اتاح الفيروس التاجي فرصة لإعادة تعريف مستقبل التعليم

[عباس سبتي]

اتاح الفيروس التاجي فرصة لإعادة تعريف مستقبل التعليم
Coronavirus presents an opportunity to redefine the future of education
بقلم سلطان الثأري وميثاء المعمري " Sultan Althari and Maitha AlMemari "
الخميس 23 أبريل 2020
ترجمة الباحث / عباس سبتي
يوليو 2020

أجبرنا جائحة الفيروس التاجي جميعًا على التراجع والنظر في أنفسنا ، وإعادة تقييم أولوياتنا ، كما أن الاضطراب / التشويش الناجم عن الفيروسات أجبر القطاعات المختلفة على الانخراط في عملية مماثلة من الاستبطان العميق وإعادة التقييم الأساسية ، لقد اشتاق اختصاصيو التوعية إلى الوقت المناسب لإصلاح القطاع التعليمي ، والآن - عند تقاطع الاختلالات والابتكار - لديهم الفرصة المثالية.
تشير أحدث أرقام اليونسكو إلى حقيقة أن أكثر من مليار طالب غير قادرين على الالتحاق بالمدرسة أو الجامعة بسبب انتشار الوباء العالمي - تتيح هذه الأزمة غير المسبوقة للمعلمين وصانعي السياسات فرصة غير مسبوقة لإعادة تعريف مستقبل التربية ، كيف ؟ من خلال الاستفادة من التكنولوجيا لتجاوز نموذج التعلم القائم على المادة الدراسية والتعلم القائم على المعرفة.
إنه شيء واحد تحريك هذا النموذج عبر الإنترنت مع التعلم عن بُعد على أمل استئنافه في أقرب وقت ممكن ، ولكنه تحدٍ مختلف تمامًا - وأكثر إثارة - لإعادة تعريف تجربة التعلم باعتبارها تجربة يحقق فيها الطلاب والمعلمون والمؤسسات نجاحًا أكبر. سوف يكون لـ COVID-19 بلا شك تأثير دائم على التعليم ، ولكن كيف سيظهر هذا التأثير نفسه؟
إليك ما يمكن توقعه :
أولاً ، سيلعب التعلم المختلط دورًا محوريًا في التعليم ، سوف ينتقل الانتقال السريع إلى التعلم باستخدام الأنظمة الأساسية غير المتزامنة مثل Canvas أو Blackboard أو D2L والأنظمة الأساسية المتزامنة مثل Zoom ، إلى عصر ما بعد الفيروس التاجي ، ويعمل كأدوات قيّمة لتكملة فورية التعلم وجهاً لوجه. ويأتي هذا مصحوبًا بتداعيات إيجابية في السياسة: فالدول - مثل دول مجلس التعاون الخليجي - التي يشكو طلابها من عدم التوافق بين نتائج نظام التعليم واحتياجات سوق العمل ، قد تسد هذه الفجوة من خلال التعلم المختلط .

سيمكن هذا النموذج المعلمين من تخصيص وقت أكبر في الفصل الدراسي من أجل تطوير المهارات المهنية الناعمة ، مثل التفكير النقدي والقيادة والذكاء العاطفي ، والتي تعد أساسية للنجاح في إطار القطاع الخاص ، لذلك ، سيتخطى الطلاب الدافع الخارجي قصير المدى للعمل ، بينما يزيدون من دافعهم الداخلي الطويل المدى للأداء ، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى آثار إيجابية على التوظيف في الدولة وزيادة مستويات الإنتاجية .

ثانيًا ، يتطلب التحول إلى المنصات عبر الإنترنت ونتائج التعليم المعدلة دورًا جديدًا للمعلم. إن تطوير المهارات المعرفية ذات الصلة بالوظيفة العليا أصبحت أكثر أهمية اليوم من أي وقت مضى. يحتاج الطلاب إلى المهارات اللازمة للتنقل / الإبحار في التدفق المستمر للمعلومات للاستفادة الكاملة من عملية التعلم ، استنادًا إلى البرنامج الحالي لنتائج تقييم الطلاب الدوليين ، من غير المرجح أن يتنقل الطلاب بشكل فعال في عالم التعلم عبر الإنترنت بأنفسهم دون توجيه كبير

توضح مراجعة لدراسة حول فقدان التعلم الصيفي في الولايات المتحدة أنه خلال العطلة الصيفية ، يفقد الطلاب ما يعادل شهرًا من التعلم في العام الدراسي - وهذا يتفاقم بسبب زيادة معدل الخسارة مع كل صف ، تؤكد هذه النتائج كذلك على الحاجة إلى أساليب تدريس جديدة وعمليات تعلم للمعلمين والطلاب على جميع المستويات

