تعريف فونيم النسب
فونيم النَسَب في لغة العرب هو : صوت الدلالة الذي يمتد على طول الفصيل اللغوي كمـــا يمتـــد الجين Genes في عرق النسب ، فإن لم يكـــــن لـه نسب و لا دلالة فهو حرف بناء كبقية الحروف في الكلمــــــة المنفردة ، وقد تحمل الكلمـــة أحياناً أكثر من فونيم وذلك لشيوع النسب اللغوي في فصائل مختلفـة من أجل العلاقــــــة الوراثية التي تسري بين الألفاظ ، بمعنى أخر فإن الفونيم مســـؤول عـــــن تعقـــب النسب اللغوي بين الفصائــــل وملازمة الألفاظ حتى بعد رحيلها إلى لغات اُخرى .
كما سوف يمر معنا في الشرح التالي :
( فونيم الميم)
الجسم / لحم / عظم / شحم / دم /
في هذا الفصيل المتجانس من الأسماء حرف الميم هو فونيم النسب ، فقد جـــــــــاء حرف الميم كأساس و نواة في بناء الألفاظ .
السماء والشمس والقمر والنجم
والماء و المزن والمطر
الفونيم جاء في وسط السماء والشمس والقمر و جاء في قافية النجم
نستنتج هنا أنه أخرج البرق والرعد والرياح من منظومة السماء وربطها بفونيم الراء الذي هو من جنس الأرض التي ربطت بالتراب والصخر والحجر والبحــــر والنهر والشجر
ونلاخظ أن الفونيم يتعقب النسب المشترك
ففي التراب والصخر والحجر والنهر والبحر ، فكلها على الأرض ، حتى القبر الذي في بطنها والبئر الذي ينز من جوفها ، والماء الذي يخر في نهرها .
******
لكن إذا عدنا إلى منظومة الجسم نجد أن الوزن اللغوي ينتهي عند أصغر الفصــــــائل
فيها وهو الدم ،إلا أن فونيم النسب يتعقب الفصيل الى أن يدرك المضغة فيجمعهـــــــا بالفصيل ويخرجها من الوزن اللغوي ، فهي أثقل من الدم في الوزن اللغوي لكنهـــــــا وحـــــــدة مستقلة مرت في مراحل عديدة حتى وصلت الى طبيعتها الجديده ( مضغة) ثم سـوف تتحول بعد أشهر إلى مخلوق جديد فيه لحم وعظم وشحم ودم و تحمـــــــــل العامل الوراثي معها
هنــا يظهر عجز الإنسان في صياغة اللغة اللعربية ، ونعود من حيث بدأنا ( وعلـــم ءادم الأسمـــــاء كلها ) سورة البقرة الآية31
جســـم / 1010
لحــــم / 1080
شحــم / 1008
دم / 260
إذن القياس اللغوي متسق في منظومة الجسم ، حيث هو الإطار العام ، ثم اللحم وبعـــده العظام ثم سائل الحياة الدم
المضغة قياسها اللغوي ( أعلى من قياس الدم اللغوي )
قوله تعالى { يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجـــــــل مسمى ثم نخرجكم طفلاً ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمـــــر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج } .
******
كذلك فونيم الشجر
الشجرة \ جذر الشجرة \ عرق الشجرة \ ورق الشجره \ ثمر الشجرى \ بزر الثمرة \ البذر
نسطيع في هذه الحالة أن نقول إن منظومة السماء تمتاز بحرف الميم في حين أن البرق والرعد والرياح حادث عرضي يأتي ويزول الأمر الذي يرفع حرف الميم إلى مرتبة أعلى من مرتبة حرف الراء في دوران الحرف في محيط اللغة وبالفعل فقد تكرر حرف الميم في فواتح السور 16 مرة ، وهذا التكرار لاعلاقة له بجذر اللغة فالراء يتقدم على حرف الميم من حيث الجذر ، فهما موضوعان مختافان كل الاختلاف
فجذر الحرف له علاقة بوزن الكلمة و فونيم الحرف يتعلق بنسبها كما تقدم شرحه في فصول فقه الحروف
فحروف السماء أثقل من حروف الشمس وحروف القمر أثقل من حروف النجم ، بمعنى أبسط فإن ترتيب الأسماء الأربعه هو ترتيب تنازلي
( راجع جدول فقه الحروف لجمع القيمه العدديه للحروف في كل كلمه )
السماء = 4180
الشمس = 2188
القمــر = 2180
نجــــــم = 2090
نشاهد كيف أن الألفاظ تم إختيار حروفها بدقه متناهية كي ينتظم الفصيل
* و المثال التالي نجده ربط بين مجموعتين من النسب والدلالة
رمضان و الصيام
فقد ربط رمضان بفونيم الراء مع الشهر والصيام بفونيم الميم مع رمضان
مسلم مؤمن منافق
نلاحظ انه اخرج كافر من الفصيل
كلمة ، مداد ، قلم ، سمع
نشاهد هنا ربط ( الكلمة ) بفونيم السمع ، ليتحول الحرف من حرف بناء إلى فونيم الدلالة ، فالكلمة منتهاها الصوتي إلى السمع ، فالطرش قد عزل عن السمع لعــــــدم الإختصاص.
