السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نكمل معكم ماتبقى من كتاب التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
الجزء الخامس
باب أين يكون الناس ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ) ؟
مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله علية وسلم : كنت قائماً عند رسول الله صلى الله علية وسلم فجاء حبر من أحبار اليهود فقال : السلام عليكم يامحمد , وذكر الحديث وفية فقال اليـهودي : أين يكـون الناس { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ }
( إبراهيم:48) ؟ فقال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( هم في الظلمة دون الجسر)) (1)
الحديث بطولة وسيأتي . وخرج مسلم أيضاً وأبن ماجة جميعاً قالا: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة , حدثنا علي بن مسهر , عن داود بن أبي هند عن الشعبي , عن مسروق , عن عائشة قالت : سئل رسول الله صلى الله علية وسلم عن
قولة تعالى { يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ } , فأين يكون الناس يومئذٍ ؟ قال : (( على الصراط )) (2)
باب منة: أمور تكون قبل الساعة
ذكر علي بن معبد عن أبي هريرة قال : حدثنا رسول الله صلى الله علية وسلم ونحن في طائفة من أصحابة فقال : (( إن الله تعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخص ببصره إلي العرش ينتظر متى يؤمر )) . فقال أبو هريرة قلت يا رسول الله وما الصور ؟
قال : (( قرن)) فقلت : وكيف هو ؟ قال : (( هو عظيم والذي نفسي بيده إن عظم دارة فيه لكعرض السماء والأرض , فينفخ فيه ثلاث نفخات الأولى , نفخة الفزع , والثانية , نفخة الصعق , والثالثة : نفخة القيام لرب العالمين , بة يأمر الله إسرافيل بالنفخة الأولى فيقول : انفخ نفخة الفزع فيفزع أهل السماء والأرض إلا من شاء الله ويأمره فيمدها ويديمها ويطولها )) يقول الله عز وجل : { وَمَا يَنظُرُ هَؤُلَاء إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً مَّا لَهَا مِن فَوَاقٍ }[ ص : 15 ] مأخوذة من فواق الحالب وهي المهلة بين الحلبتين وذلك أن الحالب يحلب الناقة والشاة ثم يتركها ساعة يرضعها الفصيل لتدر ثم يحلب , ومنة سمى الفواق فواقاً لأنة ريح يتردد في المعدة بين مهلتين أي أن هذه النفخة ممتدة لا تقطيع فيها ويكون ذلك يوم الجمعة في النصف من شهر رمضان فيسير الله عز وجل { يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ 6 تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ 7 قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ 8 } [ النازعات : 9_ 8 ] . فتكون الأرض كالسفينة في البحر تضربها الأمواج فيميد الناس على ظهرها وتذهل المراضع وتضع الحوامل مافي بطونها وتشيب الولدان وتتطاير الشياطين هاربة , حتى تأتي الأقطار فتتلقاها الملائكة هاربة فتضرب بها وجوهها ويولي الناس مدبرين ينادي بعضهم بعضاً وهي التي يقول الله عز وجل : { وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ 32 يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } [ غافر : 32-33]. فبينما هم على ذلك إذ تصدعت الأرض من قطر إلي قطر , ورأوا عظيماً لم يروا مثله فيأخذهم من ذلك من الكرب والهول ما الله بة عليم , ثم ينظرون إلي السماء عنهم , فإذا هي كالمهل ثم انشقت وانخسف شمسها وقمرها وانتثرت نجومها , ثم كشطت السماء عنهم , ثم قال رسول الله صلى الله علية وسلم : (( والموتى لا يعلمون شيئاً من ذلك)) قلت يا رسول الله فمن استثنى الله عز وجل حين يقول { فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ } [ النمل :87 ] .
(( أولئك هم الشهداء عند ربهم يرزقون. إنما يصل الفزع إلي الأحياء يقيهم الله شر ذلك اليوم ويؤمنهم منه . وهو عذاب يلقيه الله على أشرار خلقه, وهو الذي يقول الله تعالى { أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ } [ الحج: 1 ].أي شديد , فتمكثوا في ذلك ما شاء الله إلا أنة يطول عليهم كأطول يوم , ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق )) الحديث بطولة وقد تقدم وسطه وهذا آخرة.
(1) رواة مسلم (315)
(2) (2) رواة مسلم (2791) والترمذي( 3121) وابن ماجة (4279) والدارمي ( 2809) واحمد 6/35-101-134-218
الجزء السادس سيكون عن باب الحشر فقط .