عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 18-08-2007, 01:28 AM
فنيس سعد بن دربي فنيس سعد بن دربي غير متصل
مستشار الموقع
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 192
معدل تقييم المستوى: 18
فنيس سعد بن دربي is on a distinguished road
رد: مقالات سعد العجمي

اعذروا المجالي... فديموقراطيتنا ترعبهم!


تصريحات المسؤولين الأردنيين تعكس ما باتت تشكله ممارستنا الديموقراطية، وسقف حرياتنا المرتفع، من إحراج وإزعاج لتلك الأنظمة أمام شعوبها، وهي التي لا تعرف من الديموقراطية إلا اسمها.

بعد الهجمة الشرسة على مجلس الأمة التي مارستها الأطراف المعادية للديموقراطية داخلياً، جاء معروف البخيت وعبدالهادي المجالي ليعطيا بعداً وزخماً عربياً لتلك الهجمة، في تدخل سافر في شأننا الداخلي لا يمكن لأي كويتي رضع من ثدي حرة أن يقبله، حتى وإن ألبست تلك التصريحات عباءة «النصيحة»، فهي من الساسة الأردنيين تحديداً غير مهضومة، بل ومرفوضة، لأنها في نظرنا، كتلك التي أعطيت لنا قبل أن تجتاحنا قوات المقبور صدام حسين.

تصريحات المسؤولين الأردنيين تعكس ما باتت تشكله ممارستنا الديموقراطية، وسقف حرياتنا المرتفع، من إحراج وإزعاج لتلك الأنظمة أمام شعوبها، وهي التي لا تعرف من الديموقراطية إلا اسمها.

لنبدأ من تصريحات رئيس الحكومة الأردني، إذ يقول إن نائبين كويتيين فقط، هما من يرفضان المساعدات الكويتية للأردن، وأن لهما مواقف معروفه من بلاده، هنا يتحدث البخيت عن مسلم البراك ووليد الجري، وهنا أقول له إن البراك والجري هما النائبان الوحيدان في الكويت اللذان أرسل لهما الملك عبدالله وزوجته الملكة رانيا بطاقة تهنئة صادرة من الديوان الملكي بمناسبة بداية العام الهجري الحالي 1428. مدلولات إرسال تلك التهاني لنائبين من دون غيرهما، وأحدهما كان نائباً سابقاً عندما أُرسلت له البطاقة، تعني من وجهة نظري على الأقل، أن بعض الأنظمة تهاب الأقوياء ولا تقيم وزناً للضعفاء.

اما طيب الذكر عبد الهادي المجالي فإن قراءته للفاتحة على روح صدام حسين لم تكفه على ما يبدو لاستفزاز مشاعر أهل الكويت، وبدلاً من استغلال وجود الوفد الصحفي الكويتي في ضيافته للاعتذار أو تلطيف الجو، تحدث لا فض فوه عن مجلس (أعيان) كويتي اقترحه على البعض... متى حدث ذلك يا سيد عبد الهادي؟ وأين في الكويت أم في الأردن؟ ومن أولئك البعض وما هو موقعهم في مؤسسة صنع القرار لدينا، وكيف كانت ردود افعالهم؟ أسئلة من حقنا أن تجيب عليها... أسئلة كنت أتمنى أن أحداً من الصحافيين «الكويتيين» في الوفد وقف وسألك عنها!

أعرف أنك لن تجيب، وأعرف ان المسؤولين لدينا لن يسألوك، ولكن أريدك أن تعرف شيئاً واحداً، هو أنك في نظر أهل الكويت متهم بالتحريض على ديموقراطيتنا، بل إننا نحملك جزءاً من المسؤولية إذا ما تعرضت الحياة السياسية لدينا لأي إشكالية كانت، فأنت بما صرحت به صرت شريكاً في حملة الهجوم الداخلية والخارجية على ديموقراطيتنا، وعلى خصوصيتنا، وعلى سيادتنا.

ولأننا في الكويت كشعب، لا ننسى أصدقاءنا الأردنيين الذين لهم مواقف مشرفة من قضايانا، أريد أن أذكر بهذه الحادثة «قبيل سقوط نظام صدام حسين زارنا زميلك النائب السابق غازي الفايز، وأطلق من الكويت تصريحات مناهضة لنظام البعث ودكتاتوره في بغداد وطالبه بإطلاق سراح جميع أسرانا واحترام سيادتنا واستقلالنا، وعندما عاد إلى عمان قوبل باستهجان شديد من أعضاء مجلس النواب عند حضوره أولى جلساته بعد عودته»... انظر يا سيد عبد الهادي، لقد بقيت الكويت، وأصبح صدام نسياً منسياً، لكن ما نتمناه هو ألا تنسى قيادتنا غازي الفايز ومن هم مثله من أخواننا العرب.

* * *

عدد من نوابنا الأفاضل بادروا مشكورين بالرد على تصريحات البخيت والمجالي، بعضهم كان خارج الكويت، وهذا أمر غير مستغرب نقدره لهم، لكن هناك نوعية من النواب عندما ترد، يكون ردها على الطريقة الكويتية (يبرد القلب) ورد مسلم البراك برَّد القلب، وأعجب العين، وأطرب الأذن... شكراً «أبو حمود».


saadkrn@hotmail.com

رد مع اقتباس