ملخص " رؤى مستقبلية في معالم تربية الجيل الرقمي "
بقلم الباحث / عباس سبتي
أغسطس 2016
مقدمة :
يتناول الباحث معالم تربية جيل الانترنت ويقصد بهذا الجيل الذين ولدوا قبل الانترنت بسنوات قليلة وبعد ظهور الانترنت ، ويبين الباحث عجز مؤسسات التربية التقليدية : المنزل ، المدرسة ، المجتمع أو البيئة وأجهزة الإعلام في تربية هذا الجيل ، وهذا الجيل يختلف من حيث تأثره بتربية الانترنت فهناك مع تأثره إلا أنه يتقيد بثوابت الدين و المجتمع وهناك من يتقيد ببعض القيم والعادات لكنه يحمل أفكاراً مشوشة عن عقيدته بسبب تأثره بالألعاب الالكترونية إلى درجة الإدمان ، وهناك من تظهر معالم تربية الانترنت عليه واضحة وهو ما نقصده هنا وهو الذي سيرسم معالم التربية في المستقبل وهو الذي سيكون آباء للجيل الثاني .
هذه الدراسة المستقبلية تعتمد على قواعد لأية دراسة أو استشراف للمستقبل منها استخلاص العبر من الماضي وتعتمد على النموذج الاستكشافي الذي يشير إلى مستقبل ممكن من خلال مثال يوضح العلاقات والتشابكات؛ وهذه العلاقات والتشابكات تقوم على ثلاثية الماضى والحاضر والمستقبل والعلاقة التناغمية القائمة بينهم فمستقبلنا نرسمه في حاضرنا وحاضرنا كان مستقبل ماضينا يكون هذا الماضي هو ما يعيشه الباحث في وقته فيرسم له صورة مستقبلية أو تصور مستقبلي لعقدين أو أكثر ( ويكيبيديا ، الموسوعة الحرة ) ، ولعل القرآن الكريم قد أشار إلى هذا النموذج عندما تناول سقوط الحضارات ( سبتي ، السقوط الحضاري في نظر القرآن )
التربية في العصر الرقمي :
فرضت هذه التربية نفسها على الجميع بعد انتشار الانترنت في دول العالم حتى خبراء وباحثي التربية أوصوا بالأجهزة المحمولة كوسائل تعليم وتعلم بالمدارس بعد عجزهم عن أن لا يفرط ويدمن استخدامها طلبة المدارس والجامعات ، هذا وقد ظهرت معالم هذه التربية واضحة في بعض المواقع الالكترونية وفي بعض الدراسات التي تهتم بهذا الشأن .
تعليقات الباحث عن جيل الانترنت :
حاول الباحث رسم صورة حقيقية عن شخصية جيل الانترنت من خلال تعليقاته على الأخبار التي تتداول وتبرز سلوكيات هذا الجيل الذي يغفل عنها الكثير بل حتى أفراد هذا الجيل نفسه يجهل أنه ينتمي إلى هذا الجيل ، ولعل الباحث يطرح لأول مرة بعض الصفات لهذا الجيل ، وجدير بالذكر أجرى الباحث دراسة بشأن :" جيل الانترنت صفاته ..أخلاقياته قد استقى مادة بحثه من تعليقاته اليومية في الصحف الالكترونية المحلية ولكن هناك صفات أخرى ذكرها في هذه التعليقات علماً بأن هذه التعليقات كانت منشورة في موقعه المسار للبحوث التربوية والاجتماعية وتعود إلى قبل سنة 2012 ، وكان يستخدم مصطلح " جيل التكنولوجيا " ثم استخدم مصطلح " جيل الانترنت " ، وقد رسم الباحث صورة واقعية عن هذا الجيل ولو أن الكثير لا يدرك عن هذا الشيء أو هو موجود بالفعل .
إرهاصات عصر الانترنت :
من خلال تتبع الباحث لأخبار سلبيات استخدام الأجهزة المحمولة وجد أن هناك معالم واضحة لتربية جيل الانترنت دعنا نقرأ هذه المعالم ، لقد أوردت أدبيات التربية في الولايات المتحدة الأمريكية أمثلة عديدة على سوء الخلق الذي يسود سلوك الشباب هذه الأيام، منها أن: مجموعة من الشباب ( الأولاد والبنات ) الأمريكيين قاموا بتعليق أربع قطط من ذيولها بغصن شجرة ثم أضرموا النار ببساطة في هذه المخلوقات الضعيفة ؟ وعندما سأل البوليس عن أسباب فعلتهم الغريبة، قالوا بدون إبطاء وتردد: أنهم لم يجدوا شيئاً آخر يفعلونه ؟!! وفي مثال آخر، قام شاب يافع بعمر 15 سنة باستدراج قريب له في منطقة شجرية مجاورة ثم باشر في ضربه حتى الموت بأداة رياضية صلبة ... وفي حديث مع أصدقائه بعدئذ أفاد بأنه أراد أن يرى كيف يشعر عندما يرتكب جريمة .
رؤى وتصورات الباحث المستقبلية :
يتوقع الباحث أن معالم التربية في العصر الرقمي سوف تظهر بشكل واضح في جيل الانترنت الثاني أي بعد (20 ) السنة القادمة أو أكثر حيث نتخلى عن كل ما نسمعه أو نعرفه عن معالم التربية التقليدية على النحو الآتي :
- تختفي الكتب المدرسية الورقية وقد نرى بوادر ذلك في توزيع الأجهزة اللوحية على الطلبة اليوم يستعين بها في التعليم علماً بأن هناك مبادرة " BYOD " أي " أجلب الجهاز معك " التي انبثقت فكرتها عام 2005 بالولايات المتحدة التي تمهد لإحلال الجهاز المحمول محل الكتاب المدرسي ، وتزيد أهمية محرك البحث " جوجل" في المستقبل ليصبح من أهم مصادر المعرفة البشرية بعد اختفاء الكتب الورقية .
- عدم وجود مدارس ومباني تعليمية لأن الطالب يتعلم أينما يكون فهو لديه الجهاز اللوحي أو الهاتف الذكي يتواصل مع المواقع الالكترونية التعليمية التي يديرها المعلمون مثل منصة " Edmodo " ونسمع الآن عن تطبيقات تعليمية كثيرة تطبق في بعض المدارس الغربية فمثلاً هناك خمسة تطبيقات للقراءة فقط وأظن أن هذه التطبيقات سوف تتطور بحيث يستغني الطالب عن الكتاب الورقي بعد ذلك ، وهناك خمس أدوات تكنولوجية لتطوير التعلم التعاوني ، كذلك توجد خمس عشرة قناة تعليمية في يوتيوب ، ومن أسباب عدم وجود المدارس تمرد جيل الانترنت على الدوام الصباحي للمدرسة حيث أنه يعاني من قلة النوم ليلاً لسهره أمام الشاشة وتناول الكحول والتدخين والمخدرات، ونرى بعض المؤسسات اليوم في إلغاء يوم مدرسي أو أكثر .
- كثير من المواد الدراسية يستغني عنها جيل الانترنت خاصة الكتب الأدبية وقد تختزل هذه المواد في مقرر عام ليفهم الطالب بيئته الاجتماعية والطبيعية ولا توجد كتب تروج للأديان السموية لأن جيل الانترنت
- جيل لا ديني للأسف بل تروج مفاهيم لادينية مثل زواج المثليين ، وتبقى المواد العلمية مثل الرياضيات والعلوم والتكنولوجيا والاتصالات وعلم الفضاء .
- تصبح لغة التعليم لغة واحدة كما نسمع اليوم عن لغة الاختزالات ( المختصرة ) على حساب اللغات الأخرى بل وتختفي هذه اللغات القومية ليس فقط في مجال التعليم وإنما في كثير من المجالات .
- توجد خمسة تطبيقات لتقييم أعمال الطالب وسوف تتطور هذه التطبيقات بحيث يقيم الطالب نفسه بنفسه إلى جانب تقييمه من قبل الأدوات الخاصة بعد إدخال بصمة الطالب الرقمية بحيث يقدم إجاباته باستخدام جهازه وهو في المنزل وهذه العملية معقدة وتعتمد على تقنية عالية سوف تطبق في التعليم الرقمي المستقبلي .
للاطلاع على النسخة الكاملة للدراسة انقر هذا الرابط
http://tarb.blogspot.com/2016/08/blog-post_12.html