استراحة الخميس (1)
كنت قد خصصت (دفترا) أسجل فيه ما يعجبني من الشعر .. وأنثره هنا لمحبي الشعر ...
وأبدأ بقصيدة من الشعر الفصيح .. للأسف لا أعرف قائلها :
إلى اللقاء حبذا إلى اللقاء *** وحبذا من فيك ترديد النداء
فيه عزاء في النوى أي عزاء *** فيه رضاء وجزاء ووفاء
إلى اللقاء أحرف منورة *** إلى اللقاء همسة معطرة
جديدة قديمة معمرة *** عبلة يوما أسمعتها عنترة
ذا يومنا يرنو بشوق لغد *** بوده لو يسبقه في الأبد
فيدرك الموعد قبل الموعد *** ويحتوينا في لقاء سرمدي
إلى اللقاء حلوة كالعسل *** إلى اللقاء مرة كالحنظل
هي انتهاء للقاء الأول *** هي ابتداء للقاء المقبل
لو شئت قلت إنها صوت البشير *** أو شئت قلت إنها صوت النذير
فيها من الضدين ظل وهجير *** فيها على إيجازها نار ونور
فيها ربيع رائع منه العبق *** فيها خريف ذابل فيه الورق
فيها فراق بين متاهات الغسق *** فيها لقاء بين أحضان الشفق
إلى اللقاء فكرة لفكرة *** إلى اللقاء خطرة لخطرة
لا تطيلي لا تطيلي هجرتي *** فإن يومي في النوى بعشرة
***************************
وهذه قصيدة من الشعر الشعبي .. ولكن .. قبل كل شيء .. أعتذر للشاعر محمد الدحيمي .. إذ أنقل قصيدته من ذاكرتي المتعبة - لم اسجل القصيدة في (كناشي) - فلعل الذاكرة غيرت فيها وبدلت .. وهذه القصيدة - من وجهة نظري كمتذوق - من أروع ما قرأت من الشعر الشعبي .. وأنا اسميها (معلقة) ليست - فقط - لأنها جعلتني أحفظها .. ولكن لأنها .. ببساطة (رائعة) وفيها تلك الصورة الأكثر من الرائعة : ( اتركي يابس يدي يروي ندي اخضابها) ..( قلت يوم تلعثم رضاها بهمس اعتابها) .. وإن كانت روعة القصيدة لا تمنع من الإشارة إلى بيت (رقيق/ ناعم ) أكثر من اللازم .. بل أكثر بكثير : ( أو خايفه لا تجرح الحنة إيديه)!!!!!!!!!!!
عذرا للثرثرة في حضر الشعر :
يا السراب اللي بهت عين الظما واغتابها // كلنا جينا ظمايا يا سراب المهمهية
دام خاينة العيون اتجيب طيف أحبابها // ليش أسميك العيون الخاينة وانتي وفية
قلت أبنشد وأهل مكة يعرفون شعابها // قبل لا تصبح عروش القلب قفرا جرهدية
الوعود السافرة دايم اتشرع بابها // بعضها من طهر الحرام وبعضها من بعض غيه
كل ما خايلت برق قلت ربي جابها // وكل ما ساق الصبا ريح الخزاما قلت هيه
واحضرت في وقت هيجنت روحي لغيابها // وابتدت عرضة وزامل وانتهت بالسامرية
قلت يوم تلعثم رضاها بهمس اعتابها // كل عذبات الثمان افداك يا اعذب ثنية
البياض اللي رقد باهدابها يصحابها // والتقو الضدين فوق وجانها شمس وفية
واسحبت يدها من يدي قلت أنا وش صابها // ذا خجل أو خايفة لا تجرح الحنة إيديه
اتركي يابس يدي يروي ندي اخضابها // سايق ربي عليك إنك اتخليها اشويه
واطلبتني ثم عضت بالبرد نابها // وذبت في نشوة يزيد مرة من ذيه وذيه
خذيت قوسي برمي اسهامي بوجه احرابها // خبري بها روحت مني وأثرها جات فيه
قلت زيديني جروحك ما حسبت احسابها // جرح واحد ما يكفي زودي يا لجودية
الهجوس اللي خنقني عجها واترابها // حسبها الله من هجوس طلعت أذكاها غبية
أبحرت بي في بحور كشرت عن نابها // كلما طبيت بحر هاجت أمواجه عليه
جمرتينك لا غدت مطلب وأنا طلابها // قلت أنا المجنون جاك يعالج الكية بكية
ظامي لا شاف هاك البرق ناض بانابها // احترى من ثغرها وبل المزون العقربية
يا سراب المهمهية قلت أبرواى بها // وارتويت وموت ظامي يا سراب المهمهية
الشاعر : محمد الدحيمي .. نقلا عن ذاكرة محمود المختار .. المتعبة