مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 04-04-2005, 10:28 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الأطفال التوحديون ودور الأسرة في البرامج العلاجية

لا زال اضطراب التوحد Autism يعتبر مثار بحث مجهد بين العلماء منذ أن قام بتعريفه الطبيب الأمريكيLeo Kanner ليو كانر سنة 1943 حين نشر بحثه الكلاسيكي المسمى بالاختلالات التوحدية في الاتصال الوجداني، وفيه أطلق مفهوم التوحد الطفولي على مجموعة من الأطفل الذين تابعهم بعناية، كما أشار له \"باولر\" ليصف به إحدى الحالات الأولية للفصام، والانشغال التام بالذات، أكثر من الانشغال بالعالم الخارجي.
وقد أطلقت مسميات عدة على هذا الاضطراب مثل الاجترارية والانغلاق على الذات، وكذلك الاعاقة الغامضة نظراً لعدم توصل العلماء إلى الأسباب الحقيقية التي تكمن وراء هذا الاضطراب، وإلى طرق علاجية ناجحة له.
ويعتبر تعريف الجمعية الأمريكية للتوحد (2000) من أحدث التعريفات بهذا الاضطراب والذي نظرت له كنوع من الاضطرابات في تطور نمو الطفل تظهر خلال السنوات الثلاثة الأولى من العمر، نتيجة لاضطرابات عصبية فسيولوجية تؤثرعلى وظائف المخ، وتؤثر على مختلف نواحي النمو، الاجتماعية والتواصلية، والعقلية والانفعالية والسلوكية Pervasive Developmental Disorder (PDD)، وتستمر هذه الاضطرابات التطورية مدى الحياة، ولكنها تتحسن نتيجة البرامج العلاجية، والتدريببات التربوية المقدمة للطفل.
وتختلف الدراسات في تحديد نسبة انتشار التوحد بين الأطفال نظراً لاختلاف أعراضه ومعايير تشخيصه، فقدرت بعض الأبحاث نسبة حدوثه ما بين 4-5 لكل 10 آلاف ولادة، فيما أشارت أخرى إلى 10 من كل 10 آلاف ولادة، وهو يصيب الذكور أكثر من الاناث بنسبة (4-1) ويحدث في جميع الطبقات العرقية والاجتماعية والثقافية المختلفة، وإن امكانية انجاب اكثر من طفل في الأسرة يعاني من التوحد هو أمر نادر الحدوث.

سماته:
لعل من أهم سمات الطفل التوحدي الصعوبات التي يواجهها في إقامة علاقات اجتماعية ومشكلات التواصل اللفظي وغير اللفظي ومقاومة التغيير، وافتقاره للعب التخيلي، ووفقاً للدليل التشخيصي الاحصائي الرابع DSM IV فلا يهتم الطفل التوحدي بمن حوله ويتصرف كالأصم، ولا يحب أن يضمه أحد، ولا يخاف الخطر ويكرر كلام الآخرين، وقد يلاحظ عليه إما نشاط مفرط أو خمول زائد، واستجاباته الانفعالية لا تناسب الموقف، ولا يوجد لديه اتصال بصري كافي، وهو يستمتع بلفّ الأشياء، ولا يستطيع التعبير عن الألم، ويتعلق بأشياء تافهه، مع وجود حركات نمطية متكررة كالرفرفة وهز الجسم، علماً أنه ليس من المفترض أن توجد هذه الصفات جميعها لدى الطفل التوحدي، بل تختلف امكانية ظهورها من حيث شكلها وشدتها من طفل لآخر، وقد أشارت دراسة \" دونالد وكابرولو\" Donad & Caparulo إلى أن حوالي 80% من الأطفال التوحديين يعانون من إعاقة ذهنية وأن 60% منهم تقل درجة ذكائه عن 50.
البرامج المقدمة للأطفال التوحديين:
أثبتت الدراسات أنه لا يوجد برنامج علاجي واحد يمكن أن ينجح مع كل حالات التوحد، لذلك يأتي العلاج على شكل خطط فردية حسب كل حالة، ولا يوجد أسلوب علاجي أو تربوي واحد أكثر فعالية للعمل من غيره مع التوحديين، ولكن معظم الباحثين في هذا المجال يشيرون إلى تجاوب التوحديين بطريقة جيدة مع برامج التربية الخاصة، والمعدّة لكل حسب حالته ومن أهم البرامج العلاجية:
1- العلاج بالأدوية للتقليل من الأعراض المرافقة للتوحد، وليس الشفاء منه.
2- العلاج بالفيتامينات مثل فيتامين B المساعد في هضم البروتينات ، ومعدن المغنيسيوم المساعد في بناء العظام وصحة الخلايا العصبية والعظمية.
3- العلاج الغذائي: والذي ينطلق من عدم قدرة التوحديين على هضم بروتين الجلوتين الموجود في القمح وبروتين الكازين الموجود في الحليب الأمر الذي يحتاج تطبيق نظام حمية غذائية على الطفل.
4- برنامج التكامل السمعي الذي ينطلق من أن بعض التوحديين لديهم حساسية سمعية لبعض المثيرات.
5- التكامل الحسي الذي يفترض أن التوحديين لديهم اضطراب في التكامل الحسي نتيجة عدم قدرة الدماغ على دمج المثيرات البيئية القادمة من الحواس فيحدث صعوبة في التناسق الحركي الدقيق، لذلك يتم ايجاد ارتباطات جديدة بين الأعصاب عن طريق تطوير الأنظمة العصبية على تنظيم ومعالجة المثيرات البيئية القادمة من الحواس المختلفة.
6- العلاج بالموسيقى الذي يتم من خلال اخضاع الطفل التوحدي إلى تسجيلات إيقاعية مصممة خصيصاً له يستمع إليها لمدة 8 أسابيع.
7- برامج العلاج المعتمدة على المهارات لتطوير تفاعلهم مع البيئة من حولهم عن طريق تبادل الصور وتمييزها والتبادل الجسدي المساند، وبناء الجمل.
8- البرامج التربوية: وتشترك جميعها في تركيزها على التأثير الايجابي الكبير على التوحدي لزيادة درجات ذكاؤه وزيادة السلوك الاجتماعي المقبول والتقليل من أعراض التوحد ومن أهمها برامج تعديل السلوك، وبرامج مشاركة الأسرة وتدريبها ليصبح أعضاؤها أخصائيين مساعدين.
دور الأسرة:
يعتبر دور الأسرة أساسياً في تطبيق البرامج التربوية والعلاجية للطفل التوحدين فالأسرة هي التي تقضي أكبر وقت مع الطفل وهي التي تراقب وتلاحظ على الأغلب وجود أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وهي التي تنقل المعلومات والملاحظات عن جوانبه غير العادية، والوالدين هما أول من يتلقى الصدمة والمفاجأة بعد مرحلة التشخيص، ويعيشان مراحل الرفض والانكار للحالة والتنقل من طبيب إلى آخر إلى أن يصل الأمر بهم لتقبل الحالة والبحث عن البرامج التربوية والعلاجية المناسبة، لذلك فهم يلعبون دوراً كبيراً في نجاح هذه البرامج.
وتقوم الأسرة بمساعدة الاختصاصيين على فهم العديد من جوانب الضعف أو القوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عادة في أماكن الملاحظة والفحص مثل العيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل ، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوادين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها.
ويجب أن تكون الأسرة أحد أهم أعضاء فريق العمل فلديها من المعلومات التي تؤهل أفرادها من الناحية العملية لأخذ دور هام في اختيار الأهداف وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب وتسجيل التقدم الذي يطرأ على طفلهم في المنزل، وتدريبه على تعميم المهارات التي تعلمها في المدرسة، أو المركز ونقلها للمنزل.
وهناك العديد من أولياء الأمور الذين وصلوا لمرحلة الابتكار في العمل مع طفلهم التوحدي، وتوليد خيارات وبدائل جديدة لحل بعض المشكلات السلوكية التي تواجههم في المنزل وبالتالي التغلب عليها عن طريق التجريب والملاحظة، وإصرارهم على تغير سلوك طفلهم نحو الأفضل، وإشراكه في النشاطات الاجتماعية والزيارات والتفاعل مع الآخرين.
ومن العوامل والمتغيرات التي قد تؤثر سلباً على تطبيق البرامج التربوية والعلاجية المقدمة للطفل التوحدي ما يلي:
1- حجم الأسرة وعدد أفرادها، مما يؤثر سلباً على الوقت الذي يمكن أفرادها لتخصيصه في متابعة الطفل.
2- عمل الوالدين وغيابهما فترات زمنية طويلة عن المنزل، لذلك تأتي هنا أهمية ترتيب الأدوار التي سيقوم بها الوالدين تجاه الطفل وفقاً لطبيعة الظروف الأسرية.
3- اعتماد هذه البرامج في تطبيقها ومتابعتها على الأم فقط دون إشراك بقية أفراد ألأسرة، لذلك ينبغي أن تتحمل الأسرة كاملة مسئولية التفاعل مع الطفل التوحدي والتعاون في حل مشكلاته والتعامل معه بطريقه مماثلة من الجميع.
4- مدى تقبل أفراد الأسرة للطفل ورغبتهم وحماسهم للتغيير سلوكه، وكذلك طبيعة الروابط الأسرية ودرجة متانتها.

ومن الأمور العامة التي يجب أن تدركها أسرة الطفل التوحدي قابليته للتعليم وللتدريب وللتواصل مع الآخرين مهما كانت شدة إعاقته، وأن تضع الأسرة نصب عينيها التفاؤل نحو نجاح طرق التعامل معه، والصبر و المثابرة في العمل، ومن أهم الصفات والأمور التي يجب أن يتحلى بها والدي الطفل التوحدي مايلي:
- عدم الشعور بالذنب تجاه وجود هذا الطفل في الأسرة.
- الإبتعاد عن الانفعالات النفسية السلبية كالقلق والغضب والاكتئاب
- التفاؤل والأمل بإمكانية تطور مهارات الطفل.
- الصبر والمثابرة في العمل مع الطفل وعدم اليأس
- الاطلاع على كل ما يستجد في عالم التوحد لأ ن هذا الاضطراب لا يزال يلفه الغموض
- التكيف مع المشكلات السلوكية للطفل
- القدرة على ايجاد الطريقة المناسبة للتواصل مع الطفل
- توليد بدائل الحل وعدم الاعتماد على طريقة واحدة
- إشراك الطفل في المناسبات الأسرية وتعريف المجتمع بإعاقته
- الالتحاق بمجموعات الدعم الأسري والاستفادة من تجارب الآخرين.

مستقبل الطفل التوحدي
يعتمد جزء كبير من تطور مهارات الطفل التوحدي ونجاح البرامج العلاجية المقدمة على مدى التعاون بين المختصين والأسرة، وعلى مثابرة الوالدين في العمل مع طفلهما، وتشير الدراسات بأن 20-30% من الحالات الخفيفة ذات الذكاء العادي تتحسن مع التدريب، وإن أكثر من 70% من حالات التوحد تستمر معهم ويبقون بحاجة إلى رعاية تامة لعدم تحقيقهم الاستقلالية التامة في المعيشة.
إن البيئة المتفهمة العطوفة التي تساند الطفل لا بد أن تساهم في تحقيق تحسن ملحوظ في حالته، وخاصة إذا كان الطفل غير مصاب بمضاعفات إضافية أو إعاقات مصاحبة، أما إذا كان الذكاء مرتفعاً مثل حالات (الأسبرجرز) Asperger Syndrome وبدأت العناية بها بشكل مبكر، فيستطيع الطفل تحقيق النجاح في التعليم النظامي حتى التعليم الجامعي وما فوقه كما حصل في الحالات الأربعة المشهورة في العالم حتى الآن والتي حصلت على الدكتوراه بالرغم من أن إحداها لا تتواصل بالكلام.

روحي عبدات
اختصاصي نفسي وتربوي

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 04-04-2005, 10:38 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مرض التوحد

أخي المعلم .. أختي المعلمة ،

قد تلاحظون أن هناك طلابا أو طالبات منغلقين على أنفسهم لا يتواصلون ولا يندمجون مع زملائهم ولديهم صعوبة في النطق أو يستخدمون لغة الإشارة بكثرة . فمثل هؤلاء قد يعانون من مرض عصبي و أنصح أحبتي في مثل هذه الحالات استدعاء أولياء أمور هؤلاء الطلاب أو الطالبات ومحاولة توجيهم وإشعارهم بأن ابنهم بحاجة إلى كشف طبي .

ما هو التوحد :

التوحد .. هو إعاقة متعلقة بالنمو عادة ما تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل. وهي تنتج عن اضطراب في لجهاز العصبي مما يؤثر على وظائف المخ، ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من بين 500 شخص. وتزداد نسبة الإصابة بين الأولاد عن البنات بنسبة 4:1، ولا يرتبط هذا الاضطراب بأية عوامل عرقية، أو اجتماعية، حيث لم يثبت أن لعرق الشخص أو للطبقة الاجتماعية أو الحالة التعليمية أو المالية للعائلة أية علاقة بالإصابة بالتوحد.
ويؤثر التوحد على النمو الطبيعي للمخ في مجال الحياة الاجتماعية ومهارات التواصل communication skills . حيث عادة ما يواجه الأطفال والأشخاص المصابون بالتوحد صعوبات في مجال التواصل غير اللفظي، والتفاعل الاجتماعي وكذلك صعوبات في الأنشطة الترفيهية. حيث تؤدي الإصابة بالتوحد إلى صعوبة في التواصل مع الآخرين وفي الارتباط بالعالم الخارجي. حيث يمكن أن يظهر المصابون بهذا الاضطراب سلوكاً متكرراً بصورة غير طبيعية، كأن يرفرفوا بأيديهم بشكل تكرر، أو أن يهزوا جسمهم بشكل متكرر، كما يمكن أن يظهروا ردوداً غير معتادة عند تعاملهم مع الناس، أو أن يرتبطوا ببعض أشياء بصورة غير طبيعية، كأن يلعب الطفل بسيارة معينة بشكل متكرر وبصورة غير طبيعية، دون محاولة التغيير إلى سيارة أو لعبة أخرى مثلاً، مع وجود مقاومة لمحاولة التغيير. وفي بعض الحالات، قد يظهر الطفل سلوكاً عدوانياً تجاه الغير، أو تجاه الذات.

أسباب التوحد:

لم تتوصل البحوث العلمية التي أجريت حول التوحد إلى نتيجة قطعية حول السبب المباشر للتوحد، رغم أن أكثر البحوث تشير إلى وجود عامل جيني ذي تأثير مباشر في الإصابة بهذا الاضطراب، حيث تزداد نسبة الإصابة بين التوائم المطابقين (من بيضة واحدة) أكثر من التوائم الآخرين (من بيضتين مختلفتين)، ومن المعروف أن التوأمين المتطابقين يشتركان في نفس التركيبة الجينية. كما أظهرت بعض صور الأشعة الحديثة مثل تصوير التردد المغناطيسي MRI و PET وجود بعض العلامات غير
الطبيعية في تركيبة المخ، مع وجود اختلافات واضحة في المخيخ، بما في ذلك في حجم المخ وفي عدد نوع معين من الخلايا المسمى "خلايا بيركنجي Purkinje cells. ونظراً لأن العامل الجيني هو المرشح الرئيس لأن يكون السبب المباشر للتوحد، فإنه تجرى في الولايات المتحدة بحوثاً عدة للتوصل إلى الجين المسبب لهذا الاضطراب.
ولكن من المؤكد أن هناك الكثير من النظريات التي أثبتت البحوث العلمية أنها ليست هي سبب التوحد، كقول بعض علماء التحليل النفسي وخاصة في الستينيات أن التوحد سببه سوء معاملة الوالدين للطفل، وخاصة الأم، حيث إن ذلك عار عن الصحة تماماً وليست له علاقة بالتوحد. كما أن التوحد ليساً مرضاً عقلياً، وليست هناك عوامل مادية في البيئة المحيطة بالطفل يمكن أن تكون هي التي تؤدي إلى إصابته بالتوحد.

أشكال التوحد:

عادة ما يتم تشخيص التوحد بناء على سلوك الشخص، ولذلك فإن هناك عدة أعراض للتوحد، ويختلف ظهور هذه الأعراض من شخص لآخر، فقد تظهر بعض الأعراض عند طفل، بينما لا تظهر هذه الأعراض عند طفل آخر، رغم أنه تم تشخيص كليهما على أنهما مصابان بالتوحد. كما تختلف حدة التوحد من شخص لآخر. هذا ويستخدم المتخصصون مرجعاً يسمى بالـ DSM-IV Diagnostic and Statistical Manual الذي يصدره اتحاد علماء النفس الأمريكيين، للوصول إلى تشخيص علمي للتوحد. وفي هذا المرجع يتم تشخيص الاضطرابات المتعلقة بالتوحد تحت العناوين التالية: اضطرا بات النمو الدائمة Pervasive Developmental Disorder (PDD)، التوحد autism، اضطرا بات النمو الدائمة غير المحددة تحت مسمى آخر PDD-NOS (not otherwise specified)، متلازمة أسبرجر Asperger’s syndrome، متلازمة رَت Rett’s syndrome، واضطراب الطفولة التراجعي Childhood Disintegrative Disorder. ويتم استخدام هذه المصطلحات بشكل مختلف أحياناً من قبل بعض المتخصصين للإشارة إلى بعض الأشخاص الذين يظهرون بعض، وليس كل، علامات التوحد. فمثلاً يتم تشخيص الشخص على أنه مصاب "بالتوحد" حينما يظهر عدداً معينا من أعراض التوحد المذكورة في DSM-IV، بينما يتم مثلاً تشخيصه على أنه مصاب باضطراب النمو غير المحدد تحت مسمى آخرPDD-NOS حينما يظهر الشخص أعراضاً يقل عددها عن تلك الموجودة في "التوحد"، على الرغم من الأعراض الموجودة مطابقة لتلك الموجودة في التوحد. بينما يظهر الأطفال المصابون بمتلازمتي أسبرجر ورت أعراضاً تختلف بشكل أوضح عن أعراض التوحد. لكن ذلك لا يعني وجود إجماع بين الاختصاصيين حول هذه المسميات، حيث يفضل البعض استخدام بعض المسميات بطريقة تختلف عن الآخر.

كيف يتم تشخيص التوحد:

ولعل هذا الأمر يعد من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً، وخاصة في الدول العربية، حيث يقل عدد الأشخاص المهيئين بطريقة علمية لتشخيص التوحد، مما يؤدي إلى وجود خطأ في التشخيص، أو إلى تجاهل التوحد في المراحل المبكرة من حياة الطفل، مما يؤدي إلى صعوبة التدخل في أوقات لاحقة. حيث لا يمكن تشخيص الطفل دون وجود ملاحظة دقيقة لسلوك الطفل، ولمهارات التواصل لديه، ومقارنة ذلك بالمستويات المعتادة من النمو والتطور. ولكن مما يزيد من صعوبة التشخيص أن كثيراً من السلوك التوحدي يوجد كذلك في اضطرا بات أخرى. ولذلك فإنه في الظروف المثالية يجب أن يتم تقييم حالة الطفل من قبل فريق كامل من تخصصات مختلفة، حيث يمكن أن يضم هذا الفريق: أخصائي أعصاب neurologist، أخصائي نفسي أو طبيب نفسي، طبيب أطفال متخصص في النمو، أخصائي علاج لغة وأمراض نطق speech-language pathologist، أخصائي علاج مهني occupational therapist وأخصائي تعليمي، والمختصين الآخرين ممن لديهم معرفة جيدة بالتوحد. هذا وقد تم تطوير بعض الاختبارات التي يمكن استخدامها للوصول إلى تشخيص صحيح للتوحد، ولعل من أشهر هذه الاختبارات :

(CHAT )hecklist for Autism in Toddlers،Chilhood Autism Rating Scale- CARS وغيرهما. وهي للاستخدام من قبل المتخصصين فقط.

أعراض التوحد:

التواصل: يكون تطور اللغة بطيئاً، وقد لا تتطور بتاتاً، يتم استخدام الكلمات بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، حيث ترتبط الكلمات بمعانٍ غير معتادة لهذه الكلمات، يكون التواصل عن طريق الإشارات بدلاً من الكلمات، يكون الانتباه والتركيز لمدة قصيرة.
التفاعل الاجتماعي : يقضي وقتاً أقل مع الآخرين، يبدي اهتماماً أقل بتكوين صداقات مع الآخرين، تكون استجابته أقل للإشارات الاجتماعية مثل الابتسامة أو النظر للعيون.
المشكلات الحسية: استجابة غير معتادة للأحاسيس الجسدية، مثل أن يكون حساساً أكثر من المعتاد للمس، أو أن يكون أقل حساسية من المعتاد للألم، أو النظر، أو السمع، أو الشم.
اللعب: هناك نقص في اللعب التلقائي أو الابتكاري، كما أنه لا يقلد حركات الآخرين، ولا يحاول أن يبدأ في عمل ألعاب خيالية أو مبتكرة.
السلوك: قد يكون نشطاً أو حركاً أكثر من المعتاد، أو تكون حركته أقل من المعتاد، مع وجود نوبات من السلوك غير السوي (كأن يضرب رأسه بالحائط، أو يعض) دون سبب واضح. قد يصر على الاحتفاظ بشيء ما، أو التفكير في فكرة بعينها، أو الارتباط بشخص واحد بعينه. هناك نقص واضح في تقدير الأمور المعتادة، وقد يظهر سلوكاً عنيفاً أو عدوانيا، أو مؤذياً للذات. وقد تختلف هذه الأعراض من شخص لآخر، وبدرجات متفاوتة.

