سالفة ابن ضويهر والقهوة :
في مجلس الأمير بن رشيد يحضره أشخاص كثيرون من قبائل
مختلفة وفي يوم كان أحد الخدم في مجلس بن رشيد يوزع
القهوة على الحضور وكان من بينهم ( علوش بن ضويهر )
من قبيلة عنزه وعندما مد له الفنجال قام فسكب ما تحتويه من قهوة
فرأه الأمير بن رشيد فاستفسر منه عما فعله فأجاب قائلا :
أن القهوة تسبب لي ألم في أسناني، فطلب الأمير من الخادم إحضار
أداة لخلع أسنانه حتى يتسنى له شرب القهوة.
وصاح ابن ضويهر وقال للأمير أن العيب ليس في أسناني ولكنه
بالقهوة فالقهوة ( صايدة ) أي بها جسم غريب وأثر ذلك في رائحة القهوة
وحينما احضروا الدلال وسكبوها وجدوا بها حشرة من حشرات البر
الصغيرة
فأراد الأمير أن يختبر ابن ضويهر وطلب عزله في مكان بعيد
لوحده وتعمل قهوة من ثلاث حمسات بها حبه نيه وحبه محروقه
وحبه مستويه ويضاف لها سبع حبات شعير وحينما جهزوا القهوة
أحضروا ابن ضويهر وأعطوه فنجال منها وقال :
له ابن رشيد أخبرنا مما تتكون القهوة فقال :
هذه القهوة إن قلت عنها إنها نيه فهي نيه ، وإن قلت عنها مستويه فهي مستويه ، وإن قلت محروقه فهي محروقه وبها حبه أخرى غير
القهوة الله أعلم بها.
فنجح ابن ضويهر واستطاع أن يظهر نفسه وكان من بين الحاضرين
شخص من قبيلة عنزه فعلق قائلا :
ابن ضويهر نجح عقب تفتيش = وسكر بها قاله عقب فتح بابه
نثر دلال والشوارب مطانيش = والسيف في يمنى طلال نصابه
فعلق الذويبي من قبيلة حرب وقال :
تستاهل الكيف الحمر يا ابن وايل = لولاك يا علوش محد فطن له
بدلال من يقعد صغى كل عايل = الضغيمي ريف الايدين المجلة
الضغيمي مرد الأمهار الأصايل = ياما انقطع في ساقته من سجله
يا ابن ضويهر ما بها قول قايل = تستاهل الفنجال لا جا محله
يالناقد الفاقد يعرف الدلايل = ياريف هجن والمزاهب مخله
ربعك بني وايل خير القبايل = مثل الجبال الراسيات المظلة
زبن الدخيل لياتولاه عايل = الجمع دونه والرمك مردف له
وبعد ذلك رد بن ضويهر بهذه القصيدة على الذويبي :
يا ابن الذويبي يارفيع الحمايل = لا هنت يا زبن الهليب المتله
ليا جا نهار فيه صايل وجايل = والكل سيفه من جفيره يسله
يوم يخوف به رجيف الأصايل = تبينت بالكون ريبه وزله
والدم من ضرب المزاريج سايل = والسيف هامات الجماجم عشله
يا حامي المظهور يوم الدبايل = يا مظهره من بين قوم مغله