الحلقة الثانية
برنامج جهاد النفس
الباحث/ عباس سبتي
مقدمة :
جهاد النفس هو الجهاد الأكبر ، لماذا يحتاج الإنسان إلى هذا الجهاد ؟ حتى يقي الإنسان من عدوه والمتمثل بنفسه لذا قيل أن أعدى عدو للإنسان نفسه التي بين جنبيه .
هناك شروط لا بد من توافرها حال هذا الجهاد ، مثل معرفة الإنسان طبيعة نفسه ، فقد روي عن نبي الإسلام (صلى الله عليه آله ) أنه قال : " كيف الطريق إلى معرفة الرب ؟ قال : معرفة النفس ، وأن في هذه النفس قوى ظاهرة وهي : الأذن والعين واللسان والبطن والفرج واليد والرجل ، فإذا ما سيطر الوهم والخيال على هذه القوى فأنها تصبح جنوداً للشيطان ، وإذا خضع الوهم لسلطان العقل أصبحت هذه القوى جنوداً للرحمن ، ومن شروط المجاهدة التفكر بأمر ربه ودينه ليعرف ما يطلب منه ربه ، وأيضا العزم على ترك المعاصي بالتأدب بآداب الإسلام ، وأيضا المشارطة أي أن يشارط المرء نفسه في أول يومه على أن لا يرتكب أي عمل يخالف أوامر ربه ويتخذ قراراً عليه ،ثم هناك المراقبة بمعنى أن يراقب نفسه هل سار على الشرط الذي قطعه على نفسه بترك المحرم ، ثم المحاسبة أي محاسبة النفس على التقصير ( المعاتبة ) ، ثم أيضا المعاقبة أي يجبر ما فاته من التقصيرات .
الإنسان هو ذلك المعجون العجيب الذي صنعه تعالى ، وقد حمل الأمانة ، ويوجد في هذا الإنسان ثلاثة عوالم :محسوسات ومثال ومعقول (العقل) ، وإذا أصبح الحس والمثال تابعاً لعقل الإنسان ، فأنه يصل إلى أعلى المقامات ، وإذا أصبح العقل تابعاً لعالم الحس (الدنيا والشهادة ) ، فأنه يبتلى وينتظره الشقاء بعد مفارقة الروح البدن ، وإذا تخلق بالفضائل ، فأنه يرتقي من عالم الظلمة (الطين والماء ) ، إلى عالم النور ، ويعرف نفسه ويعرف ربه بالكشف والعيان ، ويعرف أن نفسه من المجردات ، وهذه النفس تتخلص من الحجب الظلمانية (الذنوب ) ، وهذه بداية معرفة الرب ، ثم تزاح عنه الحجب النورانية ، فيعرف ربه حق المعرفة ، ويصل إلى مقام القرب كما يقول تعالى : كنت سمعه وبصره ويده ..، وهناك مقامات التسليم والرضا والتوكل والوحدة والتوحيد ( ألا كل شيء ما خلا الله باطل ) ، ولا يتسنى له إلا بترك حب الدنيا ، ومعرفة الأمراض الروحية التي تعاني منها نفسك ، وطلب التوفيق من ربك ، والتوسل به للتخلص من هذه الأمراض ، ومعرفة الطبيب ( العالم ) الذي يساعد الإنسان في تشخيص هذه الأمراض ، واعلم أن كافة الناس تعاني من هذه الأمراض ، إلا أن الكثير لا يعرف عنها أو لا يشعر بها لأنه غافل ( الغفلة ) وقد سكرته زخارف الدنيا ، وقيدته ذنوبه .
توجد في كتب الأحاديث في باب جهاد النفس نصائح لمن يريد أن يجاهد النفس الأمارة مثل :
- من لم يكن من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ .
- من نظر في عيب نفسه انشغل عن عيب غيره .
- من أصلح سريرته أصلح الله علانيته ، ومن عمل لدينه كفاه الله أمر آخرته ، ومن أحسن فيما بينه وبين الله أحسن الله ما بينه وبين الناس .
يقصد بالأمراض الروحية هي تلك الصفات المذمومة التي توجد في النفس الإنسانية مثل : الكفر بالله ومحاربة أوليائه والشرك والنفاق والغضب والبخل والحرص وطول الأمل وحب الدنيا والعجب والرياء والشهوة والغيبة والنميمة والكذب والظلم والعجلة ..ألخ
• سجل الأمراض التي تخلصت منها نهائياً في الجدول الآتي إن أمكن :
كيفية التخلص منها الأمراض الروحية
• سجل الأمراض (العيوب ) التي ما زلت تعاني منها :
الأمراض الروحية
* قارن بين الأمراض التي تخلصت منها وبين الأمراض التي لا زالت توجد فيك لتعلم كيف أنك ما زلت تعاني من هذه الأمراض وأنك لم تعرف فكرة جهاد النفس سوى ( نظرياً ) من خلال قراءة كتب الأخلاق والمحافل الدينية .
وهذا يعني أنك تحتاج إلى برنامج في مجال جهاد النفس ، وأنك كلما قطعت شوطاً في هذا الجهاد كلما احتجت إلى برنامج آخر وهكذا ..
• إليك بعض تجارب أناس جاهدوا أنفسهم واستطاعوا التخلص من أمراضهم الروحية (القلبية ) :
سبل العلاج أو الوقاية المرض الروحي
الإنفاق في سبيل الله باستمرار – تقديم الهدايا وغيرها 1- البخل
الابتعاد عن المثيرات للغضب – التعود على الهدوء والسكينة 2- الغضب
إسناد العمل إلى الله تعالى – تحري الإخلاص في العمل – إهداء ثواب العمل للوالدين و.. 3- العجب
تعود العمل في السر – عدم مدح مزايا النفس – تعود على السكوت والصمت 4- الرياء
غض البصر –قطع أحاديث النفس (وساوس الشيطان – عدم مشاهدة الأفلام الغرامية والمثيرة للجنس – القضاء على وقت الفراغ 5- الشهوة
قطع أحاديث التهم على الآخرين – تحميل عمل غيره محمل حسن – تبرير أخطاء غيره بعدم سماع تهم وعيوب غيره من الآخرين . 6- سوء الظن
عدم حضور مجالس الغيبة – نصيحة من يغتاب الناس – الخروج فوراً لدى سماع الغيبة – الدفاع عن صاحب العيب ولو لم تعرفه . . 7- الغيبة
15/3/2013