مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #41  
قديم 05-04-2005, 12:15 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الفلسفات التربوية و وجهة نظرها في المنهاج


أولا : ما مفهوم الفلسفة ، ما فلسفة التربية ؟
الفلسفة مصطلح يوناني الأصل مكون من كلمتين : phiLo بمعنى الحب ، sophy بمعنى الحكمة ، فالفلسفة إذن هي حب الحكمة ، وبالرغم من جاذبية هذا المفهوم للوهلة الأولى ، إلا إن الفلاسفة والمفكرين قد اختلفوا وتناقضوا في ماذا تعني محبة الحكمة ؟ وما زال هذا التناقض والاختلاف قائما منذ أن نشأ هذا المصطلح إلى يومنا هذا ، والبعض يرى أنها علم دراسة السلوك الإنساني في علاقته بالكون من حوله ، وثالث يرى أنها مفهوم جامع بما فيه من جماد وحيوان ونبات ، ولكل فلسفة ظهرت للكون والإنسان والحياة . ( الطويل 1967 م) .
\" وتسعى الفلسفة إلى فهم طبيعة الأشياء ودراسة طرق التفكير والأدوات التي يستخدمها في المعرفة ، والسعي لدراسة مشكلة السلوك الإنساني ومعالجة القيم \" ( مرسي 1982م ) .
وأما فلسفة التربية فهي \" الجانب التطبيقي للفلسفة العامة في ميدان التربية \" ، ومن وجهة النظر هذه يصبح من وظائف الفيلسوف التربوي تطبيق مبادئ الفلسفة المثالية أو الواقعية أو البراجماتية وما إلى ذلك على التربية ، ولذا فإن من ينظر في أسماء فلسفة التربية يجد أنها ذات المدارس الفكرية التي يتحدث عنها الفلاسفة ، فهنالك فلسفة مثالية عامة ، وهنالك أيضا فلسفة مثالية في التربية . ( عبد الله 1986م) .
ويذهب حمدان (1988م) إلى تعريف فلسفة التربية \" بأنها تنشئة الفرد أو رعايته و تعويده على حب المعارف والتبصير في الأمور والحكم السوي عليها لصالح الفرد نفسه ومجتمعه ،وإن اختلاف لبمحتوى من معارف وخبرات وسلوكيات مقررة على التلاميذ ، ففلسفة التربية يتبناها المجتمع لناشئته المدرسية من خلال مناهجه الدراسية ، تحدد المواصفات السلوكية العامة لنوع الإنسان المطلوب في التلاميذ مما يمكن ا لمختصين من تشريع غايات النهج العامة حيث على أساسها يشتقون بعدئذ الأغراض ووليدتها الأهداف السلوكية .

ثانيا : ما مفهوم المنهاج في الفلسفات الآتية :
1- الفلسفة المثالية :
قبل الخوض في هذا الموضوع ، حري بالباحث أن يتطرق لموضوع الفلسفة المثالية العامة ، ماذا نعني بها ؟ وما هي مبادئها ؟ .
يعد سقراط أول من بحث في الفلسفة المثالية ، إلا أن هذه الفلسفة المثالية تقترن باسم أفلاطون ، لأنه هو الذي دونها ورتبها بشكل مفصل ، ومن أهم مبادئها :
• جميع الأشياء الحقيقية تأتي من العقل .
• الإنسان يترجم ويحلل كل شيء بواسطة العقل .
• الإنسان أهم من الطبيعة .
• العقل يعد القوة الرئيسية التي تساعد الفرد لكشف أسرار الكون .
• الإنسان لديه الحرية في الاختيار بين الخطأ والصواب .
• وجود الإنسان في هذه الحياة يرتكز تماما على العقل .
• القيم الخلقية ثابتة لا تتغير . ( الحياري 1993م ) .
\" أما نظرة المثالية إلى المنهج فترى أن المنهج يجب أن يشمل المواد الدراسية الأساسية التي تساعد الفرد على النمو العقلي والخلقي ، كما يجب أن يشمل كل خبرة البشرية نظرا لأهميتها ، كما يجب أن يشمل على العلوم والآداب والدراسات الإنسانية التي تساعد الإنسان على فهم ومعرفة الجنس البشري كما تساعده على فهم بيئته التي يعيش فيها
كما يجب أن يعكس المنهج الدراسي المعرفة والحقيقة وتوسيع فهم الطفل للكون والإنسان نفسه ، كما يجب الاهتمام ، بتدريس مواد معينة كالتاريخ والفلسفة ، والفنون الجميلة ، والدين ، وهي العلوم الإنسانية ، إذ إن دراسة الفن والآداب تنمي الموهبة الحدسية عند الطالب وتنظيمها . ( مرسي ، مرجع سابق ، 1982م )
والنظرة الدقيقة الفاصلة لهذه الفلسفة ترينا أنها تعتمد على خاصية الثبات ، لأن العقل المطلق الذي ينبغي أن تهدف المناهج إلى إدراكه ومعرفته ، يتميز بالشمول والإحاطة ، وعدم التحديد في زمان أو مكان ، وهذا يعني ثبوته الأزلي، وكمال ذاته منذ القدم ، كما ينبغي عدم خضوعه للتطور والتغير . (1965 ، kneller ) .
\" والتعليم في المثالية عملية مطابقة الوجود في عالم الواقع لما هو موجود في العالم المثالي ، عالم الحقيقة والخير ، وبناء على هذه النظرة فالتعلم ليس ابتكارا وإبداعا ، ولكنه تحقيق الفكرة المطلقة بالنسبة للحقيقة والخير والمثل التي وضعت سلفا ، وقيمة الأفكار في ذاتها حيث أنها تصور الواقع الممثل للحقائق اللانهائية ، ومن أجل ذلك فالأفكار جديرة بالتعلم وهي تستحق أن يكون تعلمها هدفا في حد ذاته \" . ( مدكور ، 1997م) .
\" ويحتوي المنهج الدراسي على مواد العلوم الإنسانية لأنها تساعد على صقل قيم الطالب وتنمية روحه وتهذيب أخلاقه ، بينما تحظى العلوم الطبيعية بدرجة أقل أهمية إذ لا صلة لها بالإنسان وروحه ، ويغلب على المنهج الدراسي في الفلسفة المثالية الثبات وعدم التطور . ( نزال ، 1995 ) ، فيسير المنهاج المثالي على مبدأ القديم على قدمه ، وعدم قابليته للتطوير بمعنى أن ما توصل إليه الأجداد من تراث ثابت ومطلق ، لهذا تهدف المثالية إلى حشو أدمغة التلاميذ بالمعلومات والحقائق الثابتة المطلقة .
ويهتم المنهج المثالي بتدريب العقل على التفرقة بين الغثن والسمين ، والوضيع في جميع المجالات التعليمية كما ينبغي تعويد المتعلم على رؤية الجمال ، وتذوق القيم في كل الموضوعات المنهج ، كما ينبغي تعويده على الاتصال بذوي الأخلاق الكريمة حتى تستهويه الأخلاق الفاضلة والخصال الحسنة .
\" ويهتم المثاليون بالرياضة البدنية ، لا من أجل الجسم ، فهم لا يهتمون بالمادة ، و إنما من أجل العقل ، فالعقل السليم في الجسم السليم ، فخدمة العقل ورعايته والعناية به لا تكتمل إلا إذا نال الجسم حظا من الرعاية والعناية التي تجعله خليقا بخدمة العقل وازدهاره ، وانطلاقه إلى عالم المثل العلوي \" . ( مدكور ، مرجع سابق ، 1997) .
ومن أهم المواد والحقول العلمية التي تركز عليها المناهج المثالية والتي تساعد العقل على الرقي مرة أخرى لعالم الأفكار المثالية الرياضيات بدرجة رئيسية ، والتاريخ والأدب ، وعرض ما بينهما من قيم روحية ومثل فاضلة بصورة حية ، فمثلا مادة التاريخ تعرض للطالب صورا من حياة العظماء والقادة الكبار الذين يمثلون القيم السامية العالية بهدف تعريف الطالب بهم ، حتى يصبح هؤلاء الأبطال قدوة له في سلوكه وأخلاقه ومواقفه ، أما مادة الأدب فهي تركز دراسة الطالب عن الإنسان والحياة البشرية ، فهي تمجد الخير ، وتحارب الشر ، فالأدب يدعو للقيم النبيلة بأسلوب آخر . ( حمدان ، مرجع سابق ، 1988م) وانظر ( فرحان 1989م)
\" إن الفلسفة المثالية تدعو إلى تنظيم المنهج الدراسي تنظيما كاملا بهدف استيعاب خبرة الجنس البشري كله وتقديمها للطالب ، وهي بذلك تخص الطالب أن يصبح خلاقا مبدعا ، وتركز مناهج الفلسفة المثالية على ضرورة تطوير شخصية الطفل ونموه \" . ( فرحان ، مرجع سابق ، 1989 م) .
نخلص إلى القول بأن المنهج في المثالية يركز على مواد الرياضيات والتاريخ ، والأدب ، والعلوم الإنسانية ، وتسعى لتحقيق الأهداف التربوية عن طريق المحتوى المعد بصورة جيدة ، ويصمم المنهاج لتحقيق الإبداع وزيادة النمو الفكري ، والأمور الجيدة وتحقيق الفرد الحكيم المفكر نظريا والنموذجي في سلوكه وخلقه ، الفرد القدوة أو الصفوة ، وتركز خبرات وأنشطة المنهاج كونها نظرية في معظمها على تسميع وتكرار وتقليد ما يقوله أو يقوم به المعلم كما أنها جماعية موحدة لا تختلف من واحد لآخر من التلاميذ .
وقد نتج عن هذه النظرة المثالية للمنهاج الانعكاسات التالية في العملية التربوية :
1- وجهت الأهداف التربوية إلى المحافظة على التراث في المقام الأول ، وليس إنماء شخصية الطالب بصورة شاملة .
2- طرحت مفاهيم متناقضة عن الإنسان ، فاحترمت المعرفة التي تتصل بالعقل أكثر مما يجب ، وأهملت المعارف التي تتصل بمكونات الإنسان الأخرى .
3- أكدت اتجاهات التلقين وحشو العقل بالمعلومات الكثيرة دون أي سند يثبت ارتباط ذلك بالهدف .
4- عززت روح السلبية في الطلاب وحددت أدواتهم في استقبال المعلومات والعمل على خزنها في الذاكرة ، الأمر الذي أبرز الاتجاهات التركيز على الحفظ في التعليم وعمليات التقويم .
5- عزلت المناهج التربوية عن الاهتمام بحاجات الطلاب وحاجات البيئة المحيطة ، وركزت على الماضي فأخفقت في مفهوم أن تكون الخبرات التعليمية ذات معنى للمتعلم ، وذات وظيفة للحياة اليومية .
6- كانت سببا في إضعاف الكفايات الداخلية ( الظروف المؤثرة ) ، و الكفابات الخارجية ( مدى تحقيق الأهداف ) للمناهج التربوية بفضل ما كانت تحدثه من إهدار تربوي لعدم التوازن بين حاجات الطلاب والخبرة التعليمية ، من ناحية ، ولعدم الملاءمة بين كفايات الخرجين والحاجات الحقيقية لسوق العمل من ناحية أخرى .
7- أعطت للمعلم الدور الرئيسي في عملية تعلم الطلاب حتى أصبح محور العملية التعليمية والمصدر الرئيسي لعملية التعلم ، الأمر الذي جعل الطلاب سلبيين لا يشاركون في عملية تعليمهم .
8- جعلت الامتحانات وعمليات التقويم في المدارس ، تركز على الحفظ والاستظهار ، والتذكير ، وليس على إنماء شخصيات الطلاب وقدراتهم .
9- أجازت مفهوم العقاب البدني دافعا للتعلم ، وقد ترتب على هذا المفهوم التي ما زالت التربية تعاني من آثاره حتى الوقت الحاضر ، ونتج عنه مشكلات نفسية وجسمية وعقلية ووجدانية وغير ذلك من سلبيات وصعوبات تعمل على التقليل من أثر التعلم عند الطلاب .

