آلية حماية الطلاب من مخاطر الألعاب الالكترونية
دراسة مكتبية
الباحث / عباس سبتي
ديسمبر 2015
مقدمة :
لا يختلف معنا أكثر الناس في وجود سلبيات ممارسة الأطفال والمراهقين لألعاب الالكترونية ، ولكن أولياء الأمور يعجزون عن منع الأبناء من ممارستها ، وقد يسمعون من الخبراء من يقول أن كثيراً من طلاب المدارس يعانون من الأمراض النفسية بسبب هذه الألعاب ، أو يطلع بعضهم على الدراسات التي تؤكد على تدني درجات الطالب بسبب انصرافه عن الدراسة والاستذكار وإقباله الشديد على ممارسة هذه الألعاب وقد يصل بعض الطلاب إلى حالة الإدمان نتيجة ممارسته لهذه الألعاب ، والطمى الكبرى أن الوالدين لا يعرفان أن ابنهما أصبح مدمناً على ممارسة هذه الألعاب .
لعل هذه الدراسة تكشف بعض الأمور الخافية عن أولياء الأمور مثل استيراد بعض الدول الألعاب من الدول التي لا تراعي المواصفات الدولية في هذه الألعاب فظهر ما يعرف ب" الألعاب المغشوشة " ، إلى جانب مكافأة اللاعب على العنف والقتل فيميل الطفل إلى كراهية من يسيء إليه حتى إلى والديه .
نحاول في هذه الدراسة تقديم آلية حماية الأطفال والمراهقين من مخاطر الألعاب الالكترونية ، حيث أن الباحث لم يجد إلا نادراً مثل هذه الآلية –عملياً- للحد من مخاطر هذه الألعاب على الأطفال والمراهقين والشباب ،
لكن لا بد من تضافر الجهود من الجميع لنجاح الآلية في حماية طلاب المدارس من مخاطر هذه الألعاب .
مفاهيم :
الألعاب الالكترونية :
هي الألعاب الشبيهة في معظمها بالألعاب الرياضية التي يمارسها اللاعبون لكنها تدار من خلال أجهزة التكنولوجيا مثل جهاز التلفاز والفيديو وجهاز الآي فون المحمول وجهاز الكمبيوتر وغيرها .( سبتي أبريل 2013 )
أنواع الألعاب الالكترونية :
توجد ألعاب كثيرة في عالم الانترنت مخصصة للأطفال والمراهقين والشباب وكثير منها ضارة
أنواع الألعاب الالكترونية :
توجد ألعاب كثيرة في عالم الانترنت مخصصة للأطفال والمراهقين وكثير منها ضارة
ألعاب الألغاز ، ألعاب المغامرات ، ألعاب ممارسة الأدوار ، ألعاب المحاكاة ،.ألعاب إستراتيجية
ألعاب الرعب ، ألعاب الرياضة ، الألعاب التعليمية
توجد ألعاب مفيدة للأطفال لتنمية أساسيات الكتابة والقراءة لديهم لكن يجب معرفة هذه الألعاب وكيف تنمي هذه الأساسيات وشرائها من المتاجر الموثوق بها ،
مخاطر الألعاب الالكترونية :
المشكلات الصحية :
إجهاد العين الرقمي
وأشار د. فرحان بن خشم السويلمي -استشاري طب وجراحة العيون بكلية الطب بجامعة الحدود الشمالية- إلى أنَّ استعمال الأجهزة الرقمية أو التركيز بالنظر فيها لفترة طويلة يُسبِّب إجهاداً للعين، مُضيفاً أنَّ الأطباء تعارفوا في السنوات الأخيرة على استخدام مصطلح إجهاد العين الرقمي "DIGITAL EYE STRAIN"، وأحياناً يُشار إليه باسم متلازمة رؤية الكمبيوتر، موضحاً أنَّ هذه المشكلات أصبحت بازدياد في عيادات العيون بسبب تقدم التكنولوجيا وتطور الأجهزة الذكية باستمرار.
