رسالة لمعلم التربية الإسلامية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد :
أجدها فرصة في بداية هذا العام الذي أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا، وأن يوفقني وإياكم للعمل الصالح فيه، أن أقدم بين يديكم هذه الرسالة التي لم تنبع إلا من الحرص على إخوة لي في ميدان التعليم من معلمي التربية الإسلامية الأفاضل
معلمين ينظر إليهم الآباء.........على أنهم ممن يُعلِّم الخير لأبنائهم .
وينظر إليهم الطلاب......... على أنهم مصدر لتلقي تعاليم هذا الدين .
وينظر إليهم المعلمون.........على أنهم قدوة لهم ولطلابهم .
وينظر إليهم المسؤولون......... على أنهم دعاة للخير .
ولعل الطالب عندما يسأل أباه عن مسألة متعلقة بالدين أو بسلوك ربما يخطر ببال الأب لأول وهلة معلم التربية الإسلامية في المدرسة .
ولعل أمور الخير في المدرسة إذا دُعي أهل المدرسة إليها أول ما يخطر ببال المعلمين النظر إلى دور معلم التربية الإسلامية في ذلك ! .
وكأني بإدارة المدرسة عندما تخطط لتنفيذ أمر فيه توجيه وإرشاد للطالب أول ما يتبادر إلى ذهن المدير معلم التربية الإسلامية .
ولسان حال المجتمع إذا رأى أمرا إيجابيا أو سلبيا من الطالب خارج المدرسة يخطر بباله نسبة الحالين إلى معلم التربية الإسلامية في المدرسة …
كل ذلك وغيره يستدعي من معلم التربية الإسلامية أن يقف أمام نفسه ويتساءل مرارا : هل أنا أهل لهذه النظرة التي ينظر الناس إليَّ بها ؟؟؟
هل قمت بدوري كقدوة لغيري في شتى الأمور الحياتية التي أعيشها في يومي ؟؟
هل أنا عند حسن ظن الناس بي؟؟؟
هل فعلت ما أستطيع أن أجيب الله به عندما أُسأل عن علمي ماذا عملت به ؟؟؟!!!
هل بذلت قصارى جهدي للوصول إلى الأفضل في الأداء لأكسب قلوب طلابي وأقنعهم بي؟؟؟ أم هل أنا ممن يؤدي وظيفة كيفما اتفق يكسب من ورائها لقمة العيش أرضى إذا أُعطيت ما ابتغي وأسخط إذا لم أُعط ؟؟؟!!!
فإن كانت الأخيرة فأنا وأنت على شفا جرف هار ( يتوجب علينا مصارحة النفس وتأنيبها بل وزجرها ) ، وإن كنت من ممن يتساءل الأسئلة الأولى فلا أظنك إلا على خير إذا رافق ذلك كله الإخلاص والنظر إلى الأمور بمنظار ( إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
وبمنظار ( أنا أحمل رسالة ولا أؤدي وظيفة )
وبمنظار ( يفترض مني أن أكون قدوة )
وبمنظار ( ماذا عملت بعلمي الشرعي الذي أنعم الله به عليَّ )
وبمنظار ( أكون خيراً مما يظن الناس بي )
وبمنظار ( أنا أبتغي بعملي الآخرة ولا أنسى نصيبي من الدنيا)
كل ذلك أخي الكريم دفعني أن أُسطِّر لك هذه الأسطر التي أرجو أن تجد فيها فائدة ولو للتذكير فقط .. فإن وجدت فذلك ما كنت أبغيه ، وإن لم تجد فأرجو أن تعيد النظر في هذه الورقة ..!!
وأقدم بين يديك بعد هذه المقدمة ( رؤية ) خاصة من منطلق المناصحة بعيدة عن التوجيهات فإن تكرمت وقرأتها فلعلك تجد حكمة ممن هو دوناً منك وأنت مؤمنٌ أولى بها ، وإن لم تجد فيها شيئاً من الحكمة فلعلك تسدد كاتبها وفقك الله وإياه لكل خير.
وهذه الرؤية متعلقة بـ ( دور معلم التربية الإسلامية ):
فلعل بعضنا ينظر لدوره في حدود أن دوري هو نقل المعلومة التي في الكتاب إلى عقل الطالب ليستدعيها في أي وقت بحجة أنه مطالب بمنهج! ثم يعمل للاختبار والتصحيح
وينتهي الدور. وأرجو أن تعيد النظر في مقدمتي السابقة وتمعن فيها النظر .. ولعلي باختصار أشير إلى بعض ملامح دور معلم الناس الدين ومنها :
الانطلاق من الواقع الذي يعيشه الطالب وربط الدروس بواقعه ليعيش الطالب حياته وقد تمكن من ربطها بتعاليم الدين ولا يجد فجوة بين العلم والعمل أو العلم والحياة .
يلجأ البعض إلى إقناع الطلاب بالأدلة النقلية ويتوقف عندها- بل عند حفظها المجرد –ويحسب أنه أدى ما عليه وينسى أو يتساهل في إقناع الطالب بالأحكام والآداب الشرعية التي يتعلمها ولا يُظهر الحكمة من التشريع لمعظم الأمور ( ولعله يحتج بعبارة: نتعبد الله بهذه الأحكام ) ! ونحن لا نعارض ذلك بل يجب أن نزرعه في نفوس النشء .. لكن أليس من الأولى بجانب ذلك مخاطبة الطالب بلغة الإقناع حتى لا يتأثر بغيره لو أراد أن يقنعه؟ أليس من الأولى أن تُبرَز محاسن التشريع والحكمة منه ليتلقاها النشء رغبة ويقينا لا مجرد تلقينا؟
عليك أخي الكريم عبء المتابعة والقراءة في علم النفس التي تبين احتياج كل مرحلة من مراحل العمر ومتطلباته ، وطريقة نظرة الطالب في هذه المرحلة للأمور ومراعاة ما يمكن أن يستوعبه ومالا يستوعبه.
ولعل من يذكر للطالب في الرابع الابتدائي عبارة( اختلف أهل العلم في هذه المسألة )
وعبارة ( والراجح عندي… لطالب في الأول متوسط )
وعبارة ( لا تنظر لرأي العالم الفلاني … في المرحلة الثانوية ) ..
أقول لعل هذه العبارات تصدر من معلم يعيش عالماَ آخر ليس للطالب فيه شأن.!! فعليه أن يعيد النظر في دراسة ومراعاة أحوال المخاطَبين .
لا ننسى أن الطالب لم يعد ذاك الذي يتلقى ما يمليه عليه معلمه في الفصل أو إمامه في المسجد بل أصبح الطالب يدخل لمواقع _ شئنا أم أبينا _ متنوعة في ( الإنترنت ) ليس لها حدود ، وأصبح ينظر ويستمع _ شئنا أم أبينا _ لقنوات فضائية تعرض الآراء والشبه .
وأصبح معرضاً للشبهات والشهوات معاَ في الإعلام أو في الواقع على حد سواء .. وهذا يجعلنا نعيد النظر في أسلوب ونوع خطابنا للطالب، بل نجتهد في مخاطبة وجدان وعقل الطالب لا مجرد مخاطبة الذاكرة.
ينسى البعض أن الطالب في جميع المراحل التعليمية قد يجهل بعض الأسس التي تبنى عليها معظم الدروس ( وقد يكون تعلمها ونسيها) فينطلق المعلم الكريم للبناء على ضوئها دون التأكد من مدى معرفة الطالب لهذه الأسس فيكون كمن يبني على غير أساس ولا يريد أن يسقط ما يبنيه.
يظن البعض أن التلقين مجدٍ فيجتهد في ذلك ويزيد من العبء على نفسه وينسى أن المطلوب ( علِّم الطالب كيف يتعلم ) لمواجهة الحياة . وهذا يتطلب الاجتهاد في تنمية مهارات التفكير العليا من فهم وتحليل … الخ
أن يقتنع الطالب بأستاذه فهذا من أكثر الوسائل ( بل هو أساسها ) كي يستطيع المعلم أن يوصل رسالته للطالب .. ولك أخي الكريم أن تبحث عن الطرق التي تستطيع بها أن تقنع الطالب بنفسك وأن تكسبه لتفيده ولعلي أن أجتهد فأدلك على بعض ما يعينك على ذلك باختصار :
* أن تكون قدوة بالفعل لا بالقول ( ويظهر ذلك بإظهار الحرص والمتابعة وشغل وقت الدرس بما هو مفيد والتأكيد على أن وقت العمل يختلف عن وقت الراحة ) وهنا دعني أهمس في أذنك ( كيف يكون أداؤك في وجود زائر وفي عدمه وليكن معياراً لك ).
* أن يرى منك الطالب الحرص على الحصة من كل جوانبها ( وأعني بذلك الجانب العلمي ، وأسلوب الحوار ، ونوعه ، والإعداد الذهني لإجراءات الدرس ،والطريقة المستخدمة للدرس ، والعدل مع الطلاب ، ومراعاة أحوالهم …
* أن تُظهر للطالب الهدف من توجيهاتك ( فلا يظن الطالب أنك تفرض عليه الأمور فرضاً فيمتثل لها مؤقتاً بدافع الخوف ) .
* أن تخطط للحصة جيداً ( فلا يرى منك الطالب العشوائية والتخبط فيستغل الحصة بطريقته الخاصة – أعني الطالب - )
وأصبح معرضاً للشبهات والشهوات معاَ في الإعلام أو في الواقع على حد سواء .. وهذا يجعلنا نعيد النظر في أسلوب ونوع خطابنا للطالب، بل نجتهد في مخاطبة وجدان وعقل الطالب لا مجرد مخاطبة الذاكرة.
ينسى البعض أن الطالب في جميع المراحل التعليمية قد يجهل بعض الأسس التي تبنى عليها معظم الدروس ( وقد يكون تعلمها ونسيها) فينطلق المعلم الكريم للبناء على ضوئها دون التأكد من مدى معرفة الطالب لهذه الأسس فيكون كمن يبني على غير أساس ولا يريد أن يسقط ما يبنيه.
يظن البعض أن التلقين مجدٍ فيجتهد في ذلك ويزيد من العبء على نفسه وينسى أن المطلوب ( علِّم الطالب كيف يتعلم ) لمواجهة الحياة . وهذا يتطلب الاجتهاد في تنمية مهارات التفكير العليا من فهم وتحليل … الخ
أن يقتنع الطالب بأستاذه فهذا من أكثر الوسائل ( بل هو أساسها ) كي يستطيع المعلم أن يوصل رسالته للطالب .. ولك أخي الكريم أن تبحث عن الطرق التي تستطيع بها أن تقنع الطالب بنفسك وأن تكسبه لتفيده ولعلي أن أجتهد فأدلك على بعض ما يعينك على ذلك باختصار :
* أن تكون قدوة بالفعل لا بالقول ( ويظهر ذلك بإظهار الحرص والمتابعة وشغل وقت الدرس بما هو مفيد والتأكيد على أن وقت العمل يختلف عن وقت الراحة ) وهنا دعني أهمس في أذنك ( كيف يكون أداؤك في وجود زائر وفي عدمه وليكن معياراً لك ).
* أن يرى منك الطالب الحرص على الحصة من كل جوانبها ( وأعني بذلك الجانب العلمي ، وأسلوب الحوار ، ونوعه ، والإعداد الذهني لإجراءات الدرس ،والطريقة المستخدمة للدرس ، والعدل مع الطلاب ، ومراعاة أحوالهم …
* أن تُظهر للطالب الهدف من توجيهاتك ( فلا يظن الطالب أنك تفرض عليه الأمور فرضاً فيمتثل لها مؤقتاً بدافع الخوف ) .
* أن تخطط للحصة جيداً ( فلا يرى منك الطالب العشوائية والتخبط فيستغل الحصة بطريقته الخاصة – أعني الطالب - )
* أن تهتم بمظهرك ( فلا يتصور الطالب أن معلم التربية الإسلامية هو الذي لا يبالي بمظهره بل علِّمه كيف يكون المظهر جميلاً موافقاً للشرع معاً ) .
* ألا يقتصر دورك على الحصة ( فإذا رأى منك الطالب حرصاً خارج الحصة فتأكد أنه سيفكر كيف يعرض عليك مشكلته دون تردد ليبحث لها عن حل ).
* أن يكون للطالب دور رئيس في الحصة ولا يكون متلقياً فقط ( وعرض الدرس على شكل حوار مدروس ، أو مشكلة يبحث لها الطلاب عن حل أو ….. يحقق ذلك ).
* الاطلاع على جميع المناهج ( وذلك لمعرفة ما إذا كان الدرس قد أُعطي أو سيُعطى للطالب بشكل آخر أو مرحلة أخرى فلا يعيش الطالب التكرار ).
* أن تكون مبدعاً في الحصة لا أن تكون نمطياً فتبعث بالملل للطالب. ( ولا تنس أنه كان في الفصل قبلك معلم وسيكون بعدك معلم آخر والطالب هو نفسه !! ويتكرر عليه النمط ذاته سبع مرات في اليوم وخمسة أيام في الأسبوع ……. ألخ )
أختم هذه الرسالة برسائل قصيرة :
ليس من طبع المؤمن تزكية النفس عن التقصير أو الخطأ بل مراجعتها ومحاسبتها.
ليس من الحكمة البحث عن تبرير الأخطاء، بل الاستفادة منها.
ليس من الأمانة تقييم الطلاب بالرأي المجرد.
ليس من الحكمة النقد لمجرد النقد بل للبحث عن بديل سليم لما يتم نقده.
حاول أن تجعل لك مساحة لإحسان الظن بغيرك قبل أن تنتقده ، أو ترد نقده.
زميلك في المدرسة ، الإدارة ‘ الإشراف يمكن أن نستفيد منهم جميعاً للوصول إلى الأفضل وأن يكمل بعضنا بعضاً ).
الله الله في التقوى ومراقبة النفس ومحاسبتها وفقك الله لكل خير ونفع بك وسدد خطاك وجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر ... آمين ،،، والحمد لله رب العالمين.
حسين بن عبدالله الغامدي
مشرف التربية الإسلامية
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل