عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-10-2007, 08:33 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
دراسات في القيم

الملخص
دور الجامعات في تنمية القيم عند الطلبة
- استطلاع لآراء مدرسي العلوم الشرعية ومدرسي العلوم التربوية –
د. خالد محمد الخطيب
جامعة الزرقاء الاهلية
هدفت الدراسة الى التعرف على آراء مدرسي العلوم الشرعية ومدرسي العلوم التربوية حول اهم الادوار التي يمكن ان تؤديها الجامعات لتنمية القيم العربية الاسلامية عند الطلبة ، كما حاولت التعرف على نوع العلاقة ومدى قوتها بين آراء مدرسي العلوم الشرعية وآراء مدرسي العلوم التربوية حول اهم ادور الجامعات ، وكذلك العلاقة بين آراء اساتذة الجامعات الاهلية واساتذة الجامعات الحكومية .

تكونت عينة الدراسة من ( 86) استاذا جامعيا يدرّسون في الجامعات الاردنية التالية : ( الاردنية ،اليرموك، الهاشمية،الزرقاء الاهلية ، اربد الاهلية) من التخصصات الشرعية والتربوية .

صمم الباحث استبانة مكونة من (7 ) محاورحول ادوار ( المدرس ،المناهج، النشاطات الطلابية ،الخدمات الطلابية ،الجهاز الاداري، الانظمة والتعليمات الجامعية، ودور الطلبة ) ، وقد تمثلت هذه المحاور السبعة في 38 فقرة بالاضافة لسؤال مفتوح لاقتراح ادوار اخرى للجامعات في تنمية القيم لدى الطلاب . تأكد الباحث من صدق الاستبانة ، وقد بلغ معامل الثبات (0.96 ) باستخدام معادلة (كرونباخ الفا) .

توصلت الدراسة الى النتائج التالية :

- ترتبت الادوار تنازليا حسب درجة اهميتها في تنمية القيم لدى الطلبة كما يلي ( دور المدرس، دور النشاطات الطلابية ، دور المناهج ، دور الانظمة والتعليمات الجامعية ، دور الطلبة ، الجهاز الاداري ، واخيرا دور الخدمات الطلابية ) .

- العلاقة بين آراء مدرسي العلوم الشرعية وآراء مدرسي العلوم التربوية علاقة طردية ضعيفة حيث بلغ معامل ارتباط سبيرمان ( 0.429) وهذه القيمة ليست دالة احصائيا .

- العلاقة بين آراء اساتذة الجامعات الحكومية واساتذة الجامعات الاهلية علاقة طردية ضعيفة حيث بلغ معامل ارتباط سبيرمان ( 0.25) وهذه القيمة ليست دالة احصائيا .

مقدمة:

تزايد الاهتمام بدراسة القيم خلال العقود الاخيرة من قبل المتخصصين في كافة فروع العلوم الانسانية ، ولعل احد العوامل وراء ذلك ، الدور الذي تؤديه القيم واثرها في معظم جوانب المجتمع ومؤسساته لا سيما المؤسسات التربوية فالتربية في جوهرها عملية قيمية .

تعتبر القيم صورة المجتمع ، لانها الضابط والمعيار الاساس للسلوك الفردي – الاجتماعي ، والمجتمع في عمومه لا يتكون دون وجود هذا البناء المعياري (ابو العينين ،1988) .

والقيم هي الاساس السليم لبناء تربوي متميز لان فقدان التربية للقيم التي تبنى عليها الشخصية ، يفقدها روحها بل ان الاهداف التربوية والغايات والاستراتيجيات ما لم تشتق من قيم صحيحة سليمة تراعي العلاقات الانسانية في ابعادها المختلفة فانها تفقد اهميتها وقيمتها .

وقد يكون من الصعب الاتفاق على مفهوم محدد للقيمة – على الرغم من اهميتها- ذلك لان القيم ترتبط ارتباطا وثيقا بمجموع الرؤى الدينية والفلسفية والفكرية والثقافية والتربوية التي يعتنقها اصحاب المدارس المتنوعة والتي تتخذ مواقف متعددة في نظرتها للمعرفة وللانسان وللوجود ، وبمقدار هذا الاختلاف وعمق هذا التغاير ، تتعدد الرؤى وتختلف زوايا النظر عند تناول مصطلح القيم او دراسة موضوعاتها(الجلاد، 1999)

ان القيمة بمعناها المعاصر ترجع في اصلها الى الفلاسفة اليونان وكان اول من تعرض للقيم الفيلسوف ارسطو تحت عنوان الفضائل ( القيسي ، 1995) حيث جمع نحو ثلاثين منها واعتبر ان كل فضيلة لها طرفان طرف في اقصى اليمين وطرف آخر في اقصى اليسار والمطلوب الوسط وهو القيمة المطلوبة ، كالجبن والتهور وبينهما فضيلة الشجاعة.

اما بالنسبة للفكر المثالي فان نظرته للقيم تقوم على اساس ان الانسان الكامل يستمد قيمه من العالم المعنوي لا من العالم المادي وان هذه القيم مطلقة وخالدة وثابتة . والفكر الواقعي يعتبر القيم مطلقة ، حقيقة لا خيال وان كل شيء فيه قيمته وانه بالامكان الكشف عن القيم باستخدام العقل .

لكن اصحاب الفكر البراغماتي والنسبي عموما يرون ان القيم نسبية واحكام الناس حول القيم قابلة للتغير وهي تقاس بنتائجها أي بما يعود منها بالنفع .

اما بالنسبة لتعريف القيم عند علماء العصر الحديث فحدث عن الخلاف ولا حرج فالقيمة عند (ببر) هي أي شيء خيرا كان او شرا بينما يراها (بري) انها الاهتمام أي الاهتمام بأي شيء فأذا كان أي شيء موضوع اهتمام فأنه حتما يكتسب قيمة ، اما ثورندايك فيرى ان القيم هي تفضيلات وان القيم الايجابية منها والسلبية تكمن في اللذة او الالم الذي يشعر به الانسان(الخطيب ،2000)

ولقد قام (ابو العينين، 1988) بتحليل لعدد كبير من التعريفات للقيم والتعليق عليها ونقدها ثم خلص الى التعريف التالي :

القيمة هي مفهوم يدل على مجموعة من المعايير والاحكام تتكون لدى الفرد من خلال تفاعله مع المواقف والخبرات الفردية والاجتماعية بحيث تمكنه من اختيار اهداف وتوجيهات لحياته ، يراها جديرة بتوظيف امكانياته ، وتتجسد خلال الاهتمامات او الاتجاهات او السلوك العملي او اللفظي بطريقة مباشرة وغير مباشرة .

ان غرس القيم في النشئ احد الاهداف الرئيسة التي يجب ان تعنى بها التربية ذلك ان الفرد الذي يفقد قيمه يفقد اتزانه والقيم بالنسبة للمجتمع كأعمدة البناء التي تحمل البناية بأكملها فغرس القيم ضرورة فردية اجتماعية في آن واحد ( علاونة وآخرون،1991) .

ولقد ذكر ( البطش وهاني عبد الرحمن ، 1990) عدة وظائف للقيم هي :

- القيم تعد معيارا لانها توجه السلوك الصادر عن الافراد الى جهة معينة ومحددة ضمن الاطار الاجتماعي .

- تجعل الفرد اكثر ميلا وتفضيلا لايديلوجيا سياسية او دينية او اجتماعية او اقتصادية معينة دون غيرها .

- تحدد الطريقة التي يعرض بها الفرد نفسه للآخرين فهي معايير لتقديم التعزيز والثناء واللوم الذي يتلقاه الفرد من نفسه او الآخرين .

- تعد اساسا لاجراء المقارنات بين المجتمعات المختلفة .


- تلعب دورا في حل الصراعات واتخاذ القرارات .

- تخدم كدافع للسلوك المثالي الذي يعد وسيلة لتحقيق الاهداف المرجوة او المرغوب فيها .

- تساعد الفرد على التكيف .

- تسهم كوسيلة للدفاع عن الانا والذات .

اما( ابو العينين ، 1988) فقد فصل في وظائف القيم وتناول الموضوع على محورين:

المحور الاول :وظائف القيم على المستوى الفردي :

1. انها تهيء للافراد اختيارات معينة تحدد السلوك الصادر عنهم فهي تلعب دورا هاما في تشكيل الشخصية الفردية وتحديد اهدافها في اطار معياري صحيح .

2. انها تعطي الفرد امكانية اداء ما هو مطلوب منه ليكون قادرا على التكيف والتوافق بصورة ايجابية .

3. تحقق للفرد الاحساس بالامان فهو يستعين بها على مواجهة ضعف نفسه والتحديات التي تواجهه في حياته .

4. تعطي للفرد فرصة للتعبير عن نفسه وتأكيد ذاته .

5. تدفع الفرد لتحسين ادراكه ومعتقداته لتتضح الرؤيا امامه وبالتالي تساعده على فهم العالم من حوله وتوسع اطاره المرجعي في فهم حياته وعلاقاته .

6. تعمل على اصلاح الفرد نفسيا وخلقيا وتوجهه نحو الاحسان والخير والواجب .
7. تعمل على ضبط الفرد لشهواته كي لا تتغلب على عقله ووجدانه .




المحور الثاني : وظائف القيم على المستوى الاجتماعي:

1. تحفظ على الجتمع تماسكه فتحدد له اهداف حياته ومثله العليا ومبادئه الثابتة .

2. تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه بتحديدها الاختيارات الصحيحة وذلك يسهل على الناس حياتهم ويحفظ للمجتمع استقراره وكيانه في اطار موحد .

3. تربط اجزاء ثقافة المجتمع ببعضها حتى تبدو متناسقة كما انها تعمل على اعطاء النظم الاجتماعية اساسا عقليا يصبح عقيدة في ذهن اعضاء المجتمع المنتمين الى هذه الثقافة .

4. تقي المجتمع من الانانية المفرطة والنزعات والشهوات الطائشة فالقيم والمبادئ في أي جماعة هي الهدف الذي يسعى جميع اعضائها للوصول اليه

5. تزود المجتمع بالصيغة التي يتعامل بها مع العالم وتحدد له اهداف ومبررات وجوده وبالتالي يسلك في ضوئها وتحدد للافراد سلوكياتهم

مشكلة الدراسة :

ان المجتمع العربي والاسلامي يعاني اليوم من صراع ثقافي انتقل الى القيم وقد احدث هذا قدرا كبيرا من الخلاف والصراعات بين القديم والحديث ودار السجال بينهما وتعددت القضايا واتسع مجالها واشتد تعقيدها ، وهذا الصراع في حقيقته صراع قيمي تتعدد ابعاده وتتسع مشكلاته (ابو العينين،1988).

ويعاني المجتمع الاسلامي كذلك من قصور في تأكيد ذاته وهويته الثقافية الى جانب معاناته من قصور في الوسائل الحضارية المادية وهذا يعود في معظمه الى معاناته الحقيقية من تخلخل البناء المعياري القيمي واهتزاز نسق القيم .

ولقد رأينا من خلال ما تقدم اهمية القيم في بناء شخصية الفرد القادرة على التكيف الايجابي مع ظروف الحياة لاداء دورها الحضاري المنشود والمطلوب منها كما وتعطي المجتمع شكلها المميز

والجامعات هي مراكز العلم ومنارات الهدى ويدرس فيها خيرة شباب المجتمع والمعول عليهم الاسهام في تطور الامة والاعلاء من شأنها ، لذلك لا بد ان يكون للجامعات دور محوري في تنمية القيم لدى طلبتها بما تتمتع به من ميزات وما تمتلكه من امكانات. لأجل ذلك كان الهدف من هذه الدراسة التعرف على أهم الادوار التي يمكن للجامعة أن تضطلع بها حتى تنمي القيم العربية الاسلامية عند طلابها .
وقد حاولت الدراسة الاجابة عن الاسئلة التالية :


1. ما هي اهم الادوار التي يمكن ان تقوم بها الجامعة لتنمية القيم العربية الاسلامية لدى الطلبة من وجهة نظر مدرسي العلوم الشرعية و مدرسي العلوم التربوية ؟ .

2. ما هو نوع العلاقة بين آراء مدرسي العلوم الشرعية وآراء مدرسي العلوم التربوية حول أهم أ داور الجامعة في تنمية القيم لدى الطلبة وما قوة هذه العلاقة ؟ .

3. هل تختلف آراء اساتذة الجامعات حول أهم أدوار الجامعة في تنمية القيم لدى الطلبة باختلاف نوع الجامعة التي يدرسون بها (حكومية ، اهلية) ؟


اهمية الدراسة:

تنبع اهمية هذه الدراسة من اهمية الموضوع الذي بحثته وهو القيم كما تكتسب اهميتها من خلال ما يلي:


1. المساهمة في تبصير الجامعات بالادوار المهمة التي من خلالها تتمكن تلك الجامعات من تنمية القيم عند طلبتها .

2. المساهمة في تطوير نموذج للتعليم الجامعي تتكامل فيه ادوار العاملين في الجامعة لتحقيق وظائفها ورسالتها .

3. التعرف على المسؤولية الفردية لكل من يعمل في الجامعة مهما كانت طبيعة عمله في تنمية القيم لدى الطلبة .


الدراسات السابقة :

أعد الباحث (ابو العينين ، 1988) دراسة موسعة حول القيم الاسلامية والتربية وضح في احد فصولها كيفية تكوين القيم وبين المراحل الست لتكوين القيم وهي المراحل التي اقترحها بلوم وآخرون في كتاب تصنيف الاهداف التربوية ، وهذه المراحل وهي :

1. جذب انتباه المتعلم نحو القيمة :أي ايقاظ الاحساس بالقيمة التي تختار كهدف تربوي .

2. تقبل القيمة : وهنا تستمر الاستجابة بدرجة تكفي لجعل الآخرين يميزون القيمة في الشخص ويكون سلوكه ثابتا .


3. تفضيل القيمة وفي هذه المرحلة يصبح الفرد ملتزما بالقيمة لدرجة تجعله يتابع القيمة ويسعى وراءها .

4. الالتزام : وهنا يصل الفرد الى الاقتناع والتاكد الذي لا مجال فيه للشك ومن ثم الى التقبل الوجداني الكامل .

5. التنظيم : أي ترتيب القيم في نظام معين .

6. التمييز: أي يصبح الفرد متميزا حيث يصل الى التصرف السلوكي الذاتي الثابت طبقا للقيم التي تمثلها .

وبين في دراسته كذلك طريقة القرآن والسنة في تكوين وتنمية القيم وهي كما يلي :

1. لفت النظر الى خلق الله .

2. يصحح القرآن علاقة الانسان بما حوله بان يجعلها علاقة تعاطف وتعارف .

3. يصحح القرآن علاقة الانسان مع نفسه ثم مع من حوله من الناس وذلك بعد ان ضبط حركته بقيم معينة تجاه الخالق والاشياء .

اتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بناء القيم في نفوس المسلمين وذلك من خلال ما يلي :

1. اثارة الحواس لقبول المثيرات واستحسانها او رفضها .
2. القدوة الحسنة لاستثارة الفطرة للاقتداء والتقليد والاندفاع لمحاكاة السلوك .
3. التعليم المباشر وتقديم الافكار والمعلومات والخبرات المتصلة بالقيم .
4. التعويد على اتيان القيمة وحمل النفس عليها .
5. التطبيق والالتزام .

كما اورد( زاهر ،1984) في كتابه القيم في العملية التربوية عدة طرق لتكوين القيمة هي:

1. اتباع المثل الصالح( القدوة ) .
2. الاقتناع : وذلك بعرض الحجج والبراهين .
3. تحديد نواحي الاختيار .
4. الخضوع لقوانين وقواعد تحتم على الفرد سلوكا معينا .
5. تقديم الافكار المنبثقة من الاصول الثقافية والدينية .
6. الاعتزاز والتقدير.
7. العمل بما تم اختياره .
8. توفير بعض المغريات الانفعالية وذلك باستخدام الدعاية والتشجيع والارشاد .

اما ( بدارنة ، 1994) فقد قام بدراسة هدفت الى تحديد الاساليب التربوية في غرس القيم العقدية لدى الطفل المسلم وقد اورد عدة طرق وهي :

1. المحاكاة والتقليد والتلقين .
2. القدوة .
3. ضرب المثل .
4. الحوار .
5. الترغيب والترهيب .
6. الوعظ .
7. القصة .
8. التامل والتفكير .

وفي دراسة للشيخ والخطيب(1986) هدفت لتحديد دور الجامعة الاردنية في تنمية اتجاهات الحداثة عند طلبتها وذلك باستخدام عينة من 594 طالبا وطالبة موزعين على فئتين متكافئتين احصائيا من طلبة السنة الرابعة والاولى من حيث متغير التخصص الدراسي والجنس ومكان النشأة في الطفولة ومستوى تعليم الوالدين .

اشارت نتائج هذه الدراسة الى ان هناك فرقا دالا بين متوسطي طلبة السنة الرابعة والاولى على سبعة اتجاهات فقط من الى 19 اتجاها المتضمنة في مقياس الحداثة الذي بناه الباحثان وهي الزمن والوقت والمهارات الفنية والقرابة والعائلة وحقوق المرأة والمشاركة العامة والمواطنة والانتماء القومي ، وتبين ايضا انه عند اعتبار اداء الطلبة في كل من التخصصات الدراسية الخمسة (المهني، العلمي ، العلوم، التجارة والاقتصاد ، الآداب ، الشريعة) على المقياس الكلي لاتجاهات الحداثة ان متوسط السنة الرابعة زاد بدلالة على متوسط الاولى في 3 تخصصات (المهني، العلوم، التجارة والاقتصاد)

وفي دراسة قام بها ( البطش وجبريل ، 1991) هدفت الى التعرف على التغيرات التي تحدث في القيم الغائية والوسيلية بحسب المراحل الثمانية لدى الافراد في البيئة الاردنية .

طبق الصورة الاردنية لمقياس روكاش للقيم على عينةمن ( 800 ) فرد موزعين على 8 فئات عمرية بين 15 – 50 سنة فما فوق تم اختيارهم من عمان الكبرى بالطريقة العشوائية الطبقية ثم تم استخراج متوسطات الرتب الغائية والوسيلية لكل قيمة تبعا لمتغير العمر .

اشارت النتائج الى ان 26 قيمة غائية ووسيلية اظهرت تغيرا بحسب العمر كما بينت النتائج ان هذه القيم التي تغيرت بحسب العمر تسير وفق 14 نمطا غائيا

كما قام( سمور ومساعدة ،2000) بدراسة هدفت الى كشف علاقة القيم الاسلامية بالاضطراب النفسي بأبعاده الستة ( القلق،المخاوف المرضية ، الوسواس ، الاضطرابات النفسجسمية،الاكتئاب، الهستيريا) ومعرفة اختلاف هذه العلاقة في ضوء متغيري الجنس ومكان الاقامة .

طبقت اداة الدراسة على 290 طالبا وطالبة من جامعة اليرموك وتوصلت الى التأكيد على العلاقة بين توازن الفرد النفسي ونظامه القيمي الديني حيث وجد ارتباط سالب دال بين مستوى القيم الاسلامية والاضطراب النفسي والفروق التي تعزى للجنس دالة لصالح الاناث ، ودالة لصالح المدينة مقارنة مع الريف

اما دراسة (البطش وعبد الرحمن ، 1990) فقد هدفت الى التعرف على البناء القيمي لطلبة الجامعة الاردنية ، طور الباحث مقياس روكاس لمسح القيم وطبقه على عينة عشوائية طبقية مكونة من 2000 طالب وطالبة في الجامعة الاردنية تبعا لمتغيرات الدراسة وهي : الجنس، والكلية(انسانية ،علمية)، والخلفية الاجتماعية ( مدينة ،ريف،بادية) اشارت النتائج ان قيمة الدين والعمل لليوم الآخر احتلت الرتبة الاولى في هرم القيم الغائية واحتلت قيمة التضحية الرتبة الاولى في هرم القيم الوسيلية .

- وجود اثر لمتغير الجنس على متوسط الرتب التي احتلتها 17 قيمة وسيلية و11 غائية .

- وجود اثر لمتغير التخصص على متوسط الرتب التي احتلتها 16 قيمة وسيلية و11 غائية .

- وجود اثر لمتغير الخلفية الاجتماعية على متوسط الرتب التي احتلتها 12 قيمة وسيلية و12 غائية .

ولقد سعت دراسة (العلاونة وآخرون ، 1991) الى تطوير مقياس للقيم الاجتماعية في الاسلام حيث قسمت فقرات المقياس الى سبعة مجالات هي :
(الاسرة ،الجوار واولوا الارحام،الطعام والشراب واللباس،المجال الاقتصادي والاجتماعي،التعامل مع غير المسلمين،الامراض الاجتماعية ،مجال المبادئ العامة ) .

من خلال استعراض تلك الدراسات وغيرها نتوصل الى ان اهتمام الباحثين بموضوع القيم كان بالغا وذلك من خلال دراسة وظائفها وكيفية تنميتها وما يتمتع به الطلبة من تلك القيم ، وبناء أدوات لقياس القيم وغير ذلك ، ونتوصل كذلك الى ان الجامعات لها دور مهم في التأثير على المنظومة القيمية لدى الطلبة . وتتميز هذه الدراسة بانها تدرس دور الجامعة في تنمية نوع خاص من القيم وهي القيم العربية الاسلامية ، كما انها درست الجهات التي يمكن للجامعة ان تؤثر من خلالها في القيم عند الطلبة ، كما تتميز هذه الدراسة عن غيرها بعينتها ، فلا يوجد دراسات – حسب علم الباحث – استطلعت آراء مدرسي العلوم الشرعية ومدرسي العلوم التربوية في دراسات متعلقة بالقيم .

عينة البحث :

بلغ حجم العينة 86 استاذا جامعيا يدرسون في كليات الشريعة والعلوم التربوية التابعة للجامعات الاردنية التالية ( الجامعة الاردنية ، جامعة اليرموك ، الجامعة الهاشمية ، جامعة الزرقاء الاهلية ، جامعة اربد الاهلية ) ، تم اختيار اساتذة الجامعات افرادا للعينة لانهم يشكلون قمة الهرم العلمي في أي مجتمع ، كما انهم اكثر الناس قربا من الجامعات والادوار التي تقوم بها واعرف الناس بطلبتها كما تم اختيار التخصصات الشرعية والتربوية لانها اكثر التخصصات قربا من موضوع القيم ويناط باصحابها عادة مهمة الارتقاء بالامة وبافرادها .

وقد توزع افراد العينة كما في الجدول ( 1) .




جدول ( 1 )
توزيع افراد العينة حسب الكلية والجامعة

الكلية / الجامعة الاردنية اليرموك الهاشمية الزرقاء الاهلية اربد الاهلية المجموع
الشريعة - 12 - 10 7 29
العلوم التربوية 12 11 15 19 - 57
المجموع 12 23 15 29 7 86

وهذه الاعداد تمثل عدد الاستبانات التي تم جمعها من افراد العينة

ادوات الدراسة :

اعد الباحث استبانة تم من خلالها جمع البيانات المتعلقة بآراء اساتذة الشريعة والتربية حول دور الجامعات في تنمية القيم لدى الطلبة حيث ضمت بصورتها الاولية ستة محاور حول دور ( المدرس ، المناهج ، النشاطات الطلابية ، الخدمات الطلابية ، الجهاز الاداري ، الانظمة والتعليمات الجامعية ) مثّل كل محور من المحاور الستة خمس فقرات كل فقرة تشير الى نشاط يتم من خلال احد المحاور او سمة من سماته

وقد قام الباحث بعرض الاستبانة على ستة من اعضاء هيئة التدريس في كلية العلوم التربوية في جامعة الزرقاء الاهلية ، وعضو من الجامعة الهاشمية ، وذلك للتأكد من صدق الاستبانة ، وقد تمت الافادة من آراء لجنة التحكيم وذلك بتعديل بعض الفقرات واضافة محور يعبر عن دور الطالب وكذلك اضافة بعض الفقرات لبعض المحاور ليصبح عدد محاور الاستبانة سبعة وعدد فقراتها 38 فقرة بالاضافة لسؤال مفتوح لاقتراح ادوار اخرى للجامعة .

تم تطبيق الاستبانة على عينة استطلاعية لتجريبها وتخليصها من نقاط الضعف التي تظهر خلال التجريب ،وقد استخدم الباحث معادلة كرونباخ الفا لحساب معامل ثبات الاستبانة ( الاتساق الداخلي للفقرات ) وقد بلغ 0.96 وتدل هذه القيمة على ان اداة القياس تتمتع بمعامل ثبات مقبول لغايات اجراء الدراسة كما تم حساب معاملات التمييز لفقرات الاستبانة فتبين انها تتراوح بين ( 0.36 – 0.82 )




محددات الدراسة :

1. قد يكون من اهم محددات الدراسة هو حجم العينة ومدى تمثيلها لمجتمع الدراسة .

2. اداة البحث من تصميم الباحث فتعميم نتائج الدراسة مرهون بمدى صدقها وثباتها .
4. حددت اداة الدراسة ادوار سبعة فقط من عناصر الجامعة تقوم من خلالها بتنمية القيم عند الطلبة وقد يكون للجامعة ادوار اخرى لعناصر اخرى .




التعريفات الاجرائية :

القيم العربية الاسلامية : وهي عبارة عن مجموعة من المثل العليا والغايات والمعتقدات والتشريعات والوسائل والضوابط والمعايير لسلوك الفرد والجماعة ، مصدرها الله عز وجل وهذه القيم هي التي تحدد علاقة الانسان وتوجهه اجمالا وتفصيلا مع الله ومع نفسه ومع البشر ومع الكون وتتضمن هذه القيم غايات ووسائل .

مدرسو العلوم الشرعية : هم اصحاب التخصصات الشرعية الذين يدرسون في كليات الشريعة في الجامعات الاردنية .

مدرسو العلوم التربوية : هم اصحاب التخصصات التربوية الذين يدرسون في كليات العلوم التربوية في الجامعات الاردنية .

المدرس : هو من يقوم بعملية تدريس طلبة الجامعة في احدى كلياتها .

المناهج: وهي مواد دراسية ونشاطات تقدم للطلبة على شكل مساقات عبر الفصول الدراسية والتي يجب على الطالب اجتيازها بنجاح ليستكمل متطلبات تخرجه

النشاطات الطلابية : وهي الانشطة التي تقوم بها عمادة شؤون الطلبة وتفسح المجال للطلبة للمشاركة بها والتفاعل معها .

الخدمات الطلابية : وتشكل مجموعة الخدمات التي تقدم للطلبة من خلال الجامعة وتتمثل بما يلي : (مركز الارشاد النفسي ، الحافلات ،المكتبة ، الكفتيريا، الامن )

الجهاز الاداري : ويقصد بها رئاسة الجامعة ومن يتصل بالطلبة من الاداريين مثل مديرية التسجيل والمالية وغيرها .

الانظمة والتعليمات الجامعية : وهي التشريعات التي تصدر من قبل الجامعة والمأخوذة من قانون وزارة التعليم العهالي والمتعلقة بالسلوكات المرغوبة وغير المرغوبة التي يمارسها موظفو الجامعة وطلبتها .

الطلبة : هم الطلبة الذين يدرسون في الجامعة .

التحليل الاحصائي:

للاجابة عن السؤال الاول تم حساب التكرارات والنسب لجميع محاور الاستبانة وجميع فقراتها ليصار الى ترتيبها تنازليا .

وللاجابة عن السؤال الثاني تم ترتيب المحاور بناء على درجة الاهمية من خلال آراء الشرعيين وترتيبها مرة اخرى بناء على آراء التربويين واستخدام معامل ارتباط سبيرمان للرتب للتعرف على نوع العلاقة وقوتها .

للاجابة عن السؤال الثالث تم ترتيب المحاور بناء على آراء اساتذة الجامعات الخاصة واستخدام معامل ارتباط سبيرمان للرتب للتعرف على نوع العلاقة وقوتها .

النتائج وتفسيرها :

لقد نص السؤال الاول من اسئلة الدراسة على ما يلي:

ما هي اهم الادوار التي يمكن ان تقوم بها الجامعة لتنمية القيم العربية الاسلامية عند الطلبة من وجهة نظر مدرسي العلوم الشرعية و مدرسي العلوم التربوية ؟ .
- وبعد تحليل البيانات المتجمعة من استطلاع آراء افراد العينة وذلك بأيجاد مجموع الدرجات والنسب لكل محور من محاور الاستبانة تم ترتيب المحاور حسب درجة تأثيرها في تنمية القيم لدى الطلبة تنازليا كما يظهر في الجدول ( 2 )

جدول (2)
ترتيب الادوار تنازليا حسب اهميتها في تنمية القيم عند الطلبة ومجموع درجاتها ونسبها المئوية

الترتيب الادوار مجموع الدرجات الحد الاعلى للدرجات النسب المئوية
الاول دور المدرس 2145 2408 0.89
الثاني دور النشاطات الطلابية 1356 1720 0.79
الثالث دور المناهج 1341 1720 0.78
الرابع دور الانظمة والتعليمات الجامعية 1340 1720 0.78
الخامس دور الطلبة 1327 1720 0.77
السادس دور الجهاز الاداري 1293 1720 0.75
السابع دور الخدمات الطلابية 1536 2064 0.74

وقد حسب مجموع الدرجات من خلال تحويل خيارات عينة الدراسة على تدريج الاستبانة الى ارقام وذلك لجميع فقرات كل محور ثم جمع هذه الارقام ، اما بالنسبة للحد الاعلى للدرجات فهو حاصل ضرب عدد افراد العينة بعدد فقرات المحور مضروبا في ( 4 ) ، والنسب المئوية هي خارج قسمة مجموع الدرجات على الحد الاعلى للدرجات .

يبين الجدول (2) ان اهم الادوار التي يمكن ان تنمى القيم من خلالها عند الطلبة هو دور المدرس حيث كان ترتيبه الاول وبفارق كبير عن بقية الادوار ثم بعد ذلك دور النشاطات الطلابية ودور المناهج ودور القوانين الجامعية ودور الطلبة واخيرا دور الجهاز الاداري ودور الخدمات الطلابية .

ويلاحظ من الجدول كذلك الادوار الستة التي تلي دور المدرس متقاربة من حيث الاهمية فلا يتجاوز فرق النسب بينها ما قيمته 0.05 مما يدل على ان هذه الادوار الستة كلها مهمة في تنمية القيم عند الطلبة الا ان دور المدرس اكثر منها اهمية .

ويبين الجدول( 3 ) ترتيب الادوار تنازليا حسب اهميتها في تنمية القيم مع ترتيب فقرات كل دور مع مجموع الدرجات والنسب المئوية


جدول (2)
ترتيب الادوار وفقرات كل دور تنازليا حسب الاهمية في تنمية القيم لدى الطلبة مجموع الدرجات والنسب ( علما بأنالمجموع الكلي لكل فقرة هو 344 ) .
الادوار ترتيب الفقرات الفقرة مجموع الدرجات النسب المئوية
المدرس 1 التزام المدرس بالقيم العربية والاسلامية في سلوكه داخل وخارج الحصة 319 0.93
2 تقبل المدرس للطلبة ومحاورتهم باحترام داخل وخارج الحصة 313 0.91
3 تعزيز المدرس وتشجيعه للطلبة على الالتزام بالقيم 313 0.91
4 مناقشة القيم مع الطلبة خلال المحاضرات وربطها بحياة الطالب 310 0.90
5 استعداد المدرس لابداء النصح لمن يطلب من الطلبة ومساعدتهم في حل مشكلاتهم 308 0.90
6 الكفاءة العلمية للمدرس 301 0.88
7 طرائق التدريس التي يستخدمها المدرس 282 0.82
المناهج 1 ربط مفردات المساقات بالقيم المتعلقة بها 281 0.82
2 طرح مساقات متخصصة متعلقة بالقيم لجميع طلاب الجامعة 269 0.78
3 اشتمال مساقات متطلبات الجامعة على فصول خاصة بالقيم 269 0.78
4 ان تكون متطلبات بعض المساقات نشاطات متعلقة بالقيم 263 0.76
5 تضمين خطط المساقات مراجع تهتم بالقيم 259 0.75
النشاطات الطلابية 1 الالتزام بالقيم في كافة النشاطات الطلابية 288 0.84
2 استثمار الرحلات العلمية والترفيهية لغرس القيم لدى الطلبة 272 0.79
3 اقامة محاضرات وندوات وورش عمل للحديث عن القيم والالتزام بها 270 0.78
4 التأكيد على القيم من خلال النشرات واللوحات الجدارية 266 0.77
5 تشكيل لجان طلابية لحض الطلاب على الالتزام بالقيم 260 0.76
الانظمة والتعليمات الجامعية 1 ان يكون احد اهداف الجامعة تنمية القيم لدى الطلبة 279 0.81
2 الحرص على تعيين المعروفين بالتزامهم بالقيم العربية والاسلامية 279 0.81
3 وضع نظام للحوافزوالجوائز التقديرية للطلبة الذين يلتزمون بالقيم 269 0.78
4 وضع قانون لمعاقبة الطلبة غير الملتزمين بالقيم 258 0.75
5 اصدار نشرات تعريفية بالقيم العربية والاسلامية وترغيب الطلبة بالالتزام بها 255 0.74
الطلبة 1 الجمعيات والنوادي التي ينشئها الطلبة داخل الجامعة 279 0.81
2 مساهمة الطلبة في المشاريع الخيرية داخل وخارج الجامعة 278 0.81
3 مشاركة الطلبة بحوارات وندوات مع المسؤولين حول قضايا الامة الرئيسية 272 0.79
4 مشاركة الطلبة بدراسات ميدانية لاستقصاء القيم السائدة 251 0.73
5 انضمام الطلبة لجمعيات ومؤسسات خيرية وسياسية خارج الجامعة 247 0.72
الجهاز الاداري 1 التزام العاملين في الجهاز الاداري بالقيم 288 0.84
2 تسهيل الاجراءات الادارية وانجازها للطلبة بسرعة ويسر 277 0.81
3 عمل دورات متخصصة للمدرسين والاداريين تتعلق بالقيم وكيفية تنميتها 248 0.72
4 عمل مسابقات دورية متعلقة بالقيم 242 0.70
5 التواصل مع اولياء الامور والحديث معهم حول القيم 238 0.69
الخدمات الطلابية 1 التزام القائمين على تقديم الخدمات بالقيم المطلوبة 287 0.83
2 الحرص على تقديم الخدمة بافضل صورة 278 0.81
3 تشجيع الطلبة على الالتزام بالقيم من قبل مركز الارشاد النفسي 256 0.74
4 توفير مادة مكتبية متنوعة ومشوقة متعلقة بالقيم والالتزام بها 255 0.74
5 تشغيل اشرطة هادفة في الحافلات والكفتيريا واماكن تواجد الطلبة 246 0.72
6 تواجد رجال الامن بين الطلبة وحثهم على الالتزام بالقيم 214 0.62

يبين الجدول (3) كيف ترتبت الفقرات في كل دور من الادوار الواردة في الاستبانة تنازليا حسب تأثيرها في تنمية القيم لدى الطلبة فالتزام المدرس بالقيم العربية والاسلامية في سلوكه داخل وخارج غرفة الصف يشكل التأثير الاكبر في تنمية القيم عند الطلبة وهي الفقرة الاولى من دور المدرس .

اما دور النشاطات الطلابية فالفقرة الاولى هي الالتزام بالقيم في كافة النشاطات الطلابية اما دور المناهج فالفقرة الاولى هي ربط مفردات المساقات بالقيم المتعلقة بها وهناك فقرتين في دور القوانين الجامعية احتلتا المرتبة الاولى وهما الحرص على تعيين المعروفين بالتزامهم بالقيم العربية والاسلامية والثانية هي ان يكون احد اهداف الجامعة تنمية القيم لدى الطلبة ، والفقرة الاولى في دور الطلبة هي الجمعيات والنوادي الطلابية التي ينشئها الطلبة داخل الجامعة اما دور الجهاز الاداري فقد كانت الفقرة الاولى هي التزام العاملين في الجهاز الاداري بالقيم والخدمات الطلابية كذلك فقد كان لالتزام القائمين على تقديم الخدمات بالقيم المطلوبة الترتيب الاول .

ومن خلال نظرة شاملة لنتائج فقرات الاستبانة نجد ان الالتزام بالقيم من قبل العاملين في الجامعة ( بغض النظر عن طبيعة عملهم ) له التاثير الاكبر في تنمية القيم لدى الطلبة .

ويمكن ان تفسر هذه النتيجة بأن الاستاذ الجامعي في نظر طلابه يمثل بؤرة العلم والمعرفة واشعاع الاخلاق والقيم النبيلة ، وان الجميع ينظر للمدرس انه المجسد والمعبر عن كل خير وفضيلة من خلال سلوكه والتزامه بقيمه الاصيلة .

كما ان المدرس هو الصق الناس بطالبه فهو الرفيق الحميم في جميع مراحل دراسته فالخير عند الطالب ما يراه المدرس خيرا والسوء عنده ما يراه المدرس سوءا ، وهذه النتيجة طبيعية لان مهمة التدريس هي من اعظم المهام واكثرها تأثيرا فهي التي تبنى النفوس والعقول والارواح وصدق شوقي عندما وصف دور المدرس بقوله :

ارأيت اعظم او اجل من الذي يبني وينشئ انفسا وعقولا

ويمكن ان تفسر هذه النتيجة ان الاستاذ الجامعي يعتبر ان له الدور الاكبر في التأثير على شخصية الطالب – لان الذي اجاب على الاستبانة هم المدرسون وليس غيرهم – وهذا شئ ايجابي لانه يشعر المدرس بأهمية دوره وعظم مسئوليته والامانة الملقاة على كاهله .

اما بالنسبة للسؤال الثاني من اسئلة الدراسة فهو :

ما نوع العلاقة بين آراء مدرسي العلوم الشرعية وآراء مدرسي العلوم التربوية حول اهم الادوار للجامعة في تنمية القيم لدى الطلبة وما قوة هذه العلاقة ؟ .

يبين الجدول (4) ترتيب الادوار تنازليا حسب درجة التأثير في تنمية القيم لدى الطلبة من وجهة نظر مدرسي العلوم الشرعية ومجموع الدرجات والنسب

جدول (4)

ترتيب الادوار تنازليا حسب التأثير في تنمية القيم عند الطلبة من وجهة نظر الشرعيين ومجموع الدرجات والنسب

الترتيب الادوار مجموع الدرجات الحد الاعلى للدرجات النسب المئوية
الاول دور المدرس 736 812 0.91
الثاني دور القوانين الجامعية 463 580 0.80
الثالث دور المناهج 441 580 0.76
الرابع دور النشاطات الطلابية 439 580 0.76
الخامس دور الجهاز الاداري 436 580 0.75
السادس دور الخدمات الطلابية 520 696 0.75
السابع دور الطلبة 423 580 0.73


يبين الجدول (4) ان مدرسي العلوم الشرعية يرون ان الدور الاكبر الذي يؤثر في تنمية القيم عند الطلبة هو دور المدرس ثم دور الانظمة والتعليمات الجامعية ثم المناهج والنشاطات الطلابية والجهاز الاداري واخيرا الخدمات الطلابية والطلبة .

كما يتضح من الجدول من خلال مجموع الدرجات والنسب ان الادوار الستة الاخيرة متقاربة في درجة الاهمية لكن الفرق بينها وبين دور المدرس فارق كبير .

ويبين الجدول (5) آراء مدرسي العلوم التربوية حول درجة تأثير الادوار في تنمية القيم لدى الطلبة


جدول (5)

ترتيب الادوار تنازليا حسب درجة التأثير في تنمية القيم لدى الطلبة من وجهة نظر التربويين ومجموع الدرجات والنسب

الترتيب الادوار مجموع الدرجات الحد الاعلى للدرجات النسب المئوية
الاول دور المدرس 1407 1596 0.88
الثاني دور النشاطات الطلابية 907 1140 0.80
الثالث دور الطلبة 904 1140 0.79
الرابع دور المناهج 900 1140 0.79
الخامس دور الانظمة والتعليمات الجامعية 877 1140 0.77
السادس دور الجهاز الاداري 857 1140 0.75
السابع دور الخدمات الطلابية 1018 1368 0.74

يبين الجدول (5) كيف ترتبت الادوار تنازليا من وجهة نظر التربويين ( دور المدرس، دور النشاطات الطلابية، دور الطلبة، دور المناهج ، دور القوانين الجامعية، دور الجهاز الاداري ، واخيرا دور الخدمات الطلابية)
ويتضح من الجدول كذلك من خلال مجموع التكرارات والنسب اهمية دور المدرس مقارنة مع بقية الادوار

ولايجاد العلاقة بين آراء مدرسي العلوم الشرعية وآراء العلوم والتربوية قام الباحث بايجاد معامل ارتباط سبيرمان فكانت قيمته تساوي (0.429) والدلالة الاحصائية لها هي ( 0.337) وهذا يدل على وجود علاقة ايجابية (طردية) بين آراء الشرعيين والتربويين الا ان هذه العلاقة علاقة ضعيفة لانها لم تكن ذات دلالة احصائية


والسؤال الثالث نص على ما يلي :

هل تختلف آراء اساتذة الجامعات حول اهم الادوار للجامعة في تنمية القيم لدى الطلبة باختلاف نوع الجامعة الذين يدرسون بها( حكومية ، اهلية)؟

وللاجابة على هذا السؤال تم ترتيب الادوار حسب درجة تأثيرها في تنمية القيم لدى الطلبة تنازليا من وجهة نظر الذين يدرسون في الجامعات الحكومية كما في الجدول (6)

جدول(6)

ترتيب الادوار تنازليا حسب التأثير في تنمية القيم لدى الطلبة من وجهة نظر الاساتذة الذين يدرسون في الجامعات الحكومية
الترتيب الادوار مجموع الدرجات الحد الاعلى للدرجات النسب المئوية
الاول دور المدرس 1261 1400 0.90
الثاني دور الطلبة 800 1000 0.80
الثالث دور المناهج 791 1000 0.79
الرابع دور النشاطات الطلابية 784 1000 0.78
الخامس دور الانظمة والتعليمات الجامعية 777 1000 0.78
السادس دور الجهاز الاداري 740 1000 0.74
السابع دور الخدمات الطلابية 886 1200 0.74

يبين الجدول (6) ان الدور الاهم هو دور المدرس اما ترتيب بقية الادوار فهي كما يلي: ( دور الطلبة ، دور المناهج، النشاطات الطلابية، القوانين الجامعية ، الجهاز الاداري ، الخدمات الطلابية )

كما تم ترتيب الادوار تنازليا حسب درجة تأثيرها في تنمية القيم عند الطلبة من وجهة نظر الاساتذة الذين يدرسون في الجامعات الاهلية كما في الجدول (7)

جدول (7)

ترتيب الادوار تنازليا حسب التأثير في تنمية القيم لدى الطلبة من وجهة نظر الاساتذة الذين يدرسون في الجامعات الاهلية

الترتيب الادوار مجموع الدرجات الحد الاعلى للدرجات النسب المئوية
الاول دور المدرس 883 1008 0.88
الثاني دور النشاطات الطلابية 572 720 0.79
الثالث دور الانظمة والتعليمات الجامعية 563 720 0.79
الرابع دور الجهاز الاداري 553 720 0.77
الخامس دور المناهج 550 720 0.76
السادس دور الخدمات الطلابية 652 864 0.75
السابع دور الطلبة 527 0.73

يبين الجدول(7) ان الدور الاهم هو دور المدرس وتترتب الادوار تنازليا بعد دور المدرس كما يلي( دور النشاطات الطلابية،القوانين الجامعية،الجهاز الاداري،المناهج،الخدمات الطلابية ،الطلبة)

وللتعرف على نوع العلاقة بين آراء اساتذة الجامعات الحكومية وآراء اساتذة الجامعات الاهلية وقوتها تم حساب معامل ارتباط سبيرمان للرتب فكانت قيمته تساوي( 0.25) والدلالة الاحصائية لها(0.589) مما يدل على ان العلاقة بين آراء اساتذة الجامعات الحكومية والخاصة علاقة ايجابية (طردية) أي ان هناك توافقا في الآراء الا ان هذه العلاقة ليست قوية حيث لم تكن قيمة معامل الارتباط دالة احصائيا وذلك لان قيمة الدلالة الاحصائية (0.589) اكبر من (0.05)


ويمكن تفسير نتيجة السؤال الثاني والثالث - دون ان تخدعنا البيانات الكمية - ومن خلال نظرة فاحصة الى النتائج ، حيث ان التوافق كبير في آراء جميع افراد العينة ان كانوا شرعيين او تربويين ، وان كانوا يدرسون في جامعات حكومية او جامعات اهلية ، وذلك لان مجموع الدرجات ونسبها المئوية متقاربة جدا لجميع الادوار الستة الواردة في الاستبانة ، والذي يتميز فقط هو دور المدرس ، وقد يكون سبب هذا التوافق ان جميع افراد العينة ينظرون الى تلك الادوار انها عناصر لبيئة الطالب الجامعية ، وان تلك البيئة تتشكل من نسب متقاربة من تلك العناصر ، وان الطالب يتعامل معها جميعا بصورة متواصلة ، بنسب تواصل متقاربة ، ولذك كانت الاراء متفقة على ان درجة التأثير لتلك الادوار الستة في تنمية القيم عند الطلبة متقاربة .

اما بالنسبة للاجابة على السؤال المفتوح في الاستبانة والذي ينص على ما يلي:

هل يوجد ادوار اخرى للجامعة يمكن ان تسهم في تنمية القيم لدى الطلبة – لم ترد في الاستبانة- الرجاء ذكرها؟

وقد تم رصد العديد من تلك الاقتراحات وخصوصا تلك التي لم يرد مثلها في فقرات الاستبانة وهي :

- احداث زي محتشم موحد للطالبات
- الفصل بين الطلاب والطالبات في بعض شعب الدراسة
- العمل على تفعيل دور اساتذة الشريعة للقيام بواجبهم نحو القيم
- خصم تشجيعي للطلبة الملتزمين بالقيم في نهاية مدة الدراسة الجامعية
- تغيير مناهجها وفق القيم الاسلامية
- انشاء مشاريع تعاونية اقتصادية بين الطلبة والعاملين يديرونها بانفسهم لمساعدة المحتاجين منهم على شكل هبات او قروض
- دعوة بعض " النجوم" والمشاهير من الرياضيين والاعلاميين الملتزمين بالقيم والدعاة لادارة الحوارات والقاء المحاضرات
- مساعدة الجامعة للطلبة الفقراء
- رحلات العمرة( بشكل خصوصي) وكذلك الحج




التوصيات :

1. زيادة الاهتمام بكفاءة المدرس الجامعي الاكاديمية والمسلكية قبل وبعد تعيينه في الجامعة .

2. نشر الوعي بين العاملين في الجامعات باهمية دورهم والواجب الملقى على عاتقهم فيما يتعلق بتنمية القيم لدى الطلبة .

3. تحويل بعض الافكار الواردة في الاستبانة الى برامج عملية من قبل الجامعات حتى تتمكن من تنمية القيم لدى طلابها .

4. اجراء المزيد من الدراسات المتعلقة بالقيم وتنميتها وان تكون بعض تلك الدراسات من نوع البحوث النوعية.




المراجع :

1. ابو العينين، علي خليل (1988)، القيم الاسلامية والتربية ، ط1 مكتبة ابراهيم الجلبي ، المدينة المنورة .

2. بدارنة، سعد الدين (1994)،الاساليب التربوية في غرس القيم العقدية لدى الطفل المسلم ،رسالة ماجستير ،جامعة اليرموك ، اربد.

3. البطش،محمد وجبريل ،موسى(1991) التغير في التفضيلات القيمية عند الافراد الاردنيين بتقدمهم في العمر ،مجلة ابحاث اليرموك (سلسلة العلوم الانسانية والاجتماعية ) مجلد 7 عدد2.

4. البطش،محمد وليد وهاني عبد الرحمن (1990) ،البناء القيمي لدى طلبة الجامعة الاردنية ، دراسات مجلد 17 أ العدد 3.
5. الجلاد،ماجد(1999) النظام القيمي في ضوء توجيهات التربية الاسلامية ،مجلة العلوم التربوية والنفسية العدد 32.

6. الخطيب ، خالد (2000) استراتيجيات تعليم القيمة ، ورقة مقدمة كمتطلب لمساق استراتيجيات التعلم والتعليم في مرحلة الدكتوراة .

7. زاهر ،ضياء(1984) ،الاساليب التربوية في غرس القيم العقدية لدى الطفل المسلم رسالة ماجستير ، جامعة اليرموك ، اربد.

8. سمور ،قاسم محمد ، ومساعدة ،عبد الحميد احمد (2000) العلاقة بين مستوى القيم الاسلامية والاضطراب النفسي لدى عينة من طلبة جامعة اليرموك ، مجلد مركز البحوث التربوية ،جامعة قطر ، سنة 7 عدد 17.

9. الشيخ والخطيب (1986) ، دور الجامعة الاردنية في تنمية اتجاهات الحداثة عند طلبتها ،مجلة العلوم الاجتماعية مجلة 14 العدد4 .

10. علاونة ، شفيق وعبد الرحمن صالح وبني خالد ،حسين (1991) بناء مقياس القيم الاجتماعية في الاسلام ،مؤتة للبحوث والدراسات (سلسلة العلوم الانسانية والاجتماعية )مجلد6 عدد3.

11. القيسي ، مروان ابراهيم (1995) المنظومة القيمية كما تحددت في القرآن الكريم والسنة النبوية ، دراسات (العلوم الانسانية ) المجلد 22 أ العدد 6.











 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس