مقومات إصلاح المرأة فى المجتمع :
- لكى تتحقق أهمية المرأة فى إصلاح المجتمع ، لا بد للمرأة من مؤهلات أو مقومات لتقوم بمهمتها فى الإصلاح ، وإليكم جانباً من هذه المقومات :
- المقوم الأول : صلاح المرأة :
- أن تكون المرأة نفسها صالحة ، لتكون أسوة حسنة ، وقدوة طيبة لبنات جنسها وأولادها ، ولكن كيف تصل المرأة إلى الصلاح ؟ لتعلم كل امرأة أنها لن تصل إلى الصلاح إلا بالعلم ، وما أعنيه هو العلم الشرعى الذى تتلقاه ، إما فى بطون الكتب – إن أمكنها ذلك – وإما من أفواه العلماء ، سواء أكان هؤلاء العلماء من الرجال أو من النساء ، وفى عصرنا هذا يسهل كثيراً أن تتلقى المرأة العلم من أفواه العلماء ، وذلك من خلال البرامج الدينية فى القنوات الفضائيات ، وبواسطة الأشرطة المسجلة ، فإن هذه الوسائل ولله الحمد – لها دور كبير فى توجيه المجتمع إلى ما فيه الخير والصلاح ، إذن فلا بد لصلاح المرأة من العلم ، لأنه لا صلاح إلا بالعلم .
- المقوم الثانى : البيان والفصاحة :
- أى أن يمن الله عليها – أى على المرأة – بالبيان والفصاحة بحيث يكون عندها طلاقة لسان وتعبير بيان تعبر به عما فى ضميرها تعبيراً صادقاً يكشف ما فى قلبها وما فى نفسها من المعانى ، التى قد تكون عند كثير من الناس ، ولكن يعجز أن يعبر عنها ، أو قد يعبر عنها بعبارات غير واضحة وغير بليغة ، وحينئذ لا يحصل المقصود الذى فى نفس المتكلم من إصلاح الخلق .
وبناء على ذلك نسأل :
ما الذى يوصل إلى هذا ، أى يوصل إلى البيان والفصاحة والتعبير عما فى النفس بعبارات صادقة كاشفة عما فى الضمير ؟
- نقول :
الطريق إلى ذلك هو أن يكون عند المرأة شىء من العلوم العربية : نحوها ، وصرفها ، وبلاغتها ، وحينئذ لا بد أن يكون للمرأة دروس فى ذلك ولو قليلة ، بحيث تعبر عما فى نفسها تعبيراً صحيحاً تستطيع به أن توصل المعنى إلى أفئدة النساء اللاتى تخاطبهن .
- المقوم الثالث : الحكمة :
- أى أن يكون لدى المرأة حكمة فى الدعوة ، وفى إيصال العلم إلى من تخاطب ، وحكمة فى وضع الشيء فى موضعه ، كما قال أهل العلم ، وهى من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد أن يؤتيه الله الحكمة . قال تعالى: (يُؤّتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَآءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذّكّرُ إِلاّ أُوْلُواْ الألْبَابِ) [سورة: البقرة -الأية: 269] وما أكثر ما يفوت المقصود ويحدث الخلل إذا لم تكن هناك حكمة ! فمن الحكمة فى الدعوة إلى الله عز وجل أن ينزل المخاطب المنزلة اللائقة به .
- المقوم الرابع : حسن التربية :
- أى أن تحسن المرأة تربية أولادها ، لأن أولادها هم رجال المستقبل ونساء المستقبل ، وأول ما ينشئون يقابلون هذه الأم فإذا كانت الأم على جانب من الأخلاق وحسن المعاملة وظهروا على يديها وترببوا عليها ، فسوف يكون لهم أثر كبير فى إصلاح المجتمع .
- لذلك يجب على المرأة ذات الأولاد أن تعتنى بأولادها ، وأن تهتم بتربيتهم ، وتستعين إذا عجزت عن إصلاحهم وحدها بأبيهم أو بولي أمرهم ، إذا لم يكن لهم أب من إخوة ، أو أعمام ، أوبنى أخوة ، أو غير ذلك .
- ولا ينبغى للمراة أن تستسلم للواقع ، وتقول : سار الناس على هذا فلا أستطيع أن اغير ، لأننا لو بقينا هكذا مستسلمين للواقع ما تم الإصلاح ، إذ أن الإصلاح لا بد أن يغير ما فسد على وجه صالح ولا بد أن يغير الصالح إلى ما هو أصلح حتى تستقيم الأمور .
- ثم أن التسليم للواقع أمر غير وارد فى الشريعة الإسلامية ولهذا لما بعث النبى " صلى الله عليه وسلم " فى أمة مشركة يعبد أفرادها الأصنام ، ويقطعون الأرحام ، ويظلمون ويبغون على الناس بغير حق ، لم يستسلم " صلى الله عليه وسلم " بل لم يأذن الله له أن يستسلم لأمر الواقع ، بل قال سبحانه له (فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ) [سورة: الحجر - الأية: 94] .
- فأمره سبحانه أن يصدع بالحق ، وأن يعرض عن المشركين ويتناسى شركهم وعدوانهم حتى يتم له الأمر ، وهذا هو الذى حدث ، نعم قد يقول قائل : إن من الحكمة أن نغير ، لكن ليس بالسرعة التى نريدها ، لأن المجتمع على خلاف ما نريد من الإصلاح ، فحينئذ لا بد أن ينتقل الإنسان بالناس لإصلاحهم من الأهم إلى ما دونه ، أى يبدأ بإصلاح الأهم والأكثر إلحاحاً ، ثم ينتقل بالناس شيئاً فشيئاً حتى يتم له مقصوده .
المصدر
http://almaghfera.ahlamontada.com/t5799-topic