المدرسة بالمرحلة الابتدائية في الصف الرابع " ميريام أماكر ، Miriam Amacker " تقوم بعمل مدرسي في غرفتها في منزل عائلتها في سان فرانسيسكو في 9 أبريل 2020.
مراجعة المناهج لتشمل محو الأمية الرقمية كركيزة لمنهج شامل ومبتكر في علم التربية هي إحدى الطرق لتحقيق ذلك. وبعيدًا عن محو الأمية الرقمية ، من الضروري أن يتجاوز المعلمون دور مزود المحتوى الهرمي وأن يعملوا كمدربين وموجهين متعاونين. تقدم لنا COVID-19 الآن الوقت والفرصة لتجربة التكنولوجيا ودمجها لتحسين طرق التدريس والنتائج التعليمية .

ثالثًا ، توقع أن تكون المؤسسات التعليمية أكثر مرونة وأقل بيروقراطية ، لماذا ا؟ دفعت COVID-19 المؤسسات التعليمية إلى العمل السريع مع القليل من الاهتمام أو عدم النظر في الهياكل التنظيمية الخاملة والعمليات البيروقراطية المعقدة ، ستصبح الكفاءة التشغيلية لهذه العمليات موضع تساؤل الآن ، ومع ظهور تعليم متخصص قائم على الذكاء الاصطناعي ، سيطلب الطلاب مؤسسات ذكية وقابلة للتكيف. يجب أن تقترن القدرة على التكيف مع استثمارات أكبر لإنشاء أنظمة تعليمية قوية ومرنة لمواجهة الاضطرابات المستقبلية دون المساومة على تجربة التعلم .

رابعاً ، يتم تحديد الفجوة التعليمية لتضييقها أو توسيعها بناءً على عوامل متعددة ، وأهمها استمرار التعلم ، حيث تكشف عولمة التعليم التفاوت في التعليم الذي يتلقاه الكثيرون في جميع أنحاء العالم ، هذه الفجوة / التفاوت محفوفة بعوائق الوصول وقيود البنية التحتية. ومع ذلك ، أدت عمليات الإغلاق الوطنية إلى تحول عالمي سريع إلى التعلم عن بعد مع إمكانية تفاقم عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية الموجودة مسبقًا ، ومع ذلك ، تكمن بطانة فضية وراء هذه الأوقات غير المؤكدة : يمتلك المعلمون الآن مساحة لتعزيز التعليم الجيد العادل ، وتشكيل تحالفات عبر الصناعة التكنولوجية ، ودمج التقنيات الجديدة في التعلم .

تعقد " كيلي ديغيرو ، Kelly Dighero " معلمة الصف الثالث في مدرسة Phoebe Hearst Elementary ، أول اجتماع لها عبر الإنترنت مع الطلاب وأولياء الأمور في الحديقة الأمامية لمنزلها في " ساكرامنتو ، Sacramento " كاليفورنيا في 13 أبريل 2020 .

كما يمهد الوباء الطريق لشراكات بين القطاعين العام والخاص تتشكل حول هدف تعليمي مشترك يتجاوز المبادرات الممولة من الحكومة. ، على سبيل المثال ، تم تسهيل التعلم عن بعد في الصين من خلال التعاون بين الحكومة وشركات الاتصالات الرئيسية لضمان النطاق الترددي الكافي والرقمنة الموثوقة. في البلدان النامية حيث يواجه الطلاب حواجز إمكانية الوصول إلى الانترنت ، تواجه المؤسسات غير الربحية الآن مسؤولية أكبر لإنشاء نماذج تعليمية شاملة والمحافظة عليها والتي تقضي على الآثار الضارة للطبقات الطبقية.
أحد الخطوط الفضية للوباء هو المساحة المخصصة لقطاعات مثل التعليم لإعادة تصميم وإعادة تعريف المبادئ القائمة على القطاع. أصبح من الواضح أن نظام التعليم التقليدي غير كافٍ ومحدود جوهريًا. يجب تسريع التقدم نحو نموذج جديد للتعليم - نموذج يشمل الحاجة الناشئة للرقمنة.
يتم تعريف الطلاب اليوم من خلال التكنولوجيا وعرض سهولة الوصول إلى المعلومات على أنها امتداد لهويتهم. ما هو نادر ويتطلب اهتمامًا أكبر في عصر ما بعد COVID هو التعليم القائم على الذكاء العاطفي ، والتكيف الفكري ، والتفكير الريادي