جمع وإعداد / عبد الله الخضراوي

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 05-04-2005, 01:36 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

صعوبات التعلم

يسعدني أن أقدم لكم بعض الجوانب التي نستطيع من خلالها التفريق بين صعوبات التعلم وبطيئو التعلم والمتأخرون دراسياً .

الجوانب

سأتطرق هنا إلى ذكر عدة جوانب مهمة في التفريق بين الفئات الثلاث الأنفة الذكر
1- جانب التحصيل الدراسي :
* طلاب صعوبات التعلم / منخفض في المواد التي تحتوي على مهارات التعلم الأساسية
( الرياضيات _ القراءة _ الإملاء ) .

*الطلاب بطيئو التعلم / منخفض في جميع المواد بشكل عام مع عدم القدرة على الاستيعاب.

*الطلاب المتأخرون دراسياً / منخفض في جميع المواد مع إهمال واضح ، أو مشكلة صحية

2- جانب سبب التدني في التحصيل الدراسي
*صعوبات التعلم / اضطراب في العمليات الذهنية [ الانتباه ، الذاكرة ، التركيز ، الإدراك ]
* بطيئوا التعلم / انخفاض معامل الذكاء .
* المتأخرون دراسياً / عدم وجود دافعيه للتعلم .

3- جانب معامل الذكاء (القدرة العقلية) :
· صعوبات التعلم / عادي أو مرتفع معامل الذكاء من 90 درجة فما فوق.
· بطيئوا التعلم / يعد ضمن الفئة الحدية معامل الذكاء 70-- 84 درجة .
· المتأخرون دراسياً / عادي غالباً من 90 درجة فما فوق .

4- جانب المظاهر السلوكية :
· صعوبات التعلم / عادي وقد يصحبه أحياناً نشاط زائد .
· بطيئوا التعلم / يصاحبه غالباً مشاكل في السلوك التكيفي [ مهارات الحياة اليومية __ التعامل مع الأقران __ التعامل مع مواقف الحياة اليومية ] .
· المتأخرون دراسياً / مرتبط غالباً بسلوكيات غير مرغوبة أو إحباط دائم من تكرار تجارب فاشلة .

5- جانب الخدمة المقدمة لهذه الفئة :
· صعوبات التعلم / برامج صعوبات التعلم والاستفادة من أسلوب التدريس الفردي .
· بطيئوا التعلم / الفصل العادي مع بعض التعديلات في المنهج .
· المتأخرون دراسياً / دراسة حالته من قبل المرشد الطلابي في المدرسة

الواقع أن هناك العديد من التعاريف لصعوبات التعلم، ومن أشهرها أنها الحالة التي يظهر صاحبها مشكلة أو أكثر في الجوانب التالية:
القدرة على استخدام اللغة أو فهمها، أو القدرة على الإصغاء والتفكير والكلام أو القراءة أو الكتابة أو العمليات الحسابية البسيطة، وقد تظهر هذه المظاهر مجتمعة وقد تظهر منفردة. أو قد يكون لدى الطفل مشكلة في اثنتين أو ثلاث مما ذكر.

فصعوبات التعلم تعني وجود مشكلة في التحصيل الأكاديمي (الدراسي) في مواد القراءة / أو الكتابة / أو الحساب، وغالبًا يسبق ذلك مؤشرات، مثل صعوبات في تعلم اللغة الشفهية (المحكية)، فيظهر الطفل تأخرًا في اكتساب اللغة، وغالبًا يكون ذلك متصاحبًا بمشاكل نطقية، وينتج ذلك عن صعوبات في التعامل مع الرموز، حيث إن اللغة هي مجموعة من الرموز (من أصوات كلامية وبعد ذلك الحروف الهجائية) المتفق عليها بين متحدثي هذه اللغة والتي يستخدمها المتحدث أو الكاتب لنقل رسالة (معلومة أو شعور أو حاجة) إلى المستقبل، فيحلل هذا المستقبل هذه الرموز، ويفهم المراد مما سمعه أو قرأه. فإذا حدث خلل أو صعوبة في فهم الرسالة بدون وجود سبب لذلك (مثل مشاكل سمعية أو انخفاض في القدرات الذهنية)، فإن ذلك يتم إرجاعه إلى كونه صعوبة في تعلم هذه الرموز، وهو ما نطلق عليه صعوبات التعلم.

إذن الشرط الأساسي لتشخيص صعوبة التعلم هو وجود تأخر ملاحظ، مثل الحصول على معدل أقل عن المعدل الطبيعي المتوقع مقارنة بمن هم في سن الطفل، وعدم وجود سبب عضوي أو ذهني لهذا التأخر (فذوي صعوبات التعلم تكون قدراتهم الذهنية طبيعية)، وطالما أن الطفلة لا يوجد لديها مشاكل في القراءة والكتابة، فقد يكون السبب أنها بحاجة لتدريب أكثر منكم حتى تصبح قدرتها أفضل، وربما يعود ذلك إلى مشكلة مدرسية، وربما (وهذا ما أميل إليه) أن يكون هذا جزء من الفروق الفردية في القدرات الشخصية، فقد يكون الشخص أفضل في الرياضيات منه في القراءة أو العكس. ثم إن الدرجة التي ذكرتها ليست سيئة، بل هي في حدود الممتاز.

ويعتقد أن ذلك يرجع إلى صعوبات في عمليات الإدراك نتيجة خلل بسيط في أداء الدماغ لوظيفته، أي أن الصعوبات في التعلم لا تعود إلى إعاقة في القدرة السمعية أو البصرية أو الحركية أو الذهنية أو الانفعالية لدى الفرد الذي لديه صعوبة في التعلم، ولكنها تظهر في صعوبة أداء هذه الوظائف كما هو متوقع.

ورغم أن ذوي الإعاقات السابق ذكرها يظهرون صعوبات في التعلم، ولكننا هنا نتحدث عن صعوبات التعلم المنفردة أو الجماعية، وهي الأغلب التي يعاني منها طفلك.

و تشخيص صعوبات التعلم قد لا يظهر إلا بعد دخول الطفل المدرسة، وإظهار الطفل تحصيلاً متأخرًا عن متوسط ما هو متوقع من أقرانه -ممن هم في نفس العمر والظروف الاجتماعية والاقتصادية والصحية- حيث يظهر الطفل تأخرًا ملحوظًا في المهارات الدراسية من قراءة أو كتابة أو حساب.

وتأخر الطفل في هذه المهارات هو أساس صعوبات التعلم، وما يظهر بعد ذلك لدى الطفل من صعوبات في المواد الدراسية الأخرى يكون عائدًا إلى أن الطفل ليست لديه قدرة على قراءة أو كتابة نصوص المواد الأخرى، وليس إلى عدم قدرته على فهم أو استيعاب معلومات تلك المواد تحديدًا.

والمتعارف عليه هو أن الطفل يخضع لفحص صعوبات تعلم إذا تجاوز الصف الثاني الابتدائي واستمر وجود مشاكل دراسية لديه. ولكن هناك بعض المؤشرات التي تمكن اختصاصي النطق واللغة أو اختصاصي صعوبات التعلم من توقع وجود مشكلة مستقبلية، ومن أبرزها ما يلي:

- التأخر في الكلام أي التأخر اللغوي.
- وجود مشاكل عند الطفل في اكتساب الأصوات الكلامية أو إنقاص أو زيادة أحرف أثناء الكلام.
-ضعف التركيز أو ضعف الذاكرة.
-صعوبة الحفظ.
-صعوبة التعبير باستخدام صيغ لغوية مناسبة.
-صعوبة في مهارات الرواية.
-استخدام الطفل لمستوى لغوي أقل من عمره الزمني مقارنة بأقرانه.
-وجود صعوبات عند الطفل في مسك القلم واستخدام اليدين في أداء مهارات مثل: التمزيق، والقص، والتلوين، والرسم.

وغالبًا تكون القدرات العقلية للأطفال الذين يعانون من صعوبات التعلم طبيعية أو أقرب للطبيعية وقد يكونون من الموهوبين.

- أما بعض مظاهر ضعف التركيز، فهي::

-صعوبة إتمام نشاط معين وإكماله حتى النهاية.
-صعوبة المثابرة والتحمل لوقت مستمر (غير متقطع).
-سهولة التشتت أو الشرود، أي ما نسميه السرحان.
-صعوبة تذكر ما يُطلب منه (ذاكرته قصيرة المدى).
-تضييع الأشياء ونسيانها.
-قلة التنظيم.
-الانتقال من نشاط لآخر دون إكمال الأول.
-عند تعلم الكتابة يميل الطفل للمسح (الإمحاء) باستمرار.
-أن تظهر معظم هذه الأعراض في أكثر من موضع، مثل: البيت، والمدرسة، ولفترة تزيد عن ثلاثة أشهر.
-عدم وجود أسباب طارئة مثل ولادة طفل جديد أو الانتقال من المنزل؛ إذ إن هذه الظروف من الممكن أن تسبب للطفل انتكاسة وقتية إذا لم يهيأ الطفل لها.

وقد تظهر أعراض ضعف التركيز مصاحبة مع فرط النشاط أو الخمول الزائد، وتؤثر مشكلة ضعف التركيز بشكل واضح على التعلم، حتى وإن كانت منفردة، وذلك للصعوبة الكبيرة التي يجدها الطفل في الاستفادة من المعلومات؛ بسبب عدم قدرته على التركيز للفترة المناسبة لاكتساب المعلومات. ويتم التعامل مع هذه المشكلة بعمل برنامج تعديل سلوك.

ورغم أن هذه المشكلة تزعج الأهل أو المعلمين في المدرسة العادية، فإن التعامل معها بأسلوب العقاب قد يفاقم المشكلة؛ لأن إرغام الطفل على أداء شيء لا يستطيع عمله يضع عليه عبئًا سيحاول بأي شكل التخلص منه، وهذا ما يؤدي ببعض الأطفال الذين لا يتم اكتشافهم أو تشخيصهم بشكل صحيح للهروب من المدرسة (وهذا ما يحدث غالبًا مع ذوي صعوبات التعلم أيضًا إذا لم يتم تشخيصهم في الوقت المناسب).

وليست المشاكل الدراسية هي المشكلة الوحيدة، بل إن العديد من المظاهر السلوكية أيضًا تظهر لدى هؤلاء الأطفال؛ بسبب عدم التعامل معهم بشكل صحيح مثل العدوان اللفظي والجسدي، الانسحاب والانطواء، مصاحبة رفاق السوء والانحراف، نعم سيدي.. فرغم أن المشكلة تبدو بسيطة، فإن عدم النجاح في تداركها وحلِّها مبكرًا قد ينذر بمشاكل حقيقية. ولكن ولله الحمد فإن توفر الاهتمام بهذه المشاكل، والوعي بها، وتوفر الخدمات المناسبة والاختصاصيين المناسبين والمؤهلين يبشر بحال أفضل سواء للطفل أو لأهله.
مع أصدق دعواتي، ورجاء موافاتنا بالتطورات.

محمد علي القضاة

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 08-04-2005, 11:29 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العنوان: تعريف الاعاقه العقليه...

--------------------------------------------------------------------------------

تعريف ورد في كتاب الأستاذ الدكتور فاروق الروسان(( الاعاقة العقلية)) لعام 2003م، واعتقد أنه أحدث ما نشر عربيا حول تعريف الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي والترجمة الحرفية AAMR /The American Association on Mental Retardation):
التعريف نص على أن الاعاقة العقلية مستوى من الأداء الوظيفي العقلي الذي يقل عن المتوسط بدرجة ملحوظة،والتي تؤدي الى تدني في عدد من مظاهر السلوك التكيفي وتظهر في مراحل العمر النمائية.

يصنف التعريف الاعاقة العقلية كما يلي
البسيطة: 50-55 الى 70-75
المتوسطة:35-40 الى 50-55
الشديدة:20-25 الى 35-40
الشديدة جدا: أقل من 2025
وقد جاء للاخ ابو زياد المصري في شبكة الخليج لذوي الاحتياجات الخاصه


ترجمة
الاخصائي النفسي
محمد محمد عوده( ابو زياد )
ماجستير علم النفس

التخلف العقلي :
هو إعاقة تتميز بالقصور في كلا من الوظائف العقلية والسلوك التكيفي الذي يظهر في المهارات الكيفية العملية والاجتماعية والتصورية . ويظهر قبل سن 18 سنة .

وهناك 5 فروض أساسية لتطبيق هذا التعريف :

1-القصور في الوظائف الحالية يتعين توثيقه خلال سياق بيئات المجتمع التي يعيشها أقران الفرد من فئته العمرية والثقافية .

2-يعتبر التقييم صحيح عندما يأخذ في الحسبان الاختلافات الثقافية واللغوية للفرد بالإضافة إلى مجال الاتصال ، والمجال الحسي ، والحركي ، والعوامل السلوكية .

3-القصور عادة ما يصاحبه جوانب قوه.

4-من المهم أن نعلم أن القصور يمكن أن ينمو ويتطور ويقوى إذا وضعت له خطة فردية تدعم حاجاته .

5-بالتدعيم والمساندة المناسبة للفرد على المدى البعيد سوف تتحسن الحياة الوظيفية بصفة عامة للشخص .

ومن خلال التعريف نجده يشير إلى مصطلحات: الإعاقة – الذكاء _ السلوك التكيفي _ المساندة أو التدعيم .

الإعاقة :
تشير إلى قصور في الشخصية الذي يظهر في عجز أساسي عند محاولة العمل في المجتمع .
والإعاقة يجب أن تكون في سياق البيئة وعوامل الشخصية والحاجة إلى المساندة الفردية .

الذكاء :
هو قدرة عقلية عامة تستلزم القدرة على الاستدلال ، التخطيط ، حل المشكلات ، التفكير المجرد ، فهم الأفكار المعقدة ، التعلم بسرعة ، التعلم من الخبرة ...والذكاء يظهر من خلال درجات معامل الذكاء على الاختبارات المقننة والتي تطبق من خلال متخصص .
ويؤخذ بعين الاعتبار المحك العقلي عند تشخيص التخلف العقلي ...ويوجد في التعريف الدرجة الفاصلة وهى أن تكون اقل من المتوسط باثنين ( 2) انحراف معياري ...وأشار التعريف إلى الخطأ المعياري للقياس .

السلوك التكيفي :
هو مجموعة من المهارات العملية والاجتماعية والتصورية ( مفاهيم ) التي تعلم الناس كيف يمكن أن يؤدوا الناس وظائف حياتهم اليومية .
القصور في السلوك التكيفي يمكن أن يُحدد من خلال استخدام مقاييس معيارية تلك التي تصف الناس العاديين وغير العادين في سلوكياتهم .
والدلالة على القصور في السلوك التكيفي في هذه المقاييس المعيارية يتضح من خلال الانحراف عن المتوسط بمقدار اثنين ( 2 ) انحراف معياري في واحد من الاثنين التاليين :

1-أحد الأنواع الثلاثة التالية للسلوك التكيفي :
التصور ( المفاهيم ) – الاجتماعي _ العملي .

2-الدرجة الكلية على المقياس المعياري للمهارات العملية والاجتماعية والتصورية ( المفاهيم )

أمثلة على السلوك التكيفي :

1-المهارات التصورية :
 اللغة الاستقبالية والتعبيرية
 القراءة والكتابة
 المفاهيم المالية
 اتجاهات الذات

2-المهارات الاجتماعية :
 العلاقات بين الأشخاص
 المسئولية
 احترام الذات
 السذاجة ( الانخداع أو الاستغلال )
 البساطة
 إتباع القواعد
 طاعة القوانين
 تجنب الاضطهاد

3-المهارات العملية :
 الأنشطة الشخصية للمعيشة اليومية مثل :
الأكل – اللبس- الحركة ( الانتقال ) _ الحمام .
 الأنشطة المساعدة اليومية مثل :
إعداد الطعام – اخذ الدواء- استخدام التليفون- إدارة المال – استخدام وسائل النقل
_ عمل أنشطة التدبير المنزلي .
 المهارات المهنية
 الحفاظ على أمن البيئة .

المساندة ( الدعم ) supports :
هو مفهوم نشأ من 15 سنة وقد طور تأهيل وطرق خدمات التعليم التي تقدم للأشخاص المعاقين .
طريقة المساندة تُقيم الحاجات الخاصة للأفراد ثم تقترح الاستراتيجيات والخدمات المساندة التي ستزيد فاعلية الفرد .
وهى تعترف بالحاجات والظروف الفردية ، وهذا الأسلوب كان موجود في تعريف 1992 وبقى موجود في تعريف 2002 وقد توسعوا فيه ليواكبوا التقدم الذي حدث في العقد الماضي .
وتُعرف المساندة ( الدعائم ) كالموارد والاستراتيجيات الفردية الضرورية التي تعمل على ارتقاء النمو والتعلم والاهتمامات والراحة الشخصية للمعاق عقليا .
المساندة يمكن أن تُقدم من قبل الوالد – الصديق – المعلم – الأخصائي النفسي – الطبيب – أو من قبل أي شخص مناسب أو أي مؤسسة .

وتعود أهمية المساندة والدعائم إلى إنها يمكن أن تحسن الوظائف الشخصية وتساعد على تقرير المصير والمحتوى الاجتماعي والراحة الشخصية للمعاق .
والتركيز على المساندة كطريقة لتحسين التعليم ، التشغيل ، الترفيه ، والبيئات الحية جزء مهم من التركيز على الشخص وتقديم المساندة للأفراد المعاقين .

ويتم تحديد المساندة التي يحتاج إليها الفرد عن طريق تحليل تسع مجالات على الأقل تشمل :
التنمية البشرية – التربية والتعليم – المعيشة اليومية – المعيشة المجتمعية – الوظيفة – التأمين الصحي – السلوك الاجتماعي _ الحماية والدفاع .

أمثلة من المجالات التسعة :

أولا : أنشطة التنمية البشرية :
 إعطاء الفرصة للنمو الجسدي والتي تتضمن :
• تآزر اليد – العين
• المهارات الحركية الدقيقة
• المهارات الحركية الكبيرة
 إعطاء الفرصة للنمو المعرفي والذي يتضمن :
• استخدام الكلمات والصور التي تمثل العالم .
• الاستلال المنطقي من خلال الأحداث الملموسة
 إعطاء الفرصة للنمو الاجتماعي والعاطفي ويتضمن :
• أنشطة تعمل على بناء الثقة
• اتخاذ القرارات
• المبادرة

ثانيا : أنشطة التربية والتعليم :
 التفاعل مع المدربين والمعلمين والطلبة .
 المشاركة في القرارات الخاصة بالتدريب والأنشطة التربوية .
 التعلم باستخدام استراتيجيات حل المشكلات
 استخدام التكنولوجيا في التعلم
 التعلم واستخدام المهارات الأكاديمية ( قراءة الإشارات – حساب التغير ...الخ )
 التعلم واستخدام مهارات تقرير المصير .

ثالثا : أنشطة المعيشة اليومية :
 استخدام الحمام
 الغسيل والاهتمام بالملابس
 إعداد الطعام وتناوله .
 التدبير المنزلي والتنظيف .
 اللبس
 الاستحمام والنظافة الشخصية والاعتناء بالحاجات .
 تشغيل الأجهزة المنزلية واستخدام التكنولوجيا المنزلية .
 المشاركة في أنشطة وقت الفراغ داخل البيت .

رابعا : أنشطة المعيشة المجتمعية :
 استخدام النقل
 المشاركة في الترفيه وأنشطة وقت الفراغ .
 زيارة الأصدقاء والأسرة .
 التسوق وشراء البضائع
 التفاعل مع أعضاء المجتمع .
 استخدام المباني العامة ( الوزارات – المصالح الحكومية – المؤسسات ...الخ ) والأماكن العامة .

خامسا : أنشطة العمل ( الوظيفة ) :
 التعلم واستخدام المهارات الخاصة بالعمل .
 التفاعل مع الزملاء.
 التفاعل مع المشرفين .
 إكمال المهام المطلوبة بسرعة وكفاءة .
 تغيير واجبات العمل .
 الحصول على المساعدة والتدخل عند حودث أزمة .

سادسا : أنشطة التأمين الصحي :
 الحصول على خدمات علاجية .
 أخذ الدواء .
 تجنب الإخطار الخاصة بالصحة والسلامة .
 الاتصال بمزودي الراعية الصحية .
 الوصول إلى الطوارئ .
 الحفاظ على الحمية .
 الحفاظ على الصحة الجسدية .
 الحفاظ على الصحة العقلية / والحالة العاطفية .

سابعا : الأنشطة السلوكية :
 تعلم مهارات خاصة وسلوكيات خاصة .
 تعلم واتخاذ القرارات المناسبة .
 الحصول على علاجات الصحة العقلية .
 الحصول على علاج الإدمان .
 إدراج التفضيلات الشخصية في الأنشطة اليومية .
 الحفاظ على السلوك المناسب اجتماعيا على الملاء .
 التحكم في الغضب والعدوان .