وأضاف أنَّ تشخيص مرض متلازمة رؤية الكمبيوتر يتمّ بالفحص، حيث يشتكي المريض من جفاف العيون أو عدم وضوح الرؤية وإجهاد عضلات العين أو الرأس أو الرقبة وآلام الظهر بعد استخدام جهاز الكمبيوتر أو الهاتف الذكي لفترة زمنية طويلة، مُبيِّناً أنَّ التحديق في شاشات الهاتف والكمبيوتر اللوحي قد يضر الأعين بشكل دائم؛ لأنَّها تبعث ضوءاً ذا طاقة مشعة عالية "HEV LIGHT"، وهو ما يُعرف أيضاً بالضوء الأزرق ((موقع جريدة الرياض 27/6/2015 ) .
كما أن الوميض المتقطع المتباين من الإضاءة في الرسوم المتحركة، قد يؤدى إلى حدوث نوبات من الصرع لدى الطفل، كما يسبب الاستخدام المتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية إلى الإصابة بمرض ارتعاش الأذرع، كما تؤدى إلى ظهور مجموعة أخرى من الإمراض خاصة بالجهاز العضلي والعظمى، والأضرار البالغة لإصبع الإبهام نتيجة لكثرة حركة الأصابع أثناء اللعب وثنيهما بصورة مستمرة (موقع مجلة حياتك (20/1/2013 ).
السمنة :
في مقابلة مع استشاري الجراحة العامة رئيس قسم الجراحة في مستشفى الصباح الدكتور مبارك الكندري قال : لكويت تعد في المركز السادس عالميا بالإصابة في مرض السمنة»، مبينا أن هناك أسبابا كثيرة منها تغيير نمط الحياة، والكسل والركون إلى الراحة، وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم»، محذرا من تفشي ظاهرة السمنة لدى الأطفال نتيجة لأسباب كثيرة منها وسائل الترفيه الحديثة ) جريدة الراي 23/12/2013 ) .
أعلن استشاري التربية الصحية د.محمد الخليفة عن احتلال الكويت المركز الأول على المستوى العربي في السمنة والثاني عالميا، مشيرا إلى ضرورة تكثيف الجهود للحد من هذه الطاهرة. جاء ذلك خلال الندوة التي أقامتها مدرسة الفوارس الابتدائية التابعة لمنطقة الفروانية التعليمية صباح أمس بعنوان «التغذية والسمنة ـ اتجاه وسلوك». وأضاف الخليفة : إننا نهدف من هذه الندوة إلى توعية أولياء الأمور والهيئة التعليمية للحد من السمنة، مشيرا إلى أهمية الابتعاد عن الوجبات الغذائية السريعة وضرورة ممارسة الرياضة والتقليل من استخدام الألعاب الإلكترونية التي تؤدي إلى خمول لدى الطلبة ( جريدة صوت الكويت الالكترونية ، 17/12/2015 ) .
الإدمان :
يقول د. صالح بن محمد الصالحي -استشاري النمو والسلوك، ورئيس برنامج اضطرابات النمو والسلوك بالمجلس الصحي السعودي-: "إنَّ اضطراب ألعاب الإنترنت (internet gamers disorder) أصبح مُتعارف عليه في الأوساط المهنية، حيث يتوقع أنَّ ما يقارب من (10 – 15%) من الأطفال والمراهقين مصابون بهذا الاضطراب، الذي ينتج عن إدمان الألعاب الإلكترونية"، مُضيفاً أنَّ إحدى الدراسات الاستطلاعية في هذا المجال أشارت إلى أنَّ هذه النسبة قد تصل إلى (23%) في المملكة، موضحاً أنَّه ينتج عن هذا الاضطراب والإدمان مضاعفات كبيرة على الفرد والأسرة والمجتمع ككل. (موقع جريدة الرياض 27/6/2015 ) .
