عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 23-10-2007, 04:42 PM
فنيس سعد بن دربي فنيس سعد بن دربي غير متصل
مستشار الموقع
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 192
معدل تقييم المستوى: 18
فنيس سعد بن دربي is on a distinguished road
رد: مقالات سعد العجمي

الكل في هذا الزمن... حرامي!



الثقافة الدارجة هذه الأيام هي أن الجميع «يقبضون وحرامية»، وهي ثقافه سعت مؤسسة الفساد في البلاد إلى تعميمها للتغطية على نهبها وعبثها في مقدرات الدولة، من خلال تصوير الأوضاع للمواطن العادي بأن «الكل حرامي» بمن فيهم بعض الرموز من نواب الأمة.

في مدة تناهز الثلاثة أشهر فقط وهي الفترة التي مضت على انضمامي ككاتب في «الجريدة» ومن خلال الردود والتعليقات، عبر الإيميل، أو الاتصالات، عبر الهاتف، التي أتلقاها تعليقاً على أغلب المواضيع التي اتطرق إليها في مقالاتي، اكتشفت جملة من الحقائق المرة تتعلق بثقافة ونظرة القارئ للآخر أيا كان، سواء كاتب المقال أو الشخوص الذين يتحدث عنهم في مقالة نقداً أو إشادة.

أقسى تلك الحقائق تكمن في نظرية، «القبض» أو «التبعية» التي يوصم بها الكتاب في هذه المطبوعة أو تلك، وهي نظرة لمستها في كثير من ردود القراء، فالثقافة الرائجة للأسف الشديد هذه الأيام تقول، إنك عندما تكتب في صحيفة لابد أن تكون تابعاً لصاحبها ومؤتمراً بأمره ومنفذاً لأجنداته؛ سياسية كانت أم اقتصادية، وهذا يدخل في إطار سوء الظن الذي بات مقدماً على ماعداه في عقول الكثير من الكويتيين.

عموما هذا الأمر لم يكن مستغرباً بالنسبة لي، كون الثقافة الدارجة هذه الأيام هي أن الجميع «يقبضون وحرامية»، وهي ثقافه سعت مؤسسة الفساد في البلاد إلى تعميمها للتغطية على نهبها وعبثها في مقدرات الدولة، من خلال تصوير الأوضاع للمواطن العادي بأن «الكل حرامي» بمن فيهم بعض الرموز من نواب الأمة، وهي سياسة نجحت فيها للأسف بفضل ابواقها الإعلامية وأذرعها النيابية.

على كل فان بعض المطبوعات «القديمة» وأخرى «جديدة» كان لها دور بشكل أو بآخر في تكريس فكرة «تأجير» القلم في عقول القراء، عبر الكثير من الممارسات الصحفية البعيدة كل البعد عن المهنية والحرفية وقبل ذلك وبعده، فهي بعيدة عن الأخلاق وشيم الرجال، والحالات هنا أكثر من أن نحصيها.

إن تقاضي الكاتب الملتزم بمقال يومي أو أسبوعي أجراً من هذه الصحيفة أو تلك، مقابل ما يكتب ويتعب على إعداده، هو حق متاح، وهو عرف صحفي تعمل به أمهات المطبوعات في العالم بالتوافق مع كتابها، وهذا ما يجب أن يدركه القارئ العادي حتى لا يسيء الظن بالآخرين، كما أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب قناعات الكاتب الذي من المفترض أن يكتب ما يمليه عليه ضميره، ووفق ما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وليس وفق ما يريد الآخرون، وهي إشكالية لم تواجهني أنا وكل من سألته من زملائي الكتاب في هذه الصفحة، والسبب بسيط جداً، وهو أن طاقم «الجريدة» بمن فيهم مالكها، هم أبناء المهنة، الذين خرجوا من رحم الصحافة، ولم يستغلوا حسابات «البعض» الخاطئة، وموجة الثراء المفاجئة، كما فعل آخرون، لينقضوا على شارع الصحافة، حتى باتوا من ملاك صاحبة الجلالة في غفلة من الزمن.

* * *

بفقدانه فقدت الكويت أحد أبنائها البررة، وفقدت الأسرة الحاكمة رجلاً كان له الكثير من المواقف المشهودة، التي جمعت ولم تفرق، آخرها موقفه الوطني الخالص في أزمة الحكم، عندما جعل مصلحة الكويت وأهلها نصب عينيه... إلى جنات الخلد يا أبا باسل... واللهم... ألهم الكويت وأهلها الصبر والسلوان

* * *

كنا قد بدأنا منذ أول مقال في رمضان سلسلة من « الغطاوي» السياسية، وكون هذا المقال هو الأخير في الشهر الكريم فلن تكون هناك «غطاية» اليوم، ولكن ونظراً الى كثرة الإجابات التي وردتني فإنني سأقوم بإجراء فرز على الإجابات الصحيحة، وسأقوم بسحب الاسم الفائز بعد العيد ... وستكون الجائزة عبارة عن «ناقلة» نفط صغيرة. انتظرونا وكل عام وأنتم بخير!





رد مع اقتباس