أخر تحديث 07/10/2008
إنحطاط القيم ... وصعود الأقزام القمم
كتب د. فالح محمد العمره
ودعنا رمضان قبل أيام قليلة، رمضان الرحمة والمغفرة، وها نحن في شهر شوال الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم«من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كأنما صام الدهر كله» . ومن وفق لهذا العمل فهو السعيد بإذن الله ومن حرم هذا العمل فهو المحروم من فضل الله، ولكن هناك أناس لهم عمل آخر، وهو التجرؤ على حدود الله بعد هذا الشهر الكريم، وكأن الصوم لم يؤثر في أخلاقهم ولا إيمانهم وكأنهم لم يصوموا، الكل قرأ او سمع عن الإشاعة التي روج لها البعض بأن الفنان التركي مهند والفنانة لميس موجودان في الكويت في أحد المجمعات، وضج الشباب والفتيات وهرعوا الى المجمع، وضاقت الطرقات وغص المجمع بالحضور، ماذا يريدون؟! هل حضروا لصلاة او محاضرة او عمل خيري او انساني؟! طبعا لا، الكل حضر لرؤية مهند ولميس، وحصلت مشاكل ومشاجرات وسباب وشتائم وضاعت الأخلاق في هذا المشهد الدرامي، وهذا فقط من مجرد إشاعة، فماذا لو كانت هناك إعلانات مسبقة ودعايات لحضور هذين التافهين ماذا كان سيحصل ؟!
انما الأمم والاخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
والأدهى والأمر من ذلك ما حصل من حفل غنائي في أحد الفنادق، اختلاط النساء بالرجال، رقص وهز وغناء صاخب، وخروج فتاة من وسط الحضور لتقبل فنان هذا الحفل، غابت الفضيلة والقيم، وحضرت الرذيلة والخطيئة يجرها أقزامها، وأقزام هذه الأمة هم من يتصدرون هذه الأيام، والرويبضة تصفق فرحا وطربا، عقول مريضة وقلوب مخمورة والعياذ بالله، غفلة وهوى وعربدة بقيادة إبليس وحضور أتباعه المخلصين، فإلى متى هذه الغفلة والسكرة ؟، ألا يخشى هؤلاء عقاب الله عزوجل ؟ ألا يدرك هؤلاء أن الذنوب تزيل النعم وتجلب النقم ! ألم يقرؤوا قول الله تعالى «وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون». اللهم لا تعاقبنا بفعل سفهائنا، يجب على عقلاء أمتنا أن ينكروا هذا الفعل المشين والمنكر العظيم لكي لا تعمنا عقوبة الجبار، فإن السكوت موافقة لهذا المنكر، ومن لم ينكر المنكر لا شك أنه غارق مع من سيغرق والله المستعان.
بيت الزكاة ومنحة الشيخ سالم
شكر الله عطاء الشيخ سالم العلي وجعل الله له هذا العمل قربة الى الله وبعدا عن النار، ونشكر جهود بيت الزكاة على سرعة توصيل الأموال الى مستحقيها، ولكن هنا تنبيه بسيط، وهو أن الشيخ سالم حدد تبرعه للمتقاعد الذي يبلغ راتبه أقل من ألف دينار، وذلك لأنه أحوج من غيره، ألا يظن القائمون على هذا العمل والعاملون في بيت الزكاة بأن الايتام من أب متقاعد كذلك أشد حاجة من غيرهم ؟!.
alamrah75@gmail.com