لنا مقالة في مجلة المعلم عن قياس درجة إدمان استخدام الهاتف المحمول ، حيث أشارت دراسة أن الأطفال يعجزون بدورهم عن التخلي عن أجهزتهم الإلكترونية لأكثر من 30 دقيقة، وخصوصا مع الهاتف النقال على الرغم من تقديم هدايا لهم ، ويطرح سؤال هنا هل هذا التعلق الشديد يجعل الأطفال يتخلون عن الدراسة وعن وجبات الطعام وعن ..؟
وأشارت دراسة سابقة منذ سنوات أن محكمة ألمانية أن حكمت على زوجين شابين بالسجن لأنهما تركا طفلهما الرضيع يصرخ في غرفته حتى الموت، بينما كانا مشغولين باللعب على الكومبيوتر أونلاين مع عائلة أخرى (الأنباء 21/7/2015 )
سلوكيات العنف والتسلط :
بدأت الولايات المتحدة تدرس ظاهرة العنف الطلابي عبر وسائل الأعلام الورقية والالكترونية عام 2000 م من خلال لجنة الصحة العامة بالكونجرس وأصدرت اللجنة تقريراً عن اثر العنف الترفيهي على الأطفال ، فقد يقضي الأطفال والمراهقون ما بين أعمار (8-18 سنة ) ست ساعات أمام أجهزة اللعب والترفيه بينما الأطفال حتى السن السادسة يقضون بمعتدل ساعتين أمام ( التلفاز ، الأفلام ، الكمبيوتر ) وتشير الدراسات إلى أن تزايد العنف لدى طلاب المدارس يعود إلى أسباب منها وجود هذه الأجهزة في غرف نوم الأطفال وعدم مراقبة أولياء الأمور لأولادهم وعدم توجيههم وتوزيع وقتهم بين الدراسة والاستذكار واللعب غير الالكتروني ( البدني ) وبين ممارسة الألعاب الالكترونية ( سبتي ، العنف عبر وسائل الأعلام ، 2015) .
مخاطر وعزوف عن الدراسة :
أجرينا دراستين تشيران إلى هذه المخاطر ، الدراسة الأولى : دراسة عزوف طلبة المدارس عن الدراسة أسباب ونتائج وحلول - دراسة مكتبية ، وقد ذكرنا أسباباً لهذا العزوف ومنها تنامي دور أجهزة التكنولوجيا وغياب أو تحجيم دور : الأسرة ، المدرسة ، المسجد ، وسائل الأعلام ، كيف :
- ألغت أجهزة التكنولوجيا حب الدراسة من قلوب الطلاب ، كيف ؟؟
- إجادة أجهزة التكنولوجيا الحوار مع الأبناء .
- اخترعت أجهزة التكنولوجيا لتشبع ميول الأبناء .
- تمضية الطالب والمراهق جل الوقت بممارسة الألعاب الإلكترونية .
- دخول غرف الدردشة و مواقع التواصل الاجتماعي .
- استخدامات الموبايل شبكة الانترنت ، البلوتوث والموبايل ( النقال ) .
تشير إحدى الدراسات : إلى أن استخدام الموبايل من قبل طلاب المدارس قد ألهاهم عن دراستهم ، وكان سبباً في انخفاض التحصيل العلمي بل وفي الهروب من المدرسة .
الدراسة الثانية وهي : دراسة الألعاب الإلكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة نتائج ،حلول كانت نتائجها ما يلي:
ممارسة اللعب من ثلاث ساعات فأكثر باليوم الواحد بنسبة ( 35،5%) وعدم رضى الوالدين بانشغال الأولاد باللعب على حساب الدراسة والاستذكار بنسبة ( 56،3%) وانشغال الطلبة بالحديث عن الألعاب الإلكترونية بالمدرسة بدلا من الحديث بشئون الدراسة بنسبة ( 78،1%) وسرحان الطلبة والتفكير بهذه الألعاب وهم بالصف الدراسي بنسبة ( 35،3%) وتأجيل حل الواجبات المنزلية من اجل ممارسة هذه الألعاب بنسبة (48%) وتفضيل ممارسة الألعاب على عملية المراجعة والاستذكار بنسبة (49%) وانخفاض درجات المواد الدراسية بسبب ممارسة هذه الألعاب بنسبة ( 51،2%) وتفضيل اللعب الإلكتروني على قراءة الكتاب المدرسي بنسبة (63،1%) والاضطرار إلى أخذ الدروس الخصوصية بسبب انخفاض المستوى التعليمي والعلمي للطلبة بنسبة (41,1% ) ، وهذا يعني كيف أن ممارسة هذه الألعاب قد أثرت في طلاب المدارس بدولة الكويت وجعلتهم يعزفون عن الدراسة .
النصائح المفيدة وملاحظات الباحث:
توجد نصائح مفيدة لخبراء السلامة والحماية عبر الانترنت وهي نصائح عامة وقد يستفيد منها أولياء الأمور مثل :
قدم خبراء السلامة على الإنترنت نصائح للوالدين، تساعدهم على السيطرة المقننة للعب أطفالهم إلكترونياً، كان أهمها:
- تحدث مع طفلك عن اللعبة التي يفضلها، واكتشف منه لماذا هي المفضلة لديه، وحاول أن تشاركه اللعب لتعيد الصداقة والمصارحة بينكما.