2- ما مفهوم المنهاج في الفلسفة الواقعية :
يعد أرسطو زعيم الفلسفة الواقعية ، ومن روادها ( أوجست كونت ، أرنست ماخ ، وايتهد ، وبرترندرسل ) ومن أهم مبادئها :
1- العالم جزء من الطبيعة ويمكن التعرف على أسراره عن طريق الأحاسيس والخبرات
2- جميع الأشياء المادية التي تحدث في هذا العالم تعتمد على القوانين الطبيعية .
3- يمكن للإنسان معرفة الحقيقة عن طريق الأسلوب العلمي ، علما بأن الإنسان لا يستطيع معرفة كل شيء .
4- لا يمكن فصل العقل عن الجسم ، كما أنه لا يوجد سيطرة لأحدهما على الآخر ، ولكن هنالك علاقة منسجمة بين الاثنين .
5- تجيز تواجد الدين والفلسفة مع بعضها البعض ( الحياري 1993 م) ، وتتصف الفلسفة الواقعية بالصفة التقليدية حيث جعلت الغاية النهائية للتعليم والتعلم إدراك الحقيقة ، والوصول إلى قدسية الإله وأزليته ، وذلك لاشيء لا يعتريه التغير . ( قورة 1972 م )
مما يحتم ثبات الأهداف التربوية ، وعدم تغيرها ، ويحتم بالتالي إجبار المتعلم على تعلم المنهج الدراسي الموضوع له حتى لا يضل طريق الوصول إلى جوهر الإله وأزليته ، وخاصة إن هذا الطريق مليء بالصعوبات والعقبات .
ويرى أنصار هذه الفلسفة أن واضعي المنهج في غنى عن أخذ اختيارات المتعلمين واهتماماتهم في الاعتبار ، حيث أن القيم التربوية التي تهدف هذه الفلسفة إلى تحقيقها تتشابه في الصفات ، مما يقلل عدد الأساسيات التي ينبغي أن يشتمل عليها محتوى المنهاج ، وحينئذ فلا داعي إلى اللجوء إلى الاختيار من هذه المواد القليلة وإلا فلن يتبقى شيء للتعليم والتعلم ، وبالتالي لن يتحقق الهدف . ( مدكور ، مرجع سابق ، 1997 م) .
ويعتقد الواقعيون أن المنهج الدراسي يحسن تنظيمه على أساس المواد الدراسية في ارتباطها بالمبادئ والأسس السيكولوجية للتعلم التي تدعوا إلى التدرج من البسيط إلى الأصعب ، ويجب أن تتضمن هذه المواد الدراسية : العلوم والرياضيات والإنسانيات والعلوم الاجتماعية والقيم ، ويجب أن يعطى الاهتمام للعلوم والرياضيات لأهميتها بالنسبة للعالم الطبيعي ولأنها تساعد الإنسان على أن يتكيف ويتقدم في بيئة الطبيعة ، أما الإنسانيات فليست لها هذه الأهمية لكن لا ينبغي تجاهلها في المنهج المدرسي لأنها ضرورية لمساعدة الفرد على التكيف مع بيئته الاجتماعية ، وعلى المنهج أن يؤكد على آثار البيئة الاجتماعية على حياة الفرد من خلال معرفة القوى التي تحدد حياتنا حتى نستطيع أن نسيطر عليها ونتحكم فيها . ( مرسي ، مصدر سابق ، 1982م)
\" ووظيفة المنهج ليست مجرد نقل الحقائق بل العمل على فهمه للواقع فهما مباشرا ، وتعمقه في دراسة الأساسيات العلمية ، وذلك بتحصيل العلوم التي يتضمنها المنهج ، والتدريب المتكرر عليها ودراستها دراسة شاملة ، وكذلك نجد أن التربية البدنية و الخلقية لهما شأن كبير ومركز مهم في المناهج الأساسية ، وتعترف الواقعية لرجال الدين بحقهم في التدريس والتعليم ، وتدعو لدراسة الأخلاق متصلة بدراسة الدين ، وترى بأن المنهج يقوم على حقائق وأساسيات ثابتة وجوهرية ، ولذلك نرى بأن المنهج يهتم أولا بالجوهر الثابت وأن يقدمه العرض المتغير . ( 1962، Brubacher )
\" والغرض الأساسي للتربية في نظر الفلسفة الواقعية هو تزويد المتعلم بالمعرفة والمهارات التي يحتاجها لحياته ، ويجب أن يكون للتربية محور رئيسي من المادة الدراسية يسمح بوقوف التلميذ على البنيان المادي والاجتماعي للعالم الذي يعيش فيه . ( مرسي ، مصدر سابق ، 1982 )
ومن هنا فإن الواقعية تركز على المادة الدراسية أكثر من تركيزها على شخصية المعلم ، وهي تؤكد أن العلم الطبيعي يوفر للإنسان معظم المعرفة الضرورية ، ومن هنا فبعد تعليم الطفل القراءة والحساب يجب أن يعطى الأولوية للعلم الطبيعي في المناهج الدراسية .
ونخلص إلى القول أن الفلسفة الواقعية تنظر إلى المنهاج كالتالي :
1- المنهاج التربوي الشامل هو الذي يحتوي على كل أصناف المعرفة المفيدة ، وأن المنهاج الواقعي بحق هو الذي ينطوي على عناصره من فنون المعرفة التطبيقية .
2- خبرات المنهاج التربوي في المدارس التي تتبنى الفلسفة الواقعية تركز على العلوم والرياضيات والجغرافية الطبيعية أولا ، ثم الفنون والدراسات الاجتماعية والمواد الاجتماعية ثانيا .
3- تعطى الواقعية الأولوية في مضمون المنهاج لعالم الأفكار والمبادئ والأشياء والكتب العظيمة حتى يتمكن الطالب من أن يدرك بنفسه ويتفاعل مع الحقيقة ويحس بها في عالم الأشياء لأنه يمثل عالم الحقيقة والواقع .
4- يهتم المنهاج التربوي بالتركيز على الحقائق والكفايات والمهارات والإجابات الدقيقة والاهتمام بتنظيم الخبرات وطريقة عرضها ، حتى يتمكن الطلاب من السيطرة عليها .
5- الاهتمام بالتعليم المهني وضرورة تقنين المواد التعليمية والأنشطة والتركيز على السرعة والكم في تعلم الكفايات والمهارات وتشجيع الطلاب على طرح الأسئلة التي تتعلق بالشرح والتفسير لغرض الحصول على إجابات دقيقة محددة ، قائمة على التركيز والتفكير والإدراك الحسي والتجارب والوسائل التعليمية وما تشتمل عليه من رحلات وتطبيقات داخل المدرسة .
6- تتصف الإدارة التربوية بالتنظيم والسيطرة على مجالات التعليم ، وتسير المدرسة بقوانين وأنظمة وإجراءات وأجراس في غاية الدقة والصرامة .
7- ويمثل المعلم دورا أساسيا في عملية التعليم ، ويشترط أن يكون ممكنا من تخصصه ، ويملك الأساليب والتقنيات التي تمكنه من إنجاح عملية التعلم ، وأن تكون للخبرة المباشرة عنده مكانة في عملية التعلم التي ينبغي أن يراعي فيها استعمال العرض المنطقي والسيكولوجي كشرط ضروري لتعلم الطلاب .
نستطيع القول بأن المنهج في الفلسفة الواقعية يتضمن ما يلي :
- الأهداف العامة للمنهج ترمي لإنتاج أفراد قادرين على معايشة وإدراك حقائق الواقع الذي يتواجدون فيه ، بسلوك وأخلاقيات واقعية غير متناقضة مع قوانين الحياة المحسوسة حولهم ، أي ترمي لتحقيق أفراد واقعين في فكرهم وشخصياتهم وسلوكهم ، غير مثالين أو خياليين .
- معارف المنهج واقعية حسية ومادية في طبيعتها ، والعلوم الطبيعية هي أبرز أنواع المعرفة المقررة في المناهج الواقعية الأرسطية نظرا لحساسيتها المادية غالبا .
- خبرات وأنشطة التعلم هي في مجملها حسية عملية تقوم على استعمال التلاميذ لحواسهم الخمس خلال إنجازها وإدراك المعرفة المنهجية المطلوبة ، والتمارين العملية والشرح العملي والتجارب والمشاريع والزيارات الميدانية والتطبيقات السلوكية والتمثيل هي أمثلة لما يقوم التلاميذ به من أنشطة خلال تعلمهم الواقعي .
- تقييم التعلم يتم بمعايير ومواصفات واقعية ،وعملية محسوسة وإن نجاح التلاميذ مرتبط بمدى ارتقاء إنجازهم لمتطلبات الواقع السلوكية .
- من أمثلة مناهج الفلسفة الحالية : العلوم والرياضيات والاجتماع . ( حمدان ، مرجع سابق ، 1988م)

هذه هي الحلقة الاولى من الفلسفات التربوية و سيتم ارسال باقي الموضوع تباعا .

اعداد محمد علي القضاة
ماجستير الاصول التربوية. جامعة اليرموك

المراجع
1- حمدان ، محمد زياد (1988م) ، المنهج المعاصر ومصادره وعمليات بنائه ، دار التربية الحديثة ، عمان – الأردن .
2- الحياري ، حسن أحمد (1993م) . التربية في ضوء المدارس الفكرية ، دار الأمل – اربد – الأردن .
3- الطويل ، توفيق (1967م) ، أسس الفلسفة ، القاهرة ، دار النهضة العربية ، الطبعة الخامسة .
4- عبد الله ، عبد الرحمن صالح (1986م) المنهاج الدراسي أسسه وصلته بالنظرية التربوية الإسلامية ، مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية . الرياض – السعودية .
5- فرحان ، محمد جلون (1989م ) ، ودراسات في فلسفة التربية ، جامعة الموصل – الموصل –العراق Brabacher , d-s (1962) modern philosophies of Education , 3rd Edn Mc Graw , Hill Book Company – Inc New York.
20-Clark , Gordon H ( 1957 ) , thales to Dewy, Ahistory of philosopy , Houghton Miffin , Boston .
21-Kneller , G . F. ( 1965) Introduction to the philosophy of Education, New York, John Welley and sons.
6- . مرسي ، محمد منير (1982م) ، فلسفة التربية اتجاهاتها ومدارسها ، عالم الكتب – القاهرة –مصر .
7- مدكور ، علي أحمد (1997م) ، نظريات المناهج التربوية ، دار الفكر العربي – القاهرة –مصر .
8- مدكور ، علي أحمد (1987م) ، منهج التربية الإسلامية ، مكتبة الفلاح – الكويت

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 05-04-2005, 12:15 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المدخل إلى التربية والتعليم

تعريف التربية :
هي مجموعة العمليات التي بها يستطيع المجتمع أن ينقل معارفه وأهدافه المكتسبة ليحافظ على بقائه، وتعني في الوقت نفسه التجدد المستمر لهذا التراث وأيضا للأفراد الذين يحملونه. فهي عملية نمو وليست لها غاية إلا المزيد من النمو، إنها الحياة نفسها بنموها وتجددها.

أنواع دراسات التربية :-
1. تاريخ التربية : وغايته البحث في التربية في الماضي وتطورها عبر العصور.
2. الدراسة النقدية النظرية للتربية : هي الدراسة التي يعتمد فيها الفكر على نفسه ليلقي نظرة نقدية على ما ظهر في تاريخ التربية وحولها من أراء ونظريات.
3. الدراسة العلمية الموضوعية للتربية : حين يتخصص إنسان في حل مسائل التربية عن طريق استعمال الملاحظة المنظمة لمظاهر العمليات التربوية في الميدان أو في المختبر.
4. التربية المقارنة دراسة التربية في العالم إحدى العالم العربي ومقارنتها مع بعضها البعض تقع في ميدان الدراسات التربوية المقارنة.
5. فن التربية : وفي التربية والتعليم آراء كثيرة فيها مجال تطبيقي .

التربية والتعليم :-
من الأهمية بمكان التأكيد على ضرورة وأهمية أسبقية التربية على التعليم، والتأكيد على ضرورة انسجام التربية في الأسرة مع التربية ( التعليم ) في المدرسة، والتربية التي يقدمها المجتمع من خلال مؤسساته.

صلة التربية بالعلوم الإنسانية :-
إن التربية تستفيد من النظريات المختلفة التي جاءت بها العلوم الإنسانية والفلسفية والاجتماعية التي تفسر مختلف الظواهر النفسية والاجتماعية والعلاقات السلوكية الإنسانية المتعددة. ومن المعارف الإنسانية التي لها علاقة مباشرة مع التربية نخص بالذكر ما يلي –
التربية والفلسفة : إن فلسفة التربية ما هي إلا تطبيق للفلسفة في مجال العمل التربوي وكانت التربية احد العلوم الداخلة تحت جناح الفلسفة.
التربية وعلم النفس : لقد أدى تطبيق الطرق العلمية لعلم النفس على التربية إلى تكوين الطرق التربوية ذاتها.
التربية وعلم الإنسان : التربية ما هي إلا العملية التي تؤمن للفرد القدرة والتلاؤم بين دوافعه الداخلية وظروفه الخارجية النابعة من بيئة ثقافية واجتماعية معينة.
التربية وعلم الاجتماع : إن جميع الأسس الاجتماعية هي أسس مهمة في العملية التربوية ذلك أن التربية لا توجد في فراغ، وإنما في مجتمع له أسسه وعلاقاته الاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية.
التربية وعلم الأحياء : إن التربية تبحث في معرفة قوانين الحياة العامة والنمو والتكيف وهي وثيقة الاتصال مع ما يدرسه علم الأحياء
صلة التربية بالتاريخ : إن وجود البعد التاريخي يساعد العملية التربوية على فهم ما ورثته من الماضي وما أعدته للحاضر وكيف تخطط للانطلاق إلى المستقبل، وأيضا يساعدها على فهم المشكلات التربوية المختلفة في ضوء معالجة المشكلات التي مرت على البشرية في مراحل تطورها.

أهداف التربية :-
وتصنف هنا حسب صفاتها على ممر العصور :
1. الهدف المحافظ : وهو الهدف الذي كان سائدا في المجتمعات البدائية، حيث كان الأهل يربون الناشئة على ما كان عليه الراشدون، وكان الأطفال يتعلمون ما إن ينتظر القيام به حين يصبحون راشدين.
2. التربية كإعداد للمواطن الصالح : فقد كانت أهداف التربية في الدول السابقة هي إعداد الفرد لذاته وتنمية الصفات المطلوبة والمرغوبة.
3. التربية كإعداد يحقق الأغراض الدينية : إن ارفع العلوم حتما هو معرفة الله وصفاته، ولكن العلوم لم تقيد بهذا الحد.
4. النزعة الإنسانية في التربية : إن التربية الكاملة هي تلك التي تمن الرجل من أن يقوم بكل الواجبات الخاصة والعامة، وقت السلم وزمن الحرب بكل حذاقة واعتزاز.
5. المعرفة وطريقة البحث كهدف أعلى للتربية : بدا توسع العلوم واضحا منذ مطلع القرن السابع عشر، وكان من نتائجه وقوف الفكر الإنساني أمام هذا الاتساع وقفة حائرة تتمثل في كيفية الاحاطة الكاملة بهذه المعارف، وإيجاد طريقة كوسيلة لازمة للوصول إلى المعرفة.
6. الأهداف الأرستقراطية والديمقراطية في التربية : ولقد كانت أهداف كوندورسية بجملة عامة حين يقول ( إن هدف التربية هو إنماء الملكات الجسمية والفكرية والخلقية في كل جيل، مما يؤدي إلى المشاركة في التحسين التدريجي للجنس البشري )
7. التربية كنمو فردي متناسق : لقد تركت الأهداف التربوية لروسو أثرا بالغا في الفكر التربوي المعاصر، وهي تشديدها على النمو الذاتي الداخلي للطفل نموا يحقق له وحدة شخصيته وتناسقها وانطلاقها وان اختلفت معه في التفاصيل.
8. التربية كإعداد لحياة كاملة : فقد صدر عن الاتحاد الوطني التربوي 1918 / تحديد الأهداف التربية في إعداد الأفراد لحياة صحية سليمة، والقيام بالوظائف، وتكوين العضو الصالح في بيئته،وكسب العيش عن طريق مهنة مناسبة، والانتفاع بوقت الفراغ وبناء أخلاق صالحة.
9. التربية كتحقيق لأهداف تحددها الدراسة العلمية : انتقد الأهداف التربوية السابقة عدد من المتخصصين المعاصرين في التربية بأنها على الرغم من جدارتها وصحتها محدودة بحدود التأملات الشخصية لهذا المربي أو ذلك الفيلسوف. ويؤثر استخدام الطرائق العلمية الحديثة في تحديد أهداف التربية.
10. أهداف التربية التقدمية : لا بد من جعل حياة الطفل في المدرسة غنية زاخرة بالجديد والمتنوع، وبالمشاكل التي تشبه مشاكل الحياة العامة، ونجعل تربيته مبنية على طريقة حل المشكلات.
11. أهداف التربية القومية : تتفق الدول المتعاقدة على أن يكون هدف التربية والتعليم فيها بناء جيل عربي واع مستنير يؤمن بالله وبالوطن العربي ويثق بنفسه وأمته ويستهدف المثل العليا في السلوك الفردي والاجتماعي ويتمسك بمبادئ الحق والخير، ويملك إرادة النضال المشترك وأسباب القوة والعمل الايجابي متسلحا بالعلم والخلق لتثبيت مكانة الأمة العربية المجيدة، وتامين حقها في الحرية والأمن والحياة الكريمة.
12. أهداف التربية الشيوعية :

سلوى شرف
saly_sharaf@yahoo.com

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 05-04-2005, 12:17 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الأدوار الحديثة للمعلم في ظل المنهج الحديث

د/ صلاح عبد السميع عبد الرازق

كلية التربية / جامعة حلوان

أهداف اللقاء
من المتوقع بع الانتهاء من هذا اللقاء أن يصبح المتدرب قادرا على أن

يتعرف طبيعة الأدوار الحديثة للمعلم فى ضوء المناهج المطورة .

يميز بين دور المعلم فى ظل المنهج بمفهومه القديم والحديث .

يتعرف مفهوم عملية التدريس .

يتعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية .

يتعرف أهم سمات المعلم الناجح .

يحدد المهارات التى يجب أن يمتلكها المعلم الناجح .

يمارس وبشكل صحيح مهارات المعلم الناجح داخل الفصل .

يكتب قائمة بالمهارات الواجب توافرها فى المعلم الناجح.

يبدى رغبة فى تمثل مهارات المعلم الناجح .

يكون اتجاه ايجابى نحو المستجدات الحديثة فى مهارات التدريس اللازمة للمعلم .

طبيعة الأدوار الحديثة للمعلم
فى ضوء المناهج المطورة .


يميز بين دوره فى ظل المنهج القديم ودوره فى ظل المنهج الحديث.

يعرف مفهوم عملية التدريس .

يعرف طبيعة الدور الذى يمارسة داخل الصف .

يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية .

يعرف أهم سمات المعلم الناجح .

يحدد المهارات التى يجب أن يمتلكها داخل الفصل وخارجة لنجاح العملية التعليمية .

يمارس وبشكل صحيح مهارات المعلم الناجح داخل الفصل .

يكتب قائمة بالمهارات الواجب توافرها فى المعلم الناجح.

يبدى رغبة فى تمثل مهارات المعلم الناجح .

يكون اتجاه ايجابى نحو المستجدات الحديثة فى مهارات التدريس اللازمة للمعلم .

المعلم والمنهج بمفهومه القديم والحديث .


المنهج القديم كان يساوى المادة الدراسية .

المعلم فى ظل المنهج القديم كان ناقلا للمعرفة .

المعلم فى المنهج القديم لا يراعى طبيعة الطلاب ولا الفروق الفردية بينهم .

المعلم فى ظل المنهج القديم يستخدم طريقة الالقاء والمحاضرة فقط .

المعلم لا يستخدم الوسائل التعليمية المناسبة ولا النشاط المناسب ، ولا طرق التدريس الحديثة .

