رمضان واستهلاكنا ؟!!
هي وقفة مع أنفسنا .. فكما يحرص المسلم على الذكر و قراءة القرآن
وصلاة التراويح .. والتهجد ليلا.. طمعا وابتغاء مرضات الله
وحرصا منه لنيل الجنان .. والعتق من النيران!!
كان لزاما من أن نستحضر الفريضة الغائبة.. وهي فريضة و فقه ترشيد الإستهلاك!!
التي غفل عنها كثير من المسلمين .. و إن تنبه لها القلة
و تطبيقنا لها بصورة اعتيادية لا روح فيها و لا حياة
ولقد ارتبط عمل الإنسان كله بالنية ..
عملاً طيبا بالنية الخالصة لله
وعملا غير ذلكـ بنية غير تلكـ
"
قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
كما تجري النية في العبادات فكذلك تجري في المباحات
فإن قصد العبد بكسبه وأعماله المباحة
الاستعانة بذلك على القيام بحق الله والواجبات الشرعية
فكذلك الحال بالنسبة لإستهلاكنا في شهر رمضان
فالإسلام يحث على الإعتدال والتوسط في الإنفاق والإستهلاك
قال تعالى : "
وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً "
ونهى تعالى عن الإسراف:
"
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "
وحرم التبذير:
قال تعالى : "
إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ ۖ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"
وقد وضع الاسلام عددا من الضوابط في الانفاق ولااستهلاك منها
أولا: الاستهلاك عبادة و طاعة من الطاعات فكان لزاما اصطحاب النية و ترشيده و التوسط فيه
قال تعالى:
{
يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا و لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين} البقرة168
ثانيا: مستوى الاستهلاك و الإنفاق على النفس والعيال يتحدد بالقدرة المالية للشخص
فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ، فنخرج من رمضان مثقلين بديون موائدنا التي رمينا أغلبها
قال تعالى:{{
وعلى المولود له رزقهن و كسوتهن بالمعروف}} البقرة233
ثالثا:
نهى عن التبذير و الإسراف و إن كان في الحلال
قال تعالى :{{
إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين و كان الشيطان لربه كفورا}}الاسراء27
والجدير بالذكر أن هذه الدعوة لا يقصد بها الحرمان من التمتع بملذات الدنيا
بقدر ما يقصد بها تربية نفس المسلم حتى يتمكن من القيام بواجبه الاستخلافي في الأرض
وفقا لشرع الله قال تعالى: {{
وما خلقت الجن و الانس إلا ليعبدون}}الذاريات56
إن الدنيا هي كل يوم على حال ،وعلى المؤمن أن يستعد في أوقات الرخاء لمواجهة أوقات البلاء
قال سيدنا عمر رضي الله : ((اخشوشنوا فإن النعمة لا تدوم ، و إن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ))
وقال ابن خلدون في مقدمته ((
الهالكون في المجاعات إنما قتلهم الشبع المعتاد السابق ،
لا الجوع الحادث اللاحق))
قال الامام ابن الجوزي: رمضان مفتاح الفرج : مثل الشهور الإثني عشر، كمثل أولاد يعقوب،
وكما أن يوسف أحَبَّ أولاد يعقوب إليه، كذلك رمضان أحب الشهور الى الله، وكما غفر لهم بدعوة واحدة
منهم وهو يوسف كذلك يغفر ذنوب أحد عشر شهراً ببركة رمضان
اللهم كما بلغتنا رمضان ، فاعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك ،
وعتق رقابنا ورقاب والدينا وجميع المسلمين من النار اللهم : آآآمين.
وللأمانه منقول للفائدة منه.