- لابد أن يحدد الوالدين فترة زمنية للعب بالاتفاق مع طفلهم، حتى لا يستغرق الطفل وقتاً طويلاً في اللعب، قد يؤدي لإدمانه لها.
- لابد أن يطلع الوالدين عند شراء لعبة إلكترونية على غلاف كل لعبة، حيث سيجدا تقييماً إرشادياً أعدته «ESRB Rating اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الإلكترونية - توضح فيه للوالدين ماهية اللعبة والعمر المناسب لها.
- يوجد في مواقع اللعب الإلكترونية الشهيرة مساحة تمكن الوالدين من مراقبة ومتابعة ألعاب أطفالهم عليها، يطلق عليها «Parental Control Settings»، وهي تمنح الوالدين القدرة على تفعيل المراقبة.
ينبغي على الوالدين الإطلاع على الإنترنت للحصول على مواقع مفيدة تقدم نصائح للوالدين لاستخدام أبنائهم للألعاب الإلكترونية بأمان، مثل «www.getgamesmart.com».( موقع سوبر ماما ) .
أقول:
هذه النصائح جيدة ومفيدة لكنها تبقى نظرية أكثر من أن تصبح عملية ، بمعنى قد يواجه أكثر الآباء تحديات عند توفير الحماية بممارسة أبنائهم هذه الألعاب ، وقد يرجع ذلك إلى أن أكثر المحلات التي تبيع هذه الألعاب لا تعطي للآباء دليلاً إرشادياً بسبب أن البائع يجهل ذلك وليس هناك قانون يجبره بتوفير هذا الدليل ، كذلك أن هذا الدليل يوجد لدى اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الالكترونية " ESRB Rating " وأيضا إرشاد الآباء إلى المواقع التي توعي الآباء والأطفال والمراهقين مثل موقع : www.getgamesmart.com وغيره لا ينفع إلا مع الآباء الذين يجيدون اللغة الانجليزية ويرغبون متابعة أولادهم عندما يمارسون الألعاب الالكترونية ، وغالباً لا يوجد وقت لهؤلاء الآباء وليس لديهم الوعي الكافي بمخاطر هذه الألعاب .
قرأت في : موقع مجلة حياتك (20/1/2013 ) تحت عنوان : حلول لتجنب أخطار الألعاب الإلكترونية على الطفل والمراهق :
يقدم لك الخبراء عده نصائح لتساعدك في تجنب أخطار تلك الألعاب والسيطرة على أضرارها.
1- - محاولة التحدث مع الطفل عن اللعبة التي يحبها، واكتشاف سبب تعلقه بها ومن ثم مشاركة الطفل تلك اللعبة لإحياء روح الصداقة بداخله من جديد وبذلك تستطيعين مراقبة تلك اللعبة والسيطرة عليه في أي وقت.
2- - لا بد وأن تحددوا معآ وقتاً ليلعب فيه الطفل وبذلك سيتم السيطرة على إمكانية إدمان الطفل لهذه الألعاب.
3- - أنظرى على غلاف كل لعبة قبل شرائها لطفلك، وأقرأى إرشادات السلامة المكتوبة عليها حول نوع اللعبة وكيفية استخدامها وأيضآ العمر المناسب لها كي لا تؤذى طفلك دون قصد.
4- - يمكنك تفعيل جهاز مراقبة على مواقع الألعاب الإلكترونية والتي يسمح بها المواقع الشهيرة لتتمكنى من معرفة نوعية الألعاب التي يفضلها طفلك ومن ثم التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر.
5- - شجعى طفلك بشراء لعبة لتنمية الذكاء أو لتعليم نشاطات جديدة بدلآ من اللعب دائمآ بمثل تلك الألعاب، فيبدأ في التخيل والإبداع والاستفادة من اللعبة عن كونها وسيلة ترفيهية فقط.
6- إبدأى بمشاركة طفلك مع أصدقائه في الألعاب الجماعية وحاولي قدر المستطاع إبعاده عن الألعاب الفردية، ليتكون لديه حب المجتمع والأصدقاء والبعد عن العزلة والاكتئاب.