ثامنا : الأنشطة الاجتماعية :
 المخالطة العائلية .
 المشاركة في الترفيه وأنشطة وقت الفراغ .
 اتخاذ القرارات الجنسية المناسبة .
 الاختلاط خارج العائلة .
 الحفاظ على الأصدقاء وعمل صداقات جديدة
 الاتصال بالآخرين لتلبية الحاجات الشخصية
 المشاركة في العلاقات تتسم بالحب والعمق .
 عرض المساعدة ومساعدة الآخرين .

تاسعا : أنشطة الحماية والدفاع :
 الدفاع عن النفس والآخرين .
 إدارة المال والإيرادات الشخصية .
 حماية النفسي من الاستغلال .
 ممارسة الحقوق والمسئوليات القانونية .
 المشاركة في منظمات للحماية .
 الحصول على الخدمات القانونية .
 استخدام البنوك وصرف الشيكات .
__________________
مركز الشروق للرعاية النهارية بالاحساء
تليفون 5870000-03
فاكس 5823761-03
_________________
-----------------------------------------------------------
جمعيةالحنان لذوي الحاجات الخاصه
تلفاكس 009617315650 -ص. ب.228 صور

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 08-04-2005, 11:31 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بحث بالشلل الدماغي

--------------------------------------------------------------------------------

بحث في الشلل الدماغي
كلية التربية
قسم التربية الخاصة
عمل العضوة: القلب الكبير/بتصرف

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المخلصين.
أما بعد:
انطلاقا من الكلمة التي تقول (( أعط كل ذي حق حقه )) تزايد الاهتمام بالفئات الخاصة من الناس لإعطائهم حقوقهم من الرعاية والتأهيل وعرض القدرات وقد اخترت فئة المصابين بالشلل الدماغي عنوانا لبحثي، إذ وجدت أن لهؤلاء الأشخاص حقوق مشروعة ومن الخطأ النظر إليهم على أنهم فئات عاجزة عن الحياة الطبيعية بما فيها العمل وإذا فهم يحتاجون إلى العون والمساعدة لا الشفقة.
إنهم يمتلكون قدرات ومواهب يستطيعون استثمارها والقيام بدور فعال ومنتج في المجتمع إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك. وبالإضافة إلى أنهم قادرين على العيش باستقلالية إذا توافرت لهم الخدمات والبرامج التي تنمي تلك المواهب والمهارات لديهم، لهذا أحببت أن أتعرف على طبيعة هؤلاء المصابين بالشلل الدماغي والتعريف المتعددة لهم وأسباب الإصابة وتصنيفاتها وكيفية الوقاية العلاج وذلك من خلال هذا البحث.
وأخيرا أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا البحث كما أعتذر عن كل تقصير فيه سائلة المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه من الخير والصلاح.


الشلل الدماغي

 التعاريف المتعددة لشلل الدماغي

لقد عاش الإنسان مع إخوانه من البشر على هذه الأرض التي خلقوا منها فتعارفوا وتفاعلوا مع بعضهم البعض، كما تنوعت صفاتهم وأخلاقهم وأفكارهم وهمومهم وأمراضهم، حتى قام العلماء منهم بالبحث في طبيعة الإنسان البشرية وتعرف خصائصها ووضع الحلول المناسبة لها والتي تجعل الإنسان يعيش حياة طبيعية ومستقرة على هذه الأرض.
أما بعد، لقد اهتم العلماء بظاهرة منتشرة يعاني منها بعض سكان العالم ألا وهي ظاهرة الشلل الدماغي والتي تؤدي إلى عجز حركي إضافة إلى بعض الإعاقات المصاحبة له والتي تؤثر على حياة الفرد وتعيقه عن أداء احتياجاته بشكل طبيعي، لذلك لجأ العلماء إلى تصنيف هذا المرض وتعريفه، وأسبابه ونتائجه والوقاية منه، وقد اختلف العلماء والمتخصصين في تعريف الشلل الدماغي.
ومن هذه التعاريف الكثيرة نتطرق إلى ذكر بعضها:
1- الشلل الدماغي: هو أي تغير غير طبيعي يطرأ على الحركة أو الوظائف الحركية، ينجم عن تشوه أو إصابة الأنسجة العصبية الموجودة داخل الجمجمة.
2- الشلل الدماغي: اضطراب نمائي ينجم عن خلل في الدماغ ويظهر على شكل عجز حركي تصحبه غالبا اضطرابات حسية أو انفعالية.
3- الشلل الدماغي: مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية وتنتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه.
4- الشلل الدماغي: مصطلح ذو مدلول واسع، يستخدم عادة للإشارة إلى أي شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي ينتج عن تلف دماغي.( البواليز 2000 م)
ونستنج مما سبق أن هذه التعاريف تجمع على عناصر رئيسية وهي:
1. إنه نتيجة لتلف مراكز الضغط الحركي في الدماغ.
2. إنه اضطراب ثابت لا يزداد سوءا مع الأيام.
3. أنه مجموعة من الأعراض المرضية.
4. إنه اضطراب في الوظائف العصبية.
5. إنه اضطراب في الحركة والوضع الجسمي.
6. إنه يستجيب للتدخل العلاجي.
7. إنه ليس قابلا للشفاء.
8. إنه ليس وراثيا باستثناء بعض الحالات.
9. إنه ليس مرضا.(د.الخطيب،1992 م)
وهكذا، فالأطفال المشلولون دماغيا أطفالا لديهم إعاقات أخرى تكون مصاحبة لشلل الدماغي وتؤثر على المظاهر النمائية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية للفرد ونرى أن هذه الإعاقة ثابتة لا تزداد سوءا وذلك بسبب تقديم الخدمات الطبية المناسبة في الوقت المناسب وكذلك برامج التدخل والعلاج الطبيعي التي تساهم في تخفيف وتحسين الحالة وتنمية الوظائف الحركية للفرد، وهذه الإعاقة كما ذكر سابقا تنتج نتيجة لتلف في الدماغ مراكز الحركة في الدماغ.
هذا وبعدما تطرقنا إلى ذكر التعاريف المتعددة لشلل الدماغي ننتقل إلى ذكر نسبة الانتشار والتي تعتمد على هذه التعاريف تحديد في هذه النسبة.

 نسبة انتشار الشلل الدماغي

إن نسبة انتشار الشلل الدماغي متباينة، وغير محددة وذلك بسبب اختلاف التعاريف المعمول بها وأدوات التشخيص المتوفرة والمتنوعة، ففي الولايات المتحدة تقدر هذه النسبة بحوالي بحوالي 200:1، في حين أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة الشلل الدماغي قد انخفضت في بعض الدول والدراسات الأخرى تشير إلى أنها قد ازدادت أو أنها لم تتغير، كذلك توضح بعض الدراسات أن طبيعة الإصابة بالشلل الدماغي قد أخذت بالتغير بفعل تطور المعرفة والتكنولوجيا الطبية، فبعض أنواع الشلل الدماغي آخذه بالنقصان كتلك الحالات الناتجة عن عدم توافق العامل الرايزيسي في كل دم الوالدين، أما فيما يتعلق بعامل الجنس، فتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بالشلل الدماغي لدى الذكور أعلى منها لدى الإناث حيث تصل نسبة الذكور إلى 55% بالمقارنة مع نسبة الإناث والتي تبلغ حوالي 45%، ويحدث الشلل الدماغي لدى جميع الفئات بغض النظر عن العرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو الوضع الاقتصادي.(د. الخطيب، 1992 م)
يتضح مما سبق أن نسبة الانتشار تتفاوت من مجتمع إلى مجتمع آخر وذلك بسبب التطور الاقتصادي وتقديم الرعاية الصحية المتقدمة وتوافر الكوادر المتخصصة والبرامج العلاجية والوقائية التي تحد من انتشار الإصابة بالشلل الدماغي، ونرى أن الذكور يصابون بهذه الإعاقات أكثر من الإناث نتيجة:

 لطبيعة عملهم حيث يتعرضون لإصابات على الرأس مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي.
 إن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الدماغية.
 كبر حجم الرأس لدى الذكور وما يتعرض له من إصابات خلال عملية الولادة.


 أسباب الشلل الدماغي

هناك أسباب كثيرة متعددة ومتنوعة يمكن أن تسبب الشلل الدماغي، منها ما هو معروف والبعض الآخر غير معروف ويمكن أن تكون هذه الأسباب فطرية وراثية أو تكون أسباب مكتسبة، وفيما يلي عرض لأهم أسباب الشلل الدماغي المعروفة والتي تقسم إلى عوامل تحدث قبل الولادة، عوامل أثناء الولادة، وعوامل تحدث بعد الولادة.

أولا: عوامل مرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة:
هذه العوامل تحدث منذ لحظة الإخصاب وحتى الولادة، وهي عوامل مسؤولة عن نسبة كبيرة من حالات الشلل الدماغي وتبلغ النسبة 40% من حالات الشلل الدماغي.
ومن هذه العوامل نذكر البعض منها وذلك لكثرتها وتعددها وتنوعها، والتي تحتاج إلى بحث دقيق ومطول لنتعمق فيها:

 الوراثة:
لقد أشرنا في العناصر المشتركة في التعاريف المختلفة أن الشلل الدماغي ليس وراثيا ولكن هنالك حالات من الشلل الدماغي، يمكن أن يكون للوراثة دور فيها، ولكن هذه الحالات تعتبر نادرة الحدوث حيث تبلغ حوالي 5% من حالات الشلل الدماغي قد تكون نتيجة لأسباب وراثية.

 تعرض الأم للالتهابات أثناء الحمل:
إن تعرض الأم الحامل للأمراض المعدية أثناء فترة الحمل كالإصابة بالحصبة الألمانية من شأنه أن يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.

 تعرض الأم للإشعاعات:
بسبب تعرض الأم للإشعاعات الضارة مثل أشعة إكس وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حدوث الشلل الدماغي.

 نقص الأكسجين قبل الولادة:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الجنين هو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين، وفقر الدم، بالإضافة إلى تعرض الأم للإختناقات لأسباب مختلفة كالحوادث وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الجنين وحصول تلف في دماغه.

 إصابة الأم الحامل باضطرابات محددة لها علاقة بعمليات التمثيل الغذائي: مثل السكري، الربو الشديد، واضطرابات القلب وتضخم الغدة الدرقية أو تسمم الحمل.
 العامل الرايزيسي:
يحدث نتيجة لعدم توافق دم الوالدين، فعندما يكون دم الأم سالبا ودم الأب موجبا ويكون دم الجنين مماثلا لدم الأب تكون عند الأم أجساما مضادة وخاصة بعد الحمل بعد ويؤدي إلى تكسر في كريات دم الطفل ينتج عنه إصابة الجنين بالأنيميا واليرقان الشديد بعد الولادة مباشرة، فتترسب المادة الصفراء في حجيرات الدماغ الأوسط ويصاب الطفل بالشلل الدماغي نتيجة لإصابة الدماغ.

 الخداج:
يقصد به أن يولد الطفل قبل 140 أسبوعا من موعد الولادة الطبيعي، أو أن يولد بوزن ناقص عن الوزن الطبيعي، كأن يكون وزنه أقل من 2.5 كغم وتنتج الولادة المبكرة للأم عادة عن عوامل متعددة من أهمها النزيف، أم انفصال المشيمة، أو الالتهابات خاصة التهابات الكلى والمجاري البولية، وتشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال يولدون لأمهات صغار في السن تقل أعمارهن عن 17 سنة أو كبار في السن تزيد أعمارهن عن 40 سنة، بالإضافة إلى ولادة الأمهات اللواتي يتعاطين المشروبات الحولية أو التدخين، ويعتبر هذا العامل أساسي في زيادة نسبة انتشار حالات الشلل الدماغي.

 النزيف في دماغ الجنين:
يمكن أن يتعرض الجنين إلى نزيف في الدماغ نتيجة لتمزق الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ أو بسبب إصابة في دماغ الجنين أثناء الحمل مما يؤدي إلى تلف في الدماغ، وبالتالي حصول الشلل الدماغي.

 نزيف الأم خلال الحمل:
إن النزيف المتكرر للأم الحامل من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.(د.عبيد، 2001 م)
يتضح لنا مما سبق ذكره أن فحص الأم الحامل وفحص الجنين أمر مهم جدا وذلك لتلافي وقوع أي إصابة سواء بأمراض أو إعاقات، ولذلك فعلى الأم الحامل تجنب تلك أسباب السابقة الذكر قدر الإمكان وهذا سوف يؤدي كذلك إلى التقليل من نسبة المصابين بالشلل الدماغي.






ثانيا: عوامل مرتبطة بمرحلة الولادة

تشير هذه العوامل المرتبطة بمرحلة الولادة إلى مجموعة من الأسباب التي قد تحدث منذ بداية المخاض إلى ولادة الطفل، وما يتعرض له كذلك من مضاعفات نتيجة تعسر الولادة أو عوامل طارئة وتسبب هذه العوامل حوالي 45-50% من حالات الشلل الدماغي وفيما يلي عرض لأهم هذه الأسباب:

 الرضوض والإصابات في أثناء الولادة أو النزيف:
هذه العوامل تنتج عن اتخاذ الطفل لوضع غير طبيعي داخل الرحم، مثل خروج رجلي الطفل أولا بدلا من رأسه، أو مثلا بسبب استخدام الملقط أو حصول الولادة خارج المستشفى دون الرعاية الأزمة للأم أثناء الولادة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي وبالتالي إلى الشلل الدماغي.

 قد يحدث لدى الطفل تلف دماغي، بسبب تعرض رأسه في أثناء عملية الولادة لضغط غير عادي مما قد ينتج عن ذلك نزيف داخلي، وهذه التغيرات تحدث عندما تكون عملية الولادة سريعة جدا أو بطيئة جدا أو بسبب الولادة القيصرية.

 استخدام العقاقير المخدرة في عملية الولادة، فذلك يؤثر على عملية التنفس لدى الطفل ويؤدي إلى نقص الأكسجين.

 الاختناق:
ينتج عنه انسداد ميكانيكي في مجرى التنفس لدى الطفل.

 نقص الأكسجين:
قد يحدث لأسباب عديدة في أثناء عملية الولادة ومن أهما: انفصال المشيمة قبل الموعد المناسب، أو نزيف المشيمة، أو إصابة الطفل لذات الرئة أو أية اضطرابات رئوية أخرى، أو التفاف الحبل السري أو انسداده لسبب أو لآخر أو الولادة الغير طبيعية.(د.الخطيب، 1992 م)
ونلاحظ أن هذه العوامل تشكل خطرا كبيرا على الجنين، لذلك فيجب على الدولة أن تقوم بإعداد الكوادر المتخصصة من الأطباء والممرضين، وأن توفر الأجهزة الطبية الحديثة التي تسهل عملية الولادة ولا تؤذي الجنين كما ويجب أن تكون الولادة في المستشفى وتحت رعاية الأطباء وبذلك سوف نجنب الكثير من الأمهات إنجاب أطفال مصابين بالشلل الدماغي.


ثالثا: العوامل المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة:

هذه العوامل مسؤولة عن حوالي 10-15% من حالات الشلل الدماغي، وأهم هذه الأسباب:

 إصابات الرأس:
تنجم هذه الإصابات عن السقوط من أماكن مرتفعة، أو الحوادث المنزلية المختلفة، أو حوادث السيارات، أو تعرض الأطفال للعقاب البدني العنيف. ففي هذه الحالة يحدث نزيف في الدماغ يترتب عليه تلف دماغي دائم، وقد يحث النزيف لأسباب أخرى تتصل بالأوعية الدموية.

 الالتهابات:
وتشمل التهاب أغشية السحايا والتهاب الدماغ وغيرها….

 الاضطرابات التسممية:
وهي تنجم عن تناول العقاقير بطريقة غير مناسبة أو تناول المواد السامة مثل الرصاص أو الزئبق، أو استنشاق الغازات السامة مثل أوكسيد الكربون.

 نقص الأكسجين:
وقد يحدث نتيجة للغرق أو الاختناق أو انخفاض مستوى السكر في الدم.

 وأخيرا، قد يحدث لدى الطفل شلل دماغي بفعل تشوهات أو اضطرابات مرضية يصاب بها في مرحلة الطفولة مثل استسقاء الدماغ أو الأورام الدماغية.(البواليز 2000 م)

وأخيرا بعد التعرف على هذه الأسباب التي تؤدي إلى الشلل الدماغي، يجب أن نتخذ الإجراءات المناسبة وذلك لتلافي حدوثها والوقاية منها وهذا يدل على مدى التطور الطبي والتكنولوجي في التعرف على تلك الأسباب وتشخيصها ومن ثم الوقاية منها.أنواع الشلل الدماغي

ليس للشلل الدماغي نوعا واحدا بل هناك أنواع عديدة منه، ويصنف الشلل الدماغي إلى ثلاثة أصناف كما هو معروف:

أ . الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة:
# شلل نصفي # شلل رباعي # الشلل في طرف واحد # الشلل في ثلاثة أطراف

ب . الشلل الدماغي حسب طبيعة الضعف العضلي:

# الشلل الدماغي التشنجي # الشلل الدماغي الإلتوائي # الشلل الدماغي التخلجي # الشلل الدماغي الإرتعاشي # الشلل الدماغي التيبسي

ت . الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة:
# شلل دماغي بسيط # شلل دماغي متوسط # شلل دماغي شديد

 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة
يصنف هذا الشلل إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:
1- الشلل النصفي:
وهو الشلل الدماغي الذي تقتصر الإصابة فيه على أحد جانبي الجسم (الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر)، وتكون هذه الإصابة عادة من النوع التشنجي (أي ارتفاع مستوى التوتر العضلي).
2- الشلل الرباعي:
في هذه الحالة تصاب الأطراف الأربعة بالشلل، إلا أن شدة الإصابة في هذه الأطراف العليا تكون أكبر من الأطراف السفلى، كذلك فإن شدة الإصابة غالبا ما تكون غير متماثلة في الجانبين، ويعاني معظم الأطفال المصابين بهذا النوع من عدم القدرة على ضبط حركات الرأس ومن مشكلات في الكلام، وإن الأغلبية العظمى منهم وكثيرا من المصابين بالشلل التخبطي يعانون من هذا النوع.
3- الشلل في طرف واحد:
وهذه الحالة نادرة من حالات الشلل الدماغي، وتكون الإصابة في طرف واحد من الجسم.
4- الشلل في ثلاثة أطراف:
وهذه الحالة أيضا نادرة عند الأطفال المشلولين دماغيا.(د. الخطيب،1992 م)
نلاحظ مما سبق بأن الحالات الأكثر شيوعا من الشلل الدماغي هما الشلل النصفي والرباعي، أما الشلل في طرف واحد وفي ثلاثة أطراف فيعتبران نادري الحدوث.

 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لطبيعة الضعف العضلي
يعتبر هذا التصنيف الأكثر شيوعا وقبولا، وهو الذي قدمته الأكاديمية الأمريكية للشلل الدماغي ( American Academy of Cerebral Palsy )، وبناء عليه فإن الشلل الدماغي يصنف إلى الأنواع الآتية:

 الشلل الدماغي التشنجي:
يشير التشنج إلى ازدياد في التوتر أو الاشتداد في العضلات وباستجابة العضلات للإثارة على نحو مبالغ فيه، وبالتالي يفقد الطفل توازنه وتظهر حركات لا إرادية مع تشنجات عضلية في عضلات مختلفة حسب الإصابة، ويعتبر هذا الشلل من أكثر الأنواع شيوعا حيث تبلغ نسبته حوالي 50% من حالات الشلل الدماغي.(د. عبيد، 2001 م)
 نتائج الشلل الدماغي التشنجي:
هناك عدة نتائج لهذا الشلل حيث إنه يؤثر على حياة الفرد من جميع النواحي ومن هذه الآثار ما يلي:
 منع القدرة على الحركة.
 الكبح الطولي لنمو العضلات.
 منع تركيب البروتين في خلايا العضلات.
 امتداد محدود للعضلات في سياق النشاط اليومي.
 تشوه في نمو العضلات والمفاصل .(http://cerebralpalsy.wustl.edu

ويصنف الشلل الدماغي التشنجي إلى ثلاثة أنواع أساسية وهي كالآتي:
 الشلل الدماغي التشنجي الرباعي
تكون أطراف الجسم كلها مصابة في هذا النوع من الشلل، إلا أن مستوى التوتر العضلي في أطراف الجسم يتصف بكونه غير متماثل في كلا الجانبين حيث تكون الإصابة في أحد الجانبين أشد منها في الجانب الآخر، وتكون الإصابة في الأطراف العليا اشد منها في الأطراف السفلى، ولا يستطيع الطفل التحكم برأسه، وتكون قدرته على الكلام والتهجئه ضعيفة جدا ويعاني الطفل من عدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وهو يعتمد اعتمادا كاملا على غيره لتلبية احتياجاته، كما إنه لا يستطيع التحرك والتنقل بشكل فعال، ولا يستطيع التكيف مع التغيرات في أوضاعه الجسمية ولا يستطيع أيضا الحفاظ على توازنه أو النهوض من وضع غير مريح وهو يشعر بخوف دائم من السقوط على الأرض إذا لم يتوافر له دعم خارجي، إضافة إلى ذلك عدم قدرته على التعبير عن حاجاته، وتتطور لديه أفعال قهرية ويمتنع عن عمل الأشياء تجنبا للفشل والإحباط.(البواليز2000 م)

 الشلل الدماغي التشنجي السفلي
في هذا النوع من الشلل تكون الأطراف السفلى مصابة أكثر من الأطراف العليا ويستطيع الشخص أن يتحكم برأسه إلى حد ما، ولكنه لا يستطيع ضبط حركة العينين ويصيب هذا النوع من الشلل الأطفال الخداج الذين لم يكتمل نمو الدماغ لديهم، وتكون الأعراض المرضية واضحة عندما يقترب الطفل من السنة الأولى من عمره.(د. عبيد 2001 م)

 الشلل الدماغي التشنجي النصفي
إن التشخيص المبكر لهذا النوع من الشلل الدماغي أمر ممكن، وذلك لأن الأنماط الحركية والوضعية غير المتماثلة في أطراف الجسم تتضح مبكرا، وغالبا ما تكون اليد المصابة مغلقة، فلا يستطيع الطفل أن يفتحها أو أن يستخدمها لدعم نفسه للنهوض، وبعيدة عن مركز الجسم، كما لا يستطيع أن يحرك رجله المصابة وعندما يتعلم الطفل الوقوف- والذي يتأخر في العادة- فهو يعتمد على الأطراف غير المصابة وقد يسقط أحيانا على الأرض، وعند الوقوف قد يحدث لديه تيبس وتصلب في القدم والرجل يزداد مع الأيام في شدته، وهذا ينتج عنه تشوهات وضعية في الكاحل أو في أصابع القدمين.(البواليز2000 م)
نستنج مما سبق أن الشلل الدماغي التشنجي له عدة أنواع وليس نوعا واحدا وكل نوع من هذه الأنواع يختلف في أعراضه عن النوع الثاني فمنها ما هو اعتمادي كالشلل التشنجي الرباعي حيث إنه يصيب الأطراف الأربعة في الجسم وبالتالي يؤثر على حياة الفرد تأثيرا كبيرا في جميع نواحي الحياة، مما يجعله يعتمد على الآخرين في إشباع احتياجاته، أما الشلل التشنجي السفلي والنصفي ففي هذان النوعان يمكن القول بأنهم قادرون على أداء احتياجاتهم مع بعض الإشراف عليهم ومساعدتهم.

