" بسم الله الرحمن الرحيم "
أنشأها سموه حرصاً على أن تكون الشريعة الإسلامية هي الأساس في تسيير الحياة...
لجنة استكمال تطبيق أحكام الشريعة مأثرة من مآثر لا تحصى للأمير الراحل ...
الكويت - كونا: حرص صاحب السمو امير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله على ان تكون الشريعة الاسلامية هي الاساس في تسيير امور وشؤون الحياة في دولة الكويت.
حيث قال سموه رحمه الله «نريد ان نحقق حلمنا جميعا في ان تظللنا شريعة الله وان يكون الحارس الاكبر لهذه الشريعة ايمان القلوب بها وحياطة النفوس لها واليقين بأن السعادة الدنيوية والاخروية لا تتحقق الا بتطبيقها».
وكان سموه بذلك يؤكد المادة الثانية من الدستور الكويتي التي تنص على ان دين الدولة الاسلام والشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع.
ومن هذا المنطلق اصدر سمو أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح مرسوما اميريا تحت رقم 139/91 بانشاء لجنة تسمى (اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية) والحقت بالديوان الاميري.
وحسب ما نص عليه المرسوم الاميري فان اللجنة استشارية وتهدف الى وضع خطة لتهيئة الاجواء لاستكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية مع مراعاة واقع البلاد ومصالحها ولها فى سبيل ذلك دراسة القوانين السارية فى مختلف المجالات واقتراح ما تراه بشأنها لضمان توافقها مع احكام الشريعة الاسلامية.
وخلال سنوات عمرها أنجزت اللجنة الكثير من المشاريع والقوانين ففي المجال القانوني والتشريعي رفعت اللجنة الى سمو أمير البلاد مشروعات تعديل بعض احكام القانون المدني وتعديل قانون المرافعات وتعديل قانون الاثبات وقانون الجزاء.
وفي المجال التربوي رفعت اللجنة الى سمو الأمير مشروع تدريس مادة القرآن الكريم كمادة مستقلة في مختلف مراحل التعليم العام ومشروع النظام التربوي ومشروع تعديل قانون محو الأمية ومشروع منهج التربية الاسلامية بمرحلة رياض الاطفال ومشروع الرؤية المستقبلية للتعليم الديني في دولة الكويت في القرن الـ 21 ومشروع تنظيم مهنة الارشاد النفسي والتربوي في الأندية الرياضية والمراكز الشبابية.
وأما في المجال الاعلامى فقد انتهت اللجنة من مشروع (الكيبل) لمواجهة استقبال البث المباشر عبر الأطباق اللاقطة (الدش) ومشروع مرسوم بانشاء مؤسسة الكويت للتنمية الاعلامية.
وفي المجال الاجتماعي أنجزت اللجنة مشروع قانون الرعاية الاجتماعية للمسنين ومشروع المركز الوطني للتنمية الأسرية ومشروع مهارات الحياة.
وفي المجال الاقتصادي رفعت اللجنة الى سمو الامير مشروع دراسة الأدوات المقترحة لتمويل عجز الموازنة العامة ومشروع قانون المصارف وشركات الاستثمار.
وأولت اللجنة الاستشارية العليا جل اهتمامها بمجموعة التشريعات الرئيسية التي يقوم عليها النظام القانوني للدولة حيث بادرت لجانها الفرعية بمراجعة الكثير من القوانين المعمول بها في الدولة.
واسفرت مجهودات هذه اللجان عن مشروعات عدة يقتصر بعضها على ادخال التعديلات التي أملتها الضرورة على التشريعات القائمة ويشمل البعض الآخر حلولا كاملة تحل محل التشريعات القائمة وتتضمن مشروعات اخرى تقنينا لأمور وعلاقات مستحدثة لم يسبق للمشروع الكويتي أن تناولها بالتنظيم.
اما المشروعات التي نظرتها اللجنة واحالتها الى الجهات المعنية فهي «مشروع قانون في شأن دور الحضانة الحكومية وطلب تعديل نص الفقرة الاولى من المادة 173 من القانون رقم 15 لسنة 1984 في شأن الأحوال الشخصية ومشروع قانون تقرير فريضة الزكاة على الشركات والمؤسسات واقتراح بقانون في شأن حظر عمليات الاستنساخ البشري وتجاربه والمقدم من بعض اعضاء مجلس الامة».
ومشروع لائحة المبرات الخيرية المقدم من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وتعديل بعض القوانين ومقترح تخفيض سن الحدث دراسة القانون الجزائي العربي الموحد مشروع اقتراح بقانون في شأن العقوبات الشرعية والوارد من مجلس الامة ومشروع قانون بانشاء المصارف الاسلامية ومشروع موسوعة الاسرة والمقدم من اللجنة التربوية واستعانة وزارة الداخلية في أعمالها بالعناصر النسائية في مجالات معينة.
وتعتبر اللجنة ان امر تطبيق الحدود الشرعية مرتبط بتهيئة الاجواء اللازمة بما فى ذلك وجود نظام تربوي سليم وهو ما عملت اللجنة على تحقيقه.
وحرص سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله على متابعة اعمال اللجنة والاعراب عن تقديره واشادته بجهودها الهادفة الى وضع دراسات ومقترحات تفيد بمضامينها القطاعات المختلفة للمجتمع الكويتي.
حيث قال سموه رحمه الله فى العشر الأواخر من شهر رمضان عام 1993 ان «نعمة الله علينا بالنصر والتحرير تفرض علينا حمده وشكره سبحانه صباح مساء وأعظم الشكر له عز وجل ان نكون له طائعين نأتمر بامره ونجتنب نواهيه».
واكد سموه ان «من هنا نضع ثقتنا الكاملة باللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية شاكرين لها جهودها المتواصلة ودراساتها المكثفة التى قامت وتقوم بها مستفيدة من كل خبرة او تجربة سلفت بالدول الاسلامية الشقيقة التى تشاركنا هذا التوجه».
ونمت مسيرة العمل الاسلامي في عهده رحمه الله وتمثلت بانشاء كلية الشريعة وبيت الزكاة وبيت التمويل الكويتي والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والامانة العامة للاوقاف والمنظمة الاسلامية للعلوم الطبية.
كما ساند وأيد سموه رحمه الله الجمعيات والمبرات الخيرية التي امتد عملها ومساعداتها الى كثير من دول العالم.
لقد كانت حياة الامير الراحل رحمه الله تطبيقا صادقا لاحكام الاسلام وما هذه المآثر التي تروى هذه الايام عن سموه رحمه الله الا قليل من كثير من هذه الاعمال التي كانت تجسيدا حقيقيا لاحكام الشريعة الاسلامية.
اللهم ارحم جابر الخير وعافه واعف عنه وجعل قبره روضا ًمن رياض الجنة...
اللـــــــــــــــــــــــهم آميـــــــــــــــــــــــــــــــــــن