7- - يجب تعود الطفل منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقة جسمه كما تخرج الطاقة الكامنة بداخله في شيء مفيد بعيدآ عن تخريجه في لعبة عدوانية.
8- - إقرأى لطفلك ليلآ قصصآ مسلية، لغرس حب القراءة بداخله، فيبدأ بالانجذاب لها ولا يقتصر وقت الترفيه على الألعاب غير المفيدة فقط.
9- شاركى طفلك في رسم لوحة، فالرسم يخرج طاقة الطفل الكامنة كما يساعده على التخيل والإبداع، أو مشاركته في مركز ثقافي لممارسة الهواية التي يفضلها، مع إمداده بالأدوات والتشجيع المستمر.
10- - بناء الحصانة في نفس الطفل دائمآ، ليبتعد ذاتيآ عن كل ما هو ضار ومخالف للعادات والتقاليد (موقع مجلة حياتك (20/1/2013 )
أقول:
هذه نصائح عامة وقد لا يستطيع الوالدان تطبيقها من مثل شراء لعبة لتنمية الذكاء أو لتعليم نشاطات جديدة إذ أن أغلب الألعاب الموجودة في الأسواق غير تربوية وتعليمية وأن كانت ذات طابع تسلية وترفيه ،كذلك الاستعانة بجهاز مراقبة الموجود في بعض المواقع الالكترونية يحتاج إلى معرفة اللغة الانجليزية مثلاً ومعرفة هذه المواقع ونوع الجهاز وكيفية استخدامه وهذا الجهاز غير متوفر في الأسواق العربية ، ومع عدم تنظيم وقت الأطفال بين الدراسة والرياضة الحرة وبين ممارسة الألعاب الالكترونية فأن الأطفال لا يستجيبون لنصائح الوالدين في ممارسة الرياضة البدنية الحرة خاصة في عصر الألعاب الالكترونية والإدمان على استخدامها .
نظام تصنيف الألعاب الالكترونية :
بعد ظهور مخاطر وسلبيات الألعاب الالكترونية وتأثيرها السلبي على الأطفال والمراهقين والشباب فقد ظهر ما يعرف بنظام تصنيف الألعاب الالكترونية في الولايات المتحدة والدول الغربية وأستراليا ،وتبنت الهيئة العالمية للوسائل التقنية مشروعاً وهو : اسم المشروع :" مركز تصنيف الألعاب الإلكترونية من منظور إسلامي ".
هدف المشروع:
إنشاء مركز متخصص وموقع الكتروني تكون مهمته الأساسية تصنيف الألعاب الإلكترونية وفقا لمقاصد الشريعة الإسلامية المتعلقة بحفظ الضرورات الخمس (حفظ الدين, النفس, العقل, المال, العرض) لحماية الأطفال والشباب من خطر هذه الألعاب المنتشرة على شبكة الإنترنت ومنافذ البيع المختلفة .
وقد تم تصميم شعارات خاصة بهذا المشروع، حيث أشرف على تصميمها ووضع مدلولاتها الأستاذ الدكتور/ عبد الله الهدلق،
وقد قام الأستاذ الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الهدلق بجمع تلك المعايير الأوروبية والأمريكية وترجمتها، ثم قام بدراستها من منظور تربوي وشرعي، وبعد ذلك قام الدكتور الهدلق باستحداث تصنيف لبرمجيات الألعاب الالكترونية في ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية المتعلقة بحفظ الضرورات الخمس، واستحداث شعارات معينة تشير طبيعة ونوعية المخالفات التي قد تحتوي عليها بعض الألعاب الالكترونية، بالإضافة إلى بيان الفئات العمرية المناسبة لممارسها، وذلك كما هو متبع في الدول الغربية، على غرار التصنيف الأمريكي (ESRB) والتصنيف الأوروبي (PEGI) . حيث توضع على أغلفة برمجيات الألعاب الالكترونية لكي يتعرف الوالدان على محتوياتها ومدى مناسبتها لأبنائهم. (موقع الهيئة العالمية للوسائل التقنية )
أقول : هذا يعد هذا المشروع هاماً في الوطن العربي إذا تبنته الدول العربية من أجل حماية الأطفال والمراهقين والشباب من مخاطر الألعاب الالكترونية ، ولكن هذا المشروع نظري أي يحتاج إلى آليات – عملية – لتنفيذه منها إنشاء شركات في الوطن العربي تصنع الألعاب الالكترونية بحيث تتفق مع معايير الإسلام والعادات والتقاليد المحلية لأن معيار العمر المطبق في التصنيف الأوربي والأمريكي كما سيأتي لا يناسب معايير الإسلام .
قرر "مجلس معايير الفيديو" VSC البريطاني تبني نظام تصنيف يطلق عليه "نظام معلومات الاتحاد الأوربي للألعاب" Pan European Game Information system (PEGI). وهذا النظام يعطي اللعبة الالكترونية تصنيفا عمريا بالإضافة إلى إعطاء تفاصيل أخرى مثل عنف المحتوى أو اللغة الهابطة للعبة. وبالتالي أصبحت أنظمة تصنيفات الألعاب الإلكترونية في بريطانيا متوائمة مع نظيراتها في باقي أنحاء الاتحاد الأوروبي .
يحتوي على مكونين أساسيين:
أولا: تصنيف اللعبة وفقا للمرحلة العمرية :
وهذا يعبر عن تصنيف اللعبة وفقا للمرحلة العمرية المناسبة لممارسة لعبة ما، ويتم التعبير عنه بعدد من الرموز التي تدل على التصنيف السني المناسب للاعبين عند الرغبة في ممارسة اللعبة.
ثانيا: توصيف محتوى اللعبة :
وهذا يوفر توصيف موجز وموضوعي لمحتوى اللعبة الإلكترونية، ويبين ما إذا كانت اللعبة تحتوي على أي شيء غير مرغوب فيه من قبل الوالدين أو القائمين على نظام التصنيف ، في موقع ESRB الالكتروني يوجد تصنيف الألعاب الالكترونية في الولايات المتحدة وهو ما يعرف بتصنيف"ESRB" مقابل تصنيف الاتحاد الأوربي الذي مر ذكره ، وتصنف الألعاب الالكترونية في الولايات المتحدة كالآتي :
- حسب الفئة العمرية : أي مناسبة اللعبة لعمر الطفل .
- حسب محتوى اللعبة : عنف ، مثير جنسي ، مسكر ..
- حسب المنتج " العناصر التفاعلية " أي تفاعل المنتج مع المستخدمين وتبادل البيانات وتسهيل عملية الشراء وتوفير خدمة الانترنت دون قيود .
- هناك تصنيف آخر حيث قمنا بترجمة مقالة " معرفة تصنيفات الألعاب الالكترونية " في (15/12/2015 ) وهو عبارة عن تصنيف الذي تبنته أستراليا كما في " لاستطلاع الرأي لعام 2016 : IGEA " تقرير
- تصنيفات الألعاب الالكترونية الأسترالية الآن تطرح في التلفاز ودور السينما ، وهذه بعض التفاصيل لهذه التصنيفات:
- جدول التصنيفات :
- تصنيف عام " General " : المحتوى معتدل التأثير ، هذا التصنيف مناسب لكل الفئة العمرية ويحتوي على اللغة والموضوعات الملائمة وليس لها تأثير سلبي ، لكن بعضها قد لا يناسب الأطفال .
- تصنيف الإرشاد الأبوي " Parental Gui " :
- تأثير هذا التصنيف معتدل نوعا ما لكن يتطلب الأمر بمراقبة الوالدين وقد يستطيع الأطفال أقل (15) سنة أن لا يمارسوا اللعب دون إرشاد من الوالدين .
- تصنيف النضج " Mature " :
- محتواه معتدل في التأثير وتناسب الأفلام و الألعاب الأطفال سن(15 فما فوق ) وما دون السن ( 15 ) يطلب منهم إذن قانوني واستشارة من قبل الوالدين ، ويحتوي هذا التصنيف على سلوك عنف وتعري ، وعلى الوالدين البحث عن محتوى هذا التصنيف قبل شرائه للأطفال .
- التصنيفات المقيدة للأفلام وألعاب الكمبيوتر :
- توجد قيود قانونية لمشاهدة الأفلام أو ممارسة الألعاب الالكترونية :
- تصنيف " النضج المكمل " Mature Accompanied " :
- محتواه يناسب الأطفال في السن (15 فما فوق ) وقد تعرض مشاهد مثيرة للجنس وتعاطي المخدرات وله تأثير قوي على فئة الأطفال والشباب ، ولا تبيع المحلات المحتويات للأطفال إلا بوجود ولي أمر معه ، ويتطلب الأمر تطبيق نظام الإرشاد الأبوي عند استخدام الأطفال المحتويات .
