عصا المعلم: كاريكاتير مستقبلي
لا أظن أحدا, ينكر أهمية الدور الخطير الذي يلعبه "المعلم" في مساحة كبرى اسمها "المجتمع" فهو بدوره المعروف في إيصال رسالته "العلمية", يلعب دورا لا يقل خطورة عن سابقه وهو تنشئة وتشكيل هوية سلوكية لجيل بأكمله.
ولأن "المعلم" تحديدا, يقف على أمر مهم وحيوي وتاريخي كهذا, فإن شخصيته التربوية وطرقه التي ينتهجها في إيصال معلومة, يظل لها الأثر الكبير في تشكيل ذهنية الطالب, بل وفي سلوكه الحياتي, إلى أن تصل تأثيراته إلى صنع "شخصية" الطالب, وبالتالي شخصية جيل كامل, فإما جيل "مدمر" نفسيا وسلوكيا وذهنيا, وإما جيل يملك السلوك والهوية والغد.
قبل أيام, سمعت معلما يردد ذات "الكلام" الذي انتشر في الأعوام الأخيرة, أعني شكوى المعلم من سحب صلاحيته في "الضرب", وبالتالي ضياع هيبته وضياع أدواره "البطولية" في "جلد" أكثر من طالب.
لم أوجه لومي لذلك المعلم, كما أنني تجاوزت حجم "البلادة" في تكراره لعبارات أنتجها عقل مجتمع, أو "بعض" مجتمع, دون تعميق رؤيته أو فهمه للأشياء, وهو الدور الذي ننتظره من "معلم", أعني دوره في فهم الأشياء ورؤيتها من زاوية مختلفة.
أظن أن حكاية "العصا" أصبحت "ممجوجة" إلى حد كبير, فالمعلمون الذين "يغنون" موال العصا وضياع الهيبة, يعانون خللا "تربويا", ولا يمكننا أن نتوقع من شخص يكتسب وجوده من خلال العصا أن يكون قادرا على تحقيق ما هو أهم.
لقد انتهى زمن المعلم الذي يفتح عينيه "بشراسة" مع إطلالة كل يوم جديد, ولم يعد المعلم الذي ينزع "أوراق التقويم" بعصا غليظة معلنا بدء النهار, صالحا لزمن تقدمت فيه مناهج وطرق التربية, وإن وجد مثل ذلك المعلم الآن, فهو لا يصلح لأكثر من رسم "كاريكاتوري" تنشره صحيفة.
عبد المجيد الزهراني