أمير الكويت ينفق 50 مليون دينار سنويا
"آخر شيوخ الهيبة" يستكشف صراعات الأسرة الحاكمة بالكويت
دبي- حيان نيوف
قال إعلامي ومحام كويتي بارز إنه بعد أمير الكويت الحالي الشيخ صباح الأحمد الصباح لن يكون هناك أحد من شيوخ الأسرة قادرا على ضبط النظام أو الإبقاء على مكانة أسرة الصباح الحاكمة، وقد أطلق على الأمير الحالي لقب "آخر شيوخ الهيبة" في كتاب جديد حمل ذات الاسم، وحقق مبيعات عالية في الكويت.
كما تحدث المحامي الذي ألف الكتاب عن مخصصات أمير الكويت البالغة 50 مليون دينار سنويا، وعن انتشار الفساد في الطبقة السياسية ببلاده بما في ذلك بعض شيوخ الأسرة الحاكمة.
وبينما استبعد محمد عبد القادر الجاسم أن يكون كتابه "آخر شيوخ الهيبة" يتنبأ بالنهاية السياسية للأسرة الحاكمة في الكويت، شدد في حديث لـ"العربية.نت"، على أن الطاقم الموجود حاليا من أفراد الأسرة الحاكمة "غير مدرب ولايمتلك الخبرة الكافية لإدارة شؤون الدولة في مرحلة فيها الكثير من الصراعات الداخلية وتطلعات من قبل بعض الأطراف السياسية والعائلات التجارية التي تسعى لاستلام الأمور ليس من جهة استلام الحكم وإنما من جهة أن تكون لها الكلمة الأقوى في إدارة شؤون الدولة وهذا خطير".
صراعات داخل الأسرة
وأضاف: بعد الأمير الحالي لن يكون هناك أحد من الشيوخ قادرا على ضبط النظام أو فرض الهيبة أو الإبقاء على مكانة أسرة الصباح، فالأمير الحالي هو من الجيل القديم من الأمراء والشيوخ الذين لهم مكانة خاصة في الكويت ولديه خبرة وحكمة، من بعده الطاقم الموجود وكذلك ولي العهد الحالي لا يمتلك الخبرة الكافية لإدارة شؤون الدولة رغم أنه تسلم بعض المناضب الوزارية".
ويعتقد الجاسم أن المشكلة الحقيقة داخل الأسرة الحاكمة أن "كل ذرية مبارك تتطلع إلى الحكم وهناك صراعات داخلها من أجل ذلك"، لافتا إلى أنه "ما لم يكن الأمير الحالي قادرا على لجم هذه الصراعات داخل الأسرة لن يكون هناك من هو قادر على لجم الصراعات في مرحلة قادمة وهذا مصدر خطر".
ووفق الدستور الكويتي فإن الحكم يجب أن يكون في ذرية مبارك الصباح، "وهي ذرية كبيرة وكان يتداول الحكم في السنوات الماضية بين فرعين من فروع ذرية مبارك ولكن هذا لا يعني أن حق الحكم محصور في الفرعين، ولكنه متاح لكل فرد من أفراد الذرية وهي الآن أربع أو خمس فروع" – حسب الجاسم.
"تكالب" على السلطة
كما أشار الاعلامي محمد الجاسم إلى أن "الكويت مقبلة على تغييرات ليست في صالح الأسرة الحاكمة"، موضحا ذلك بوجود ما أسماه " تكالب على السلطة في الكويت" .
وقال: هناك من خارج الأسرة من يسعى للسيطرة على القرار، وهناك ضغوط وترتيبات دولية ستقود إلى ما يسمى شعبية الوزارة أي أن يتولى منصب رئيس الوزراء شخص من الشعب وليس من الأسرة. عندما تفقد الأسرة الحاكمة منصب رئيس الوزراء سوف يتقلص نفوذها. كما توجد تطلعات من أسر ذات نفوذ اقتصادي للسيطرة، وهذه تغيرات ليست في صالح الأسرة الحاكمة وليست في صالح الكويت وأي ضعف يصيب الأسرة لن يكون في صالح الشعب.
فساد الطبقة السياسية
ويشير إلى بعض الأخطار التي تعيشها الكويت وهي الفساد، قائلا إن "بعض أطراف الأسرة الحاكمة منغمسون في الفساد، فقضية الفساد في الكويت في كل الزوايا وهناك أطراف في القوى السياسية بكل تياراتها الاسلامية وغير الاسلامية منغمسة في الفساد والمؤسسة البرلمانية ذاتها أيضا هي أحد مراكز الفساد الذي هو متفش في كل الطبقة السياسية شيوخا وغير شيوخ" .
مخصصات أمير الكويت
وفي موضوع متصل، قال محمد عبد القادر الجاسم إن أمير الكويت يحصل سنويا على 50 مليون دولار كمخصصات يقرها البرلمان الكويتي.
وأوضح "يوجد عندنا نظام يسمى مخصصات الأمير ويقر بموجب قانون يوافق عليه البرلمان، ومؤخرا وافق البرلمان على مبلغ 50 مليون دينار سنويا كمخصصات للأمير توزع على أفراد الأسرة الحاكمة حيث يصدر الأمير أمرا بتحديد المستحقين من الأسرة الحاكمة لهذه المخصصات، فيصرف منها ولي العهد وأفراد الأسرة الحاكمة والشيخ سعد العبد الله الأمير السابق، وأما بقية أفراد الأسرة فوضعهم مثل بقية أبناء الشعب فهم موظفون ويعملون في مجالات مختلفة وفيهم رجال أعمال".
ويرى الجاسم أن الأسرة الحاكمة كانت تستمد شرعيتها قبل صدور الدستور عام 1962 من الأمر الواقع ومن رضا الشعب الكويتي وموافقته على الحكم، "فأسرة الصباح يحكمون الكويت منذ 3 قرون ولم يكن هناك من ينازعهم الحكم ولن يكون هناك من ينازعهم، ولكن بصدور الدستور سنة 1962 أصبح الدستور هو مصدر الشرعية وينظم علاقة الأسرة الحاكمة بالشعب الكويتي وهو بمثابة تكريس للأمر الواقع أي أنه توجد موافقة من الطرفين".
وفيما تحدث عن أنظمة عربية لا يمكنها الصمود لأيام دون دعم أمريكي وبريطاني، يقول الجاسم إن "الوضع في الكويت مختلف حيث النظام له شرعية لأنه لم يستلم الحكم عبر انقلاب أو نتيجة اغتصاب السلطة ولذلك ليس بحاجة للدعم الخارجي لتثبتيه فهو مستقر، ولكن من المحتمل أن يتقلص نفوذ الأسرة الحاكمة بفعل الضغط الغربي إزاء اتباع سياسات الاصلاح السياسي والمشاركة الشعبية والحريات وهذه سياسات تقلص من نفوذ الأسرة الحاكمة".
وكان الاعلامي محمد عبد القادر الجاسم نشر كتابه "آخر شيوخ الهيبة" في شهر أغسطس/آب الماضي، واقدمت وزارة الاعلام الكويتية على مصادرة بعض نسخه نهاية الشهر الماضي قبل أن تعود عن قرارها وترجع النسخ المصادرة، وتصدر تصريحا تؤكد فيه أنه لا قرار بمصادرة هذا الكتاب. وقال الجاسم إن لجنة الرقابة في وزارة الاعلام أوصت بمنع الكتاب إلا أنه لم يؤخذ بهذه التوصية، وسيسمح للكتاب بالعرض في معرض الكتاب القادم بالكويت.