- تصنيف مقيد ( لمن عمره 18 فما فوق ) ( R18+ ) :
- تأثير المحتوى عالي : هذا المحتوى خاص بالكبار حيث يحتوي المحتوى على مشاهد جنسية واستخدام المخدرات وهذا المحتوى يشكل خطراً على المجتمع ، ولا بد من إثبات العمر قبل شراء اللعبة أو إستيجار الفيلم .
- تصنيف مقيد ( لمن عمره 18 فما فوق ) ( X18 ) :
- تأثير محتواه قوي أيضا مع قيد قانوني ويحتوي على مشهد جنسي صريح .
بعد استعراض التصنيفات الأربعة : الإسلامي ، الأوربي ، الأمريكي والأسترالي نقول أن هذه التصنيفات لا توفر الحماية المطلوبة للأطفال والمراهقين والشباب إلا بتضافر الجهود بين المؤسسات الرسمية والأهلية والأسر ولكن نجد أن سهولة دخول أو وصول الأطفال والمراهقين إلى شبكة الانترنت قد لا يفعل دور هذه التصنيفات حيث توجد ألعاب كثيرة مجانية غير مصنفة ويمكنهم شراء بعض الألعاب ، لذا رأى الباحث أن يقدم مقترحاً يحمي الأجيال من مخاطر الألعاب الالكترونية .
تعليق:
للأسف ليس هناك رقابة قوية وشديدة في الأسواق خاصة على المحلات التي تبيع أقراص الألعاب الالكترونية و لنا دراسة بشان آلية حماية طلاب المدارس والجامعة من مخاطر الألعاب الالكترونية سوف تنشر قريباً في موقعنا : المسار للبحوث التربوية والاجتماعية لكن ما أود قوله هنا هو أن تتعاون الجهات الرسمية بشأن هذه الألعاب وتستفيد من تجارب الدول الأخرى في توفير الحماية المطلوبة للأطفال والمراهقين والشباب من مخاطر هذه الألعاب
مقترح آلية حماية طلاب المدارس والجامعة من مخاطر وسلبيات الألعاب الالكترونية :
تشكيل لجنة عليا مختصة تتبع مجلس الوزراء من أطباء الأطفال والباحثين وعضو من مجلس الأمة وموظفين من وزارات : العدل ، الداخلية ، الشئون والتجارة والتربية والتعليم العالي و.. ، تقوم بدراسة الألعاب الالكترونية إيجابياتها وسلبياتها وتكون قراراتها ملزمة على الجميع ، ووضع نظام تصنيف الألعاب الالكترونية يتماشى مع المعايير العربية والإسلامية .
من مهام اللجنة العليا الإشراف على فرق العمل :
الفريق البحثي :
إجراء الدراسات الميدانية بشأن سلبيات ومخاطر الألعاب الالكترونية وذلك بتشكيل فريق عمل بحثي يجري هذه الدراسات باستطلاع آراء أولياء الأمور ، طلاب المدارس ، مدراء المدارس ، المعلمين ، المسئولين في الوزارات المعنية ، رفع التوصيات والمقترحات إلى اللجنة العليا .
إلقاء الباحثين المحاضرات والندوات في موقع " يوتيوب " وفي المنتديات الاجتماعية ( الدواوين ) وفي جمعيات ذات النفع العام الاجتماعية والثقافية بشأن أية دراسة أجراها أعضاء الفريق بعرض نتائجها وتوصياتها المتعلقة بمخاطر الألعاب وكيفية حماية طلاب المدارس والجامعة ..
إلقاء المحاضرات في المدارس وكيفية اختيار الألعاب الالكترونية التي ليس لها تأثير على صحة الطلاب البدنية والنفسية وبيان مخاطر الألعاب الأخرى وسلبياتها عليهم .
عقد دورة تدريبية للمعلمين وأولياء الأمور وطلاب المدارس والجامعة بتصميم مقياس يقيس درجة إدمان ممارسة هذه الألعاب .
الفريق التعليمي التربوي :
مطالبة وزارة التربية بإدخال موضوعات بشأن مخاطر وسلبيات الألعاب الالكترونية في المناهج : رياض الأطفال والمراحل التعليمية الثلاث والجامعة في بعض المواد : التربية الإسلامية ، اللغة العربية ، اللغة الانجليزية ، الاجتماعيات وتشتمل هذه الموضوعات على :
تعريف الألعاب الالكترونية ، أنواع الألعاب الالكترونية ، مخاطر الألعاب الالكترونية ، إدمان ممارسة الألعاب الالكترونية ، بناء مقياس لقياس درجة هذا الإدمان، الاستخدام الآمن للانترنت .
تنظيم دورات تدريبية لأولياء الأمور بشأن سلبيات الألعاب الالكترونية وأنواعها ومخاطرها على الأطفال والمراهقين .
فريق العمل الاجتماعي :
يقوم بزيارات منزلية وزيارة الدواوين لتوعية الناس بمخاطر الألعاب الالكترونية وكتابة تقارير ورفعها إلى اللجنة الرئيسة عن أنشطتها وأثر الزيارات على الوالدين والجمهور المستهدف .
يقوم بزيارات ميدانية تغطي كافة الرياض والمدارس لإلقاء المحاضرات وورش العمل عن مخاطر الألعاب الالكترونية .
فريق المهندسين :
إنشاء المواقع الالكترونية إرشادية يديرها مهندسون للتواصل مع الطلاب وذويهم وتوجيههم إلى الألعاب التربوية التي تخدم المناهج المدرسية ومناهج الحضانة رياض الأطفال ومناهج الجامعة .
فريق القانونيين :
يقوم الفريق بسن قوانين متعلقة بحماية الأطفال والمراهقين والشباب من مخاطر الألعاب الالكترونية وعرضها على مجلس الوزراء ومجلس الأمة .
تحديد الألعاب الالكترونية المناسبة للأطفال والمراهقين ومدة ووقت استخدامها .
تحديد الغرامات والجزاءات للمحلات التي تبيع أجهزة الألعاب وأقراصها في حل عدم التزامها بالقانون .
يتم إلزام الوالدين قانونياً بمراقبة وقت الشاشة وتحديد هذا الوقت حسب القانون لدى الأطفال كما في بعض الدول .
لفت نظر ومحاسبة لتقاعس الجهات الرسمية وغير الرسمية في التعاون مع الجهات المعنية بشأن مخاطر الألعاب .
فريق المتابعة والتقويم :
يقوم بتقييم أثر الدورات التدريبية على الأولياء ومدى استفادتهم منها ورفع تقرير إلى اللجنة العليا .
يقوم بتقييم أثر الزيارات الميدانية للمدارس والمنازل والدواوين ورفع تقرير إلى اللجنة العليا .
يقوم بتقييم الأنشطة والبرامج التي يقدمها المهندسون عبر هذه المواقع الالكترونية خاصة بشان الألعاب الالكترونية وسلامة الطلاب من مخاطرها .
يقوم بتقييم التعاون والتنسيق بين الوزارات المعنية من أجل متابعة آلية حماية الأطفال والمراهقين والشباب من مخاطر الألعاب الالكترونية .
المراجع :
سبتي ، عباس ، دراسة عزوف طلبة المدارس عن الدراسة أسباب ونتائج وحلول - دراسة مكتبية
سبتي ، الآثار الإيجابية والسلبية لألعاب الفيديو ، موقع Raise Smart Kid
سبتي ، عباس دراسة الألعاب الإلكترونية وعزوف الأولاد عن الدراسة نتائج ..حلول بدولة الكويت أبريل 2013 .
سبتي ، عباس ، العنف عبر وسائل الأعلام ، 2015)
سبتي ، ألعاب الفيديو تجعلك ذكياً )
موقع جريدة الرياض 27/6/2015
موقع مجلة حياتك 20/1/2013
موقع ESRB
www.getgamesmart.com». ( موقع سوبر ماما )
موقع : www.getgamesmart.com
موقع : Blog.ClassroomTeacher.CA
موقع البوابة
موقع الهيئة العالمية للوسائل التقنية
جريدة صوت الكويت الالكترونية ، 17/12/2015
جريدة الشرق 14/7/2012
الأنباء 21/7/2015
القبس ، 28/11/2007
جريدة الراي 23/12/2013