مجالس العجمان الرسمي


مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #11  
قديم 02-04-2005, 04:42 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road



( الفضائيات والمجتمع )



كم قاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة
وبين الزوج وزوجته
وبين الأب وأبنائه !

فقيل للابن أنت حر
وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

هذه هي فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس
لا حول ولا قوة إلا بالله ..

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس ..

اخوتي .. أخواتي الكرام :
الموضوع في هذا يطول وربما لا نوفي حقه في ذلك فهو في بالغ الأهمية وخطير جدا
وحتى لا نطيل عليكم دعونا نقلب الصفحات مع هذا البحث الذي يشمل عدة أقوال وإحصائيات
وأمثلة يندى لها الجبين وتقشعر لها الأبدان وغير ذلك الكثير ..

وربما ذلك يفوق عن ألف كلمة نتفوه فيها ونطلقها أمام الناس أجمع
وأتمنى أن ينال إعجابكم ويتحقق الفائدة منه

ذلك البحث الذي يكشف عن نوايا وخفايا الفضائيات وما وراء ها
وأتمنى أن ينال إعجاب الجميع ويتحقق الفائدة منه :

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )


هذا ما تفوّه به أعداء الاسلام الذين لا يزالون يكيدون المؤامرة تلو الأخرى .. حتى يقوموا بإفساد المسلمين وضعفهم وكسر معنوياتهم
وإنهم فشلوا في حرب السلاح وقد صرح بهذا الكثير من رؤسائهم من أعداء الاسلام واستنتجوا أن زرع الفتن ومحاربة العقول أهون بكثير من حرب السلاح والدبابات بل و أسرع نتائجا ..

فالفضائيات أصبحت مشاهد يندى لها الجبين وأحداث قد نفرت منها الأخلاق : تشرذم عائلي هنا ، وخيانة ، فجريمة هناك ، حب مخز ، وتبرج فاحش مثير .. يفسد المرأة والرجل كلاهما ..

استهدفها أعداء الاسلام حيث فشل الأعداء في حرب المواجهة عبر تاريخ الإسلام الطويل ، فكان لابد من إشاعة الفتنة في المجتمع
ولما كانت المرأة هي أخطر وسائل الدمار على الرجال وعلى الأمة جمعاء ، فقد جندها العدو لتكون سلاحاً فتاكاً حتى قال قائلهم
( إنه لا أحد أقدر على جر المجتمع إلى الدمار من المرأة فجندوها لهذه المهمة )

فهي العنصر الضعيف العاطفي ، ذو الفعالية الكبيرة ، والتأثير المباشر في هذا المجال

يقول كبير من كبراء الماسونية الفجرة
( يجب علينا أن نكسب المرأة ، فأي يوم مدت إلينا يدها فزنا بالحرام ، وتبدد جيش المنتصرين للدين )

ويقول أحد أقطاب المستعمرين
( كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع ، فأغرقوها في حب المادة والشهوات )


--------------------------------------------------------------------------------

1 ـ عكاظ تواصل حث الفتيات على التمرد


واصلت جريدة عكاظ الصادرة من جدة حملتها التي تشنها على الأسرة باستثارة الفتيات للتمرد على والديهم ففي عددها 13458 نشرت عكاظ وللمرة الثالثة تحقيقا صحفيا عنونت له بـ :
( الحوار مفقود .. والسلطة بيد الأب )
بنات " مغلوبات " على أمرهن
فما سر هذا الطرح ولماذا عكاظ تشن هذه الحملة على الأسرة وتريد تمزيقها ، وتستثير المراهقات ليتمردن على أسرهن ...
وإننا ومن هذا المنبر لنحذر الجميع من مغبة السكوت عن مثل هذه الأطروحات التي يراد منها تمزيق المجتمع وتفكيك كياناته الأسرية ، وندعو جميع الفضلاء للاحتساب على الجريدة بكل وسيلة ليرتدعوا عن نشر مثل هذه التحقيقات التي تحرض على التمرد على الوالدين في ظل غزو فكري وقنوات إباحية تيسر سبل الفساد وتهيئ له ،
وهذه هي روابط التحقيقات السابقة التي أجرتها الصحيفة في نفس الموضوع :
بنات يكرهن الأمهات !! ما سر هذا الطرح ؟؟ -------
تسلط الآباء يفقدهن الشخصية..؟؟ ---------

2 ـ تونس.. الفضائيات البديل الأمثل للدعاة


إسلام أون لاين.نت/ يؤكد المتابعون والمهتمون بالشأن الاجتماعي والثقافي في تونس وجود صحوة دينية كبيرة لدى شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي ، تتجلى بصورة خاصة في إقبال التونسيات على ارتداء الحجاب ، كما يلحظون أن وجود القنوات الفضائية الإسلامية قد مثل بديلا جيدا للمعرفة الدينية بالنسبة للمتدينين في هذا البلد الذي يتعرض فيه التيار المتدين لقمع شديد ويكاد يغيب فيه دور الدعاة.

وقالت الباحثة الجامعية التونسية سنية المنصوري في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" اليوم الخميس 31-7-2003 : إن وجود قنوات فضائية إسلامية أمثال اقرأ والمجد وغيرهما من الفضائيات، قد مثل مصدرا بديلا للمعرفة الإسلامية وللفتوى الدينية، خصوصا لدى الفتيات والنساء، في ظل غياب الدعاة والوعاظ الدينيين عن المساجد والبرامج الإذاعية والتلفزيونية المحلية ( بسبب التضييق الأمني من جانب السلطات التونسية )، كما أن الدعاة الدينيين من أمثال عمرو خالد وحبيب علي الجفري قد تحولوا إلى شخصيات مؤثرة في أوساط اجتماعية كبيرة بتونس.

وعن الأثر الكبير الذي تتركه الفضائيات على المتدينات التونسيات تضيف الباحثة التونسية :
إن المتأمل في شكل حجاب التونسيات اليوم، يشهد بلا شك اختلاف مظهره وطريقة وضعه، قياسا بالحجاب في الثمانينيات، كما سيلاحظ التأثر الكبير للمحجبات التونسيات اليوم بمقدمات البرامج الدينية والثقافية فيما يسمى بالقنوات الفضائية الإسلامية، على مستوى شكل اللباس وطريقة ارتدائه والزينة المصاحبة له. الإقبال على الحجاب ويرى الباحثون أن هناك إقبالا متزايدا من قبل فئات الشباب على المساجد، ومن النساء والفتيات -خصوصا في المدن الكبرى- على ارتداء الحجاب، على الرغم من وجود نص قانوني صريح مانع له. إلا أنهم أشاروا إلى أن الصحوة الدينية الحالية التي يشهدها المجتمع التونسي تختلف في طبيعتها اختلافا جوهريا عن تلك التي عرفتها تونس خلال عقد الثمانينيات .
فبالقدر الذي ارتبطت فيه الأخيرة ببروز الحركة الإسلامية على الساحة السياسية، ترتبط الصحوة الحالية بتوجه اجتماعي وأخلاقي محض، يقوم على وعي المتدينين بأهمية النأي بالتزامهم الديني عن أي صراع سياسي أو حزبي.

وتقول الباحثة سنية المنصوري: إن رغبة شرائح اجتماعية واسعة داخل المجتمع التونسي في العودة بقوة إلى القيم الدينية الإسلامية، والالتزام بأداء فرائض العبادات، يرجع بالأساس إلى عدة عوامل، من أهمها المتغيرات الهامة ا لتي جاءت بها الإصلاحات الاقتصادية الليبرالية التي شهدتها البلاد خلال سنوات التسعينيات، والتي كان من نتائجها توسيع الهوة بين طبقات المجتمع التونسي من جهة، وإلحاق أضرار سلبية جسيمة بالمنظومة الأخلاقية والقيم السائدة في المجتمع من جهة ثانية .

وتضيف سنية المنصوري أن هذه المتغيرات قد أشعرت التونسيين، خصوصا من أبناء الطبقات الوسطى والفقيرة بالضعف، كما أحدثت اهتزازات وشروخا عميقة في الروابط الأسرية والعائلية التي تلعب دورا فعالا وحيويا على مستوى العلاقات القائمة داخل المجتمع التونسي، باعتباره في نهاية الأمر مجتمعا عربيا مسلما سيظل متشبثا بمرجعيته الثقافية والحضارية مهما اتجهت المشاريع السياسية والاقتصادية في اتجاه التحديث والتغريب. محاولة تفسير الظاهرة وحول المقومات الرئيسية التي تقوم عليها ظاهرة العودة الكبيرة إلى التدين في المجتمع التونسي خلال السنوات الثلاثة الأخيرة،

ترى الباحثة الجامعية التونسية أن ذلك يقوم بالأساس على رغبة التونسيين العاديين في التوفيق بين معطيين أساسيين : أولهما إيمان عميق بأهمية القيم الدينية الإسلامية في الحفاظ على تماسك المجتمع ومواجهة الظواهر السلبية المستجدة عليه. وثانيهما تجنب أ ي فعل قد يقحم هذا التدين في دائرة الجدل أو الصراع السياسي، خصوصا مع وجود إدراك بأن هناك بعض الفئات في الوسطين السياسي والثقافي لا تزال تؤكد على عدم إمكانية الفصل بين التدين من جهة والصراع السياسي من جهة أخرى.
فالمتدينون يعتبرون في نظر هذه الفئات أنصارا محتملين للتيارات والحركات الإسلامية.

وتضيف المنصوري أن الصراع الذي شهدته تونس خلال عقد التسعينيات، بين النظام والحركة الإسلامية، قد أضر في حينها بوضع الالتزام الديني لدى التونسيين عامة، على الرغم من أن عددا كبيرا من أبناء المجتمع التونسي كانوا ملتزمين من الناحية الدينية، لكنهم لم يكونوا أعضاء في حركة أو جماعة إسلامية .
وكان تقرير الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان السنوي عن عام 2002 قد تحدث عن الحملات الأمنية والإدارية ضد المحجبات التونسيات، وجاء فيه أن العديد من المحجبات تعرضن إلى المضايقات في الشوارع أو أماكن العمل، وتم تجريد العديد منهن من الحجاب عنوة في بعض مراكز الأمن بالعاصمة، وإجبارهن على التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى ارتداء الحجاب .

كما أن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان كانت قد ذكرت في 28-5-2003 أن عددًا من طالبات التعليم الثان وي مُنعن من اجتياز امتحانات نهاية العام بسبب ارتدائهن للحجاب. يذكر أنه في عام 1981 أصدرت السلطات التونسية قانونا يعتبر الحجاب زيا طائفيا. ومنذ ذلك الحين والحكومة تلتزم بهذا القانون ، إلا أنه تم التشديد على منع المحجبات من دخول الجامعات والإدارات الحكومية منذ مطلع العقد الماضي، وهو ما أثار انتقادات واسعة في الداخل والخارج، خصوصا من جانب المنظمات الحقوقية التي ترى في منع الحجاب والتضييق على المحجبات تدخلا في الحرية الشخصية للمواطنين

موقع المختصر

3 ـ منع ظهور الداعية عمرو خالد على اقرأ وLBC بأمر أمريكي


الوطن س / علمت "الوطن" من مصادر مسؤولة داخل راديو وشبكة تلفزيون العرب أن الداعية الإسلامي عمرو خالد تم منعه من الظهور على الفضائيات العربية بضغوط مورست على مسؤولي قناة " اقرأ " الشقيقة لقنوات art, إلى جانب ضغوط أخرى مورست على المؤسسة اللبنانية للإرسال "إل بي سي" لمنع بث حلقاته .
وأوضحت المصادر أن هناك عناصر أجنبية وراء القرار بعدما أذاعت "اقرأ" حلقات عمرو خالد أثناء الحرب الأمريكية على العراق والتي أكد فيها الدور المطلوب تجاه الأمريكيين وفضح ممارساتهم. يذكر أن الداعية عمرو خالد أثار جدلا واسعا في الأوساط الاجتماعية والدينية نظرا لما يعتبره المراقبون بأنه يمثل مدرسة دعوية جديدة مؤثرة في شريحة الشباب العربي .
وقبل المنع كان عمرو خالد يقدم برنامج "حتى يغيروا ما بأنفسهم" الذي يتحدث عن أمهات المؤمنين وصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام, إلى جانب برنامج "ونلقى الأحبة".

لنشرة الإخبارية من موقع المختصر
29 ربيع الأول 1424 هـ


4 ـ فأغلب البالغين يشاهدون التلفاز بغرض الترفيه والتسلية . أما الأطفال أنهم يجدون التلفاز مسليا فإنهم يشاهدونه لأنهم يسعون إلى فهم العالم ..

5 ـ سلاح دمار شامل جديد !

( نحن نخوض حرباً في الأفكار بالقدر نفسه الذي نخوض فيه الحرب على الإرهاب ، لذلك وجهة نظري ترى أن تخفيف الملابس عبر الإعلام هو أفضل وسيلة للاختراق )
توكر أسكيو / مدير مكتب البيت الأبيض للاتصالات
تعليقاً على مشروع قناة تلفازية لجذب الشباب العرب إلى أمريكا


6 ـ الثقافة الهابطة من الفضاء


يقول الكاتب عائض البدراني من المدينة المنورة في احدى المجلات الاسلامية ( مجلة الأسرة ) :
قصيدة كتبتها عندما رأيت من شرفة منزلي أحد هذه الأطباق اللاقطة فوق احدى البنايات ، فسرحت بخاطري أتفكر في حال أصحابها ، وثارت خواطري ، فقلت :

شبابُنا ضـاع بيـن الـدشُّ والقـدمِ *** وهـام شوقـاً فمـالَ القلـبُ للنغـمِ
يقضي لياليه في لهـوٍ وفـي سهـرِ *** فـلا يفيـق ولا يصحـو ولـم ينـمِ
يقلّب الطرفَ حتى كـل مـن نظـرٍ *** إلى قنـاة تبـثُّ السـم فـي الدسـمِ
فقلّـد الغـرب حتـى فاقهـم سفهـاً *** وضـاق بالديـن والأخـلاق والقيـمِ
أرى سموماً أتت من ( سات ) يرسلها *** إلى شبابٍ هوى فـي حالـك الظلـمِ
أرى شباكاً من الأشرار قـد نصبـت *** فما تصيد سـوى الغربـان والرخـمِ
***
كفى صدوداً عـن الإسـلام ويحكـمُ *** فالعمرُ فـانٍ وحانـت ساعـة النـدم
أعمالكـم يـا عبـاد الله قـد كُتبـت **** ملائـك الله خـطّـت ذاك بالقـلـمِ
عودوا إلى الله شدُّوا العزم واتحـدو *** اوحطمـوا الكفـر بالأقـدام والهمـمِ
دعوا الحداثـة والتغريـب واتبعـوا *** نهجاً قويماً يُضـيء الـدرب للأمـمِ
هـذا كتـابٌ مـن الرحمـن أنزلـه *** على البرية من عـرب ومـن عجـم
قد ضلَّ من يبتغي في غيـره شرفـاً *** وبـات يغـرق فـي مستنقـع وخـمِ
وهـذه سـنـة المخـتـار بينـكـمُ *** من مال عنهـا ورب البيـت ينهـزمِ

7 ـ مليونان وثمانمئة ألف مرة تضاعف عدد مرضى الإيدز خلال عشرين عاما !

فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضا ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان ، منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام ، وما زال مستمرا .
إنه باختصار مرض ( يتكلم ) بالملايين ! فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقض ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الداعية إلى وقفه ، هي نفسها – إلا من رحم ربي – التي تقوم بتجهيز ( المواد الأولية ) اللازمة لا نتشاره عبر آلاف المواد المحرضة على الرذائل ، وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات ، وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
** الأرقام مفاجئة .. الشرق الأوسط تتفوق على الولايات المتحدة
الأرقام مفاجئة لكنها لن تبدو كذلك !! إذا أخذنا في الاعتبار ظروف (( الانفتاح )) بكافة أشكاله .. الخ
المسلمون عامة والعرب خاصة ليسوا بمنأى عن ( طاعون العصر ) وأسبابه ونتائجه المدمرة ، وإذا صدقنا ما ورد في تقرير الأمم المتحدة عن الإيدز فإن منطقة ما يسمى : الشرق الأوسط – والتي تضم العرب- تتفوق على الولايات المتحدة الأمريكية في عدد الإصابات التي اكتشفت خلال العالم الحال !
فقد ظهرت في الشرق الأوسط 83 ألف حالة جديدة مقابل 45 ألف حالة في أمريكا و30 ألف حالة في أوربا الغربية .
وبعد : فتشوا عن نقص المناعة الإعلامي ، فلربما نتجنب الكثير من نقص المناعة المكتسبة إذا أفلحنا في مكافحة ما يعتري إعلام اليوم من ( فيروسات ) .

مجلة بث العدد السابع
محرم 1424 هـ

8 ـ مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون
الوالد الجديد للأبناء :

قال د. أحمد أن حجم التأثير الإعلامي كبير جداً وقد تم قياسه في دراسات عدة لعل أهمها الدراسة التي وضعتها جامعة أوهايو حول الانتخابات الأمريكية أو تلك التي بدت خلال حملة الرئيس كلينتون اجتماعياً ، وجدت دراسات عديدة أن التلفزيون أصبح الوالد الجديد للأبناء
ولعل السؤال الذي أجابت عليه إحدى الأطفال الروسيات وهو : مم تتكون أسرتك ؟
قالت من بابا وماما وجدتي والتلفزيون .. خير دليل على تأثير التلفزيون .

مقابلة مع الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر
الشقائق في عددها الـ35 توجهت بسؤال إلى الدكتور أحمد عبد الملك – الخبير الإعلامي في هيئة الإذاعة والتلفزيون والمدرس المنتدب بقسم الإعلام في جامعة قطر – عن أسباب ضعف دور الأسرة التربوي في عصر الاتصال والانفتاح الثقافي ؟

يقول الدكتور أحمد عبد الملك : لقد تبدل مفهوم الإشراف الأسري على الأبناء وتحديد هذا المفهوم بثقافة التنشئة وتكبير الأبناء دون النظر إلى مدلول التربية أو اتجاهات التنشئة وانعكاسات ذلك على كثير من المعايير القيمية التي يقوم عليها بناء المجتمع الإسلامي العربي .

ويشدد قائلاً : لم تعد الأسرة الحاضن الوحيد والمناسب للنشء فلقد وفرت لنا مخرجات الثورة التكنولوجية أنماطاً من وسائل الترفيه واللهو مما جعل دور الأسرة هامشياً .. ولا أدل على ذلك أن ما يقضيه الشاب أو الشابة مع التلفزيون أو الإنترنت أكثر مما يقضيه من وقت مع والديه أو حتى في المدرسة .
ولقد دلت دراسات على أن الطالب في المرحلة الابتدائية يكون قد قضى من 700 – 800 ساعة في المدرسة في العام
بينما يقضي أكثر من 1000 ساعة مع التلفزيون سنوياً !!
****
أما من ناحية التحول إلى الأسرة الصغيرة – فلدي مفهوم آخر هو التحول إلى ( الفرد الرقمي ) وهذا يفترض تحول الإنسان من الصياغات العاطفية والإنسانية إلى شخص آلي مولع بـ ( الأزرار ) والأرقام ناهيك عن الانفصال العاطفي .... فلقد دلت دراسات أمريكية منذ أواخر السبعينات ( أن التلفزيون يجمع العائلة فيزيائيا ويفرقها عاطفياً ) لذلك قد لا نستغرب أن نشاهد فتاة في العشرين لا تأكل مع أهلها وتذهب الخادمة بالطعام إلى غرفتها وقد يمر يومان أو ثلاثة دون أن تجلس مع والديها .. إن التفكك الأسري الذي نعيشه هو ضريبة الحياة الاستهلاكية التي تم استيرادها من الغرب .. دون محاولة إيجاد توازن بين مخرجات التكنولوجيا وحاجيات المجتمع العربي ..
وهذا التفكك نتج عنه مفاهيم جديدة كغياب احترام الوالدين .. وغياب الشباب في رحلات خارجية ( غير بريئة أحياناً ) ...... الخ

9 ـ لــــــعـــبـة

( مقولة اختطاف المتطرفين للإسلام تعبر عن فكرة فاسدة ومصطنعة ، وهي لعبة مارسها الإعلام لكي يعطي انطباعاً مزيفاً بأن المتطرفين هم أصحاب الصوت المعلى في الساحة الإسلامية . في حين أنهم كذلك فقط في منابر الإعلام الباحث عن الإثارة أو المنحاز والمتصيد .
وما يبرزه الإعلام ليس هو الحقيقة ، إنما هو تشويه للحقيقة وابتكارها ، يسلط الضوء على شجرة بذاتها ويعرض عن رؤية الغابة المسكونة بالتسامح والاعتدال ) فهمي هويدي

معركتنا القادمة
( في البداية وفي النهاية معركتنا مع الغرب والعالم معركة إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي
هذه العبارة يجب تأكيدها ثلاث مرات : إعلام .. إعلام .. إعلام خارجي .
لا الدبابات ولا الطائرات لولا أي أنواع الأسلحة تفيد ، بل إننا لن نستعمل هذه الأسلحة مطلقاً . ما يفيد هو الإعلام الموجه للعالم الخارجي .
وكنت دائماً أقول إنه بثمن طائرة واحدة تستطيع أن تغير وجهة نظر العالم فيك . وتحديداً .... نريد إعلاماً موجهاً للشعب الأمريكي ، كلمة " موجه " ضرورية ، لأن السؤال هو لمن توجه كلمتك وماذا تريد أن تقول فيها ؟! )
المخرج السينمائي مصطفى العقاد

- جمال المرأة في وسائل الإعلام

....... لا أزال أتذكر – وأتعجب – حالة من الاستغلال البشع بل والإجرامي عند يعض تجار المستحضرات ، فقد قامت شركة أمريكية بعرض برنامج دعائي طويل بثته في قنوات تلفزيونية عديدة ، استضافت فيه من ادعت أنها خبيرة في تجميل الشعر من أصل أفريقي .
وكان المراد من ذلك هو إقناع النساء السمراوات بأنه يمكنهن اتباع تجربة هذه الخبيرة التي تنحدر من العرق نفسه بأنه يمكنهن فرد شعورهن ليحصلن على الجمال الذي يردنه بمجرد استخدام ذلك المستحضر الذي كانت الخبيرة تنصحهن باستعماله .
كما استضاف البرنامج عدداً من السمراوات ذوات الشعر المجعد اللواتي يزعمن أنهن جربن ذلك المستحضر وحصلن على نتائج ممتازة .
وبعد أن باعت الشركة كميات كبيرة من ذلك المستحضر ، تبين أنه يتسبب في سقوط الشعر .
حاول بعض من فقدن شعورهن الاتصال بالشركة لمعرفة السبب لعلاج هذه المشكلة ، فلم يتلقين أي مساعدة .
بعد ذلك ، قامت الشركة بقطع خطوطها الهاتفية بعد أن خشيت من كثرة المتصلات المشتكيات .
....... الخ د. محمد الشريم
مجلة الأسرة العدد 104
ذو القعدة 1422 هـ

10 ـ المضللون

يحتاج التعامل مع وسائل الإعلام إلى فطنة وحذر كبيرين ، ولا نستثني .. من ذلك صحفاً ومجلات وإذاعات وقنوات تلفزيونية تتحدث بالعربية وتتغنى ليل نهار بأمجاد الأمة وتقسم أنها تمثل ضمير هذه الأمة النابض وعقلها المفكر ، لكنها تعمل – من حيث وعت أم لم تعِ – على تخدير الأمة وطمس هويتها .
دع عنك جانباً حملات التسفيه والتسطيح وتلميع النجوم الزائفة وتقديمها قدوات للأجيال ، فذلك أمر يسهل كشفه ، فالأخطر من ذلك تعمية الحقائق وتسميتها بغير – أو بعكس – اسمها ، ومع التكرار والاستمرار تغيب الحقيقة وتفسح مكانها لعكسها
القائمة طويلة ويصعب حصرها لكن هذه عينة منها :
المنطقة العربية الإسلامية تسمى ( الشرق الأوسط ) وهو مصطلح مضلل موغل في العنصرية ، فهو يتخذ من أوروبا والغرب مقياساً نصبح نحن شرقاً أوسط لهم واليابان شرقاً أقصى ، ولا معنى للمصطلح إلا إنساء الناس أن المنطقة إسلامية وتبرير إدخال إسرائيل إليها طالما أصبحنا مجرد رقعة جغرافية بلا هوية تميزها ، وقس على ذلك كثيراً ،
فتركستان ( الشرقية والغربية ) تسمى وسط آسيا ولا يشار إلى إسلاميتها ، حتى أسماء المدن الإسلامية تدفن وتستبدل بها أسماء أجنبية يرددها الإعلام العربي كالببغاء ،
فأباظيا تصبح أبخازياً
والدار البيضاء تصبح كازابلانكا
و" خوجة علي " تصبح كوجالي وهكذا .
الأدهى من ذلك تلك المصطلحات التي تستهدف تدجين الأمة ومحو ذاكرتها ،
ففلسطين المحتلة أصبحت بالكاد ( الضفة وغزة )
والعدو الإسرائيلي أصبح ( إسرائيل )
والأراضي المحتلة غدت ( أراضي متنازعاً عليها )
والمتمسكون بالإسلام غدو ( أصوليين ) أو ( إرهابيين ) حسب الموقف منهم .

قد يستساغ أن ينحو الإعلام الغربي هذا المنحى فذلك ديدنهم وتلك طبيعتهم لكن أن يحذو حذوهم نفر من بني جلدتنا فذلك من قواصم الظهر .
خذ مثلاً ما يحدث حالياً لمسلمي كوسوفا الذين يصفهم الإعلام الغربي وتابعوه من العرب بالانفصاليين الألبان ، فهم انفصاليون يستحقون ما يفعله الغرب بهم ، وهم ألبان لا دخل لنا بهم وفوق هذا وذاك فهُم " أقلية " لا يحق لهم الاستقلال رغم أنهم يشكلون 90 % من سكان الإقليم ، هكذا قال الإعلام الغربي وما علينا إلا أن نسلم .
أرأيتم تحريفاً للكلم عن مواضعه أكثر من هذا ؟!

مجلة الأسرة العدد 63
جمادى الآخرة 1419 هـ

11 ـ 98 % من الأبناء يتابعون الفيديو كليب بشغف !!

أبناؤنا مولعون به .. وفضائياتنا تتنافس في عرضه
بقدم الفن الجديد المسمى " الفيديو كليب " لأبنائنا وخاصة الشباب منهم كل يوم جديداً وعصرياً ، ولكنه في معظمه يقدم لهم على أطباق مذهبة ومزخرفة بنقوش من الزيف والتزوير ، يقدم لهم الأفكار التافهة والمعاني الرخيصة ، وما نقوشه ولا زخارفه إلا تعرٍ وكشف للمفاتن ، ومحاصرة جريئة لأخلاق الأسر وعاداتها ودينها ...

أكد استبيان أجرته " مجلة ولدي " أن 98 % من الأبناء يتابعون " الفيديو كليب " بشغف !
أكد استبيان أجرته ولدي على 57 من آباء والأمهات و65 من الأبناء في كل من ( الكويت والسعودية والإمارات ) أن :

1 ـ الأبناء من سن 3 أعوام إلى 18 عام يشاهدون " الفيديو كليب "

2 ـ 92.3 % من الأبناء يتابعون باستمرار " الفيديو كليب "

3 ـ 7.7 % فقط من العينة هي من لا تحرص على متابعتها من الأبناء

4 ـ 39 % من الأبناء تعجبهم كلمات الأغنية و 31 % يشاهدونها لجمال المغني / المغنية والراقص والراقصة
و 26 % منهم يجذبهم إخراج الأغنية وعلاقة المرأة بالرجل فيها و25 % يتابعها لما تحتويه من إثارة وتشويق .

***
تقول " أم ضاري " ابنتي الصغرى عمرها 7 سنوات وتحب هذه الأغاني جداً ، حتى إنني وجدتها يوماً ترتدي ملابسها القديمة ، فارتدت بنطلولاً قصيراً وبلوزة قصيرة ، وعندما ضحكت عليها قالت : " ألا ترين فتيات " الفيديو كليب " ماذا يلبسن ؟
وطلبت منها أن تستبدلهم ، ولكنها رفضت حتى جاء والدها فذهبت مسرعة خائفة منه !

ويؤكد الدكتور عماد الدين عثمان المستشار الإعلامي بوزارة الأوقاف أن الهدف من الابتذال هو سلخ الهوية الإسلامية
ويضيف د. عماد الدين ( إن إدمان بعض الأبناء على مشاهدة الأغاني والتفاعل معها هو تعبير عن حاجات داخلية لم يتم إشباعها ، وهذا تقصير يقع على العديد من المؤسسات التي تساهم في صياغة وتشكيل فكر الأبناء ، بدءاً من المنزل وانتهاء بالمدرسة ومروراً بمحطات تربية وتنشئة كثيرة تقع بين هاتين المؤسستين ، يتقدمها جميعاً الإعلام بمختلف وسائله ورسائله ) .

الفتيات في كتالوجات
يقوم المخرجين باختيار ممثليهم من الذكور والإناث في كتالوجات والتي تشرف عليها شركات متخصصة تدعي ( موديلز ) ليختار المخرج ما يناسبه كما يختار أي شخص سلعة ما .

مجلة ولدي العدد الرابع والعشرون
شعبان 1421 هـ



12 ـ اللهم سلَّم

من أعظم الفتن في هذا الزمن فتنة الإعلام المنحرف الذي استخدم أدوات متعددة لتغيير عقائد ومفاهيم كثير من الناس .
فالشاشة لها نصيب الأسد
والمجلات والصحف لها تأثير بالغ
والقصص والروايات نخرت في الأمة بحسن السبك وقوة العاطفة
أما الإذاعة والسينما والمسرح وغيرها فلها رواد كُثر

قلبت الحقائق لدرجة يصعب على الشخص تصديق سرعة التحول لدى الناس .. إلى سنوات قريبة بدأ الغزو المكثف لإزالة حاجز التقاء الرجل مع المرأة لقاءً محرماً .. فزين الأمر بأنها علاقة شريفة وصداقة حميمة وحب صادق ! وإذا وقع المحظور فهو نتيجة طبيعية للمشاعر الفياضة بين الطرفين .
ولم تسمع بكلمة الزنا والزاني والزانية في وسائل الإعلام البتة ! بل زين الأمر حتى للمرأة البغي التي تعرض نفسها على الرجال الأجانب فسميت بائعة الهوى وصاحبة الحب المتدفق !
وغرست أمور في قلوب الناشئة أصبحت اليوم من المُسلمات ! وهي في قلوب الكبار بين موافقة ورفض وكل نفس بما كسبت رهينة !

صرف الشاب عن الطاعة والدعوة والجهاد إلى ملاعب الكرة ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والتشبه بالكفار !
وصرفت الفتاة إلى الأزياء والحلي والعري والخلاعة ..
والمجال خصب والمرتع وخيم فهناك شهوات تؤجج ونيران تتقد بحثاً عن الحرام ! ومع هذا الانصراف نجد الموافقة في الغالب من المربين آباء وأمهات ! ولهذا انتشرت العلاقات المحرمة وهدرت الطاقات وضيعت الأوقات !

لم يكتف الإعلام بهذا بل سارع إلى إيقاد نار العداوة والبغضاء وأصلّ لكره مفتعل يين الرجل والمرأة ، وبين الزوج وزوجته ، وبين الأب وأبنائه !
فقيل للابن أنت حر ، وقيل للبنت تمردي على القيود أنت ملكة نفسك !

ورغبة في الإلهاء وإرضاء الغرور والتغرير بدأت العبارات الرنانة تتكرر كل يوم : أنتِ جميلة وفاتنة وراقية وصاحبة ذوق !
وأصبح الحديث كله عن الحب المزعوم في حلة ملطخة بالعهر ولذنوب .

