خادم الحرمين يدشن غزال 1 أول سيارة سعودية بالكامل
دشّن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الإثنين 14-6-2010 أول سيارة سعودية تحمل اسم (غزال 1) وذلك خلال استقباله وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري يرافقه مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان ووكلاء الجامعة وفريق مشروع السيارة (غزال 1).
حيث أكد العنقري في كلمته أمام الملك عبدالله أن فريق عمل السيارة السعودية الأولى بدأ عمله منذ أكثر من عامين، وأن الجامعة تواصل سعيها لتحقيق ريادة عالمية بعدما حققت مراتب متقدمة في كل التصنيفات العالمية المرموقة ومن أهمها دخول جامعة الملك سعود تصنيف شنغهاي المرموق، حيث تعد الجامعة العربية الوحيدة ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم، وفي مجال الشراكة المجتمعية تقوم الجامعة بدور بارز في دعم مقومات التنمية في المملكة ولاءً وعرفاناً بدور الوطن.
وأضاف العنقري "السيارة غزال 1 تثبت قدرة شباب الوطن على تخطي كل العوائق التي تحول دون فهمهم وتدريبهم وتعلمهم فلسفة هذه الصناعة وتقنياتها". إن الجامعة تسعى جاهدة إلى اتخاذ خطوات استباقية لتزويد سوق العمل بمهارات نادرة قادرة على حُسن استخدام وممارسة التقنيات الحديثة للصناعات المتقدمة.
قفزة في التعليم الجامعي
هذا فيما أكد مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان "أن متغيرات الأرقام ووجوه الدعم السخية لقطاع التعليم العالي قفز بعدد الجامعات من ثماني جامعات إلى 33 جامعة تغطي 89 محافظة من محافظات المملكة، بالإضافة إلى تأسيس جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي ستكون منارة إشعاع معرفي"، مشيراً إلى "تحسين أوضاع الهيئة التدريسية في الجامعات بالبدلات والمكافآت والحوافز وبرنامج الابتعاث الخارجي قبل خمس سنوات وتمديده خمس سنوات أخرى وضم الدارسين في الخارج إلى البرنامج حتى تجاوز عدد المبتعثين أكثر من 80 ألفاً سيكون لهم بإذن الله الدور البارز في مجال الإبداع والابتكار".
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية، قال العثمان إن ذلك يمهد "لانتقال بلادنا من مرحلة الاستهلاك إلى مرحلة الإنتاج"، مشيراً إلى أن إنتاج سيارة (غزال 1) صنع "بأيدي فريق علمي متخصص بكلية الهندسة بالجامعة وهذا الإنجاز يمثل منعطفاً مهماً نحو تحول بلادنا إلى بلد منتج ومولد للمعرفة ينافس أبناؤه العالم المتقدم في القدرة على الصناعة والابتكار، كما يثبت أن لدينا عقولاً وطنية منتجة قادرة على تحويل الأفكار إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية متى ما توافرت لها البيئة المعرفية المجسدة لمفهوم الحاضنة العلمية".
واعتبر أن "منجزات الجامعة الحالية ليست سوى البداية نحو منجزات أخرى ستجسد حجم العمل الدؤوب داخل أورقة الجامعة"، ومؤكداً أن الانجاز نابع من سياسة العاهل السعودي الحكيمة والمحفزة، وأن تلك السياسة "هي منتج وطني استراتيجي تملك الجامعة حقوق الملكية والفكرية له ويملك الوطن التوسع في صناعته حتى تؤسس الوطنية التوعية لشباب هذا الوطن ".
واستعرض العاهل السعودي بعد ذلك صوراً لمراحل صناعة السيارة واستمع إلى شرح من فريق العمل عن تلك المراحل قبل أن يضغط مفتاح تدشين السيارة ويقلد رجل الأعمال محمد بن حسين العمودي وشاح جامعة الملك سعود من الدرجة الممتازة وميدالية الجامعة الذهبية، كما سلمه لوحة معهد الملك عبدالله لتقنية النانو تقديراً من الجامعة لمساهمته في دعم عدد من الجامعات ومؤسسات المجتمع الأخرى ومنها جامعة الملك سعود، حيث قام بتمويل إنشاء المقر الدائم لمعهد الملك عبدالله لتقنيات النانو وتمويل تأسيس كرسي الملك عبدالله للأمن الغذائي إلى جانب تمويل أكثر من خمسة كراسي بحثية وثلاثة أبراج وقفية في مشروع أوقاف الجامعة.
ثم شاهد على أرض الواقع (غزال 1) واستمع إلى شرح عن أجزائها الخارجية والداخلية مقدماً التهنئة للقائمين على المشروع على ما حققوه من إنجاز متمنياً لهم مزيداً من النجاح والإنجازات.
مواصفات قياسية
يُذكر أن جامعة الملك سعود أعلنت لأول مرة عن سيارتها في غرة العام الهجري الحالي بالكشف عن النموذج الاختباري للمركبة ذات الدفع الرباعي في معرض جنيف الدولي للسيارات في سويسرا. المشروع الذي أطلق عليه (غزال 1) تعود تسميته للغزال الصحراوي الذي يعد من أسرع الحيوانات ويجمع بين الرشاقة وقوة التحمل ومقاومة ظروف البيئة القاسية.
وبدأ مشروع "غزال 1" في نيسان (ابريل) 2009 وسيتم الانتهاء منه في أيار (مايو) القادم قبل العرض الأول للنموذج النهائي كمنتج سعودي 100% في جامعة الملك سعود بالرياض.
وحظي الانجاز باهتمام واسع ووصف موقع "اوتو غاليري" (غزال1) بأنها انجاز للعالم العربي والإسلامي بظهورها بين 100 سيارة جديدة يكشف عنها للمرة الاولى ضمن فعاليات المعرض الذي يقدم آخر الابتكارات والتصاميم في عالم السيارات بمشاركة 1000 شركة عالمية.
وقد قام بتطوير المشروع مجموعة طلاب من الجامعة بهدف تصميم سيارة تلائم مواصفات المناخ والتضاريس في دول الخليج العربي، وتضمن المشروع عدة تدريبات وورشات عمل توزعت بين الرياض ومدينة تورينو الايطالية بالاعتماد فقط على طلبة الجامعة.
وسبق أن أوضح الأستاذ بقسم الهندسة الصناعية في الجامعة د. سعيد درويش أنها نموذج اختباري مطور مبني على قاعدة عجلات ومحرك الفئة جي من الصانع الالماني الشهير مرسيدس بالشراكة مع شركة ماغنا الكندية لقطع السيارات، وأنه تم إتاحة الحرية الكاملة للطلاب لتصميم وابتكار عناصر السيارة الأخرى وإضافة التعديلات بجهودهم الخالصة، ويبلغ طول السيارة 4.8 متر وعرضها 1.9م، موكداً أن السيارة معدة للاستخدام على جميع الطرق والتضاريس حتى في الظروف القاسية، بينما توفر المقصورة الداخلية الراحة للركاب ما يعزلهم عن أجواء الضوضاء الخارجية في المدن والطرق الخارجية الوعرة.
يتبع