أخر تحديث 11/11/2007
لغة أهل البل وتغيير المراح
كتب فالح محمد العمرة
جاء في جريدة عالم اليوم الخميس الماضي تعليق على هامش جلسة مجلس الأمة وهو قول النائب الفاضل خالد العدوة لوزير الأوقاف ووزير المواصلات «أنت يا ابوفهد كل يوم بوزارة يعني بلغة أهل البل «الإبل» كل يوم مغيرين مراحك».
وهناك فرق بين تغيير المراح وهو المكان وتغيير الفكر والمبادئ التي يحملها الإنسان فهناك أشخاص يطلب منهم تغيير مرحانهم ومبادئهم وفكرهم ويقبلون بكل بساطة وهناك من الناس من يرفض ذلك ولو على موته لأن كرامته وأمانته تاج على رأسه ولا يقبل بدفنها في المرحان.
لا تسقني ماء الحياة بذلة
بل فاسقني بالعز ماء الحنظل
نعم هناك فرق فيمن يغير مراحه ومن يغير مبادئه وقناعاته!!
وبعض أعضاء مجلس الأمة دخل المجلس يحمل عظيم المبادئ والقيم والأخلاق وله رؤية واضحة وأهداف يسعى لتحقيقها في خدمة الأمة والوطن.
ومن تكن العلياء همة نفسه
فكل الذي يلقاه فيه محبب
ولكن للأسف سرعان ما تبدلت حالته وتحطمت قيمه ومبادئه على صخور الإغراءات وفقد بوصلته وانعمت رؤيته وبصيرته وغابت شمس الحق في قلبه واستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وأخذ يسبح في أوحال الفساد ومستنقعات الردى باع أمته ووطنه بثمن بخس دراهم معدودات.
من يهن يسهل الهوان عليه
ما لجرح بميت إيلام
بل ومنهم من نحر الكرامة والأمانة على الطريقة الاسلامية عند عتبة بابه وقبل خروجه الى المجلس ولم يكتف بذلك بل أحرق الكرامة والأمانة بعد نحرها ونثر رمادها في يوم عاصف حسب التقاليد الهندوسية فأي حق وخير يرجى من هؤلاء؟!!
واعلم بأن عليك العار تلبسه
من عضة الكلب لا من عضة الأسد
ولكن مازال في الأمة رجال يحملون المبادئ والقيم وما بدلوا تبديلا، رجال لا يخافون في الله لومة لائم، رجال راسخون في الحق كرسوخ الجبال الراسيات ولسان حالهم يقول:
همتي همة الملوك ونفسي
نفس حر ترى المذلة كفرا
ثبت الله خطاهم على الحق ونقول لمن بدل وغير مراحه ارجع الى مراحك الأول مراح العز والأنفة مراح الكرامة والأمانة وإلا فلا تأمن رياح التغيير المقبلة فإنها لا تبقي ولا تذر:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
ويأتيك بالأخبار من لم تزود
{إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}
الله لا يغير «مراحنا» إلا على الحق.
alamrah75@gmail.com