هل تعلم أنه في عام 2003 عقد مؤتمر القمة العربية الرابع عشر, الذي أنهى أشغاله في العاصمة اللبنانية بيروت, يتبنى بادرة عربية للتسوية مع الدولة العبرية, تقوم على قاعدة الاعتراف والعلاقات الطبيعية بين العرب والدولة العبرية, مقابل الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي العربية المحتلة. وجددت المبادرة العربية, في مستهلها قرار القمة العربية غير العادية, التي انعقدت في العاصمة المصرية القاهرة في حزيران (يونيو) 1996, باعتبار السلام العادل والشامل خيارا استراتيجيا للدول العربية. وربطت المبادرة إنشاء علاقات طبيعية مع الدولة العبرية, بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967, تنفيذا لقراري مجلس الأمن 242 و338, وقرارات مؤتمر مدريد عام 1991, ومبدأ الأرض مقابل السلام، وقبول تل أبيب بقيام دولة فلسطينية مستقلة, وذات سيادة, وعاصمتها القدس الشرقية, مقابل قيام الدول العربية بإنشاء علاقات طبيعية في إطار سلام شامل مع إسرائيل. وطالبت المبادرة الدولة العبرية بـ"إعادة النظر في سياساتها، وأن تجنح للسلم, معلنة أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي أيضا", كما دعت تل أبيب إلى "الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة, بما في ذلك الجولان السوري, وحتى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967، والأراضي, التي مازالت محتلة في جنوب لبنان".