 الشلل الدماغي الإلتوائي ( التخبطي )
موقع هذه الإصابة يكون في جذع الدماغ وتشكل حوالي 25% من حالات الشلل الدماغي وإن الفرد المصاب بهذا الشلل تتصف حالته بحركات لا إرادية وغير منتظمة حيث يرتفع مستوى التوتر العضلي لدى المصاب عند استجابته للمثيرات المختلفة على شكل حركات تخبطية غير هادفة وراقصة في كثير من الأحيان ويصاحب هذه الحركات عدم القدرة على ضبط الفم وبالتالي سيلان اللعاب وصعوبات واضحة في النطق والكلام وكذلك انبساط في أصابع اليد وانحناء الرأس إلى الخلف وصعوبات سمعية.

وبما أن موقع هذه الإصابة يكون بعيدا عن مراكز الدماغ العليا فإننا نجد أن المصابين بهذا النوع لا يتأثر أداؤهم العقلي، فمنهم المبدعون في مجالات الطب والعلوم والفنون والآداب.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
نلاحظ أن الشلل الدماغي الإلتوائي أو التخبطي يختلف عن الشلل الدماغي التشنجي ففي الشلل الدماغي الإلتوائي تكون أطراف المصاب مرنة مهما بلغت شدة التوتر العضلي بينما في حالة الشلل الدماغي التشنجي فإن أطراف المصاب تكون أكثر تيبسا وصلابة بعد حدوث التوتر العضلي.

 الشلل الدماغي التخلجي ( اللاتوازني )
وينتج عن إصابة المخيخ الذي هو مركز ومنسق حركات العضلات والتوازن وتكون حركات الطفل غير متزنة يسير بخطوات واسعة ويسقط بسهولة وذلك لعدم القدرة على حفظ التوازن، كما أنه يؤدي إلى حركات غير منتظمة في العينين وهذا يؤدي إلى صعوبة التوجيه الحركي المكاني، ويكتشف هذا الشلل عندما يبدأ الطفل في المشي فيمشي ويداه ممتدتان إلى الأمام ليحافظ على توازنه لذا يتم وصفهم بالسكارى.(د. عبيد،1999 م)

 الشلل الدماغي الإرتعاشي
إن هذا الشلل يعتبر حالة نادرة حيث يحدث فيها ارتعاشات لاإرادية وحركات نمطية في الأطراف تتفاوت في شدتها وسرعتها وتظهر هذه الحركات عادة عندما يحاول الطفل القيام بنشاطات هادفة مثل محاولة الوصول إلى شيء ما.(د. الخطيب،1992 م)

 الشلل الدماغي التيبسي
إن الشلل الدماغي التيبسي من الحالات النادرة جدا وهي من أكثر حالات الشلل الدماغي شدة بحيث يكون معها جسم المصاب في حالة تصلب وتشنج وتوتر دائم مما يحول دون حركته وحريته في التنقل، وتتصف هذه الإصابة بانعدام الحركات اللاإرادية وزيادة شديدة جدا في مستوى التوتر العضلي مما يؤدي إلى تشنج الأطراف وبالتالي انقباضها ومقاومتها للحركة وحدوث تشوهات شديدة.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
هذا ويتضح لنا أن الشلل الدماغي الإرتعاشي والتيبسي من الحالات النادرة الحدوث ولكن الشلل الدماغي التيبسي يعتبر من أشد أنواع الشلل بينما الشلل الدماغي الإرتعاشي والتخلجي يعتبران من أنواع المتوسطة أي أخف من الشلل التيبسي والذي يعاني منه مصابوه بالتيبس الحاد.





 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة
يصنف الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة إلى ثلاثة أنواع شائعة ومعروفة وهي:
 الشلل الدماغي البسيط
يعاني الطفل المصاب بهذا الشلل من مشكلات بسيطة لا تستلزم العلاج، فهو يستطيع الاعتناء بنفسه، ويستطيع المشي دون استخدام أجهزة أو أدوات مساندة، وبالتالي فهذه الحالة لا تستلزم تدخل علاجي، لكن الإصابة قد تحد من قدرة الطالب المصاب على الاستفادة من البرامج التربوية العادية، مما يستلزم تزويده بالخدمات التربوية والتي تلبي احتياجاته.(د. عبيد، 2001 م)

 الشلل الدماغي المتوسط
يكون النمو الحركي في الشلل الدماغي المتوسط بطيئا جدا، إلا أن الأطفال المصابين بهذا النوع تتطور لديهم القدرة على ضبط حركة العضلات الدقيقة، ويتعلمون المشي في النهاية باستخدام أدوات مساندة أحيانا، وبشكل عام هؤلاء الأطفال بحاجة إلى الخدمات العلاجية للتغلب على المشكلات المتعلقة بالكلام والعناية بالذات.(البواليز2000 م)

 الشلل الدماغي الشديد
تكون الإعاقة الحركية شديدة جدا، فتحد من قدرة الطفل على العناية الذاتية، والحركة المستقلة والكلام، لذلك فهؤلاء الأطفال بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل.(د. عبيد،1999 م)
ونجد من ذلك أن هذا التقسيم البسيط والمتوسط والشديد موجود في أي نوع من أنواع الإعاقة وهذا يدل أن هذا التصنيف شائع في مختلف أنواع الإعاقات ليس فقط لشلل الدماغي، ومما سبق يتضح أن الشلل الدماغي البسيط والشلل الدماغي المتوسط يمكن للطفل المصاب بأي واحد من هذين الشللين أن يؤدي المهام الموكلة إليه وقادر على أداء حاجاته بشكل طبيعي مع أنه يوجد بعض الاختلافات البسطة بين الشلل الدماغي البسيط والمتوسط في أن الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي المتوسط يكون النمو الحركي لديهم بطيئا جدا ويتعلمون مهارة المشي باستخدام أدوات مساندة في بعض الأحيان ولكنهم يستطيعون القيام بأداء أدوارهم وإشباع حاجاتهم بصورة طبيعية. ونجد أن المصابين بالشلل الدماغي الشديد تضعف لديهم القدرة على أداء أدوارهم واشباع احتياجاتهم وهم يكونون بحاجة إلى علاج مكثف ومنظم ومتواصل

 الإعاقات المصاحبة لشلل الدماغي
إن التف المخي الوظيفي والذي ينتج عنه الشلل الدماغي يمكن أن يسبب أشكالا أخرى ومختلفة من الإعاقات ليس فقط العجز الحركي وإنما أيضا يؤدي إلى اضطرابات فمية- سنية، الإعاقة العقلية، الإعاقة السمعية، الإعاقة البصرية، واضطرابات التواصل، وأخيرا صعوبات التعلم وسوف نستعرض كل نوع من هذه الإعاقات بشرح بسيط.

1. الاضطرابات الفمية- السنية
إن الأطفال المشلولين دماغيا قد يعانون من أشكال مختلفة من الاضطرابات الفمية السنية ومنها:
 صعوبات في البلع بسبب ضعف عضلات البلعوم، وهذه الصعوبات قد ترتبط بتناول السوائل أو المواد الصلبة.
 صرير الأسنان.
 تسوس الأسنان.
 سيلان اللعاب بكميات كبيرة.(البواليز2000 م)
2. الإعاقة العقلية
الإعاقة العقلية هي انخفاض ملحوظ في مستوى الأداء العقلي العام، يصحبه عجز في السلوك التكيفي يظهر في فترة النمو. يمكن أن يصاحب الشلل الدماغي إعاقة عقلية ولكن ليس ضروريا أن تحدث هذه الإعاقة لدى كل شخص مشلول دماغيا وتشير الدراسات أن 25% من حالات الشلل الدماغي لديهم إعاقة عقلية، كذلك إن شدة الإعاقة ليس لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية فقد تكون حالة الشلل الدماغي شديدة بدون حدوث إعاقة عقلية أو تكون بسيطة مع وجود إعاقة عقلية ولذلك فإن حدوث الإعاقة العقلية مرتبط بموقع التلف في الدماغ، وإن الغالبية العظمى من حالات الإعاقة العقلية لدى الأطفال المشلولين دماغيا من المستوى البسيط.(د. عبيد، 2001 م)
ونلاحظ من ذلك أن شدة الإعاقة في حالات الشلل الدماغي ليست لها علاقة بحدوث الإعاقة العقلية وإنما ذلك يعتمد على موقع الإصابة في الدماغ، وكذلك إن الغالبية العظمى من هؤلاء المشلولين دماغيا لديهم إعاقة عقلية بسيطة أي أنهم قادرين على أداء احتياجاتهم مع بعض المساعدة والإشراف من الآخرين وقادرين كذلك على التعلم.

3. الإعاقة السمعية
من المشكلات التي تواجه القائمين بتشخيص أو علاج حالات الأطفال المصابين بالشلل الدماغي، ما إذا كان للتلف قد أثر على حالة السمع، وقد دلت الدراسات أن الإعاقة السمعية بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي ليست شائعة كالإعاقة البصرية حيث تبلغ نسبتها حوالي 15- 25%، وهذه المشكلات أكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل التخبطي.(د. عبيد،1999 م)



4. المشكلات البصرية
يعاني حوالي 50% من الأطفال المشلولين دماغيا من مشكلات بصرية منها:
 خلل في عضلات العين ومنها الحول خصوصا الحول الداخلي حيث تبلغ الإصابة به حوالي 30%، إضافة إلى ذلك فإن عددا غير قليل من هؤلاء الأطفال يعانون من الرأرأة وهي حركات لا إرادية متواصلة في العين.
 أخطاء الانكسار، وهي الأكثر شيوعا لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التشنجي وهي عدة أنواع منها طول النظر وقصر النظر.
 المشكلات المرتبطة بالإدراك البصري وتتمثل في صعوبة التمييز البصري والتآزر البصري- الحركي، والتمييز البصري للشكل والخلفية.(د. الخطيب،1992 م)

5. اضطرابات التواصل
إن الشلل الدماغي كما هو معروف يحد من القدرة على ضبط العضلات، حيث إن نسبة كبيرة من الأطفال المشلولين يعانون من مشكلات مختلفة تتصل بالكلام واللغة وذلك نتيجة لضعف العضلات المسؤولة عن الكلام، وتقدر هذه النسبة بحوالي 50%، وتأخذ مشكلات اللغة والكلام أشكالا عديدة منها:
 عسر الكلام.
 الحبسة.
 تأخر الكلام.
 عدم القدرة على اختيار الكلمات المناسبة وتنظيمها.(البواليز2000 م)

6. صعوبات التعلم
تبلغ نسبة الأطفال المشلولين دماغيا والذين يعانون من صعوبات التعلم حوالي 15- 20% ، وهذا المصطلح يشير إلى اضطراب في بعض العمليات النفسية الأساسية اللازمة لفهم اللغة واستخدامها مثل نقص القدرة على السمع، التفكير، الكلام، القراءة، الكتابة، التهجئة، الحساب، ويطلق على صعوبات التعلم مصطلحات أخرى مختلفة منها: التلف الدماغي البسيط، والإعاقة الإدراكية والإعاقة التعليمية.(د. الخطيب،1992 م)
هذا ونستخلص مما ذكر سابقا بأن الشلل الدماغي لا يؤثر على النمو الحركي فقط، بل يؤثر على مظاهر النمو الأخرى أيضا، لذلك يسمى الأطفال الذين يعانون من الشلل الدماغي الأطفال ذوي الإعاقات المتعددة، ومن هذه الإعاقات المصاحبة لشلل الدماغي كما ذكرنا سابقا الإعاقة العقلية وهي انخفاض ملحوظ في القدرات العقلية العامة يصحبها قصور في السلوك التكيفي يظهر في مرحلة النمو، وكذلك الاضطرابات الفمية- السنية وصعوبات التعلم، كما تعاني نسبة كبيرة منهم من مشكلات بصرية مثل الحول، الرأرأة، قصر النظر وطول النظر، ويعاني الأطفال المصابين بالشلل الدماغي من إعاقة سمعية وهذه الإعاقة شائعة لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي التخبطي.
 الوقاية من الشلل الدماغي

من الممكن التقليل من الإصابة بالشلل الدماغي وذلك باتباع الأساليب الوقائية والتي تتم في ثلاثة مستويات وهي:

المستوى الأول

هدف البرامج الوقائية هو الحيلولة دون حدوث الضعف الجسمي وتتمثل الإجراءات الوقائية فيما يأتي:
 الرعاية الصحية العامة للوالدين، وخصوصا الأم قبل الولادة وفي أثنائها.
 التثقيف الصحي من قبل مراكز الأمومة والطفولة ووسائل الإعلام المختلفة حول صحة الحامل وتغذيتها.
 إجراء الفحوصات المخبرية الأساسية لكل حامل.
 إجراء الفحوصات الطبية بالنسبة للمقدمين على الزواج من قبل لجان طبية تعينها وزارة الصحة والتأكد من عدم وجود أمراض وراثية.
 التلقيح ضد الالتهابات البكتيرية والفيروسية المختلفة مثل التلقيح ضد الحصبة الألمانية.(د. عبيد،1999 م)

المستوى الثاني

تهدف الإجراءات الوقائية في هذا المستوى إلى الحيلولة دون تحول الضعف الجسمي إلى عجز، ويتحقق ذلك من نتائج الضعف أو التعويض عنها لدى الأطفال الذين عانوا من صعوبات معينة في أثناء عملية الولادة والأطفال الخدج أيضا، وتشمل هذه البرامج على المستوى الطبي ( الأدوية والجراحة)، وكذلك حماية الطفل من الإصابات والأمراض بالإضافة إلى الرعاية الصحية المتواصلة في حالة انخفاض مستوى السكر في الدم، وارتفاع الصوديوم.(البواليز2000 م)

المستوى الثالث

وأخيرا نصل إلى المستوى الثالث من الوقاية والذي يهدف إلى الحد من القيود الوظيفية التي تنجم عن حالة العجز، وذلك للحيلولة دون حدوث الإعاقة، وتشمل هذه الإجراءات الإرشاد والتوجيه والتربية الخاصة والتأهيل وتعديل اتجاهات الأسرة والمجتمع، وتوفير فرص النمو الاجتماعي وتوفير الأدوات والمعدات المساندة، والعلاج الطبيعي والعلاج المهني والعلاج النفسي.(البواليز2000 م)
مما سبق يتضح أنه من الممكن تلافي الإصابة بالشلل الدماغي أو التقليل من مضاعفاته وذلك من خلال الإجراءات الوقائية المختلفة والتي إذا التزم بها الأفراد استطاعوا أن يتجنبوا الإصابة بالشلل الدماغي، ولذلك فيجب خصوصا على الأم الحامل أن تعتني بنفسها سواء عن طريق التغذية الجيدة أو الابتعاد عن الأشعة الضارة أو عدم تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب وعدم التدخين وغيرها، وبالتالي سوف يؤدي هذا إلى سلامة جنينها من إصابته بأي نوع من الإعاقات المختلفة، وأما المستوى الثاني فيجب حماية الطفل من الأمراض حتى ولو أصيب بها يجب الاهتمام به عن طريق إعطائه الأدوية ومراجعة الطبيب حتى لا يؤدي ذلك إلى مضاعفات تؤثر على جميع جوانب نموه، أما المستوى الثالث فإذا أصيب بالعجز فيجب أن نقوم بتأهيله وتوفير له العلاج المناسب والبرامج التربوية المناسبة.

 البرامج التربوية والتأهيلية لذوي الشلل الدماغي

إن خدمات التأهيل تشتمل على سلسلة من الخدمات المنظمة في الجوانب التربوية أو الطبية أو النفسية أو الاجتماعية أو المهنية، وتهدف هذه البرامج إلى تنمية قدرات الفرد ومساعدته في الوصول إلى أقصى درجة ممكنة من الاستقلالية على المستويين الشخصي والمهني.
إن هؤلاء المصابين بالشلل الدماغي يحتاجون إلى برامج متخصصة ومعدلة بهدف تحسين أداء الفرد في الجوانب النمائية المختلفة التالية: الحركية، والعقلية، والاجتماعية، والانفعالية، والمهنية، ومهارات التواصل والعناية بالذات. ولذلك عندما نريد تطوير أو تعديل هذه البرامج لابد أن نقوم بتقييم الفرد بشكل شامل عن طريق الاستفادة من فريق التقييم المتعدد التخصصات وذلك لتحديد مستوى أدائه وميوله وقدرته المهنية.
وتوفير هذه البرامج المتخصصة تساعد على توفير البدائل التربوية المختلفة والملائمة لكل حالة فردية وكذلك توفير الخدمات المساندة سواء أكانت طبية أو علاج طبيعي أو وظيفي، أو أجهزة تعويضية أو غيرها…

يمكن إجراء تعديلات في الجوانب والموضوعات التي تخص المنهاج الدراسي وبيئة التعلم بحيث يتم تعديل:
 المنهاج الدراسي بشكل يلبي حاجة الطفل ويضيف في نفي الوقت مهارات أساسية تتضمنها المناهج المقدمة للأفراد العاديين.

 بيئة التعلم وذلك لأن المصابين بالشلل الدماغي يحتاجون إلى توفير بيئة تختلف عن البيئة الطبيعية التقليدية، مثل إجراء التعديلات الضرورية للبيئة الصفية والمدرسية، والأثاث المدرسي والأجهزة المساندة والمواد التعليمية ووسائط النقل والمواصلات.
وتعتبر الخدمات المساندة( خدمات العلاج الطبيعي، والوظيفي والمهني) من أكثر البرامج أهمية وذلك نظرا لطبيعة الإصابة والآثار السلبية المترتبة عليها، وهذه البرامج تركز على ضرورة التدخل المبكر سواء أكان في تشخيص الحالة أو معالجتها أو التخفيف من مضاعفاتها عن طريق خفض مستوى التوتر العضلي والحركات اللاإرادية إلى أكبر درجة ممكنة ومحاولة الوصول إلى المستوى الطبيعي ما أمكن.(د. القريوتي، د. السرطاوي، د. الصمادي1995 م)
يدل هذا على أهمية تلك البرامج التربوية والتأهيلية المقدمة لهؤلاء المعاقين والتي تؤدي إلى تنمية قدرات الفرد من جميع النواحي لتجعله قادرا على العيش باستقلالية في المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يعتمد بدرجة كبيرة على مدى توفير تلك البرامج من قبل الدولة واهتمامها بتطوير وتحسين تلك البرامج وكذلك على مدى تقبل الفرد لاستخدام تلك البرامج فهناك كما نعرف أنه بعض الأشخاص يخجلون من إعاقتهم فنراهم في المنزل انطوائيين يشعرون بالدونية والخجل من الظهور إلى الناس وهذا يعتمد على مدى تقبل المجتمع لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة ولذلك يجب تغيير تلك الاتجاهات من قبل الأسرة والمجتمع ومن ثم توفير البرامج والخدمات التربوية والتأهيلية للأفراد المعاقين الذين يمتلكون مواهب وقدرات إبداعية لكي يستغلوا قدراتهم وينموا مواهبهم فيما يعود عليهم بالنفع العام.
وكما هو معروف لدينا بأن الأساس الذي يعتمد عليه العلاج الحركي للأطفال هو قاعدة التطور الحسي الحركي لدى الأطفال خلال سنين حياتهم الأولى، وهناك عدة طرق متطورة في مجال العلاج الطبيعي تعتمد أساسا على هذا الأسلوب وتسمى النماذج العلاجية الحس حركية ومن هذه النماذج:

 طريقة بوباث

هذه الطريقة ينبثق أصلها من منحنى التطور العصبي النمائي وتعتمد أساسا على منع الحركات غير المرغوب فيها وتسهيل الحركات المطلوبة وتتم المعالجة على مراحل متسلسلة من الخبرات الحس حركية وتزداد تعقيدا شيئا فشيئا بهدف تعليم الطفل مهارات حركية جديدة.

 طريقة دومان_ ديلاكتو

تستند إلى العلاج الانعكاسي العصبي العضلي، وتعرف هذه الطريقة بطريقة التنميط حيث إن الحركة تعتمد على أنماط معينة من النشاط العضلي وليس على استجابات عضلية فردية حيث يتم تطوير وتنمية الأنماط الحركية المعقدة عن طريق تطوير الأنماط الانعكاسية.


 الطريقة الشرقية ( الفوتيا )

وتعتمد على ردود الفعل اللاإرادية وقنوات الطاقة في الإنسان عن طريق الضغط على نقاط وأماكن محددة في الجسم تؤدي إلى حث المستقبلات الداخلية لدى الطفل للحصول على الحركة، غير إن هذه الطريقة غير محببة لدى الكثيرين لكونها تسبب الألم والبكاء للأطفال.

 طريقة رود

وهذه الطريقة تعتمد على العلاج العصبي الفسيولوجي وتهدف إلى زيادة مستوى النشاط العضلي بطرائق مختلفة مثل الحرارة والبرودة والمساج.

 طريقة كابات_ نوت
وهذه الطريقة تركز على المستقبلات الذاتية لدى الإنسان، وتعتمد على توظيف الأجزاء القوية وغير المصابة من أجل تقوية الأجزاء الضعيفة.(يوسف، 1996 م)

ويتضح أنه بالنسبة لتلك الطرق والتي تعتمد على العلاج الحسي الحركي للأشخاص ذوي الشلل الدماغي بأن بعضها يصلح لحالات دون غيرها والبعض الآخر يصلح لجميع الحالات، ولكن يجب استخدام طريقة المعالجة مع الطفل التي هو بحاجة إليها وتتناسب مع حالته على أن تكون ممتعة وبسيطة وفعالة في نفس الوقت، بالإضافة إلى تقديم العلاج في وقت مبكر، فكلما كان العلاج مبكرا كانت النتائج المرجوة والتحسن افضل.

وأخيرا فإن العلاج والرعاية الملائمة للطفل تساعده على التمتع بأوقاته قدر المستطاع وقادرا على إشباع احتياجاته والقيام بأدواره بشكل فعال ومفيد في المجتمع والمنزل وبذلك فقد حققنا الهدف المنشود وراء العلاج الحركي.




الخاتمة

وأخيرا بعد هذه الوقفة القصيرة مع المصابين بالشلل الدماغي، نستطيع القول بأن المصاب بالشلل الدماغي إنسان من ولد آدم عليه السلام يشعر كما نشعر ويمارس حياته كما نمارسها وإن كانت بعض القدرات قد أعطيت لبعضنا دون البعض الآخر، إذ أن كل شخص يمتاز بقدرات وإمكانيات معينة لا يمكن أن يتعداها وهذا ما يندرج تحت الفروق الفردية والذي يعتبر سر من أسرار الحياة ،كما أنه لا يمكن القول بأن المصابين بالشلل الدماغي عاجزون عن الحركة فهم بالتالي عاجزون عن القيام بأي شيء أو إن جميعهم اعتماديون وغير قادرين على التعلم، وذلك لأن البعض منهم لديهم مواهب وقدرات إبداعية وباستطاعتهم التفوق على غيرهم من الأسوياء بما منحهم الله عز وجل من نعم.
وقد توصلت من خلال هذا البحث إلى عدة نتائج بشأن المصابين بالشلل الدماغي ألا وهي:
إن المصاب بالشلل الدماغي لديه إبداعات ومواهب كامنة في داخله ومع الرعاية والتأهيل والتدريب وتقديم البرامج التربوية وترسيخ الثقة في نفسه فإنه سوف يبدع ويخرج تلك القدرات والمواهب فيما يعود عليه بالنفع العام، وكذلك نجد أن معظم الدول تبذل قصارى جهدها في توفير كل ما يحتاجه المصاب بالشلل الدماغي من وسائل مساندة تعينه على الحركة وكذلك الترتيبات البيئية والتي تسهل تنقله من مكان إلى آخر بالإضافة إلى الرعاية والاهتمام من قبل الجميع.
ونقترح أن يبذل الدارسون المزيد من البحوث حول المصابين بالشلل الدماغي، وكيفية علاجه والوقاية منه، وبذلك فإنهم سوف يساهمون في التقليل من عدد المصابين بالشلل الدماغي.



قائمة المصادر والمراجع



1- د. جمال الخطيب، الشلل الدماغي دليل الآباء والمعلمين، الجامعة الأردنية للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1992م.

2- د. ماجدة السيد عبيد، رعاية الأطفال المعاقين حركيا، دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2001م.

3- د. ماجدة السيد عبيد، الإعاقات الحسية الحركية، دار صفاء للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1999م.

4- محمد عبد السلام البواليز، الإعاقة الحركية والشلل الدماغي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان، ط1، 2000م.

5- د. يوسف القريوتي، د. عبد العزيز السرطاوي، د. جميل الصمادي، المدخل إلى التربية الخاصة، دار القلم للنشر والتوزيع، دبي، ط1، 1995م.

6- إعداد محمد فوزي يوسف، العلاج الحركي للاضطراب الحركي في الطفولة المبكرة، مجلة المنال، العدد 99، يونيو 1996م.
_________________
-----------------------------------------------------------

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 08-04-2005, 11:33 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

ارشاد اسر الاطفال ذوي الاعاقه العقليه

--------------------------------------------------------------------------------

كلية التربية
قسم التربية الخاصة
عمل العضوة: القلب الكبير/بتصرف

مقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المخلصين .
أما بعد :
انطلاقا من الكلمة التي تقول (أعط كل ذي حق حقه ) فإنه تزايد الاهتمام بالفئات الخاصة من الناس لإعطائهم حقوقهم من الرعاية والتأهيل وهذا الاهتمام ليس مقتصدا عليهم فحسب بل تعدى إلى الاهتمام بأسرهم … ولذلك اتخذت إرشاد اسر ذوي الإعاقة العقلية عنوانا لبحثي حيث وجدت أن آباء الأطفال ذوي الإعاقة العقلية غالبا ما يواجهون أنواعا من المشكلات والهموم التي تفوق مسؤوليات تربية الأطفال التي يواجهها الآباء ذوو الأطفال الأسوياء ، وكلما تطورت تلك الحاجات والمشكلات اتجه الآباء للبحث عن طرق لتحديد هذه المشكلات ومناقشتها وحلها وهنا يأتي دور المرشد في مساعدة هؤلاء الآباء للتغلب على يأسهم ومشكلاتهم وقلقهم واعتقاداتهم الخاطئة نحو طفلهم المعاق وبالتالي يساعد المرشد هؤلاء الآباء على التكليف مع وضع طفلهم وعلى تقبله وحبه وذلك من خلال حلول يتم اختيارها من قبل الآباء بالإضافة إلى مساعدة المرشد لهؤلاء الآباء على تطوير مهاراتهم وخبراتهم الضرورية ليكونوا قادرين على استخدامها والاستفادة منها لحل مشكلاتهم المستقبلية وقد اشتمل هذا البحث على تعريف الإرشاد ومن ثم تعريف الإعاقة العقلية والتعرف على حاجات أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية والمشكلات الخاصة بالإرشاد في هذا المجال وأخيرا ردود فعل الوالدين نحو الإعاقة العقلية وفي القسم الثاني تطرقنا لدور المرشد في الإرشاد الوراثي والإرشاد حول الإلحاق بالمعاهد الداخلية وكذلك طرق الإرشاد والإجراءات الإرشادية المتبعة في هذه العلاقة الإرشادية وأخيرا ختمت البحث بتوصيات إرشادية للوالدين الذين رزقا بطفل لديه إعاقة عقلية .
وأخيرا أتمنى أن يحوز هذا البحث على إعجاب دكتوري الفاضل كما اعتذر عن كل تقصير فيه سائلة المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه من الخير والصلاح .

تعريف الإرشاد :

الإرشاد هو عملية مساعدة بين محترفي مهنة الإرشاد من ذوي الخبرة الواسعة وآباء الأطفال غير العاديين الذين يعملون نحو فهم أفضل لهمومهم ومشكلاتهم ومشاعرهم ، فالإرشاد هو عملية تعلم تركز على النمو الشخصي للآباء الذين يتعلمون لاكتساب الاتجاهات والمهارات الضرورية وتطويرها واستخدامها لحل مشكلاتهم وهمومهم حيث تتم مساعدة الآباء ليصبحوا أفراد يعملون على أكمل وجه لمساعدة أطفالهم والاهتمام بالتوافق الأسري الجيد . ( استيورت ، 1993 م )
يوضح لنا التعريف السابق بأن الإرشاد مساعدة تتم بين متخصص في هذه المهنة ويسمى المرشد والثاني المسترشد والذي يطلب المساعدة للتغلب على المشكلات التي تواجهه وذلك بمساعدة وخبرة المرشد والذي يوجه المسترشد نحو تطوير مهاراته واستخدامها في حل مشكلاته .
وسوف نتحدث عن إرشاد أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية وقبل ذلك في البداية سنتحدث عن تعريف الإعاقة العقلية :

تعريف الإعاقة العقلية :
(( الإعاقة العقلية : تشير إلى حالة من الانخفاض الدال في الوظائف العقلية العامة تظهر أثناء فترة النمو وينتج عنها أو يصاحبها قصور في السلوك التكيفي )) .(د. القريوتي ، د.السرطاوي ، د. الصمادي 1995م ).

حاجات أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية :
إن وجود طفل ذو إعاقة عقلية يفرض على والديه وأسرته ظروفا خاصة وحاجات خاصة لمواجهة هذه الظروف والتعامل معها ، ويمكن القول بأن وجود مثل هذا الطفل في الأسرة يمثل مصدر من مصادر الضغوط المزمنة والتي قد تتحول إلى أزمات عند نقاط زمنية معينة ، وهذا يفرض على الوالدين مجموعة من المها ويولد لهما مجموعة من الحاجات الخاصة بها .(الشناوي ،1997 )
وقد وصف كل من كاري Carey وولكن wilkin واقع الرعاية المجتمعية للأسر بصيغة روتين العناية اليومية والأعمال المنزلية وإن العبء الأكبر تتحمله الأمهات مع تقديم الآباء للدعم ومن ثم تأتي الأخوات رغم الهام كل من الآباء والأخوات قليل وقد وجد أن الدعم من المصادر الأخرى محدود جدا من ناحية التوجيه والمعلومات والدعم المعنوي والمادي …
وإن آباء المراهقين والراشدين المعاقين عقليا مجموعة لا يتم البحث عن حاجاتها في معظم الأحيان .. فحاجاتهم والصعوبات التي يواجهونها قد تختلف إلى أبعد الحدود عن حاجات ومشكلات آباء الأطفال ، حيث أن نسبة كبيرة من الراشدين وذوي الإعاقة العقلية عاطلون عن العمل أو منهمكون بنشاطات مهنية غير مناسبة وهنالك مشكلة كبيرة يفكر بها الآباء حول مستقبل أنهم عندما لا يعود بمقدورهم تقديم العناية له والتساؤل حول أين وكيف سيعيش طفلهم المعاق في سنين الرشد .
كذلك إن حاجات واتجاهات أخوة الأطفال المعاقين عقليا قليلا ما يتم الاهتمام بها ، فقد عبر الأطفال في دراسة أجريت لهم عن رغبتهم في الحصول على المزيد من المعلومات عن الإعاقة وعن مصادر المساعدة وطرقها ، كذلك فإنهم عبروا عن الحاجة إلى التوجيه فيما يتعلق بسبل التعامل مع الطفل والإرشاد الجيني والتفاعل مع أخوة الآخرين ..(د.سرطاوي ،د.الحديدي ،د.الخطيب ،1992م ).

يقدم جوردون Jordon بعض الاقتراحات حول ما يمكن لمن يساعد والي الأطفال ذوي الإعاقة العقلية أن يعمل من أجلهم :
1- إن الآباء يحتاجون من اللحظة الأولى التي يحدد فيها أن الطفل غير عادي إلى خدمات تقدم لها دون الحاجة أن يبحثوا عنها ، خدمات تنظم من أجلهم بدلا من أن تكون خدمات يحركونها لأنفسهم .
2- إن والدي الأطفال المعاقين يحتاجون إلى التحدث مع آباء مثلهم لديهم أطفال معوقون حتى ولو كان لمجرد أن يدرك الأب أو الأم أن هناك غيرهما لديهم مثل مشكلاتهم أي لديهم أطفال مثل طفلهم وأنهم يعيشون مع هذا العبء الكبير.
3- إن الآباء يحتاجون إلى المتخصصين الذين لديهم إعداد أكاديمي مناسب ولديهم ثبات انفعالي ، وعلى استعداد أن يواجهوا الموقف معهم . وأن يتعاطفوا معهم وينقلون لهم صورة واقعية للحالة الراهنة للطفل المعاق والتوقعات التي يمكن إجراؤها والتكهن بها .
4- ربما تكون أكبر مساعدة أولية يمكن تقديمها للوالدين هو احترام مشاعر الصدمة والخوف والقلق لديهم ، ويكون الوالدين بحاجة إلى التعبير عم مشاعرهما أكثر من الاستماع إلى تأكيدات بأن كل شيء سيكون على ما يرام . (الشناوي ،1997 م ) .

يتضح مما سبق بأن الأسرة تحتاج إلى شخص يربط بينها من جهة والخدمات الصحية والاجتماعية والتربوية ويقوم بالتفسير والتوضيح والتوجيه من جهة ثانية …بالإضافة إلى أن الخدمات لن تكون فعالة إلا إذا قدمت المساعدة بشكل منتظم يعتمد عليه وإذا انسجمت مع بنية العائلة وأسلوبها في العيش والتكيف في المجتمع .


المشكلات الخاصة بالإرشاد في مجال الإعاقة العقلية :
تختلف الإعاقة العقلية عن أي إعاقة أخرى يمكن أن تصيب الطفل مثل الإعاقات السمعية أو البصرية أو الحركية ، فمشكلة الإعاقة العقلية متعددة الأبعاد ولجوانب ، فهي مشكلة صحية ونفسية وتربوية واجتماعية وهذه المشكلات أو الأبعاد متشابكة ومتداخلة حيث يعاني الطفل من لعديد من المشكلات في آن واحد ، ونتيجة لذلك فإن طبيعة الإعاقة العقلية تفرض مجموعة من المشكلات وهي:

أولا: مشكلة التشخيص :
يعتبر موقف التشخيص واحد من أصعب المواقف التي يتعرض لها الوالدان فعند التوجه بالطفل للطبيب بعد ملاحظة مجموعة من الأعراض البدنية أو السلوكية فإن الوالدين لا يتوقعان تلك الصدمة التي يتلقونها عادة نتيجة إخبارهم بوجود إعاقة لديه ،وفي الواقع فإن الوالدين يكونان في العادة غير قادرين على موجهة هذه المشكلة بشكل واقعي أو أن ينظروا إليها في صورة بناءة ، وبذلك فإنهما يكونان في حاجة إلى المساعدة في التعامل مع انفعالاتهم وكذلك في التخطيط لطفلهم ، ويشتمل إرشاد هؤلاء الآباء على تشجيعهم على تقبل التقدير الواقعي للتغيرات التي ستحدث ولتحديد لتوجه المناسب .(الشناوي 1997م )

وهناك بعض الإرشادات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في عملية تشخيص الإعاقة العقلية ، ومن أهم هذه الإرشادات :
1- يجب أن تكون الأنشطة المتضمنة في الاختبارات والمقاييس المستخدمة في التشخيص مسلية وجذابة للطفل حتى يقبل على الاستجابة بقدراته الحقيقية ، وحتى لا ينفر منها أو عليها ،ويحجب استجابته نتيجة لنفوره من النشاط أو ملله منه وليس لعدم قدرته على الاستجابة .
2- يراعى عند اختيار الأنشطة المستخدمة في عملية التشخيص أن تكون متنوعة ومتعددة .
3- ينبغي أن تكون الأسئلة الموجهة إلى الطفل واضحة ومباشرة بحيث لا يحتمل السؤال أكثر من معنى واحد ، ولا يحتاج الإجابة عليه إصدار تعليمات أو وضع افتراضات .
4- يجب أن تكون الأسئلة في مستوى قدرات الطفل وإمكاناته ، وأن نبدأ بالأسئلة السهلة والبسيطة ثم نتدرج إلى الأصعب …
5- يجب أن تكون الأبعاد المراد قياسها محدودة بدقة .
6- وأخيرا يراعى عند رصد استجابات الطفل ألا نلجأ إلى تفسير معناها أو الإرشاد إلى ما وراء هذه الاستجابات ، بل تسجل كما هي دون تأويل .( د.إبراهيم ،1993م ).
ثانيا: الوعي الكامل :
1- إقرار الأب بإعاقة طفله .
2- معرفة الأب لجوانب القصور في أي علاج .
3- طلب الأب معلومات عن الرعاية والتدريب المناسبين ووضع الطفل في لمؤسسات الخاصة .

ثالثا: الوعي الجزئي :
1- يصف الأب أعراض الإعاقة ويطرح أسئلة عن أسبابه .
2- يأمل الأب بتقدم حال الطفل ولكنه يخاف من عدم نجاح العلاج .
3- يتساءل الأب عن قدرته الخاصة للتكيف مع المشكلات .
4- يقوم الموظف وعي هذا الأب بمشكلة طفله الحقيقية بأنه وعي جزئي .

رابعا: الحد الأدنى للوعي :
1- يرفض الأب الاعتراف بأن بعض الخصائص السلوكية المعينة تعد غير عادية .
2- يلقي الأب باللوم لظهور هذه الأعراض على أسباب أخرى غير الإعاقة .
3- يعتقد الأب بأن العلاج سوف ينتج طفلا عاديا ( جاك سي استيورت ،1993م ) يرى بيرتون بأن الطبيب في الغالب يقوم بالدور المبدئي للمرشد وهذا المستوى الإرشادي يكون عادة غير مناسب ، ويسهم في زيادة الأزمة ، وذلك لأن الطبيب غير قادر على التواصل الفعال ، ويخلص بعض الباحثين إلى أن الأطباء تكون لديهم صعوبات في توصيل ظروف العجز للوالدين بل إنهم قد يكونون في بعض الأحيان عوامل في بث الخوف ، وكذلك التشويش والتحريف لدى الوالدين . ( الشناوي 1997م ) .

ونرى مما سبق ذكره بأن تعدد فئات الإعاقة العقلية ، وتعد الأسباب والعوامل المؤدية إليها ثم تعدد مظاهر الإعاقة وملامحها واختلاف هذه المظاهر والملامح من حالة إلى أخرى ويجعل من عملية تشخيص الإعاقة العقلية عملية صعبة جدا أو معقدة ، ويحتاج إلى دقة وذلك لأن تشخيص حالة الطفل بأنه معاق عقليا يعني وضعه في فئة معينة من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة وتأهيل من نوع خاص وحتى يمكن انتقاء أنواع البرامج العلاجية والتأهيلية المناسبة لهم . بالإضافة إلى أن الأطباء والمتخصصين يجب أن يكونوا عطوفين ويتمتعون بقدرة جيدة على الإصغاء وأن يكونوا قادرين على الاستجابة للحاجات النفسية للأسرة ولا يقتصر دورهم على تقديم المعلومات فقط .

ردود فعل الوالدين على الإعاقة العقلية :
إن كثيرا من الآباء يتوقعون طفلا سليما معافى ويخططون على هذا الأساس ، وقبل الولادة لا يفكر الأهل عادة تفكيرا جديا في خطر ألا يكون مولودهم طبيعيا . .. حيث يشعر بعض الأهل عند إبلاغهم بأن طفلهم معاق عقليا بأنهم لن يستطيعوا أن يحبوه ويرعوه ، ولكن هذا الشعور الذي هو رد فعل طبيعي للصدمة ، يزول عادة بعد بضعة أيام أو أسابيع ، وقد تقرر الأسرة ألا تصدق الإنسان الذي شخص الإعاقة العقلية . وتنتقل الأسرة من طبيب إلى آخر على أمل العثور على واحد يمكنه أن ((يعالج )) الطفل وكثيرا ما يفشل الأطباء والأخصائيون الآخرون في أن يفسروا بوضوح ، وبطريقة يتقبلها الأهل ما هي الإعاقة العقلية ، وكيفية مساعدة الطفل …؟ وعندما يتأكد الأهل أن طفلهم متخلف حقا فإنهم قد يشعرون بالأسى والضياع كما لو أن الطفل قد مات ، فالطفل الذي خططوا له وحلموا بمستقبله لم يولد ، بل إنهم حصلوا على طفل معلق عقليا لم يكونوا يتوقعونه ولا هم يفهمونه …
ولكن بعض الأهل يستمرون في رفض تصديق أن الطفل معوق عقلياً بالفعل، وقد يرجعون هذه الإعاقة إلى أن طفلهم يواجه مشكلات وصعوبات ولكنه سيشفى منها. وكثيراً ما يرفض أمثال هؤلاء الأهل إرسال ابنهم إلى مدرسة للمعاقين عقلياً.

الشعور بالذنب:
يشعر كثير من الأهل أحياناً بالذنب اتجاه ابنهم وقد يخالجهم الشك بأن الطفل معوق لأنهم ارتكبوا خطيئة ما وأن ما حصل إنما كان نتيجة مباشرة لما فعلوا أو عقاب سماوي لارتكابهم الخطيئة، ويزيد هذا الموقف من صعوبة تقبلهم الطفل ومساعدته على تحقيق التقدم، وقد تعتقد الأم أن عجز ابنها عن المشي أو استعمال المرحاض أو الأكل بمفرده ليس إلا عقاباً لها على خطيئتها. ولكي لا ترفض العقاب فإن الأم تقرر عدم تعليم ابنها المهارات، أما الأب الذي يظن أن خطاياه قد فعلت ما فعلت من أذى فقد لا يسمح لابنه بالخروج من البيت تجنباً لأي أذى آخر أ, حادث يحصل للطفل.
وقد يلوم الوالدان أحدهما الآخر أحياناً، وقد يلوم الأجداد الصهر أو الكنة على ما حدث وتكون نتيجة ذلك شجارات عائلية لا فائدة منها وإذا لم يكن بين الوالدين قرابة دم فقد يلومهما الأجداد على أن في عروق أحدهما دم فاسد ويحاول بعض الأهل إبقاء الطفل بعيداً عن اللقاءات عائلية وعند زيارة الأقارب لكي لا يكتشف الأقارب إعاقة الطفل.

وقد يشعر الأهل بفقدان كبير في الثقة بأنفسهم نتيجة إنجاب طفل معاق وبالتالي فإنهم يشكون بقدرتهم على فعل أشياء أخرى بشكل جيد، وقد يصاب الأهل وخصوصاً الأمهات بالاكتئاب نتيجة لهذه المواقف والمشاكل ( د. كرستين مايلز 1994م)

الحماية الزائدة:
يتجه بعض الآباء إلى الزيادة في حماية ابنهم المعاق عقلياً حيث إنهم يعتقدون أنه من القسوة أن تدفع الطفل المعاق إلى أن يحقق إنجازات يتصورون أنها أكبر من قدراته وإمكانياته، ولذا فقد يستقر في أذهان الآباء حدوداً غير واقعية عن إمكانيات الطفل وقدراته على أداء الوظائف والتي قد تكون أقل من قدراته الفعلية ويعمل الآباء على أن يحتفظوا بالطفل في مدى هذه الحدود.
ويعتقد بعض الآباء أن طفلهم قد يكون موضع سخرية أو استغلال من المجتمع إذا لم يكونوا هناك لحمايته، وإذا ما خاف الوالد على ابنه من المجتمع وعمد إلى حمايته حماية زائدة فإن الطفل لن يكون عاجزاً من الناحية الذهنية فقط بل ومن الناحية الاجتماعية أيضاً (د. روز ماري لامبي، د. ديفي دانيلز- مورنج 2001م)

ويتبين لنا أن الأسرة يمرون منذ معرفتهم بأن طفلهم يختلف عن بقية الأطفال ببعض المشاعر التالية أو بها مجتمعة كالشعور بالصدمة، الحزن، الغضب، الإحباط، الخوف، العزلة، القلق، فقدان الثقة بالنفس، مشاعر رفض الطفل، الخوف الشديد من المستقبل، التعب والتوتر.

الإرشاد الوراثي:
الإرشاد الجيني: هو النقاش بين المرشد الطبي للتدريب الخاص والآباء المتوقعين لاحتمالات إنجاب طفل معاق. وإن الإرشاد الجيني يمكن أن يوفر للآباء معلومات قيمة وصحيحة وبإمكانه تقرير ما إذا كان الطفل سيخلق بشذوذ صبغي من عدمه كما هو الحال في مرض داون سندروم. والهدف من الإرشاد الجيني هو توفير معلومات دقيقة للمسترشدين حتى يتسنى لهم اتخاذ قرار مفيد فيما يتعلق بإنجاب أطفال. فالإجراءات طبية تسمى أمينوسنتيسس وهي تستخدم لتشخيصات ما قبل الولادة بصورة متكررة. وتعتبر مفيدة للآباء الذين سبق لهم إنجاب طفل ذي شذوذ صبغي أو عندما تقع الأم ضمن جماعة معرضة للخطر الكبير.
وقد أشار كل من بيسون ودوجلاس إلى أن الإجراء الطبي يعتبر ملائماً للحمل في الأسر ذات الماضي الطبي بتشخيص المرض الوراثي، مثل مرض تايساتش وهي مادة دهنية في المخ تؤدي زيادة المخزون منها إلى تدهور في الأداء الوظيفي للمخ ووفاة الطفل في العام الأول أو الثاني. وفقر الدم البحري وأنيميا الخلية المجلية وكثير من الأخطاء الوراثية الخاصة بالأيض. يتم إجراء أمينو سنتيسس، أي الاختبار الطبي خلال الثلاثة أشهر الثانية من الحمل ( 16 إلى 18 أسبوعاً من اليوم الأول لآخر دورة شهرية).
ويستغرق إجراء هذا الاختبار حوالي 10 إلى 15 دقيقة بالنسبة لمريض العيادة الخارجية، وهذا الإجراء يتضمن استخراج عينة من سائل كيس النخط المحيط بالجنين.
فالسائل الذي يحتوي على خلايا جينية يتم تحليله لغرض الشذوذ الصبغي ويحتاج إجراء لاختبارات أيضاً أسبوعين أو 3 أسابيع ، وهذا يعطي الأم وقتاً قليلاً للتفكير في الإجهاض في الثلاثة أشهر الثانية إذا كان الجنين غير طبيعي. وهذا الإجراء الذي يطبق في الأسبوع العاشر من الحمل يستخدم نسيجاً إضافياً مطابقاً تماماً لخلايا الجنين الجينية، فالنسيج فيما بعد يحلل للكشف عن الكروموسوم الصبغي الإضافي كالموجود في زملة داونسندروم ويختبر مع العنصر الأساسي في الجينة الموروثة لتحديد أنيميا لخلية المنجلية، أو لإجراء فحص لمرض تايساتش ( أستيورت، 1993)
ويتضح لنا أن الإرشاد الوراثي يقوم بمرشد متخصص في الجوانب الوراثية مناقشة زوجين أو شخصين ينويان الزواج حول احتمال أن يكون لديهما نسل يعاني من عيوب ترجع لعوامل وراثية ومن ثم اتخاذ القرار المناسب حول إنجاب أطفال من زواجهما.

الإرشاد حول الإلحاق بالمعاهد الداخلية:
يجب على المرشد أن يهيئ نفسه لمناقشة مسألة إيداع الطفل في معهد مع الوالدين وهذا الإيداع يترتب عليه فصل الطفل عن أسرته وهناك أربعة جوانب تؤثر على التوجه نحو إيداع الطفل أحد المعاهد وهذه العوامل هي:
1- مستوى الإعاقة العقلية لدى الطفل:
إنه لمن المعتاد أن يبدأ التفكير في إيداع الطفل إذا كانت أعاقته من النوع الشديد أو العميق حيث تكون حاجات الطفل بعيدة عن أن يمكن تدريبه على الوفاء بها.

2- الحالة الاقتصادية:
و لأن الطفل الذي لديه إعاقة عقلية شديدة أو عميقة يحتاج إلى رعاية خاصة ومراقبة فإن الأسرة قد تحتاج إلى إنفاق أكبر لمواجهة هذه الحاجات وحين تعجز مورد الأسرة عن ذلك فإن التفكير يتجه إلى الإيداع في معهد للإقامة والرعاية.

3- ظروف البيئة وإمكانياتها:
قد تدعو الحاجة أحياناً إلى إيداع بعض حالات الإعاقة العقلية معها للإقامة شبه الدائمة نتيجة لعدم وجود معاهد في البيئة المحلية ( مثلاً قرية صغيرة) وعدم وجود إمكانيات نقل الطفل يومياً إلى معهد للرعاية النهارية وهنا يبدأ التفكير بالبديل المناسب وهو إلحاق الطفل بمعهد داخلي .

4- المشكلات السلوكية:
تعتبر المشكلات السلوكية عاملاً هاماً يدفع الآباء إلى التفكير في إلحاق الطفل المعاق بمعهد للإقامة الداخلية.

5- ظروف الأسرة:
في حالات الأسر التي تعيش درجة عالية من الانضباط بسبب وجود الطفل المعاق فإنها عادةً تفكر في إلحاقه بمعهد داخلي كنوع من أنواع إبعاد مصدر الضغط.
لاشك أن إلحاق الطفل بمعهد داخلي وفصله عن الأسرة يمثل مشكلة سواء للطفل أو للوالدين، ويجب على المرشد أن يساعد الأسرة في حل هذه المشكلة والقاعدة الأساسية أن الإلحاق بمعاهد داخلية تبدو الحاجة له عندما تدعو ظروف الطفل إلى خدمات من نوع يصعب توفيره في الأسرة، أو يكون الطفل قد أصبح يمثل خطراً على نفسه أو على أسرته أو على المجتمع، أو تكون معاناة الأسرة نفسها من وجود الطفل قد وصلت لدرجة تهدد وحدة الأسرة وتوافقها، ويجب ألا يكون التفكير في الإلحاق بالمعاهد الداخلية قائماً على مجرد مستوى الذكاء أو الفئة التصنيفية التي ألصقت بالطفل.

يقترح باتشاو وبيريل خطوط إرشادية للإيداع في المعاهد:
1) يجب أن ينظر للإيداع في معاهد داخلية على أنه الملجأ الأخير الذي تأخذه بالاعتبار فقط بعد أن يصعب الاستفادة من البيئات الأقل تقييداً.
2) إن قرار الإلحاق أو الإيداع بمعاهد يجب أن يكون قراراً مشتركاً يشمل كلاً من الوالدين والمتخصصين المشتركين في الاهتمام بالطفل.
3) إذا كان ممكناً على الإطلاق فيجب أن يستمر الوالدان في اندماجهما مع الطفل وزيارته واصطحابه إلى البيت في عطلات نهاية الأسبوع وغيرها من المناسبات والعطلات.
4) إن لحاجة للإيداع في معاهد يجب أن تراجع من جانب كل المهتمين على فترات منتظمة وأن تختار بيئة أقل تقييداً لخدمة الطفل عندما يصبح ذلك ملائماً ( الشناوي 1997م).
طرق الإرشاد:
لا شك أن أسرة الطفل المعاق تكون على صلة بمجموعة كبيرة من الناس أما بحكم العلاقات الشخصية مثلا الأصدقاء والأقارب المباشرين وإما بحكم أنهم متخصصون مهنيون مثل الأطباء والأخصائيين النفسيين والمدرسين وغيرهم . وهؤلاء في الغالب يغمرون الوالدين بمجموعة كبيرة من النصائح غير أن هناك مجموعة من الجوانب يجب على من يساعد الوالدين أن يأخذها قي الاعتبار :
1- لا تحاول أن تدعي فهمك التام للخبرة التي يعيشه الوالدان ويمكنك بالطبع أن تكون حساسا متعاطفا نحو الوالدين ومع ذلك فما لم تكن قد خبرته موقفهما فإن عليك أن تكون أمينا معهم .
2- يمكنك في حدود إمكانياتك وينبغي عليك كذلك أن تقدم المعلومات المناسبة والهامة وأن تريح وتساند الوالدين الذين لديهما طفل شديد الإعاقة.
من بين لجوانب التي يجب أن يأخذها المرشدون ومن يعملون في مساعدة الوالدين لاتجاهات التي يتبناها هؤلاء الآباء اتجاه أبنائهم بشكل خاص واتجاه العجز بشكل عام وكذلك مشاعرهم نحو هؤلاء الأبناء ، ويجب على هؤلاء المرشدين ألا يأخذوا موضوع الاتجاهات والمشاعر في شكل قوالب معينة يعممون منها إلى الوالدين والأسر والأطفال المعوقين الذين يعملون معهم . وإنما يجب تقييمهم للاتجاهات والمشاعر قائما على أساس كل حالة وكل موقف على حدة وأن تكون معلوماتهم التي يبنون عليها عملهم قائمة على أساس ما يستقونه من المتخصصين الآخرين ، ومن ملاحظاتهم هم أنفسهم ومن الوالدين والطفل وبذلك يمكنهم أن يعدوا خططا إرشادية . ( الشناوي 1997م )

الإجراءات الإرشادية :
إن إرشاد الوالدين يمر عبر العديد من الإجراءات أولها تكوين العلاقة الإرشادية والتي تتم بين المرشد والمسترشد في حدود معايير اجتماعية تحدد ما هو دور كل منهما وتهدف إلى تحقيق الأهداف العامة والخاصة للعملية الإرشادية . ويعتمد نجاح هذه العلاقة على العديد من العوامل منها : الثقة ، والتقبل ، وحسن الإصغاء ، والسرية ، والخصوصية ، والاحترام ،والدفء ،و الحب ، والحنان ، والمشاركة الوجدانية .
وبعد ذلك تأتي عملية تحديد الأهداف ويجب أن يحدد المرشد والمسترشد أهداف عملية الإرشاد والبدء بالأهداف العامة ومن ثم الخاصة وبالتدريج . بعدها يتم جمع المعلومات المرتبطة بالمسترشد ومشكلته وبيئته وهذه المعلومات يأخذها المرشد من الاختبارات والمقاييس التقديرية والمقاييس السوسيومترية . بالإضافة إلى ذلك معرفة المسترشد وشخصيته ومشكلته من كل الجوانب ومن أهله أو زملائه أو بيئته وباستخدام كافة وسائل جمع المعلومات الممكنة مع مراعاة تعددها والشروط العامة التي تكفل نجاحها والثقة في المعلومات ، ومن ثم يتم اتخاذ أسلوب لحل المشكلات حيث يقوم المرشد بمساعدة المسترشد على حل مشكلته وذلك من خلال اقتراح عد من الحلول الرئيسية والحلول البديلة ومن ثم يختار المسترشد الحل الأفضل والمناسب له . بعدها يتم تقييم تلك العملية في ضوء نتائجها وآثارها ويشترك في تقييم عملية الإرشاد كل من المرشد وزملائه والمسترشد والوالدين والرفاق . وأخيرا تأتي خطون إنهاء العلاقة الإرشادية . (د.الفرخ ،د.تيم ،1999م).
ومن المهم أن يدرك المرشدون أن العمل مع الوالدين ليس موجها فقط نحوهما ونحو راحتهما أو مجرد إزالة الضغوط الناتجة عن وجود الطفل المعوق وإنما هذا العمل موجها أيضا وبشكل أساسي نحو اندماج الطفل في أسرته وفي المجتمع ، وتحسين الاتجاهات نحوه ونحو إعاقته ويشمل هذا العمل الاستفادة من المصادر الاجتماعية المتاحة في المجتمع بأقصى ما يمكن لتحقيق أهداف الإرشاد .
ويجب أن يكون التدخل الإرشادي في وقت مبكر من الأزمة الوالدية والأسرية الناتجة عن تعريف أحد أطفال الأسرة على أنه معوق وبدء ردود الفعل نحوه ، فالإرشاد لمبكر من شأنه أن بساعد على الوالدين على التوافق وتقبل الموقف كله كما يعطي نظرة إيجابية للتأهيل في المستقبل .
ويجب أن يتلقى الوالدان مساندة وتعزيزا من المرشد وكذلك معلومات خاصة بالمشاعر المتوقع أن يعيشوها بمجرد دعوة الطفل إلى البيت ، وبهذه الطريقة يكون لمرشد قد قدم رعاية شاملة ومتكاملة للأسرة التي ترزق بمولود غير مكتمل ويكون قد سهل توافقهم لطفلهم وتقبلهم غير المشروط لهذا الطفل والمرشد النفسي الذي يعمل مع الوالدين بوسعه أن يستخدم مجموعة من طرق الإرشاد والعلاج النفسي مثل الطرق السلوكية ( أساليب العلاج السلوكي ) وهذه الأساليب يمكن أن يعلمها أيضا للوالدين للتعامل بها مع مشكلات الطفل . والطرق المعرفية وهذه تشمل تنوعا كبيرا بدءا من أساليب تعديل الاتجاهات وأساليب بث الثقة بالنفس مراعاة تصوير المشكلة وتصحيح الأفكار الخاطئة حول الإعاقة وكذلك أسلو حل المشكلات وأساليب مواجهة الأزمات وخاصة في المراحل الأولى للمشكلة وتشمل هذه الطرق بشكل خاص على المساندة العلاجية .

توصيات إرشادية للوالدين الذين رزقا بطفل لديه إعاقة عقلية :
1- إن أفضل ما يداوي صدمة الآباء عند علمهما بحالة طفلهما هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والاسترجاع والدعاء إلى الله أن يلهمهما الصبر على ما أصابهما وأن يعينهما على أن يرعيا هذا الطفل
2- إن يعلم الوالدان أن للرسول (ص) أوصى بأن نرعى الضعفاء وأن رعاية الطفل المعوق واجب على الوالدين .
3- أن يعلم الوالدان أنهما ليسا وحدهما فيم أصابهما وأن هناك عشرات ومئات بل وآلاف من مثل حالة طفلهما .
4- يحسن أن يعبر الوالدان عن مشاعرهما ، وأن يعرف كل منهما شعور الآخر إزاء الموقف الذي يمران به ، وأن يشجع كل منهما الآخر على عمل شيء إيجابي وأن تكون لهما خططا مشتركة في التصرف وأسلوب منسجم في التعامل مع الطفل المعاق .
5- التحدث مع الأشخاص المقربين في حياة كل إنسان أشخاص يرتاح إليهم ويشعر بالطمأنينة وهو يتحدث معهم عما يشغله وعما يشعر به ويمكن للوالدين أن يستفيدوا منهم للتخفيف من المشاعر المؤلمة التي تعتريهم .
6- ابحث عن المعلومات حيث أن بعض الآباء يبحث عن كم كبير من المعلومات بينما آخرون لا يفعلون ذلك والمهم هو البحث عن المعلومات الدقيقة .
7- حافظ على نظرة إيجابية لأن النظرة الإيجابية تعتبر واحدة من الأدوات القيمة في حياة الإنسان ليتعامل مع المشكلات .
8- ابحث عن البرامج المناسبة لطفلك فهناك كثير من البرامج التي تساعد المعاقين بتعليمهم أو تأهيلهم أو إرشاد الآباء أو تقديم العلاجات الطبية وجوانب الإعداد البدني وغيرها .
9- تجنب الشفقة حيث أن الإشفاق على النفس ومعايشة الشفقة الصادرة من الآخرين والشفقة على الطفل إنما هي أمور معيقة فالموقف ليس بحاجة إلى الشفقة إنما بحاجة إلى المشاركة الوجدانية .
01- تذكر أن الطفل هو طفلك هذا الشخص الذي تنشغل به إنما هو طفلك أولا وقبل كل شيء ومع التسليم بأن نمو هذا الطفل قد يختلف عن ذلك الذي يمر به الأطفال الآخرون لكن هذا لا يجعل طفلك أقل قيمة أو أقل إنسانية أو أقل أهمية أو أقل حاجة لحبك ووالديتك .. أحبب طفلك واستمتع بوجوده فالطفل يأتي أولا وبعد ذلك تأتي حالة الإعاقة . ( د.الشناوي ،1997 م)

وبذلك فإن هذه التوصيات تعتبر مفيدة وقيمة لأسر ذوي الإعاقة العقلية على أن يتخطوا الضغوط النفسية ويواجهوا المشكلات التي تتعرض لهم في حياتهم وذلك بمساعدة المرشد الذي يتمتع بخصائص شخصية مهنية فعالة والتي تسهم في نجاح العلاقة الإرشادية .



الخاتمة

وأخيرا بعد هذه الوقفة القصيرة مع إرشاد أسر الأطفال ذوي الإعاقة العقلية ، لا يبقى مجال للشك بأن هؤلاء الأسر كانوا يحلمون بطفل طبيعي يقوم بتحقيق أحلامهم وما يرغبون فيه ولم بستطيعوا أن يقوموا به في حياتهم ولا يتوقعون أبدا بأنهم سينجبون طفل مختلف عن الأطفال الآخرين . ولذلك فهم يمرون بعدة مراحل منها الصدمة وعدم تقبل هذا الطفل ورفضه والتهرب من مسؤولياتهم نحو رعايته والاهتمام به وغيرها من المشاكل إلى يصادفونها نتيجة لطفلهم المعاق . وبذلك تكثر وتزيد سوءا تلك المشكلات التي يصادفونها نتيجة لطفلهم المعاق . وبذلك تكثر وتزيد سوءا تلك المشكلات حتى أنهم لا يستطيعون مواجهتها والتغلب عليها مما يسبب ضغوطا نفسية في حياتهم وهنا يأتي دور المرشد الماهر الذي يستطيع من خلال مهاراته وعلاقاته الإرشادية مع الوالدين وبما تلقى من معارف نفسية وما لديه من خصائص شخصية وما يساند عمله من قواعد وآداب المهنة ، يستطيع أن يتعرف على حاجات الوالدين الذين يعمل معهم وحاجات أطفالهم المعوقين وهو الذي بوسعه أن يستفيد من مصادر المجتمع بأقصى ما يمكن عمله في عمله الإرشادي لتلبية حاجات المسترشد ويجب أن يدرك المرشد أنه يعمل مع والدين في موقف أزمة أو محنة وأن عليه من خلال عمله الإرشادي أن يوفر المساندة لهم وأن يساعدهم في التغلب على مشكلاتهم وذلك عن طريق تطوير مهاراتهم .



قائمة المراجع

1- جاك سي استيوارت، ارشاد الآباء ذوي الأطفال غير العاديين، ترجمة: د. عبد الصمد قائد الغبري، د. فريدة عبد الوهاب آل مشرف، مطابع جامعة الملك سعود، الرياض، ط1، 1993م.

2- د. جمال الخطيب، د. منى الحديدي، د. عبد العزيز السرطاوي، ارشاد أسر الأطفال ذوي الحاجات الخاصة، دار حنين للنشر والتوزيع، عمان ، ط1، 1992م.

3- د. روزماري لامبي، د. ديبي دانيلز مورنج، الارشاد الأسري للأطفال ذوي الحاجات الخاصة، ترجمة: د. علاء الدين كفاني، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 2001م.

4- د. علا عبد الباقي إبراهيم، التعرف على الإعاقة العقلية وعلاجها، وإجراءات الوقاية منها، مطابع الطوبجي التجارية، القاهرة، ط1، 1993م.

5- د. كاملة الفرخ شعبان، د. عبد الجابر تيم، مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان، ط1، 1999م.

6- كريستين مايلز، التربية المختصة ( دليل لتعليم الأطفال المعوقين عقليا )، ترجمة: عفيف الرزاز، محمود المصري، وآخرون، ورشة الموارد العربية للنشر والتوزيع، ط1، 1994م.

7- د. يوسف القريوتي، د. جميل الصمادي، د. عبد العزيز السرطاوي، المدخل إلى التربية الخاصة، دار القلم للنشر والتوزيع، دبي، ط1، 1995م.
_________________
-----------------------------------------------------------
جمعيةالحنان لذوي الحاجات الخاصه
تلفاكس 009617315650 -ص. ب.228 صور

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 08-04-2005, 11:34 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العنوان: الاسباب الوارثيه للاعاقه العقليه

--------------------------------------------------------------------------------

كلية التربية
قسم التربية الخاصة
عمل العضوة / القلب الكبير-/بتصرف
جامعة الإمارات العربية المتحدة
الأسباب الوراثية

بسم الله الرحمن الرحيم


أهم يقسمون رحمت ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير ممّا يجمعون .
صدق الله العلي العظيم



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المخلصين.
أما بعد:
حث الدين الإسلامي الحنيف على طلب العلم وتحصيل المعرفة ليصل الإنسان بعلمه إلى أرقى الدرجات وأفضلها.
ومن هذا المنطلق الإسلامي الجليل وبما أننا في جامعة تهدف إلى أن تخرج جيلا متعلما واعيا قررنا القيام بعمل بحث متواضع يتحدث عن أسباب الإعاقة العقلية.
كثيرا ما سمعنا عن أطفال مصابين بالإعاقة العقلية وأنه يصيب الفرد فيجعله يختلف عن الذين يعيش معهم وكم رأينا في شوارع منطقتنا أطفال يتسمون بسمات تميزهم عن غيرهم في الشكل، حتى إن الأطفال الصغار كانوا يخشونهم ويهربون عند رؤيتهم فزعين إلى منازلهم، أو يطلقون عليهم مصطلح (الجنون)، كنا نرى كل هذا من دون علم بحقيقة الوضع الذي يحياه هذا الفرد المصاب بالإعاقة العقلية، لهذا اخترنا هذا الموضوع عنوانا لبحثنا لنتعرف على الأسباب المختلفة للإصابة بالإعاقة العقلية وندرك حقيقة أمرهم لنتلافى إنجاب أطفالا مصابين بإعاقة عقلية.
ولقد وفقنا في تحصيل المراجع التي اعتمدنا عليها في هذا البحث مع ما رزقنا الله سبحانه وتعالى من عقل نستنتج به بعض الأمور فنعلق على ما نراه.
وسوف نتحدث عن الأسباب الوراثية والتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام وهي انتقال خصائص وراثية شاذة وعوامل بيولوجية أخرى وأخيرا التشوهات الخلقيةوهذا نشكر كل من قدم لنا العون في إكمال هذا العمل المتواضع ، والحمد لله الذي أنعم علينا بإنجاز هذا العمل واكتساب العلم من خلاله.

العوامل الوراثية


هناك أسباب كثيرة يمكن أن تسبب الإعاقة العقلية والتي هي من الظواهر التي تعاني منها نسبة كبيرة من سكان العالم، فمنها ما هو معروف والبعض الآخر غير معروف ومن الأسباب المعروفة التي تؤدي إلى الإعاقة العقلية وهي الأسباب الوراثية والأسباب البيئية وسوف نستعرض كلا من هذه الأسباب على حده والآثار المترتبة عليها.

العوامل الوراثية
 الوراثة

إن تطور الكائن الإنساني يتأثر بعاملين أساسيين هما الوراثة التي تتوارث الأجيال اللاحقة خصائصها وقدراتها البيولوجية من الأجيال السابقة، والثاني هو البيئة وتشمل (البيئة الاجتماعية والمادية)، فالوراثة يعنى بها جميع المؤثرات التي تنتقل بيولوجيا من الآباء إلى الأبناء في لحظة التلقيح، وحيث يحدث في تلك اللحظة أمورا ثلاثة عظيمة الأهمية في حياة الفرد وهي:

1- يكتسب الفرد جميع إمكاناته الوراثية.
2- يتحدد جنس الكائن في تلك اللحظة.
3- قد يحدث في تلك اللحظة أن يتم أكثر من تلقيح واحد.(د. الوقفي 1998م)

ولذلك نرى أن الوراثة عامل هام في التطور الإنساني وإن الجينات هي الوسيلة المباشرة للوراثة، ومن هنا تظهر السمات الوراثية لكل من الوالدين في الجنين ومن ضمن تلك السمات وراثة الإعاقة العقلية والتي تلعب الوراثة دورا كبيرا في حدوث الإعاقة العقلية ولا سيما إذا كان أحد الوالدين يعاني من إعاقة عقلية.

 مفهوم وراثة الإعاقة العقلية

قبل التطرق إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإعاقة العقلية يجب معرفة مفهوم وراثة الإعاقة العقلية وكيف تتم تلك الوراثة….
يرى بنروز (Penrose) أن الطفل قد يرث الإعاقة العقلية من والديه وأجداده عن طريق جينات سائدة، والتي تؤدي إلى الإعاقة العقلية، التي تظهر في جميع الأجيال بنسبة 1:3 بحسب قانون مندل في الوراثة، وتنتج هذه الإعاقة عن طريق اقتران كروموسومات أو جينات غير متآلفة.
وقد يرث الطفل الإعاقة العقلية من والديه وأجداده عن طريق جينات متنحية تؤدي إلى إعاقة عقلية متنحية( والمقصود بالجينات المتنحية هي التي لا تظهر على أي من الوالدين ولكنهما حاملان لها وقادران على توريثها.) ( د.القريوتي، د.السرطاوي، د.الصمادي)، وينتج منها خصائص مرضية واضطرابات بيوكيميائية تنتقل من الوالدين أو أحدهما إلى الجنين فتؤذي دماغه وجهازه العصبي. وتأتى وراثة هذه الخصائص من الجد الأعلى، ويحتمل ظهورها في زواج الأقارب أكثر من زواج غير الأقارب، وتسبب حوالي 20% إلى 40% من حالات الإعاقة العقلية الشديدة، والمتوسطة. ( د.مرسي 1996 م).
مما سبق يتضح لنا أن وراثة اٌلإعاقة العقلية تعني إما يكون الطفل قد ورث خاصية مرضية بيوكيميائية تتلف خلايا دماغه وجهازه العصبي، ومن ثم تؤدي إلى إعاقة عقلية، ونرى أن تلك الخاصية يحتمل ظهورها بشكل كبير الأقارب.

 كيف تتم الوراثة؟

اختلفت الآراء حول الطريقة التي تنتقل بها الإعاقة العقلية من الآباء إلى الأبناء، فظهرت عدة نظريات حيث افترض بعض الباحثين أن الإعاقة العقلية مرض كالزهري والسل ينتقل عن طريق جرثومة موجودة في دم الوالدين أو أحدهما، وتنتج عن إدمان شرب الكحوليات والمخدرات والتسمم بالرصاص وزيادة نسبة النيكوتين والنيترون في الدم.
وافترض باحثون آخرون إن التخلف العقلي ينتقل عن طريق الجينات بنفس الطريقة التي تنتقل بها الخصائص الجسمية والنفسية الأخرى.(د.مرسي 1996 م)
لذلك فنرى أن الطريقة أو الافتراض الثاني أفضل من الأول وذلك لأن الإعاقة العقلية ليست مرضا ولا توجد جرثومة معروفة تسببه ، لكن الافتراض الثاني بوراثة الإعاقة العقلية عن طريق الجينات فهو افتراض مأخوذ به ومعروف، وذلك لأن الجينات هي التي تحمل الخصائص الوراثية، وتحدد صفات الطفل الجسمية والنفسية والتي تأتيه من والديه وأجداده.
تتم وراثة الإعاقة العقلية عندما يخترق الحيوان المنوي للذكر الغلاف الخارجي للبويضة الأنثوية حتى يلتصق نواته بنواتها، فتنشأ الخلية الأولى التي تضم 46 كر وموسوما ( 23 كر وموسوما من الأب و23 كر وموسوما من الأم).
ويحمل كل كروموسوم مئات الجينات التي تحمل الصفات الوراثية، وتنقلها من الآباء إلى الأبناء، فإذا كانت الجينات في الوالدين متماثلة ظهرت الصفة الوراثية التي تحملها الجينات بصورة أصيلة، أما إذا كانت الجينات غير متماثلة، فتظهر الخاصية الوراثية من جديد في الأجيال القادمة. وهذا يعني وجود جينات تحمل خاصية الإعاقة العقلية عند كلا الوالدين يجعل احتمال ظهور الإعاقة العقلية في أبنائهما كبيرا، وينخفض هذا الاحتمال إذا كان أحد الوالدين يحمل الخاصية والآخر لا يحملها، لأن في هذه الحالة إما أن تظهر خاصية الإعاقة العقلية في الأبناء، أو تختفي لتظهر في الأحفاد عندما تتوافر لها الظروف المناسبة.( د.مرسي 1996 م)
لذلك فيجب على الأشخاص قبل الزواج القيام بفحص أنفسهم في المستشفى وذلك للتأكد من عدم وجود أي عوامل جينية التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الوراثية والتي منها الإعاقة العقلية.

 الأسباب الوراثية للإعاقة العقلية

على الرغم من كثرة الأسباب الوراثية التي تسبب الإعاقة العقلية وتنوعها فقد أصبحت بعض هذه الأسباب معروفة عند الأفراد والبعض الآخر غير معروف، ولقد قسمت الأسباب الوراثية المعروفة التي تسبب الإعاقة العقلية إلى ثلاثة أقسام وهي انتقال خصائص وراثية شاذة، عوامل بيولوجية والتشوهات الخلقية وسوف نستعرض كلا منها على حده للتعرف على تقسيماتها والعوامل المرتبطة بها.

 انتقال خصائص وراثية شاذة

قد يصاب الطفل بالإعاقة العقلية لا بسبب أن والديه معاقان عقليا فقط، ولكن بسبب انتقال خصائص وراثية شاذة، تؤدي إلى اضطراب في التمثيل الغذائي في خلايا الجسم، وبالتالي ينتج عنها تلف في خلايا الدماغ والجهاز العصبي والذي يؤدي إلى الإعاقة العقلية، وقد كشف العلم في الخمسين سنة الماضية عن وجود نوعين من الخصائص الوراثية الشاذة وهي:

 شذوذ الكروموسومات

 شذوذ الجينات. (د.مرسي 1996 م)

وسوف نتناول كلا منها على حده والأعراض المرتبطة بها وكيفية حدوثها.

 شذوذ الكروموسومات:

الكروموسومات عبارة عن مكونات الخلية وهي صغيرة جدا يحمل كلا منها مئات الجينات ويمكن ملاحظتها خلال انقسام الخلية في الإنسان. وتحتوي خلية الإنسان على (46) كروموسوما مرتبة في (23) زوجا وكما هو معروف فإن الكروموسومات تحمل الجينات التي تحدد الميراث البيولوجي للفرد، باستثناء رقم (23) والذي يعتبر مسؤولا عن تحديد جنس الجنين. وفي بعض الأحيان يحدث خلل أو اضطراب في انقسام الكروموسومات أثناء نموها وانقسام البويضة الملقحة مثل:

1- انشطار أحد الكروموسومات بشكل غير طبيعي.
2- زيادة في عدد الكروموسومات
3- حدوث خطأ في التصاق كروموسوم بآخر
4- نقصان في عدد الكروموسومات

وهناك عوامل مختلفة قد تؤدي إلى شذوذ الكروموسومات مثل التعرض للإشعاعات الضارة والإصابات الفيروسية الشديدة أثناء الحمل وتأثير العقاقير الطبية والمواد الكيماوية المختلفة. (د. القريوتي، د. الصمادي، د. السرطاوي 1995 م)
مما سبق يتضح لنا أن الكروموسومات عامل مهم جدا في إصابة الجنين بالإعاقة العقلية أو في سلامته من الأمراض، حيث إن حدوث أي خلل في تركيب تلك الكروموسومات أو في انقسامها يؤدي إلى الإصابة بالإعاقة العقلية وقد وجدنا أن هنالك بعض العوامل التي تسبب حدوث ذلك الشذوذ وبذلك تستطيع أن تتجنبها الأم الحامل وذلك حفاظا على صحة جنينها من الإصابة بالأمراض المختلفة، وسوف نستعرض بعض الأعراض المرتبطة بشذوذ الكروموسومات ومن أهم هذه الأعراض:

 عرض داون ( Down Syndrome )

اكتشف الطبيب ( Langdon Down ) الأعراض المرتبطة بحالة الإعاقة العقلية المعروفة بالمنغولية وذلك لوجود التشابه بين الشعب المغولي والمصابين بمتلازمة داون من ناحية بعض الملامح الخارجية ولكن هذه التسمية تغيرت وذلك لما تحمله من مضامين عنصرية فلذلك تم استخدام مصطلح متلازمة داون بدلا من تسمية المنغولية. وتسبب تلك المتلازمة حوالي 10% من حالات الإعاقة العقلية الشديدة والمتوسطة، وقد أشارت الدراسات إلى أن متلازمة داون تحدث بنسبة 1:100 أي إن طفل واحد يعاني من المرض في كل ألف ولادة، وهذه النسبة تزداد بحسب عمر الأم عند الحمل.
ويعتبر سن الأم عند إنجاب الطفل من أهم الأسباب المرتبطة بحدوث هذا المرض، فقد لوحظ أن كبر سن الأم وإنجاب أطفال مصابين بمتلازمة داون أمران مرتبطان، كذلك تبين أن احتمال إنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون يزداد بازدياد سن الأم ابتداء من سن الثلاثين حتى يصل إلى ذروته فيما بين سن الخامسة والأربعين وسن التاسعة والأربعين.(د. حلاوة 1998 م)
لذلك فيجب على النساء أن يلتزموا بإرشادات الطبيب وأن يقوموا بمراجعته دوريا أثناء الحمل وأن يمنعوا عن الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين ففي هذا السنة كما لاحظنا أنه تكثر فيه نسبة الإصابة بالإعاقة العقلية.
 توجد ثلاثة أنواع من عرض داون:
1- ثلاثي 21 وهو الأكثر شيوعا، ينتج عن زيادة كروموسوم 21 إلى ثلاثة كروموسومات بدلا من كروموسومين.
2- الفسفسائي: هو ناتج عن خلل في بعض خلايا الجسم وليس في كل الخلايا.
3- الانتقالي: ناتج عن انتقال جزء من أحد الكروموسومات إلى كروموسومي 21 والتحاقه بهما فيكون عدد كروموسومات الخلية 46 كروموسوما مع وجود خلل في كروموسوم 21 والذي يسبب الإعاقة العقلية المتوسطة والبسيطة. (د. مرسي 1996 م)
يتضح لنا أن عرض داون ليس نوعا واحدا بل هناك 3 أنواع منها ثلاثي 21 والفسفسائي والانتقالي ومن هذا نستنتج بأن لكل نوع تشخيص خاص به وعلاج مناسب على حسب نوع الإصابة أو الشذوذ الذي حصل في الكروموسومات.
يتميز المعاقين المصابين بمتلازمة داون ببعض الأعراض أو الخصائص الجسمية والتي تميزهم عن غيرهم من المعاقين من فئة الإعاقة العقلية، حيث يمكن التعرف عليهم بسهولة تامة وذلك بسبب بروز الملامح ووضوحها، فالعينين تكونان مائلتين على شكل اللوزتين، كما أن اللسان تبدو عليه شقوق عميقة ويميل إلى البروز خارج الفم وكأنه أكبر بكثير من التجويف الفمي، ويميل الأنف إلى أن قصيرا ومسطحا والأسنان تكون غير منتظمة الشكل والجلد جافا وجشنا ولونه أبيض، كذلك يلاحظ على أيدي المصابين بالمتلازمة لهما شكل قبيح، وأن لأصابعهما القصيرة تنتشر إلى الخارج وتكون قامتهم قصيرة كما يكون الصوت أجشا صادرا عن الحلق والشعر في أول أمره ناعما ثم يتغير من بعد ذلك فيصبح جافا متفرقا قليلا كما وتوجد عيوب خلقية في تكوين القلب، وتظهر حالات إصابة عتامة عدسة العين وحالات صرع ونقص في إفراز الغدة الدرقية وعدم اتزان العنق ويكون الطفل حساسا للإصابة بكثير من الأمراض. ( ريتشاردم.سوين 1988م)
أما من الناحية العقلية فإن المصابين بمتلازمة داون يتميزون بأن درجة التأخر العقلي لديهم تتفاوت تفاوتا ملحوظا، إذ على الرغم من أن قليلا منهم يصلح لأن يندرج في المصطلح واسع الانتشار ( الإعتماديون ) إلا أن كثيرا منهم يصل إلى مستوى الإعاقة المتوسطة حيث يمكنهم أن يتعلموا القيام بالواجبات البسيطة وأن يشاركوا في الأنشطة الأسرية العادية وأن يقوموا بالأعباء المنزلية لكنهم مع ذلك يبقون بحاجة إلى الإشراف.(د. الخطيب 1992م)
ومن الصفات الاجتماعية لهذه الحالات الوداعة، والإقبال على الناس، ومصافحة كل من يقابلونه، والتقرب إلى الراشدين في البيت والمدرسة، والميل إلى المحاكاة والتقليد وحب الموسيقى.(د.موسى 1996م)
يظهر مما سبق ذكره أن المصابين بمتلازمة داون هم فئات غير متجانسة من الناحية حيث يظهر تفاوت ملحوظ من ناحية درجة التأخر العقلي فمنهم يقعون تحت مستوى الاعتماديون والبعض منهم تحت درجة الإعاقة العقلية المتوسطة والبعض الآخر تحت درجة الإعاقة العقلية البسيطة وهكذا…. ولكن من الناحيتين الاجتماعية والجسمية فإن معظمهم يتشابهون في تلك الخصائص، وهذه الخصائص تمكننا من التعرف على المصابين بمتلازمة داون بسهولة تامة وذلك لأن الأعراض التي تظهر عليهم تبدو أكثر وضوحا وبروزا، لذلك فمن هذا المنطلق يجب على العاملين في هذا المجال أن يهتموا بتنمية المهارات الاجتماعية والجسمية لدى هؤلاء المعاقين وأن يراعوا الفروق الفردية في تعليم المصابين بمتلازمة داون.

 عرض تيرنر ( Turner Syndrome )

هذه الحالة عبارة عن عقم وتشوه في الغدد التناسلية، تنشأ هذه المتلازمة من غياب أحد كروموزومي الجنين فيكون زوج كروموزوم رقم 23 فردياXO) ) بدلا من زوجيا (XX) وبذلك يكون مجموع كروموزومات الخلية 45 بدلا من 46 في الحالات العادية. ويحدث غياب كروموزوم الجنس نتيجة فشل انفصال كروموزومي الجنس أثناء الانقسام، ويصيب هذا المرض الإناث بنسبة 1:5000 أي ولادة واحدة مصابة في كل خمسة آلاف ولادة عادية وليس له علاقة بسن الأم عند الحمل.(د.حلاوة 1998م)
ومن أعراضه فإنه يتميز صاحبها بمظهر أنثوي وقامة قصيرة لا تتعدى 150 سم ورقبة مميزة وعيوب جسدية متنوعة، كذلك هناك غياب للميزات الجنسية في سن البلوغ حيث لا وجود للدورة الشهرية، والأعضاء التناسلية غير ناضجة، وغالبا ما تكون بالحالة عيوب في الأوعية الدموية للقلب وكذلك في الجهاز البولي والكلى.
لقد أظهرت الدراسات انخفاض نسبة الذكاء ولكن ليس بالمستوى الذي يصل بالحالة إلى الإعاقة العقلية مع اضطراب واضح في الشخصية.(د.فياض 1983م)
 عرض كلاينفلتر ( Klinefelter Syndrome )

وهذه المتلازمة أو العرض ينشأ عن زيادة كروموزوم الجنس (x) بحيث يكون كروموزوم 23 ثلاثيا (xxy) بدلا من أن يكون زوجيا (xx) أو (xy)، ويحدث هذا الخطأ نتيجة فشل انفصال كروموزومي الجنس أثناء الانقسام عند الرجل أو المرأة. وتصيب هذه المتلازمة الذكور فقط بنسبة 1:8000 أي ولادة واحدة مصابة في كل 8000 ولادة عادية.
وتزداد هذه النسبة في ولادات الأمهات بعد سن الأربعين، ومن أعراضه الإكلينيكية: تأخر الطفل في المشي والتسنين والكلام، وتوقف نموه العقلي وطول ساقيه، وصغر حجم أعضائه التناسلية، وتأخر ظهور الأعراض الجنسية الذكرية الثانوية، ويكون الطفل في العادة عنيدا كثير العدوان.(د.مرسي 1996م)
ولذلك فإن أي ذكر تظهر عنده هذه الأعراض يجب أن يجرى له فحصا طبيا للتأكد من تشخيصه ومن ثم القيام بإجراءات تحد من تطور آثار تلك المتلازمة، بالإضافة إلى أن هذه الحالات تزيد في ظهورها عند الأمهات فوق سن الأربعين، ولذلك ينصح المرأة بالإنجاب في عمر مناسب وهو ما بين ( 20- 35 ) سنة، لكي تتجنب ولادة طفل مصاب بهذه المتلازمة أو بإعاقة من الإعاقات الأخرى.

 صغر حجم الجمجمة ( صغر الدماغ )

يسمى كذلك بالميكروسفالي وهو مصطلح يشير إلى المعاقين عقليا من أصحاب الرؤوس الصغيرة، وصغر حجم الجمجمة يعني أن الدماغ يكون صغيرا، ومثل هذه الحالة تتضمن دائما مستويات الإعاقة العقلية الشديدة.
هذا الصغر في الدماغ قد يكون ذا أصل وراثي عائلي ينقل بواسطة مورث غير مسيطر، وقد يتصل بعيوب كروموزومية، أو قد يسببه إصابة جنينية بالالتهاب، كذلك قد تتسبب به بعض الإشعاعات ذات التأثير الكبير مثل أشعة إكس، أو الحصبة الألمانية أثناء الحمل.(د.فياض 1983م)
أما عن الخصائص الجسمية لهؤلاء المعاقين فهي متميزة تماما، ذلك أن الجمجمة لا تصل في أقصى نموها إلى اكثر من 17 بوصة من حيث المحيط في مقابل المحيط العادي الذي هو 22 بوصة. كذلك نجد أن الجبهة والذقن يتراجعان في حدة وأن جوانب الرأس تنحنيان إلى الداخل، وأن الأنف يبدو كالمنقار، ثم إننا نجد السطوح العظيمة للجمجمة صغيرة المساحة وأن فروة الرأس التي تغطي الجمجمة تكون تبعا لذلك غير مشدودة بإحكام إلى العظام مجعدة في خطوط طولية تمتد من الجبهة إلى الخلف، والجسم قد يصل إلى تمام النمو وعلى الرغم من ذلك إلا أن القائمة تكون دائما قصيرة. كما يتصاحب كذلك باضطرابات في المشي، مع بعض التقلصات العضلية اللاإرادية، وغالبا ما يترافق مع نوبات صرعية.
وعلى الرغم من أن غالبية أصحاب هذه الحالة يكونون من بيتن المتأخرين تأخرا عقليا شديدا، إلا أن هناك بعض التفاوت فيما بينهم بحيث قد نجد منهم المتأخرين تأخرا عميقا والمتأخرين بدرجة متوسطة. وأما عن درجة النقص العقلي فهي لا تتطابق تطابقا مباشرا مع حجم الرأس فمعظمهم لديه القدرة على أن يفهم ما يقال له وعلى أن ينطق بكلمات قليلة.
ومن الناحية الاجتماعية فهم يتصفون بالحيوية العامة، وبالقدرة على التقليد وبالتيقظ مما يجعل منه شخصا مسليا، وكذلك يتميزون بالود وحسن السلوك والقدرة على حسن التوافق لحياة المؤسسات.(ريتشاردم.سوين 1988م)


وهكذا فنرى أن كل هذه الأعراض المذكورة سابقا ناتجة عن أخطاء الكروموسومات والتي تسبب اضطرابات بيوكيميائية تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للخلية وتؤدي إلى موتها وعدم استمرار الحمل أو تؤدي إلى تشوه الجنين وإصابته بالإعاقة العقلية. لذلك فيجب على الأم الحامل العناية بنفسها وبجنينها من خلال الذهاب دوريا إلى المستشفى للتأكد من سلامة جنينها والعناية بتغذية نفسها وأهم شيء قبل الزواج القيام بالفحص الطبي لكل من الزوجين حتى يتم تجنب ولادة أي طفل مصاب بإعاقة من الإعاقات المختلفة وكذلك يجب أن يكون عمر الأم مناسبا للحمل وهو ما بين 20-35 سنة فإذا كان عمرها أقل من 20 أو أكبر من 40 فيجب على الأم أن تتجنب الحمل في هذا العمر وذلك لزيادة احتمال إنجاب أطفال مصابين بإعاقة من الإعاقات المختلفة.

فهرس المصادر والمراجع


1- د. راضي الوقفي، مقدمة في علم النفس، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، ط 3 ، 1998 م.

2- ريتشاردم.سوين، علم الأمراض النفسية والعقلية، ترجمة: أحمد عبد العزيز سلامة، مكتبة الفلاح للنشر والتوزيع، الكويت، ط 1، 1988 م، بتصرف.

3- د. فريد مصطفى الخطيب، الوجيز في تعليم الأطفال المعوقين عقليا، مؤسسة دار شيرين، عمان، ط 2، 1992 م، بتصرف.

4- د. كمال إبراهيم مرسي، مرجع في علم التخلف العقلي، دار النشر للجامعات المصرية، القاهرة، ط 1، 1996 م، بتصرف.

5- د. محمد السيد حلاوة، التخلف العقلي في محيط الأسرة، جامعة الإسكندرية، مصر، ط 1، 1998 م، بتصرف.

6- د. منى فياض، الطفل المتخلف عقليا في المحيط الأسري والثقافي، معهد الإنماء العربي، بيروت، ط 1، 1983 م، بتصرف.

7- د. يوسف القريوتي، د. عبد العزيز السرطاوي، د. جميل الصمادي، المدخل إلى التربية الخاصة، دار القلم للنشر والتوزيع، دبي، ط 1، 1995 م، بتصرف.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 08-04-2005, 11:35 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العنوان: مقاييس النمو- الاسنان

--------------------------------------------------------------------------------

-
مقاييس النمو - الاسنان
لكي نستطيع فهم اطضرابات التطور عند الاطفال المعوقين يجب مقارنة تطورهم باطفال اسويا .
ينمو الدماغ في مراحل الحمل الاولى بشكل اسرع من باقي اعضاء الجسم حيث يكون اكثر حساسيه ويتاثر من سؤ التغذيه اكثر من أي عضو اخر . فوزن دماغ الطفل ذو السنوات الاربع يبلغ 90 بالمئه من وزن دماغ الراشد بينما جسده 20 بالمئه من وزنه النهائي ويكون وزن دماغ المولود الجديد 340 غرام وعند بلوغه ستة اشهر يكون وزن دماغه 750 غ ويستهلك الدماغ 20 بالمئه من الاوكسجين الذي يستهلكه الجسم هذه النسبه 50 بالمئه عند الرضيع المعلمومات عن وزن الدماغ من: -schneour e;lecerveau et faim stock-1975-p60-
العوامل التي توثر على النمو:الوراثه :عن طريق المضاعفات الوراثيه التي تنتقل من الاب والام الى الطفل مثل الطول .
العوامل البيئيه : كل ما هو غير وراثي مثل التغذيه – هرمونات الغده الدرقيه والهرمونات الجنسيه هرمون الغدد الجارديقيه :
الحاله النفسيه : تغير في النمو عند الاجيال،
مراحل النمو : مرحلة تكوين الجنين : في اول 3 شهور عيوب في الكروسوم او الجينات-تعرض الام لاشعه او صدمات او امراض او تناول ادويه .
مرحلة نمو الجنين : الاجاض—الولاده قبل الموعد .
مرحلة الولاده :حوادث اثناء الولاده—اختناق—مشكلة RH امراض معديه.
مرحلة حديثي الولاده :الولاده قبل الموعد—الاختناق—الصفراء—العيوب الخلقيه .
مرحلة ما قبل المدرسه : النزله المعويه-سؤ التغذيه-الامراض المعديه-الحوادث-الاورام الخبيثه .
مرحلة المدرسه: المراض المعديه- الحوادث-.
مرحلة المراهقه : سؤ التغذيه-المشاكل الاجتماعيه-المشاكل الجنسيه-المشاكل النفسيه .
مقاييس النمو :الوزن:عند الولاده حوالي 3.5 كلغ-عند 5 –اشهر 7 كاغ- عندسنه 10 كلغ- عند سنتين 12 كلغ.ثم يزيد 2 كلغ في السنه حتى المراهقه فتكون الزياده 3 كغ في السنه
الطول : عند الولاده 50 سنتم- اول 3 اشهر يزداد 2.5 سنتم في الشهر ثاني 6 اشهر يزداد 2 سنتم في الشهر نهاية السنه الاولى 72-75 سنتم في عمر سنتين 85 سنتم- 4 سنوات 100 سنتم ثم يزداد 5 سنتم كل سنه حتى عمر سنوات .
دوران الراس : عند الولاده 32.5 سم- 6 اشهر 40 سم- سنه 45 سنم 3 سنوات 4705 سنم 7 سنوات 50 سنم 12 سنه 5205
نلاحظ ان نمو الراس يكون في اول سنتين من العمر
000
الاسنان: اسنان اللبن وعددهم 20-
6 اشهر القواطع المركزيه السفلى-
8 اشهر القواطع المركزيه العليا
10 اشهر القواطع الجانيه العليا-
12 شهر القواطع الجانبيه السفلى- وفي نهاية السنه الاولى 8 – اسنان
15 شهر الاضراس الطاحنه الاماميه الاولى
18 شهر الانياب
24/20 شهر الاضراص الطاحنه الاماميه الثانيه
نهاية السنه الثانيه عدد الا ضراس 20
الاسنان الدائمه وعددها 32
6 سنوات الاضراص الطاحنه الاولى
7 سنوات الاسنان القاطعه السفلى
8 سنوات الاسنان القاطعه العليا
9 سنواتالاسنان القاطعه الجانبيه السفلى
10 سنوات الاسنان القاطعه الجاتبه العليا
11 سنه الانياب
12 سنه اللاضراص الطاحنه الاماميه الاولى
13 سنه الاضراص الطاحنه الاماميه الثانيه
14 سنه الاضراص الطاحنه الثانيه
15 سنه // // الثالثه
_________________

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 08-04-2005, 11:36 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الإعاقة العقلية

إعداد : الموجهة الفنية نوال المعتوق

تعريف التخلف العقلي :

هو انخفاض المستوى الوظيفي العقلي الذي تنعكس آثاره أثناء نمو الفرد ويتمثل في عجزه أو قصوره عن النضج أو التعلم أو التكيف الاجتماعي أو في جميع هذه النواحي ويشمل جميع الأفراد الذين تنخفض نسبة ذكائهم عن المستوى العادي .



العوامل المؤدية للإصابة بالتخلف العقلي :



1- عوامل وراثية : خلل بالجينات أو الصبغيات الحاملة للصفات الوراثية بالخلية ، أو تشوه عضوي بالجهاز العصبي ، وهذه الحالات لا ينمو فيها الذكاء بالقدر الكافي منذ الطفولة .

2- عوامل بيئية أو مكتسبة : وهي التي تؤدي إلى توقف نمو الذكاء أو فقدان ما تم اكتسابه بالسابق وهي :

أ- أسباب قبل الولادة : جرثومية – إشعاعية – سوء تغذية – نزيف – حوادث .

ب- عند الولادة : عسر الولادة – نقص الأكسجين – نزيف – خديج .

ج- بعد الولادة : الصفراء – نقص السكر – التهاب السحايا بالدماغ – نزيف – اختلال نسبة أملاح – إصابات الدماغ بالحوادث – تسمم – إدمان – أمراض مزمنة – إهمال اجتماعي وحرمان



صفات المتخلفات ذهنياً :

1- الصفات الجسمانية والحسية :

يرتبط المتخلف ذهنياً عادة بضعف القدرات الحسية والجسمانية للطفل المصاب ، كذلك يختلف النمو الجسمي لهؤلاء الأطفال عن الأطفال الأسوياء . وتؤكد معظم البحوث والدراسات في هذا الخصوص وجود نقص في النمو الجسمي والحركي لهؤلاء الأطفال وإذا كانت بعض حالات التخلف الذهني ترتبط ببعض العاهات والتشوهات الجسمية كما في الحالات المغولية وحالات كبر الجمجمة ، إلا أنه ليس من الضروري أن يرتبط التخلف الذهني بمثل هذه التشوهات في كثير من حالات وأنواع التخلف الذهني .



2- الصفات النفسية والاجتماعية :

يرتبط التخلف الذهني عادة بحالات من الاضطراب النفسي ، وعدم الاستقرار وقيام المصاب بحركات غير هادفة وغير متحكم فيها . وتشير معظم البحوث والدراسات إلى وجود عدة صفات نفسية واجتماعية أخرى ترتبط بالتخلف الذهني والتي منها العدوانية وعدم الانسجام وعدم القدرة على التحكم في الانفعالات والعواطف ، وقد يتصف بعض الأطفال المتخلفين ذهنياص بالخمول وقلة النشاط وعدم التعاون مع الغير وعدم استيعاب كثير من النظم والعلاقات الاجتماعية . وتختلف كل حالة من حالات التخلف الذهني بدرجة ما أو بنوع من هذه الصفات . فلا يمكن إرجاع ما يتميز به الطفل المتخلف ذهنياً من صفات نفسية واجتماعية إلى الطفل نفسه ، بقدر ما يمكن تفسيرها بأن معظمها أو معظم مظاهرها نتيجة لعملية التفاعل المستمر بين الطفل وبيئته الطبيعية والاجتماعية والنفسية بالإضافة إلى ارتباطها بمصدر العلة نفسها .



3- الصفات العقلية :

تعتبر الصفات العقلية للطفل المتخلف ذهنياً من أهم الصفات التي تميزه عن الطفل السوي فالطفل المتخلف عقلياً هو الذي يتأخر نموه العقلي عن الأطفال الذين في سنه ، كما أن نموه العقلي يكون أقل من معدلات النمو العقلي للطفل العادي ، بل ويقف عن النمو في مرحلة عمريه معينة ويؤدي ذلك إلى صعوبات في التفكير والتركيز والتذكير والتذكر ونقص القدرة في إدراك المعاني والقيام بتحليل الأمور والوصول إلى الاستنتاج والأحكام وتأخر ونقص في القدرة على الكلام وإجادة الحديث وعدم وضوح الألفاظ في كثير من الحالات .

ويلاحظ أن الأطفال المتخلفين ذهنياُ بشكل بسيط أو متوسط يكون لديهم نوع من الاستعداد والقدرة على التعلم والتدريب ، ويرتبط نجاحهم في عملية التعلم بالوسائل والمناهج التعليمية التي تتمشى مع قدراتهم ، وأيضاً بقدرة وتخصص واستعداد القائمين على تعليمهم وتدريبهم .

4- الصفات الصحية :

تؤكد معظم البحوث والدراسات في مجال صحة الأطفال عموماً والأطفال المتخلفين ذهنياً على وجه الخصوص ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض بينهم عنها بالنسبة للأطفال الأسوياء ، الأمر الذي يتطلب إيجاد نوع من العناية والاهتمام لحماية هؤلاء الأطفال ووقايتهم من الأمراض . ويلاحظ أن جميع هذه الخصائص ليست واحدة ولا بنفس الدرجة لدى جميع الأطفال المتخلفين ذهنياُ وأن هناك فروقاً فردية كثيرة بين هؤلاء الأطفال تؤدي إلى تباين في الصفات ومن هنا فإن تصنيف الأطفال المتخلفين ذهنياً إلى مجموعات على أساس نسبة الذكاء أو مصدر الحالة أو الحالة النفسية والاجتماعية للأطفال إنما هو تقسيم إجرائي وشكلي بحيث لا يمكن وضع حدود فاصلة بين مجموعة وأخرى .
_________________

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 08-04-2005, 11:41 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العنوان: الشلل الدماغي

--------------------------------------------------------------------------------

الشلل الدماغي هو أحد حالات الإعاقة المتعددة التي تصاب فيها خلايا المخ بتلف وغالباً ماتتم الإصابة به أثناء فترة الحمل أي للجنين أو بعد الولادة مباشرة. وتفسير الاضطراب يتضح من مسماه:


فالشلل اضطراب يتصل بعدم القدرة على الحركة والدماغ هنا تشير إلى المخ مجازاً, ولا نستطيع أن نطلق على الشلل الدماغي أنه مرض بكل مافي الكلمة من معنى لأنه غير قابل للعلاج.. لكن هناك حالات معتدلة فيه وأخرى حادة ومع ذلك فالشخص الذي يعاني منه يستطيع أن يحيا حياة طبيعية ومنتجة بتلقي وسائل تعليمية خاصة.

* أسباب الشلل الدماغي:

- إصابة المرأة الحامل بعدوى خلال فترة الحمل.

- الولادة المبكرة.

- نقص وصول الأكسجين للطفل.

- أو قد تحدث بعد الولادة نتيجة للتعرض لحادث.

- التسمم بالرصاص.

- العدوى الفيروسية.

- إساءة التعامل مع الطفل.

- وغيرها من العوامل الأخرى.

وأكثر الأسباب شيوعاً في هذه القائمة المذكورة عدم وصول الأكسجين أو الدم للجنين أو المولود حديثاً بشكل كاف ٍ، وقد يحدث ذلك بسبب انفصال المشيمة في غير التوقيت المحدد لها، استغراق الولادة لوقت طويل من الزمن أو تلك الفجائية، التدخل في الحبل السري، عدم البراعة في توليد المرأة. أما عن الأسباب الأخرى تتصل بالولادة المبكرة، عامل رسيس، عدم توافق فصيلتي الدم للأبوين، إصابة الأم بالحصبة الألمانية أو أي مرض فيروسي في بداية الحمل، أو الكائنات الحية الدقيقة التي تهاجم الجهاز العصبي المركزي للطفل المولود حديثاً. وافتقار الأم الحامل لتلقي الرعاية والعناية أثناء فترة حملها قد تكون عاملاً هاماً يضاف إلى قائمة الأسباب. وأقل هذه الأسباب إصابات الشلل الدماغي المكتسبة بعد ولادة الطفل من إصابات الرأس التي تكون بسبب حوادث السيارات والوقوع وسوء معاملة الطفل.

* أنواع الشلل الدماغي:

* توجد ثلاثة أنواع رئيسية:

1-شللى(Spastic) الذي تكون الحركة فيه صعبة.

2-رعاش(Athetoid) لا يتم التحكم في الحركات التي يمارسها الشخص.

3-لااتزانى(ِAtaxic) يجمع بين الاضطراب في التوازن والإدراك العميق.

وقد يجتمع أكثر من نوع لشخص واحد، وهناك أنواع أخرى لكنها نادرة الوجود.

* أعراض الشلل الدماغي:

تعتمد أعراض الشلل الدماغي على الجزء التالف بخلايا المخ ومدى تأثر الجهاز العصبي المركزي, ومهما كان مدى هذا التأثير فلا يستطيع الشخص التحكم كلية في تصرفاته وتوازنه.. وأعراضه هي:

1- تشنجات.

2- حركات لا إرادية.

3- إدراك وإحساس غير طبيعيين.

4- ضعف الرؤية والكلام والسمع.

5- تخلف عقلي.

6- اضطراب في السلوك والحركة.


* علاج الشلل الدماغي:

التدخل المبكر لن يعالجه ولكن يتحكم في الحالة ويمنع تدهورها بشكل سريع ويكون ذلك باتباع الخطوات التالية:

- علاج التخاطب.

- علاج مهني.

- تأهيل جسدي.

- المساعدة النفسية من جانب الأهل والأصدقاء.

- وأهم علاج في ذلك كله هي إعطاء استقلالية لهؤلاء الأطفال في الحياة مع المراقبة غير المباشرة لهم.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:57 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع