الحاجة إلى الإدارة الفعّالة
ولا يمكن لأي شيء يحتاج إلى الإدارة، أن يكون ناجحا ويسير إلى الأمام بسلامة، واتساع إلاّ إذا كانت له إدارة نشطة فعالة، فإن البقاء والنجاح والاطراد تتوقف على قدرة الإدارة ومهارة المدير، فكفاية الحكومة، وحسن المستوى الاجتماعي، وتقدم الاقتصاد، وما أشبه، كلها تقع على الإدارة، فإذا كانت حسنة سارت الحكومة بسلام، وأنتج الاقتصاد أفضل المنتجات والخدمات، وساد المجتمع أفضل العلاقات الاجتماعية، وإذا كانت متوسطة أو سيئة، كانت النتيجة تابعةً لها، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
والإدارة الناجحة ليست عملا سهلا، بل هي على جانب كبير من الصعوبة، إذ الأمر بحاجة إلى حسن الابتداء، ثم الاستمرار الحسن، وكلاهما بحاجة إلى عشرات من المقومات، فالدخول في الميدان بدون دراسة كافية، أو بدون ملاحظة جوانب الأعمال، أو بدون ملاحظة قوة المنافسة، أو التوسيع المخل مما هو خارج عن القدرة، أو إنماء المنشأ بسرعة غير لائقة، أو عدم أخذ الاحتياطات اللازمة للتغيرات المفاجئة أو غير ذلك، كلها من سوء الإدارة، ومن المستحيل أن تُعطي الإدارة السيئة النتائج الحسنة، والعكس صحيح أيضا.
واللازم على الإدارة الحسنة، أن تفرّق بين ما ينبغي وبين ما يمكن، فالغالب أن الأوّل متعذر، لأنه مثالي، بينما الثاني ممكن، فإذا رام المدير، الأول، سقط بدون الوصول إلى النتائج، بينما الثاني هو الذي يقتفيه المدير الناجح.