريق عمل تطوعي متخصص يقوم برفع المعاناة النفسية عن المسن من خلال برامج وأنشطة .
أهداف المشروع :
تشكيل فريق عمل تطوعي متخصص لمساعدة المسنين على التغلب على معاناتهم النفسية
التعرف على بعض الأمراض النفسية التي يعاني منها المسن
إزالة الآلام النفسية عن المسن عن طريق برامج وأنشطة
التعرف على بعض البرامج والأنشطة لإزالة المعاناة النفسية عن المسن
النتائج المتوقعة :
تشكيل فريق عمل تطوعي في كل مؤسسة ذات النفع العام يهتم بشئون كبار السن
تصميم البرامج والأنشطة التي تخفف من المعاناة النفسية لكبار السن
إدخال هذه البرامج والأنشطة في أنشطة وفعاليات كل مؤسسة تهتم بشئون كبار السن
تقييم هذه البرامج والأنشطة بشكل دوري من قبل هيئة متخصصة مستقلة
أهمية المشروع :
هذا المشروع يخدم فئة كبار السن كعرفان لهم على ما بذلوه من عطاء وتضحية للوطن والمجتمع والأسرة ، وبالتالي تأتي أهمية المشروع بحث الناس والمؤسسات الرسمية والأهلية على احترام واهتمام بهذه الفئة التي تقبع في أركان المستشفيات وزوايا المنازل وهي فئة منسية .
مشكلة الدراسة :
حيث أنه لا يوجد فريق عمل تطوعي لرفع المعاناة النفسية عن المسنين في الهيئات الحكومية والخاصة بدولة الكويت فقد أكد هذا المشروع على تسليط الضوء على أهمية هذا الفريق التطوعي وتشكيله حسب اللوائح المنصوص عليها بوزارة الشئون الاجتماعية .
حدود الدراسة :
يقتصر هذا المشروع على المؤسسات العامة والخاصة التي تهتم بشئون كبار السن وتقدم لهم رعاية عرفاناً لهم بجهودهم اتجاه الوطن والمجتمع ، ويقتصر المشروع على المسنين الذين يعانون من بعض الأمراض النفسية : الإحباط ، العزلة، الاكتئاب والقلق .
منهج الدراسة :
تتبع الدراسة المنهج الاستقرائي الذي يبحث بالجزئيات ليصل إلى قوانين ومؤشرات عامة ، وهذا المنهج يعتمد على الملاحظة المباشرة على كبار السن وتأثير البرامج والأنشطة التي يقدمها هذا المشروع على هذه الفئة العمرية .
الدراسات السابقة :
استعان معد المشروع بالدراسات العربية والأجنبية التي تتناول البرامج والأنشطة من أجل تخفيف المعاناة النفسية عن فئة كبار السن الذين يمرون بأزمات نفسية مثل الإحباط والعزلة والاكتئاب والقلق نتيجة لظروف خاصة لكل فرد من هؤلاء .
الإطار النظري
مفاهيم :
المسن : The Older Person
عرفت إحدى مواد الدستور الكويتي المسن بأنه هو " كل من بلغ سن ال 65 من العمر وكان غير قادر على أن يؤمن لنفسه كليا أو جزئيا ما يؤمنه الشخص العادي لنفسه من ضروريات الحياة الطبيعية نتيجة قصور في قدراته البدنية أو العقلية أو النفسية .
يعرف بعض المسن ذلك الإنسان ذكراً كان أو أنثى قد تقاعد عن العمل أو الأرمل والأرملة والمطلقة والعانسة ، ولم يستطع إنجاز العمل اليومي والروتيني وأصبح منسياً ولو أن الناس ينظرون إليه نظرة شفقة .
أو المسن هو الذي تجاوز سنه عن الستين مع تراجع وظائف بعض أعضاء جسمه عن العمل .
أو أن المسن يشعر أنه عنصر هامشي في الحياة ولا يتمتع بزخارف الحياة ويشعر بالإحباط وخيبة أمل وينتظر الموت في كل لحظة .
ويصف بعض أن المسن يشعر أنه غير قادر وفقد كل شيء حتى القدرات التي كان يمتلكها قبل الهرم ، وأصبح عالة على الناس .
أو ذلك الإنسان الذي يعيش من خلال أجهزة التنفس وضغط الدم وتحت رحمة الممرضين والممرضات وانتابته أمراض الشيخوخة التي لا يرجى منها الشفاء .
وأقول أن المسن هو العاجز بسبب أمراض الشيخوخة من الحركة أو لا يستطيع خدمة نفسه بنفسه وينتظر الأمل فيمن يرعاه ويرفع معنوياته ليعيش مثل الآخرين ويتغلب على معاناته المرضية والنفسية والاجتماعية وليتأقلم مع الأجواء والظروف ( سبتي ، 2010)
فريق عمل تطوعي :
يعرف التطوع ( ( volunteering
بأنه "الجهد الذي يبذله أي إنسان بلا مقابل لمجتمعه بدافع منه للإسهام في تحمل مسؤولية المؤسسة التي تعمل على تقديم الرعاية الاجتماعية (ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ) وفريق عمل تطوعي عبارة عن أثنين من الأفراد أو أكثر يقومون برعاية المسن وتخفيف معاناته النفسية
الدراسات السابقة :
دراسة ( Policy brief , 2013 ) تتناول قضية كبار السن الذين يعانون من الوحدة والعزلة ونسبتهم (53%) بانجلترا بينما توجد نسبة مماثلة ( 55%) في بعض البلدان الأخرى ، هذا وقد ذكرت أسباب للوحدة والعزلة ترجع إلى الظروف الشخصية ، ومنها حوادث الحياة المفاجئة مثل الفجيعة أو الانتقال إلى بيت جديد وكذلك ضعف الصحة البدنية أو العقلية مع الشعور بالوحدة والعزلة ، وأشارت الدراسة إلى البرامج والأنشطة التي تساعد المسنين على التغلب على الوحدة والعزلة ، وقدمت دراسة نوعية بشأن مستخدمي خدمة زيارة المنزل في المملكة المتحدة وتم إطلاق مسمى " الأصدقاء المتطوعون volunteer befrienders " أفادت أن الآراء الإيجابية لخدمة سائدة ، ويعطي المستخدمون القيمة العالية للثقة للصديق المتطوع ، ولكن لا توجد محاولة في تحليل وتقييم مستويات خدمة الصديق المتطوع لمسألة الشعور الوحدة قبل وبعد التدخل والعلاج .
دراسة ( 2010 , Dr Declan Lyons ) بعنوان " الاكتئاب في آخر العمر : دليل لكبار السن وأسرهم ، تعالج حالة الاكتئاب التي تصيب المسنين ولها أسباب منها فقد عزيز والعيش في دار العجزة والفقر وعدم اهتمام الأسرة به ، وتطرقت الدراسة إلى العلاج الطبي والعلاج النفسي من خلال مساعدة الأهل له والاهتمام به .
دراسة " ,2008 Mima Cattan et al " هذه الدراسة التي أجريت في (2008 ) وأشارت إلى وجود نقص واضح في الأدلة المتعلقة بفاعلية الخدمات المقدمة لكبار السن التي تهدف الحد من العزلة والوحدة ولكن الدراسة خلصت إلى أن هناك الحاجة للتركيز على برنامج الصديق المتطوع لهؤلاء المسنين خاصة أثر الخدمات على حياتهم ، وأشارت الباحثة إلى أن مؤسسة " Help the Aged/Zurich " قدمت في مايو 2005 مشروع " Call in Time " والهدف منه تقديم خدمة لمن لا يحصلون على الدعم عبر الهاتف من كبار السن الذين يعانون من الوحدة والعزلة أو المعرضين للخطر ، وقد تم تمويل (8) مشاريع في جميع أنحاء البلاد بانجلترا
دراسة " 2003, G. Andrews et al " دراسة نوعية بشأن مستخدمي خدمة زيارة المنزل في المملكة المتحدة وتم إطلاق مسمى " الأصدقاء المتطوعون volunteer befrienders " أفادت الآراء أن الخدمة السائدة كانت إيجابية ، ويعطي المستخدمون القيمة العالية للثقة للصديق المتطوع ، ولكن لا توجد محاولة في تحليل وتقييم مستويات خدمة الصديق المتطوع لمسألة الشعور الوحدة قبل وبعد التدخل .
قدم موقع " www.acls.org.uk/hospital " :
برنامج " Bolton " شبيه ببرنامج " الصداقة عبر الهاتف " لمساعدة المسن وتخفيف وطأة الشعور بالوحدة والعزلة وذلك تدريب المتطوعين لإجراء المكالمات التلفونية أسبوعية وبشكل منتظم وودي ، وتكون المكالمات في العادة تجرى بين 15-20 دقيقة كل أسبوع ، وهذه الخدمة تقدم لكبار السن في " Bolton " التي لا تتوفر فيها خدمة " الصداقة عبر الهاتف " وإلى الذين يفضلون الدردشة العادية عبر الهاتف .
: Now called Age UK Wirral في موقع :
برنامج " مواساة لفقد الأعزاء " في " Wirral " ، صمم لتقديم المساعدة والدعم العاطفي لكبار السن الذين فقدوا أعزاء لهم ، يقدم الدعم العاطفي على شكلين :
عند الاستقصاء من خلال توفير إمكانية الوصول إلى المسن وتقديم المشورة له ومن خلال تقديم خدمة مفصلة لبرنامج الصداقة عبر الهاتف .
في موقع www.acls.org.uk/hospital_discharge.html
برنامج " خدمة الصداقة عبر رعاية الوسيط " في " Lewisham " الذي يقدم لكبار السن ممن غادر المستشفى ويوفر البرنامج متطوعاً يزور المريض المسن كل أسبوع لمدة تصل إلى ثلاثة شهور ، ومساعدة المسن في المشي خارج المنزل أو زيارة المحلات التجارية القريبة .
قمنا بترجمة دراسة " الوحدة والعزلة ، نقد و إعادة نظر للأدلة , " وهي موجودة في موقع " UK AGE " الالكتروني من أجل تقديم الأدلة لدعم اتخاذ القرارات بشأن تطوير الخدمات التي تقدم لفئة كبار السن وأكدت إدارة الموقع على الأدلة أو الدراسات على :
الشعور بالوحدة والعزلة ليس شيء واحد : أسباب الشعور بالوحدة ليست مادية فقط أي العزلة هي عدم وجود الرفقة فقط ولكن أيضا أحياناً عدم وجود دور للمسن في المجتمع .
أهم طرق مكافحة الوحدة هي محاربة العزلة .
الوحدة مفهوم ذاتي ليس بسبب الظروف فقط والأحداث وإنما بسبب عوامل نفسية وثقافية .
وجود أصدقاء عامل مهم في درء الشعور بالوحدة من الاتصال المتكرر مع هؤلاء الأصدقاء .
إذا كانت خطط استهداف الوحدة في كبار السن فعالة يجب أن تكون هناك أيضا التخطيط ، التطوير ، التسليم والتقييم .
مع استخدام الخطط مصادر عديدة للتغلب على الوحدة المادية هناك جوانب أخرى للوحدة لا يمكن كشفها .
خطة مصادقة المسن من خدمات التغلب على العزلة والشعور الوحدة لكنها الأفضل استخدامها جنباً إلى جانب الخدمات الأخرى ، والأنشطة الجماعية مفيدة في مساعدة كبار السن للتخلص من العزلة والشعور بالوحدة .
مفهوم " يصادق " غير مفيد لخدمة محددة كما أنه يغطي عدة أنواع من التدخل أو يعني أشياء مختلفة لأشخاص مختلفين لذا لابد من تخصص الخطط لتراعي احتياجات المجموعة أو المجال .
بسبب أن الشعور بالوحدة له أسباب عديدة تصمم الخطط لعلاج المجموعة أو علاج الشعور بالوحدة للفرد مع مراعاة الظروف الأخرى .
التدخلات على وجه التحديد لا تستهدف للتغلب على العزلة و الشعور بالوحدة لكن لها تأثير إيجابي ملموس .
اتصال الجيل الجديد بالجيل القديم هو أكثر فاعلية في التغلب على العزلة والشعور بالوحدة أكثر من اتصال أفراد الجيل من العمر الواحد على الرغم من فائدة كل الاتصالين .
تحديد الأشخاص الذين يعانون بالشعور بالوحدة صعب لكن استهداف الأشخاص الذين لهم ظروف مشابهة مثل الأقليات الفقيرة ، الأرامل ، العجزة ، منعوا من قيادة السيارة قد يكون فعالاً .
الناس الذين يتمتعوا بالصداقة والرفقة في حيتهم أكثر عرضة ليكون وحيدين من أولئك الذين لم تتح لهم علاقات مع الآخرين
فقدان الخدمة التي أثبت نجاحها في تخفيف الشعور بالوحدة أسوأ من عدم وجود الخدمة بالمرة وهذا ينطبق على الخدمات غير المكتملة وغير الموثقة .
لا يمكن إثبات نجاح الخطط حتى لو طبقت على الأشخاص المعنيين حيث أن قياس فاعلية يجب يبنى على تصميم أي مشروع جديد ( سبتي ، 2015 )
مشروع " جليس المسن " مشروع تبنته وزارة الشئون الاجتماعية بدولة الكويت وذلك في تصريح صحفي لوزيرة الشئون الاجتماعية السابقة ذكرى الرشيدي أن خطة الوزارة مستقبلا بشأن رعاية المسنين تتضمن تفعيل اللجنة الوطنية لكبار السن وتطبيق مشروع جليس المسن والتدخل المبكر للمسنين وإنشاء مركز تطوعي للمتقاعدين لخدمة المسن ( جريدة الجريدة 2/10/2013 )
وطبقت هذا المشروع جمعية الأسرة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي بمصر العربية من أجل إيجاد فرص عمل للخريجين بعد تدريبهم على كيفية التعامل النفسي والصحي مع فئة كبار السن ، ولكن توجد معوقات أمام هذا المشروع مثل نظرة الناس الدونية لمهنة جليس المسن بسبب عادات المجتمع ( موقع العربية. –نت ، 25/11/2008) وهذا ونظمت الجمعية البحرينية لتنمية المرأة حفل تخريج الدفعة الأولى من متدربي برنامج “جليس المسن” تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية بدولة البحرين فاطمة البلوشي ( موقع البلاد الالكتروني ، 22/6/2015 )
مشروع " أصدقاء مرضى الزهايمر " تبنته الرابطة العمانية للزهايمر وهو عبارة عن تقديم خدمة التمريض أو الخدمة الاجتماعية خاصة خدمة الدعم لمرضى الزهايمر ولأسرهم مع إلقاء المحاضرات التوعوية في المدارس والجهات الحكومية ( موقع الرابطة العمانية للزهايمر ، 2014 )
مشروع " الصديق المقرب " تبنته جمعة الصديق المقرب في القاهرة ويهدف المشروع إلى تخفيف الآلام النفسية التي يعاني منها الشباب عبر الهاتف ، ولدى الجمعية (35) متطوعاً ليس بالضرورة إلمامهم بعلم النفس وإنما لديهم ملكة الاستماع والرغبة في تخفيف العبء عن الآخرين ، وتتلقى الجمعية المكالمات الهاتفية من الفئات العمرية بين (20 -70 سنة ) الذين يعانون من الأزمات النفسية ، وهذا المشروع أنشيء في لندن عام 1954 على يد " تشاد فالو " بعد ارتفاع معدل الانتحار بين الشباب ( موقع الحياة الالكتروني ، 21/8/2001)
" متطوعي أصدقاء المسن " دورة تدريبية للمتطوعين والمتطوعات لرعاية المسنين التي نظمها المجلس الأعلى لشئون الأسرة بدولة قطر وتهدف الدورة إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية لكبار السن
فالصديق هو ذلك الإنسان الذي يجد المسن الراحة في الجلوس معه والبوح له بكل ما يجول بخاطر المسن وهو إنسان تربطه بالمسن صلة من نوع خاص . ( موقع الراية ، 4/2/2008)
" فريق أصدقاء المسنين " المنبثق من الجمعية العمانية لأصدقاء المسنين بسلطنة عمان ، ويهدف إلى مساعدة المسن على الحصول على الخدمات الصحية والاجتماعية من خلال التنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية المعنية " http://omandaily.om/?p=205516 " .
جمعية أصدقاء المسنين أنشأتها وزارة الشئون الاجتماعية بدولة الإمارات العربية في مطلع عام 2015 وذلك بعد عقد ورشة العمل التطوعي في دار المسنين بعجمان ، وتضم هذه الجمعية من المتطوعين والمتطوعات في مجالات الرعاية الصحية و النفسية والاجتماعية ( موقع وكالة أنباء الإمارات وموقع عبر الإمارات الالكتروني ) .
برنامج " أصدقاء المسنين " نظمته دار الرعاية الاجتماعية بالرياض لرعاياها المسنين ويهدف البرنامج دمج المسنين بالمجتمع الخارجي وتكوين الصداقات معهم وإيجاد جو أسري يسوده المحبة والإخاء لينمو الأمل في داخلهم ( موقع صحيفة إنماء ، 6/7/2015 )
دراسة ( أحمد الحميدي ) بعنوان تجربة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في مجال رعاية المسنين بالمملكة العربية السعودية تتناول بعض أنواع الرعاية للمسنين منها الرعاية الاجتماعية المفتوحة التي تقدم إلى المسنين الأصحاء وتؤدي إلى كسر العزلة لدى المسن وجعله يشارك بإيجابية وباندماج متكامل مع المجتمع.وتنقسم الرعاية الاجتماعية إلى رعاية حكومية في دور الرعاية الاجتماعية والثانية من خلال الدور الايوائية الملحقة في الجمعيات الخيرية مثل مركز الأمير سلمان الاجتماعي ويهدف :
1 - بيان أهمية بر الوالدين من الناحيتين الدينية والدنيوية
2 - تجنب المسنين الوحدة والاكتئاب من خلال اللقاءات والنشاطات التي يعدها المركز.
3- تقديم الرعاية الطبية والنصائح الصحية والوقائية للمسنين.
4- تنمية وسائل وأساليب خدمة المسنين وتقبل اقتراحاتهم وشكواهم.
5- حث المسنين على المشاركة في العلاقات الاجتماعية المتبادلة بين الأشخاص (موقع الفريق الاجتماعي الالكتروني ، 17/5/ 2008 )
دراسة ( بلان ، 2010) هدفت هذه الدراسة إلى كشف الفروق بين المسنين المقيمين في دور رعاية المسـنين والمسنين المقيمين مع أسرهم في درجة معاناتهم للقلق، حسب متغيرات مكان الإقامـة والعمر والجنس. وقد تكونت عينة ، كانت أداة الدراسة مقياس سمة القلق لسبيلبرجر والذي يحتوي على عشرين عبارة يدل نصفها على أعراض القلق والنصف الآخر على عدم وجـوده، ثـم تمـت المعالجـة دراسة مقارنة لسمة القلق بين المسنين المقيمين في دور الرعاية أو مع أسرهم وكانت النتائج التـي توصلت إليها الدراسة على النحو الآتي: - توجد فروق دالة على وجود سمة القلق لدى المسنين تبعاً لمتغير مكان الإقامة فـي الأسرة وفي دور المسنين. - توجد فروق دالة على وجود سمة القلق بين المسنين الذكور المقيمين مـع أسـرهم والمسنين المقيمين في دور الرعاية. - توجد فروق دالة على وجود سمة القلق بين المسنين المقيمين مع أسرهم والمسـنين المقيمين في دور الرعاية وفقا لمتغير الفئة العمرية 71 سنة فما فوق
دراسة ( سبتي ، 2008 ) برنامج عملي لجليس المنزل :
الإنسان المسن والعاجز عن الحركة العادية يمكن أن يقضي جل وقته في المنزل دون ضجر وسأم وفق برنامج مدروس لحالته الصحية والنفسية والاجتماعية ولهذا البرنامج خطوات وبنود يمكن أن تنفذ بعضها أو أقلها أو أكثرها حسب حالة المسن ، وهو برنامج عام يخدم كل أنواع حالات الشيخوخة والعجزة حتى الذي لا يستطيع ترك فراشه .
عليه اتباع ما يلي :
- طلب من أسرته توفير الجو المناسب لتطبيق برنامجه ، أو وعي الأسرة بأهمية البرنامج للمسن ومساعدته .
- تقسيم وقته في المنزل من أكل ونوم وتنمية هواياته ورياضة منزلية وعبادة .
- الاشتغال بالأذكار والأوراد وتلاوة القرآن والصلوات المسنونة صباحاً ومساء صلاة الجماعة في مسجد قريب قدر الإمكان أو مرة واحدة في الأسبوع أو مرة في الشهر .
- إتباع برنامج غذائي صحي يناسب عمره .
- مساعدته بتنمية وتجديد مجال عمله قدر الإمكان بالكتابة والاستشارة ومتابعة الجديد
على الفضائيات .
- تنظيم رحلة خلوية له ولعائلته أسبوعياً أو شهرياً .
- ممارسة علاج طبيعي أو رياضة منزلية لتنشيط الدورة الدموية ونبضات القلب وتقوية العضلات بعد استشارة الطبيب
تحليل الدراسات السابقة :
يلاحظ أن فكرة " فريق العمل التطوعي " لرفع المعاناة النفسية عن المسن فكرة مطروحة في بعض العربية لا سيما دول مجلس التعاون ، حظيت هذه الفكرة باهتمام متواضع في الدراسات الأجنبية وتحت عدة مسميات مثل :
الأصدقاء المتطوعون
برنامج الصديق المتطوع
مشروع Call in Time
برنامج الصداقة عبر الهاتف
برنامج مواساة فقد العزيز
خدمة الصداقة عبر رعاية الوسيط
لكن مع ذلك يشير بعض الباحثين في هذه الدراسات إلى ندرة الدراسات في تحليل وتقييم مستويات خدمة الصديق المتطوع ، ويلاحظ الباحث ومعد المشروع أن هذه البرامج والمسميات وغيرها التي مر ذكرها قد لا تعني بالضرورة أنها تخفف الآلام النفسية عن المسنين خاصة المطروحة في دور الرعاية الاجتماعية للمسنين بالدول العربية
ونحن بدورنا نؤكد أن مشروعنا يؤكد على فريق عمل تطوعي وقد تنطوي تحت فكرته مسميات ليس بعنوان " صديق متطوع " وإنما مسميات " ابن متطوع ، بنت متطوعة " ذلك أن مصطلح " الابن , البنت " له أثر أكثر إيجابية من مصطلح " الصديق " لدى المسن ، وهناك مشروع جليس المسن وهو عبارة عن مشروع يدعو أفراد المجتمع إلى مصادقة المسن وقضاء جزء من أوقاتهم بمرافقة المسن سواء في جولات خارجية أو دعوة لزيارة أسرته ، وقد تبنت وزارة الشئون الاجتماعية بدولة الكويت هذا المشروع نظرياً ، ويتبين لأول وهلة أن هذا الجليس يوم باصطحاب المسن خارج المنزل أو مجالسته في المنزل وتبادل الحديث معه فقط ولو أن مصر العربية قد شجعت خريجي الجامعات بالالتحاق بدورة " جليس المسن " إلا أن دور هذا الجليس قد لا يتعدى نظرياً سوى المجالسة والترفيه عن المسن مع صرف راتب رمزي له أي أنه ليس متطوعاً ، ثم أن هؤلاء الخريجين ما أن يحصلوا على فرص العمل بقطاعي الحكومة أو الخاص حتى يتركوا هذا العمل بسبب قلة الحوافز فيه .
ونوصي الباحثين ومسئولي الجهات الحكومية والأهلية المعنية بشئون رعاية المسنين دراسة وتحليل هذه البرامج والخدمات التي توجد في الغرب وتقدم خدمة منها رفع المعاناة النفسية للمسن من قبل فريق عمل تطوعي متدرب ، كي يستفيدوا منها في تشكيل وتعيين هذا الفريق .
نشأة العمل التطوعي دوليا :
اهتممت المنظمة الدولية بالعمل التطوعي من خلال فقد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أواخر عام 1967 برنامج متطوعي الأمم المتحدة ، وفي شهر ديسمبر من عام 1968 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (2460) الذي دعا المجلس الاقتصادي والاجتماعي إلى دراسة إمكانية إنشاء هيئة دولية للمتطوعين وفي يناير من عام 1971 اقر تشكيل البرنامج بالقرار رقم (2659) كما أقرت الجمعية العامة في هذا القرار المبادئ التوجيهية لبرنامج متطوعي الأمم المتحدة.
يمثل العمل التطوعي تجسيدا عمليا لمبدأ التكافل الاجتماعي، باعتباره مجموعة من الأعمال الإنسانية والخيرية والمجتمعية .
وفي مجتمعات العالم المعاصرة يحظى العمل التطوعي باهتمام خاص ويحتل حيزا كبيرا فها، لما له من أهمية خاصة في مجالات تنمية المجتمع عموما ومجال التنمية الاجتماعية على وجه الخصوص.
ويدل على ذلك كثرة عدد مؤسسات العمل التطوعي غير الحكومية، ففي نهايات القرن الماضي شهد العالم ازديادا ملحوظة في عدد الهيئات والمنظمات الأهلية غير الحكومية التي تساهم في التنمية الشاملة حيث بلغ عدد المنظمات غــير الحكومية في الثمانينات حــوالي (50) ألف منظمة وهيئة تعمل في مختلف الميادين التنموية ، حيث بلغ عدد الأفراد المستفيدين من خدمات هذه المنظمات والهيئات حوالي 100 مليون نسمة في البلدان النامية، نسبة كبيرة منها في آسيا وحدها ، وكان هدف هذه المنظمات رفع مستويات الفقر والمرض عن كاهل المحرمين .
جهود الكويت في العمل التطوعي :
أصدرت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل هند الصبيح قراراً وزارياً بشأن لائحة تنظيم فرق العمل التطوعي نصت على تعريف فرق العمل التطوعي المسجلة لدى الوزارة الى احكام اللائحة بأنه كل بذل للجهد يقوم به فرد او جماعة طواعية بهدف تحقيق الصالح العام والمنفعة العامة، داخل وخارج الكويت، دون اي دعم مباشر من قبل الدولة، والمتطوع هو كل من يعمل بدون مقابل لتقديم خدمة للمجتمع يستهدف بها تحقيق الصالح العام ويستثنى من ذلك الاعمال التي يقوم فيها الفرد لاسباب عائلية او خاصة، ولا يمنح المكلفون بادارة الفريق اي مرتب او مكافأة عن الاعمال المعهود اليهم بها بصفتهم هذه، اما الفريق التطوعي فهو كل مجموعة لا تقل عن خمسة اشخاص طبيعيين تهدف الى تحقيق الصالح العام وتكون نشاطاتها داخل وخارج الكويت ، وتقوم لجنة دائمة للاشراف على العمل التطوعي تتولى وضع السياسات العامة المنظمة للعمل التطوعي ومراقبة السجل الخاص بالمتطوعين والتأكد من استقبال الطلبات وتسجيلها والنظر في التظلمات المرفوعة من فرق العمل التطوعي والبت فيها، وتقييم وتصنيف الفرق التطوعية، واجراء التحقيق في الشكوى المقدمة من وضد الفرق التطوعية، يشترط لتأسيس الفريق التطوعي ان يكون للفريق التطوعي وثيقة عمل مكتوبة وموقعا عليها من جميع المؤسسين، والا يقل عدد المؤسسين عن 5 اعضاء، وألا يكون أي من الاعضاء المؤسسين قد سبق الحكم عليه بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقيدة للحرية في جريمة مخلة بالشرف أو الامانة ما لم يكن قد رد اليه اعتباره، وأن يكون الغرض من الفريق التطوعي خدمة يستهدف بها الصالح العام والمجتمع سواء داخل أو خارج الكويت ، يشترك ان تتضمن وثيقة العمل للفريق التطوعي تحديد اسم فريق العمل التطوعي، ونشاط الفريق ونطاق مزاولته الجغرافي، ورسالة ورؤية واهداف عمل الفريق، وعنوان المقر المتخذ مركزاً لادارته إن وجد، واسماء الاعضاء المؤسسين وجنسية كل منهم وسنه ومهنته ومحل اقامته، وشروط العضوية وأنواعها وحقوق الاعضاء وواجباتهم، وكيفية اختيار اعضاء الهيئة الإدارية وطرق وحالات عزلهم أو اسقاط عضويتهم، وآليات الرقابة المالية الداخلية في حال تجاوز دخل الفريق مبلغ 10 آلاف دينار، وقواعد تعديل وثيقة العمل للفريق التطوعي واحوال انقضائه ( جريدة الشاهد الالكترونية ، 18/1/2015 )
يقول معد المشروع : مع إصدار لائحة تنظيم فرق العمل التطوعي من قبل وزارة الشئون الاجتماعية ينبغي استغلال الجهات الرسمية والأهلية هذه اللائحة في تشكيل " فريق عمل تطوعي " يرعى شئون المسنين من الناحية الاجتماعية والنفسية
قال رئيس اللجنة العليا في المبادرة الوطنية «فعلا كويتي» عبدالمجيد العنزي: أن عدد المتطوعين المشاركين في المبادرة وصل إلى نحو ألف متطوع، لافتا إلى أن باب المشاركة أغلق نهاية يوليو الماضي.
وأضاف العنزي خلال مؤتمر صحافي عقده بمكتبة الكويت الوطنية أن تدريب الفرق التطوعية المشاركة سيستمر لمدة 12 يوما في الفترة من 1 إلى 12 أغسطس الجاري وسيشهد عقد 16 دورة تدريبية وورشة عمل للمشاركين، مبينا أن المبادرة تنقسم إلى 3 محاور رئيسية في الجوانب التطوعية الاجتماعية والابتكارية والإنسانية، ويتم اختيار الفرق أصحاب المراكز الثلاثة الأولى في نهاية المبادرة وستقدم لهم جوائز بمبلغ 10 آلاف دينار
وقال العنزي أن فكرة المبادرة بدأت بجهود ذاتية وفردية لمجموعة من الشباب الكويتي الطموح والعامل في المجال التطوعي قبل عامين، بعمل دراسة ميدانية وتحليل لبيئة العمل التطوعي وجمع البيانات اللازمة عن المجاميع وفرق العمل التطوعية العاملة في هذا المجال الإنساني حيث أظهرت النتائج أن هناك العديد من فرق العمل التطوعية متشابهة في الأفكار وطريقة العمل، وما يقارب 90% من هذه الفرق توجه عملها لفئة معينة وهي فئة (ذوي الإحتياجات الخاصة)، 10% من هذه الفرق ذات أهداف محدودة وبسيطة ( جريدة الأنباء 7/8/2015 )
ويضيف معد المشروع أن هذه المبادرة جيدة لكن لا بد من الاهتمام بفئة المسنين وتشكيل فريق عمل تطوعي يهتم بهم كما هو الحال بالنسبة لفئات الاحتياجات الخاصة .
الاهتمام العالمي لفئة المسنين :
في عام 1978 اقترحت الجمعية العمومية للأمم المتحدة خطة عمل لتلبية احتياجات كبار السن ورعايتهم واعتمدت كثير من الدول هذه الخطة بعد ذلك في فيينا عام 1982 ، وقد ركزت الخطة على الصحة والتغذية وحماية المسنين ، وفي عام 1993 تبنت الدول العربية هذه الخطة وفي عام 1997 عقدت جامعة الدول العربية دورة تدريبية حول المسنين ثم تبعتها تشكيل لجان لرعاية المسنين من القطاع العام والخاص من أجل حمايتهم ودمجهم في المجتمع .
وفي عام 1999م زاد اهتمام الدول بفئة المسنين بعد صدور اليوم العالمي لكبار السن ، وفي عام 2000م أوصى المؤتمر العالمي الذي عقد في أبوظبي تقديم المشورة والدعم للأسر المعيلة للمسنين .
جهود دول الخليج في رعاية المسنين :
تهتم دول العالم بهذه الفئة العاجزة حسب طاقة كل دولة ولذا أنشئت الدول دور الرعاية لإيواء المسنين والعجزة الذين ليس لهم عائل ، ولم تستطع أسرهم رعايتهم بسبب المرض أو العجز التام ، وبعض الدول تمنح راتب شهري لمن ليس له راتب تقاعدي كمساعدة لهم ، هذا وقد زاد اهتمام هذه الدول بعد صدور اليوم العالمي للمسنين عام 1999م .
أنشأت الكويت مركز تخصصياً في مجمع دور الرعاية من أجل تقديم خدمات إيوائية ونهارية ومنزلية لكبار السن ، قال علي حسن مدير إدارة رعاية المسنين في وزارة الشئون سيتم افتتاح مركز فرح التخصصي لرعاية وتأهيل المسنين مطلع أبريل المقبل في مجمع دور الرعاية الاجتماعية في منطقة الصليبيخات، ويعتبر من أحدث المراكز في الشرق الأوسط من حيث الخدمات التي يقدمها للمسنين لاسيما الخدمات الإيوائية والمنزلية والنهارية، وكذلك تخصيص موقع في منطقة أشبيلية عبارة عن أرض مساحتها 5000 متر سيتم بناؤها مركزا لرعاية المسنين يقدم الخدمات النهارية والمنزلية، وتخصيص موقع آخر في منطقة حولي سيتم بناؤه خلال العامين المقبلين .
أقر المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بقطر حقوق المسنين من خلال التنبيه إلى هذه الفئة العاجزة والتي تشكل تحدياً للأسر الخليجية وعقد ندوات مثل " المسنون وتحديات المستقبل " على مستوى مسئولي دول الخليج ، لمعرفة أسباب ضعف دور الأسرة في توفير الرعاية المطلوبة لفئة المسنين .
وتوجد رعاية منزلية تقدمها بعض المؤسسات الأهلية الخاصة بالمسنين كما هو الحال في قطر وغيرها بدلاً من تحويلهم إلى دور الرعاية وذلك لتفادي السلبيات في هذه الدور ،ودراسة حالة المسن قبل تحويله إلى دار الرعاية ، وقد لا تستطيع بعض الأسر من إيواء مسنيهم في هذه المراكز للتكلفة العالية من المال .
وقد أوصى المؤتمر العالمي الذي عقد في أبوظبي 2000 م تقديم مشورة للأسرة المعيلة عن المسن .
وفي عجمان بالإمارات قدمت خدمة الوحدة المتنقلة لكبار السن وتتكون من طبيب واخصائي علاج طبيعي واخصائي اجتماعي بزيارة المسن في المنازل مع توعية أهله بكيفية المحافظة على صحته والتدريب على رعايته .
المؤسسات الخاصة لرعاية كبار السن :
وبعد تنامي أعداد المسنين في دول العالم ومنها دول الخليج فأن المؤسسات التابعة للدول عاجزة من تغطية أعداد المسنين ، فظهرت مؤسسات خاصة تعنى بشئون كبار السن والعجزة لكنها لا تصل إلى درجة الطموح والأمل بسبب التفكير بالربح المادي على الجانب الإنساني ، ويتركز دورها في العلاج الطبيعي الذي هو عبارة عن علاج وإعادة تأهيل عن طريق الوسائل الطبيعية بدون استخدام العقاقير والأدوية كالكمادات والأجهزة البسيطة للكبار في السن خاصة أنهم طوال الوقت على الأسرة والكراسي ولا يتحركون ، وقد يساعد هذا العلاج على تنشيط الدورة الدموية للمسن.
وتوجد في هذه المؤسسات الأجهزة المساعدة على الحركة وتقوية العضلات والمشي ، والكبار في السن معروف عنهم أنهم يتعرضون للسقوط كثيرا لذلك نركز في هذا العمر على كيفية تقوية عضلات الأطراف السفلى وكيفية الاعتماد على أنفسهم وليس على الآخرين. خاصة من يعاني قلة الحركة وعدم التوازن والأمراض العصبية كالشلل النصفي وشلل الرعاش ومرض هشاشة العظام والروماتيزم والتهاب المفاصل.
في الكويت تبنت وزارة الشئون الاجتماعية مشروع جائزة البغلي للابن البار من أهداف تشجيع الأبناء لبر والديهم وتقوية العلاقات الأسرية ،واقترح صاحب هذا المشروع " بطاقة المسن " وهي بطاقة تتيح لحاملها الأفضلية بالمعاملات أينما ذهب وهو النظام المعمول به في أوروبا ونفتقده في الكويت ، وهناك مشروع جليس المسن وهو عبارة عن مشروع يدعو أفراد المجتمع إلى مصادقة المسن وقضاء جزء من أوقاتهم بمرافقة المسن سواء في جولات خارجية أو دعوة لزيارة أسرته .
وطرح بعض فكرة مجالس أو دواوين لكبار السن لقضاء المسن وقت الصباح بين المسنين من أمثاله بهدف تغلب المسن على الوحدة والاكتئاب ، وأنشأت الكويت المقاهي الشعبية من أجل هؤلاء المسنين منذ عام 1977 ، وقد تحدث راعي جائزة البغلي لجريدة عالم اليوم عن المعوقات التي تواجه المهتمين برعاية المسنين وأنه يقترح تشغيل كبار السن بعد التقاعد لمن يستطيع العمل وإنشاء مركز تدريبي لفئة المسنين لإكسابهم مهارات تفعل دورهم في الحياة والمجتمع .
وفي مصر تم إنشاء مركز بحلوان يرعى شئون المسن وإجراء الدراسات عليه لمحاولة التعرف على مشكلاته وإيجاد بيئة اجتماعية له خارج المنزل وتقديم خدمات طبية عامة وعلاج طبيعي وخدمات نفسية وتنشيط الذاكرة ، وتمضية فترة الصباح وحتى العصر ثم يعود إلى منزله لمن يعاني من الوحدة في المنزل في هذه الأوقات ، وتنظيم دورات تدريبية لرعاية المسنين في المنازل مع تعيين " مساعد " يساعد المسن لتسيير أموره في المنزل ( سبتي ، 2010)
التشريعات الخاصة بالمسنين بدولة الكويت :
صدر قانون رقم (11) بشأن الرعاية الاجتماعية للمسنين في سنة 2007 ويتكون القانون من عشر مواد وتركز على تعريف بالمسن ورعاية وزارة الشئون الاجتماعية لفئة المسنين وحث الأسرة برعاية المسن وفي حال الإهمال يعاقب المقصر بحق المسن حسب القانون ، حيث عرب السيد عصام بن حيدر أمين سر الجمعية الكويتية لرعاية وتأهيل المسنين انه آن الأوان لمراجعة مواد قانون رقم 11 لعام 2007 للمسنين ومنح هذه الفئة بعض المزايا والخدمات التي تعينهم للوصول إلي أفضل الوسائل الحديثة لحياة كريمة تضمن لهم الاستقرار والرفاه لما قدموه لهذا البلد المعطاء، والعمل علي إعداد وإنشاء برامج تاهيلية خاصة لهم تساعدهم علي مواصلة الاندماج بالمجتمع وأيضا إعداد خطط للاستفادة من خبراتهم ، وأعرب بن حيدر عن أمله في أن تقدم الجهات الحكومية خدمات مباشرة لهم بالتوسع بهذا الاتجاه والعمل سريعا بوضع مشاريع تترجم رد الجميل لهم ، وأضاف أن الجمعية الكويتية لرعاية وتأهيل المسنين ستقدم مسودة مقترحة بمواد قانونية تعبر عن المزايا التي تساهم لضمان الحياة الكريمة لهم إيمانا منها بالشراكة المجتمعية وتواصلا مع السلطة التشريعية لسن تشريع متناغم مع القوانين العالمية ( جريدة الوطن 17/6/2015 )
أقول: نأمل أن يقدم هذا المشروع البحثي إلى المعنيين بوزارة الشئون الاجتماعية والعمل لإصدار لائحة خاصة بتشكيل هذا الفريق التطوعي الذي يرعى شئون المسنين وفقاً للوائح والقوانين .
ثانياً :الجانب التطبيقي – العملي
مقترح تشكيل فريق عمل تطوعي
آليات تشكيل فريق العمل التطوعي :
لعل الخطوة الأولى في توليد فكرة فريق العمل التطوعي هي هذا المشروع المقترح وذلك لتنبيه المسئولين وغيرهم إلى أهمية عمل هذا الفريق .
استطلاع الآراء بأهمية تشكيل فريق عمل تطوعي من قبل المعنيين بشئون المسنين
إجراء المزيد من الدراسات والمشاريع بشأن أهمية تشكيل فريق عمل تطوعي
سن تشريع بتشكيل فريق العمل التطوعي ومهامه بهدف رعاية بشئون المسنين
تدريب بعض الأفراد المتطوعين على تخفيف المعاناة النفسية عن المسنين
تعيين هؤلاء الأفراد المتطوعين في الجهات الحكومية والأهلية التي ترعى شئون المسنين
تقييم أعضاء فريق العمل التطوعي والبرامج والأنشطة التي تقدم للمسنين من قبل جهة متخصصة رسمية
خصائص وصفات فريق العمل التطوعي :
يتكون فريق العمل التطوعي ممن يرغب أن ينخرط في هذا المشروع ليحقق أهدافه سواء من طلبة الكليات والجامعات والمتقاعدين وأفراد أسر المسنين .
يلتحق أعضاء بدورات تدريبية مثل :
كيفية التعامل مع المسنين ، تنمية المشاعر والأحاسيس للعطف والحنان على المسن ، تحمل الصبر ، التعرف على بعض الأمراض النفسية وأسبابها التي تصيب فئة المسنين وعلاجها ، بناء أدوات لقياس القلق ، الاكتئاب ، الوحدة ، العزلة لدى المسنين ، وإجراء الدراسات الميدانية على فئة المسنين الذين يعانون من المشكلات النفسية وغيرها
مهام فريق العمل التطوعي :
فتح ملف لكل مسن :
دراسة حالة : زيارة المسن في المنزل أو دار العجزة وتحديد الأمراض النفسية
وضع برنامج أو أكثر لكل مرض نفسي
علاج الأمراض النفسية التي يعاني منها المسن من خلال البرامج والأنشطة
البرامج والأنشطة :
1- الاتصال التلفوني مع المسن
فوائد الاتصال التلفوني:
شعور المسن أن الحياة لها قيمة
عدم الشعور انه منسي بل ينتمي إلى مجموعة
يشعر أن لديه صديق يهتم به خارج الأسرة
يشعر أن لديه صديق يثق به ويمكن الاعتماد عليه
يشعر بتخفيف شعور الوحدة عنه والقلق
يشعر بمزيد راحة البال
يتمكن من الاشتراك بالمحادثة العادية
يشعر بالسعادة والثقة أكثر
لا يشعر أنه عبء على المجتمع
يشعر بتحسن حالته الصحية والنفسية
يشعر بتحسن حياته
2- زيارة المسن بالمنزل :
تتم بأسلوبين :
أ- المسن الذي أقعده المرض سواء أكان في المستشفى أو في المنزل ، مجالسة المسن ورفع معنوياته وإحياء ذاكرته لتذكير الذكريات الحلوة التي عاشها في الطفولة والشباب
تذكيره بخبراته وتجاربه في مجال المهنة أو العمل .
ب- المسن الذي غادر المستشفى :
وضع برنامج يناسب المسن بالاتفاق مع ذويه ، ومتابعة البرنامج وأثره على حالة المسن النفسية والاجتماعية ، وقد يكون برنامجاً رياضياً داخل المنزل أو برنامج علاج طبيعي حسب رأي الطبيب .
3- اصطحاب المسن إلى السوق ، المطعم ، الحديقة العامة ، ساحل البحر ، البر ( موسم الربيع ) ، ديوانية المتقاعدين .....
4- ممارسة أنشطة رياضية مثل المشي ، أو المسابقة بين كبار السن في المشي والهرولة ، ركوب الدراجة الهوائية ، السباحة
فوائد برنامج الحد من الشعور بالعزلة أو الاكتئاب أو الإحباط النفسي لدى المسن :
اكتساب مهارات اجتماعية والاختلاط بأفراد الأسرة والمجتمع
الشعور بقيمة نفسه كعضو في المجتمع
يمكنه أداء دوره مهما كان بسيطاً في الأسرة والمجتمع
5- تمكينه أن يكون مشاركاً في الأنشطة الاجتماعية ( حضور احتفالات الزواج ، المناسبات الدينية والوطنية )
6- تمكينه أن يكون نشطاً في الأنشطة الثقافية من خلال إتاحة الفرصة أو تشجيع المسن ليحاضر عن تجاربه في الجمعيات ذات النفع العام التي تعتم بالمسنين .
7- إجراء المقابلة الشخصية مع المسن عبر الأثير ( الراديو ) أو التلفاز كي يتغلب عن حالة الاكتئاب لديه
التوصيات :
يوصي معد المشروع بعض الاقتراحات الإجرائية :
سن التشريعات والقوانين بشان تشكيل فريق عمل تطوعي مهمته مساعدة المسن في التغلب على مشكلاته النفسية
إجراء المزيد من الدراسات والمشاريع المتعلقة بتشكيل الفريق التطوعي لرفع المعاناة النفسية عن المسنين ( استطلاع آراء المسئولين والأسر والمسنين والمتطوعين )
الاستفادة من تجارب الدول الغربية بشأن تكوين فريق الأصدقاء المتطوعين الذين يخففون عن المسنين آلامهم النفسية
التنسيق بين القطاع الحكومي والخاص في رعاية المسنين وتبادل الخبرات بينها
تعيين لجنة دائمة لتقييم أداء مهام الفريق التطوعي وفاعلية البرامج والأنشطة التي تقدم للمسنين
المراجع :
Policy brief ,Abuse of Older Persons ,14 October 2013 , UK
Dr Declan Lyons , Depression in later life – A guide for the older person and their families ,2010
Low-level Support for Socially Isolated Older People: An evaluation
of telephone befriending, Mima Cattan et al., Leeds Metropolitan
University/Help the Aged, 2008
Assisting Friendships, Combating Loneliness: Users’ views on
a “befriending” scheme’, G. Andrews et al., Ageing and Society,
23(3), May 2003: 349–62
European report on preventing elder maltreatment
Edited by Dinesh Sethi, Sara Wood, Francesco Mitis, Mark Bellis, Bridget Penhale, Isabel Iborra Marmolejo, Ariela Lowenstein, Gillian Manthorpe & Freja Ulvestad
http://www.ageconcernbolton.org.uk/s...ctivities-ata-
glance/befriending-service.html
www.acls.org.uk/hospital_discharge.html
موقع " www.acls.org.uk/hospital " :
موقع : http://omandaily.om/?p=205516
سبتي ، عباس دراسة الرعاية المنزلية لكبار السن ، دولة الكويت 2008
بلان ، كمال يوسف ، دراسة مقارنة لسمة القلق بين المسنين المقيمين في دور الرعاية أو مع أسرهم ، كلية التربية ، دمشق 2010
(دراسة : سبتي ، عباس ، المسنون .. رعاية أم تنمية طاقاتهم .. دراسة مكتبية ،2010 ، دولة الكويت
سبتي ، عباس ، الوحدة والعزلة ، نقد و إعادة نظر للأدلة ، موقع المسار للبحوث التربوية والاجتماعية ، مارس 2015
جريدة الجريدة 2/10/2013
جريدة الوطن 17/6/2015
ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة
موقع الفريق الاجتماعي الالكتروني ، 17/5/ 2008