من خلال هذا السلوك للحرف نستطيع أن نخرج بنتيجة مفادها أن الحرف ينتقل من وظيفة إلى أخرى داخل الكلمة العربية ليرسم لنا صورة ذهنيه باإضافة إلى النغمــــه الجميلة التي يقرعها في طريقه إلى الأُذن
نخرج من هذا كله إلى أن أول صفات الحرف العربي هي الإستقلالية كمــا ورد في ســـورة القلم ن والقلم وما يسطرون ، ثم بناء الكلام ، ثم الإشتغــــــــــال بالنسب ، و يختمها بالدلالة بعد أن يقرر الوزن اللغوي للنظائر و الفصائل كما ورد في فصل ( فقه الحروف ) وبعد أن نتقدم قليلاً في الشــــرح سنشاهد أن الحرف يمتد أثرهُ إلى خارج القالب ليقرع مع مثيله موسيقى اللغة كالتين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم .
* امراة مرضعة رحم مولود مخاض
الفونيم موزع في مواضع مختلفة
*مرض سقم
الفونيم في الصدر وفي العجز
*ءادم ابراهيم موسى إسماعيل محمد
نجد ان عيسى خرج من المعادلة لكن نسبه موثق بمريم من سلالة عمران
الفونيم قافية و صدر وسط ومككر في محمد عليه السلام
*مريم وعمران
جاء في الرسم العثماني ( مريم ابنت عمران ) نجده ابدل التاء المربوطة بالتـــــــاء المبسوطة للدلالة على عرق النسب ( فالأصل ان تكتب مريم ابنة عمران ) في حالـة الدلالة على الأب ، لكنه قصد النسب أي ان مريم من سلالة عمران وعيسى من نفس
السلالة من جهة الام كما هو معلوم
*فونيم اليوم والشهر والعام
صدق من قال إنها لغة مقدسة
فونيم اليوم والعام جاء في القافية وأخرج الشهر من المعادلة وربطه بفونيم الراء مع القمروبذلك فان اليوم والعام مدارهما مع فونيم الشمس من أجل العد والحســـــــــــاب والشهر حسابه مع القمر
*
الخمر والميسر والازلام
نقف هنا على تحليل الألفاظ الثلاثة
الخمر والميسر والازلام من آفات المجتمع ، ومن ينجرف فيها يسقط في الهاوية ، إلا أن الضرر يتفاوت فيما بينها فحروف الميسر أثقل من حروف الخمر وحروف الأزلام أخف من حروف الخمر
أي أن ضرر الميسر أشد من ضرر المسكر وضرر التطير من الأزلام أخف من ضرر الخمر
حرف الميم فونيم النسب جمع الفصيل برابط النسب في الألفاظ الثلاث الخمر والميسر والأزلام تنغيم اللغة : رتب الألفاظ ترتيب تصاعد فقال الله تعالى (الخمر والميسر ولم يقل الميسر والخمر) بمعنى أنه جاء بقالب الصغير ثم أتبعه بقالب الكبير للحفاظ على تنغيم اللغة
كمال البنيوية اللغوية
نَخلُص من هذا كله إلى تمام البنيوية للكلمة ألتي تلد في محيط الأسرة فتحمل منـــه فونيــم النسب كدليل إنتساب لتلك العائلــة ، ثم تحيط نفسها بحروف الوزن اللغــوي فتأخـــــذ مكانها في الترتيب اللغوي فلا تتعدى مَن سبقهــــــــــا في القياس ، وتفسح المجــال لمــن سوف يليها في الفصيل ( كيوم وشهر وسنة ) ، ثم تسعى بدورها لتأخذ مكانها في التنغيم اللغوي ، فتكرس بذلك عذوبة اللغة ، فتكون بذلك هي الأقوم بين اللغات على الجرس والإيقاع السمعي .
*****
قال الله - تبارك وتعالى-: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ المائدة:90
الخمر معروف وهو كل مسكر ، الأنصاب و الأزلام أشياء كانت في الجاهليـة ألانصاب كانـــوا ينصبونها ثم يذبحون عندها لأصنامهم ، فأنكر الله عليهم ذلك وأمر بإزالتهـا والقضاء عليها ، وأما الأزلام فكانت أشياء يستقسمون بهــــا لحاجاتهـــــم يكتب عليهــا ، وهي ثلاثة يكتب على واحد : افعل ، والثاني : لا تفعل ، والثالث: فارغ، ليس فيـــه شيء ، فإذا أرادوا سفراً أو حاجة مهمة أجالوا هذه الأزلام فإن خرج افعل فعلوا ، وإن خرج لا تفعل تركوا، وإن خرج الفارغ أعاودا إجالة هذه الأزلام
نلاحظ أن فونيم الانصاب مربوط مع فونيم الأصنام الصاد
نتابع الحديث مع
فونيم النـــــــون
اللسان الأنف الأذن الأسنان
نلاحظ أنه أخرج الفم من المنظومة وربطه بفونيم الميم مع فونيم الكلام والطعام
المسألة الثانية
----------
سبق أن رأينا في منظومة السماء أن فونيم الميم يمتد على طول الفصيـــــــــل مروراً بالسماء ، ثم الشمس ، ثم القـــمــــر ، والنجم .
وقلنا أيضاً أن مقاييس الألفاظ مرتبه ترتيباً تنازلياً كما تقدم حسابه في موضعــــه ، إلا أن القمر يحمل فونيم الراء الى جانب فونيم الميم أيضاً ، الذي ينتسب به إلى الأرض ، و إلى النــــــور ، وإلى الشهر ، هذا المثال وغيره من الأمثلة يثبت لنا أن الإسم أحياناً يحمل أكثر مـــن فونيم .
المسألة الثالثة
-----------
الطائر الطيار الطائرة الطيران
نجد في هذا الفصيل تجانس الفونيم ، في حين أن النظير الإنجليزي كما تشاهده لا يرقَ
إلى مستوي الفصيل العربي .
Bird /Airplane / Pilot / Fly
كذلك نلاحظ هنا أنه لا وجود لجذر يجمع الفصيل الإنجليزي
فالطائر يختلف عن الطيار، والطيارلا علاقة له بالطائرة وكذلك الطيران خرج من المنظومـــــة الإنجليزية تماماً .
قبل أن نختم نقدم إعتذار اللغة العربية لعالم اللسانيات السويسري ( فرديناد سوسير ) حيث يرى أن الكلام لا يمكــن دراسته دراسة علمية لأنه فردي الإختيار ، وعنصر الإختيار لا يمكن التنبؤ بــه ، وما لا يمكن التنبؤ به لا يمكن دراسته دراسة علميه ، لكنه أقر أنه يمكــن دراسة اللســان بشكل عام ، إذن تبقى اللغات عند ( سوسير) كما كشف عنها سطحية تسير على أرض رخوة ، بريقها سراب وجوفها فراغ ، فهي أقرب إلى الفلسفة بعيده عن المنطق ، وبذلك تخرج اللغــــة العربية من هذا الإطار تاركة خلفها جميـع اللغـات الأخرى ألتي كشف عنهـــا أتباع مدرســـــة جنيف / سوسير ، فاللغة العربية منظمة ، وكل منظم يدخل في حيز المنطق ، فقد سادت لفظــاً ولغةً ولساناً .
الشق الثاني : من نظرية ( سوسير ) هو : إعتباطية اللغة وهذه السِمة لا تنطبق أيضـاً على الفاظ اللغة العربيــــة ، فلسان العرب فصائل لغــوية ونسب مشترك بين الألفاظ ، كمـــا مـر ذِكره في فصول البحث ، وفوق ذلك كله فان اللغــــة العربية تدور في فلك لها بسطح وعمق ، فسطحهــا تنّغيم الأصوات التي يسوقها اللسان إلى الأذن ، وعمقهـا تلك الروابط التي تشيع في فصائــــــل الألفـاظ ، وفوق هذا فإن جذورها مستقلة ، مشغولة بالفصائل اللغوية ، محيطـــة بمقاييس اللغــة ، كما مر شرحه في باب/ فقه الحروف ، بمعنى أدق الفاظ اللغة و فصائلهـــــــــا متصلـة بالجذور، تعــوم بينهما رقائق الحروف التي تدور حول الفونيم إذا توسط ، وبعـــده أو قبلـه إذا تقدم أو تأخر ، كمايلي:
كالسماء والشمس والقمر / الفونيم توسط الكلمـــــــة
والنجم والدم والشحم / الفونيم تأخر الى آخر الكلمـة
والماء و المطر / الفونيم تقدم في أول الكلمـــــــــة
الميم في هذه المجموعة هي نواة الكلمة و فونيمها ، تحيط به رقائق الحروف المُتممه للكلمــــة ، حيث يتم إنتقاء الرقائق بعناية كي تناسب القياس اللغوي كالدم والشحم والعظم واللحم ( مجموعة الألفاظ هذه مرتبه ترتيباً تصاعدياً حسب مقاييس اللغة / فقه الحروف ).
او/ لحم / عظم / شحم / دم / مرتبة ترتيبا تنازليــــاً .
والألفاظ الأنجليزيه التاليه تفسر لنا الحديث السابق ، فهذا فصيل إعتباطي لا يربطه جذر موحد ، وليس له عمق لغوي يستند إليه ولا تنغيم صوتي .
/ Bird / Airplane / Pilot / Fly
*****
07-12-2012, 05:00 AM
فُونيم النَسَبْ
العرض العادي
