مدير المدرسة 2005
يحتاج طرح موضوع \"مدير المدرسة 2005\" الى التوقف عند تاريخ المدارس العربية (سبب وجودها وأهدافها وآلية عملها عبر التاريخ) بين الماضي والحاضر. ومن هنا تهدف هذه الورقة لتحليل واقع مدراء مدارسنا العربية وطرق الارتقاء بهذا الواقع في مؤسستنا التربوية وذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من وجود مدارسنا في ضوء التطورات والقفزات التربوية الحديثة \"للمدرسة الجديدة\". ولا بدّ ان نعترف بان الحقيقة الجديدة التي تواجه المدارس هي أن عليها أن تتحسّن. وكما يقول التربوي فولان (1991) \"ليس كل تغيير يعني تحسينا ولكن كل تحسين يؤدي الى تغيير\". فالتغيير يحتاج إلى وقت والأسلوب السطحي والسريع لعملية التغيير لا يجدي نفعاً. ونحن بحاجة إلى تغيير هادف مستند الى تخطيط مرن. وهنا فان قدرة المدارس على التغيير متفاوتة (ليس ثمة مدرستان متشابهتان نماماً). نحن بحاجة الى \"ثقافة المدرسة بالنسبة للتغيير\". يحتاج التغيير الى قيادة فاعلة وإدارة ناجحة، والمعلمون هم عناصر رئيسة للتغيير والطلبة هم محور للتغيير. قال هوبكنز وانسكو ووست عام (1994) \"ليس بالضرورة ان يكون المرء مريضاً لكي يطلب الأفضل\".
من هو المدير الذي أمامنا وماذا نريد منه؟ نراه في مدارسنا يتحرك كما يلي: عقلية تقليدية، وظيفي، نشيط، غير نشيط، مبادر، جامد، لا رقيب، أراؤه الشخصية، مزاجي، ملتزم، غير ملتزم، لا ينظر إلى المستقبل التربوي...
لمطلوب تربوياً من المدير:من هو المدير الذي نريد؟
· مشارك، مفوض للسلطة، موقف، مبادر، منتم، شامخ، جامع، يضع رؤية، يضع سياسة عامة، الإبداع، المدرسة الحديثة، مؤهلات تربوية (ادراكية وفنية وموهبية)، ....
· الإدارة الموقفية Situational (مناسبة للتعمق في أنواع الإدارات التربوية الحديثة ومنها؟؟؟) نظرية بلانشرد وهيرسي التي تهتم بفاعلية القيادة الإدارية والانتقـال مـن (الآمر Telling- الى المفوض Delegating- فالمسوق Selling- وصولا الى المشارك Participating) ومقدار الاهتمام بالإنجاز مقارنة مع الاهتمام بالعاملين...) كما لا بدّ من الإشارة إلى نظرية فيدلر الموقفية في القيادة التي تدعو الى النظر الى نوع القائد ونوع الجماعة وطبيعة الموقف... ومنها نقول العمل الجيد يستند الى الانتقال من العمل عند الى العمل مع... وهذا ينتقل المدير من كونه موظفاً او أجيراً إلى الشخص المشارك.
توصيات:
1. عمل دراسة ميدانية حول مدى فاعلية أداء الإداريين على روح المدرسة الحديثة
2. إعادة دراسة وصياغة فلسفة المدارس العربية ووضعها بين أيدي الإداريين...
3. مراجعة صادقة وجريئة لوضع التعليم في مدارسنا وخصوصاً تأهيل المدراء العاملين في هذا المضمار...
خاتمة: مدارسنا العربية أمانة في أعناقنا، وطلابنا وطالباتنا عهدة في أيدينا، لذا لا بدّ ان نعمق الحقيقة باننا بحاجة الى مدراء مدارس يملكون قدرات قيادية (قادة وليس إداريين)، وضع رؤية مشتركة، وصيغة تفاهم وشراكة بروح ايجابية جديدة تاخذ بعين الاعتبار أولوية المصلحة العامة، تطوير دور المدير لخلق مجتمع تعليمي متعاون والى تثبيت حقيقة \"التعليم المستمر وتحسين التعليم الشخصي\". انه باختصار مشروع تربوي كامل ومتكامل... فالقائد الفعال في عالم متغير هو \"موقفي\" ويحتاج فعلياً إلى إعادة التفكير في القيادة “Rethinking Leadership” أي نراه أحيانا: القائد المدير، والطبيب، والمطوّر، والخفي، والمتسامي... كما يسميه علماء التربية من خلال مشروع إعادة اختراع القيادة “Reinventing Leadership” فهل نحن مستعدون للسير بهذا المنهج في مدارسنا ؟ لم لا ؟
بقلم / عماد جمال الطوال