واستمر التحريض ليصل العداوة على الوالدين والزوج والأخ حتى وصل إلى ذروة الأمر فحرضت المرأة على الشريعة !
فالحجاب قيدُ أغلال والزواج ظلم وتعد وتسلط وتجبر
وإنجاب الأبناء عمل غير مجد !
أما طاعة الوالدين فعبث
والمحبة للزوج ذلة وضعف ، وخدمته جبروت وقسوة !

في سنوات قليلة صدق بعض النساء الأمر فتمردن على الزوج وحددن النسل بطفل أو اثنين !
وتفلتت المرأة في طريق مظلم ليس فيه إلا عواء الذئاب والهاوية تقترب !
وتكبرت الزوجة على أم الزوج حتى جعلتها شبحاً مخيفاً وبعبعاً قادماً !
أما المطلقة فهي في نظرهم صاحبة جريمة لا تغتفر إذ هي مطلقة !

وإن كان هذا هو واقع الإعلام بشكل عام فما حالنا معه ! من الطوام ما نراه من القبول ومن الهوام أن يتأصل الأمر ويُسلم به ! ولو تفقد القارئ ذلك في نفسه وبيته ومجتمعه لوجد الأمر أكبر مما ذكرت وإن سمع أو رأى أحدكم أن عملاً إعلامياً أظهر الحقيقة في ذلك فليفتخر به !
أرأيتم لو أن مقدماً رأى رجلاً وامرأة في مسلسل أو في عمل أدبي وختمه بكلام مؤصل وحقيقة ناصعة وقال : هذا طريق الزنا والعياذ بالله ! كيف يكون الحال .
لكنها إشارات لسيل علا زبده وظهر أثره في سنوات قلائل فاللهم سلم .
عبد الملك القاسم
مجلة الأسرة العدد 102

13 ـ 69 % من الجمهور العربي


يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً


ذكرت مجلة بيان العدد 189 :
( ازدحم الفضاء العربي في وقت قصير نسبياً بنحو 140 قناة فضائية
وتزايدت نسب مشاهدة الجمهور لهذه الفضائيات

وتفيد إحدى الدراسات العلمية الحديثة أن نسبة 69 % من الجمهور العربي يشاهدون الفضائيات لمدة أربع ساعات يومياً

وأن 31 % منهم يشاهدونها لمدة ثلاث ساعات يومياً

و 34.5 % لمدة ساعتين

و15 % لمدة ساعة واحدة يومياً

على حين بلغت نسبة نمو مقتني أطباق البث 12 % سنوياً

و 40 % من هذه الفضائيات تتبع الحكومات العربية

والبقية تعتبر مستقلة ظاهرياً فقط ، وعلاوة على ذلك فهي تعبر بصورة أو أخرى عن ثوابت النظام الذي ينتمي إليه أصحابها
وتمثل البرامج الإخبارية في هذه الفضائيات حوالي 5 % فقط .

14 ـ الفضائيات أزهدت الأزواج في زوجاتهم !!

التقت الأسرة بالدكتور إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الله الغصن رئيس لجنة " إصلاح ذات البين " في بريدة
وجاء من ضمن هذا اللقاء .. وجه إليه هذا السؤال :
• ما هي أسباب المشاكل الأجتماعية والأسرية في نظركم ؟
فأجاب : إن الثورة الإعلامية المعاصرة من أهم أسباب المشاكل الاجتماعية التي انعكست سلبياتها على جميع جوانب الحياة الاجتماعية ومنها العلاقة الزوجية ، وخاصة بعض القنوات الفضائية التي سرقت كثيراً من الأزواج من زوجاتهم بل ومن بيوتهم ، وغيّرت أمزجتهم وتطلعاتهم ، فبعد أن كان الزوج مقتنعا بزوجته حيث لا يرى إلا هي أصبح في كل يوم يرى ملكات جمال العالم مما يزهده بزوجته .
بل إن هناك قنوات فضائية تعرض بعض الحركات الجنسية التي لا تستطيع المرأة أن توفر مثلها لزوجها ، حتى أن كثيراً من الزوجات ولو كانت على جانب كبير من الجمال تشعر بأن هذه القنوات الفضائية هي أساس المشاكل الزوجية ، وسبب عزوف الأزواج عن البقاء في بيوتهم .
مجلة الأسرة العدد 112
رجب 1423 هـ

15 ـ هل المحطات الفضائية تزيد
أو تقلل من الخلاف الزوجي ؟

تزداد حدة الخلاف وربما يؤدي بعض الأحيان إلى حالات من الطلاق !!
وهذا ما يؤكده الأستاذ المستشار الإعلامي عبد المحسن البناي في مجلة الفرحة العدد 74 ومما قال مشكورا :
( تزداد حدة الخلاف عندما تعرض المحطات الفضائية من البرامج ما يؤكد انطباع أحد الزوجين عن الآخر ...
ومما قال أيضا : أعتقد أن الخطورة تكمن حين تكثر مشاهدة الأعمال التلفزيونية فتترسب المواقف التي شوهدت في العقل الباطن دون أن يشعر أحد الزوجين بذلك ، فتكون هي المرجع في تقويم المواقف واتخاذ القرارات وأحياناً تبذر بذرة الشك في نفس الزوج أو الزوجة في حال تشابه المواقف

فالخلافات الزوجية يتم مناقشتها عادة بين الزوجين من خلال الموروث المخزون لديهما
فإذا كان هذا الموروث مستقى مما يرى ويسمع ويقرأ في وسائل الإعلام ، فإن القرار الذي سيتخذه سيكون متأثراً بطبيعة الحال بوسائل الإعلام
وأغلب الظن أن أكثر حوادث الطلاق تمت بأسباب ووسائل مشابهة تماماً لما يحدث في الأعمال التلفزيونية ولكن الزوجين لا يعترفان بأن قرارهما قد اتخذه التلفزيون
وقد شعر المسؤولون في المؤسسات الاجتماعية في الولايات المتحدة بخطورة المشكلة .. )
مجلة الفرحة العدد 74


16 ـ آمال فضائية مرتقبة

وجود قناة إسلامية بديلة موجهة للمرأة المسلمة خاصة يعد ضرورة من الضروريات وهذا ما أكدته الكاتبة رقية الهويريني في مجلة الأسرة العدد 113 :
( .... ووجود قناة اسلامية محافظة وجريئة في الطرح والحوار في الحدود التي صانها الإسلام وباركها المجتمع ، يعد من الضروريات بسبب الأوضاع المتجددة حيث نرى تكالب الرذيلة على الفضيلة
ولا بد حينئذ من جود عوامل جذب لتثقيف المرأة المسلمة لا سيما وأنها تعيش في قلق وتوتر جراء خروجها للعمل ومواجهتها لتيارات مختلفة تهددها وتعصف بأفكارها وتكاد تقتلعها من جذورها في تخطيط مدروس لاجتثاثها من أسرتها وتغريبها من هويتها الإسلامية وتعريتها من حشمتها
وهذا المخطط لا بد أن يُحبط خصوصاً أنه يستهدف هدم الأسرة ويركز على المرأة والطفل الذي أصبح يعيش في أحضان مربية مستأجرة تقف به – بدورها – إلى شاشة التلفاز ويجد نفسه – وهو تلك الإسفنجة اللينة التي تمتص كل ما حولها – يتشرب كل ما ُيعرض على هذه الشاشة الفضية وخاصة الأفلام الكرتونية التي يلاحقها من قناة لأخرى وهي تدعو للمكر والخديعة والاستيلاء على حقوق الآخرين بالدهاء والذكاء المذموم .
كما أنها تتبنى ثقافة العنف والانتقام حتى بات الطفل لا يجد غضاضة من أخذ حقوقه بهذا الأسلوب .... الخ .

مجلة الأسرة العدد

17ـ مسؤولية الإعلام


جريمة الشرف والعديد من الانحرافات الأخلاقية الأخرى التي انتشرت في الآونة الأخيرة ... ترتبط بالأداء الإعلامي والكتابات الأدبية والأعمال الدرامية التي تروج للسفور والعري ..

وقد أشار الدكتور أحمد المجذوب – الخبير الاجتماعي – في إحدى دراساته الميدانية حول الممارسات غير الأخلاقية التي اجتاحت بعض المجتمعات العربية كهروب الفتيات والزواج السري وغيرها
( إلى أن الدراما العربية ووسائل الإعلام ساهمت في تلك الانحرافات وأن نموذج الراقصة أو الفنانة التي تهرب من ييت الأسرة تحت دعاوى الضغوط الأسرية وإظهارها بعد ذلك بمظهر القدوة والبطولة قد أثر في وجدان العديد من الفتيات وصرن يمارسنه في الواقع

كما أن الترويج لمفهوم معين للحب يقوم على التلاقي بين الفتى والفتاة بعيداً عن الأسرة والأطر الشرعية عبر الإلحاح الإعلامي بكل وسائله أثر بشكل كبير على المجتمع وعلى طبيعة العلاقات التي تحكم الرجل بالمرأة
فالعديد من الأفلام تصور الراقصة بطلة ولديها أخلاقيات ومثل عليا .. وفي بعض الأفلام تعيش المرأة المتزوجة مع حبيبها وتقدم هذه المرأة على أنها تستحق التعاطف معها !! )

وترى د. ليلى عبد المجيد – أستاذة الصحافة بجامعة القاهرة –
( أن وسائل الإعلام تصور القاعدة العامة للنساء العربيات على أنهن يمارسن التجسس والدعارة وتجارة المخدرات والقتل .. كما تستغل المرأة أيضاً كرمز للجنس المكشوف أو الموارب في كثير من الأعمال الأدبية والفنية العربية التي لا تخرج عن علاقة الخيانة بين رجل وامرأتين أو بين رجلين وامرأة ..... )
مجلة الأسرة العدد 122

18 ـ صرخة احدى الزوجات : زوجي والفضاء !!


فمعروفا أن الصحون الفضائية فيها من الشر العظيم وربما تؤدي مشاهدتها إلى أشياء أخرى ويتطور الأمر ويحصل ما لا يحمد عقباه .. فالمعاصي تجر بعضها وقانا الله من ذلك ..
وبنبرة تملؤها الحسرة والأسى تتحدث هدى.غ ( ربة منزل ) بأنها متزوجة منذ خمسة عشر عاماً ولها سبعة أطفال ، ولم يكن زوجها من محبي السهر خارج البيت لكن ( الصحون الفضائية ) التي أطلت عبر أسقف المنازل في حارتنا جعلت زوجي في البداية يذهب لاستراحة مع مجموعة مع رفقائه راغباً في الاستطلاع والمشاهدة ثم تحول الأمر إلى عادة يومية لا يشغله عنها شاغل !
ومن حينها وزوجي يغلق باب المنزل منذ الساعة التاسعة مساءً ولا يفتحه إلا عند عودته في ساعة متأخرة بعد منتصف الليل .. !
وللحق فإن زوجي ليس لديه مانع من إيصالي قبل خروجه إلى أي مكان شئت وغالباً ما أختار بيت أهلي لأنهم وحدهم يحتملون ضجيج أطفالي السبعة .. !!


19 ـ إن لم تكن قدوة لابنك .. فالفضائيات قدوته !!

ـ الأبناء يتساءلون .. من يربينا ؟!

يقول د. محمد الثويني الخبير الاجتماعي ومحرر مجلة ولدي :
لقد تحدث إليَّ أحد الأبناء بصراحة وصدق قائلاً : لا أريد أن ألقي اللوم على أحد ولكني للأسف لم أتلق تربية سليمة منذ صغري ، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية واليوم يلومني أهلي على تصرفاتي المؤذية لمشاعرهم ومشاعر الآخرين ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة ؟!

مجلة ولدي العدد 22

20 ـ رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض :
الفضائيات تزيد معدل الطلاق !!


الفضائيات تتسبب في ارتفاع حالات الطلاق ، هذا ما قاله الشيخ سعود المعجب رئيس محكمة الضمان والأنكحة في الرياض ،
وأضاف مسوغاً هذا الحكم : الفضائيات تدعو إلى تمرد المرأة على زوجها ، فهي تظهر لها أن الزوج متسلط وظالم سلب منها حقوقها وحياتها .
كما أن من أسباب الطلاق مقارنة الزوج لزوجته بنساء الفضائيات اللائي جملّتهن كاميرات التصوير حتى القبيحات منهن أصبحن جميلات بفعل أنواع الماكياج .

مجلة الأسرة العدد 105
ذو الحجة 1422 هـ

21 ـ كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران : لا للتلفزيون ..

اتفق كبار وأعيان قبيلة همام التي تقطن في حي المشعلية منطقة نجران على عدم إدخال أجهزة الاستقبال الفضائي إلى منازلهم لما لها من آثار سلبية على الأسرة والمجتمع .
ويقول كاتب عدل نجران وأحد أفراد القبيلة الشيخ أحمد بن صالح الهمامي أن القبيلة لم تجد صعوبة في إقناع أفرادها بمخاطر الأطباق اللاقطة على الشباب والفتيات من الأجيال الناشئة .
ويؤكد الهمامي أن رفضهم وصل إلى البث الأرضي حيث تم إزالة 50 % تقريباً من أجهزة التلفزيون الموضوعة في منازلهم ،
ويقول الهمامي أنه لا يجرؤ أحد من أفراد القبيلة أن يخرج عن المعاهدة المتفق عليها لأسباب دينية ولاحتمالية النبذ الاجتماعي في حالة تركيبة لطبق لاقط فوق منزله .

مجلة الأسرة العدد 35



وفي إحدى المواقع الإخبارية ذكرت :
أن سكان ولاية "غوجارتيون " الهندية ، التي إثر تضررها بفعل الزلزال ، قام المئات من سكانها بتحطيم وحرق أجهزة التلفزيون ، بغية طرد الأرواح الشريرة ، وتجنُّب وقوع زلزال جديد ، بعد أن أفتى لهم المتدينون بأن التلفزيون أثار الغضب الإلهي، بها يبثه من رسائل تخدش الحياء، فراح الناس يرمون بأجهزتهم المحطمة، بالعشرات، في جوار المعابد ..

ووصل أُسترالياً إلى اختيار تلفزيونه زوجة مثالية، وعقد قرانه عليه بمباركة كاهن وبحضور أصدقاء العريس، البالغ من العمر 42 سنة، الذي تعهد بالوفاء للتلفزيون ، واضعاً خاتمي الزواج في غرفة الجلوس قرب هوائي الاستقبال ، مصرحاً بأنه اختار التلفزيون شريكاً لحياتة، وبأن زواجه به يبعده عن المشاجرات، التي كانت ستحدث لو تزوج بامرأة وما كان ناقصنا إلاّ التلفزيون .

22 ـ وفي كتاب أساليب العلمانيين في تغريب المرأة المسلمة للشيخ بشر بن فهد البشر :


( .. أما التلفزيون وتأثيره فقد جاء في تقرير لليونسكو : إن إدخال وسائل إعلام جديدة وبخاصة التلفزيون في المجتمعات التقليدية أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن – واليونسكو مؤسسة دولية تابعة للغرب وتدعو إلى التغريب - .

وتبين من خلال الدراسات التي أجريت على خمسمائة فيلم طويل أن موضوع الحب والجريمة والجنس يشكل 72 % منها
يعني نقريبا ثلاثة أرباع الأفلام كلها للحب والجريمة والجنس

وتبين من دراسة أخرى حول الجريمة والعنف في مئة فيلم وجود 68 ؟% مشهد جريمة أو محاولة قتل
وجد في 13 فيلم فقط 73 مشهدا للجريمة
ولذلك قد تجد عصابات جريمة من الأحداث والصغار لأنهم تأثروا من الأفلام التي يرونها ) .

أما الأفلام فيقول الدكتور هوب أمرلور وهو أمريكي يقول :
( إن الأفلام التجارية التي تنشر في العالم تثير الرغبة الجنسية في موضوعاتها ، كما أن المراهقات من الفتيات يتعلمن الآداب الجنسية الضارة – فإذا كانت ضارة بميزان هذا الأمريكي فكيف بميزان الشرع –

ثم يتابع الأمريكي فيقول : وقد ثبت للباحثين أن فنون التقبيل والحب والمغازلة والإثارة الحنسية والتدخين يتعلمها الشباب من خلال السينما والتلفزيون ) .


23 ـ تابع الدكتور رويل هوسمن وليوناردايرون من جامعة أمريكية في كاليفورنيا
على مدى 20 سنة مسيرة 40 طفلا وجدوا خلالها أن الفئة التي شاهدت برامج التلفزيون بكثافة وهي في سن الحداثة كانت أقرب إلى ممارسة أنواع مختلفة من العنف لدى الجنسين .

ـ في تقرير مفصل بعنوان مراقبة أمريكا : وجد أن السهرة التلفزيونية الواحدة تحتوي حوالي 12 جريمة قتل
و15 عملية سطو
و20 عملية اغتصاب
وتشليح إضافة إلى عدد كبير من الجرائم المتنوعة

والواقع أن نسبة الجرائم حسب المعلومات الأمنية 5 % بينما تصل على الشاشة إلى 65 % هكذا يفعل الإعلام .
جريدة الحياة 15 / 10 / 1413 هـ

24 ـ مقتدين ومقلدين ..
يقول صاحب كتاب " ولدك والتلفزيون " ويدعى عدنان الطَرشة :

فكل ما يعرضه التلفزيون ويبرزه يجد له أنصاراً وأتباعاً ومقتدين ومقلدين ، حتى وإن كان من أسوأ الأمور ، لأن عرضه – في أي إطار كان المدح أو الذم – يساعد على تعريف الناس به وإشاعته

وكم سمعنا عن أمور ، أو أفعال جديدة ارتبكها بعض المنحرفين والمنحرفات لأول مرة فأذاع التلفزيون خبرها فقلدها عدد من الناس ، وإلا لما خطر في ذهن أحد تقليدها وتكرار ارتكابها .
مثال على ذلك :
( عرضت إحدى محطات الأخبار العالمية خبر امرأة تدعى " لورينا بوبيت " ارتبكت فعلاً شنيعاً مع زوجها في أمريكا ، وقامت المحطة بتغطية تلفزيون لقصتها ومجريات محاكمتها ، ثم ما لبثنا أن سمعنا وقرأنا في الوسائل الإعلامية أن الفعل نفسه ارتكبته تقليداً لها زوجات أخريات مع أزواجهن في مدن أخرى في أمريكا ، ثم انتشر الفعل إلى دول أخرى مثل جنوب أفريقيا ، الصين ، الهند ، تايوان ، ألمانيا ، ودول أخرى عديدة حتى أطلق على هذا الفعل ( مسلسل ..... ) أي اسم الفعل المرتكب ، ثم دار نقاش واسع بين علماء اللغة حول إمكانية إدخال كلمة (( بوبيت )) في القاموس ، كفعل يعني قيام المرأة بعمل وحشي تجاه زوجها ، مثلما فعلت (( لورينا بوبيت )) بزوجها !


ـ نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون

نماذج مختلفة من عدة بلدان لأطفال قاموا بتقليد ما شاهدوه في التلفزيون فنتج عن ذلك أضرار خطيرة ونهايات مؤلمة ومحزنة :

1 ـ في أمريكا : عرضت شبكة التلفزيون الأمريكي ( إن.بي.سي. N.B.C ) تمثيلية يداهم فيها الإرهابيون من المجرمين ركاب إحدى قطارات الأنفاق ويقتلون أحد هؤلاء الركاب ، فإذا يأحد الصبية يقتل مخبر شرطة في أحد قطارات الأنفاق بالطريقة نفسها التي شاهدها على شاشة التلفزيون .

2 ـ في ألمانيا : قام شابان شقيقان بخطف فتاة قاصراً وطالبا ذويها بفدية قدرها مليونا مارك وذلك إثر مشاهدتهما حادث اختطاف في فيلم تلفزيوني ، وقد أخفيا الفتاة حسب الفكرة التي اكتسباها من الفيلم .

3 ـ في فرنسا : قامت إحدى الطالبات ويبلغ عمرها 19 عاماً مع صديقها الذي يبلغ من لعمر 22 عاماً بقتل خمسة أشخاص خلال 25 دقيقة تشبهاً ييطل فيلم ( قاتل بطبيعته ) .

4 ـ في الهند ( احترقت الفتاتان ولم يظهر البطل ) . نتيجة للتقليد التلفزيوني الأعمى
أقدمت فتاتان في الهند على صب الكيروسين على أجساد هما أملاً في قدوم البطل الخارق لإنقاذهما من الحريق .
فقد ذكرت وكالة الأنباء " يونايتد نيوز " أن شقيقتين يإحدى القرى الهندية حاولتا تقليد مسلسل الرجل الخارق الذي يعرضه التلفزيون الهندي ويقوم البطل خلاله بإنقاذ من هم في ورطة .. فقامتا بصب مادة الكيروسين فوق أجسادهما وأخذتا في الصراخ من الألم الفظيع دون أن يظهر البطل .

5 ـ في مصر : ( " هرقل " التلفزيوني يشنق الطفل لمصري ) ..
فقد دفع طفل في مدينة كوم أمبو في أسوان حياته ثمناً لتقليد بطل المسلسل التلفزيوني الأجنبي " هرقل " الذي انتهى التلفزيون المصري من بثه قبل أيام .
وتبين أن الطفل ( 10 سنوات ) اتفق وصديقه على تعليق نفسه في سقف الحجرة من رقبته ، على أن يحضر زميله بسيفه فيقطع الحبل لإنقاذه . وضع المجني عليه رقبته في المشنقة ، ولم يحضر " هرقل " لينقذه فمات الطفل خنقاً وأمرت النيابة بدفن الجثة .

6 ـ في الكويت : قام شاب يعاونه ثلاثة مراهقين باختطاف طفلة في الحادية عشرة واغتصابها ، وكان ذلك نتيجة ما كان يشاهده في الأفلام .

7 ـ وفي الإمارات العربية المتحدة : ظهرت أولى نتائج انتشار استخدام الأطباق المستقبلة للبث التلفزيوني للأقمار الصناعية بعد أقل من سنتين وهي عبارة عن ظهور عصابة مؤلفة من عشرة من الأحداث يصل عمر بعضهم إلى خمسة عشرة عاماً وأكبرهم في العشرين قاموا بقتل حارس باكستاني .
وتقول الشرطة أن الحادث هو جريمة القتل الأولى في البلاد لعصابة منظمة من أحداث .

8 ـ في لبنان : قام شاب بإطلاق النار على شقيقته فأرداها قتيلة ، وعزا أحد أعضاء مجلس النواب اللبناني السبب إلى التلفزيون .

فهذه مجرد أمثلة عن تأثير البرامج التي تبثها شاشة التلفزيون فتؤثر تأثيراً مباشراً على نفسية الأطفال والمراهقين والشباب وتدفعهم إلى التقليد .
وقد كشف الاستفتاء أن 50 % من الأطفال الذكور والإناث قد أجابوا بـ ( نعم ) على سؤال : هل تقلد أحياناً أشياء رأيتها في التلفزيون ؟


25 ـ لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى


( انتبهوا جيداً وتأملوا )

التلفزيون وسيلة عظيمة جداً تستخدم في إحداث كثير من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية حتى أنه يصح أن يقال فيه بأنه لم يعد هناك حاجة لإرسال الجيوش لاحتلال الدول الأخرى بل إلى إرسال برامج تلفزيونية إلى محطات تلك الدول لتعرضها على مواطنيها أو تًبث إليها البرامج عبر الأقمار الصناعية فيحصل التغيير لذي تريده الدول المستعمرة .

ودليل ذلك أستنبطه من الخبر الذي لفت نظري وكان بعنوان : ( دراسة أمريكية تشير لاحتمالات تفكك الصين إلى 10 دول ) فالمؤسسة الأمريكية (( بيرسيبشن إنترناشونال )) التي أسسها أندريه الكويتز ضابط الاستخبارات البريطاني السابق ، توقعت عام 1986 م . سقوط الاتحاد السوفياتي ، وقد صدقت توقعاتها .

ولكن كيف تحقق لها ذلك ؟ ( انتبه جيداً وتأمل )

يقول الكويتز أن فريقه ركز جهوده على دراسة وتحليل الأحداث ذات الطايع المالي و ( التكنولوجي ) بدلاً من متابعة الأحداث السياسية .
وأن آخر قطع اللغز السوفياتي كان قرار البرلمان الذي سمح بتطوير نظام التلفزيون الفائق الدقة .
إذ أن مثل هذا النظام يستدعي البث عبر الأقمار الصناعية .
وكان معنى ذلك أن المواطن في الاتحاد السوفياتي كان سيتسلم معلومات من خارج حدود دولته . والحكومة بموافقتها على دخول المعلومات دون رقابة إلى البلاد أعطت في الواقع الضوء الأخضر لتغيير بنية الاتحاد السوفياتي ..
( جريدة الشرق الأوسط ، العدد 5533 ، 10 / 8 / 1414 هـ )


26 ـ التلفزيون والتربية


أصبح التلفزيون منافساً رئيسياً للوالدين في تشكيل سلوك الأبناء وتلقينهم المعارف والقيم ـ الصالح منها والطالح ـ وارتفعت أصوات بعض المصلحين والمربين تحذِّر منه وتدعو إلى التخلص منه، وفريق آخر يدعو إلى ترويضه واستخدامه في أهداف التعليم والتربية، لكن الفريقين يتفقان على الآثار السلبية التي يتركها التلفزيون على سلوك الشباب، وإن اختلفت رؤيتهم في سبل وقف هذه الآثار، هل بالتخلص من التلفزيون أم بترشيد "وفلترة " مشاهدته ؟.
أصبح تأثير مشاهدة التلفزيون على الشباب موضوعاً لدراسات عدة اجتمعت كلها على الأثر السلبي لهذه المشاهدة.
إن آثار التلفزيون الأكثر ضرراً على الشباب هي تلك المتعلقة بما يبثه من عنف ، و إحدى الدراسات أوضحت أن الطفل الذي يشاهد التلفزيون 27 ساعة في الأسبوع سيشاهد 100 ألف عمل من أعمال العنف من سن الثالثة حتى العاشرة .
وقد جاءتنا الكثير من الأخبار عن أطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات قاموا بجرائم قتل دون وعي لخطورة ما يقومون به بل دفعتهم رغبة في تقليد ما يشاهدونه لذا يجب أن تكون هناك رقابة شديدة على ما يشاهده الأطفال في التلفزيون .

جريدة الوطن لأحد 20 محرم 1424هـ

27 ـ كثير من الدراسات السابقة بحثت في تأثير البث المباشر في مجتمعنا السعودي منها ، ما قام به الباحث ابراهيم الدعيلج عام 1995م ، عن البث المباشر بعنوان " الآثار والمواجهة تربوياً وإعلاميا ً


توصل إلى الإيجابيات التالية :
- التعرف على الثقافات العالمية - التعرف على ما يدور في العالم من إحداث ووقائع والتزود بالعلم والمعرفة - متابعة التطورات العالمية - تحفيز القنوات المحلية على تطوير موادها - المساعدة على اختيار المادة التي يريدها المشاهد - تنمية التفكير واتساع مدارك المشاهدين نظراً لإطلاعهم على ثقافات أخرى.

ومن السلبيات التي توصل إليها الدعيلج ما يلي :نشر المشاهد الفاضحة وإثارة الغرائز
الدعوة إلى تعاطي المخدرات والمسكرات
إضعاف اللغة العربية وإعلاء شأن اللغات الأجنبية
إضعاف التماسك الأسري
انشغال المرأة بعالم الموضة والأزياء
الدعاية والترغيب في شراء المنتجات الأجنبية والانصراف عن المنتجات المحلية
إضعاف روح الولاء للمجتمع والأمة الإسلامية
ضعف البصر والإجهاد العام
الانصراف عن متابعة وسائل الإعلام المحلية
تشويه وتحريف التغطية الإعلامية للبلدان العربية والإسلامية
إثارة الفتن والخلافات المذهبية في صفوف المسلمين.

جريدة الرياض الأحد 01 شعبان 1424العدد 12882


28 ـ مسؤولية الفضائيات في تربية الأبناء !

خبر بسيط يقول إن طالبة عربية في الثالثة عشرة من العمر سجلت شريطا إباحيا على الهاتف مع طالب في الخامسة عشرة من العمر، ثم وزعته في اليوم الثاني على زميلاتها في الصف الأول المتوسط متباهية بأن هناك من يحبها وتحبه، وأنهما اتفقا على الزواج لذلك تعتبر ما تفعله أمرا عاديا.
أهم ما في الخبر الخطير أن الأم عندما أبلغت بما حدث قالت إن ابنتها تحب تقليد الفنانين الذين تراهم في الأفلام والمسلسلات التي تزدحم بها شاشات الفضائيات العربية وغير العربية، لذلك لا تستغرب منها أن تفعل ما فعلته، وتطالب المدرسة بعدم معاقبة ابنتها لأن المسؤولية تقع على الفضائيات وشركات إنتاج الأفلام والمسلسلات.
وأسوأ ما في تفكيرنا أن ننسى أن مسؤولية الأسرة في تربية الأبناء كبيرة وتسبق أي مسؤولية أخرى، خاصة في زمن الآفاق المفتوحة والفضائيات التي تقدم كل شيء تحت شعار "إرضاء المشاهد أينما كان، وكيفما شاء"، ونرمي بنتائج خيبتنا على الآخرين.

جريدة الوطن الأثنين 28 شوال 1424هـ
العدد (1179)


29 ـ العجل الفضائي
إن أمتنا إلا من عصم الله تعيش اليوم مع التلفاز وتوابعه في محنة لم تكره عليها بل رغبت فيها واستشرفت لها، وفتحت ذراعيها وتشبثت بأذيالها، لأن بعض المسلمين في حالة رغبة فيما يفسد دينهم ويخرب دنياهم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
فما أشبه حال المنجذبين إلى التلفاز اليوم بحال الفراش الذي يتساقط في النار لجهله واعتقاده النفع في النار المحرقة، ولكن هل الناس في غفلة عما يعرض في التلفاز، كلا إنهم على علم لكنهم مبهورون، أسكرتهم، وأعمتهم الشهوة، فلم يحركوا ساكناً ........

دوره في التغريب :
إن أهداف البث المباشر الذي يجوس خلال الديار نلخصها في النقاط التالية :
1. تسميم الآبار الفكرية التي يستقي منها الشباب، وإضعاف مناعتهم عن طريق تسويق القيم والسلوكيات الغربية لتذويب انتمائهم الإسلامي .
2. تجميل الوجه القبيح للحضارة الغربية.يقول حمدي قنديل : (( المعروف أن القردة هي التي تقلد الإنسان، ولكن إنسان العالم الثالث اختار أن يقلد قرة أوربا )).
3. القضاء على الأخلاق الإسلامية.

آثار التلفاز الاجتماعية والنفسية على الأطفال :

إليك أقدم الآثار المرعبة على أطفالنا من جراء هذه الأجهزة الشيطانية :
1. يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز.
2. يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه.
3. التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير.

4. يستفرغ طاقات الأطفال الهائلة وقدراتهم على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها.
5. يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في نفوسهم التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية.
6. يقم بإثارة الغرائز البهيمية مبكراً عند الأطفال وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج أضراراً عقلية ونفسية وجسدية.
7. يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق.
8. له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن.
9. تغيير أنماط الحياة _ الإفراط في السهر، فأفسد الدنيا والدين كما يرسخ في الأذهان أن الراقصات والفنانات ونجوم الكرة أهم من العلماء والشيوخ والدعاة والمبتكرين.

ماذا يقول العقلاء والمنصفون :
ذهب الكاتب الأمريكي جيري ماندر في كتبه أربع مناقشات لإلغاء التلفزيون )) الذي أودعه خلاصة تجربته في حقل الإعلام إلى القول :
(( ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية والقنابل النيترونية ، ولكننا نستطيع أن نقول [ لا ] لتلفزيون ونستطيع أن نلقي بأجهزتنا في مقلب الزبالة، حيث يجب أن تكون، ولا يستطيع خبراء التلفزيون تغيير ما يمكن أن يخلفه الجهاز من تأثيرات على مشاهديه، هذه التأثيرات الواقعة على الجسد والعقل لا تنفصل عن تجربة المشاهدة )).
وأضاف : (( إنني لا أتخيل إلا عالماً مليئاً بالفائدة عندما أتخيل عالماً بدون تلفزيون، إن ما نفقده سيعوض عنه أكثر بواسطة احتكاك بشري أكبر، وبعث جديد للبحث والنشاط الذاتي )) .

وحكى الأستاذ مروان كجك أن صديقاً له زار أستاذه الجامعي في بيته وكان هذا الأستاذ نصرانياً، فلاحظ الأخ أنه ليس لدى أستاذه تلفزيون فسأله عن سبب ذلك فأجاب : (( أأنا مجنون حتى أتي إلى بيتي بمن يشاركني في تربية أبنائي ؟ )).
http://www.alshamsi.net/friends/b7o...a/fadaeat1.html

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-04-2005, 05:03 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعاصـر للاتصال والإعلام ( دراسة )



البعـد المعاصـر الاتصال والإعلام ‏



يضطلع الاتصال والإعلام بوظائف أساسية،باعتباره نشاطا فرديا وجماعيا،يشمل كل الأفكار والحقائق والبيانات،والمشاركة فيها.ويمكن تحديد الوظائف الرئيسية التي يؤديها الاتصال والإعلام في أي نظام اجتماعي في الوظائـف التالية(1): ‏



1ـ الوظيفية الإعلامية والإخبارية:وتتمثل في جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والرسائل،والبيانات والصور والحقائق والآراء والتعليقات المطلوبة من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والقومية والدولية،والتصرف تجاهها عن علم ومعرفة،والوصول الى وضع يمكن من اتخاذ القرارات الصائبة. ‏



2ـ وظيفة التنشئة الاجتماعية:وتنحصر هذه الوظيفة في توفير رصيد مشترك من المعرفة،يمكن الأفراد من ان يعملوا كأعضاء ذوي فعالية في المجتمع الذي يعيشون فيه،ودعم التآزر والوعي الاجتماعيين،وبذلك تكفل مشاركة نشطة في الحياة العامة. ‏



3ـ وظيفة خلق الدوافع:ويقصد بذلك ان الاتصال والإعلام،يساهم في دعم الأهداف المباشرة والنهائية لكل مجتمع،وتشجيع الاختيارات الشخصية والتطلعات ودعم الأنشطة الخاصة بالأفراد والجماعات،والتي تتجه نحو تحقيق الهداف المتفق عليها. ‏



4ـ وظيفة الحوار والنقاش:يساهم الاتصال والإعلام في توفير وتبادل الحقائق اللازمة لتوضيح مختلف وجهات النظر حول القضايا العامة،وتوفير الأدلة الملائمة والمطلوبة لدعم الاهتمام والمشاركة على نحو أفضل بالنسبة لكل الأمور التي تهم الجميع محليا وقوميا وعالميا. ‏



5ـ وظيفية التربية:وتتمثل في نشر المعرفة على نحو يعزز النمو الثقافي،وتكوين الشخصية واكتساب المهارات والقدرات في كافة مراحل العمر. ‏



6ـ وظيفة النهوض الثقافي:يسعى الاتصال والإعلام الى نشر الأعمال الثقافية والفنية بهدف المحافظة على التراث،والتطوير الثقافي عن طريق توسيع آفاق الفرد وإيقاظ خياله،وإشباع حاجاته الجمالية،واطلاق قدراته على الإبداع. ‏



7ـ الوظيفة الترفيهية:وتتمثل في إذاعة التمثيليات الروائية والرقص والفن والأدب والموسيقى والأصوات والصور بهدف الترفيه والإمتاع على الصعيدين الشخصي والجماعي،وتنسية الناس المعاناة والصعوبات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. ‏



8ـ وظيفة التكافل: وتتمثل في توفير الفرص لكل الأشخاص والمجموعات والأمم بما يكفل لهم الوصول إلى رسائل متنوعة تحقق حاجتهم في التعارف والتفاهم والتعرف على ظروف معيشة الآخرين ووجهات نظرهم وتطلعاتهم. ‏



وإلى جانب هذه الوظائف التي تنبع أساساً من وجهة نظر الفرد،فإنه يتعين أيضاً التأكيد على ظاهرة جديدة وهي ظاهرة تتزايد أهميتها بسرعة،فقد أصبح الاتصال والإعلام حاجة حيوية للكيانات الجماعية والمجتمعات،فالمجتمعات ككل لا يمكن أن تعيش وتستمر اليوم ما لم يتم إعلامها على نحو صحيح بالشؤون السياسية والأحداث الدولية والمحلية،والأحوال الجوية وما إلى ذلك،وتحتاج الحكومات إلى معلومات متنوعة ترد من كافة أنحاء العالم فيما يتعلق باتجاهات نمو السكان وغلات المحاصيل وموارد المياه…الخ(2).وإذا أرادت الحكومات أن تخطط للمستقبل على نحو ديناميكي وبدون توافر بيانات كافية عن أسواق السلع والأموال العالمية،فإن السلطات العامة سوف تتعثر في أنشطتها ومفاوضاتها.كما تحتاج المشروعات الصناعية إلى معلومات سريعة من مصادر كثيرة لتتمكن من تحقيق زيادة في الإنتاج ومن تحديث عملياتها الإنتاجية،وتعتمد المصارف بصورة متزايدة على شبكة عالمية للحصول على البيانات عن التقلبات الدورية..الخ. ‏



كذلك فإن المؤسسة العسكرية والأحزاب السياسية وشركات الطيران والجامعات ومعاهد البحوث وكافة أنواع الهيئات الأخرى لا يمكن أن تعمل اليوم بدون تبادل يومي كاف للمعلومات(3)،ومع ذلك فإن النظم الجماعية للمعلومات والبيانات لا تتفق مع احتياجات السلطات العامة أو الهيئات الخاصة،فيما عدا الإدارات الحكومية الرئيسية والمؤسسات والمصارف الكبيرة التي تحصل على حاجتها من المعلومات والوثائق،فإن كثيراً من الهيئات المحلية والمصانع والمؤسسات والشركات لا تستطيع الوصول بسهولة إلى مصادر معلومات منظمة،وعليه فإن التركيز لا يزال في أحوال كثيرة منصباً على نظم المعلومات التي تستهدف إشباع احتياجات الاتصال الفردية،ومن الأمور البالغة الأهمية تصحيح هذا الوضع الذي قد يؤثر تأثيراً سلبياً على آفاق تطور الملايين من البشر وخاصة في بلدان العالم الثالث. ‏



كما ترتبط وظائف الاتصال والإعلام بكافة احتياجات الناس المادية وغير المادية على حد سواء،فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان،والحاجة إلى الاتصال والإعلام،برهان على التطلع الكامن في أعماق الفرد إلى حياة أفضل يثريها التعاون مع الآخرين-فالناس يتطلعون إلى تحقيق نمو ذواتهم فضلاً عن إشباع حاجاتهم المادية،إذ الاعتماد على النفس والذاتية الثقافية،والحرية،والاستقلال،واحترام الكرامة الإنسانية،والعون المتبادل،والإسهام في إعادة تشكيل البيئة-كل ذلك يعكس بعض التطلعات غير المادية التي ينبغي السعي إلى تحقيقها جميعاً من خلال الاتصال.ولا شك أن كل وظيفة من هذه الوظائف يمكن أن تكتسب سمات مختلفة بل متناقضة حسب الظروف البيئية،ومن السهولة إفساد المعلومات من خلال نشر الافتراءات أو أنصاف الحقائق والإقناع من خلال التحايل والخداع والدعاية.وكذلك فإن الاتصال الذي اكتسب طابعاً مؤسسياً يمكن أن يستخدم في إعلام المواطنين أو السيطرة عليهم أو التلاعب بهم في حين يستعمل المضمون عادة لمؤازرة الهوية الذاتية،ويمكن أن يؤدي إلى تنميط المواقف والتطلعات. ‏



وتساعد نظم المعلومات التي تستخدم تشكيلة متنوعة من المصادر والرسائل على تعزيز الانفتاح الفكري،في حين أن النظم التي تتجاهل هذه الحاجة يمكن أن تؤدي إلى الضحالة والتحجر العقليين،وعادة يتم تجاهل قدر الحقيقة القائلة بأن وظائف الاتصال والإعلام في الأساس وظائف نسبية وترتبط بالحاجات المتنوعة للمجتمعات والبلدان المختلفة،رغم أنه لا يمكن بدون الاعتراف بها أن تكون هناك معالجة واقعية لمشكلات الاتصال في عالم منقسم ومتباعد ويعتمد على بعضة البعض.ومن هنا فإن آثار الاتصال والإعلام تتباين وفق طبيعة كل مجتمع(4). ‏



وهناك عنصر آخر يتضمنه التفكير بشأن وظائف الاتصال،ألا وهو الجدل حول الدلالات الخاصة بالمحتوى والمضمون والوسائل،فيرى بعض المنظرين أن وسائل الاتصال وخاصة وسائل الإعلام الجماهيرية،تمارس تأثيراً مضمونها،بينما حقيقة الأمر هي أن الوسيلة هي الرسالة(5)،ويرى آخرون أن المضمون(الرسالة) غاية في الأهمية في الوقت الذي يرون فيه أن للوسيلة أثراً هامشياً فحسب على نتيجته ويرى البعض أيضاً أن الإطار الاجتماعي الذي تتنقل فيه الرسالة هو العامل الحاسم،ويبدو أن هذا الاتجاه-وهو أكثر شمولاً واتساماً بالطابع السوسيولوجي-هو أيضاً أكثر الاتجاهات جدوى في الإجابة على التساؤلات الخاصة بدون وسائل الاتصال. ‏



دور الاتصال في التنشئة الاجتماعية: ‏



كان نظام الاتصال في الماضي،يعتبر ظاهرة منعزلة داخل المجتمع ترتبط أساساً بالتكنولوجيا،وتنفصل بدرجة أو بأخرى عن سائر جوانب المجتمع،ونادراً ما كان يولى قدر كاف من التفكير لمكانته في النظام السياسي والتقائه مع البنى الاجتماعية،واعتماده على الحياة الثقافية(6)،وهكذا كان في الإمكان أن يمضي المجتمع إلى اختيارات خاطئة أو أولويات غير صحيحة،وإلى انتقاء البنى الأساسية غير الملائمة أو إلى تكريس الجهود لابتكارات تكنولوجية لم تكن هناك حاجة حقيقية إليها،لكنه حالياً يعتبر نظام الاتصال وعلى نطاق واسع عملية اجتماعية يتعين دراستها من جميع زواياها وفي إطار اجتماعي واسع إلى أقصى حد،ففي العالم الحديث أصبح الوعي بهذه الحلقات المترابطة أكثر انتشاراً من أي وقت مضى. ‏



وكانت النتيجة الطبيعية لذلك هي أن الاتصال كان ينظر إليه على أنه قوة مرتبطة بالسلطات المطلقة المهيمنة على كل شيء(7)، لكن البحوث الحديثة دحضت هذا الرأي المفرط في بساطته،حيث حدث نوع من المغالاة في تقدير قدرة الاتصال على تحريك الناس وتنشئتهم اجتماعياً،وتحقيق التجانس فيما بينهم وتطويعهم وفق ثقافتهم،في حين لم تقدر حق قدرها آثار التنميط والتشويه التي تحدثها وسائل الإعلام السمعية البصرية،وقد اقتنع مراقبون آخرون بأن وسائل الإعلام كان لها أثر اجتماعي قوي بدرجة مكنتها من تلقين جمهورها كيف يفكر وكيف يتصرف. ‏



ومهما يكن،فان لوسائل الاتصال والإعلام(الصحافة،الإذاعة،التلفزيون وغيرها) قدرة ليس فقط على أن تشكله،وعلى أن تلعب دوراً في تشكيل المواقف(8)،فهناك من المراقبين من يعتقد أن وسائل الإعلام تخلق إدراكاً وهمياً للعالم الحقيقي،بدلاً من تقديم دائرة أوسع من المعارف ومجموعة من الآراء للاختيار فيما بينها،وهي تستطيع أن تتسبب في الاغتراب الثقافي والتنميط الاجتماعي عن قصد أو عن غير قصد.وليس هناك مكان في العالم بمنجاة من هذا الخطر. ‏



لقد اتجهت الجهود التي تبذل من أجل الوصول إلى أسواق أوسع وإعطاء الجمهور ما يريد أو ما يعتقد أنه يريده،إلى خفض جودة الرسالة الإعلامية،حيث يعمل تزايد الاعتماد على الإعلان،سواء كانت ملكية وسائل الإعلام عامة أو خاصة على خلق عقلية تجارية يصبح الاستهلاك بمقتضاها غاية في حد ذاته.ويرى البعض أن وسائل الإعلام تخلق رؤية أسطورية للعالم،بدلاً من أن تعزز الثقافة القائمة على تعدد وجهات النظر والانتشار المتزايد للمعرفة. ‏



وفي بعض الحالات،فإن تجانس الرسائل الإعلامية ونمطيتها،يعكسان قيود قوانين السوق،وتحدث آثار مماثلة تؤدي الى وضع قوة الإعلام في أيدي أقلية تحوز على البيانات ومصادر المعلومات وتسيطر بالإضافة إلى ذلك على أدوات الاتصال(9). ‏



ولا شك إن الإجراءات السياسية والبيروقراطية،يمكن أن تؤدي إلى العقم الثقافي، فحين يكون الاتجاه السائد للتدفق من أعلى إلى أسفل،فمن المرجح –بل بالقطع-أن تعزز وسائل الإعلام قبول الأفكار المعتمدة من السلطات على حساب التفكير المستقل والحكم النقدي(10)،وإذ تعمل وسائل الإعلام في طريق ذي اتجاه واحد فإنها تنجح أحياناً في نشر القيم والمعايير التي تأخذ بها المجموعة المسيطرة،وذلك بين الجمهور ما لا يستطيع أن يعثر فيها على أي تعبير عن اهتماماته وتطلعاته،ولكن مع ذلك فإن وسائل الاتصال والإعلام ولا سيما التلفزيون،استطاعت في بعض الحالات أن تقدم للجمهور صورة حية عن حياة،وتطلعات بديلة، وإن لم يكن ذلك دائماً عن قصد.وكانت نتيجة ذلك هو إضفاء طابع مشروع على القيم الثقافية المضادة وعلى أشكال متنوعة من الاحتجاج.ومع ذلك فإن هذه الصورة المفرطة في تبسيطها للأمور،قد عدلت على نحو كبير بفضل الدراسات الحديثة التي أوضحت أن عوامل كثيرة وتيارات متعارضة عديدة تتفاعل معاً وتؤثر في بعضها البعض،ويصبح من الواضح على نحو متزايد أن الإشارة إلى أضرار أو تحريفات الاتصال تعني في الواقع الإشارة إلى التناقضات اللصيقة بالمجتمعات الحديثة،وذلك أن لعملية المشاركة نتائج كثيرة"ظاهرية أو حقيقية أو سطحية"يمكن أن تتعرض لتأثير عوامل مختلفة،لا يعدو الاتصال أن يكون واحداً منها فحسب.والسؤال الذي يطرح في هذا الإطار هو، كيف يعمل الاتصال وخاصة الاتصال الجماهيري بصفة خاصة كأداة للتغبير الاجتماعي وإلى أي حدود؟. ‏



وعلى كل الأحوال ،فان الاتصال برغم قوته ليس مطلق السلطة،فهو لا يستطيع أن يغير فحوى العلاقات بين الأشخاص،ولا جوهر الحياة الاجتماعية،حيث يكون الاتصال أكثر فعالية عندما تعزز تأثيره عوامل اجتماعية أخرى،ويكون للرسائل المنقولة انعكاس فعلي في الرأي العام أو في المصالح القائمة،وإن كل مرافق الاتصال،يمكن استخدامها من أجل الخير والشر،وتقع مسؤولية الحد من هذه المخاطر وتصحيح الانحرافات على عاتق واضعي سياسة الاتصال(11)،ومع ذلك لا توجد في كافة المجتمعات قوة أخرى يتعين الاعتراف،بأنها لا يمكن إلزامها باتخاذ مواقف سلبية.وبالإضافة إلى ذلك،فإن ثمة مجتمعات كثيرة تضم قوى تقع عليها مسؤولية التصدي للأخطار وتصحيح الانحرافات. ‏



وتتبنى حكومات كثيرة سياسات تهدف إلى حماية الذاتية الثقافية للأمة،وتجد مخاطر الألاعيب السياسية مقاومة من جانب القواعد الشعبية أو من قنوات الاتصال"البديلة" أو بمجرد إعارتها آذاناً صماء،حيث ان مصادر المعارضة والمقاومة أوسع مدى من نظم الاتصال الرسمية(12)،ولا يعني ذلك بأي حال إنكار أن هناك دوراً هاماً يقوم به المتحكمون في سياسة الاتصال والمهنيون المستخدمون في النظام،ومع ذلك فإن الكلمة الأخيرة تصبح للقوى الاجتماعية فور استيقاظها وتعبئتها. ‏



ويمكن ان نستنتج مما سبق،أن هناك حقيقة أن التنوع والتعدد هما قيمتان يتعين تعزيزهما وليس إحباطهما،وتوجد على كل من الصعيدين الإقليمي والعالمي،نماذج اجتماعية ونظم اجتماعية اقتصادية متنوعة،ففي داخل الأمم توجد مستويات مختلفة من التنمية،وكذلك طرق مختلفة نحو التنمية،تماماً مثلما توجد اختلافات في مفهوم موارد الاتصال وأوجه استخدامها.ومن ناحية أخرى،فإن نجاح التدابير التي اتخذت لتحسين شكل الاتصال ومحتواه،لا تنفصم عن اتخاذ خطوات تستهدف جعل المجتمع نفسه أقل إنصافاً بالقهر والغبن وأكثر عدلاً وديمقراطية وهذه الحقيقة يتعين إظهارها للعيان وليس إخفاؤها. ‏



البعد السياسي للاتصال والإعلام: ‏



لا يمكن فهم الاتصال دون الرجوع إلى بعده السياسي ومشكلاته التي لا يمكن حلها بدون أن نضع في الاعتبار العلاقات السياسية،فللسياسة علاقة لا تنفصم بالاتصال والإعلام(13)،وثمة سؤالان متميزان هما:إلى أي حد تؤثر السياسة على الاتصال وما هي أساليبها في ذلك،وإلى أي حد وبأي طرق يؤثر الاتصال على السياسة؟ ‏



إن العلاقات الحاسمة هي العلاقات القائمة بين الاتصال والسلطة،وبين الاتصال والحرية،وتسود في أماكن مختلفة من العالم مفاهيم متنوعة تحدد ما ينبغي أن تكون عليه تلك العلاقات،وهي مفاهيم تعد استجابة لمختلف التقاليد والموارد والنظم الاجتماعية واحتياجات التطور وعلى الرغم من ذلك فقد يكون هناك احتمال لموافقة عامة واسعة إذا ما أضفينا على نقاشنا الذي كثيراً ما يتسم بالطابع الذاتي،ويفتقر إلى التسامح قدراً أكبر من الواقعية وتحمساً أقل مرونة أكثر وتحيزاً أقل. ‏



وتتنوع أساليب ممارسة الحرية شأنها شأن النظم القانونية القومية أو الدساتير،ويسود الاعتقاد بضرورة التوفيق بين الحرية والالتزام من خلال طاعة القانون،وبألا تستغل(الحرية) للإساءة إلى حرية الآخرين،وبأن ممارسة الحرية لها مقابل،وهو ضرورة ممارستها بروح المسؤولية،الأمر الذي يعني في ميدان الاتصال الاهتمام بالحقيقة في المقام الأول،وبالاستخدام المشروع للسلطة التي تتيحها،وأكثر من ذلك(14).كما يجوز للمرء التساؤل عن الأسس التي تقوم عليها الحرية التي يطالب بها،فحرية المواطن أو الجماعة الاجتماعية بالانتفاع بالاتصال كمستقبلين له ومساهمين فيه في آن معاً،تختلف عن حرية المستثمر في كيان السلطة(15)، أو لأن إغضاب المسؤولين،قد يؤدي أحياناً إلى حرمانهم مثلاً من تسهيلات الحصول على مصادر معلوماتهم.حيث إن الرقابة الذاتية،هي مثل الحصول على ربح من وسائل الإعلام،فإحداهما تحمي حقوق الإنسان الأساسية،والثانية تتيح الاستقلال التجاري كحاجة اجتماعية،بيد أنه بعد إبداء كافة هذه التحفظات،فإن مبدأ حرية التعبير هو مبدأ لا يسمح بأية استثناءات ويمكن تطبيقه على جميع الناس بموجب كرامتهم الإنسانية(16). ‏



ولا يخفى ان هذه الحرية تمثل واحدة من أغلى مكتسبات الديمقراطية،ويتم تأمينها عن طريق النضال الشاق ضد القوى والسلطات السياسية والاقتصادية،الأمر الذي يكلف تضحية باهظة قد تصل إلى التضحية بالنفس،وهي في الوقت نفسه حارس أساس للديمقراطية.كما يعتبر وجود حرية التعبير أو عدم وجودها أهم مؤثر دال على الحرية في كافة جوانبها في أية أمة،واليوم لا تزال الحرية تنتهكها الرقابة البيروقراطية والتجارية في عديد من الدول في كافة أنحاء العالم،إن القول بحرية التعبير في بلد ما لا يضمن وجودها في الممارسة،كما أن الوجود المتزامن للحريات الأخرى مثل،حرية تكوين الجمعيات،وحرية الاجتماع،وحرية التظاهر،وحرية التظلم،وحرية الانضمام إلى النقابات..الخ،هي كلها مكونات أساسية لحق الإنسان في الاتصال(17)،وتؤدي أي عقبة تقام في وجه هذه الحريات إلى القضاء على حرية التعبير.حتى عندما لا تهاجم السلطة الحرية علنـا،فقد توجد الرقابة الذاتية من جانب العاملين بالاتصال أنفسهم،فقد لا يتمكن الصحفيون من نشر الحقائق التي تتوافر لديهم لأسباب عدة لمجرد الخجل أو لفرط احترامهم.وعلى أية حال فإن مفهوم الحرية هو مفهوم أساسي لكل حوار سياسي في العالم الحديث،وتتضمنه الخلافات العديدة حول السياسات والقرارات(18). ‏



ومع تطور الصحافة على أساس أكثر استقراراً وأوسع مدى انتقل الاهتمام إلى نشر المعلومات-الحقائق والأنباء عن الأحداث الجارية،وكانت حرية المعلومات أولاً وقبل كل شيء هي حق المواطن في الحصول على المعلومات،الحق في أن يطلع على أية معلومات من شأنها أن تؤثر في حياته اليومية،وتيسر له اتخاذ القرارات،وتسهم في تفكيره،واتسع نطاق الحق في المعلومات هذا عندما أتاحت التكنولوجيات الجديدة تحسين فرص الوصول إلى المعلومات على نطاق الأمة كلها وبعد ذلك نطاق عالمي،وكان الجانب الآخر لهذه الحرية،هو حرية الصحفي في الحصول على المعرفة في شكل حقائق ووثائق،وإزاحة الغموض الذي اكتنف مسلك الشؤون السياسية،وحريته في نشر المعلومات التي بحوزته. ‏



لقد غيرت التكنولوجيا المتطورة أيضاً من الإطار الذي يمكن فيه وضع المبادئ الأساسية موضع التطبيق،وخلقت أخطاراً جديدة على الحرية(19)،فقد كانت السمة المميزة لكل اختراع حديث هي أنه كان يتطلب استثماراً على مستوى لا يقدر عليه سوى أصحاب رؤوس الأموال خاصة أو عامة،في معظم البلدان كانت توجد إمكانية الحصول على آلات الطباعة وأجهزة الإذاعة والتلفزيون بوجه خاصة يعني أنه ليس بوسع محدودي الثروة إلا أن يدخلوا المنافسة في ظل ظروف غير مواتية،فمن الناحية النظرية كان لكل فرد الحق في حرية التعبير،بيد أنه لم يكن بمقدور أي فرد أن يمارسها على قدم المساواة،وفي نفس الوقت،أخذت الدولة بما لديها من أموال بعين الاعتبار تلك الفرص الجديدة التي أتاحتها وسائل الإعلام كي تؤثر في تفكير المواطن واستعاضت عن الاستراتيجية القديمة لتقييد حرية التعبير بسياسة أكثر نشاطاً(كان قد استهلها بالفعل بعض الحكام المستبدين بالوسائل التي كانت بحوزتهم)تستثمر التقنيات الحديثة من أجل تحقيق غاياتها،ولا تحدث ضروب التفاوت هذا الأثر على الصعيد القومي وحده،فعلى الصعيد الدولي أدت إلى خلق الاختلالات الحالية في مجال الاتصال والإعلام بين البلدان الصناعية الغنية والبلاد النامية الفقيرة(20). ‏



وهكذا أصبحت مشكلات الاتصال ذات صبغة سياسية واقتصادية واجتماعية متزايدة،وعرضت في صورة مشكلات تتعلق بحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات،والحق في الحصول على المعلومات واتسم الوضع بتناقض أساسي،فقد حدثت زيادة كبيرة في عدد الأفراد الذين يطلبون المعلومات والذين يمكن أن ينقلوا الرسائل الإعلامية،وذلك بفضل حملات نشر معرفة القراءة والكتابة وإيقاظ الوعي السياسي وتحقيق الاستقلال الوطني في كل أمم العالم(21).ومع ذلك ففي موازاة هذا النمو كان هناك تحرك نحو التركيز،ارتبط بالمتطلبات المالية للتقدم التكنولوجي،ونتيجة لهذا التركيز انخفض عدد من يقومون ببث الرسائل(نسبياً)وتدعمت في الوقت نفسه من ظلوا يعملون في مجال بث الرسائل. ‏



إن الأمر المؤكد في هذا الإطار،هو أن الاتصال يتسم اليوم بقدر من الأهمية يتعين معه على الدولة فرض قدر من التنظيم حتى في المجتمعات التي تكون فيها وسائل الإعلام محكومة ملكية خاصة،وبوسع الدولة أن تتدخل بكافة الأساليب بدءاً من السيطرة السياسية الشاملة وانتهاء باتخاذ التدابير لتعزيز التعدد،وتجد بعض الحكومات أنه من الطبيعي أن تمارس تحكماً كاملاً في محتوى المعلومات مبررة ذلك بالأيديولوجية التي تعتنقها،وإذا ما حكمنا على هذا النظام أو ذاك بمعايير علمية محضة،فإننا نشك في إمكان وصفه بأنه نظام واقعي،فقد دلت التجربة على أن نتائج الاحتكار السياسي أو التجاري لوسائل الإعلام أو التلقين المذهبي من جانب السلطة أو الحكم،لا تتسم بطابع شامل،وأن الحوار المستمر من طرف واحد(المونولوج)لا يمكن أن يطفئ شعلة الذكاء الناقد أو الحكم المستقل.حيث ان تقييد وسائل الإعلام والاتصال رتابية كئيبة يثير الريبة بدلاً من الثقة ،وعندما تصمت أصوات المنشقين تتدهور الثقة في وسائل الإعلام وتبدو الدولة وكأنها تخشى مواجهتهم وتشعر أنها غير واثقة من صورة الواقع التي تقدمه على أنه الحقيقة(23). ‏



وعلى أية حال،فإن احتكار وسائل الإعلام الموضوعة تحت الرقابة تكسره وسائل اتصال أخرى،إذ تنتقل الأنباء بالحديث الشفهي وتوزع المنشورات غير القانونية،وأخيراً فإن الإذاعات الأجنبية تخترق حصار الاحتكار الذي تفرضه أي دولة داخل حدودها.وهناك بعض الحكومات تحتفظ لنفسها ببعض الوظائف التنظيمية وتشجع استخدام وسائل الإعلام البديلة ومشاركة المواطنين وانتفاع الجمهور بمصادر المعلومات والاتصال الجماعي،وتحقيق اللامركزية في الوسائل الإعلامية،ولا شك أن الإطار الذي يتم الاتصال بداخله تحدده في نهاية المطاف الصراعات السياسية والاجتماعية التي شكلت اتفاق الرأي الاجتماعي في مجتمع معين،والطريقة التي يتم فيها تنظيم الاتصالات في مجتمع ديمقراطي هي في الأساس قرار سياسي يعكس قيم النظام الاجتماعي القائم. ‏



وعلى المستوى العملي،تتوقف حلول المشكلات السياسية للاتصال على إيجاد التوازن بين المصالح المشروعة للدولة وبين حقوق الانتفاع بالأقلام التي يمكن توسيعها لتشمل قطاعات متنوعة من الرأي(24)،وبالضرورة،فإن هذه الحلول ستتنوع حسب البيئة السياسية ودرجة التطور وحجم وموارد كل شعب أو أمة ولا ينبغي التذرع بالضرورات العملية أو المتطلبات الأيديولوجية لإقصاء حرية التعبير عن مكانها الصحيح. ‏



ويؤدي الاتصال المتجه في أغلبه من القمة إلى القاعدة(والذي ينقل صوت القادة السياسيين والذين يحتلون مراكز الصدارة في قطاعات الحياة الوطنية أو رجال الفكر البارزين)إلى أن يصبح المواطن العادي متلقياً سلبياً(25)،كما أنه يحجب اهتماماته ورغباته وخبرته.ويعتبر تمهيد الطريق لاتصال يتجه نحو القمة بقدر ما يتجه نحو القاعدة مهمة شاقة ويدعم خطر التركيز على الصفوة هذا خطر المركزية الزائدة الذي يسير معه جنباً إلى جنب،ذلك أنه إذا اقتصرت إمكانية الانتفاع بوسائل الإعلام على مجموعات مسيطرة سياسياً أو ثقافياً-سواء على الصعيد الوطني أو الدولي-ينشأ خطر كبير يتمثل في فرض أنماط تتعارض مع قيم الأقليات الدينية والثقافية والعرقية،ومن المطالب الأخرى للمنادين بالنقد والحاجة إلى تمكين هذه الأقليات من إسماع صوتها لتأكيد هذه القيم.وهناك خطر آخر هو عندما يطالب العاملون في الإعلام لأنفسهم بالحرية بينما يرفضون أي نوع من المسؤولية إزاء جمهورهم وينظرون إلى وظيفة الإعلام على أنها سلطة مطلقة،وكثيراً ما ينظر إلى الحرية والمسؤولية على أنهما متعارضان في حين أنهما في واقع الأمر عاملان أساسيان للحضارة. ‏



إن نتائج نشر المعلومات لا توضع في الاعتبار أحياناً ولا ينظر إليها على أنها تتضمن أية مسؤولية،ومثل هذا الموقف يخفي العلاقة الوثيقة التي تجعل الحرية والمسؤولية عاملين لا ينفصلان في مجال الاتصال كما في غيره من المجالات،ويؤدي تجاهل نتائج عمل معين إلى إنكار أحد الأبعاد الأساسية للحرية وبانتهاج الطريق الصعب باحترام حقوق الفرد وحقوق المجتمع بأسره(26).ويمكن التوفيق بين حرية الإعلام ومقتضيات الأخلاق،فالمسؤولية يجب أن تتجسد في الاهتمام باحترام الحقيقة،أكثر من تجسيدها في مجرد وجود حق دستوري.ومع أن هذه الاعتبارات قابلة للتطبيق على نطاق عالمي،فإنه من الاستحالة أن نبقى غير مبالين بالتغيرات التي تؤدي إلى إظهار نسبية مفهومي الحرية والمسؤولية وتعديلهما لإكسابهم أبعاداً جديدة تضع في الاعتبار،مسار التاريخ،وخضوع حق التعبير بصورة متزايدة لأنماط الاتصال المصنع،والتغيير في الأدوار التي يقوم بها كل من الفرد والمجتمع في العملية الاجتماعية. ‏



ولا يمكن وصف علاج شامل دون أن يوضع في الاعتبار الظروف القومية أو الإقليمية(27)،ومع ذلك يمكن أن يثير ذلك جدلاً حاداً،فإنه يمكن القول أن تتنوع المصادر مع الانتفاع الحر بهذه المصادر تحت سيطرة مجموعات مهيمنة،من شأنه مهما كان النظام السياسي أن يجعل الحرية مدعاة للسخرية،حيث أن نطاقاً واسعاً من المعلومات والآراء ضروري لتأهيل المواطن لإصدار أحكام راسخة الأساس حول القضايا،وهو بهذا يصبح أحد المقومات الحيوية لأي نظام اتصال في أي مجتمع ديمقراطي،كما أن إمكانية الوصول إلى تشكيلة متنوعة من المصادر هو أمر مرغوب فيه على الصعيدين الدولي والقومي على السواء،على أنه ينبغي الحيطة في أمرين-أولهما أن تنوع المصادر ليس ضماناً تلقائياً للتعويل على المعلومات رغم أنه يزيد من صعوبة محاولات التحريف المتعمدة،والثاني هو أن التنوع لا يعني التعدد في كل حالة،خاصة تعدد الرأي فشبكات ومنافذ الاتصال،ينبغي أن يكون لها مصادر للمعلومات من تنوع واستقلال عن بعضها البعض،فإذا لم يكن كذلك فلن يكون التنوع سوى مصدر خارجي،حيث إن مهمة وسائل الإعلام هي أن تعمل بمثابة مرآة تعطي صورة صادقة لما تفعله الحكومات،والرأي المناقض هو أنه ينبغي للإعلام أن يكون في خدمة الدولة حتى يساهم في إيجاد نظم اجتماعية سياسية جديدة تتسم بالقوة والاستقرار. ‏



ويتبين من واقع الخبرة في بلاد عديدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية،أن حرية وسائل الإعلام لا تزال هي حجر الزاوية في التجديد الديمقراطي،لكن من الضروري فهم تجاه ما يحدث وما يحـد من تغيرات، لجعل العلاقة بين وسائل الاتصال والإعلام والسلطة علاقة رئيسية أكثر من أي وقت مضى،إذ تعقدت الخصومة التقليدية بين القمة والقاعدة بسبب نزاع أساسي آخر بين المؤسسات التي تتحكم في مجالات هائلة من المعلومات،والأفراد الذين تتأثر حياتهم بقرارات لا سلطة لهم عليها،ويعتبر استخدام البيانات هو الدور الأساسي لمؤسسات عديدة تقوم بوضع البنية الأساسية للمعلومات(وكالات صحفية،معاهد،الرأي العام،مراكز توثيق)وكذلك لعلوم كثيرة(الإحصاء،الاقتصاد،الاجتماع،علم النفس ،البحوث العلمية،تحليل النظم)،وهكذا أصبحت وسائل الاتصال والإعلام إلى حد كبير ترسانة للإشارات والتعليمات تعزز سلطة المنظمات الكبرى،العامة والخاصة،الوطنية وغير الوطنية(28)،وتتمتع مثل هذه المنظمات بقدرات على وضع التخطيط المتطور واتخاذ القرارات،ومن ثم قدرة على التحكم تفوق كثيراً قدرة المجموعات المفككة من المواطنين الذين يملكون سوى قدر ضئيل من المعلومات،وعليه فإن كل المعلومات التي يمكن استخدامها هي مصدر للسلطة،ولهذا فإن هناك حاجة إلى إحداث تغيرا في النظرة والسلوك من جانب أولئك الذين يتحكمون في مصادر المعلومات ووسائل النشر. ‏



دور الاتصال والإعلام في دعم الحياة الاقتصادية: ‏



يتداخل نظام الاقتصاد والإعلام مع الاقتصاد ويعتمد عليه في عدة طرق في بنيته وفي محتواه،والتدفق المستمر للمعلومات أمر حيوي للحياة الاقتصادية،فإلى جانب أنه قوة اقتصادية كبيرة لها إمكانيات لا يمكن تقديرها،فهو يعد عاملاً حاسماً في التنمية والاتصال،باعتباره عنصراً متزايد الأهمية في جميع الاقتصاديات القومية(29)،يمثل قطاعاً مطرد النمو في النتاج القومي وله تأثير مباشر على الإنتاجية والعمالة.ويتيح التقدم في الاتصالات اللاسلكية إرسالاً فورياً للمعلومات،ويمكن الاستغناء في بعض الأماكن عن العمال المهرة وفي أماكن أخرى يمكن تعديل طبيعة العمل، إنها وسائل الاتصال هي التي تبشر بتحقيق أكبر قدر من النمو في المجتمعات الصناعية ويمكن اعتبارها محور ارتكاز الاقتصاد العالمي. ‏



إن وسائل الاتصال الحديثة كثيراً ما تجعل موقع المؤسسة أمراً لا أهمية له،وتتيح نقل المصانع إلى مناطق نائية أو اختيار أماكن مختلف الصناعات،وغيرها من أنواع النشاط،كالتجارة وأعمال البنوك وخطوط الطيران بمزيد من الحرية،ويشعر الإنسان العادي بالدور الحاسم الذي تقوم به وسائل الاتصال والمعلومات في مجالات الاقتصاد حتى ولو لم تكن له سيطرة عليها.حيث إن أشكالاً متنوعة من الاتصال والإعلام قد ارتبطت دائماً بالعمل والإنتاج-بصورة ضمنية على الأقل-ولكنه من السهل الآن أن نرى هذا الارتباط. ‏



وعليه فإن الإعلام والاتصال-من حيث بث وتخزين واستخدام المعلومات-يكون مورداً أساسياً على قدم المساواة مع الطاقة أو المواد الخام(30)،لكن الاتصال أصبح في بعض المجتمعات منحرفاً أو مشوهاً بطريقة أو بأخرى،فالناس لم يعودوا قادرين على الاتصال بغير تبادل الرموز النقدية والسلع المادية،وعلى المستوى العالمي تعكس بنى جديدة للاتصال حياة وقيم ونماذج بضع مجتمعات وتنتشر في بقية أنحاء العالم أنماطاً معينة من الاستهلاك وأنماطاً معينة للتنمية دون غيرها،وفي هذا يكمن الخطر الهائل لقدرة الاتصال على التحريف. ‏



إن الاختلالات الاقتصادية في هذا المجال فيما بين الأمم والمناطق مدعاة للقلق،وما لم يتم القضاء عليها،فإنها ستزداد مع التقدم التقني تفاقماً،ففي البلدان المتقدمة جاءت التكنولوجيا الحديثة بعد الثورة الصناعية بفترة سمحت بالتقاط الأنفاس لكن الدول النامية ليس بوسعها أن تكرر هذا النسق،ويعود ذلك من جهة إلى حاجتها الملحة لتنمية نفسها،ومن جهة أخرى إلى أنها تشهد الثورة الصناعية وثورة معالجة المعلومات في آن معاً،ولدى الكثير من الدول أسباب قوية تدعوها لوضع استراتيجيات محددة للاتصال وتكريس موارد إضافية لإقامة البنى الأساسية المناسبة.وتتطلب التنمية في هذه المجالات استخداماً أفضل للموارد التي لم يتم توظيفها بصورة كاملة حتى الآن،وليس هناك شك في أن موارد الاتصال موزعة بصورة غير متساوية على نطاق عالمي،فبعض البلدان لها القدرة الكاملة على تجميع المعلومات التي تحتاجها،بينما هناك بلدان كثيرة لا تستطيع ذلك مما يعتبر عائقاً أساسياً في سبيل تنميتها. ‏



ويظهر هذا التباين جلياً في المجالات العلمية والتكنولوجية حيث تترتب عليه النتائج،وقد اكتسب مشكلات الإعلام الخاصة بالبحث العلمي وتطبيقاته بعداً جديداً،ويرجع ذلك إلى النمو الواضح في حجم المعلومات المتاحة،كما يرجع إلى ازدياد تعقدها،الأمر الذي يضفي على كثير من مشروعات وإمكانات البحث طابع الجمع بين عدة فروع علمية.وقد أصبحت المعلومات العلمية والتقنية اليوم مصدراً اقتصادياً حيوياً ينبغي أن يكون ملكية عامة إذ أنها مستمدة من جهود وتفكير رجال ونساء في بلدان عديدة في الماضي والحاضر،وهي المفتاح لجميع أشكال التنمية القومية المستقلة في الوقت الذي هي فيه أيضاً عامل أساسي في التقدم البشري المنسق،وتتحكم المعالجة الآلية للمعلومات في جمع البيانات العلمية وتصنيفها وتحليلها،ولكن على الرغم من كونها ضماناً للسرعة وفي كثير من الحالات للثقة،فإنها لا تؤمن دائماً صلة البيانات بالموضوع لذلك يتطلب تنظيم المعلومات العلمية والتقنية على مستوى العالم استراتيجية توضع في خدمة المستفيدين من المعلومات وتكون مكرسة لتقديم المعلومات والتأليف بينها،وهي بيانات تتعلق بحل المشكلات الواقعية،ويمكن ترجمتها إلى معرفة تطبيقية مباشرة تلائم المجتمعات المختلفة(31). ‏



والسؤال الذي يطرح في هذا الاتجاه هو ،من يسيطر على عملية اختيار وتوزيع المعلومات؟وكيف يتم ذلك؟..فهناك حاجة خاصة للتركيز على تنمية البنية الأساسية القومية مع إمكانية الانتفاع بموارد العالم من المعلومات العلمية والتقنية،بحيث يمكن أن تضيف إلى المخزون العالمي من المعلومات معرفة ذات أصلي محلي،وذلك عامل من عوامل نجاح التنمية القومية المستقلة. ‏



البعـد التربوي للاتصال والإعلام: ‏



أدى التطور السريع في علم الاتصال والإعلام في معظم البلدان والتوسع في الأشكال المختلفة للاتصال والإعلام الجماهيري(وخاصة السمعية-البصرية)إلى فتح آفاق جديدة ومضاعفة الروابط بين التعليم والاتصال(32)،حيث ان هناك زيادة واضحة في الطاقة التربوية للاتصال،ويؤدي الاتصال بما وهب من قيمة تربوية أكبر،إلى خلق بيئة تعليمية،وفي حين يفقد النظام التعليمي احتكاره لعملية التربية،فإن الاتصال يصبح هو نفسه وسيلة وموضوعاً للتعليم،وفي نفس الوقت تعتبر التربية أداة لا غنى عنها لتعليم الناس كيف يتصلون على نحو أفضل،وكيف يحصلون على منافع أكبر،وهكذا توجد علاقة متبادلة متزايدة بين الاتصال وبين التعليم(33). ‏



لقد أولـى الكثير من المفكرين والباحثين والسلطات الحكومية وخاصة في الدول النامية،أهمية كبرى للقيمة التربوية للاتصال والإعلام ولأثرهما في التطور الثقافي،فوسائل الإعلام تعادل المدرسة بالنسبة لأعداد لا حصر لها من الرجال والنساء الذين حرموا من التعليم،حتى ولو لم يستطيعوا أن يحصلوا منها إلا على العناصر التي يتسم مغزاها بأقل من الثراء ومضمونها بأكبر قدر من البساطة،والدليل على ذلك الأهمية التعليمية للرسائل والأنباء التي يتم بثها عبر العالم،أو على العكس مضمونها المضاد للتعليم والمجتمع(34).وقد يكون من الصعب أن ننكر الأثر التربوي لوسائل الإعلام والاتصال بصفة عامة،حتى في الحالات التي لا يكون فيها لمحتوى الرسائل طابع تربوي.ويتمثل دور الاتصال في التربية وفي التنشئة الاجتماعية،في أنه ينبغي للاتصال أن يفي بأقصى قدر ممكن من احتياجات التنمية في المجتمع،وأن يعامل كسلطة اجتماعية.كما أن وجود الاتصال في كل من مكان في المجتمع الحديث هو علاقة على ظهور إطار جديد للشخصية يتسم بطابع تربوي قوي،وقد أدى إغراق المواطنين بقدر متزايد دوماً من المعلومات،وأكثر من ذلك توسيع نطاق التدفق الإخباري ليشمل فئات اجتماعية وجغرافية جديدة إلى خلق انطباع بأن الانتفاع بالمعرفة قد أصبح حراً،وأن الفوارق الاجتماعية يمكن القضاء عليها(35). ‏



كما يمكن الكشف عن الأسرار المهنية،حيث إن مفاهيم مثل"حضارة الفيديو"و"التعليم البديل"و"المجتمع المسير بالحاسبات"و"القرية العالمية"إنما تعكس ذلك الوعي النامي بأن البيئة التقنية تخلق شكلاً دائماً من أشكال عرض الأخبار وامكانية الوصول إلى المعرفة.حيث إن المعرفة التي تقدم وتجمع يومياً عن طريق وسائل الإعلام والاتصال المختلفة هي أشبه بالفسيفساء من حيث تمايزها مما يجعها غير مرتبطة بالفئات الفكرية التقليدية،دون أن ننكر القيمة الباطنة والظاهرة للمعرفة المجمعة على هذا النحو،لا نكون مبالغين إذا أكدنا أن المعلومات المقدمة ذات طبيعة مضطربة،وأن الأولية تعطى لنشر الأخبار التافهة والمثيرة،وأن هناك"تشويشاً"متزايداً على حساب الرسالة الإعلامية الحقيقية(36)،وبالإضافة إلى ذلك فوسائل الاتصال الجماهيرية تميل إلى دعم واثراء نظمنا الرمزية المشتركة وذلك بالتعبير عنها وتفسيرها بطرائق جديدة،وبذلك فإنها تقلل من الصفات المميزة للمجموعات وتعزز القوالب الجامدة،ويصبح التنميط الفكري أرسخ قدماً وبدرجة تزيد كثيراً عن ذي قبل. ‏



وفي الوقت ذاته،طورت المحطات الإذاعية في كثير من البلدان برامج تعليمية مفيدة ومبتكرة بعضها"نظامي"(دعم للمناهج المدرسية،أو الدراسات الجامعية)وبعضها الآخر"غير نظامي"،موجه بصفة خاصة إلى المزارعين والأشخاص الذين هم بحاجة إلى التزود بمعارف تقنية(37).كما تخصص بعض البلدان المتقدمة أو النامية،قنوات إذاعية وتلفزيونية منفصلة للبرامج التعليمية،بينما تخصص بعضها الآخر فترات متباينة من برامجها الإذاعية لأغراض التربية والتدريب والتعلم،وتعد هذه البرامج عادة بالاشتراك بين المربين والإذاعيين. أدى التفاعل المفاجئ في تكنولوجيات الاتصال لأغراض التربية أول الأمر إلى تحليل"نتائج" ووضع المثيرات التي تزداد باستمرار ودراسة أثرها،واليوم يمكن أن نستنتج أن أنماط الاتصال تكون جزءاً من مجموعة أكبر من التحولات التي أدت إليها تغيرات تدريجية في البيئة،وأن تأثير التكنولوجيا يختلف تبعاً للظروف النفسية والفكرية والاجتماعية والثقافية للأفراد الذين يتعرضون لها.كما اضطرت المدارس والكليات في معظم المجتمعات إلى التخلي عن احتكارها للتعليم،نظراً لأن الاتصال يؤدي جانباً كبيراً من وظيفتها التقليدية،ويطرح ذلك قضية إعادة النظر في وظائف المدرسة،فقد كانت المدرسة حتى مطلع هذا القرن هي المصدر الأساسي للمعرفة والمدرس هو الشخص المعتمد رسمياً لتقديم هذه المعرفة وذلك حتى في المجتمعات الصناعية.وكان الفرد بالأمس يعتمد بالأساس على المدرسة في معرفته بالعالم وفي مقدرته على التحكم في أنماط السلوك بما يمكنه من أن يندمج فيه،أما اليوم ففي معظم المجتمعات يعمل النظامان(المدرسة والاتصال) في تنافس وبذلك تخلقان التناقضات بل والمشكلات الصعبة في عقل الفرد،فالنظام التعليمي يتعارض مع نظام الاتصال التي يتيح معرفة كل ما يتعلق بموضوعات الساعة وكل ما هو جديد،ويعكس اضطراب العالم والفهم الميسر والسعي وراء الملذات،واليوم يعتبر هذا التعارض مقبولاً في المجتمعات الغنية حيث يكون التبذير هو القاعدة في معظم الأحيان،إلا أنه لا يتمشى مع أوضاع البلدان النامية،ومع ذلك فإن وسائل الإعلام تملك من الوجهة العملية مقدرة هائلة على نشر المعلومات والمعرفة بحيث لا يستطيع أي مجتمع أن يستغني عنها،وتضطلع المدرسة إلى حد ما بوظيفة تعليم طريقة دمج وتركيب وتحليل المعارف والمعلومات المشتقة من الخبرة وفهم اللغات التي تصف العالم وتفسره. ‏



ومن الناحية العلمية تميل المؤسسات التربوية إلى أن تضم معظم أشكال وسائل الاتصال الحديثة تحت جناحيها بحيث تتخذ هي قراراتها الخاصة بها وتحدد اختياراتها،وقد بدأت بعض البلدان في القيام بمبادرات لتلقين المعارف عن وسائل الاتصال وطرق استخدامها منذ التعليم الابتدائي وخلال الدراسة الثانوية ويتم ذلك من خلال إدخال الصحافة في المدارس،وتهدف هذه المبادرات إلى تعليم الأطفال أن يتصرفوا بطريقة نقدية تجاه الإعلام،وأن يختاروا المواد التي يقرءونها وبرامج وأنشطة قضاء وقت الفراغ وخاصة التلفزيون وفق معايير كيفية وثقافية.وتؤدي زيادة أهمية الاتصال في المجتمع إلى حمله على إلقاء مسؤولية جديدة على النظم التعليمية،مسؤولية تعليم الاستخدام الصحيح للاتصال في الوقت الذي نوضح فيه أخطار المعرفة السطحية المستمدة من الوسائل السمعية البصرية،ومن "وهم" قدرة المعالجة الآلية للمعلومات. ‏



والواقع ان ما ندعو إليه في هذا الصدد، هو شكل من أشكال التعليم يتسم بمزيد من النقد ويكون قادراً على تحرير الفرد من الانبهار بالتكنولوجيا،وجعله أشد حذراً وأكثر تدقيقاً،وتمكينه من أن يختار بتمييز أكبر بين مختلف منتجات كلية الاتصال،ومن المسلم به حالياً أن الاتجاه نحو تحسين نوعية المواد الصحفية وبرامج الإذاعة والتلفزيون إنما يعززه مثل هذا التعليم،وتهدف المؤسسات التعليمية المختلفة الخاصة بالتعليم النظامي وغير النظامي في تمهيدها الطريق لنهج مستقبلي للاتصال على أساس المشاركة الحقيقية إلى بناء عالم مثالي يمكن لأي فرد فيه أن يصبح منتجاً ومستهلكاً للمعلومات في آن واحد.وأخيراً لعل أهم جانب من جوانب التكافل بين الاتصال والتعليم،هو أن عملية التعليم بوضعها هذا،لا بد أن تصبح بالنسبة للتلاميذ والطلاب على جميع المستويات تجربة للاتصال والعلاقات الإنسانية والأخذ والعطاء والزمالة الفكرية بدلاً من أن تنقل المعرفة في اتجاه واحد. ‏



ولا بد أن يصبح التعليم وسيلة لاختراق الحواجز بين الأفراد والطبقات والمجموعات والأمم،وهذا هو أفضل ما يمكن أن تساهم به المعرفة والخبرة في مجال الاتصال لإثراء التعلم والتدريب والتعليم،ذلك أن مهمتها الأساسية هي التبادل الذي هو شكل من أشكال التفاعل الاجتماعي يعمل عن طريق الرموز. ‏



وهكذا يتضح إن التعليم،يزيد على الاتصال في جوانب ويقل في جوانب أخرى،فالافتقار إليه يسفر عن شيوع الأمية مما يهبط بقدرات الاتصال إلى الحد الأدنى،ويصبح التوسع فيه أساساً لاتصال متزايد،ومن ثم فإن أي مناقشة لضرورة علاج الإخلال في الاتصال لا يمكن أن تتجاهل أهمية التعليم الشامل وتحسين نوعية التعليم والفرص التعليمية. ‏



الترابط بين الثقافة والاتصال والإعلام: ‏



هناك تكامل بين الثقافة والاتصال،فإذا استخدمنا مصطلح"الثقافة"نعني مجموع إنجازات الإبداع الإنساني(كل ما أضافه الإنسان إلى الطبيعة)وإذا اعتبرنا مصطلح الثقافة تجسيداً لكل ما يسمو بالحياة الإنسانية على المستوى الحيواني لنضم كافة جوانب الحياة وكل طرائق التفاهم،وعلى ضوء هذا فإن الاتصال-بين الناس والأمم على حد سواء-عنصر أساسي في كافة نواحي الحياة ومن ثم في كل ثقافة(38).ويعتبر دور الاتصال والإعلام بمثابة دور الناقل الأساسي للثقافة،إذ أن وسائل الاتصال هي أدوات ثقافة تساعد على دعم المواقف أو التأثير فيها،وعلى تعزيز ونشر الأنماط السلوكية وتحقيق التكامل الاجتماعي،وهي تلعب أو يتعين عليها أن تلعب،دوراً أساسياً في تطبيق السياسات الثقافية،وفي تيسير إضفاء طابع ديمقراطي على الثقافة(39). ‏



وتشكل وسائل الاتصال والإعلام بالنسبة لملايين البشر،الوسيلة الأساسية في الحصول على الثقافة وجميع أشكال التعبير الخلاق،كذلك فللاتصال دور في تدبير شؤون المعرفة وتنظيم الذاكرة الجماعية للمجتمع،وبخاصة جمع المعلومات العلمية ومعالجتها واستخدامها،وهو يستطيع إعادة صياغة القالب الثقافي للمجتمع،ومع ذلك ففي هذا المجال كما في سائر المجالات،فإن التطور السريع للتكنولوجيا الجديدة ونمو البنى المصنعة،التي تمد سيطرتها على الثقافة وعلى الإعلام يخلق مشكلات وأخطار.وعلى الرغم من القدر الهائل من التغيير الثقافي،لا يزال يحتفظ بأشكاله التقليدية القائمة على التبادل بين الأفراد،فإنه من الحق الجائز أيضاً القول بأن وسائل الإعلام الجماهيرية في العالم الحديث توفر الزاد الثقافي،وتشكل الخبرة الثقافية لملايين كثيرة من الناس،أما بالنسبة للأجيال القادمة،فإنها تخلق لهم ثقافة جديدة ليس من السهل تعريف طبيعتها،كما أنه من الصعب الحكم على قيمتها،فقد تم تقديم روائع الإبداع الخلاق من الماضي والحاضر على السواء،إلى الجماهير الجديدة على الصعيد الدولي والوطني،كما توفرت التسلية بأشكالها المتعددة على نحو أيسر من ذي قبل،وهي تستجيب بلا شك لاحتياجات ومطالب إنسانية. ‏



تعتبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية والثقافة الجماهيرية هي ظواهر مميزة للقرنين الأخيرين(التاسع عشر والعشرون)على أقصى تقدير،ويمكن تحديد تطورهما من وجهة نظر اقتصادية على أنه جاء تطبيقاً للتغيرات التي أحدثتها الثورة الصناعية في مجال الثقافة والنتيجة المترتبة على ذلك هي ظهور الإنتاج والتوزيع لسيل مستمر من الرسائل والمثيرات على نطاق هائل وذلك من خلال الوسائل التقنية والمؤسسات الملائمة،والثقافة الجماهيرية بالتأكيد لا تعني الثقافة الشعبية التي يتعين عليها في أحوال كثيرة أن تخوض معركة حاسمة ضد أشكال لا ثقافية خلقتها قلة مسيطرة ثم قامت بنشرها على نطاق جماهيري،ومع ذلك فإن مفهوم الثقافة الجماهيرية لا يخلو من غموض،فهي قد تحظى بالموافقة عندما تفكر في تقبلها بوجه عام،وقد تكون موضع ازدراء عندما تستهجن ضحالتها(40). ‏



وهناك خطر أخر اكتسب أبعاداً كبيرة،هو السيطرة الثقافية التي تتخذ شكل الاعتماد على نماذج مستوردة تعكس قيماً وأساليب حياة غريبة وتتعرض الذاتية الثقافية للخطر من جراء التأثير الطاغي للأمم القوية على بعض الثقافات القومية واستيعابها رغم أن الأمم صاحبة هذه الثقافات الأخيرة هي ورثة ثقافات أقدم عهداً وأكثر ثراء.وحيث أن التنوع والتباين هما من أهم خصائص الثقافة وأقيمها،فإن العالم بأسره هو الخاسر من جراء هذا إن التعدي لقوى التأثيرات المحتملة التي يمكن أن تؤدي إلى السيطرة الثقافية،هو مهمة عاجلة اليوم،ومع ذلك،فإن المشكلة ليست بسيطة،فالتاريخ يبين أن أفق التفكير الضيق يؤدي إلى الركود.وإن الثقافة لا تتطور بانغلاقها على نفسها داخل قوقعتها وإنما تتطور بالتبادل الحر مع الثقافات الأخرى والحفاظ على الصلة بكل قوى التقدم الإنساني في حين أن التبادل الحر لرسائل لا بد أن يكون أيضاً على قدم المساواة وقائماً على أساس الاحترام المتبادل،ولضمان ذلك فإن من الضروري أن تتم حماية وتعزيز الثقافات المهددة،وتطوير الاتصالات على الصعيد المحلي، وتمهيد السبيل لأشكال بديلة من الاتصال لمواجهة ضغوط وسائل الإعلام الكبرى.كما يجب التأكيد على أن المشكلة لا تنحصر في العلاقات بين أمة وأخرى،بل كثيراً ما تنشأ في أكثر أشكالها حدة وأشدها خطراً داخل الأمم التي تضم بين سكانها أقليات ثقافية.وإذا لم يتوفر عنصر التنوع فلن نستطيع ضمان مستقبل ثقافي أكثر غنى ترتبط فيه ثقافات العالم المتعددة فيما بينها،وتحرص في نفس الوقت على المحافظة على أصالتها. ‏



آثار التكنولوجيا الحديثة على نظم الاتصال والإعلام: ‏



بلغ التقدم التكنولوجي وتزايد تكنولوجيا الاتصال والإعلام الآن درجة كبيرة من التطور تتيح التنبؤ بالاتجاهات وتحديد الآفاق،وتعيين المخاطر وعثرات الطريق التي يمكن ظهورها.ولا شك أن العلم والتكنولوجيا يحققان مثل هذا التقدم على نحو مستمر،مما قد يسهل تحطيم الحواجز بين الأفراد والأمم(41)وأن هذا الاتجاه لا رجعة فيه،لكن النتائج التي يمكن التنبؤ بها حالياً ليست مؤاتية بالضرورة . ‏



والمعلوم أن الاهتمام الآن مركز في كافة البلدان المصنعة،وفي عدد متزايد من البلدان النامية على الفرص الجديدة التي تعرضها الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال،ومع ذلك فإن هذه الفرص ليست بعد في متناول أي فرد،ويرجع ذلك إلى عوامل سياسية واقتصادية،لأن كثيراً من الاكتشافات العلمية والابتكارات(الاختراعات)التكنولوجية قد توصل إليها عدد قليل من البلدان ومن الشركات غير الوطنية التي قد تستمر في السيطرة عليها لفترة طويلة قادمة.ومن ثم فمن الحيوي أن تحدد كيف يمكن أن يكون لهذه التطورات التكنولوجية أقصى فائدة لكل الأمم ولكل جماعة في داخل كل أمة،وفي نهاية المطاف لكل الرجال والنساء،وكيف تستطيع أن تساعد على التخفيف من ضروب التفاوت والظلم. ‏



كما أن هناك إحساساً يتسع نطاقه باطراد بأن التقدم التكنولوجي يسبق قدرة الإنسان على تغير آثاره وتوجيهها إلى أفضل السبل،وهو الأمر الذي عبر عنه مفكرون كثيرون طوال قرن أو أكثر وهذه الفجوة تمثل علاقة مزعجة في مجالات معينة كعلم الحياة وعلم الوراثة والفيزياء النووية،وتتقدم التكنولوجيات الجديدة بقوة الدفع الذاتي الخاصة بها أو نتيجة للضغوط السياسية أو المتطلبات الاقتصادية وتفرض نفسها قبل إمكانية استيعابها وتفلت من جميع أشكال الرقابة الأخلاقية والاجتماعية. ‏



وتتسم آثار التكنولوجيا الحديثة بالغموض،حيث أنها تحمل خطر جعل نظم الاتصال القائمة أقل مرونة وتضخم عيوبها واختلالها الوظيفي،فعلى الرغم من إقامة شبكات مركزية أكثر قوة وتجانساً على نحو مطرد،ينشأ خطر زيادة تركيز مصادر الإعلام العامة والمؤسسية وتفاقم ضروب التفاوت والاختلال،وزيادة عدم الإحساس بالمسؤولية والعجز لدى الأفراد والمجتمعات على حد سواء،فقد يؤدي تعدد قنوات الإرسال الذي أتاحته الأقمار الصناعية للبث المباشر إلى تنوع الأهداف والمشاهدين والمستمعين،بيد أنه من خلال اشتداد المنافسة قد يؤدي هذا التعدد إلى توحيد نمط المحتوى كما قد يؤدي على الصعيد الدولي إلى زيادة حدة التبعية الثقافية بزيادة البرامج المستوردة.ومن المحتمل أن يؤدي إنشاء بنوك المعلومات(البيانات)المتصلة بالحاسبات الإلكترونية إلى فجوة متزايدة بين البلاد والمناطق،وذلك بتقليل الوسائل المتاحة لأفقر البلاد للانتفاع بالمعلومات. كما أن ظهور مجتمعات واسعة ترتبط فيما بينها بالمعالجة الآلية عن بعد يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التناقض الظاهر فعلاً بين تكامل البلدان وسيادتها.حيث إن الحاسب الآلي يمكن أن يصبح خادماً أو سيداً حسب الظروف وحسب طريقة استخدامه،ويمكن استخدام المعالجة الآلية عن بعد لجعل المجتمع أشد اتساماً بالطابعين الهرمي والبيروقراطي وتدعيم التكنوقراطية والمركزية وزيادة السيطرة الاجتماعية التي تمارسها السلطة(السياسية أو المالية)،ومن ناحية أخرى فقد يؤدي إلى جعل الحياة الاجتماعية أكثر تحرراً وتلقائية وانفتاحاً وديمقراطية وذلك بحماية تنوع مراكز اتخاذ القرارات والإعلام،وليس بمقدورنا أن نستبعد هذا الاحتمال. ولا يقل عن ذلك أهمية حماية البعد الإنساني للاتصال وتقنياته،نظراً لأن المرافق التكنولوجية الجديدة والنفوذ المسيطر للبنى الكبيرة قد أديا على نحو ما إلى نزع الطابع الإنساني عن الاتصال،لذلك فإن بعض البلدان تفضل الوسائل السمعية البصرية الخفيفة التي صممت خصيصاً للمجموعات الصغيرة ذات المصالح المشتركة،وتلعب دوراً فعالاً في اتخاذ القرارات المشتركة،ومن ثم فهي في طريقها لأن تصبح جزءاً لا يتجزأ من العمل الاجتماعي(في مشروعات إعادة التوزيع الاقتصادي،وفي تنظيم دوائر مستقلة للمعلومات والمجتمعات المحلية والمهنية،والدراسات الثقافية والتغير الثقافي).ويبدو من المحتمل أن يؤدي تطوير الوسائل التقنية لأجهزة التسجيل المرئي(الفيديو)الخفيفة والسهلة الاستخدام والرخيصة نسبياً والتي يمكن تطويعها لتلائم مختلف أنواع الإنتاج،إلى وضع نهاية لذلك الانفصال بين صناعة ثقافة موجهة للإنتاج السلعي الكبير وبين الجزر المتناثرة من وسائل الاتصال الجماعي.ولهذه الغاية أيضاً،فإن بعض البلدان تشجع المشاركة النشطة من جانب المنتفعين بوسائل الاتصال في تبادل المعلومات والإسهام الديمقراطي للشعب والمشاركة في إدارة وسائل الاتصال وما شابه،وقد تمهد مثل هذه الإنجازات السبيل إلى لا مركزية بنى الإنتاج والتوزيع في مجال الاتصال الاجتماعي.ولإيجاد حلول لهذه الإشكالية،يتعين اتخاذ قرارات وإجراء اختيارات جزئية-اقتصادية وتكنولوجية،وسياسية في المقام الأول-إذ يتعين اتخاذ القرارات السياسية لتجنب بعض النتائج الاقتصادية والتكنولوجية غير المتوقعة،ولحماية احتياجات كافة الفئات الاجتماعية والكيانات القومية وللحفاظ على مصالح الأجيال المقبلة والعالم بأسره.والحقيقة يؤدي هذا المزج من المشكلات المقترنة بظهور التكنولوجيات الجديدة إلى بروز قضايا أساسية ستواجهها كافة المجتمعات،إلا أنه في حين تتيح التكنولوجيات الحديثة آفاق جديدة لتطوير وسائل الاتصال،فإنها تخلق أيضاً مشكلات وأخطاراً،ويجب علينا أن نحذر من إغراء اعتبار التكنولوجيا أداة صالحة لجميع الأغراض قادرة على الحلول محل العمل الاجتماعي،والتفوق على الجهود المبذولة من أجل إحداث تحولات بنيوية في البلدان المتطورة والبلدان النامية ويتوقف المستقبل إلى حد كبير على الاختيارات المتاحة وعلى توازن القوى الاجتماعية وعلى الجهد الواعي لتوفير أفضل الظروف لنظم الاتصال والإعلام داخل الأمم وفيما بينها.(يتبــع). ‏



أ. نبيل زكــار ‏



المصدر: شبكة الإستراتيجية ‏

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 03-04-2005, 05:59 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الحرب المعلوماتية (دراسة )



الحرب المعلوماتية ‏

د. إياس الهاجري ‏

شوال 1422 هـ - يناير 2002م ‏

يتعرض الإنسان في هذا العصر إلى كم هائل من المعلومات يصعب عليه في كثير من الأحيان التعامل معه. حاصرت المعلومات الإنسان ومازالت تحاصره بواسطة وسائل عدة ، ابتداء بالآلة الطابعة ، ومروراً بالتلفاز والمذياع ، وانتهاء بالحاسب الآلي والإنترنت. لقد إزداد الإعتماد على نظم المعلومات والإتصالات في آخر عقدين من القرن الماضي إزدياد مضطرد حتى أصبحت تلك النظم عاملاً رئيساً في إدارة جميع القطاعات المختلفة كالقطاع المصرفي والتجاري والأمني فضلاً عن المشاريع الحيوية والحساسة كتوليد ونقل الطاقة ووسائل المواصلات جوية كانت أو بحرية. إن مجرد تخيل تعطل تلك النظم أمراً يثير الرعب لدى الكثير ولو ليوم واحد ولعل مشكلة عام ألفين أكبر دليل على ذلك. إن تعطيل مثل هذه الخدمات يعني – في أفضل صوره وأدناها تشاؤم – تجميد للحياة المدنية. لذا فقد فتحت وسائل التقنية الحديثة مجالات أوسع وأخطر للحرب المعلوماتية. ‏

إن "حرب المعلومات" ليست حديثة ، فقد مارستها البشرية منذ نشأتها باستخدام نظم المعلومات المتوفرة لديها. فقد قام أحد القياصرة بتشفير بعض المعلومات الحساسة والمطلوب إرسالها إلى قادته خوفاً من كشف سرية هذه المعلومات من قبل أعدائه. وبعد اختراع المذياع ، بدأ استخدامها كوسيلة في الحرب حيث يقوم أحد الأطراف بضخ معلومات موجهه إلى الطرف الآخر تهدف إلى إحداث تأثيرات نفسيه لديه كنشر معلومات سريه أو مكذوبة عنه وذلك لزعزعة الثقة فيه . ومع ظهور الحاسب الآلي واستخدام شبكات لربط أجهزة الحاسب وانتشار شبكة الإنترنت بشكل خاص واتساع استخدامها ، بدأت "حرب المعلومات" تأخذ بعداً جديد. فالتضخم الكبير في صناعة المعلومات جعل الاعتماد على نظمه الحديثة (الحاسب الآلي و الشبكات) أكبر وأكثر في إدارة أمور الحياة المختلفة ولذا فإن استخدام المعلومات كسلاح أصبح أكثر عنفاً و أشد تأثيراً. ومع ذلك فإن نظم المعلومات التقليدية كالطباعة و المذياع مازالت ضمن قائمة وسائل الحرب المعلوماتية ، ففي حرب الخليج الأخيرة تم استخدام وسائل تقليدية حيث أسقطت القوات المشتركة ما يقرب من 30 مليون نشرة داخل الأراضي العراقية بالإضافة إلى بث إذاعي موجه ، كان الهدف من ذلك كله إقناع أفراد الجيش العراقي بالاستسلام و أنهم لن ينالهم أذى من ذلك. تشير تقارير منظمة الصليب الأحمر الأمريكي إلى أن حوالي 90 ألف جندي عراقي قاموا بتسليم أنفسهم يحمل معظمهم بعض النشرات التي تم إسقاطها أو قصاصات منها مخفية في ملابسهم. وفي الحرب نفسها تم أيضاً استخدام وسائل حديثة في المعركة المعلوماتية حيث ُ استخدمت الأقمار الصناعية و طائرات التجسس المختلفة. وقد تزامن في نفس الفترة قيام مجموعة من "الهاكرز" هولنديي الجنسية من اختراق عدد كبير من أجهزة الحاسب الآلي تابعة للدفاع الأمريكي مرتبطة بشبكة الإنترنت. كانت هذه الأجهزة تحوي معلومات هامة عن الجيش الأمريكي . استطاع هؤلاء معرفة معلومات حساسة مثل مواقع الجيش و تفاصيل الأسلحة المختلفة الموجودة في كل موقع من هذه المواقع كان يمكن أن يستغلها النظام العراقي لصالحه. (1) ‏

وعلاوة على استخدامها كعامل مساعد في الحروب التقليدية ، يمكن أن تكون "المعلوماتية" هي الساحة التي يتحارب فيها الأعداء ، و لعل أشهر مثال على ذلك "الحرب الهاكرية" بين مجموعات عربية و إسرائيلية التي إستمرت عدة أشهر بين عامي 2000م و2001م حيث قام كل طرف بتعطيل أو تخريب مواقع للطرف الآخر، فقد تم في الشهر الأول لهذه المعركة (أكتوبر 2000) - وهي أعنف فترة لهذه الحرب غير المعلنة حتى الآن - تخريب 40 موقع إسرائيلي مقابل 15 موقع عربي. (2) ‏

هناك ثلاثة عناصر أساسية للحرب المعلوماتية هي "المهاجم" و "المدافع" و "المعلومات وأنظمتها ". وبناءً على ذلك هناك نوعين من الحروب المعلوماتية هي "الحرب المعلوماتية الهجومية" و"الحرب المعلوماتية الدفاعية". ‏

الحرب المعلوماتية الهجومية ‏

تستهدف الحرب المعلوماتية الهجومية معلومات معينة أو نظم معلومات عند الطرف المراد مهاجمته "المدافع" وذلك لزيادة قيمة تلك المعلومات أو نظمها بالنسبة للمهاجم أو تقليل قيمتها بالنسبة للمدافع أو بهما جميعاً. أما قيمة المعلومات ونظمها فهي مقياس لمقدار تحكم واستحواذ المهاجم (او المدافع) بالمعلومات ونظمها. إن ما يسعى للحصول عليه المهاجم في حربه المعلوماتية من أهداف قد تكون مالية كأن يقوم بسرقة وبيع سجلات لحسابات مصرفية ، وقد تكون الحرب المعلوماتية الهجومية لأهداف سياسية أو عسكرية ، أو لمجرد الإثارة و إظهار القدرات وهذا ما يحدث عادةً في مجتمعات "الهاكرز" (1). ‏

إن عمليات الحرب المعلوماتية المتعلقة بزيادة قيمة المعلومات ونظمها بالنسبة للمهاجم لها عدة أشكال. من أهم هذه العمليات هي التجسس على المدافع و ذلك لسرقة معلومات سرية عنه بغض النظر عن الأهداف فقد تكون هذه الأهداف تجارية بين شركات أو إستراتيجية وعسكرية بين دول. ومن تلك العمليات أيضاً التعدي على الملكية الفكرية وقرصنة المعلومات كسرقة البرامج الحاسوبية وتوزيع مواد مكتوبة أو مصورة بدون إذن المالك الشرعي لهذه المواد وهذا النوع من العمليات إنتشر بشكل كبير مع وجود الإنترنت نظراً لسهولة النشر و التوزيع على هذه الشبكة. إنتحال شخصيات آخرين ُ تصنف كذلك ضمن عمليات الحرب المعلوماتية الهجومية حيث يقوم المهاجم بإستغلال هوية الغير إما لتشويه سمعته أو لسرقته. أما بالنسبة لعمليات الحرب المعلوماتية المتعلقة بتقليل قيمة المعلومات أو أنظمتها بالنسبة للمدافع فلها صورتان وهما إما تخريب أو تعطيل نظم المعلومات الخاصة بالمدافع (أجهزة الحاسب الآلي أو أنظمة الإتصالات) ، أو سرقة أو تشويه معلوماته (3). ‏

إن قيمة المعلومات ونظمها بالنسبة للمهاجم في الحرب المعلوماتية الهجومية تعتمد بشكل كبير على قدرات و إمكانيات المهاجم في الوصول إلى نظم المعلومات ، كما تعتمد قيمتها كذلك على أهمية تلك المعلومات و نظمها بالنسبة له . ‏

إن المهاجم في الحرب المعلوماتية الهجومية قد يكون شخص يعمل بمفرده أو يكون ضمن منظومة بغض النظر عن هذه المنظومة فقد تكون تجارية أو سياسية أو عسكرية. تتعدد تصنيفات المهاجمين ، لكن من أهمها و أكثرها خطورة هو ذلك الشخص الذي يعمل داخل الجهة المراد مهاجمتها ، و تكمن خطورة هذا الشخص في قدرته على معرفة معلومات حساسة و خطيرة كونه يعمل داخل تلك الجهة. لذلك فإن حرب التجسس بين الدول التي تعتمد على عناصر يعملون داخل الجهة الأخرى تعد من أخطر أنواع التجسس حيث تفرض الدول أشد الأحكام صرامة على من يمارس ذلك و التي تصل إلى الإعدام في كثير من الدول. لا يقتصر هذا الصنف من المهاجمين على الممارسات بين الدول بل قد يكون ذلك الشخص المهاجم يعمل داخل شركة حيث يقوم بسرقة معلومات تجارية سرية من تلك الشركة و ذلك لغرض إفشاءها أو بيعها لشركات منافسة أو التلاعب بالسجلات المالية وذلك لمطامع و أهداف شخصية. إن من أشهر الجرائم المعلوماتية تلك التي أطاحت ببنك بارينجز (Barings Bank) في بريطانيا حيث قام أحد مسئولي البنك بعمل استثمارات كبيرة للبنك في سوق الأسهم اليابانية و بعد سقوط حاد لتلك الاستثمارات حاول إخفاء هذه الخسائر و التي تقدر بحوالي بليون جنيه إسترليني في حسابات خاطئة على أنظمة الحاسب الآلي للبنك (4). ‏

أما الصنف الثاني فهم المجرمون المحترفون الذين يسعون لسرقة معلومات حساسة من جهات تجارية أو حكومية و ذلك لغرض بيعها على جهات أخرى تهمها تلك المعلومات. ‏

يمثل ما يسمى بـ "الهاكرز" الصنف الثالث ، والذين لا يهدفون في حربهم المعلوماتية إلا للمغامرة و إظهار القدرات أمام الأقران ، فلا توجد عادةً عند هؤلاء أطماع مالية. ‏

الصنف الرابع من أصناف المهاجمين في الحرب المعلوماتية هو تلك الجهات المتنافسة التي يسعى بعضها للوصول إلى معلومات حساسة لدى الطرف الآخر ، و ذلك سعياً للوصول إلى موقف أفضل من الجهة المنافسة. أما الصنف الخامس فهو حكومات بعض الدول ، تسعى من خلال حروب جاسوسية إلى الحصول على معلومات إستراتيجية و عسكرية عن الدول الأخرى ، و لعل من أشهر تلك الحروب الجاسوسية تاريخياً تلك التي كانت بين الولايات المتحدة و الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة. هذه جملة من أصناف المهاجمين و لا تعني أنها شاملة بل تبقى هناك أصناف أخرى لا يسعنا هنا التطرق إليها (1). ‏

الحرب المعلوماتية الدفاعية ‏

تشمل الحرب المعلوماتية الدفاعية جميع الوسائل الوقائية المتوفرة "للحد" من أعمال التخريب التي قد تتعرض لها نظم المعلومات. بالطبع فإن هذه الوسائل الوقائية هي فقط "للحد" و "التقليل" من الأخطار فليس من المتوقع عملياً أن توجد وسائل "تمنع جميع" الأخطار. إن إتخاذ قرار بشأن إستخدام وسيلة من تلك الوسائل يعتمد على تكلفة تلك الوسيلة و علاقتها بحجم الخسارة التي يمكن أن تنتج في حالة عدم إستخدامها ، فمن غير المقبول و المعقول أن تكون قيمة هذه الوسيلة الوقائية المستخدمة أعلى من قيمة الخسارة التي تقوم تلك الوسيلة بالحماية منها. ‏



إن إزدهار صناعة تقنية المعلومات و إنتشارها في السنوات القليلة الماضية كان سبب في إزدهار وإنتشار صناعة أدوات التخريب المعلوماتية . فعن طريق مواقع كثيرة على شبكة الإنترنت ، يمكن للشخص قليل الخبرة الحصول على عدة أدوات تخريبية يمكن إستخدامها لشن هجوم على أجهزة حاسوبية مرتبطة بالشبكة و إحداث أشكال مختلفة من التخريب. و هنا يحسن بنا التنويه بأن التخريب الذي يمكن أن تتعرض له نظم المعلومات تختلف صوره و تتعدد أشكاله و الأضرار التي قد تنتج عنه ، فهناك أدوات تخريبية تقوم بحذف معلومات و أخرى تقوم بسرقة معلومات أو تغييرها ، كما تقوم أدوات تخريبية أخرى بإحداث بعض الأضرار على أجهزة نظم المعلومات. و هناك أدوات كثيرة أخرى لا تقوم بعملية تخريب و إنما يمكن إستخدامها بطريقة غير مباشرة لإحداث ضرر. لذا فإن الوسائل الدفاعية تختلف بإختلاف تلك الإدوات التخريبية و طبيعة الأضرار التي قد تحدثها. ‏



يمكن تقسيم وسائل الدفاع إلى أربعة مجالات ، أول تلك المجالات هو المنع و الوقاية حيث تسعى الوسائل الدفاعية في هذا المجال إلى منع حدوث المخاطر من البداية و ذلك بحماية نظم المعلومات من وصول المهاجمين المحتملين إليها . تشمل هذه الوسائل إجراءات إخفاء المعلومات (Information Hiding) و تشفيرها كما تشمل كذلك إجراءات التحكم في الدخول على نظم المعلومات (Access Controls). ‏



أما المجال الثاني من مجالات الحرب المعلوماتية الدفاعية فهو التحذير و التنبيه و الذي يسعى لتوقع حدوث هجوم قبل حصوله أو في مراحله الأولى. و يشابه هذا المجال المجال الثالث و هو كشف الإختراقات والذي يعد من أشهر و أكثر وسائل الدفاع إستخداماً. حيث يشمل ذلك وسائل تقليدية كإستخدام كاميرات مراقبة للكشف عن دخول غير المصرح لهم للمبنى الذي يضم نظم المعلومات المطلوب حمايتها ، كما يشمل هذا المجال وسائل تقنية حاسوبية تتمثل في برامج و أجهزة تقوم بمراقبة العمليات التي تعمل نظم المعلومات على تنفيذها ، و ذلك للكشف عن عمليات غير مصرح بها تكون هذه العمليات مؤشراً لإختراقات تمت على تلك النظم. أما المجال الرابع من وسائل الدفاع في الحرب المعلوماتية الدفاعية هو ما يسمى بـ "التعامل مع الإختراقات" حيث تناقش هذه الوسائل الآليات الازمة للتعامل مع الإختراقات بعد حدوثها مثل كيفية إعادة النظم إلى وضعها الطبيعي ، و تجميع الأدلة و البراهين التي يمكن عن طريقها معرفة هوية المخترق من ثم مقاضاته ، و توثيق الحادث و ذلك لتجنب تكرار حدوثه في المستقبل. ‏



مراجع ‏



(1) D. Denning, “Information Warfare and Security”, Addison Wesley, 1999. ‏



(2) http://www.wired.com/news/politics/0,1283,40030,00.html

(3) Stephen Northcutt,``E-Warfare", SANS Institute, 2001. ‏



(4) D. Parker,``Fighting Computer Crime," Wiley, 1998. ‏



(5) D. Alberts,`` Defensive Information Warfare," NDU Press, 1998. ‏





المصدر:http://www.minshawi.com‏
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 14-04-2005, 01:57 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

نظرية العنف في الإعلام الغربي
حسن السوداني

الحوار المتمدن - العدد: 293 - 2002 / 10 / 31



دراسة لواقع الإعلام بعد أحداث 11 سبتمبر :



السويد


إذا كانت أغلب النظريات الإعلامية قد استندت إلى جملة من الأركان الأساسية في توصيف ماهية الإعلام من حيث الوظيفة والأهداف والتي يمكن تلخيصها بمثلث ماكلوهان القائم على(الأخبار, الترفيه, التثقيف) فالأحرى بنا الآن أن نتجه إلى إضافة ركن رابع إلى هذا المثلث بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهو( التشويه) ليتحول المثلث الجميل إلى مربع حاد الزوايا لا يثير فينا إي بعد جمالي أو حسي كما لمثلثنا القديم الذي أبدعته واحدة من أجل الحضارات الإنسانية.

وإذا كان هذا البعد المطرود سابقا والمرحب به حاليا من قبل أجهزة الغرب الإعلامية قد غاب طويلا عن المباشرة في الاستخدام فأن الأحداث والوقائع السابقة تكشف لنا عن توظيفه الا مباشر في المنتج الإعلامي الغربي من خلال عشرات الاستخدامات المدروسة بعناية ينبغي الانتباه إليها وتحليلها ووضعها بين يدي الإنسان الملتزم ليعي حجم الخطر الذي يحيطه, ولكي تأخذ دراستنا الحالية شكلها العلمي المبسط سنقسمها إلى عدة محاور نحاول تعزيزها بالأمثلة والشواهد التي يمكن للقارئ الرجوع إليها مشاهدة أو قراءة.



الصورة


لعل الأمر الحقيقي الذي حدث في السنوات الأخيرة من القرن الماضي في المجالات الإعلامية هو الانتقال من منطقة العرض إلى منطقة الفرض ففي السابق كانت وسائل الإعلام تعرض منتجها ويمكنك الاختيار ولكن الذي حدث بعد التطورات التقنية الهائلة التي حدثت في شتى المجالات قد منح الإعلام القدرة على فرض ما يريد, مما أثر تماما في الاتجاهات الثقافية بشكل خاص من خلال اللجوء إلى ثقافة الصورة بدلا من ثقافة الكلمة فخطاب الصورة كما يرى (جون لوك غودار) يحتوي على جانبين متعارضين ومتكاملين, هما الجانب الدلالي,أي(ما يقال) والجانب الجمالي, أي ما يتضمنه الخطاب دون قوله بشكل مباشر, بل هو منغرس في ثنايا الخطاب, ورموزه الموحية(1) ومن هنا فأن احتلال الصورة مكانة في التواصل البشري أهم من الكلمة, كان إحدى نتائج تقدم الاتصال عن طريق الفضاء واحتلال الأقمار المكانة الأولى قبل الأوراق في أحداث هذا التواصل, وبفضل هذا التطور ومن خلال القنوات وشبكات الاتصال أصبحت الصورة, المفتاح السحري للنظام الثقافي الجديد, و(لا تحتاج الصورة ـ دائماـ إلى المصاحبة اللغوية كي تنفذ إلى أدراك المتلقي فهي ـ بحد ذاتها ـ خطاب ناجز مكتمل, يمتلك سائر مقومات التأثير الفعال في مستقبليه)(2). وبالتالي كثرت الدراسات على الجانب التأثيري لها على المشاهدين وأصبحت تصنع بعناية تأخذ أهميتها من الجانب التجريبي في البحوث العلمية فقسمت إلى صور ثابتة فوتوغرافية وأخرى متحركة تلفزيونية وسينمائية وكلاهما يتضمنان لقطات( قريبة, متوسطة,عامة) وهذه اللقطات تقسم بدورها إلى عدة أنواع أخرى وتأخذ زوايا نظر مختلفة مثل( فوق مستوى النظر, مستوى النظر, تحت مستوى النظر) ولكل من هذه اللقطات والزوايا معنى خاص يفهمه المتخصص ويأخذ تأثيره النفسي على المشاهد العادي فمثلا, أن زاوية فوق مستوى النظر تستخدم عادة في تصوير القادة والزعماء الذين يأخذون نوعا من التبجيل والاحترام وتعطي الشخصية داخلها حجما أكبر مما هي عليه وتسمى في المصطلح الفني بـ( زاوية العظمة) أما زاوية تحت مستوى النظر فغالبا ما تستخدم في حالات عدم التقدير والاحترام وتجعل الشخص داخل الصورة أقل حجما مما هو عليه وتسمى بـ( زاوية الاحتقار) أما إذا كانت الصورة متحركة فأنها تأخذ مدلولات أخرى كـ( الحركة البندولية, الحركة الحلزونية, الحركة المستقيمة... الخ) ولكل منها معنى واستخدام خاص. ولم يقتصر الآمر على هذا الحد فقد أخضعت الصورة إلى التجريب في محتواها الداخلي وأجريت عشرات التجارب التي تقيس مدى التأثيرات المحتملة على المشاهدين إذا تضمنت الصورة عددا من الكتل داخلها( أقل من 7 كتل, أكثر من 7 كتل) فكلما كانت تتضمن 7 كتل فأقل تكون أقرب إلى الاستيعاب والفهم وبالتالي التذكر لمحتوياتها وهي ترتبط نوعما بأرقام الهاتف السبعة الأساسية التي يسهل تذكرها وتأخذ بالصعوبة كلما ازدادت على هذا الرقم كما درس مكان هذه الكتل( أعلى يمين الصورة, أعلى الوسط, أعلى يسار, في مركز الصورة, أسفل الصورة يمينا ويسارا) ثم تطورت التجارب لتشمل تأثيرات اللون عليها( ملونة, غير ملونة)(3) وما تأثير مصاحبة التعليق لها من دونه, وما زالت التجارب تترى لمعرفة المزيد من أسرار التأثير لهذا المكتشف التقني الهائل وفي إطار هذه المسألة يشير المفكر الفرنسي( ريجسيت دي بري) إلى ( أن اللغة الفرنسية فقيرة لا تحتوي سوى كلمة واحدة للدلالة على أشياء كانت اللغة الإغريقية القديمة تعبر عنها بخمسة عشرة كلمة, وتملك اللغة اليابانية عشرات الكلمات للتميز بين الصورة الذهنية, والصورة المقدسة, والصورة المنقوشة, والصورة الزيتية, والصورة المستنسخة آليا, والصورة الفوتوغرافية, والصورة السينماطوغرافية, والصورة الأدبية)(4). أن هذا التوجه لإحلال الصورة بدل الكلمة يأخذ مدلولات خطيرة إذا ما عرفنا أن الصورة تتجه مباشرة إلى الفورية في نقل الأحداث إلى مجموعات كبيرة من الناس وليس إلى شخص بعينه والفرق شاسع بين الوعي الفردي والجماعي كما هو معلوم أي إنها تتوجه إلى القاعدة العامة من الجماهير دون المرور على( الفلتر) الذي يمكنه أن يشذب ما يمكن تشذيبه, ولعلنا لا نأتي بجديد عندما نذكر أن الأمريكيين قد برعوا في هذا الجانب كثيرا( صناعة الصورة Image Marking ) وبدئوا في تناول الأمور ما بين التشويه والتحسين وفقا لمصالحهم وأهوائهم موزعين الجهد على أهم مؤسستين إعلاميتين فيها( التلفزيون) وما يتبعه من فضائيات وأقمار صناعية حيث صناعة الأخبار وتأثيراتها( الرأي) و(هوليود) حيث صناعة السينما وما تحمله من نجوم يمكنهم التأثير المباشر على متلقيهم من الشباب بطريقة( النمذجة) وهي نوع من الاندماج بين الشخصية( النجم) وبين من يحاكيها من الآخرين( الجمهور) عبر سلسة من القصص المحبوكة الكتابة والمعروفة المقاصد والتي سنتناولها في جزء أخر من هذه الدراسة بشيء من التفصيل .

الانترنيت


تشير الإحصائيات الحديثة أن أكثر من 100 مليون شخص استخدموا الانترنيت في عام 2000 وأن هذا الرقم أرتفع سبعة أضعاف وبلغ 700 مليون شخص في نهاية العام الماضي وهذا يعني أن كل هؤلاء قد تمكنوا من الاتصال مع العالم الخارجي بعد أن ألغوا المسافات وعبروا الحدود المقررة لبلدانهم وشاركوا في إبداء آرائهم دون تدخل من قبل حكوماتهم وبالتالي فقد ساهم الانترنيت في عملية إدماج ثقافي عبر ما يبثه من نماذج محددة مستخدما رسائل ولغة ورموز موحدة وإذا كان هذا الأمر تغلفه الدهشة والإعجاب لفضاء الحرية التي سمح الانترنيت بها فأن ما يخبئه يكاد يكون مرعبا لابد من الانتباه أليه سريعا فالمتتبع لمنجزات هذه التقنية يعرف جيدا أن اللغة المتسيدة فيها هي اللغة الإنجليزية وبالتالي أصبحت هي اللغة الأم الآن وهي لغة الثقافة ولغة( السوق) الاقتصاد ولغة المنتصر التي يفرض ما يريد فرضه دون محاسب وهي لغة العلم وقاعات الدرس ولغة الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وبالتالي فكل ذلك يقترب من نظرية( الحتمية اللغوية) للعالم الألماني (ولهام همبولدت) الذي يقول( أن الناس هم تبع تفكيرهم وإحساسهم ومشاعرهم ونظرتهم للكون, للعادات التي اكتسبوها من خلال ممارساتهم للغة)(5) وأن هذه التبعية في الأفكار والأحاسيس والمشاعر ستجعل من تأثيرات الانترنيت أكثر مما هو معروف عنه الآن من خدمات لا تكاد تحصى ربما ستنعكس سلبا على مخططيه ومن يقفون وراء توظيفه إلى ما يريدون وهذا ما يشير أليه( جيندنز) في كتابه( عالم منفلت) إذ يرصد ظاهرة الاستعمار المعاكس ويقصد بها تأثير الدول غير الغربية في الغرب ويستشهد ببعض الأمثلة على ذلك مثل أسبنة لوس أنجلس أي سيطرة الأسبان على هذه المدينة ونشوء قطاع تكنولوجي متقدم متوجه نحو السوق العالمي في الهند أو بيع البرامج التلفزيونية المنتجة في البرازيل إلى البرتغال وتأثيرات تصنيع واستخدام الكمبيوتر في بلدان شرق أسيا (6) . وإذا تفحصنا الرسائل التي يبثها الانترنيت نجدها تمتلك إلى جانب المعرفة والمعلوماتية, جانب أخر يكاد يكون أداة فعالة للتحفيز على الانحراف السلوكي وخاصة في البرامج الفضائحية والصور الاباحية التي ترسل على شكل رسائل إلى قطاع واسع من المشتركين في برامج الانترنيت وتقدم لهم العروض المجانية في المشاركة أو المشاهدة في أقل التقديرات وهذا ما دفع الكثير من الأباء للاعتراض على الاستخدام المفتوح للانترنيت دون محددات أخلاقية أو قوانين يمكن الرجوع إليها في حالة الإخلال في الشروط الأخلاقية لمستخدمي الانترنيت.
السينما


بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ظهرت العديد من الدراسات التي حاولت الوقوف على ما حدث وتحليله وقد شملت الكثير من الجوانب وربما أهمها تلك التي تتعلق بالأدب والسينما وعلاقتهما بأحداث نيويورك وواشنطن, فقد مزجت هذه الدراسات بين مل قدمته السينما الأمريكية منذ السبعينات وحتى الآن من أفلام خيالية قدمت العنف والجريمة والإرهاب معتمدة على روايات وقصص شهيرة وبين الأحداث الواقعية التي جرت في الحادي عشر من سبتمبر,على اعتبار أن النص الأدبي(رواية, قصة) يمكنه (أن يدمج متلقيه في تركيبة ملامحه) كما تقول جوليا كرستيفا في كتابها (علم النص) خاصة أن السينما يمكن أن تلعب دورا محوريا في توجيه سلوك الأفراد وهي وسيلة فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم داخل المجتمع وذلك لعدة أسباب يلخصها( روسك) بـ:

1/ يضع الناس أنفسهم في موضع الأبطال, ويتقبلون بطريقة لا شعورية الاتجاهات التي يعبرون عنها, والأدوار التي يقومون بها.

2/ الأفراد الذين يعانون من المشاكل المختلفة يتقبلون بطريقة لا شعورية, أو شعورية, الحلول التي تقدمها الأفلام كحلول لمشكلاتهم الخاصة(7).

ففي عام 1970 صدرت رواية (المزاح) للكاتب الأمريكي أيد ماكبين تتحدث عن عملية سطو لبنك كبير يخطط لها بطل الرواية من خلال خداع رجال الشرطة بوجود عمليات إرهابية في أماكن عامة تصيب الناس بالفزع مما يفقد رجال الشرطة قدرتهم في توفير الآمن للبنك وتتم الانفجارات بواسطة قنابل موقوتة ورغم اختلاف أسلوب التنفيذ إلا إن الهدف واحد يشبه كثيرا ما جرى في واشنطن ونيويورك ويعود الكاتب بعد سنوات ليقدم رواية جديدة حملت عنوان (كلاب الصيد) تتناول أساليب جديدة في تنفيذ العمليات الإرهابية لا يستطيع الكاتب السيطرة على مجرياتها إلا بمحض الصدفة, أما رواية الكاتب ستيفن كنغ الصادرة في عام 1982 ( الإنسان الهارب) فتتحدث عن لعبة نظمتها محطة تلفزيونية تتركز على ملاحقة واصطياد المتسابقين وقتلهم والتي تحولت بعد صدورها إلى فلم سينمائي قام ببطولته الممثل الأمريكي أرنولد شوارزنجر وتنتهي الرواية بخلاف الفلم إلى نهاية مأساوية حيث يقوم البطل بتفجير الطائرة التي يستقلها في مبنى التلفزيون الذي ينظم اللعبة(8). أما الكاتب الأمريكي توماس كيلنسي فقد قدم رواية بعنوان(واجب الشرف) في عام 1994 تتحدث عن طائرة بوينغ 747 يقودها طيار ياباني انتحاري يقرر الانتقام من أمريكا لقيامها بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي ناكازاكي وهورشيما في العام 1945 وقتلها الآلاف من اليابانيين وتفاديا من الوقوع في الأسر يتجه هذا الطيار إلى مبنى (الكابيتول) الكونجرس الأمريكي ويقوم بتفجيره وتدمير من فيه أثناء اجتماع الرئيس الأمريكي بأعضاء الكونجرس وإلقاءه الخطاب أمامهم. فضلا عن مئات الأفلام التي تنتج سنويا والتي تتناول في معظمها العنف كمادة أساسية لها مما أثار العديد من التساؤلات حول المدى الذي لعبته هذه الأفلام والروايات في التحريض على العنف والإرهاب ومدى الصدق الذي انطوت عليه مقولة جوليا كرستيفا أنفة الذكر والخاصة بالاندماج الحاصل بين أحداث النص أو الفلم وبين المشاهدين. أي ما أثر هذا التراكم من المشاهدات على المتلقي؟ فالتراكم كما هو معروف يعمل على صياغة الشخصية بمواصفات معينة تحددها مضامين المنتوج السينمائي والفرد عندما يتلقى الرسالة من السينما بشكل تحكمه خاصيتان هما:

1/ الأرجاء: بمعنى أن التأثير على الجمهور لا يبدو مباشرة بعد التلقي, بل لابد من مضي زمن يسمح بتراكمها واختمارها وفقا لقوانين نفسية محددة.

2/ الكمون: حيث تكمن التأثيرات التي تعرض لها الجمهور وهي ليست تأثيرات مادية ظاهرة يمكن رصدها بسهولة, بل تأثيرات تعبر عن نفسها في مواقف تستثيرها للظهور في شكل استجابات(9).

وبالتالي مدى الاستفادة التي قدمت للإرهابيين في التخطيط والتنفيذ لمشاريعهم وهو أمر ليس ببعيد عن المجال السينمائي فقد أعتبر رجال المافيا الإيطالية الكاتب (ماريو بوزو) مؤلف رواية العراب التي تحولت إلى فلمين أخرجهما للسينما المخرج الأمريكي الشهير (كوبولا) أن الكاتب هو أحد رجال المافيا السابقين وأنه كشف الكثير من أسرار المافيا للناس والشرطة في آن واحد وذلك للدقة العالية التي وصف فيها الكاتب أجواء العمل داخل هذه العصابات الإرهابية. ويبدو أن السينما الأمريكية وقعت في شر أعمالها بعد ارتكازها على مبدأ العدو الوهمي الذي ينبغي الانتصار عليه فأحيانا يأخذ شكل النظام السوفيتي السابق, وأحيانا كائنات غريبة تأتي من الكواكب الأخرى وثالثا أناسا إرهابيين لا هم لهم سوى التفكير بالعمليات الإرهابية وهم على الأغلب عربا أو مسلمون كما حدث في فليم(الحصار) المنتج عام 1998 الذي يتحدث عن مجموعة من الإرهابيين العرب تحاول تفجير مكتب التحقيقات الفدرالي. وقد جوبه الفلم آنذاك بجملة من الانتقادات من القوى المعتدلة داخل أمريكا. وأخر هذه السلسة من الأفلام العنصرية هو الفلم الذي تعرضه دور السينما الأمريكية حاليا (سقوط طائرات النسر الأسود) للمخرج ريدلي سكوت مخرج فلم المصارع والذي حاز على أغلب جوائز الأوسكار في العام الماضي. والفلم يدور حول مهمة عسكرية فاشلة لمجموعة الكوماندوس الأمريكان الذين يقودون طائرة هليكوبتر من نوع(بلاك هاوك) ويتجهون إلى منطقة معادية لهم في العاصمة الصومالية مقديشو والقبض على مساعدين عسكريين من رجال الجنرال عيديد الذي كان يمثل العدو رقم واحد للأمريكان في ذلك الوقت وتنتهي المهمة بقتل 18 أمريكي مقابل1000 صومالي في جو مليء بالقنابل والانفجارات والسوبرمانيات(10). ويبدو لنا من خلال ما تقدم أننا أمام مجموعة من الاستنتاجات منها:

1/ أن مبدأ ترسيخ العف في الأدب والفن في أمريكا يؤدي إلى شيوع استخدام السلوك العدواني لدى الكثير ممن يتعاطون هذين الموضوعين كما تشير معظم الدراسات التي ظهرت بعد أحداث سبتمبر.

2/ أن موضوع العدو الوهمي الذي تبحث عنه أمريكا في أدبها وأفلامها قد تحقق لها على أرض الواقع وبطريق تقترب كثيرا من وصفها له في رواياتها وأفلامها.

3/ مازال النهج العنصري الذي يحمل الكثير من الإساءة للعرب والمسلمين مرتكزا أساسيا في أفلام هوليود دون مراعاة لمشاعر الآخرين وخصوصياتهم.

4/ العمل على تركيز مبدأ التشويه كركن أساسي في العملية الإعلامية واستخدامه لإغراض التقليل من شأن الأديان والأجناس والحضارات دون وازع أخلاقي يذكر.



التلفزيون



لم تقتصر السينما في بث الإعلام الموجه والمدروس بعناية إلى الآخرين بل عمل التلفزيون دورا أكبر بكثير في تجسيد مبادئ العنف والإرهاب وبالذات بعد الانتشار الهائل للفضائيات وسيطرة الإعلام الغربي على أغلب هذه القنوات الفضائية مباشرة أو عن طريق كثرة الإنتاج للأفلام والمسلسلات والبرامج الإخبارية, حتى أنك تدهش عندما تشاهد خبرا أو ربورتاجا أو صورة لم يكن للغرب الإعلامي يد فيه!!. ولا يكاد يخلو البرنامج التلفزيوني العام من مسلسل أو فلم تم إنتاجه في استوديوهات هوليود, وقد تضخمت حاجة الفضائيات التلفزيونية للمواد أخبارية والدرامية والمنوعة أكبر بكثير من حاجة التلفزيونات المحلية وخاصة في بلدان العالم الثالث ومن فيه من العالمين العربي والإسلامي, فالفضائيات العربية بلغت في أخر إحصائية(120) قناة منها 7 قنوات غير حكومية(يمتلكها أصحاب المال والأعمال العرب مثل قنوات الجزيرة و ART, ORBIT , ANN, MBC, ويقع مقرها خارج الوطن العربي وتخضع لقانون الدول التي تبث منها: بريطانيا, ألمانيا)(11). وهذه القنوات تبث على مدار الساعة وتستهلك عشرات البرامج المتنوعة لكي تغطي مساحة البث لديها وأن معظم هذه القنوات لا تعتمد على إنتاج محلي لفقره أولا ولعدم كفايته ثانيا, فضلا عن مواصفات الجودة الإنتاجية التي قطع الغرب فيها شوطا طويلا. ومن هنا أصبح مكمن الخطر الذي يتسلل إلى برامج هذه القنوات ومن ثم دخوله إلى البيوت كضيف مرحب به على الدوام, وقد أنتبه الغرب لخطورة الفضائيات وما يمكن أن تلعبه في الرأي العام بالموافقة أو الضد وحاول أن يمارس ضغطا قويا على قناة الجزيرة مع بدايات الحملة الأمريكية على أفغانستان وملاحقة مراسليها واتهامها لهم بالتعاون مع الإرهابيين, ومن الأمثلة أيضا أن الكثير من تلفزيونات الغرب لم تعرض مشهد قتل الجنود الصهاينة للطفل محمد الدرة وهو محتمي خلف والده خشية تعاطف مشاهديها مع الفلسطينيين, خاصة أن مشهد القتل هذا أحدث ضجة واسعة في العالمين العربي والإسلامي وخرجت الجماهير غاضبة تطالب أنظمتها بتوجيه العقوبة الصارمة بحق مرتكبي هذه الجريمة البشعة وكثيرة هي الأمثلة التي يمكن ذكرها في كيفية الإساءة للعرب والمسلمين في التلفزيونات الغربية وبشتى الطرق والأساليب معتمدة على ما يحبه المشاهد الغربي من أغاني وأفلام ومسلسلات وتضمينها ما يمكن أن يظهر المسلم كشخص هامشي يعيش بطريقة متخلفة في بلده أو في البلدان الغربية التي ينتقل للعيش داخلها .



استنتاجات أخيرة



1/ يلعب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع دورا كبيرا في عملية إدماج متعاطيه وخاصة المرئي منه لآن الصورة تدرك ولا تفكر مما يسهل وصولها للعقل دون عناء.

2/ أن العنف الذي تبثه الأفلام السينمائية وما يتسرب منها داخل الفضائيات يسهم إلى حد بعيد في انحراف السلوك لدى المشاهدين من المرضى والمراهقين ويمكن أن يظهر على شكل استجابات لدى الكثير منهم .

3/ لقد ساهم الإعلام الغربي في إضفاء الكثير من التشويه على صورة العربي والمسلم عبر منتوجه الإعلامي مولدا بذلك موجة من العداء والكراهية من قبل المشاهد العربي والمسلم ولبس واضح في معارف الغربي عنهما في ذات الوقت.

4/ يمكن أن يسهم الإعلام في توطيد الآمن لدى الناس ونبذ العنف وأدانته من خلال التقليل من مظاهر العنف والتركيز على ما يدفع الناس لعمل الخير وإظهار الصورة الحقيقية للآخرين دون المساس بحرياتهم وخصوصياتهم وترك الحرية للمشاهدين في الحكم الموضوعي.

5/ ينبغي الانتباه إلى ما تحمله القنوات الإعلامية المختلفة من مصادر للخطر بين ثناياها وهذا لا يعني الانغلاق عن هذه القنوات بل العكس هو الصحيح.

الهوامش:

1/ محمد نور الدين أفاية , السينماـ الكتابة والهويةـ (مجلة الوحدة) عدد أكتوبر/ نوفمبر,الرباط, 1987,ص27.

2/ د. عبد العزيز بلقيريز, العولمة والهوية الثقافية, مجلة المستقبل العربي, مارس 1998, ص95.

3/ د. حسن السوداني, أثر العرض البصري القائم على خصائص الصورة التعليمية التلفزيونية على طلبة كلية الفنون الجميلة, جامعة بغداد, 1996, رسالة دكتوراه غير منشورة.

4/image Regis Dedry marcfumaroil un echange Revne Debat no74 Dictatarede 1

5/ د. أحمد درويش, تحديات الهوية العربية, مجلة المسلم المعاصر, العدد98 لسنة2000.

6/ انتوني جينديز, عالم منفلت, ت, محمد محي الدين, دار ميريت للنشر والمعلومات, سنة 2001.

7/ سمير نعيم أحمدـ علم الاجتماع القانوني ـ دار المعارف, القاهرة, ص2,د.ت,ص13.

8/ د. صفاء الجنابي, الأدب والسينما في أمريكا مخيلة خصبة وأعداء وهميون, مجلة الرافد الأماراتية, العدد50, ص122, لسنة 2001 .

9/ قدري حنفي, ملامح البطل في الأفلام المصرية في (هاشم النحاس محررا) الإنسان المصري على الشاشة, الهيئة المصرية العامة للكتاب, القاهرة ,ص18, 1986.

10/ لؤي عبد الإله,فلم عنصري في هوليود يمهد لحروب عالمية جديدة, مجلة الزمان الجديد, العدد26 ص66 فبراير2002.

11/ د. نصر الدين لعياضي, خطاب التلفزيون والخطاب عن التلفزيون في الفضاء الثقافي العربي, مجلة الرافد, العدد54, فبراير2002.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 14-04-2005, 01:59 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العنف في وسائل الإعلام

إعداد: المهندسة سليفيا بيطار

سوريا



"الأفضل بناء طفل من اصلاح انسان"



من هذا المنطلق يأتي التشديد على الاهتمام بالأطفال كبنية أساسية للمجتمع حيث تشكل رعاية الطفولة وحمايتها الاهتمام المحوري والجوهري في حياة الأسرة والمجتمع.



تؤدي وسائل الإعلام دوراً هاماً بتأثيرها على الأطفال (سلباً أو إيجاباً) من خلال مساهمتها بمضامينها الموجهة لهم والتي تساهم في بناء شخصية الطفل وتوسيع مداركه وزيادة علاقاته الاجتماعية بفتحها آفاق العالم أمام الطفل كما تساهم في تعميق القدرة الأدبية لديه وترهف حسه وذوقه السليم وتنمي ثروته اللغوية وبذلك فهي تؤدي دوراً مهماً في التنشئة إضافة إلى ما تقوم به قنوات التنشئة الأخرى في المجتمع ولكل وسيلة من وسائل الإعلام دورها ولا تلغي وسيلة إعلامية دور وسيلة إعلامية أخرى.



وتكتسي وسائل الاتصال الحديثة دوراً هاماً في وقتنا الحاضر كونها أصبحت اللغة المشتركة في كافة أنحاء العالم تجعل جميع الناس على اتصال ومهتمين ببعضهم البعض في القرية الكونية الصغيرة.



نستعرض في ورقة العمل هذه لدور بعض وسائل الإعلام في تصعيد قضية العنف عند الأطفال.



أولاً: العنف في الإنترنت:

العمر الذي يتعامل مع الإنترنت:



على الرغم من سهولة التعامل مع الإنترنت وازدياد نسبة المستخدمين ما يزال الأطفال دون سن الثانية عشرة بعيدون عن استخدامها لعدة أسباب منها عامل اللغة الذي يلعب دوراً أساسيا في تفهم الأطفال لكيفية العمل مع الإنترنت أو أنهم سيتقيدون بالمواقع العربية الآمنة.



كما أنه حتى هذا العمر يمكن للأهل أن يتمكنوا من مراقبة أولادهم أو حجب الاتصال عن الحاسب المتوفر في المنزل وبالتالي لا يتمكن الأطفال من الدخول إلى الإنترنت. ولكن مع التقدم المستمر وسعي الدول مع الأشخاص إلى تأمين هذه الخدمة لكل فرد في المجتمع سوف يتمكن الأطفال من سن الخامسة من الدخول إلى الشبكات سواء في المدارس أو الـ cafe Internet أو في أي مكان للألعاب…



الأطفال الذين يتعاملون مع الإنترنت:



حالياً لكي يتمكن الطفل من دخول الإنترنت لا بد من توفر حاسب في المنزل واشتراك إنترنت أي أن الأشخاص المثقفون أو أشخاص ينتمون إلى الطبقة الوسطى فما فوق يمكن أن يتوفر لأطفالهم هذه الخدمة وبالتالي ينعكس تأثيرها على نسبة 10% من المجتمع كحد أقصى وابتداء" من سن الثانية عشرة. ولكن نعود ونؤكد أن هذه النسبة سوف تتزايد وبشكل سريع وملحوظ خلال السنين القادمة.



نوعية البرامج و مدى تأثيرها على الأطفال:

عند دخول الأطفال إلى الإنترنت من الصعب الوصول مباشرة إلى أية مواقع عنف وإنما المدخل الأساسي للأولاد هو الـ ألعاب بشكل عام ومن خلال هذه المواقع يتم اختيار الألعاب حسب ما يرغب به الأولاد لا من رقيب ولا من محاسب قد تكون الألعاب عنيفة قد تكون هادفة وسلسة قد تكون موجهة بحيث تلعب دوراً نفسياً يشد الأطفال إليها لتمرير الأفكار المرغوبة.



كما نود التوضيح بأن عملية الدخول إلى مواقع الإنترنت واللعب on line عملية غير واردة نسبياً نظراً لتكلفة الإنترنت وانخفاض أسعار الـ Cds الخاصة بالألعاب.



هناك أيضاً المواقع الخاصة بالشخصيات التلفزيونية الكرتونية والتي تشد الأطفال مثل البوكيـمون وغيرها حيث تحوي عدة أنواع من الألعـاب بعضـها مفـيد مثل الـ ( puzzle ) .



مما تقدم نجد أن الإنترنت لا تشكل عاملاً أساسياً حالياً في عرض العنف إنما تشكل الإنترنت خطراً من النواحي الأدبية للمستخدمين حيث أن غالبية هذه المواقع تكون مبطنة وغير واضحة وغالبيتها تكون من صنع الهواة مما يجعلها تشكل خطراً على نظام الحاسب.

ولكن نظراً لعدم وجود رقيب يتوجب خلق رقيب ذاتي لدى الأطفال عند تجولهم في هذا العالم الرقمي.



ثانياً: العنف في ألعاب الكومبيوتر:

العمر الذي يتعامل مع الكومبيوتر:



يقدر عدد مستخدمي الحواسب بنسبة لا تقل عن 50 ~ 60 % حيث يمكن للطفل أن يبدأ بالتعامل مع الحاسب منذ عمر أربع سنوات وذلك من خلال الألعاب التي يقدمها الأهل لأولادهم والتي تكون مخصصة لهذه الأعمار وسنأتي على ذكرها لاحقاً.



الأطفال (البيئة) الذين يتعاملون مع الكومبيوتر:



نبين نوعين من الأطفال الذين يتعاملون مع الحاسب:



-أطفال تتواجد في بيئة مثقفة نسبياً يستطيع فيها الأهل أن يسايروا التكنولوجيا ويوجهوا أولادهم بها. يتفرع عنها الأهل الغير واعين لما تتركه الألعاب من أثر على الطفل.



-أطفال تتواجد في بيئة غير مسايرة للتكنولوجيا حيث يشعر الأهل بضرورة تعلم ولدهم على الحاسب ويعملون على تأمينه ولكنهم غير قادرين على توجيه أطفالهم في هذا الموضوع.



في البيئة الأولى يكون من السهل التأكد من نوعية البرامج التي يتعرض لها الطفل لأن الأهل هم الذين يختاروا وهذا ممكن حتى سن الثانية عشرة أو للعمر الذي يبدأ فيه الطفل بأخذ مصروف معين من أهله وهو عادة يكون في سن العاشرة.



أما في البيئة الثانية فليس هنا من رقيب وقد يكون المساعد على اختيار البرنامج أحد الأصدقاء أو المعارف أو صاحب محل البرامج والذي غالباً يهتم لأن يسوّق برامجه أكثر من الاهتمام المفرط بالنوعية المقدمة للطفل.





نوعية الألعاب:



إن كافة البرامج وخاصة الألعاب تعتمد على عناصر ومؤثرات ضوئية وصوتية تشد الصغار بشكل كبير وفعال (حتى أنها تشد الكبار أيضاً) نظراً لتمكنها من إخراج صور وألوان معينة قد لا يتمكن مخرجو السينما والتلفاز من تنفيذها وهنا يكمن خطر البرامج إذ أن التركيز العالي مع البرنامج يجعل المتلقي يستقبل كل شيء منه دون أن يفوته أي شيء لذا وجب الاهتمام بما يقدمه البرنامج. نستطيع أن نقسم ألعاب الحاسب إلى الأنواع التالية:



-ألعاب تعليمية تعتمد على قصة أو شخصية كرتونية:



هذا النوع من الألعاب مفيد جداً للأطفال فهو يبدأ في تثقيفهم بثقافة سهلة وسلسة تعتمد على شخصيات محببة للأطفال مثل Dr. Poo وهو الدب الذي يعلم القراءة والحساب وحتى بعض الأغاني وضمن هذا المجال نجد أيضاً بعض البرامج باللغة العربية التي تدعم الثقافة العربية وهذه البرامج (سواء الأجنبية أو العربية ) يمكن أن يبدأ معها الطفل من سن الرابعة.



-ألعاب فكرية (تقوية الملاحظة - التركيز …):



عملياً تعتبر هذه البرامج للصغار ولكنها تشد الكبار أيضاًنظراً لأنها تقوي المخيلة (تساقط المكعبات) سرعة البديهة (الأوراق المتشابهة بشتى الأشكال) الذاكرة إلى ما هنالك من ألعاب ذهنية ويبدأ بها الطفل من سن السابعة إلا أننا نلاحظ أنه لا يستطيع التركيز معها طويلاً نظراً لما تتطلبه من جهد مهما كان بسيطاً ولكن لا غنى" عنها.



-الألعاب التي تعتمد إستراتيجيات حربية (تحتاج إلى وضع الخطط):



هذا النوع من الألعاب يعتبر بنوع ما من المراحل المتقدمة والتي تحتاج إلى نضج عقلي ويبدأ بها من سن العاشرة والمراهقة حتى الشباب وأكثر إذ أنها تتدرج صعوبتها مرحلة فمرحلة سندرس على سبيل المثال برنامج Edge of Empire حيث تعتمد فكرته على إمبراطور يبني مدينته حيث يأمر العبيد بالزراعة ومن ثم صنع القوارب يعبيء خزاناته ويستعد لغزو العدو ينتصر أو يخسر يوسع رقعة إمبراطوريته.





في هذه اللعبة نلحظ التالي:



1- على الرغم من عدم وجود عنف مباشر ولوحات دموية إلا أنها تكرس الأنا عند المستخدم وتضخمها وتجعل البرنامج ملاذاً يهرب به من واقعه ومن إمكانياته الحقيقية ليرسم لنفسه واقع ومدينة وعالم هو الحاكم الأوحد وله مطلق الحرية.



2- صحيح أن هذه اللعبة تعتمد على التخطيط العقلي ورسم مستقبل للمدينة إلا أن مبدعها يعتمد على المادة إذ إن هدف الإمبراطور زيادة رقعة بلاده ويخسر عندما تفرغ مخازنه من المؤنة ونظراً للإقبال الشديد عليه ففي كل فترة يظهر جزء جديد يحمل درجات وإمكانيات قتالية جديدة.



3- إن مبدأ اللعبة هو إما أنا حي أو الآخر حي ولا يمكن أن نحيا معاً بنفس الوقت للتخطيط للقضاء على بعضنا وهذه الفكرة باعتقادي هي قمة العنف الفكري.



مثال آخر لعبة تعتمد أيضاً على استراتيجيات قتالية وتدعى دم وشرف مع واجهة حمراء وأشكال لشياطين والعياذ بالله.



مثال آخر للعبة الكهف نعرض عليكم إن أمكن البرنامج ومقدمته الخاصة والتي تعتمد على قصة أن هناك عمليات إنقاذ لرجال الكهوف من الهياكل العظمية من يسمعها يرى أهدافاً نبيلة إنقاذ ولكن عند البدء باللعب لا نشاهد سوى مناظر مفزعة وعندما نموت إثر ضربات الهياكل العظمية المتكررة نرتمي على الأرض والدم يشر من أصابع اليد بشكل لزج (يا للمنظر الهاديء لولد في العاشرة من عمره).



وقد نسأل هنا عن لعبة الشطرنج العالمية فهي أيضاً لعبة حربية قتالية تعتمد على حياة شخصية واحدة هي الملك ولكن في الشطرنج تتوفر العوامل التالية:



لا يمكن لعملية الشطرنج أن تضخم الأنا لأن اللعب له قوانين وهناك دائماً لاعب في المواجهة وهو لاعب شرس على الرغم من أن الإنسان هو الذي يحدد درجة صعوبة اللعبة (في حال كان يلعب مع الحاسب) .
تعتمد لعبة الشطرنج كثيراً على التخيل وهو أمر لا يمكن للاعب أن ينجح بدونه. عليه أن يرسم المخطط بدماغه وأن يتخيله ثم يلعب ويعدل في مخططه طبقاً لتحرك الخصم ولكن في جميع الأحوال لا يمكن لدرجة المؤنة التي في المخازن أن تحدد نسبة قوة اللاعب بل عليه السعي جاهداً للربح وفي حال شاه مات لا يمكن أن نرى دماء" تسيل على الأرض.


-ألعاب تعتمد فقط على صراع البقاء:



هذا النوع من الألعاب قد يكون عنيفاً وقد لا ولكنه يؤدي إلى تبلد الفكر إذ أنه يعتمد على صيد معين (طائرات ... مراكب فضائية ...) وهو يعتمد فقط على مبدأ تجميع أكبر عدد من النقاط.



-أين يكمن العنف في الألعاب السابقة و لم إقبال الأطفال والبالغين عليها:



بينّا في بداية عرضنا للألعاب مدى تشويقها كونها تعرض الأمور بمؤثرات عالية الجودة من ناحية الصوت الصورة الإضاءة. تكمن مشكلة العنف هنا في أن الألعاب التي تسهل عمليات القتل، أو تفرضها للوصول إلى الهدف فكلما قتل اللاعب زوميي أو رجل أو أي شيء تجده يصرخ من الفرح لأن هذا سيقربه من هدفه و رويداً رويداً لا يعود لموضوع القتل أهمية عنده وفي لحظات معينة وفي شطحات معينة قد ينجرف الإنسان وراء هذا الـ لا إحساس بإنسانية الآخر ويقتل أو يسرق أو.. و بأعصاب باردة.



ناهيك عن كثرة الدماء التي يراها على الشاشة ومنظر الخصوم وهم يتساقطون متألمين إلى ما هنالك من إعطاء اللاعب لذة في القتل وهنا يكمن الخوف من أن تتحول هذه اللذة الخيالية إلى الرغبة باللذة الحقيقة.



-الألعاب القتالية المصنعة من قبل الهواة وخطرها:



هذا النوع من الألعاب هو أخطرها على الإطلاق لعدة أسباب إن الشركات المصنعة للألعاب القتالية والاستراتيجية تسعى جاهدة لأن تقدم بنوع ما موضوع جيد للقصة وهي غالباً غالية الثمن (البرامج الأصلية) أمل بالنسبة لبرامج الهواة فهي تعتمد على بعض البرامج السلسة للحاسب ولا تهتم كثيراً بعملية القصة بل تضع وبشكل أساسي ومباشر شرطي يلاحق لصاً أو العكس.



وهي غالباً تتوفر بأسعار رخيصة وتكون في متناول الجميع لذلك تركز هذه اللعب على إثارة اللاعب قدر الإمكان ليلعب وتعطيه ما أمكن من مظاهر القوة فمثلاً إحدى الألعاب عندما تنتهي تسألك هل تريد العودة لعالمك الممل فإن قلت نعم تبدأ الدماء تسيل من أعلى الشاشة إلى أسفلها حتى تصبح الشاشة حمراء ثم تخرج من اللعبة فأي قيم نقدمها لأولادنا من خلال هذه الألعاب.



مقترحات حول كيفية الوقاية من هذه المشكلة:



الحق يقال أن التأثر بهذا النوع من الألعاب نسبي وهو يختلف من فرد لآخر ولا يمكننا أن نعتبر أن ما يراه أحدنا عنفاً يراه الجميع عنيفاً والعكس بالعكس.



ونتيجة لذلك لا يمكننا وضع ضوابط قانونية لمنع المشاهد العنيفة وخاصة مع كثرة البرامج والألعاب وإنما الحل الأفضل برأي يكون:



التوعية والتوجيه وتكون على صعيد المستوردون لهذه الألعاب وعلى صعيد الأهالي والمجتمع المحيط. إن عملية التوعية تهدف إلى خلق رادع داخلي في الإنسان تجاه هذه الألعاب وخلق وعي لديه بعدم تسويقها وهذا الأمر ضروري جداً.



تدريب الأولاد على ثقافة الحوار والابتعاد عن العنف وحل النزاعات بالطرق السلمية علماً أنه هناك برامج وألعاب تعتمد على هذه الأساليب كما أن إدخال هذه المفاهيم إلى المناهج التربوية في المدارس ضرورة ملحة للحد من ظواهر العنف.



وفي كل الأحوال إن المنع من مصدر ما لا ينفي إمكانية الحصول عليها من مصدر آخر فلم يعد هناك حدود للاتصال في العالم لذا علينا الاهتمام وبشكل مكثف بالتوعية وخلق الـ لاعنف كما غيرنا يهتم بخلق العنف.



ثالثاً: العنف في الدعايات:

دعايات الكبار:



وإن كان الكبار أقل تأثراً بهذه المشاهد فهي تشوه وجهاً حضارياً معيناً عند الإنسان كأمثلة لا للحصر نورد:



دعاية لهاتف خلوي شاب وفتاة يصرخان بوجه بعضهما ويكتب (متعة الاتصال)
دعاية لزوجة تضرب زوجها بجرزة بقدونس وتشده من ثيابه وتطلب منه أن يحضر لها معكرونة.
دعاية لإنسان يأخذ ضربة بوكس لأنه يطلب أقوى طعمة مسكة.


إن هذه الدعايات تسيء إلى شفافية النفس بشكل غير مباشر ولو حاولنا أن نضع قانون لها فهذا مستحيل إذ ليس بها أي مشهد غير مهذب أو عنيف وستكون المسألة مثاراً للجدل لعدم وجود مقياس محدد تقاس به الأمور لذلك أكدنا على التوعية والتوجيه.



ويمكن للدعاية على بساطتها تقديم قيم اجتماعية إذ نجد أن بعض المعلنين يأخذون منحى لفت نظر لبعض العادات الغير محببة في مجتمعنا بطريقة جداً سلسة ويتقبلها الإنسان وبهذه الحالة يقوم الإعلان فعلاً بدور إعلامي إيجابي التوجيه كمثال سلسلة دعايات Pampers التي تنتقد بطريقة ذكية وبناءة الحوار بين الزوجين.



فالإعلان قد ينتقل بنا من مجتمع متحضر إلى مجتمع متخلف أو من مجتمع متخلف إلى مجتمع متقدم والأمر عائد لنا نحن كمشاهدين وكإعلاميين وكمروجين لبضائعنا.



دعايات الصغار:



هذه الدعايات تبث أثناء برامج الأطفال وهي عادة لا يشاهدها الأهل أو لا يعرفونها.



كمثال نأخذ دعاية لمصاصات أطفال يطلب فيه الطفل مصاصة من نوع الدعاية فيقدم له البائع نوع مختلف، يكتشف الطفل الذكي أن هذا ليس هو الطعم الذي طلبه فيتحول عندها إلى وحش ويبدأ بالصراخ فيعرض عليه البائع مصاصة أخرى فيهدأ وعندما يكتشف أنها ليست مطلوبة فيتحول مجدداً إلى وحش هو وكل الأطفال ثم يعطيه نوعاً آخر ... هكذا حتى يحصل على النوع المطلوب.



نلحظ في هذا الموضع التالي:



أشكال الوحوش المخيفة التي يتحول إليها الأولاد والتي تثير الاشمئزاز.



الاستخفاف بإنسانية الإنسان إذ أن المصاصة هي التي تجعله إنسان متحضر.



اللهجة الغير مهذبة التي يتكلم بها طفل الحادية عشرة مع البائع الذي هو بعمر والده.



النتيجة التي قد تكون مباشرة أن يصبح الطفل عنيفاً في طلباته مع أهله حتى يحصل على ما يريد.



وكمثال آخر بناء نورد أن شركة مصنعة للبسكويت "كتاكيت" كانت دعايتها لشهر تموز آب لوحات طرقية كبيرة تحوي صور المتفوقين في الشهادة الثانوية مع تهنئة منها. هذا النوع من الإعلان هادف وبناء ينمي في الطفل التوق إلى تحقيق أفضل ومن ناحية أخرى يرفع من اسم الشركة عالياً ويحمس الأهل لأن يشتروا من منتجاتها لا أن ينفروا من الوحوش المخيفة.





- مدى تعلق الأولاد بالدعاية و أثرها السلبي:



إن الدعاية هي أكثر وسائل الإعلان التي يتأثر بها الطفل نظراً لما تستخدمه من صور متنوعة بالإضافة إلى الموسيقى المصاحبة وهي تشد الأطفال بدء" من السنتين أو الثلاث من هنا يأتي التأكيد على الاهتمام بنوعية ما تقدمه هذه الدعايات للأطفال من مواد فمثال المصاصة لا أظن أن أحداً يرغب بأن يراه طفله أو يتأثر به ولكنه في الحقيقة يراه.



وكذلك الأمر هنا نسبي ويجب توعية القيمين على وسائل الإعلام عن توجيه هذه الدعيات لمصلحة الطفل فمثلاً بدل من التحول إلى وحوش لا يحصل على المصاصة إلا بعد غسيل يديه - مثلاً- هذه الصورة توجه الأطفال للعناية بأنفسهم الحفاظ على نظافتهم وهناك العديد من الأفكار الواجب طرحها للأطفال في السنين المبكرة كي نحصل قدر الإمكان على جيل لا تشوهه مختلف المفاهيم الغريبة عن مجتمعاتنا الأصيلة.



رابعاً: العنف في الرسوم المتحركة:



لم يكن في البداية انتباهاً إلى مدى العنف الذي تعرضه الرسوم المتحركة ولكن بعد فترة من انتشار هذا الفن نتوقف للحظات لنستعرض التالي:



اعتماد الرسوم المتحركة و بشكل كبير على المواضيع القتالية:



إن أول فلم قتالي للرسوم المتحركة لاقى نجاحاً كبيراً وكان يعتمد على الخيال العلمي وشد جميع الناس هو معروف باسم "غراندايزر" وعلى الرغم من أن بعض الأطفال حاولوا تقليده بالقفز إلا أنها كانت حالات استثنائية ونادرة، وانتهت الظاهرة.



بعد ذلك لم نعد نشاهد إلا أفلام قتالية وحروب فضاء ومواضيع لا معنى لها سوى القتال بين سكان الكواكب ولم يعد هناك من موضوع سواه ونعود هنا لنركز على موضوع الهواة والشركات الصغيرة مع احترامنا للجميع فالذي يحدث أن هذه الشركات تسعى للربح وهذه الأفلام لها شعبية واسعة لذلك تعمد على تكثيف إنتاجها دون العمل على موضوعها وللإتيان بالجديد تزيد المؤثرات الصوتية وتزيد حدة النيران المتصاعدة واللهب وعدد الأشخاص الذين يموتون في كل حلقة (حتى ولو كانوا أشراراً نعود لفكرتنا في التعود على القتل وعدم الإحساس بالآخر). ولكن مع غمرة هذه الأفلام لا يجب أن نهمل أن بعضاً منها إيجابي فمسلسل "ساسوكي" مثلاً كانت كل حلقة فيه تحمل قيمة إنسانية معينة كما أن أغنية الشارة كانت ذات معنى وطني وإنساني رائع.



أمام هذه الظاهرة نؤكد على أنه لا ضابط سوى الوعي والتوجيه ونريد هنا أن نوضح نقطة هامة إن الرسوم المتحركة شأنها شأن ألعاب الكومبيوتر تنوع الصورة والكلام لا حدود له وهي تعرض على شاشات التلفاز لذلك فإن لها أوسع جمهور وإضافة إلى ذلك فإن الكثير من الكبار يشاهدونها أيضاً نظراً لأنها تروح عنهم أعباء النهار بطرافتها ويفرح الصغار جداً عندما يشاركهم الأهل لهوهم والرسوم المتحركة من عالمهم لذلك من المهم جداً الانتباه إلى المواضيع و توجيهها.



كمثال على الرسوم المتحركة الموجهة نعرض فيلم (الملك الأسد) Lion king إن هذا الفيلم يعرض الصراع بين الخير والشر، يحفز الإنسان على المقاتلة من أجل حقوقه وعدم الاستسلام، يحفزه على مواجهة ماضيه بشجاعة مهما كان هذا الماضي وذلك من أجل التقدم نحو المستقبل كما أنه ليس بعيد عن الواقع الإنساني الذي يعيشه كل فرد ولا نلمس فيه المواضيع العنيفة "القتل لمجرد القتل".



مثال آخر مسلسل علمي بشكل رسوم متحركة (كان يا مكان) كان له حضور جداً مميز و كان يقدم المادة العلمية عن جسم الإنسان بشكل سلس ومفيد بحيث ترسخ في ذهن الطفل.



تحويل الألعاب الرياضية إلى ألعاب قتالية حربية:



هذه الظاهرة باعتقادي هي وسيلة لاستخدام غطاء الرياضة الجميل ولكن الموضوع يبقى كما هو قتال واقتتال أحياناً له مبرر وأغلبه لا كما أنها تعتمد على مفردات لا علاقة لها بالرياضة مثل (الضربة الصاروخية، الضربة اللولبية الملتهبة... ) والبعيدة جداً عن الواقع الحقيقي للرياضة أضف إلى ذلك إظهار أبطالها على شكل السوبرمان الذي لا يقاوم وهي المواصفات التي لا يمكن أن تتواجد بأي فرد لذا فإنها وبنوع ما تحطم معنويات المشاهد إذ أنه يحلم بأن يصبح كالبطل ولكن ذلك مستحيل.





خامساً: القيم التي يتلقاها الأطفال من خلال الوسائل الإعلامية:



رسوم متحركة ... ألعاب كومبيوتر ... دعاية.



من خلال عرضنا السابق نجد أن الإعلام يساهم ويؤثر بشكل كبير على شخصية الطفل لذلك وجب أن نهتم لما نقدمه له على كافة الأصعدة الفكرية النفسية الاجتماعية والثقافية.



كمثال أود أن أعرض إن أمكن صورة لإحدى شخصيات ألعاب الكومبيوتر وهي Tumb Riddre وهي لعبة جداً معروفة ومتداولة وبشكل كبير بين الأولاد والكبار.



هي مقاتلة ومقدامة جداً ولكن الشخصية الأنثوية مصورة بطريقة لاعلاقة لها بالأنوثة واحترام المرأة في مجتمعاتنا الأصيلة فما هذه الشخصية التي نرغب لفتياتنا التشبه بها ولا نرغب بأن يعجب بها أولادنا كما أن الربح في هذه اللعبة يقدم لنا صورة لهذه المقاتلة لا نرغب بأن يراها أطفالنا أو شبابنا من الناحية العقلية الأدبية.



ليس كل ما هو متوفر هو جيد وواجبنا نحن كل منا في موقع عمله وفي واقعه ومحيطه أن يسعى لأن يقدم لأطفالنا الثقافة الضرورية لتنمية مقدراته فوسائل الإعلام سلاح ذو حدين قد تقوم بدور فعال في توجيه الأطفال وتنشئتهم أو تكون عكس ذلك من خلال المضامين والمواضيع التي تعالجها.



ونؤكد هنا على المادتين 17 و 29 من حقوق الطفل:



"تشجع وسائط الإعلام على نشر المعلومات والمواد ذات المنفعة الاجتماعية والثقافية للطفل ووفقاً لروح المادة 29 :[ توافق الدول الأطراف على أن يكون تعليم الطفل موجهاً نحو:

تنمية شخصية الطفل ومواهبه وقدراته العقلية والبدنية إلى أقصى إمكاناتها.

تنمية احترام حقوق الإنسان والحريات والمباديء المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة.

تنمية احترام ذوي الطفل وهويته الثقافية ولغته وقيمه الخاصة والقيم الوطنية للبلد الذي يعيش فيه الطفل والبلد الذي نشأ فيه في الأصل والحضارات المختلفة عن حضارته.

إعداد الطفل لحياة تستشعر المسؤولية في مجتمع حر بروح من التفاهم والسلم والتسامح والمساواة بين الجنسين والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات الإثنية والوطنية والدينية والأشخاص الذين ينتمون إلى السكان الأصليين.

تنمية احترام البيئة الطبيعية.]"



دور المؤسسات الدينية في موضوع العنف ضد الأطفال:



دعت كافة الأديان السماوية إلى المحبة والتسامح ومساندة البشر بعضهم للبعض الآخر.



ولكن على الرغم من ذلك نجد أن العنف يتفشى يوماً بعد يوم في المجتمع.



كمؤسسات الدينية لا تزال توجه العالم نحو الخير والمحبة والسلام وهي المواضيع التي لو تم اتبعاها حقيقة والكل لما وصلنا إلى حالة العنف في المجتمع وتعتبر هذه المؤسسات أن العنف الذي يحصل هو حالات فردية نادرة وتخصص لها كادر لا بأس به ولكن الواقع المؤسف الذي وصلنا إليه لم يعد بعد الآن حالات فردية تعالج على حدى أصبح لدينا مجتمع يعاني من ضغوطات شتى تنعكس كلها سلباً على الأولاد في عنف جسدي أو كلامي أو جنسي العنف نراه في كل مكان في المدرسة في البيت أحياناً في الشارع في ألعاب الأطفال لم يعد حالة فردية أبداً ولم يعد بالإمكان حله بالوقاية.



صحيح أن الوقاية هي خير علاج ولكن هذا الكلام سليم في حال درء الإصابة بالمرض ولكن ليس بعد الإصابة به، عند المرض نحتاج إلى علاج خاص وإلى دواء ثم بعد الشفاء نعود لموضوع الوقاية.



الوقاية وكيفيتها وأهميتها:



1- إن الوقاية لم تعد ممكنة بالدعوة إلى المحبة والقيم الدينية فقط وإنما يجب أن تقدم برامج موجهة لتعليم الأفراد كباراً وصغاراً القيم الإنسانية مجدداً مبادئ الحوار، تدريبات الإصغاء للآخر وقبوله كمختلف عني (لقد خلقنا الله مختلفين فلم نريد أن نصبح نسخة واحدة ؟؟؟! ) .



وهنا نريد أن ننوه إلى مدى أهمية المؤسسات الدينية في مجتمعنا العربي فكما نعلم أن المجتمع العربي هو مجتمع مهد الأديان السماوية ويحظى رجال الدين من شيوخ ورجال كنيسة باحتراماً كبيراً حيث يستمع إلى أحاديثهم وأقوالهم كما الأرض العطشى للماء فلذلك يكون لهم درواً كبيراً في نشر ثقافة اللاعنف إن هم تبنوها وتبنوا برامجها فعلينا جميعاً أن نعمل متكافلين من أجل الوصول إلى مجتمع أكثر تقدماً وتحضراً وروحياً أكثر أيضاً.



2- كما أنه يجب أن نعمل يداً بيد أيضاً مع رجال القانون من أجل إيجاد الصيغ القانونية المناسبة لحماية الأطفال من العنف الواقع عليهم أو درئه عنهم كذلك حماية الكبار أيضاً على الرغم من أن هذا ليس موضوعنا ولكننا لا نستطيع أن ننكر أنه في حال كان المجتمع يقع تحت تأثير العنف فلا يمكنه أن يقدم للأطفال بيئة لاعنفية.



3- تكون الوقاية أيضاً بتشجيع المؤسسات الدينية على فتح الحوار في هذا الموضوع وعدم التكتم عليه فنحن غالباً تكون مشاركتنا كمدنيين ولكن نادراً ما نرى المؤسسات الدينية تساهم في حوارات مفتوحة على أجهزة الإعلام وتسلط الضوء على هذه الأمور وهذا أمر خاطئ بنظري لأن التكتم لن يفيد سوى بزيادة الأمور سوء" وتعقيداً وتنمو في الظل دون أن نتمكن من القضاء عليها.



عرض تجربة عن تعامل مؤسسة دينية مع الأحداث:



على الرغم من وجود عدد من المؤسسات الحكومية التي تهتم بالقاصرين تابعة لوزارة العدل ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الداخلية وهي ليست سجون وإنما معاهد إصلاح للأحداث الجانحين إلا أنه توجد بذات الوقت مؤسسات غير حكومية تساعد في هذا المجال ومنها مؤسسات دينية وأريد أن أتعرض في هذه الورقة لتجربة رائدة من وجهة نظري في معالجة حالات العنف مثل معالجة الجانحات وضحايا العنف الجسدي والجنسي.



فمثلاً فيما يتعلق بضحايا العنف لا يوجد مؤسسة أخرى غير حكومية تهتم بفتيات ضحايا العنف الجنسي والجسدي غيرها في دمشق (قد تكون أعمار الفتيات أكبر أصغر من السن القانوني) حيث يوجد فيه ملجأ تلجأ إليه الفتيات هرباً من العنف الواقع عليهم وتقدم لهن الراهبات "راهبات الراعي الصالح" المساعدة الطبية والنفسية والاجتماعية والمساهمة في حل المشكلة إن أمكن وإعادة تأهيلهن وتعليمهم مهن حسب الرغبة أو متابعة تحصيلهم العلمي من أجل كسب العيش والتمكين الاقتصادي والاجتماعي إلا أن هذا المكان والقائمات عليه لا يحاولن التعامل مع المجتمع بشكل علني ولا يمكن التعرف إلى مشاكل الضحايا أو الاجتماع بهن حتى من المهتمين والباحثين حفاظاً على مشاعر المقيمات في الدار.



علماً أن الدار تقدم لهم المأوى والطعام والكساء والدواء وكل ما يحتجن إلية للعيش أو لإعادة دمجهم في المجتمع وهن يبذلن جهودهن حسب الإمكانات المتاحة لهن وبقدر ما يستطعن من عمل.



كما تقوم هذه المؤسسة الدينية إضافة إلى الدار التي تحتضن بها الجانحات بالتعاون مع السلطات المختصة في العمل في السجون مع النساء وأطفالهن حيث يحاولن تعليمهم مهن يستطيعون من خلالها تمكين أنفسهم ولكي يستطعن عند خروجهم أن يعيلوا أنفسهم كما أنهم يهتمون بالأطفال الموجودين مع النساء وهذه نقطة مهمة جداً إذ أن طفل يربى مع أمه في السجن، هل نتخيل الجو المحيط وأية بيئة سليمة ينشأ فيها طفل بريء خلف قضبان السجن ؟؟؟ !



والملفت للنظر أنه أحياناً يكون مستوى الرعاية في السجن أعلى من الرعاية التي تستطيع أن تقدمها الأم خارج السجن.



كما تتعامل هذه المؤسسة أيضاً بالتعاون مع المؤسسات الحكومية في معاهد إصلاح الأحداث من خلال تقديم خدمات اجتماعية ونفسية للبنات والبنين من خلال تشجيعهم على التعليم والتعاون معهم لتصحيح مسارهم الذي بسببه تم إدخالهم إلى هذا المعهد قد يكون سرقة أو حالات عنف يدعي بها الآباء على بنيهم لكي يتخلصوا منهم إلى أن يصبحوا في الثامنة عشرة ….



دور علم النفس وعلم الاجتماع:



على الرغم من أهمية علم النفس والاجتماع من الوقاية من العنف ومعالجة حالات العنف لا تزال النظرة إلى الطبيب النفسي على أنه طبيب للأمراض العقلية على الرغم من الفرق الشاسع والواضح بينهما. ويعود هذا الموضوع مرة أخرى للإعلام الذي لا يفتح كثيراً حوارات علمية في مواضيع العنف والأطفال وتأثير البيئة المحيطة على الأطفال والكبار أيضاً.



ولكن من ناحية أخرى نجد أن الكثير من المؤسسات الدينية تتعاون مع الأطباء النفسيين لكي تعالج حالات العنف ولكن طبعاً بشكل سري واعتقاداً منها بأنها حالات خاصة نادرة وتتزايد أعداد الكوادر التي تتطوع للعمل في هذا المجال مع المؤسسات الأهلية الدينية ولكن دون أي تصريح.



وحبذا لو تتعاون المؤسسات الدينية مع هؤلاء الأطباء لوضع برامج تلائم مجتمعاتنا الشرقية تعمل على تثقيف الأهل لحماية أطفالهم من العنف برامج توعية للأطفال، برامج تخلق ثقافة اللاعنف.



تبقى ظاهرة العنف النفسي والجسدي ضد الفتيان والفتيات ظاهرة طي الكتمان يتم التكتم عليها لأنها تعتبر شأناً خاصاً في مجتمعنا ولا يمكن الحديث عنها علناً ولكن لا بد من نقلها من الشأن الخاص إلى العام حتى يمكن معالجتها أكبر ودرء أخطارها وأخطار وقوعها.



ختاماً نقول أنه أمامنا الكثير من العمل لكي نتمكن من خلق ثقافة لاعنفية بعد أن تم ترسيخ ثقافة عنفية ولكن الأمر يستحق! فلا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونرى العالم يغرق رويداً رويداً في بؤرة عنف لا عودة منها كما أن خلق بيئة صحية للأطفال يتطلب الكثير من الجهد والوقت ولا يمكننا أن ندعي بأن هذا لا يحدث لأولادنا وأننا نهتم فقط بأولادنا السليمين إذ يجب علينا أن ننتبه إلى أنه في كل مرة يخلق فيها طفل معنّف بصحة نفسية غير سليمة سيكبر ويؤذي طفلنا الذي عاش في بيئة سليمة ويتمتع بكامل الصحة النفسية فبنية المجتمع واحدة ليس فقط مجتمعنا بل العالم كله لأنه رويداً رويداً ومع التقدم التكنولوجي لن يعود هناك حدود وإن أي خلل في أي جزء من العالم سوف ينعكس على كل العالم فأين المفر؟؟؟؟؟؟!

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 14-04-2005, 02:00 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

بسم الله الرحمن الرحيم

الطفل المسلم والإعلام المطلوب
بقلم : إدريس الكنبوري (*)


أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للأطفال من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالاً من طرف المستثمرين وشركات الإنتاج العالمية، نظرًا لما تدره من أرباح سنوية تقدر بملايين الدولارات بسبب استهدافها لشريحة واسعة تتسع دائرتها باستمرار، وهي شريحة الأطفال والشباب واليافعين.
وبفضل انتشار الصحون وتعدد القنوات الفضائية وظهور شبكة الإنترنت وعولمة الصوت والصورة، أصبح إعلام الطفل يشهد تناميًا ملحوظاً، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورًا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله ودفعه إلى الإدمان .
ولاشك أن هذا التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات. فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية، ومتجذرة في أخلاقيات العلمانية الغربية ال! تي تتعامل مع إعلام الطفل بمنطق السوق والجري وراء الربح والكسب دون اهتمام بالقيم، وفي حالة التعارض بين هدفي الكسب وزرع القيم، فإن الغلبة تكون للأول على حساب الثانية.
ويكمن خطر الإنتاج الإعلامي الغربي في سعيه إلى أن يصبح نموذجا يحتذى، وإنتاجا مثاليا في ذهن الطفل الراغب في مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج التي تخاطب فيه غرائزه الطفولية، وأنماطًا للتقليد والمتابعة، مما يخلق حالة من التشوه النفسي والقيمي لدى الأطفال، يصبح معها أمر التقويم صعب المنال مع التقدم في السن وانغراس تلك النماذج والأنماط في منطقة اللاوعي، ولا يعود الطفل ينظر إلى العالم سوى بمنظار ما يقدم له.

نشأة إعلام الطفل

والحقيقة أن إعلام الطفل في الغرب نشأ في إطار سياسات حضارية عاملة لدى النخبة وصانعي القرار من أجل التحكم في ميول الطفل وغرائزه وتلقينه أخلاقيات المجتمع الغربي، وتدريبه على ما ينبغي أن يتحلى به من أخلاق وخصال فردية واجتماعية، في سياق إعادة بناء الفرد والمجتمع . ففي المجتمعات الغربية الرأسمالية نشأت ثقافة الطفل في التلفزيون لتكون في خدمة الثقافة الرأسمالية وتطلعاتها وأهدافها المتوخاة، ولتكسب الطفل الغربي نزعة الكسب والقوة والجشع والاستهلاك وحب الذات والإيمان بالفردية، وحذت المجتمعات الشيوعية في الستينات والسبعينات حذو المجتمعات الرأسمالية في إنتاج ثقافة خاصة بالطفل تحاول زرع الإيديولوجية الشيوعية في نفسيته وعقله ووجدانه، وتربيته على أخلاقيات المجتمع الاشتراكي بكل الأفكار ذات الجذور الشيوعية ، مثل فكرة نفي الألوهية وأصل الحياة والصراعات الطبقية وغير ذلك. ورغم ما يظهر من وجود تباينات بين هذين التوجهين المتقابلين، فإن الفلسفة ظلت واحدة، وهي بالعنف والصراع والبعد المادي في الحياة.

فإذا أخذنا كمثال نموذج "والت ديزني" الأمريكية الشهيرة، فإننا سنكتشف وراء هذه ! الإمبراطورية الأمريكية الخاصة التي تعمل في تجارة التسلية الموجهة للأطفال على وجه الخصوص، شبكة من المصالح والأهداف التي تنحو إلى تنميط وعي الطفل وتعليبه في نمط ثقافي وحضاري معين، يعكس أخلاق الليبرالية والرأسمالية المتوحشة، كالصراع والربح والاقتناء والقوة وعدم وجود قوة فوق الإنسان وسيادة الفرد ورغباته ونزواته ، كمعيار وحيد يحدد سلوكاته في الحياة ومعاملاته مع الآخرين.

وقد توصل باحثان أمريكيان ـ قاما بدراسة لكتب ديزني الهزلية التي لقيت رواجاً على نطاق واسع عبر العالم ـ إلى أن هذه الكتب تتضمن العنصرية والإمبريالية والجشع والعجرفة، بشكل مستقل عن القيمة، وفي النهاية فإن هذا العالم الخيالي الموجه للأطفال يغطي نسيجا متشابكا من المصالح ويخدم إمبريالية أمريكا الشمالية.
وقد ظهر عام 1999 أن توجهات هذه الشركة ليست محايدة كما كان يعتقد الكثيرون، عندما اعتزمت إقامة جناح خاص بالقدس الشريف يعرضها كعاصمة للكيان الصهيوني بمناسبة معرض الألفية الثالثة.

فالشركات تعمل على أساس أن الطفل عالم قابل للتشكيل بحسب الرغبات والأهداف المقصودة، وأنه رهان كبير على المستقبل والحاضر، إذ بامتلاكه والسيطرة على وعيه والتحكم في ميولاته يمكن امتلاك المستقبل والسيطرة عليه، فالطفل هو الغد القادم، وما يرسم هذا الغد هو نوعية التربية والتلقين التي نقدمها لهذا الطفل في الحاضر.

الأعمدة الثلاثة

يتشكل إعلام الطفل بوجه عام من الرسوم المتحركة وأفلام الكرتون والعرائس والأشكال الفنية الأخرى ذات المضامين والمحتويات التي يقصد بها الأطفال وفئات الشباب.
وتعتبر هذه الفنون رافدًا أساسيّا من روافد تربية الطفل وتنشئته اجتماعيا ونفسيا وعقليا، وتطوير ملكاته وتهذيبها، وغرس القيم المستهدفة من وراء عملية التنشئة، وتنمية مهاراته الذهنية، كما أنها تعطي للطفل فرصة الاستمتاع بطفولته وتفتح مواهبه ونسج علاقاته بالعالم من حوله. وتؤثر مسلسلات وأفلام الكرتون والرسوم المتحركة وغيرها تأثيرًا بالغاً في وجدان الطفل ، إلى الحد الذي يحقق معها حالة تماثل قصوى، لأن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل تتجاوب مع الوعي الحسي والحركي لديه، وتحدث استجابات معينة في إدراكه، تساهم فيما بعد في تشكيل وعيه وتصوره للأشياء من حوله، لأنه يختزنها وتصبح رصيده الثقافي والوجداني والشعوري. لكن الصورة والرسوم ليست مستقلة عن الأبعاد الثقافية وعن الهوية الحضارية، فالصورة في نهاية الأم! ر وسيلة تبليغ وأداة تواصل وجسر بين الطفل والرسالة المحمولة إليه، وكل رسالة ثقافية تفترض وجود ثلاثة عناصر تدخل في تركيبها، بدونها تخرج عن كونها رسالة، وهذه الأعمدة أو العناصر الثلاثة هي : المرسِل، والمرسَل إليه، والرسالة، وفي حالة إعلام الطفل فإن المرسل يكون هو المنتِج أو الكاتب صاحب الرسالة، والمرسَل إليه هو الطفل، والرسالة هي الموضوع أو المحتوى . وتؤثر هوية المرسل في طبيعة الرسالة، فتأتي هذه الأخيرة انعكاسا طبيعيّا لثقافته ووعيه وهويته الحضارية والدينية، وهذا التداخل بين المرسِل والرسالة يكون له تأثير قوي على الطفل أي المرسَل إليه. ومن هذا المنطلق، فإن أي منتج ثقافي، مهما تنوع مرسلوه أو المرسل إليهم، هو رسالة حضارية وثقافية تحمل مضمونا معينا يراد تبليغه، وتظهر فيه البصمات الحضارية الخاصة.

خطر إعلام الطفل المستورد

إن أفلام الكرتون والرسوم المتحركة الموجهة للأطفال تصبح خطرًا حقيقيّا حينما تخرج عن سياقها الحضاري الذي نشأت فيه .
وتتحول إلى سموم قاتلة. ووجه الخطر في هذا الأمر أن المرسِل والرسالة يحافظان على جوهرهما، ويتغير المرسَل إليه، وهو هنا الطفل ، ليكون ابن حضارة مغايرة ، يتلقى رسالة غريبة من مرسل غريب عنه، ويحاول هضمها في إطار خصوصيته وهويته، فتصبح الرسالة في هذه الحالة مثل الدواء الذي صنع لداء معين، ويتم تناوله لدفع داء آخر، فتصبح النتيجة داءً جديدًا.
ولنا أن نتصور حجم الأذى والسلبيات التي تنتج عن أفلام الكرتون المستوردة والمدبلجة على الطفل المسلم الذي يتأثر بها . فمثل هذه الأفلام تجعل الطفل المسلم يتلقى قيما وعادات وأفكارًا غريبة عن البيئة والثقافة العربية الإسلامية التي يعيش في كنفها، لكنه يتعامل معها ببراءته المعهودة المستسلمة، فتنمو لديه دوافع نفسية متناقضة، بين ما يتلقاه على شاشة التل! فزيون، وما يعيشه داخل الأسرة والبيئة والمجتمع، فيكون ذلك بداية الانحراف والوعي غير السوي. فالطفل في سنواته الأولى يكون قابلا لتقبل أي شيء يقدم له، لأنه يعيش مرحلة التعرف ، ويبدأ خطواته الأولى في الإحساس بما يلمسه أو يراه أو يسمعه، ويتأثرـ بشكل ملحوظ ـ بما يحيط به من مؤثرات ثقافية مسموعة أو مرئية أو مقروءة، فيتفاعل معها بتلقائية ويسير في نسقها، حتى يصبح من الصعب التخلص كليّا أو جزئيّا من آثارها السلبية على شخصيته ونموه ووعيه. ومن العوامل المعيقة لنمو شخصية الطفل نموًّا طبيعيّا سليما الإعلام الفاسد والإدمان المستمر عليه .
ويلعب إعلام الطفل المستورد دورًا خطيرًا في تنشئة الطفل التنشئة الاجتماعية والثقافية المنحرفة، فكثير من أفلام الكرتون تحوي مشاهد مخلة بالحياء وهادمة للقيم الدينية السوية ومتعارضة مع الهوية الحضارية للطفل المسلم، تسعى إلى إقناعه بأنها هي القيم الحقيقية السائدة في الواقع، والانعكاس الأمين لما عليه المجتمع، وإعداد وترويض الطفل مبكرًا للتعايش معها في كبره. ونحن نعلم أن كثيرًا من هذه الأفلام موجهة بالأساس إلى أطفال العالم الثالث وأبناء المسلمين، وتتضمن دعوات مشب! وهة ومبطنة إلى الإلحاد والتبشير والدعاية للمجتمع الغربي وثقافته، من خلال تمجيد القوة والنمط الاستهلاكي في العيش والمنفعة الخاصة.

مقترحات على طريق إعلام سليم

في عصر الفضائيات والطرق السيارة للمعلومات والتطور التكنولوجي المتسارع ، لم يعد مبررًا ترك أطفال المسلمين يواجهون مصيرهم الخاص، فلقد أصبح لازمًا إعداد استراتيجية عربية خاصة لإنتاج إعلام للطفل ينطلق من الأسس والمقومات الإسلامية، بما يحصن الأجيال الجديدة في عالم يمور بشتى المنتجات الفنية والإعلامية التي تهددها في وجودها وكيانها، ويوجِد البديل المأمول، ويقطع دابر التبعية في هذ! ا المجال الخطير والحيوي .

إن العولمة الإعلامية واتساع انتشار ثقافة الكلمة والصورة وغزوها كل البيوت تدعونا اليوم إلى التفكير في دخول هذا التسابق الحضاري، ووضع إعلام بديل، وتحديد برامج كفيلة بترجمة الأهداف الإسلامية الكبرى إلى واقع، وصبغ ثقافة الطفل بصبغتها.
وقد أورد الدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله عددًا من الأهداف يستضاء بها في أي خطة لتحضير وإعداد أدب للطفل المسلم، نرى أنها تخدم استراتيجية الإعلام الإسلامي الموجه للطفل المسلم . وهذه الأهداف هي:
- تشكيل الوجدان المسلم تشكيلاً إسلاميّا من خلال القصص المؤثر الذي يعرض للبطولات والنماذج الفريدة في تاريخنا.
- صبغ الفكر بالمنهج الإسلامي، وتخليصه من الوثنيات والخرافات والشوائب المنافية له.
- طبع السلوك بالطابع الإسلامي في جميع المواقف الحياتية للطفل.
- ترسيخ حب العلم باعتباره فريضة إسلامية.
- تحديد مفهوم السعادة تحديدًا إسلاميّا شاملاً، يقف في وجه المفهوم الغربي للسعادة التي جعلها في الثراء والجاه والقوة والسيطرة والأنانية والأثرة.
- تنمية ملكة الخيال عند الطفل، بشكل يجعله خيالا تربويا بناء بعيدًا عن ال! شطط الذي تقدمه البرامج الغربية.
- إيجاد التوازن النفسي في شخصية الطفل.
- ترسيخ العقيدة الصحيحة.
- فهم الحياة فهما إسلاميّا سليما، حتى يصبح حلم الطفل هو إقامة المجتمع الإسلامي الرشيد.
- بعث مشاعر الوحدة الإسلامية.
- توضيح مفهوم الحب بمعناه الإيجابي.
- إثراء الحصيلة اللغوية.
- تنمية الإحساس بالجمال.
و لكن يبقى دور الأسرة على رأس الأدوار التي يمكنها توجيه الطفل المسلم توجيها سليما، والتوفيق بين القيم الإسلامية والقيم التي يمتصها الطفل من الإعلام المصور، على اعتبار أن الأسرة هي المحيط الأول الذي يفتح عليه الطفل عينيه، فيتلقى منه نماذج التصرف والسلوك والتوجيهات التي تقود خطواته الأولى. غير أن دور الأسرة لا يكون ناجحا بدون وجود استراتيجية مجتمعية شاملة لإعلام إسلامي قويم، يتكامل مع وظيفة الأسرة بشكل منسجم.

(*)- كاتب وصحافي مغربي

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 14-04-2005, 02:02 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الدكتور حلمي ساري

دور وسائل الإعلام في التوعية في مجال مكافحة العنف






مقدمة



تستحوذ وسائل الإعلام في وقتنا الحاضر على اهتمامنا وانتباهنا ، وتكاد تحاصرنا في كل مكان نذهب إليه، وفي جميع الأوقات، إذ أصبحنا عرضة لمضامين ما نشاهده أو نسمعه أو نقرأه يوميا في هذه الوسائل.



ومن هنا فإنه يتحتم على الباحثين دراسة هذه المضامين لمعرفة آثارها ونتائجها علينا. ولا توجد قضية تستوجب اهتمام الباحثين وعنايتهم كقضية العنف الأسري الذي نشاهده يوميا في هذه الوسائل.



فإلى أي مدى نتأثر بالعنف الذي نشاهده في وسائل الإعلام؟ وهل لهذه الوسائل دور في التصدي أو الحد من هذه المشكلة الاجتماعية الخطيرة التي باتت تقلقنا وتؤرق نومنا، وتنغص علينا حياتنا، وتهدد كياناتنا الأسرية؟



هذا ما ستحاول هذه الورقة الإجابة عليه باختصار واقتضاب.



ولكن قبل الإجابة على هذه التساؤلات، يجدر بنا أن نحدد معنى العنف الأسري ونبين مظاهره وأشكاله التي يتبدى فيها.



تعريف العنف



يكاد يكون من الصعب تقديم تعريف موحد للعنف وذلك لإختلاف اهتمامات وتخصصات الباحثين في هذا الصدد. فعلماء السياسة يعرفونه بطريقة مختلفة من علماء الاجتماع، وهؤلاء بدورهم يختلفون في تعريفهم له عن علماء النفس ، أو علماء الجريمة والقانون. كما أنه يعرف أحيانا بطرق تختلف باختلاف الأغراض التي يكون مرغوبا الوصول إليها، وباختلاف الظروف المحيطة أيضا .. مع ذلك سنقدم التعريف التالي للعنف ثم العنف الأسري لأنه يحتوي على العناصر الاساسية للعنف من جهة، ولكونه يهتم أيضا بالعنف الاسري الذي هو موضوع هذه الورقة من جهة أخرى.



يعرف العنف بأنه: (سلوك أو فعل يتسم بالعدوانية يصدر عن طرف قد يكون فردا أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة بهدف استغلال واخضاع طرف آخر في إطار علاقة قوة غير متكافئة اقتصاديا وسياسيا مما يتسبب في إحداث أضرار مادية أو معنوية أو نفسية لفرد أو جماعة أو طبقة اجتماعية أو دولة أخرى).



وإذا ما أردنا تطبيق هذا المفهوم على الأسرة فإن العنف الأسري سيكون: ( أحد أنماط السلوك العدواني الذي ينتج من وجود علاقات غير متكافئة في إطار نظام تقسيم العمل بين المرأة والرجل داخل الأسرة، وما يترتب على ذلك من تحديد لأدوار ومكانه كل فرد من أفراد الأسرة، وفقا لما يمليه النظام الاقتصادي، الاجتماعي السائد في المجتمع).



وإذا ما أردنا الدقة والتخصص بتعريف العنف ضد المرأة لقلنا بأنه: -

(السلوك أو الفعل الموجه إلى المرأة على وجه الخصوص سواء أكانت زوجة أو أماً أو أختا أو ابنة ، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والاضطهاد والقهر والعدوانية الناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، نتيجة لسيطرة النظام الأبوي بآلياته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية).



وإذا ما دققنا في التعريف السابق لوجدنا أن العنف يأخذ عدة أشكال تتدرج من الشكل البسيط إلى المعقد، وعليه فقط يكون العنف نفسيا أو جسديا أو تربويا أو اجتماعيا أو جنسيا. وهذه الأشكال من العنف تمارس بنسب متفاوتة في المجتمع العربي.



فإلى أي حد تؤثر علينا وسائل الإعلام بعرضها لمضامين عنيفة؟ وإلى أي حد أيضا يمكن استثمار وسائل الإعلام للتقليل من هذه المشكلة الاجتماعية أو محاربتها؟



وسائل الإعلام والعنف



بدأ الاهتمام بدراسة العنف وآثاره على الفرد والمجتمع بعد الحرب العالمية الأولى حيث زادت نسبة الجرائم والعنف والمشكلات الاجتماعية بشكل ملحوظ بعد هذه الفترة مما دفع بالباحثين التي تقصي الأسباب ودوافع ذلك حيث حاولوا معرفة الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في التسبب بهذه المشكلات الاجتماعية من جهة، وتحديد الدور الذي تلعبه في التصدي لهذه المشكلات من جهة أخرى. وقد تمخضت دراساتهم عن نتائج كثيرة لخصت مسألة طبيعة الذي تحدثه وسائل الإعلام. ويمكن تلخيص هذه النتائج حسب تسلسلها كما يلي :



نظرية التأثير القوي أو المطلق (نظرية الرصاصة الإعلامية):



يرى أصحاب هذه النظرية أو وسائل الإعلام لها تأثير قوي ومباشر على الفرد والمجتمع يكاد يبلغ حد السطوة والهيمنة وهذا التأثير قوي وفاعل مثل الرصاصة، ولايفلت منه أحد.



نظرية التأثير المحدود لوسائل الإعلام:



اهتزت نظرية الرصاصة الاعلامية أمام نتائج الدراسات الميدانية التي قام بها باحثون في ميدان علم النفس الاجتماعي حيث تبين لهم تأثير وسائل الاعلام محدود جدا اذا ما قورن بالتأثير الذي تحدثه عوامل أخرى أطلقوا عليها العوامل الوسيطة كالأسرة، واتجاهات الفرد، وقادة الرأي، والاحزاب، وعوامل أخرى كثيرة، تحول هذه العوامل دون التأثير المطلق أو القوي لوسائل الاعلام على الفرد.



نظرية التأثير المعتدل لوسائل الاعلام:



برز هذا الاتجاه في أواخر الستينات والسبعينات، ويعتقد أصحابه أن تأثير الوسائل الاعلامية على الفرد يتأثر بعوامل نفسية كثيرة ومتغيرات نفسية كثيرة، وكان التركيز القوي لهم على البعد النفسي. أي اسلوب الافراد أمام وسائل الاعلام أكثر قوة من عوامل ومتغيرات مما يجعل التأثير معتدلا نوعا ما.



نظرية التأثير القوي:



يعترف أصحاب هذه النظرية بـتأثير وسائل الاعلام على الفرد والمجتمع. ولكنهم لا يقللوا من شأن هذه التأثير ولا يبالغوا فيه كثيرا. ولكنهم يقبولون بقوته وفاعليته اذا ما روعيت عوامل معينة، واذا ما اتبعنا أساليب معينة، في مواقف معينة مثل تكرار الرسالة الاعلامية، ثم شموليتها ثم انسجامها وتوافقها. ان هذه الظروف والعوامل اذا ما روعيت فأنها تجعل من التأثير قويا.





آثار نشر العنف من خلال وسائل الإعلام



يرجع الخوف من نشر العنف والجريمة من خلال وسائل الاعلام الى ان المشاهدين والمستمعين والقراء يقبلون عليها بشكل أكثر من غيرها. وأكدت بعض البحوث وجود علاقة وثيقة بين السلوك العدواني والتعرض لهذه المضامين.



ومن اهم الاثار التي تتركها مشاهدة العنف ما يلي:



رفع حدة الآثار النفسية والعاطفية عند الفرد مما قد يقود الى ارتكاب سلوك عنيف تجاه الاخرين. ويتوقف سلوك الفرد العنيف (أي استجابته للمشاهدة) على مدى احساسه وشعوره بالاحباط والضيق والتوتر.
تعزيز السلوك القائم بالفعل داخل الفرد. حيث تعمل المشاهدة للعنف أو قرائتها على تعزيز وتدعيم السلوك الموجود أصلا عند المشاهد وذلك لأن الشخص العنيف يسبب دوافع العنف داخله – يرى السلوك العنيف الملتفز على أنه تجربة حقيقية.
التعلم والتقاليد: من المعروف أن إحدى طرق تعلم الانسان هي التقليد والمحاكاة، من هنا تأتي خطورة عرض أفلام العنف لأن البعض قد يقلدها على غرارها.


دور وسائل الاعلام في التصدي لظاهرة العنف



تستطيع وسائل الاتصال بأشكالها المختلفة أن تتصدى لظاهرة العنف الاسري بأشكاله المختلفة. ولنبدأ بالدور التوعوي والتثقيفي لهذه الوسائل. في الواقع، فأن الحديث عن الجهود التوعوية – التثقيفية يقودنا للوقوف أمام فرضيتين أساسيتين هما:



الفرضية الاولى: وهي فرضية الاتجاه السلبي، تدعي هذه النظرية بأن وسائل الاعلام تساهم في انتشار العنف وذلك من خلال المضامين التي تضعها في متناول الجمهور من خلال التلفاز والصحف والمجلات والفيديو والافلام السينمائية – الخ.

لذا يطالب أصحاب هذه الفرضية برقابة مشددة على المحتويات الاعلامية العنيفة كالإساءة للمراة، أو الطفل، أو كبير السن، أو أي فرد من أفراد الاسرة، كما أنهم يرون أن التخطيط البرامجي الهادف مع الرقابة قادران على تحويل وسائل الاتصال الى ادوات فعالة لمواجهة العنف الأسري.



وأما الفرضية الثانية، وهي فرضية الاتجاه النشط أو المشارك، فيتعدى تصورها نطاق الرقابة والبرمجة البناءة ليصل الى حد مساهمة وسائل الاعلام ومشاركتها المباشرة والصريحة في التصدي لمشكلة العنف الاسري وذلك من خلال جهود توعوية مدروسة ومتكاملة يتم تنفيذها في إطار سياسة وطنية. وهذا يعني أن وسائل الاعلام يمكن استغلالها عن طريق الحملات الاعلامية التي تسعى الى استبدال المعلومات الخاطئة حول مفهوم العنف، ومخاطره وآثاره على الاسرة والمجتمع بمعلومات حقيقية ودقيقة وذلك باستخدام وسائل إعلامية مخصصة لهذه الغاية.



وعند الحديث عن استراتيجية إعلامية تحاول التصدي لهذه الظاهرة فأننا في الواقع نتحدث عن سياسة اتصالية تقوم على عدة مرتكزات حتى يتم لها النجاح. ولعل أهم هذه المرتكزات هو إعطاء حقائق رقمية عن طبيعة هذه المشكلة وحجمها ثم خصائص مرتكبيها النفسية والاجتماعية والعمرية والثقافية.



ثم بعد ذلك تحديد من هذه الحملة الجهات المقصودة بالتوعية؟ ما هي خصائصهم؟ ويدخل ضمن هدف أو أهداف هذه الحملة تحديد مدى الضرر أو الاثار السلبية التي يتركها العنف على الاسرة والمجتمع المحلي والمجتمع الكبير على حد سواء.



ويجب الا يغيب عن بال القائمين على هذه الحملة أنها يجب أن نرتكز في مضامينها وتوجهاتها على العناصر الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تميز مجتمعنا الاردني عن سواه.



ويلعب الدين دورا أساسيا في هذا المجال حيث أنه يمكن، بل يجب استثماره في توضيح الآثار السلبية للعنف على المجتمع، والاكثار من الآيات الكريمة التي تدعو الى التسامح والابتعاد عن التهور والجور والظلم. وهنا يستطيع الوعاظ ورجال الدين وائمة المساجد القيام بدور كبير في هذا المجال.



ويمكن لمديري هذه الحملة الوطنية ايضا أن يستعينوا بقادة الرأي في المجتمع ليكونوا بمثابة جماعات ضاغطة ومؤثرة في غيرهم. ويلعب قادة الرأي في مجتمعات العالم الثالث بشكل عام أدوار كبيرة في التأثير على بقية افراد المجتمع المحلي، شريطة، أن يكونوا هم انفسهم (أي قادة الرأي) مقتنعين بهذه الحملة.



ومن القضايا الاساسية التي تجب مراعتها في تصميم الحملات الاعلامية في مجال التصدي للعنف الاسري هو التصميم الدقيق للرسائل الاعلامية المستخدمة. اذ يستلزم الامر منهم أن يعرفوا كيف يستخدموا أساليب الاقناع المعروفة كالوضوح، والدقة والصحة، والكمال، واللطف ثم الايجاز. وفي نهاية هذه الورقة فأنني أود أن أقدم بعض التوصيات في هذا الصدد:



Ø التقليل قدر الامكان من إذاعة أو نشر الاخبار التي تحث على العنف أو تتضمن مفاهيم ذات علاقة بالعنف او تشجع عليه.

Ø تصميم برامج إعلامية توضح فيها حقوق المرأة وحقوق الطفل وكبار السن.

Ø تدريب الصحافيين في مجال المسائل المتعلقة بالمرأة والاطفال والاسرة.

Ø تدعيم الرامج التي تعالج محتوياتها مسائل وموضوعات تتعلق بالمساواة بين الجنسيبن.

Ø العمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الاعلام المختلفة من خلال برامج تثقيفية توضح ضرورة إلغاء التمييز الممارس ضدها وخطورة ذلك على ابنائها.

Ø الابتعاد عن عرض الافلام أو المسلسلات التي تصور المراة بأنها ذات عقلية دونية، إنها ذات عقلية كيدية تآمرية.

Ø ابتعاد وسائل الاتصال الجماهيري عن البرامج الاعلامية التي تتعامل محتوياتها مع حلول المشكلات والخلافات العائلية بالعنف والقسوة والقوة... والتركيز على حل المسائل الخلافية داخل الاسرة بالتفاهم والمنطق والاسلوب العلمي.

Ø (تسوية الخلافات بالابتعاد عن العنف.)












مواضيع لنفس الكاتب

الآثار النفسية والإجتماعية والإقتصادية للعنف الأسري على المرأة والمجتمع المحلي

أمن الأسرة الأردنية وإستقرارها

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 30-04-2005, 09:36 PM
الخليجي الخليجي غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,246
معدل تقييم المستوى: 21
الخليجي is on a distinguished road

ماقصرت , جزاك الله خير

تحياتي

 

التوقيع

 

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال ( ما يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم ، ومن يستعفف يعفه الله ، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر )
رواه مسلم

 
 
رد مع اقتباس
  #19  
قديم 17-05-2005, 01:37 AM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

يا مرحبا بك ولا هنت على الحضور

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 22-05-2005, 02:52 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road


نظرة في خطاب (الميديا) السياسية الامريكية - ماذا يقول الامريكيون في 1800 صحيفة يصدرونها يوميا؟ - طاهر عبد مسلم
مدخل...
(هل يتوجب علي الاعلام الامريكي ان يقدم وجهة نظر الحكومة الامريكية فحسب ام ان عليه ان يقدم الحقيقة باوجهها؟).
هذا سؤال من اسئلة عدة يطرحها مجموعة من الباحثين الامريكان في كتاب يحمل عنوان: American Politics in The Media Age والذي نقدم هنا ترجمة لاحد فصوله بعنوان (وسائل الاعلام: صور من سياسات امريكا).. سؤال يطرح ضمن اسئلة عدة حول قوة الاعلام الامريكي والاستفادة من دروسه الكثيرة ووسائله المتعددة..
ثم.. حول حرب الخليج التي عرفت بانها حرب اعلامية تلفزيونية لما لعبته الشاشات من دور في مواكبة وقائعها.
هذه الاسئلة ستطرح في حرب (عسكرية/ اعلامية) قادمة تخوضها الولايات المتحدة غير معلوم زمانها ولا مكانها كما يقول مؤلفو الكتاب.
بعد هذا.. فمن نافل القول، ان الاعلام (الصحافة، التلفزيون، الكتاب...) هو عصب الحياة الامريكية وهو محرك فاعل للرأي العام الامريكي بتداخله مع سلطات اتخاذ القرار وهو ما يعرضه هذا الكتاب باسهاب. (المترجم).
û ما هي الخلاصات التي يمكن ان نتعلمها من السياسات؟ ذلك العالم شبه المجهول، كيف لنا ان نتعلم؟
ــ يجيب (ول روجرز) ببساطة: (انني اعلم عن السياسات فقط عبر ما اقرأه في الصحافة)، واليوم ربما سيجيب (انني اعلم عنها فقط من خلال ما اشاهده علي شاشات التلفاز)، لكن الاشكالية تظل قائمة: ان ما نعرفه عن السياسات هو ما تخبرنا به وسائل الاعلام الا اذا كان الشخص من طاقم مكاتب البيت الابيض او الكونغرس او اقسام السياسة الخارجية. رغم هذا فاننا لا نعلم بالضبط ما يجري هناك، ولا نستطيع ان نعرف كل ما يحدث رغم ان كثيرا من تلك التفاصيل هي اما مملة او لا قيمة لها. لهذا السبب يجب ان نقتنع باهمية وسائل الاعلام بالنسبة للسياسيين لترويج رؤاهم ومواقفهم واقناعنا انهم يقولون الحقيقة.
اما بالنسبة للحقائق الكثيرة الموازية المجهولة والتي لا تخصنا مباشرة فان وسائل الاعلام تعمد الي حشد كم كبير من الحقائق التي لا يبدو منها الا السطح فيما تبقي مغلفة برموز الساسة.
يقول (موري ادلمان): لقد اصبح الساسة والعملية السياسية مقترنين بالصور، الصور التي تعلق في اذهاننا بشكل متواصل، تلك التي تتدفق عبر شاشات التلفزيون وفي الصحافة والمجلات والبرامج الحوارية. لقد خلقت الصورة اليوم بانوراما متحركة تحتل مساحة هائلة في الحياة اليومية للناس ولا يمكن ان ينتهي او يتوقف تأثيرها، ولذا ستجد ان ما يرافق الصورة هو احساس يقترن بكل فرد: قلق، خوف، تعاطف، لا مبالاة وفي بعض الاحيان فعل او رد فعل مباشر، ورجال السياسة هم الذين يعنون بكل هذا مقدمين كما هائلا من الرموز المجردة التي تكشف عن افقهم السياسي.
ان الحياة التي يحياها الساسة ما هي الا دراما متصلة الحلقات، تعبر عن جدل وصراع بين مواقفهم وردود الافعال باتجاهها، الرأي العام، ورأي النخب السياسية، الديمقراطية والدكتاتورية. ويرشح شيء كثير او قليل من هذا عبر الرموز السمعبصرية التي تتدفق عبر وسائل الاعلام.
ولنا ان نتساءل، اية رموز هذه وكيف يجري اختيارها وكيف تقدم الينا وتتحول الي قصص محلية/داخلية تقترن في الغالب بالتاريخ الشخصي لرجالات السياسة؟

بناء (الميديا) السياسية
ان اغلب ما نعرفه عن الساسة في الولايات المتحدة لا يأتي من التجربة الشخصية بل من تجربة بالواسطة فالحقائق والافكار تحمل عبر الواسطة الكتاب، الصحافة، المجلات، التلفزيون، السينما، التلفزيون، الانترنت، الاسطوانات المدمجة واشرطة الفيديو والاشرطة الصوتية. انها هذه القوة الهائلة للوسائل الاتصالية السبعة التي تفعل فعلها في التعبير عن السياسات الامريكية اليوم، وهي التي تنقل الرسائل المطلوبة الي الرأي العام. وفي كل الاحوال، فان الهدف هو في التعبير عن التباينات في الخطاب عبر بث الاهداف السياسية في هيئة رسائل.

الكتاب والحياة السياسية
تشير الاحصائيات الي ان ما مجموعه (40) الف كتاب يطبع سنويا في الولايات المتحدة وان نصف عدد الامريكيين في الاقل يقرأون كتابا واحدا كحد ادني من بين تلك الكتب، وان حوالي نصف هذا العدد من الكتب المنشورة هي للقارئ العادي واما القسم المتبقي فهو اما من نوع الكتب ذات المستوي الفني ــ العلمي ــ التقني العالي فيما تبقي نسبة اخري تمثلها كتب الترفيه.
ولعل قسما كبيرا من الاصدارات يركز علي توجيه الرأي العام نحو السياسات الداخلية والقضايا ذات البعد الاجتماعي وان الاكثر شعبية منها هي تلك التي تتميز بمضمونها الذي يقترب من لغة التقارير الاخبارية حيث تكون الرسالة موجهة للعديد من الناس. وتساعد وسائل الاعلام في هذا علي جذب المتلقين لهذا النوع من الكتب. في بعض الحالات تولد الكتب قضايا جديدة او مقتربات باتجاه الرأي العام. فعبر مسيرة النشر في امريكا، شكل كتاب (مايكل هارنغتون) الذي حمل عنوان ــ امريكا الاخري ــ منطلقا للمساعدة في تطبيق برامج ضد الفقر في الستينيات، فيما دفع كتاب (راشيل كاسون) الذي حمل عنوان (الربيع الصامت) دفع باتجاه انطلاق حركة الجماعات البيئية. ومثل كتاب (جورج جلدر) الذي حمل عنوان (الثراء والفقر) (انجيلا) للثورة الريغانية وبرامجها الاصلاحية في الاقتصاد وحركة رأس المال. فيما طرح (بول كندي) عبر كتابه الذي حمل عنوان (ظهور وسقوط القوي العظمي) الشكوك والتساؤلات حول مستقبل الدور الامريكي علي مستوي العالم وما زالت ضجة كتب مماثلة حول مستقبل الدور الامريكي قائمة.

الصحافة والانتشار
تطبع وتوزع في الولايات المتحدة (1800) صحيفة يوميا، وحوالي نصف هذا العدد من الصحف تعود ملكيته الي مراكز رئيسة معروفة وضخمة في الاعلام الامريكي، فمجموعة (غانيت) تمتلك صحيفة (يو. اس. اي تودي) ومجموعة (تايمس ميرور) تمتلك صحيفة (لوس انجلس تايمس) و(نيوز دي).
وتمتلك مجموعة (نايت رايدر) صحف (ميامي هيرالد وفيلادليفيا انكويرر). وتؤكد الاحصائيات ان 70 في المائة من الامريكان البالغين هم مواضبون علي قراءة الصحف فيما تؤكد الدراسات شغف الجيل الجديد بالاخبار المتلفزة اكثر من الاخبار المطبوعة.
وصارت شاشات التلفزيون توفر فرصة لمشاهديها لتتبع نشرات الاخبار في الظهيرة عبر تغطيات كاملة وبذلك استعاض المشاهد عن قراءة الصحيفة.
ولعل واحدا من اسرار نجاح الصحيفة الاوسع انتشارا والاقوي توزيعا في الآونة الاخيرة وهي صحيفة (يوأس اي تودي) انما يعود الي (الموديل) التلفزيوني الذي بنيت عليه، فالالوان المشرقة التي تستخدمها والتصميم المبتكر والمميز والاخبار المكثفة المعمقة والتغطيات المركزة للجانب الحياتي والترفيهي كل هذه العوامل جذبت لها جمهورا عريضا حيث وصل توزيعها الي حوالي (مليون ونصف)، ولقد وفرت التكنولوجيا العالية فرصة مماثلة لصحيفتين اخرين ذائعتي الصيت في الولايات المتحدة وهي (نيويورك تايمز) و(وول ستريت جورنال).
لقد امتلكت هذه المجموعة من الصحف حضورا قويا بتركيزها علي الاحداث الكبيرة سواء العالمية منها او الداخلية التي تمس حياة الامريكيين بشكل مباشر، بينما تميزت (يو اس اي تودي) بمنح الاخبار اليومية (الترفيهية والاجتماعية) مساحة اوسع وبطريقة عرض مميزة.
يذكر ان الصحف المذكورة يتراوح توزيعها ما بين المليون وتسعمائة الف (وول ستريت جورنال) ومليون ومائة الف (نيويورك تايمس).

قوة الشاشة.. قوة الاعلام
لعل اغلب الاخبار التي يتداولها الناس انما يعود مصدرها الي التلفزيون ولان اخبار التلفزيون تبدو اكثر مصداقية من باقي وسائل الاعلام والسبب واضح وهو نزول الكاميرا التلفزيونية الي موقع الاحداث ونقلها ما يجري نقلا حيا وساخنا.
فالتلفزيون علي اية حال هو الاداة الاكثر شعبية. وكل بيت امريكي لا يخلو من تلفزيون واحد في الاقل. وتشير الدراسات الي ان الفرد الامريكي يشاهد التلفزيون مدة (7) ساعات يوميا كمعدل عام وتؤكد الدراسات انه اذا كانت حصة المشاهدة التلفزيونية هي (3) ساعات يوميا فان حصة قراء الصحف والمجلات من الزمن اليومي هي (نصف ساعة) فقط.
لقد اسس التلفزيون صلة قوية وعميقة مع الشعب الامريكي منذ الستينيات وصار المصدر الاكثر رجحانا ومصداقية لدي الناس. لقد استطاع التلفزيون ان يحقق حضوره بمرور الزمن بمزجه القضايا والاحداث السياسية بالترفيه وملامسة الحياة اليومية للمجتمع.
لقد تفاعل الامريكيون منذ الخمسينيات وحتي الثمانينيات بقوة مع الشبكات الاخبارية: ABC و CBS و NBC وما لبثت شبكات الكيبل ان انتشرت بعد ذلك وصار اكثر من نصف السكان مرتبطين بهذه الخدمة. وما لبثت المنافسة ان تصاعدت مع استمرار البث علي مدار الساعة وتوفرت خيارات متعددة للمشاهدين لا سيما بعد ظهور شبكة C.N.N وحضورها القوي.
لقد سئل الامريكيون في استفتاء حول مصدر الخبر اليومي لديهم اهو من التلفزيون ام من الراديو ام من الصحافة ام من المجلات.. فاجاب 65 في المائة منهم بانهم يتلقون الاخبار من التلفزيون و42 في المائة منهم يتلقونها من الصحافة و14 في المائة من الاذاعة و4 في المائة من المجلات.

التلفزيون.. الجبهة الثانية في حرب الخليج ــ قراءة في التجربة
اذا كانت حرب فيتنام تجسمت في شكل (غرفة معيشة) حربية في حياة الامريكيين فان حرب الخليج مثلت عرضا حربيا حيا ومباشرا. فلاول مرة في التاريخ يشاهد الامريكيون فصول الصراع حية امامهم علي الشاشات كما هي واقعة بالفعل.
لقد فتح هذا التطور جبهة ثانية في المعركة، انها معركة السيطرة علي الصورة..
وبالمقابل، كشفت تجربة حرب الخليج حقيقة مفادها ان التلفزيون الذي يتسلم البث عبر الاقمار الصناعية صار طرفا في الازمات العالمية من خلال تغطياته الحية.
ان قصة حرب الخليج ــ العام 1991 ــ انطوت علي معركة متسارعة بين البنتاغون والاعلام من جهة وبين الاعلام والدعاية المتلفزة للرئيس العراقي وتأثيرها علي الرأي العام من جهة اخري. وكانت من خلاصات هذه التجربة ايضا هو جهود الامريكان للاستفادة من تجارب الماضي وذلك بتجنب (فيتنام اخري) وادراك مستقبل امريكا في القرية الكونية التي يشكل مفاهيمها الاعلام الامريكي، والنقطة الاخيرة هي قصة (الميديا المعارضة) في صراعها مع رغبات الرأي العام والعمل مع الفريق الحكومي.
لقد كان (البنتاغون) قد خطط للاستراتيجية الاعلامية قبل مدة طويلة من اتجاه الاعلاميين بانظارهم صوب العراق. قادة عسكريون كثيرون كانوا مقتنعين بان (الميديا) ساهمت في (خسارة) الحرب في فيتنام من خلال التقارير ذات التأثير العكسي والصور المتلفزة لجبهة الحرب التي اسهمت في توجيه الرأي العام ضد الحرب. لقد صمم اولئك القادة علي عدم السماح للتقارير غير المحسوبة وغير المتدفقة في مسألة الحرب كتلك التي كان يستمتع بتقديمها المحررون الخبريون ابان حرب فيتنام. بعد اجتياح العراق للكويت في آب (اغسطس) 1990 ورد فعل الرئيس بوش بنشر القوات الامريكية هناك، بدأ الصحافيون الامريكان بالتدفق علي المنطقة، اذ صار احتمال وقوع الحرب قائما، ثم صار مطلوبا، وذلك بعد ان ادانت الامم المتحدة العراق وفرضت عليه عقوبات اممية شديدة. عند هذا كان قد اكمل الرئيس بوش التحالف المناوئ للعراق الذي تمثل في حشد قوامه 000.540 الف مقاتل وعند ذاك فوض الكونغرس الرئيس الامريكي استخدام القوة العسكرية ضد العراق. ومع اندلاع الحرب في شهر كانون الثاني (يناير) 1991 كان هنالك اكثر من 800 صحافي قد توافدوا علي المنطقة لتغطية العمليات.
ومنذ اللحظة التي قصفت فيها الطائرات الامريكية العراق ليلة 16 كانون الثاني (يناير) 1991 بدأت (الاخبار) بالتدفق.. واصبحت (الميديا) جزءا من هذه القصة. قطعت الشبكات الاخبارية الامريكية برامجها الاعتيادية وبدأت ببث اخبار الحرب علي مدار الساعة.
المؤسسات الاعلامية التلفزية الكبري ABC و CBS و NBC بدأت بتكثيف لقاءاتها مع المستشارين في الاستراتيجية العسكرية، بالاضافة الي بث تقارير اخبارية مباشرة عبر الاقمار الصناعية من مراسلين في المملكة العربية السعودية واسرائيل.
وحملت التقارير اخباراً مثيرة ومفزعة حول هجوم بالاسلحة الكيمياوية قد يقع، وشاهد الناس تقريرا لاحد المراسلين وهو يرتدي القناع الواقي من السلاح الكيمياوي خوفا من هجوم بغاز الاعصاب.
لقد كان التفوق الواضح في كل هذه التغطيات لمعركة (الميديا) قد حسب لشبكة C.N.N التي كان لها فريق عمل في بغداد بخط مفتوح عبر الاقمار الصناعية مكن الامريكان من متابعة تقارير المعارك مباشرة وكانت الانفجارات تكاد تقع قرب المراسل تماما. لقد كرس هذا البث المباشر من بغداد هذه الشبكة المفضلة الاولي في تغطية اخبار الحرب. لكن تمركز C.N.N كقناة امريكية فاعلة وحيدة في بغداد سرعان ما جلب نتائج عكسية، فقد حمل كثيرون علي مراسل الشبكة (بيتر ارنت) موجهين اليه انتقادات حادة.. واتهموه بانه يعمل اداة في خدمة الدعاية للعراق، بالاخص بعد تقريره حول قصف الولايات المتحدة مصنعا لحليب الاطفال. وعندها رد البنتاغون بان المصنع كان ينتج احتياجات الاسلحة الكيمياوية وعندها كان احد اعضاء الكونغرس قد اطلق علي ارنت صفة (المتعاطف).
اما الشعب الامريكي فقد انقسم في تقييمه للاحداث بقبول البث من عاصمة الخصم وما يثار حول ذلك من تساؤلات وكذلك حول مسألة السماح للرئيس العراقي لطرح قضيته عبر الاثير الامريكي بعد الحرب أعلن (ارنت) ان الحكومة العراقية سمحت بتغطياته القوية والمباشرة لغرض لفت انظار العالم الي سقوط الضحايا من المدنيين. واضاف ارنت في حينها بان القصص التي كان يرسلها عبر تقاريره كانت جديرة بان تذاع وقال انه لم يكن موجودا في بغداد من اجل الحكومة الامريكية بل من اجل الناس الذين يشاهدون C.N.N في (105) بلدان في ارجاء العالم. خلال هذا خضع الصحافيون الذين ارادوا نقل الصورة من خط المواجهة الي قيود عسكرية. فلقد اشتكي حشد من الصحافيين من ان تقاريرهم يجري تأخير بثها، كما انهم لاموا مسؤولين عسكريين لانهم كانوا يمنعون الجنود من الحديث بحرية الي الصحافة ووسائل الاعلام. لقد بدأت اجهزة الاعلام تعلن عن قيود البنتاغون وحتي دكتاتوريته، وبعض التقارير بدأت تجاهد في النفاذ خارج هذه الدائرة من خلال تحمل الصحافي مسؤولية ما يعلن عنه. خلال هذا ايضا كان مراسل CBS بوب سايمون وفريق عمله قد القي القبض عليهم من قبل السلطات العراقية واعتبروا اسري حرب في حينه.
لكن ما يؤسف له ان وسائل الاعلام لم تكن لتصل الي مشاركة الجمهور لها فيما هي عليه من جهة خضوعها للرقابة وسياقات العمل في المؤسسة الاعلامية.
وبينما يعيش الصحافيون اضطرابهم كان الجمهور يشاهد بانبهار القنابل الامريكية وهي تدمر اهدافها بدقة متناهية عبر تقارير واشرطة تلفزيونية خاضعة للموافقة العسكرية المسبقة.
لقد شاهد الجميع عبر الايجازات العسكرية، ما يجري بهدوء وصبر وكانتا صفتين ميزت الصحافيين وهم يواجهون متغيرات حربية ليسوا علي علم مسبق بها ولا هم مستعدون لها.
وهذا الواقع لم يطور الصورة الاحترافية للجهد الصحافي في نظر الرأي العام. وكانت NBC تقدم عبر برنامجها (حياة ليلة السبت) اسئلة لاحد اعلاميها مفادها: هل سنجتاح الكويت، وما هي المعلومات التي يجب ان نعرفها حول العراقيين؟
لقد بدا واضحا التخطيط والاستخدام العسكري المسبق لوسائل الاعلام في خدمة الحملة العسكرية ضد العراق. وفي واقع الامر، فان النجاح في ادارة الاعلام من قبل البنتاغون قد رافقته انتقادات وجهت للصحافيين الذين تواجدوا في موقع الحدث والذين كانوا يظهرون وكأنهم صناع للنجاح في الحملة.. بالاضافة لكل هذا بدأت تثار تساؤلات حول تكلفة هذه الحرب وهذه القنابل التي تتساقط.
لقد كان من مظاهر الحملة عرض القطعات العسكرية وهي تستخدم السلاح عالي التقنية الذي قوبل باعجاب علي مستوي العالم. لكن التلفزيون لم يقدم للناس (حرب الننتيدو) تلك اللعبة الفيديوية للحرب الخالية من الضحايا.
لقد بثت الشبكات صورا عن الاضرار التي لحقت بالمدنيين من جراء الاعمال الحربية المنطلقة من الجو والبحر والارض علي السواء.
لقد خضع الصحافيون التلفزيونيون لقيود وادارة عسكرية ورغم هذا قدموا نوعا من التغطية الناقدة التي طبعت واثرت في الخطاب السياسي الراهن.

AZZAMAN NEWSPAPER --- Issue 1430 --- Date 16/2/2003

جريدة (الزمان) --- العدد 1430 --- التاريخ 2003 - 1 - 16

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 08:52 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع