المنهج والمحتوى
يواجه مخططو المناهج في وقتنا الحاضر صعوبات كثيرة في تحديد محتوى المناهج الدراسية وذلك نظرا للتطور الكبير في مجال العلوم المختلفة، وهذا التطور ساهم في تطور صياغة المناهج الدراسية مما دفعهم لوضع وسائل ومعايير لاختيار محتوى المناهج، وتنظيم المعارف والمهارات والقيم التي تشملها.
وتوجد مجموعة من الوسائل التي يمكن من خلالها اختيار المحتوى وتحديد المناسب منه للمتعلمين مثل أسلوب المسح الذي من خلاله يمكن التعرف على خصائص وميول المتعلمين والمشكلات التي تواجههم.
كما أن تحليل سلوكيات الأفراد يساعد في معرفة الإجراءات والعمليات التي يمكن الاستعانة بها في بناء محتوى مناسب. ولا يمكن في هذا المجال إغفال أراء الخبراء التربويين الذين يملكون من الخبرة ما يساعد في بناء منهج شامل. كما يمكنهم بعد وضع المناهج المساعدة في تقييم هذه المناهج ومعرفة مدى تحقيقها للمعايير الموضوعة.
كما أن المنهج المناسب هو الذي يشمل على جميع جوانب الخبرة باتجاهاتها المختلفة. فلا يمكن الاكتفاء بالجوانب الايجابية من الخبرة دون الإشارة إلى الجوانب السلبية منها. فالمنهج الجيد هو الذي يسعى لتعزيز الجوانب الايجابية ويعالج الجوانب السلبية. كما أنني أومن أنه لا يجب أن يتوقف عند هذا الحد بل أعتقد أنه لابد من أن يعمل على التركيز على الجوانب الوقائية التي تكفل عدم الوقوع في الجوانب السلبية.
وعند التفكير في بناء منهج متكامل يلبي احتياجات المتعلمين ويسعى لتحقيق تطلعاتهم ويعالج مشاكلهم وينمي ميولهم لا بد من إضفاء النظرة الشاملة التي تضمن تحقيق تلك الاحتياجات وتوافق تلك التطلعات .
وتنفيذ منهج بهذه الخصائص لابد أن يسبقه دراسات متخصصة لمعرفة هذه الاحتياجات والمشكلات و الميول. و نظرا لاختلاف هذه الجوانب بين فترة وأخرى فأجزم أننا هنا لا يجب أن نكتفي بدراسات سابقة عن هذا الأمر فقط، بل يجب القيام بتنفيذ دراسات حديثة عن هذا الأمر بشكل دوري.
وتبنى محتويات المناهج بناء على الأهداف الموضوعة وهي الأساس والمعيار الذي يتم من خلاله اختيار المحتوى المناسب.
ويمكن تنظيم المحتوى بأساليب مختلفة يمكن إجمالها بالاتي:
1-الأسلوب المنطقي والذي يتناسب مع خصائص النمو للمتعلمين.
2- التنظيم النفسي وهو يراعي حاجات وقدرات المتعلمين واستعداداتهم.
3-التنظيم الرأسي والذي ينظم محتوى المنهج على امتداد الأعوام الدراسية المختلفة.
4-التنظيم الأفقي الذي يهتم بالترابط والتماسك بين وحدات المنهج.
ومن الأفضل دمج هذه الأساليب بعضها ببعض لإنتاج محتوي جيد يلبي تطلعاتنا تجاهه.
ورغم أن واقع بناء المناهج في بلادنا قد يختلف كثيرا عن هذا الأمر إلا أننا قد نتفاءل كثيرا بالدعوات التي بدأت تظهر بين حين وأخر في وسائل الإعلام المختلفة والتي تدعو لبناء منهج يلبي كافة احتياجاتنا ويتوافق مع تطلعاتنا.
بقلم / فيصل حمدان الشمري
مشرف الإرشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل
faisal1966@yahoo.com