عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 26-07-2007, 11:57 AM
الصورة الرمزية ابريل
ابريل ابريل غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: الكـــــــويت
المشاركات: 477
معدل تقييم المستوى: 18
ابريل is on a distinguished road
رد: القطبيـــــة لـ سيد قطب

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمدلله الذي هدانا وبصرنا ..


للعلم أستاذ بن زريق .. أنا كنت على منهجكم 12 سنة وأعرف كل شيء فيه ..

والحمدلله الذي هداني وبصرني الحق وأسأله أن يهديكم ويبصركم ..


بخصوص ما كلته من التهم لسيد قطب رحمه الله فأنقل لك بعض مايفيدك :

مر سيد قطب رحمه الله في حياته في ثلاثة مراحل:

مرحلة ما قبل الالتزام، ومرحلة التحول إلى الإسلام والعمل الإسلامي، ومرحلة النضج والالتزام والانطلاق الجاد في الدعوة لهذا الدين والجهاد في سبيل الله، وهذه مراحل المتأخر منها ناسخ لما تقدم منها.

فمرحلة ما قبل الالتزام بالدعوة والعمل الإسلامي امتدت تقريباً إلى سنة 1945.. تقلب فيها سيد بين حزبي الوفد والسعديين، ومناصرة العقاد وأدبه وفكره.. وفي هذه المرحلة كتب سيد مقالات وأبحاث عدة، يؤخذ عليه كثير مما كتب فيها.. ولو أراد المرء أن يقيم سيد من خلال كتاباته ومواقفه في تلك المرحلة التي أنهاها بكتابه المعروف " بالتصوير الفني في القرآن " لخرج بطامات لا يستهان بها في ميزان العقيدة والتوحيد.. ولكنها حياة منسوخة بالنسبة لسيد بما صدر عنه فيما بعد من كتابات ومواقف.

فليس من الإنصاف والعدل أن يعكف المرء على كتابات سيد في تلك المرحلة - التي يسميها سيد نفسه في أكثر من موضع في الظلال وغيره بأنها مرحلة الضياع - ثم يخرج للناس ليقول لهم انظروا ماذا يقول سيد.. وهذه هي مواقف سيد؟!

أما المرحلة الثانية: وهي مرحلة التحول إلى العمل الإسلامي والتي انتهت تقريباً في نهاية عام 1950.. في هذه المرحلة تجرأ سيد على الكتابة في مسائل لم يُسبق إليها من أحد، وقبل أن يتمكن من علوم الإسلام وبخاصة منها علمي الحديث والفقه مما أدى إلى وقوعه في بعض الأخطاء التي أخذت عليه كما في كتابه " العدالة الاجتماعية " الذي يُعتبر أول كتاب إسلامي له.. والذي كتبه عام 1948 تقريباً في أوج استفحال الاشتراكية وانتشارها في الأمصار، مما حمل بعض الدعاة آنذاك أن يتكلموا ويكتبوا عن اشتراكية الإسلام مواكبة للتيار الجارف الداعي للاشتراكية.. من جملة هذه الأخطاء التي أخذت على سيد في كتابه المذكور طعنه ببعض الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين.. معتمداً في ذلك على روايات غير محققة وأكثرها موضوعة ومكذوبة - من صنع الروافض - لا تصح من حيث السند ولا من حيث المعنى!

فإن قيل أن سيد قطب لم يكن يريد الطعن لمجرد الطعن على طريقة الروافض الخبثاء.. وإنما أراد أن يظهر عظمة النظام الاقتصادي في الإسلام، وما كان قد اعترى هذا النظام من فساد وانحراف في أواخر عهد الخليفة الثالث عثمان رضي الله عنه؟!

أقول: مهما قيل عن الدافع والملابسات التي حملت سيد - في تلك الحقبة والمرحلة - على النقد الجارح لبعض الصحابة رضي الله عنهم فهو مخطئ، وخطأه مردود عليه لا يُتابع فيه!

لكنها مرحلة كذلك لا يجوز أن يُقيم سيد رحمه الله من خلالها.. وبخاصة أنه يُنقل عن سيد أنه تخلى عنها وعن كثير مما كتب فيها.. كما يُنقل ذلك عن أخيه محمد قطب وغيره من الباحثين [ انظر سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، ص 509 ]!

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة النضج والجهاد، والبلاء.. التي تعتبر ناسخة لجميع مراحل حياة سيد المتقدمة والتي بدأت في أوائل الخمسينيات.. وانتهت بنهاية حياة سيد معلقاً على أعواد مشانق الطواغيت، بعد عدة سنوات قضاها في سجون الظالمين!

وفي هذه المرحلة الناسخة صدر عن سيد رحمه الله الكتب التالية: الظلال، وهذا الدين، والمستقبل لهذا الدين، وخصائص التصور الإسلامي، ومقومات التصور الإسلامي، والإسلام ومشكلات الحضارة، وكتابه العظيم معالم في الطريق..

فمن أراد أن يقيّم سيد قطب، وإنجازه العلمي عليه أن يعكف على هذه المرحلة من حياته، وعلى إنجازاته العلمية التي أنجزها في تلك المرحلة الجادة من حياته.




أقل شيء ينبغي أن نتعلمه أستاذ أن نطلب العلم بمصادرة لا أن نشمر ونتجهد في الطعن في المشايخ والدعاة !

مما أدى الى تبديعكم إلى الشيخ بكر بوزيد لأنه أثنى على سيد قطب

فسهرتم الليل وتعبتم في النهار في جمع تهم حول المشايخ ..
رد مع اقتباس