لم يكن ثريا
ولكنه أثر ى المعدمين
يوقده النور البكر
في عركة عيون الفجر
ومن دم الليل المسفوح
يقطف عناقيد الشفق
يهمس خطوه الرصيف الخلفي
وفي الشرفة..
وقضٌ ..
تجدله حمامتان
بين أدغال الريش
قبل أن يحين موعد السنابل
لم يكن غنيا
ولكنه أغنى المعوزين
له النخب الأول من معصرة التعب
والرقم الأصغر في القسمة
تسلكه الفصول بلا ملامح
فلا يأبه لعدد الخطى
و تعابير الوجوه
تزفه الطمأنينة في يقينها الأبيض
المتربع على عرش الياسمين
يسكنه الياسمين في وجوم الشوارع
يبعث النبض بأودية الملح
تجأره زفرات المتعبين
فيرتد صدى
تثغره المدينة رمزا لعطشها
وفي جوفها النهر
تنبحه أرصفتها الرخامية
ومصارفها المثقلة بأنفاس المتخمين
ويبقى ظله مستقيما
لا يقبل الانكسار على موائد الفضة
وفي راحته قصة
لم تسمع بها دولة المماليك
ومرابط خيل الصعاليك
يجمعها
يلملم شجونها
تهمس بصوت يرتاده وحده
ـ أيه الفارس
ـ ترجل
ـ أرح الدرع والسيف
ـ فقد أبليت اليوم في معركة الرغيف
يستسلم
يلقي بكل الأشياء الصغيرة
على أعتاب الظلام
وفي يده عفة
تنفض عن خفيه أوزار النهار
و ما يحمله المترفون
لأسرة النعاس الممزق
وينام
ينام كما تنام سير الأقدمين
على رفوف الخشب
وفي ظل جفنيه
ملاعب الضبي
وأرجوحة الصبي
ونسيم مختوم
الشامري10