بالنسبة لراي الشخصي اختي الشامخة لا ارى انك جمعتي بين الفخر والكبر
بل انك طرحت موضوع جدير بالاهمية والكثير منا من يقع في هدا الخطأ الفادح
الا وهو التفاخر الى حد اللمعقولية و للانسانية ونسيانه انه خلق من تراب ويعود الى التراب
اعتقد انه لو كان الفخر مستحبا
لكان سيد البشر من له الحق ان يفتخر
ولكنه لم يكن كذلك
بل ماذا كان يقول:
"انا سيد ولد ادم ولا فخر..."
وغيرها من الاحاذيث التي تحمل هذه الصيغة المتواضعة في تكلمه عن نفسه
وكما ترون انه يقول ولا فخر اي انه لم يكن يفتخر بدلك بل كان يوضح حقيقة موجودة لا غبار عليها وهو انه سيد البشر فعلا ويستحق هذا اللقب
بل نحن من نفتخر بانتسابنا الى الاسلام وبرسول ارسله الله رحمة للعالمين
كي يكون نذيرا وبشيرا
اذا ارى والله اعلم ان هذا هو الافتخار المطلوب والمستحب
حتى من هم من اهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لا يفتخرون بنسبهم
اذكر قصة لاحد ابناء اهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم -غاب عني اسمه- انه مر عليه صحابي ورءاه يبكي عند الكعبة بكاءا شديدا فقال له الصحابي :او تبكي وانت من اهل بيت النبي عليه الصلاة والسلام..فقال له:اولا تسمع قول الله تعالى:"فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون.."
اما اي افتخار غير الافتخار بالاسلام لا اراه مستحبا والدلائل في هذا الصدد كثيرة
وقد ذكرتم بعضها
انما العمل الصالح هو الذي يدخلك الجنة
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:"تعلموا من انسابكم ما تصلون به ارحامكم"
اي الذي يتأمل في هذا الحذيث يجد ان القضية قضية عمل صالح وصلة الرحم عمل صالح وليس تفاخر بالانساب
ويقول النبي عليه الصلاة والسلام:"كلكم لادم وادم من تراب"
ان التفاخر وان اعتقدنا انه ليس بكبر فانه يوصل الى الكبر لا محال وهو مدخل من مداخل الشيطان والعياذ بالله
ولا ننسى قول النبي عليه الصلاة والسلام:"لن يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة كبر"
تخيلوا ذرة كبر والعياذ بالله
بل وحتى العمل الصالح لا يستطيع احد ان يتفاخر به او يغتر به لانه من الله تعالى عليك وهدايته
فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لن ينجي أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة، والقصدَ القصدَ تبلغوا)
وازيد عليها هذه الحلقة القصيرة للأستاذ الدكتور : فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
الأستاذ بقسم السنة النبوية و علومها – كلية أصول الدين – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
في النهي عن التفاخر بالانساب:
قصة التفاخر بالأنساب بين الرجلين على عهد موسى
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ, فَمَنْ أَنْتَ لا أُمَّ لَكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: انْتَسَبَ رَجُلانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً فَمَنْ أَنْتَ لا أُمَّ لَكَ؟ قَالَ: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ ابْنُ الإِسْلامِ. قَالَ: فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوْ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ, وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ(1).
شرح المفردات:
(انتسب): أي: اعتزى إلى أبيه(2).
(المنتمي): المنتسب.
(لا أم لك): هو ذَمٌّ وسَبٌّ أي أنت لَقِيطٌ لا تُعْرف لك أُمٌّ(3).
من فوائد الحديث:
1- النهي عن التفاخر بالنسب والحسب، أو بالمال، أو بالقبيلة، أو غيرها من الأمور الدنيوية ما عدا الإسلام. وقد جاء النهي عن التفاخر بالآباء، فعن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِم الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ, أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِن الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ, إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ, إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ, النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ)(4). قَالَ الْخَطَّابِيُّ: إنَّ النَّاسَ رَجُلاَنِ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ فَهُوَ الْخَيْرُ الْفَاضِلُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَسِيبًا فِي قَوْمِهِ, وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ فَهُوَ الدَّنِيءُ وَإِنْ كَانَ فِي أَهْلِهِ شَرِيفًا رَفِيعًا, اِنْتَهَى(5).
2- أن الفضيلة ليست بالحسب والنسب والمال والجاه وغيرها من الفروق الدنيوية، بل المعيار الصحيح للتقديم التقوى وخشية الله جل وعلا في السر والعلانية، كما قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [سورة الحجرات: 13].
قال ابن حجر: هَذِهِ الآيَة فيها أَنَّ الْمَنَاقِب عِنْد اللَّه إِنَّمَا هِيَ بِالتَّقْوَى بِأَنْ يَعْمَل بِطَاعَتِهِ وَيَكُفّ عَنْ مَعْصِيَته(6).
3- يَنْبَغِي للمسلم أَلاَّ يَتَّكِل عَلَى شَرَف النَّسَب, وَيُقَصِّر فِي الْعَمَل فيقع في مثل حال هذا المتكبر.
(1) مسند الإمام أحمد، برقم: (21178). وصححه الألباني، ينظر: السلسلة الصحيحة, 3/ 265، برقم:1270.
(2) مختار الصحاح للرازي، ص: 656.
(3) لسان العرب لابن منظور، 12 / 22.
(4) جامع الترمذي، ح: 3955, وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. والجامع الصغير وزيادته, 1/ 962, برقم: 9613. وصححه الألباني: ينظر حديث رقم: 5482 في صحيح الجامع.
(5) عون المعبود للعظيم آبادي، 14/ 16.
(6) فتح الباري شرح صحيح البخاري، لابن حجر العسقلاني، 6 / 527
وانتهى
000
واقول كلمة اخيرة:ان التفاخر والتكبروالغرور لأبلغ تعبير عن النقص و قلة الحاجة والضعف
واسال الله تعالى ان يتقبل منا صالح الاعمال وان يجعلنا من عباده المخلصين
مشكورة اختي الشامخة
وبارك الله فيك وعليك
وجزاك الله خيرا