لماذا نستغرب انتقاد المجتمع للمعلم
يتعرض المعلمون في كل اتجاه إلى بعض النقد منه الجارح ومنه دون ذلك ، ولكن السؤال الذي يراودني دوماً لماذا نتضايق من هذه الحملة .؟ وهل كل انتقاد هو في محله ؟
فإذا كان الانتقاد صحيحاً لممارسات البعض الخاطئة أو التصرفات السلوكية السلبية للبعض فلماذا يعمم ذلك على جميع من ينتسب لهذه المهنة ...
ثم لماذا لا يكون هذا الهجوم أيضا على المهن الأخرى والتي ترتكب فيها الأخطاء ليل نهار ويبقى الانتقاد فيها مجرد من العمومية وهذا هو المطلب الرئيس والأصل في الانتقاد !
إن سبب كل ذلك التعميم !
أن التعليم أصبح في كل مكان في مجتمعنا فالمعلم والمعلمة لم يعد عملة نادرة بل في كل بيت معلم ومعلمة بل أكثر من ذلك
وأصبح ولله الحمد في كل حي وشارع مجموعة من المدارس للبنين والبنات
إذا نسبة المعلمين والمعلمات في المجتمع هي الأكبر مما يجعل المجتمع لا يعد هذه المهنة من المهن النادرة ......ز وتلك هي بداية التغيير في مكانة المعلم والمعلمة بالمجتمع
عندما كان بالحي الواحد معلم واحد كان هو مرجع الحي ومقام الاحترام والتقدير وبل كانت الأسر تحملة أمانة التربية فكان يشار للمعلم بالوقار والقدوة الحسنة
ولكن ماذا حدث الآن ؟ هل المكانة تغيرت ؟ هل معلم الأمس وهو نفس معلم اليوم ؟ هل المعلم في السابق أكثر دراية وحكمه في التعامل
للنظر إلى معلمي هذا العصر هل هم أقل خبرة من السابقين ؟ ........ قد يختلف البعض معي ولكن في رأي الشخصي أنه يوجد معلمين الآن مميزين وحكماء ولديهم الدراية ولكن عددهم بمقارنة مع مجموع المعلمين قد لا يراه البعض فيحكم على الجميع بالخلل للأسف
كما أن البعض يخطئ فيحكم المجتمع على الكل من نظار ضيق أو قل نظارة سوداء
بل لا يقبل من المعلم ما يقبل من غيره
لنضرب مثالا على ذلك
لو وجد غير المنتمي للتعليم معلم في أحد حجرات الدراسة يعلم أبنه وهو ممسكاُ بسيجاره ..........هل يقبل ذلك أو يمررها دون تعليق أو عبارة أسى على تعليم هذا الزمان ............ أليس هذا معلم واحد من 200 ألف معلم ومعلمه لماذا حكم على التعليم بهذه الصورة من معلم واحد .... السبب أن المعلم في نظرة قدوة حسنة ومصنع للتربية لا ينبغي له أن يرتكب مثل هذا الأمر وهذا حقيقة يجب أن نسلم بها
ثم أنظر لنفس الشخص لو راجع دائرة حكومية ووجد موظفاً يدخن السيجارة هل سيقول ما قاله على التعليم لهذه الدائرة أو لموظفي هذا الزمان ......... لا اعتقد ذلك
يجب أن نعي أن المعلم مسلطه عليه الأنظار لأنه يحمل أمانة عظيمة وهي تربية الجيل القادم فكل فرد في المجتمع ينظره إليه منتقدا تصرفاته
فاحرصوا أن تكونوا قدوة للجميع فإنها والله أمانة تحملتموها سواء برغبتكم أو بدون رغبة ولكن في النهاية كتب الله لك تحملها فكن قدوة لكل من حولك فأنهم يحكمون على تعليمنا من خلالك فأتق الله وكن خير معين وأجعل حياتك منبع للعطاء الدائم
فالتعليم صعب ومسئوليته عظيمة أعاننا الله وإياكم على حملها
مشيح العبدالله