المعلم فى ظل المنهج القديم تقويمه قاصر ويقف عند قياس الحفظ ولا يقيس الجوانب المهارية والوجدانية .

المعلم والمنهج بمفهومه القديم والحديث .


المنهج الحديث أصبح يساوى جميع الخبرات المباشرة وغير المباشرة التى يكتسبها المتعلم داخل وخارج حجرة الدراسة .

المعلم فى ظل المنهج الحديث أصبح قادرا على أن يوظف المعرفة .

المعلم فى المنهج الحديث يراعى طبيعة الطلاب و الفروق الفردية بينهم .

المعلم فى ظل المنهج الحديث يستخدم طريقة تدريس حديثة ومتنوعة .

المعلم يستخدم الوسائل التعليمية المناسبة و النشاط المناسب.

المعلم فى ظل المنهج الحديث تقويمه شامل ومتنوع ويمتد للنواحى المهارية والوجدانية اضافة الى النواحى المعرفية .

يعرف عملية التدريس

إن أي مهنة لا يمكن أن تتقنها وتبرع فيها ما لم تكن ملما بأصولها ومبادئها. وللتدريس ـ الذي هو عملية التعليم والتعلم ـ أصول وقواعد، منها ما يخص المعلم ومنها ما يخص المتعلم ومنها ما يخص المادة ومنها ما يخص أسلوب التعلم ووسائله. وهذا ما يدور حوله غالبا علم النفس التربوي. فمثلا إلمامك بالطريقة التي يتم بها التعلم، وما هي الأشياء التي تؤثر فيه سلبا أو إيجابا، يساعدك على اختيار الطريقة الصحيحة في التدريس التي تناسبك وتناسب طلابك ومادتك. ومع أن هناك اختلافا في النظريات والآراء في هذا المجال، إلا أن الإلمام بها ودراستها دراسة ناقدة وتطبيق ما صح منها يفيد المعلم كثيرا في التدريس ويساعد على تلافي كثير من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المعلمين.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


للأهداف ـ في أي عمل ـ أهمية كبيرة تتلخص في الآتي:
ـ توجيه الأنشطة ذات العلاقة في اتجاه واحد، وتمنع التشتت والانحراف.

ـ إيجاد الدافع للإنجاز، وإبقاؤه فاعلا

ـ تقويم العمل لمعرفة مدى النجاح والفشل.
وهذه الأمور الثلاثة تجعل الأهداف ذات أهمية كبرى للمعلم أثناء تدريسه.
فمن المهم أن يحدد المعلم أهدافه من التدريس، وبشكل واضح. ولا يمكن أن يتم تدريس ناجح دون وجود أهداف واضحة.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


والأهداف أنواع.....
فهناك أهداف عامة ـ بعيدة المدى ـ
وهناك أهداف خاصة ومرحلية.
والعلاقة بين العام والخاص من الأهداف علاقة نسبية فما يكون عاما بالنسبة لما دونه قد يكون خاصا بالنسبة لما فوقه. فمثلا في تدريس مادة الفقه في مرحلة ما، هناك أهداف عامة من تدريس المادـ
هناك أهداف عامة من تدريس المادة أساسا، وهناك أهداف دونها من تدريس المنهج في مرحلة معينة وأهداف من تدريس مقرر محدد في سنة محددة وأخيرا أهداف خاصة من تدريس وحدة أو درس معين.
ولإلمام المعلم بهذه الأهداف يساعد في تنسيق الجهود وجعلها متضافرة للوصول إلى الهدف العام النهائي المقرر في سياسة التعليم.... ...محدد الذي يتوقع أن يقوم به الطالب نتيجة لنشاطه في درس معين. وقولنا إنه ظاهر ومحدد لكي نشير إلى سلوك معين يمكن مشاهدته وتحديده وقياسه، وليس سلوكا داخليا لا يمكن مشاهدته. فمثلا إذا قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يعدَّ من واحد إلى عشرة. فهذا سلوك ظاهر يستطيع كل فرد أن يراه ويقيس مدى نجاح المعلم والطالب في تحقيقه. لكن لو قلنا: نتوقع من الطالب بعد هذا الدرس أن يفهم العلاقة بين كذا وكذا فإن هذا السلوك ـ أي الفهم ـ سلوك عقلي داخلي لا نراه، وإن كنا قد نرى بعض آثاره، فلذلك قد يصعب قياسه.


يعرف أهداف التدريس العامة والخاصة والسلوكية


اربط كل نشاط الفصل بالسعي لتحقيق تلك الأهداف. واجعلها في أول تحضيرك وبشكل بارز، ولابأس أن تكتب مختصرا لها على السبورة لتضمن عدم شرود ذهنك عنها.
وإن الأهداف السلوكية وإن انتقدها بعض الباحثين، لها أثر كبير في تسهيل عملية التدريس على المعلم والمتعلم.
إن من أهم أسباب فشل كثير من المعلمين في أداء دروسهم في الفصل رغم تحضيرهم لها كتابيا تحضيرا جيدا هو عدم رسوخ أهداف الدرس في أذهانهم، فترى المعلم ينتقل من نشاط إلى نشاط وكأنه لا رابط بينها ولا هدف مشترك لها.





يعرف تلاميذه - مستواهم - أفكارهم - خصائصهم العمرية

عندما تدخل إلى غرفة الفصل لأول مرة فإنك تواجه عالما مجهولا لديك إلى حد بعيد. لكنك في الغالب تدخل على فئة متجانسة بشكل عام من حيث العمر والخصائص النفسية والعاطفية. فمعرفتك المسبقة بالخصائص العامة لتلك الفئة يفيدك في وضع القواعد للتعامل معها. فمثلا إذا عرفت الخصائص العامة لمرحلة المراهقة سهل عليك تفسير كثير من التصرفات التي تصدر ممن يمرون بها من طلابك واستطعت أن تتوقع ـ إلى حد كبير ـ ما يمكن أن يصدر من سلوك أو يحدث من مشكلات تعليمية.
أيضا معرفة مستوى الطلاب الاجتماعي وخلفيتهم الثقافية ونوعية أفكارهم يفيدك في أسلوب طرح الأفكار وعرض الدرس، واختيار الأمثلة.



يعد دروسه جيداً

الإعداد الجيد للدرس هو المخطط الي يتوصل به المعلم إلى أهدافه من الدرس وبالتالي إلى درس ناجح.
خطوات الإعداد :


تحديد الأهداف :
*حدد أهداف الدرس بدقة ووضوح، وصغها صياغة صحيحة. وغالبا ما تكون الأهداف محدد في كتاب المعلم أو في خطة تدريس المقرر، فلا مجال للاجتهاد فيها.

*الاعداد الذهني
بعد أن تحدد أهداف الدرس بدقة، ابدأ في الخطوة التالية وهي رسم الخطة لتحقيق تلك الأهداف. وقبل أن تبدأ في الكتابة يجب أن تكون فكرة خطة التدرس قد تبلورت في ذهنك.

*الاعداد الكتابي
بعد أن تكون تصورا كاملا ومترابطا لطريقة سير الدرس قم بتسجيلها على شكل خطوات واضحة ومحددة، مراعيا في كل خطوة عامل الوقت وارتباطها بأهداف الدرس.
وما قل الاهتمام بالإعداد الكتابي إلا لأن المعلم ـ والمشرف، أحيانا! ـ صار ينظر إليه على أنه عمل روتيني جامد .. لا تجديد فيه ولا إبداع ولا نمو.




يعد دروسه جيداً

أعد متطلبات الدرس
غالبا يحتاج المعلم في شرح لبعض الوسائل النعليمية والمعينة، وينبغي على المعلم الاهتمام بتحضير هذه الوسائل والتأكد من صلاحيتها وإمكانية استخدامها في المكان الذي ستستخدم فيه. وينبغي ألا يؤجل إعداد الوسيلة إلى بداية الدرس حيث أن هذا يضيع الكثير من الوقت، وقد لا تكون الوسيلة المرادة متوفرة أو صالحة للاستعمال.

*حاول التنبؤ بصعوبات التعلم
المعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يتنبأ بعناصر الدرس التي ستكون صعبة على الطلاب، فيحسب لها الحساب أثناء إعداد الدرس فيكون مستعدا لها فلا تفسد عليه تخطيطه لدرسه.

*تدرب على التدريس
بعض الدروس ـ أو بعض الخطوات فيها ـ وخاصة التي تقدم لأول مرة قد تحتاج إلى شيء من التدريب، فلا بأس أن يقوم المدرس بالتدرب عليها ليضمن أن يقدمها بصورة مرضية أمام الطلاب (وقد يلمس هذا بشكل واضح في تدريس اللغة الإنجليزية).



يستخدم طريقة التدريس المناسبة


للتدريس عدة طرق، وليس هناك طريقة من هذه الطرق صالحة لكل الأحوال بل هناك عدة عوامل تحدد متى تكون طريقة ما أكثر مناسبة من غيرها.
فقم بتحديد ما يناسبك من الطرق في ضوء المعايير التالية:
1ـ الدرس المراد شرحه
2ـ نوعية الطلاب
3ـ شخصيتك أنت وقدراتك كمعلم يقوم بتقديم ذلك الدرس.
وتذكر أن: أهداف واضحة ومحددة + طريقة صحيحة = درس ناجح.



يستخدم طريقة التدريس المناسبة


بشكل عام، ليكون الدرس ناجحا على المعلم أن:

ـ يهيئ الطلاب للدرس الجديد بتحديد أهدافه لهم وبيان أهميته.

2ـ يتأكد من معرفة الطلاب لمقدمات الدرس ومتطلباته السابقة، ولو عمل لها مراجعة سريعة لكان أفضل.

3ـ يقدم الدرس الجديد.

4ـ يلقي الأسئلة على الطلاب ويناقشهم لمعرفة مدى فهمهم.

5ـ يعطي الطلاب الفرصة للممارسة والتطبيق.

6ـ يقيم الطلاب ويعطي لهم تغذية راجعة فورية عما حققوه.

7ـ يعطي الواجب .


مبدعاً ويبتعد عن الروتين


إن التزامك بطريقة واحدة في جميع الدروس، يجعل درسك عبارة عن عمل رتيب (روتين) ممل، فتكفي رؤيتك مقبلا للفصل لتبعث في نفوس الطلاب الملل والكسل. حاول دائما أن تتعامل مع كل درس بشكل مستقل من حيث الطريقة والأسلوب، وكن مبدعا في تنويع أساليب العرض.
ومن أكثر ما يثير الملل في نفوس الطلاب البداية الرتيبة للدرس، فكلمة: "افتحوا الكتاب صفحة..!" أو البدء بالكتابة على السبورة من الأشياء التي اعتاد عليها أكثر المعلمين، فحاول دائما أن تكون لكل درس بدايته المشوقة، فمرة بالسؤال ومرة بالقصة ومرة بعرض الوسيلة التعليمية ومرة بنشاط طلابي.. وهكذا. وكل ما كانت البداية غير متوقعة كلما استطعت أن تشد انتباه الطلاب أكثر.
من الأشياء التي تجلب ملل الطلاب،وتجعل الدرس رتيبا وضع جلوس الطلاب في الفصل. فالمعتاد لدى كثير من المعلمين أن يكون الفصل صفوفا متراصة، وتغيير هذا الوضع بين وقت وآخر بما يناسب الدرس والموضوع يعطي شيئا من التجديد لبيئة الفصل.
حاول ـ ما أمكن ـ أن يكون لكل درس وضعا مختلفا، فمرة على شكل صفوف، وأخرى على شكل دائرة، وثالثة على شكل مجموعات صغيرة.. وهكذا، وإن كان أداء الدرس خارج الفصل مفيدا ويساعد على تحقيق أهدافه فلماذا الجلوس في الفصل؟!



يجعل درسه ممتعاً


توقف وراجع طريقة الدرس إذا رأيت أنها سبب في إملال الطلاب، فالهدف ليس إكمال خطة الدرس كما كتبت، بل الهدف هو إفادة الطلاب فإذا رأيت أن الخطة لا تؤدي عملها فاستخدم "خطة للطوارئ" تنقذ الموقف وتحصل منها على أكبر فائدة ممكنة للطلاب. فلا شيء أسوأ من معلم يشتغل في الفصل لوحده..! وتذكر أن الأهداف العامة للتعليم والأهداف العامة للمنهج أكبر وأهم من درس معين يمكن تأجيل عرضه أو تغيير طريقته.

· استخدم الاسلوب القصصي عند الحاجة، فالنفوس مولعة بمتابعة القصة.

· اسمح بشيء من الدعابة، فالدعابة والمزاح الخفيف الذي لا إيذاء فيه لمشاعر أحد ولا كذب من الأمور التي تروح عن النفس وتطرد الملل.

· حاول دائما ـ ما أمكن ـ أن يقوم الطلاب بالنشاط أنفسهم، لا أن تعمله أنت وهم ينظرون، وتذكر أن من أهداف المناهج أن يقوم الطلاب أنفسهم بالعمل لا أن يشاهدوا من يقوم بالعمل!

· رغب الطلاب في عمل ما تريده منهم واجعل الأفكار تأتي منهم! فمثلا بدلا من أن تقول ذاكروا الدرس السابق وسأعطيكم درجات في الواجب أو المشاركة، قل لهم: "ماذا تحبون أن تفعلوا حتى أعطيكم درجات أكثر في المشاركة؟!.. ما رأيكم في مذاكرة الدرس السابق؟!"




يستثر دافعية التلاميذ


من الصعب جدا ـ إن لم يكن مستحيلا ـ أن تعلم طالبا ليس لديه دافعية للتعلم. فابدأ بتنمية دافعية الطلاب واستثارتها للتعلم والمشاركة في أنشطة الفصل، مستخدما كافة ما تراه مناسبا من الأساليب التي منها:

*اربط الطلاب بأهداف عليا وسامية
ليس هناك شيء يجعل الدافعية تخمد أو تفتر من عدم وجود أهداف أو وجود أهداف دنيا، فدائما وجِّه أذهان طلابك إلى الأهداف السامية العظيمة، واغرس التطلع لها في نفوسهم لتشدهم شدا إلى المعالي فتثير فيهم دافعية ذاتية لا تكاد تخبو.

*استخدم التشجيع والحفز
للتشجيع والحفز المادي والمعنوي أثر كبير في بعث النفس على العمل ولو كان العمل غير مرغوب فيه، فالتشجيع بالثناء والكلمة الطيبة والتشجيع بالدرجة والتشجيع بالجائزة والتشجيع المعنوي بوضع الاسم في لوحة المتفوقين، كل هذه الأشياء لها أثر كبير في حفز الطلاب على التعلم. وهذه الأشياء سهلة ولا تكلف المعلم شيئا.



يستثر دافعية التلاميذ

*حدد أهدافا ممكنة ومتحدية!
قم بتحديد أهداف دراسية يكون فيها شيء من الصعوبة وأشعرهم أنك تتحدى بذلك قدراتهم وتريد منهم أن يثبتوا جدارتهم، مثل أن تطلب منهم أن يحفظوا صفحة من القرآن مرة واحدة أو أن يحفظوا عشر كلمات من اللغة الإنجليزية، وستجد أن كثيرا من الطلاب يتجاوب معك ويقبل تحديك. لكن تأكد أن ما تطلبه منهم ليس بالسهل جدا بحيث لا يلقون له بالا وليس بالصعب جدا بحيث يسبب عندهم الإحباط، وأعطهم الوقت الكافي.

*اشعل التنافس الشريف!
إن مثل النشاط الذي في الفقرة السابقة يفتح المجال للتنافس الإيجابي بين الطلاب، فقم باستغلاله لصالحهم. لكن كن حذرا من أن يجرهم هذا التنافس ويتمادى بهم إلى التشاحن والتباغض. وأيضا انتبه لجانب الفروق الفردية بين الطلاب.

*كافئ!
استخدم المكافأة بشتى أنواعها الممكنة مع الطلاب الذين ينجزون ما تطلبه منهم أو يبذلون جهدا كبيرا في سبيله، لكن تأكد أن المكافأة مناسبة للطالب، من حيث ما بذله من جهد ومن حيث مستواه العمري.




يبتعد عن العنف

تذكر دائما أنك إنما أتيت لتعلم لا لتعاقب من لا يتعلم! وتذكر أيضا أنه ليس كل عجز في التعلم يرجع سببه إلى الطالب. كن صبورا وتلطف ببطيئي التعلم والمهملين وثق أن المهمل إذا رأى أن إهماله يزيد من تركيز المعلم عليه وتلطفه به فسيكف عن سلوكه هذا. وغالبا ما يكون سبب الإهمال البطء في التعلم وغفلة المعلم عن ذلك.
ارجع بذاكرتك إلى الوراء ـ خاصة إن كنت ممن جاوز الثلاثين ـ وتذكر مدرسيك فستجد أن أول ما يخطر بذهنك صورة المدرس الغليظ الفظ الذي كانت رؤيته تثير الرعب في قلوب الطلاب، وتحسس قلبك فستجد كم فيه من الحنق عليه ـ إلى اليوم ـ لما سببه لك أو لغيرك من الآلام النفسية في أيام الدراسة.
هناك من المدرسين من كانوا بعنفهم وغلظتهم سببا في ترك كثير من الطلاب للدراسة ممن كان يتمتع بقدرات عقلية جيدة وكان يرجى له مستقبلا جيدا.
دخل معاوية بن الحكم رضي الله عنه في الصلاة مع الجماعة ولم يعلم أن الكلام قد حرم في الصلاة، فعطس أحد الصحابة فشمته[3]، فنبهه بعض الصحابة ـ بالإشارة ـ فلم يفهم واستمر في كلامه، فلما انتهت الصلاة ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتى إليه خائفا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل لطف ولين: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح والتحميد وقراءة القرآن، فقال معاوية معلقا على فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم: بأبي هو وأمي، ما رأيت أحسن تعليما ولا أرفق منه صلى الله عليه وسلم.



اتجاهه ايجابى نحو التلاميذ

أثبتت البحوث التجريبية أن نظرة المعلم لتلاميذه ذات أثر كبير على تحصيلهم وتقبلهم. فإذا كان المعلم ينظر إلى تلاميذه على أنهم أذكياء وقادرون على التعلم وجادون ـ ويحسون هم بذلك ـ فسيؤثر هذا إيجابيا عليهم، أما إذا كان المعلم ينظر إليهم على أنهم كسالى ولا يفهمون شيئا فسيكونون كذلك.


*كن متفائلا
التفاؤل من أحسن الصفات التي يجب أن يتمتع بها المعلم، فكن متفائلا من طلابك وأشعرهم بذلك ترَ منهم ما يسرك.


*اظهر تقديرك لاستجابات الطلاب ومشاركاتهم
لاتهمل مجهودات الطلاب ولو كانت قليلة، أو دون ما تتوقع. اظهر شكرك وتقديرك لاستجابات الطلاب واطلب منهم المزيد، ليحسوا بالفرق بين المشاركة وعدمها ويتيقنوا أنك منتبه لمشاركتهم.


*علمهم علو الهمة والطموح
علو الهمة عنصر "سحري" إذا خالط نفس الطالب رأيت منه العجائب. وكثير من الطلاب يملك هذا العنصر لكنه في حالة خمود. فقم بتنشيط هذا العنصر باستثارة حماس الطلاب وضرب الأمثال لهم وإعطاء القصص المفيدة، وربطهم بأهداف سامية.


يحافظ على نموه العلمي والتربوي والمهني


يقع كثير من المعلمين في خطأ كبير عندما يظنون أن تخرجهم ونيلهم للوظيفة هو نهاية المطاف وأنهم بذلك قد وصلوا مرحلة يستريحون فيها. فهذا غير صحيح. فتجنب الوقوع في هذا الخطأ واعلم أنه وإن انتهى وقت الدراسة النظامية المقررة بالتخرج إلا أنه جاء وقت الدراسة الذاتية، وجاء دور مزج الدراسة النظرية بالخبرة المباشرة. فاحرص على الاستمرار في نموك العلمي والتربوي، فإنه لا شيء من هذه الدنيا في ثبات فكل مالا ينمو فهو يذبل!

يمكنك تنمية نفسك بإحدى الطرق التالية:

*القرآءات الموجهة
استشر المشرف التربوي أو أحد المتخصصين ليحدد لك كتبا أو فصولا لتقرأها في تخصصك الدقيق أو في التربية بشكل عام. احرص على الاشتراك في الدوريات المتخصصة في التربية والتعليم.

*اللقاءات التربوية
تحرص إدارات التعليم وغيرها من المؤسسات التربوية على إقامة لقاءات تربوية وندوات لبحث وتدارس الموضوعات التربوية المهمة، لا تتردد في الحضور والمشاركة الفاعلة التي يكون هدفها الفائدة، وسترى تقديرا كبيرا من زملائك.

*الدورات التدريبية
تعقد أحيانا دورات تدريبية ـ أثناء الخدمة ـ للمعلمين، اسعَ للالتحاق بإحداها لرفع مستواك العلمي والمهني.



قدوة في علو الهمة والأمانة والجد

كل كلامك لطلابك عن الخلق الحسن والصفات الحميدة لا يكون له كبير فائدة إذا لم يرَ منك الطلاب تطبيقا فعليا. فكن قدوة لهم في علو همتك فلا ترض من الأمور بأدناها، وكن قدوة في جدك فلا يراك طلابك لا همَّ لك إلا الهزل والمزاح.

وكن قدوة في أمانتك فلا يرَ منك الطلاب تفريطا فيها بإهمال واجباتك الوظيفية والتربوية.

ينتبه إلى ما بين سطور التدريس

من المسلمات أن التربية ليست حشو أذهان الطلاب بالمعلومات، بل هي إكسابهم المهارات اللازمة والاتجاهات الصحيحة وتهذيب خلقهم وتنمية مداركهم العقلية. فما يكتسبه الطلاب من شخصية المعلم وخلقه وهديه في التعامل والتعليم ونظرته للأشياء وطريقة تفكيره قد تكون أهم من وأنفع للتربية من ما يعطيهم من معلومات، وهو ما يمكن أن نسميه ما بين سطور التدريس، فهناك دائما أشياء غير مباشرة يكتسبها الطلاب من المعلم ـ ربما وهو لا يشعر ـ وقد تكون إيجابية وقد تكون سلبية.


إن المعلم الجاد ذا الخلق الحسن الرفيق بطلابه والمهتم بعمله يكتسب منه الطلاب حبا للعلم وحبا للمدرسة وحسن خلق في التعامل مع الآخرين مهما كانت المادة التي يدرسها، والعكس بالعكس! فشخصيتك ذات أثر كبير في تلاميذك.



يقول - لا أعلم - لما لا يعلمه


يتحرج بعض المعلمين إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: لا أعلم! والواقع أن الإجابة على سؤآل ما بـ "لا أعلم" أمر يجب أن لا يتحرج منه المعلم لأمور:

1ـ يجب أن نحترم العلم، ونحترم عقلية الطلاب، فإذا سئلنا عما لا نعلم فلا نتكلف الإجابة ونراوغ، بل نعترف أننا لا نعلم.

2ـ يجب أن نرسخ في أذهاننا وأذهان الطلاب أنه ليس مطلوبا من المعلم (ولا من الطالب) وليس في مقدوره أن يعلم كل شيء، بل يجب أن يعرف الفرد حدود علمه وقدراته، فلا يتكلم فيما لا يحسن.

3ـ هذه العبارة: "لا أعلم" إذا قالها المعلم بثقة تزيد من قَدره عند طلابه.

لكن يجب على المعلم أن يرشد طلابه إلى كيفية الحصول على تلك المعلومة المسئول عنها أو يعدهم بالبحث عنها بنفسه.




يستخدم الوسائل التعليمية بفاعلية

عندما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبين لأصحابه معنى قول الله تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل…} خط لهم خطا مستقيما وقال هذا سبيل الله، وخط خطوطا كثيرة عن يمينه وعن شماله وقال: هذه السبل…!
وعندما رأى الصحابةَ يتحسسون منديلا من حرير ويتعجبون من لينه ونعومته، قال صلى الله عليه وسلم: أتعجبون من هذا؟! لمناديل سعد في الجنة أفضل من هذا!

للوسائل التعليمية أثر كبير في التعلم، فهي:

1ـ توفر على المعلم الكثير من الكلام النظري

2ـ تجذب انتباه الطلاب

3ـ تكسر رتابة الشرح والإلقاء

4ـ تثبت المعلومة

5ـ توضح الفكرة بشكل أكبر من الكلام المجرد.

· استخدم الوسائل المتوفرة ـ سابقة الصنع ـ أو قم بإعدادها أنت أو كلف الطلاب بذلك قبل الدرس بوقت كاف. يمكنك استغلال حصة النشاط أو حصة التربية الفنية في ذلك.

يستخدم الوسائل التعليمية بفاعلية

· تأكد أن الوسيلة واضحة وأن الهدف الذي تريده منها ظاهر للطلاب، فما تراه أنت في الوسيلة قد لا يفهمه الطلاب.

· كلما كانت الوسيلة سهلة وبعيدة عن التعقيد فذلك أفضل.

· اجعل وسيلتك شيقة وجذابة.

· كن مبدعا في وسائلك وابتعد عن التقليد.

· احذر من الوسائل التي قد يكون فيها خطر على الطلاب.

· تأكد أن مكان الدرس مهيأ لاستخدام الوسيلة،

· لا تستخدم وسيلة لا تعرف طريقة تشغيلها، فهذا قد يسبب شيئا من الآتي:

1. إفساد الجهاز، وقد يتضرر الطلاب أو المعلم بذلك.

2. إضاعة الوقت في البحث عن الطريقة الصحيحة لتشغيله.

3. الارتباك والإحراج الذي يقع فيه المعلم أمام طلابه نتيجة لعجزه عن تشغيل الجهاز.

يحسن استخدام السبورة


السبورة من أقدم الوسائل التعليمية وأقلها تكلفة، لا يكاد يستغني عنها معلم، فاعرف كيف تستخدمها بفعالية. يعتقد بعض المعلمين أن استخدام السبورة أمر عشوائي لا يخضع لأصول وقواعد، وهذا غير صحيح. فالمعلم الناجح يستخدم السبورة بشكل منظم ولأهداف محددة.

· قم بتقسيم السبورة لقسمين أو ثلاثة، وحدد لكل قسم نوعية معينة من الأشياء المكتوبة توضع فيه بشكل منظم وواضح، فمثلا، قسم لعناصر الدرس، وقسم للجمل والعبارات التي يراد لها البقاء طول الدرس، وقسم للعبارات الوقتية التي يمكن إزالتها أثناء الشرح.

· لا تتكلم وأنت تكتب على السبورة

· عند الكتابة على السبورة حاول أن لا تعطي ظهرك للطلاب، بل اعطهم جنبك.

· لا تكتب شيئا خطأ على السبورة، وإذا دعت ضرورة ملحة لذلك فسارع في إزالته.

· استخدم الطباشير الملون بطريقة منظمة، بحيث يساعد الطالب على استيعاب عمليتي التصنيف أو الربط بين الأشياء.



يحسن استخدام السبورة


تأكد أن الكتابة واضحة ويمكن رؤيتها للطلاب في آخر الفصل.

استخدم جهاز عرض فوق الرأس قد يكون أكثر فعالية إذا تدربت عليه وأعددت المواد بشكل جيد. فهو:

1. يوفر الوقت الذي تصرفه في الكتابة على السبورة.

2. يجعلك تواجه الطلاب دائما.

3. يكون حلا لمشكلة سوء الخط عند بعض المعلمين.




لا يغضب

غضب المعلم في الفصل على تلاميذه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.

كيف تتجنب الغضب ؟؟؟

1ـ تعرف على خصائص السلوك العامة للمرحلة التي تدرسها.
أكثر ما يثير غضب المعلم هو تصرف يصدر من بعض الطلاب وقد يكون بغير قصد، فمما يمنع ذلك الغضب أن تتعرف على خصائص السلوك للمرحلة التي يمر بها طلابك، فهذا يجعلك تنظر إلى ذلك السلوك بمنظار أكثر واقعية وموضوعية، فلا يكون بالحجم الذي تصورته. فمثلا إذا قام طالب بالتحدث مع زميله أثناء الشرح فإن هذا التصرف في "عرف" الكبار غير سليم ويثير الغضب حقا، لكن إذا نظرت له على أنه تصرف من طفل أو مراهق يصعب عليه بطبيعته أن يبقى فترة طويلة ساكتا وبدون حراك، بدا لك الأمر طبيعيا أكثر.



لا يغضب

2ـ توقع السلوك
معرفتك أيضا لنوعيات السلوك في المرحلة العمرية لطلابك يجعلك تتوقع بعض التصرفات، فإذا حدثت لم يكن ذلك مفاجئا بل تكون قد أعددت نفسك للتصرف السليم حيالها.
احرص على اقتناء ومطالعة مرجع موثوق في علم نفس النمو.

3ـ لا تهول الأمر!
لا تتصور أن كل تصرف غير مرغوب يقوم به الطالب فالمقصود به إغاظة المعلم أو إفساد جو الدرس، فهذه النظرة تجلب الغضب فعلا. حاول ـ ما أمكن ـ أن تنظر إلى تلك السلوكيات على أنها أخطاء فحسب. وأن كثيرا من السلوكيات التي تغضبنا إنما هي تصرفات طبيعية بالنسبة للطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية والمتوسطة.
موسى ـ عليه السلام ـ وهو نبي الله المكلَّم، لم يتمالك نفسه مع معلمه الخَضِر فكرر السؤآل عن أسباب ما يفعله الخضر من أمور رغم أنه قد وعده ألا يسأله عنها ورغم تنبيه الخضر له بعد كل سؤال.

4ـ إياك والظلم..!
الغضب غالبا يدعو للعقاب، وأحيانا الانتقام، والانتقام مظنة الظلم، فاحذر الظلم، فبالإضافة إلى ما يسببه من أثر نفسي للطلاب، فهو معصية لله وظلمات يوم القيامة.




يحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب


لا نكن مثاليين! ففي كل فصل يوجد طالب أو أكثر يتسببون في إثارة المشاكل وإعاقة عملية التدريس بشكل أو بآخر. هناك بعض الأساليب للتغلب على هذه المشكلة أو التخفيف منها. تأمل معي الخطوات التالية:

1ـ اجعل فصلك ممتلئا بالحيوية والنشاط حتى لا تسمح للملل بالدخول إلى نفوس الطلاب.

2ـ ابحث دائما عن السبب الذي يدعو الطالب لإثارة المشاكل وقم بإزالته إن أمكن. قد يكون السبب وجوده بجانب طالب آخر قم بالتفريق بينهما. قد يكون للتعبير عن تضايقه من شيء معين أو لجلب الانتباه إليه، تعامل مع كل سبب بما يناسبه.

3ـ اجعل ذلك الطالب في مقدمة الفصل حتى يكون تحت نظرك وبالقرب منك.

4ـ ليس كل مشكلة يثيرها الطالب تحتاج إلى أن توقف الدرس وتعالجها، من التصرفات ما يكون مجرد النظر إلى الطالب أو المرور بجانبه والتربيت على كتفه كافيا لإنهائه دون أن يشعر الآخرون.

5ـ من أكثر ما يسبب هذه المشاكل فراغ الطالب فأشغل الطلاب، ولا يكفي أن تنشغل أنت فقط بالتدريس!

يحسن التعامل مع مثيري المشاكل من الطلاب


6ـ استخدم أسلوب الاستدعاء بعد نهاية الحصة والتفاهم مع الطالب بشكل ودي. حاول أن تأخذ منه وعدا ألا يكرر ما حدث.

7ـ حاول نقل الطالب لفصل آخر.

8ـ استعن بالمرشد الطلابي.

وقبل ذلك كله تأكد أن طلابك يعرفون بالتحديد ما تريد منهم أن يعملوه وما تريد أن لا يعملوه.
لا تستخدم الضرب! لن أدخل معك هنا في الجدل المعتاد حول الموضوع، واختلاف الآراؤ في ذلك. فالشيء الأكيد أن استخدام المعلم للضرب ممنوع نظاما منعا باتا، وهذا يكفيك للتخلي عنه.




يخطط وينفذ ويقيم و يشاور تلاميذه ويشركهم في شيء من التخطيط


التخطيط من أسس النجاح في كل عمل. خطط لما تقوم به من أعمال في الفترة أو في الفصل الدراسي أو في السنة. الأنشطة والواجبات الإضافية كل ذلك يحتاج إلى تخطيط حتى يعطي ثماره المرجوة.
والتخطيط لا يفيد ما لم ينفعه تنفيذ دقيق متقن وتقويم لما تم إنجازه.
شاور تلاميذك فيما تنوي أن تعمله ـ ما أمكن ـ فذلك يعودهم على مبدأ الشورى وإبداء الرأي وكذلك يجعلهم يتحمسون لما تريد عمله.



يعمل اختباراته بشكل جيد

يقال إن الاختبار عملية ضابطة تقيس أداء المعلم والمستوى التحصيلي للطلاب. وعمل الاختبارات علم له قواعده وأسس علمية من حيث وضع واختيار الأسئلة وأنواعها وضوابط كل نوع، ويخطئ بعض المعلمين في ظنه أن وضع مجموعة من الأسئلة كافية لاختبار الطلاب مادامت من داخل المقرر.

· تأمل هذه القواعد:

1. ضع هدفا للاختبار

2. حدد الوقت المخصص للاختبار وحدد عدد ونوعية الأسئلة بناء عليه.

3. قم بتحليل المادة الدراسية

4. ضع الأسئلة بحيث يكون هناك تناسب بين الأسئلة الموضوعة وأجزاء المادة.




يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

· أسئلة موضوعية أم مقالية ؟!

استخدم الأسئلة الموضوعية إذا كنت تريد قياس القدرة على تذكر الحقائق، وإذا كان وقت تصحيح الأسئلة قصيرا.


****ضوابط صياغة الأسئلة الموضوعية:

&&أسئلة "الصح" والخطأ

1. لا تضع الجملة نصا حرفيا من الكتاب، بل أعد صياغتها حتى لا يكون الجواب بناء على إلف العبارة لا على الفهم.

2. تجنب التعابير الغامضة أو غير المحددة.

3. تجنب تعابير وصيغ العموم، مثل: "دائما" أو "كلّ" أو "أبدا" ...إلخ، إذ أنها توحي غالبا أن العبارة خاطئة.

4. يجب أن تكون الإجابة واحدة ومحددة وقاطعة.



يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

&&أسئلة الاختيار من متعدد

1. يفضل أن تكون الخيارات ثلاثة أو أربعة.

2. يجب أن تكون الخيارات صحيحة من الناحية الإعرابية، حتى لا يكون إعراب الكلمة دليلا على الاختيار (هذا ما لم يكن المقصود قياس القدرة اللغوية!)

3. تجنب وضع عبارة: "كل ما سبق" ضمن الخيارات، إذا أن معرفة الطالب لخيار خاطئ يدل على خطأ هذا الخيار.

4. ابتعد عن العبارات المنفية أو أساليب الاستثناء، لأن ذلك يربك فهم الطالب.

5. لابد أن تكون الخيارات متقاربة ومنطقية.

6. اجعل أصل العبارة (الجزء الأول منها) يشتمل على مسألة واحدة فقط، واستبعد أي معلومات ليست ضرورية.





يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

أسئلة الربط

1. يفضل أن تكون عناصر القائمة الأولى أكثر من القائمة الثانية

2. يجب أن لا يرتبط العنصر في كل قائمة إلا بعنصر واحد من القائمة الثانية، وفي حالة خلاف ذلك نبه الطلاب له.

3. اجعل الربط عن طريق الأرقام أو الحروف وليس عن طريق رسم خطوط.

أسئلة إكمال الفراغ

1. اجعل الجملة تحتوى على إشارات وقرائن تحدد بالضبط الكلمة المطلوبة

2. لا تعط أكثر من فراغين في الجملة، حيث أن ذلك يجعلها غامضة.

3. اجعل الفراغ في آخر الجملة ما أمكن، حتى يتضح المطلوب أكثر.

يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!!

&&استخدم الأسئلة المقالية إذا أردت:

1. أن تقيم فهم الطالب للمصطلحات الأساسية المهمة في مقرر ما.

2. أن تعرف قدرة الطالب على المقارنة والموازنة بين الأحداث والمفاهيم والأشياء أو الربط بينها.

3. أن تقيس القدرة الإبداعية والتخيلية لدى الطالب.




يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

&&ضوابط وضع الأسئلة المقالية

1. حدد طول الإجابة المتوقعة بالكلمات أو بالصفحة، حتى يكون لدى الطالب تصور عن طول الإجابة المتوقع.

2. ضع نموذجا للجواب الصحيح ووزع عليه الدرجات بدقة، حتى يكون التصحيح أكثر موضوعية.

3. اعط الوقت الكافي للإجابة.

4. إذا كنت ستحاسب على الأخطاء الإملائية أو النحوية أو على الخط فأعلم الطلاب بذلك مقدما.

&&· وماذا عن الاختبارات الشفهية؟!

قد تحتاج للاختبارات الشفهية في بعض المواد لقياس المهارات الشفهية كالقراءة الجهرية، وأقول الجهرية لأن القراءة الصامتة يقصد منها الاستيعاب وهذه قد تختبر تحريريا.

عند وضع الاختبار تأكد من تحديد الهدف منه، وتأكد من المهارة أو الناحية التربوية التي تريد قياسها. بعض المعلمين يظن أن الفرق بين الاختبار الشفهي والاختبار التحريري هو أن الطالب في الأول يتكلم بالجواب وفي الثاني يكتبه كتابة، وهذا غير صحيح، فالفرق هو أن الاختبار الشفهي يقيس المهارات الشفهية، كالمحادثة والإلقاء والتجويد، ونحوها. فليس بصحيح ـ مثلا ـ أن نسأل الطالب في اختبار شفهي للغة الإنجليزية أن يتهجى كلمة من حفظة، إذ أن هذه مهارة كتابية.



يجعل الأسئلة واضحة جدا وخالية من أي لبس أو إيهام، ويعلم أن الاختبار الصادق هو الذي يقيس ما وضع لقياسه!

· راع القواعد التالية في الاختبارات الشفهية:

1. ابدأ بالأسئلة السهلة لإزالة ما قد يقع في نفس الطالب من توتر.

2. فاتح الطالب ـ بعد رد السلام ـ بالتحية ولاطفه ببعض الكلمات المشجعة، وأكثر منها إذا رأيت عليه رهبة الامتحان.

3. تجنب امتحان الطالب أمام زملائه، خاصة الطالب الخجول.




"ييسر ولا يعسر..!"

من المعلمين من يرى أن نجاحه في التعليم يقاس بمدى تشديده على طلابه وتشدده معهم، فالواجبات عليهم مضاعفة ولا بد من أن تكون الحلول نموذجية، والاختبارات صعبة ومحبطة. وهذا غير صحيح، فالتيسير مطلب شرعي وتربوي، والمعلم الناجح هو الذي يأخذ بأيدي طلابه ويصعد بهم شيئا فشيئا بالحفز والترغيب وشيء من الترهيب، أما التشديد والتعنت فكل يحسنه! والنفوس دائما تميل إلى من يسهل عليها الأمور. والله عندما أمر بالصيام، ولما فيه من المشقة قال: {أياما معدودات} تسهيلا للأمر على النفوس.




معلما مربيا.. لا ملقنا!

ليست مهمة المعلم أن يحقن أذهان الطلاب بالمعلومات، بل المعلم مربِ، فلا يكن همك هو تنمية الناحية المعرفية عند الطالب بإكسابه معلومات أكثر بل ليكن هدفك مساعدة الطالب على النمو من جميع الجوانب العقلية والروحية والجسمية والنفسية والعاطفية، وإكسابه الاتجاهات الصحيحة، واجعل المعلومات وسيلة لا غاية في ذاتها، فليس المقصود ـ على سبيل المثال ـ أن "يعرف" الطالب أن الصدق صفة حميدة بل الهدف أن يتمثل الصدق في تعامله وأقواله وأفعاله.



ينتبه إلى مواهب تلاميذه ويقوم بتنميتها، ولا يقتصر على المقرر!


قلنا إن المعلم مربِ، فعليك أن تتنبه إلى الجوانب الإيجابية ونقاط القوة في طلابك حتى تنميها وتساعدهم على استغلالها والاستفادة منها. فلا يشغلك ما أنت فيه من تدريس لمقررك عن التنبه لهذه النقطة، فقد يكون لدى بعض الطلاب مواهب ومهارات لا تعتني بها المقررات على الوجه المطلوب، فتنبه لهذا النقص فيها وقم بتكميله، ولا تنس أن المعلم جزء من المنهج! وكم من الإبداعات وئدت وكم من العقول ذات المواهب أهملت ولم تنمَّ وتوجه التوجيه الصحيح بسبب غفلة المعلم أو جهله. وتلك ثروات تهدر وطاقات تضيع سدى!




يراع الفروق الفردية


من المسلمات التربوية أن الطلاب يختلفون في قدراتهم العقلية ومهاراتهم وسماتهم النفسية، فلا تغفل عن مراعاة هذا الجانب في تعاملك مع طلابك. فالطالب الذكي المتفوق يحتاج إلى نشاطات تتحدى قدراته حتى يستمر في تفوقه، والطالب البطيء التعلم يحتاج إلى تأنِ ورفق في التعليم، والطالب الخجول يحتاج إلى أن يعامل بطريقة لا يتعرض بها إلى الإحراج الشديد أمام زملائه.. وهكذا مع كل نوعية من الطلاب، يجب أن تعاملها بما يناسبها وبما يجعلها أكثر فعالية. وهذا مع فائدته في هذا الجانب فإنه يجعل الدرس أكثر حيوية بتنويع أساليب الشرح والتعامل مع الطلاب.




يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

يرى بعض المعلمين أن الواجبات المنزلية تحصيل حاصل أو أمر روتيني يؤدى بلا هدف، والواقع أن الواجب المنزلي جزء من الدرس ويجب أن يكون مخططا له وله أهداف محددة. فليس القصد إشغال الطلاب أو إتعابهم.

بعض النقاط المهمة التي تتعلق بالواجب المنزلي:

1ـ حدد الهدف من إعطاء الواجب، هل هو للتمرين والتطبيق، أم للتقويم...؟

2ـ يجب أن لا يكون الواجب مرهقا للطالب، أو كثيرا بحيث يطغى على وقت الواجبات الأخرى أو وقت الراحة.



يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

3ـ تأكد أن الطالب يفهم ما ينبغي عمله، فجهله بالطريقة يجره إلى أحد أمرين:

ا. الحل الخاطأ

ب. النقل من زملائه.

4ـ يستحسن (وأحيانا يجب) أن تبدأ الحل مع الطلاب في الفصل أو تعطي أمثلة محلولة.

تصحيح الواجبات

1ـ إذا أعطيت واجبا فلا بد من تصحيحه بشكل ما، فلا فائدة من واجب لا يصحح.

2ـ تصحيح الواجب لا يعني التأشير عليه، أو كتابة "نظر" أو "شوهد"، بل لا بد أن يكون التصحيح تصحيحا فعلا.



يستخدم الواجبات المنزلية بفعالية

3ـ كن دقيقا في تصحيحك، فمن أقبح الأشياء أن تؤشر بعلامة "الصح" على عمل خاطئ. تصور الموقف لو قارن الطالب إجابته بإجابة طالب آخر صحيحة، أو لو حاكمك لدفتر الواجبات عند تصحيحك لورقة امتحانه!

4ـ لا يكفي أن تشير بعلامة الخطأ على إجابة الطالب بل لابد أن تشير إلى نوعية الخطأ. وغالبا يستخدم كثير من المعلمين أسلوب الرموز المتفق عليها، فمثلا الدائرة على الكلمة تدل على الخطأ الإملائي، والخط أسفل الكلمة يدل الخطأ النحوي .. وهكذا، فهذا يوفر الوقت على المعلم.





يدِير فصله بفعالية!


*لا تكن أنت المصدر الوحيد للتعلم في الفصل

*حاول دائما أن لا تكون أنشطة التعلم متركزة حولك، بل اعمل على جعل الطلاب يستفيد بعضهم من بعض، ويقومون بالعمل هم بأقل جهد منك، حيث ينحصر دورك في الإشراف وتسهيل عمليات التعلم. عود الطلاب على طرح الأسئلة على زملائهم، وعلى الاستنتاج وعدم انتظار المعلومة تأتيهم جاهزة.

*كن عادلا في توزيع أنشطة التعلم على الطلاب

*يجد كثير من المعلمين أنفسهم ـ دون شعور في كثير من الأحيان ـ يركزون أنشطتهم على مجموعة قليلة من الطلاب في الفصل، وهم المتميزون، ويغفلون أو يهملون بقية الفصل. وقد يكون لديهم مسوغ لذلك وهو قولهم: إن الاقتصار على هذه الفئة تعطي الدرس حيوية، ولو تركناهم وأشركنا جميع الفصل بما فيهم الطلبة الضعاف لكان الدرس بطيئا ودون حيوية! وهذا بالتأكيد ليس بمسوغ صحيح. فالدرس ليس للطلاب الجيدين فقط، بل يجب أن يستفيد منه الكل مع مراعاة الفروق الفردية. وما يناله الفصل بمجموعه عند اشتراكه في أنشطة الفصل يفوق ما قد يعتري عملية التدريس من بطء أو فتور.



يحافظ على وقت الدرس


الوقت هو الدرس، فبدون الوقت لا تستطيع أن تقدم درسا. حافظ على وقت الدرس واجعل كل دقيقة فيه تخدم الأهداف التربوية. بإمكانك استخدام الأساليب التالية للحفاظ على الوقت.

1ـ كن في فصلك في الوقت المحدد

2ـ لا تسمح للطلاب بالتأخر عن وقت الدرس، وعودهم على الحضور قبيل دق الجرس.

3ـ تقيد بقدر الإمكان بخطة الدرس، ولا تستطرد إلا للضرورة.

4ـ تأكد من وجود كل ما تحتاجه في درسك معك في غرفة الفصل وبحالة جيدة.

5ـ كون عادات راتبة (روتين) للأعمال التي ينبغي على الطلاب عملها في كل درس، مثل جمع دفاتر الواجب أو مسح السبورة، فبدلا من أن تطلب منهم عمل ذلك كل درس عودهم على طريقة محددة.

6ـ استغل الدرس حتى آخر دقيقة.

وبالتأكيد لا يعني هذا أن يكون الدرس على وتيرة واحدة من الجد والنشاط، لكن المقصود إلا يضيع شيء من الدرس فيما لا فائدة فيه.




يعلم الطلاب كيف يتعلمون


يشكو المعلمون وأولياء الأمور من إهمال الطلاب لدروسهم وعدم مذاكرتهم لها، وهذه حقيقة واضحة ويتفق عليها الجميع بالنسبة لغالبية الطلاب، وحتى الطلاب المجدون لا يبذلون كل ما في قدرتهم في المذاكرة.

والأسباب متعددة، لكن هناك سبب نغفله وهو من أهم الأسباب، ألا وهو أن كثيرا من الطلاب لا يعرفون كيف يتعلمون، وكيف يذاكرون؟!

فبدلا من أن نجعل الطالب عالة على المعلم وعلى ولي الأمر، لماذا لا نعلمه كيف يذاكر وكيف يدرس وندربه على ذلك، وستكون النتائج جيدة.



يعلم الطلاب الرجوع إلى مصادر المعلومات

نحن في عصر التفجر المعرفي، وليس من المعقول أن نطلب من الطلاب حفظ كل المعلومات. والغريب أننا نطلب منهم أن يحفظوا معلومات لو سئل عنها من يحمل مؤهلا علميا عاليا لما وجد أي غضاضة في الرجوع إلى أقرب مرجع علمي للحصول عليها. فلماذا لا نكتفي من الطالب بأن يعرف مكان وجود المعلومة وكيف يستخرجها، دون أن نشغله بالحفظ الذي ينتهي مفعوله غالبا بانتها الاختبار. وبالتأكيد هذا لا ينطبق على كل المعلومات، فهناك قدر منها لا بد للطالب من حفظه، لكن لو طبقنا هذه القاعدة لخففنا الكثير من الإجهاد عن الطلاب. يتخرج الكثير من طلابنا وهو لا يعرف أمات[4] المراجع في حقول المعرفة الأساسية ولا كيف يستخدمها.
علم الطلاب طريقة الحصول على المعلومات بسرعة ومن مصادرها المعتمدة تفتح له قنوات إمداد علمية مستمرة التدفق ومتجددة.



يعلم الطلاب كيف يفكرون!

تعود طلابنا أن تعمل لهم الأشياء وتحل لهم المسائل، وحتى إذا قاموا بالعمل انفسهم فإنهم غالبا يقومون به بطريقة آلية. وذلك لأن طرق التدريس التي نتبعها تعتمد على التلقين، وإعطاء الأفكار جاهزة.
عود طلابك على استخدام تلك الأجهزة الجبارة التي وهبهم الله: عقولهم! اطلب منهم دائما أن يفكروا في حل ما يعترضهم من مشاكل. اطرح عليهم الأسئلة .. استثر أذهانهم، علمهم طرق التفكير السليم وطريقة حل المشكلات. علمهم التفكير الإبداعي.
إن من يلاحظ أطفالنا الصغار يجد في كثير منهم ذكاءً فطريا باهرا، لكن سرعان ما "ينطفئ" جزء كبير منه أثناء الدراسة، حتى لتكاد تحس أحيانا أنك أمام مخلوقات لا تفكر! ترى من المسئول عن هذا الهدر الضخم في الطاقات الذهنية؟ لا شك أن هناك أسبابا كثيرة، لكن يستطيع المعلم الواعي إصلاح الشيء الكثير.
وبالمناسبة فإن التفكير الإبداعي ـ على عكس ما هو شائع ـ لا يحتاج إلى ذكاء خارق، بل يحتاج إلى إلمام بطريقته وتدرب عليها.



لا يسأل هذا السؤال!


هناك سؤال يكاد لا يكون له أي فائدة، ومع ذلك يسأله كثير من المعلمين، ويعتمدون على إجابته. ذلك السؤال هو: "هل فهمتم؟" فالمعلم عندما يسأل هذا السؤال فالمرجح أن الإجابة ستكون: "نعم!" لأن غالب من يجيب على هذا السؤال هم الطلبة المتميزون، وأيضا لأن من لم يفهم يستحي ـ غالبا ـ أن يجيب بـ "لا"، لأنه أولا يعرف أن الإجابة التي يتوقعها المعلم هي: "نعم"، وثانيا لأن إجابته بالنفي تظهره أنه أقل قدرة من زملائه. ثم إن الطالب قد يظن أنه فهم وهو لم يفهم! فلذلك كان هذا السؤال ليس له أي فائدة، بل قد يكون خادعا.
والواجب على المعلم أن يتوصل إلى إجابة هذا السؤال ـ دون أن يطرحه ـ وذلك عن طريق التطبيقات التي يقيس بها مدى فهم الطلاب واستيعابهم الفعلي للمادة.



يستعن بالله .. فإن رحلة النجاح الطويلة تبدأ بخطوة واحدة


إن من يجلس ويتصور ما يجب عليه أن يفعله ليكون ناجحا، ويكتفي بذلك لا يمكن أن ينجح أبدا، لكن من يبدأ العمل ويخطو الخطوة الأولى، ولو كانت صغيرة، فإنه قد وضع قدمه على الطريق .. ومن سار على الدرب وصل. وتذكر أن تسعة أعشار العبقرية إنما هي في بذل الجهد.

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 05-04-2005, 12:19 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

كيف يمكن لمعلمة رياض الأطفال تخطيط النشاط

أولا:الأهداف

من المتوقع بعد الانتهاء من لقاء اليوم وبعد دراستك لموضوع تخطيط وإعداد النشاط،أن تصبح قادرا على أن:

1 – تذكر المقصود بإعداد النشاط.

2-تحدد العناصر التي يتضمنها تخطيط النشاط.

3-تعد مخططا لنشاط ما بحيث تتوافر فيه قواعد الإعداد السليمة.

4-تتمكن من التقويم الذاتي للأنشطة لتي تقوم بإعدادها مستعينا في ذلك بالمعايير التي يجب توافرها في النشاط الناجح .

5-تصبح حريصا على إعداد الأنشطة بطريقة منظمة ويومية.

6- تحدد نقاط القوة ونقاط الضعف في نشاط قمت بإعداده من خلال مشاركتك في ورش العمل .

ثانيا: المحتوى:

يتضمن محتوى اللقاء العناصر التالية:-

1-مفهوم الإعداد.

2-محتويات دفتر التحضير.(على المستوى السنوي –على المستوى اليومي).

3-التمهيد للنشاط.

4-عناصر تخطيط النشاط على المستوى اليومي:-

العنوان –الأهداف –المحتوى –الوسائل التعليمية-طرق التدريس- أسلوب التقويم)

5-معايير يمكن للمعلم استخدامها في تقويم ما قام بإعداده من أنشطة.

ثالثا: الوسائل التعليمية:

جهاز عرض الشفافيات. أو جهاز( الداتا شو )

رابعا طرق التدريس:

طريقة المحاضرة.

طريقة المناقشة.

التعلم التعاوني.

خامسا: خطة السير في الموضوع

يتضمن اللقاء تناول المحاضر العناصر الأساسية التي تضمنها المحتوى،والتي سيتم عرضها في صورة تجمع بين المحاضرة والمناقشة مع السادة المعلمين ،هذا وقد تم صياغة العناصر في صورة أسئلة ومحاولة الإجابة عنها على النحو التالي.

-ما مفهوم إعداد النشاط؟

يعتقد بعض مدرسي المواد من القدامى والجدد على السواء أن المقصود بالإعداد هو أن يقوموا بنقل المادة الدراسية مختصرة من الكتاب المدرسي إلى دفتر الإعداد ولكن هذا اعتقاد يخالف الصواب كثيرا، ذلك لأن المفهوم الصحيح للإعداد يقوم على أساس أن يتصور المدرس ما سوف يقوم به داخل الفصل من أنشطة تربوية مختلفة لشرح درس معين بما يحقق أهداف هذا الدرس.

إن مرحلة إعداد الدروس هامة حيث أن نجاح المدرس في داخل الفصل مرتبط إلى حد كبير بمدى دقة الإعداد .

- لماذا الإعداد؟

1-يشعر المعلم بالاطمئنان.

2-يحقق الأهداف التربوية .

3-يساعد على تحقيق الانضباط والنظام داخل الفصل .

4-يساهم في منع الارتجال من قبل المعلم .

ملحوظة
إن الأداء الجيد في تدريس أي أي نشاط لطفل الروضة لا يمكن تحقيقه بالآمال ولكنه يتحقق بالإعداد الدقيق الذي يسبق التدريس.

- ما محتويات دفتر التحضير؟

1-القسم الأول: يتضمن التخطيط للعام الدراسي كله وهذا التخطيط يشمل الأمور التي يجب أن يقوم بها المعلم قبل البدء في إعداد دروسه اليومية.

2- القسم الثاني :ويحوى التخطيط للدروس اليومية ويتضمن عناصر إعداد الدرس وخطوات تنفيذه.

1-القسم الأول: التخطيط للعام الدراسي

وهو عمل جماعي يشترك فيه مدرسو كل مادة من المواد الدراسية وغالبا ما يشترك معهم موجه المادة ،ويعقدون اجتماعا يناقشون من خلاله الأمور الهامة التي يجب على المعلمان يقوم بتدوينها في صدر دفتر الإعداد وهى :1-الأهداف العامة التي سيقوم بتدريسها.

1- موضوعات المنهج التي سيقوم بتدريسها .

2- توزيع المنهج على أشهر السنة الدراسية .

3- تدوين الوسائل التعليمية التي تلزم لتدريس المنهج.

4- كتابة المراجع والكتب والمجلات التي يحتاج إليها كل من المعلم والتلاميذ في تدريس المنهج.

2- القسم الثاني : التخطيط للدروس اليومية

-ما العناصر الرئيسة التي يتضمنها التخطيط للدروس اليومية؟

يتضمن التخطيط للدروس اليومية العناصر التالية :-

1- عنوان النشاط .

2 - أهداف النشاط.

تعد الأهداف التربوية المصباح المنير لأي عملية تربوية ،فبتحديدها تبرز مجالات الخبرة اللازم تقويمها للمتعلم ،وتختار الأنشطة التعليمية المناسبة المتفقة مع الظروف والإمكانات،كما تساعد في تحقيق تقويم سليم هادف.

وتعد صياغة الأهداف السلوكية ،إحدى خطوات عمليات التخطيط والتنفيذ والتقويم التعليمي .

ويراعى عند صياغة الأهداف السلوكية ما يلي:-

-أن تكون مصاغة بطريقة إجرائية.

- تمثل ناتج التعلم

- تمثل أداء التلميذ وليس المعلم.

هذا ويتكون الهدف السلوكي من:-

أن+ فعل مضارع + التلميذ +الأداء المتوقع والنسبة المطلوبة للنجاح.

وتنقسم الأهداف إلى :-

ا- معرفية ( وتقيس الحقائق والمعلومات والمفاهيم )

ب-مهارية(وتتمثل في المهارات العقلية ،المهارات اليدوية ،والمهارات الاجتماعية)

ج-وجدانية(ميول ،اتجاهات،وقيم)

3- الهدف من التمهيد للنشاط

ما الهدف من التمهيد للنشاط؟ ( إثارة انتباه الطفل )

4-محتوى النشاط ومادته .

ما الصورة التي يجب أن يكون عليها محتوى النشاط.

- تنظيم المحتوى بصورة جيدة.

- سهولة فهم المحتوى من قبل الأطفال .

- الاستعانة بكل ما هو متاح من خامات وأدوات يمكن أن تساهم فى تحقيق أهداف النشاط .

5- الوسائل التعليمية

تتدرج وسائل الاتصال التعليمية من وسيلة تصممها أنت بنفسك لتحقيق غرض معين ،مثل لوحة إعلان بسيطة ،إلى أجهزة إلكترونية معقدة .

ويرجع السبب الرئيس في استخدام وسائل تعليمية إلى كونها أكثر إغراء وترغيب للتلاميذ من (السبورة الطباشيرية والحوار الشفهي)

ما الأمور الهامة التي يجب عليك أن تراعيها قبل كتابة الوسيلة التعليمية؟

- تعرف على ما هو موجود بالفعل من وسائل في مدرستك.

-حدد الوسائل المناسبة لما تدرسه.

- اختر الوسائل التي تجعل تدريسك أكثر تأثيرا وفعالية.

-تدرب على استخدامها حتى تكتسب الثقة لعرضها أمام التلاميذ باطمئنان.

- جهز وسائل مدروسة وأجهزة سليمة قبل أن يبدأ الدرس.

كن حذرا من الآتي:-

* لا تستخدم وسيلة معقدة للمرة الأولى مع فصل( يصعب التعامل معه)

· لا تلجأ إلى استخدام العديد من الوسائل في درس واحد.

· لا تجعل استخدام الوسيلة يضعف اتصالك بطلبة الفصل.

· لا تستخدم وسيلة كأداة تحايل في غير موضعها.

· لا تتوقع أن تقوم الوسيلة بالعمل نيابة عنك.

6-طرق التدريس

تتمثل طرق التدريس في مجموعة الأساليب والطرق التي يستخدمها المعلم في تدريس نشاط ما بما يحقق أهدافه التي قام بتحديدها له،ويتطلب ذلك أن يقوم المعلم بترجمة النشاط إلى عدد من المواقف والخبرات وتقديمها إلى الأطفال بما يحقق الاستفادة منها.

وتتنوع طرق التدريس وتتعدد ،ولا توجد هناك طريقة أفضل من أخرى ،وإنما الذي يحدد ذلك طبيعة الموقف التعليمي ،وكذلك الموضوع الذي سوف تقوم بشرحه للأطفال ،وفى كل الأحوال أنت المسؤول عن تحديد الطريقة المناسبة لتدريس النشاط ،وقد تستخدم أكثر من طريقة خلال الدرس الواحد ،وكما سبق أن قلنا أن المعلم الناجح هو الذي يستطيع اختيار الطريقة المناسبة في الموقف المناسب لها .

ومن طرق التدريس التي يمكن استخدامها في التدريس " طريقة الإلقاء – طريقة المناقشة – طريقة التعيينات – طريقة حل المشكلات – طريقة الاكتشاف – طريقة القدوة – طريقة القصة – طريقة تمثيل الأدوار – طريقة الرحلات والزيارات الميدانية – طريقة الأحداث الجارية - طريقة التعلم الذاتي،- طريقة التفكير الناقد – وطريقة التفكير الإبداعي – واستراتيجية التعليم التعاوني – وطريقة التمثيل (المسرح )

ولقد أدى التنوع في طرق التدريس إلى وقوع المعلمين في حيرة فأي الطرق يستخدمون ، وأي الطرق يتركون ، وأي الطرق أفضل من غيرها ، وحتى لا يقع المعلم في تلك الحيرة عليه أن يراعى مجموعة من المعايير عند اختياره طريقة التدريس المناسبة0

ما المعايير التي يجب عليك أن تراعيها عند اختيارك طريقة التدريس المناسبة؟

- أن تكون مناسبة لأهداف النشاط0

- أن تكون مثيرة لاهتمام الأطفال نحو الدراسة 0

- أن تكون مناسبة لنضج الأطفال 0

- أن تكون مناسبة للمحتوى 0

- أن تكون قابلة للتعديل إذا تطلب الموقف التدريسى ذلك 0

- أن تراعى الفروق الفردية بين أطفال الروضة 0

- أن تكون مناسبة للموقف التعليمي 0

- أن تساعد الأطفال على تنمية التفكير 0

- أن تسمح للأطفال بالمناقشة والحوار 0

- أن تسمح للأطفال بالعمل فرادى وجماعات 0

- أن تسمح للأطفال بالتقويم الذاتي 0

- أن تتيح للأطفال فرصة القيام بزيارات ميدانية 0

- أن تتيح للطلاب فرصة استخدام كتب أخرى غير الكتاب المدرسي

- أن تنمى في الأطفال روح الديمقراطية .

7- التقويم

التقويم عملية منهجية منظمة لجمع البيانات وتفسير الأدلة بما يؤدى إلى إصدار أحكام تتعلق بالأطفال أو البرامج مما يساعد في توجيه العمل التربوي واتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوء ذلك .

وتعد عملية التقويم من العمليات الأساسية التي يحتويها أي منهج دراسي ، وهو في مفهومه يعنى العملية التي يقوم بها الفرد أو الجماعة لمعرفة مدى النجاح أو الفشل في تحقيق الأهداف العامة التي يتضمنها المنهج ، وكذلك نقاط القوة والضعف به حتى يمكن تحقيق الأهداف المنشودة بأحسن صورة ممكنة ،ومعنى هذا أن عملية التقويم لا تنحصر في أنها تشخيص للواقع بل هي علاج لما به من عيوب إذ لا يكفى أن تحدد أوجه القصور وإنما يجب العمل على تلافيها والتغلب عليها.

ويقصد بالتقويم هنا قياس ما تم تحقيقه من أهداف .

ومن المعايير التي يجب أن تراعى عند التقويم:

- يجب أن يرتبط التقويم بالأهداف 0

- يجب أن يكون التقويم مستمراً وغير محدد بفترة زمنية معينة 0

- يجب أن يكون التقويم شاملاً لجميع جوانب العملية التعليمية مثل طريقة التدريس والمقررات الدراسية والإمكانيات المادية بالمدرسة والتلميذ والأهداف 0

- يجب أن يكون التقويم متنوعاً ومتعدداً في الوسائل والأدوات لكي يواجه تعدد وتنوع الجوانب المراد تقويمها 0

- يجب أن يكون التقويم علمياً " لابد من توافر شروط معينة مثل( الصدق-الثبات-الموضوعية)

- يجب أن يكون التقويم اقتصادياً 0

- يجب أن يتم التقويم بطريقة تعاونية فيشارك فيه الطالب والمدرس

- تتنوع أساليب التقويم بحيث تشمل :-

1) الاختبارات الشفوية ، وتكون بشكل مستمر أثناء الحصة 0

2) ملاحظة سلوك الطفل أثناء ممارسته النشاط 0

3) الاختبارات التحريرية وتشمل :-

- الاختبارات التحصيلية التي تتضمن أسئلة المقال والأسئلة الموضوعية

- مقاييس الاتجاهات والقيم وذلك لتعرف درجة التحول في اتجاهات الطلاب وقيمهم في ضوء ما يدرسونه،و الملاحظة المباشرة 0

كيف تنجح في تقويم ما قمت بإعداده من أنشطة ؟

يمكنك الاستعانة بالمعايير التالية عند تقويمك للنشاط:-
أولا : موضوع النشاط
- هل يتسم بالوضوح والدقة؟

- هل يعالج موضوعا يرغب الأطفال في دراسته؟

-هل يناسب ميول الأطفال ؟

ثانيا: أهداف النشاط

- هل هي مناسبة لمستوى نمو الأطفال؟

-هل تم صياغتها بطريقة إجرائية؟

-هل تتضمن الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية؟

-هل يمكن تحقيقها بسهولة ؟

-هل هي واضحة ومفهومة؟

ثالثا:التمهيد للنشاط

هل فكرت جديا في التمهيد للنشاط الجديد؟

يمكنك التمهيد للنشاط الجديد باستخدام الأساليب التالية :-

-ربط النشاط الجديد بالنشاط السابق.

-استخدام وسيلة إيضاح تكون ذات صلة بالنشاط الجديد بهدف تشويق الأطفال إليه.

- استغلال خبراتك الشخصية لإثارة ميل الأطفال إلى النشاط الجديد.

رابعا: محتوى النشاط
1-هل يساعد على تحقيق الأهداف الموضوعة ؟

2-هل يناسب مستوى الأطفال؟

3-هل يناسب الزمن المحدد؟

5-هل يتسم بالاستمرار والتتابع والتكامل؟

خامسا:الوسائل التعليمية
1-هل هي متوفرة بالمدرسة أم أنك سوف تصنعها؟

2-هل تساعد على تحقيق أهداف النشاط؟

3-هل الفصل ملائم لعرض هذه الوسائل؟

1- هل قمت بتحديد مواضع استخدامها في الدرس ومتى وكيف يمكن استخدامها؟

2- هل هي ملائمة لمستوى الأطفال ؟

سادسا: طريقة التدريس
1-هل راعيت تعدد وتنوع طرق التدريس ؟

2-هل اخترت الطريقة المناسبة للمحتوى المناسب؟

3-هل الطريقة مناسبة للهدف ومحققة له؟

4-هل الطريقة مثيرة لميول الأطفال نحو الدراسة؟

5-هل راعيت الفروق الفردية بين الأطفال ؟

6-هل الطريقة مناسبة للموقف التعليمي ؟

7-هل الطريقة تسمح للأطفال بالعمل فرادى وجماعات؟

8-هل الطريقة تسمح بالمناقشة والحوار ؟

9-هل الطريقة تساعد على تنمية تفكير الأطفال.

سابعا: أسئلة التقويم
1- هل الأسئلة تقيس ما تم وضعه من أهداف؟

2- هل هي متنوعة بحيث تقابل ما بين الأطفال من فروق فردية؟

3- هل تم صياغتها بطريقة جيدة ؟

4- هل هي شاملة وتغطى الجوانب ( المعرفية والمهارية والوجدانية)

أسلوب التقويم المستخدم:

أولا:في ضوء دراستك لموضوع إعداد وتخطيط النشاط أجب عن الأسئلة التالية:

1-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند صياغة الأهداف السلوكية؟

2-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار الوسيلة التعليمية؟

3-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار طريقة التدريس المناسبة؟

4-ما المعايير التي يجب أن تراعى عند اختيار أسلوب التقويم المناسب؟

ثانيا: تخير موضوع ضمن محتوى المادة التي تقوم بتدريسها ،وعليك القيام بما يلي:

ا- إعداد نشاط تتوافر فيه الشروط التي درستها من خلال المحاضرة.

ب-تولى تقويم النشاط الذي قمت بإعداده مبينا جوانب القوة وجوانب الضعف في طريقة الإعداد، مستعينا في ذلك بالمعيار الذي درسته خلال المحاضرة.

ج- عن طريق ورش العمل حاول التعاون مع زملاءك في إعداد نشاط يتصف بكونه مخطط تخطيطا جيداً.

نماذج يمكن الاستعانة بها لتحضير نشاط :

"التخطيط لإعداد النشاط"

أولا : ينبغي عليك أن تضع نصب عينيك ثلاث نقاط رئيسية قبل أن تبدأ في تحضير النشاطاليوم ،وهى :-

3- تهيئة الجو المناسب للموقف التعليمي .

4- الدرس والموقف التعليمي .

5- الخاتمة .

تتضمن خطة تحضير النشاط اليومي منك ما يلي :-
نموذج لخطة تحضير النشاط اليومي ( النموذج المطول)
التاريخ : الصف الدراسي: اسم المدرس:

المادة : موضوع الوحدة: موضوع الدرس:

5- الأهداف التعليمية:

-

-

-

-

2-محتوى النشاط :

-

-

3-خطوات النشاط ( الإجراءات )

-

-

4-الوسائل التعليمية:

-

-

5-التقويم:

-

-

-

-(2) النموذج المعدل لخطة الدرس اليومي

(يصلح لأي مادة دراسية تستخدم أسلوب المحاضرة)



الفرقة: المادة :

التاريخ: المدرس:



الموضوع العام للوحدة :



الموضوع الذي يتناوله الدرس:

*الأهداف التعليمية.

-

-

-

-



*مقدمة-التهيئة-إثارة اهتمام التلاميذ:

*النقاط الرئيسية للدرس(قضايا –أحداث..الخ )

-

-

-

-

-

*أمثلة توضيحية/تعاريف /عقد مقارنات.

*الملخص والنتيجة العامة.

مع خالص تمنياتي لكل المعلمين بدوام التوفيق

دكتور صلاح عبد السميع عبد الرازق
كلية التربية / جامعة حلوان
قسم المناهج وطرق التدريس

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 05-04-2005, 12:21 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

عملية صناعة المنهج المدرسي الحديث: عملية بناء و تقييم لا نهائيه

توطئه:
لا يخفى على أحد هذه القفزات الخرافية المتسارعة التي تشهدها حضارات الأرض اليوم في كافة جوانبها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و التقنيه…إلخ. ولعل البعد التربوي/التعليمي يعد أحد أهم هذه الجوانب بل لا نبالغ كثيرا إذا ما قلنا أنه العنصر الأس الفاعل في كل تلك الدوائر التي تتشكل منها أي حضارة وذلك على اعتبار أن التربية هي "عملية إعداد مستمر لإفراد المجتمع للحياة". إن هذا الإعداد الذي تتولاه مؤسسات المجتمع التعليمية و التربوية المختلفة للنهوض بالفرد وتهيئته للقيام بأعباء متطلبات الارتقاء بالحضارة يحتاج إلى "منهج" يكون متوائم مع "خصوصية" و مسلمات ذلك المجتمع ومتماشيا في الوقت عينه مع ظروف العصر المتغيرة أبد الدهر بما تمليه عليها سنن الله في الكون. وهذا ما سنحاول في الأسطر القادمة أن نسلط الضوء أو بعضه عليه.

المنهج قديما وحديثا:
يعود الاهتمام بالمنهج المدرسي إلى أيام الإغريق حيث لفت الفيلسوف اليوناني"أفلاطون" PLATO في حوالي القرن الرابع قبل الميلاد الأنظار إلى أهمية وجود "منهج" يمكن استخدامه كمسلك أو طريقه لإعداد أفراد مجتمعه "الطبقي" "المثالي" الذي لم يرى النور للحظة! ، كذلك أولى "كومينيوس" في القرن السابع عشر الميلادي و "فرويبل" في القرن التاسع عشر المنهجَ و مشاكله قدرا طيبا من الدرس و المناقشة. و في القرن العشرين بدأت تتضح ملامح ظهور المنهج كعلم مستقل له علماؤه و منظريه حيث شرعت الكثير من كبريات مؤسسات التعليم العالي في الغرب عموما و في الولايات المتحدة خصوصا في افتتاح فروع في كليات و أحيانا كليات خاصة بالمنهج و طرق التدريس. بل إن لجانا و جمعيات أسست على مستوى الولايات المتحدة لهذا الغرض، "كرابطة تطوير المناهج والإشراف عليها" مثلا لا حصرا و التي تعد الملتقى المهني للمهتمين بالمناهج على مستوى الولايات المتحدة الامريكيه. وخلال السنوات الأخيرة حذت جامعاتنا المحلية و العربية حذوهم في إنشاء أقسام وأحيانا كليات مستقلة للمنهاج و طرق التدريس. والحقيقة أن هذا الاهتمام المتزايد و التطور المستمر الذي شه!
دته" المناهج" في الحقل التربوي خلق أرضيه خصبه تتعدد وتتباين فيها وجهات النظر اتجاه التعريف العلمي الدقيق لماهية "المناهج". فالبعض كمكدونالدز يرى أنها " مهام و إجراءات مسبقة الإعداد"، في حين يرى آخرون كفوشي وغيرها "أنها وثيقة عمل"، على أن آخرين كالكساندر و سميث و ستينلي يرى أن المنهج" خبرات وتجارب مسبقة التخطيط و التحضير. كما وأن أصحاب مشروع ألاسكا 2000 يرون أن المنهج" هو كل ما ينبغي أن يعرفه الطالب و يتمكن من القيام به…" على أية حال أيان كان ذاك التعريف فالجميع متفق تقريبا على أهمية تجريد و إفراغ المنهج الحديث من تلك النظرة القديمة التي كانت تحصره في المقرر المدرسي(الكتاب فحسب إن شئت) والدفع به إلى آفاق أوسع وأكثر شمولية تتعدى الكتاب المدرسي لتشمل الطالب و المسهل و أولياء الأمور و الإدارة و المبنى المدرسي و الوسائل التعليمية و المختبرات …وعلى وجه الإجمال نقول أن المنهج الحديث يشمل كل ما يتعلق بالعمل التعليمي و التربوي.

بناء المناهج:
حين الحديث عن عملية "بناء" المناهج الحديثة هناك من المختصين في هذه الصناعة من يرى أن الفروق الدقيقة التي توجد ما بين عملية"بناء" و "هندسة" و"تشكيل" المناهج يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. إلا أننا نميل في هذه العجالة إلى عدم إغراق القارئ الكريم الغير مختص في بسط القول حول متاهات تلك الفوارق الدقيقة. وسنكتفي بتسليط الضوء على الأسس التي يجب أن تبنى عليها عملية "البناء" تلك :
أولا: تحديد الاحتياجات
من المسلم فيه أن عملية صناعة المنهج كأي مشروع تنظيمي آخر تحتاج منا قبل الشروع في تجهيزها الإجابة ،ربما عن طريق تصميم "استبانه" خاصة ،على جملة من الأسئلة التي تتعلق:
1. بالفئة المستهدفة من ناحية الفئة العمريه و الجنس والاحتياجات والأهداف القصيرة والبعيدة المدى وطبيعة المتلقي…الخ.
2. طبيعة المجتمع الذي تعيش فيه تلك الفئة المستهدفة من ناحية فلسفه ذلك المجتمع في النظر إلى الحياة وطبيعة مسلماته وخصوصيته…فعلى سبيل المثال ينبغي أن تختلف مفردات منهج اللغة الانجليزيه المعدة كلغة ثانيه لأفراد المجتمع الصيني عن مفردات ذلك المنهج المعد لأفراد يعيشون في مجتمع عربي ومسلم، تبعا لاختلاف نظرة المجتمعين للحياة.
3. الإمكانات المادية المتوافرة: كالأجهزة و المعدات المصاحبة لعملية صناعة المنهج و أيضا و هو الأهم تلك المخطط لها أن تكون مصاحبه لعملية تطبيق المنهج و تدريسه، كمعامل تعليم القرآن الكريم و اللغات الاجنبيه و أجهزة العرض فوق الرأس و الحاسب و السبورة و الشبكه العنكبوتية…إلخ.
4. طبيعة المنشأه التي يتم إعداد المتلقي للعمل بها مستقبلا: فعلى سبيل المثال ينبغي ان تكون مفردات المنهج الذي يصمم للطالب العسكري تختلف جذريا عن تلك التي تصمم للطالب المدني بحكم خصوصية و طبيعة إعداد و عمل كل منهما.
5. تحديد المشتركين في عملية صناعة المنهج: هل هم أهل الخبرة من المسهلين فحسب أم ان الأمر يشمل غيرهم كالآباء و الإدارة و صناع استراتيجيات المجتمع..؟

ثانيا: صناعة المنهج:
تتكون عملية صناعة المنهج من عدة خطوات يمكن إجمالها في:
1. تدارس محصلة عملية تحديد الاحتياجات السابقة بحيث يتم الوقوف على تلك الاحتياجات المختلفة بشكل دقيق يضمن تلبيتها أو اكبر كمية منها.
2. وضع خطه لتلبية تلك الاحتياجات التي تم الوقوف عليها بحيث يتم صياغتها على شكل مفردات لذلك المنهج تمهيدا للبدء في إنشائه و تكوينه.
3. أخيرا يتم التنفيذ الفعلي لمفردات ذلك المنهج المنشود.

ثالثا: تطبيق المنهج المعد:
في هذه المرحلة يتم الأخذ بكافة الأسباب و الطرق اللازمة لتهيئه الظروف والشروط المنشودة بغرض الشروع في عملية "تطبيق" مفردات ذلك المنهج الذي فرغ للتو من أعداده، من ناحية التأكد من تطابق ما ورد في تحديد الاحتياجات الواردة في الفقرة "أولا" أعلاه مع ما هو موجود حاليا على أرض الواقع من ناحية الطلبة المستهدفين وطبيعة مجتمعهم و البيئة الدراسية و الصحية و الاداريه و المستلزمات الدراسية من معدات و مواد خام و غيرها. يلاحظ هنا إننا في هذه المرحلة نشرع في الحقيقة في عملية "تنفيذ" مفردات ذلك المنهج الجديد على أرض الواقع و هذا يعني انه سيكون لزاما علينا مراقبه كل خطوات التنفيذ هذه على اعتبار أنها" تجريب" لما تم إعداده سابقا يتم لأول مرة، بقصد منع خروج عمليه التطبيق تلك عن أغراضها المنشودة.
رابعا: تقييم نتائج تطبيق المنهج:
خلال عملية التجريب المشار إليها أعلاه كنا قد أكدنا على أهمية متابعة عمليه التنفيذ بدقه و بروح مهنية واضحة بغرض الوقوف على نقاط الضعف في مفردات ذلك المنهج ليتم لاحقا تعديلها وأيضا للوقوف على نقاط القوة ليتم تعزيزها. وعليه فانه يمكننا القول أن عملية التقييم تلك يجب أن تتم على مرحلتين:
1. المرحلة الأولى: وهي التي تتم أثناء تطبيق المنهج وتنتهي بمجرد الفراغ من تجريب ذلك المنهج.
2. المرحلة الثانية: وهي التي تتم بعيد الانتهاء من المرحلة الأولى و بشكل دوري قد يكون شهري أو سنوي أو غير ذلك حسب تقدير أهل الاختصاص و ظهور الحاجة لإعادة النظر في صياغة مفردات ذلك المنهج أو تغييرها كليه، بما يضمن مسايرة المنهج للمستجدات الموجودة في البيئة المحلية بل و أحيانا البيئة العالمية، بما لا يتعارض بطبيعة الحال مع مسلمات و خصوصية المجتمع المعني. وكما يلاحظ هنا فان المرحلة الأولى مؤقتة في حين أن المرحلة الثانية لا نهائية.هذا ويلزم للقيام بأعباء المرحلتين إعداد معايير"قياسات" للأداء performance standards والتي يتم على ضوء نتائجها التعرف على مجمل نقاط الإخفاق أو القوة في المنهج محل النظر.
وفي الختام….
وانطلاقا من النقطة الأخيرة نستطيع أن نخلص إذن الى أن عمليه صناعة المنهج وتعديله وإعادة صياغة بعض مفرداته هي عمليه ينبغي أن تكون لا نهائية لتتواكب مع سنة الله في الكون: تغير و تبدل لا يعلم منتهاه إلا الله في علاه. ومن الخطأ الجسيم أن يظن أحد أن عمل صناع المنهج ينتهي بمجرد الشروع في تطبيقه ذلك أن بعض مفردات المنهج لا يتبين ضعفها من قوتها إلا من خلال العمل الميداني و التطبيق الفعلي لها. كما ينبغي ألا يغيب عن الأذهان"أن تطوير المنهج وتغييره أمر واقع لا محالة وأنه سيتم رغم محاولات البعض اعتراض سبيله، على انه لا ينبغي الحكم على ذلك التغيير بأنه سيئ أو جيد وإنما يحكم على مساره فقط بالخطأ أو الصواب… وما دام التغيير واقع لا محاله فانه من الحكمة أن يحدث تحت إشراف أناس من أهل الرشد و العقل و الاختصاص بحيث يتم تفادي إحداث التغيير في المناهج بطريقة عشوائية أو كاستجابة لظروف تاريخية مؤقتة"

برحه لكم بجهد المقل المقصر.


فهد مشاري الرومي
ماجستير في تدريس اللغة الانجليزيه/ الولايات المتحده
fadz29@yahoo.com

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 05-04-2005, 12:23 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم




حديث فـــــي التربيـــــــة


بطبيعة الحال فإن أي حديث ومن أي جانب كان عن التربية هو بذاته محاولة جديدة للانفتاح على بقعة مجهولة من عالم التربية الشاسع 0 سأقدم هنا حديثا عن حميمية الحديث عن التربية وكذلك عن متعة الحديث عن هذا العالم الذي يبقى ينهل منه الإنسان إلى اليوم الأخير وتبقى تنهل منه البشرية إلى أن يرث الله تبارك وتعالى الأرض وما عليها , وفي النهاية سأقدم حديثا عن متعة المعرفة ضمن الاطار التربوي , أي عندما تتحول التربية إلى أرقى أشكال للمعرفة البشرية 0

الإنسان كائن قابل للتربية في شقيها الإيجابي والسلبي وهو كائن يتربى لا يوجد إنسان غير قابل لاكتساب التربية ,الحديث عن التربية حديث غير مستقر حيث إن التربية بذاتها تتفرع إلى فروع شتى . التربية ليست مذهباً فكريا
ولا هي بعقيدة وليست تيارامن التيارات 0
الإنسان هو ابن الحياة والحياة هي بنت التربية .. الحياة هي التي تقدم البراهين للإنسان عبر ما في الطبيعة, والإنسان يتربى من تجاربه ومن مشاهدة ما في الطبيعة والحياة .
يتلقى الإنسان أشكالاً من التربية في مسيرة حياته فهو عندما يكون طفلاً يربيه أبواه غذائياً وعندما يكبر يربيه معلمه معرفياً ومن ثم ينفتح على أشكال أخرى للتربية , فثمة تربية مهنية يتلقاها من المهني ، وثمة تربية اقتصادية يكتسبها من خلال تعامله بالمال ,وثمة تربية صحية يتلقاها من خلال إرشادات الأطباء ، وثمة تربية ثقافية يكتسبها عن طريق الإعلام المقروء والمسموع والمرئي, وثمة تربية جنسية تعلمه أصول التعامل مع الجنس الآخر إضافة إلى ألوان وأشكال تربوية أخرى متفرعة ولكنها في النهاية تنصب في حروف كلمة / التربية/0 كل تصرفات الإنسان تكون من خلفية تربوية معينة سواء كانت سلبية أو كانت إيجابية , ذلك أن الإنسان هو تلميذ للتربية ولكن ما هي التربية ..؟
التربية تنقسم إلى شكلين, شكلها الأول نظري, وشكلها الثاني عملي فيمكن للإنسان أن يكتسب التربية بفروعها وأقسامها من خلال تجاربه الشخصية كما يمكن له أن يكتسبها من خلال تجارب الآخرين وهنا تطرح التربية الدينية نفسها بقوة على ضمير الإنسان فتقدم إليه الخبرة الكافية عبر تجارب الإنسان نفسه وبالتالي تقدم إليه الخلاصة والاتجاه الصحيح ، وفي الواقع فان أرقى وأهم أشكال التربية تتبدى في صلب التربية الدينية ، فا لتربية الإلهية هي تربية خالصة وخالية من الشوائب وهي تربية صحيحة موجهة إلى الإنسان عبر رسل وأنبياء الله وعبر رسائله .
فالقرآن هو رسالة تربوية جليلة وكان العلم الذي تربى عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. والواقع أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو أول طلاب هذه الرسالة الإلهية التربوية الكبرى واستطاع القرآن أن يجعل منه أسوة حسنة لبني البشر من بعده .
التربية الخالصة هي التي يتلقاها الإنسان من ربه, وليست هناك أعظم من هذه الرسالة التي تركها الله للناس 0 إن أشكال وألوان التربية الحديثة تقف على أرضية الأخلاق فالإنسان كائناً من كان يعجز أن يبدع شكلاً تربوياً ولكنه يستطيع أن يقدم هذا الشكل التربوي إذا استند على قواعد الدين .ويمكن معرفة أن التربية هي عملية انفتاح لانهائي على العالم , فكل مرحلة من مراحل الإنسان لها مرحلة تربوية .. الشيخ الطاعن في السن أيضاً يحتاج إلى تربية تنسجم مع عمره ، فيبقى الإنسان يتربى حتى لحظات الاحتضار الأخيرة ، ليس من أحد يستغني عن التربية بالغاً ما بلغ وما دام الإنسان يتعلم في كل يوم جديداً فانه يتربى .
إنهم يخطئون الذين يظنون أن مهمة الآباء تكون عند توفير الطعام واللبس لأولادهم ، فهذا الأب يمكن له أن يكتفي بهذا مع ما يربيه من حيوان أليف في بيته ولكن الطفل يحتاج إلى أغذية أخرى .. يحتاج أن ينفتح على العالم ويده بيد ولي خبير .. يحتاج له لي يرسم له خطوات المستقبل ..
يحتاج إلى مرشد ليرشده وإلا تاه في ظلام الجهل حتى لو كان آكلاً ولابساً .
إن عظمة الأبوين تكمن في مدى قدرتهما على تقديم أولاد صالحين نافعين للمجتمع .
إنها الرسالة الأبوية الكبرى تجاه الرعية . وبعد أن يكبر الإنسان لن يعود بحاجة إلى تربية أبوية لأن التربية الأبوية ستكون قد هيأته لاستقبال تربية إلهية كبرى وعلى مراحل مدى حياته.
الله يخلق الإنسان ثم يربيه .. ولكن على الإنسان أن يعي هذه التربية ، أن يدركهاويتوسع في أبعادها 0
إن الله تبارك وتعالى الذي خلق العباد يعرف ما يعلم هذا الإنسان عن نفسه وما يجهل وعلى هذه المعرفة تأتي التربية الإلهية المباركة للناس الذين هم / عيال الله / 0
ليست مشكلة الإنسان أنه لا يعرف طريقاً لمعرفة ربه ، ولكن مشكلته أنه لا يعرف طريقاً إلى نفسه .
إن الإنسان الذي يسلك الطريق إلى معرفة نفسه يكون قد سلك طريقاً لمعرفة ربه ،ومن خلال هذه المعرفة يستقبل التربية الإلهية ويبقى في إخفاق لاستقبالها مالم يتمكن من معرفة واهبها .
إن علاقة الإنسان الكبرى هي مع الله وكل ما حوله يذكره بالله حتى الشجرة تثمر / بإذن ربها / وما من طير يطير إلا بإذن الله .
العلاقة بين الله وبين الإنسان هي علاقة تربوية في جوهرها والقرآن الكريم يحتوي على الدعوة إلى التقوى ويحتوي على الوصايا والإرشاد والهداية والعفو والمعرفة,وليس الله الذي يبعد عن الإنسان ,ولكن الإنسان هو الذي يبعد عن الله ,فالإنسان هو الذي يعود إلى الله, وليس الله الذي يعود إلى الإنسان والله يفرح بهذه العودة .الإنسان يبقى دائم الحاجة إلى أن يربيه ربه ولكن عليه أن يطور نفسه لاستقبال هذه التربية , عليه أن يطور نفسه لاستيعابها0


علاقة التربية بالمعرفة

حديث التربية لاينتهي قبل أن يمر بعالم المعرفة حيث أن المعرفة هي الشكل الأرقى للتربية , فأ ن تتربى ذلك يعني أنك تعرف 0 ليس بوسعنا قول شيء يجدي عن المعرفة قبل وضعها تحت المجهر التاريخي وا لتأملي والحسي 0 ونحن نتأمل عوالم وجزئيات هذه الكلمة الدلالية الكبرى ، تجلو أمام حواسنا ومدركاتنا معالم التدرّج التي تشكّل معيار التوازن في عمق الإنسان ، هذا المعيار الذي يمكن للإنسان امتلاكه والتحكّم به وفقما يشاء بواسطة بناء علاقة معرفية عميقة معه ، والذي يمكن له أن يستبدّ بصاحبه الذي يطلق العنان لأهوائه ونوازعه بكافة المستويات العدوانية التي تبعده عن قيمة الحكمة الإنسانية 0 فهذا المعيار هو منشأ الزلازل العصبية والغرائزية العدوانية الكبرى ، وهو منشأ روح الحكمة والاستقرار النفسي والهدوء العصبي 0
ويمكن ملاحظة معالم هذا المعيار في الوجوه التي تشرق بالاستقرار والطمأنينة ، والوجوه المظلمة بالاضطراب ، والمنطفئة بالتهابات الشر 0ولاأقول بأن شعرة المعرفة تفصل بين الوجهين ، بل إنه جبل المعرفة الذي يفصل بينهما 0
كلمة شاملة لانهائية تغري إنسان كل زمان ومكان للعوم في فضاءاتها اللامتناهية ، والنهل من معينها الذي لانضوب فيه 0 دوماً يبرق وميض معرفة في مدركات إنسان غافل ، ينبثق من غيب ، فينتبه بأن نوراً أضاء مساحة مظلمة في فضاء روحه 0
مادام الغيب يلبث مشرعاً في سلّم خطوات الإنسان ، فإن المعرفة تلبث حاملة إليه نور لآلئها كل ساعة وكل هنيهة 0
يجد الإنسان نفسه مندفعاًبقوة غريزية نحو عوالم مغلقة ، نحو كشف أسرار لايعرفها ، كلمات لم يسمعها ،يظل ملاحَقاً وملاحِقاً هذه الغريزة ليحقق أكبر قسط من مدركات معرفية ، حتى غمضه الروح الأخيرة يدرك بأنه علم شيئاً جديداً وهو في ذروة تلك اللحظات الوداعية الأخيرة للكون 0
المعرفة هي نظرة الإنسان نحو مستقبل غامض ، مستقبل يخبئ مفاجآت متوقعة وغير متوقعة ، إنها شمس لسوف تشرق بكل حيواتها ، وليل سوف يخيِّم بكل سكونه 0
إنسان لم يتعّرض لشمس المعرفة هو في النهاية لسوف يموت ارتجافا من قوة برداللامعرفة 0
يمكن الآن أن نتوسع في كلماتنا لتحملنا إلى أسئلة المعرفة ضمن فضاء معرفي مفتوح 0

ليست المعرفة مادة تُدَّرس في معاهد وجامعات ، ولافلسفة بشرية موضوعة ، ليست تياراً أو مذهباً أو نظرية فكرية 0 إن كل ما بلغه التاريخ الإنساني من مكتشفا ت وعلوم ومعارف هي عناقيد في دالية المعرفة 0 المعرفة تحمل الأرضين والسموات ، تستوعب كل ما كان وماسيكون ، إنها الأرشيف الأكبرلذاكرة الكون 0
ولنتأمل كم نبدو صغاراً أمام هذا الثقل المعرفي الهائل الذي علينا ألاّ نيأ س من تسلقه ومدّ أيادينا إلى عناقيد أعنابه 0
أقول بقوة : إن المعرفة هي ثورة ذهنية جريئة على جمود العقل البشري ومدركاته الفكرية 0
لم تكن المعرفة في يوم منحصرة في أناس دون غيرهم ، ولا في زمان دون غيره ، وهي لاتقبل الذهاب إلى المقابر ، أو تنطفئ في بطون كتب صفراء 0 إنها الشمس التي تسطع كل يوم فتأتي لبني الإنسان بضوء جديد غير الذي أتاه بالأمس 0
أما كيف يشكّل الإنسان جزءاً من هذه المعرفة فهذا أيضاً أمر مفتوح كالمعرفة ذاتها لأن الطرق إليها متعّددة ومتفرعة وأحياناً تكون متشتتة فيلتبس الأمر على السائر ويتوه في تيه خطواته0 ليست الكتب وحدها وسيلة للمعرفة ، ولا الفضائيات وحدها ، ولا التجارب البشرية وحدها ، ولا الأسفار في الأرض ، ولاتعلّم اللغات وحدها ، ولاالتقدم في السن ، أو المكانة الاجتماعية أو الاقتصادية أو السلالة 0 فكل لون من هذه الألوان هو طريق إلى غصن من غصون شجرة المعرفة وكلما نهل المرء من ثمار غصن امتلأ بالحياة وأحس بالنضج وهكذا فهو يقطف ثمار المعرفة ويزداد استقرارا وانفتاحا وامتلاء
فيقول : إنني أزداد سعادة كلما تعلَّمتُ جديداً ، وأبدو حزيناً في يوم مضى لم أتعلم فيه جديداً 0
إن متعة المعرفة هي أمتع من كل متاع العالم ، وإذا علمها كبار أثرياء العالم لحسدوا ذاك الشخص المتواضع الذي يستمتع بثمار معرفته ويكون دافئاً بشمسها البهية 0
ثمة أمر آخر بودي أن أضيفه إلى جملة هذا الحديث وهو أن الإنسان كذلك يتعلم من نفسه ، فهو كلّما تعمق بمعرفة نفسه أكثر كلما تعرّف على أسرار العالم أكثر وربما أن كبار المبدعين اعتمدوا بالدرجة الأولى على أنفسهم في إبداع أعمالهم الفكرية والأدبية الكبرى ، فحديث الإنسان مع ذاته أحياناً يكون أثرى من حديث الآخر 0 ولا يغر أحد أنه يعرف نفسه جيداً فليس بوسع أحد أن يعلم كل كبيرة وصغيرة 000 ظاهرة أو مخفية عن نفسه 0 فالنفس وأي نفس هي عالم من الظلمات إلى جانب أنها عالم من الشروق 0
يجوع العقل إلى المعرفة كما تجوع المعدة إلى الطعام ، والغذاء المعرفي هو الأجدى والأبقى من أي غذاء دونه 0 ورغم هذا فإننا ننفق في سبيل الأغذية الأخرى أكثر مما ننفقه في سبيل الغذاء المعرفي الذي هو في الواقع يبني الإنسان: حرفأ حرفأ00 كلمة كلمة 00 سطراً سطراً 0ربما في بعض المناسبات يلجأ الكثيرون لتقديم الهدايا إلى أنفسهم على غرار تقديم الهدايا للآخرين في مناسباتهم السعيدة ، مثل اجتياز الامتحانات المرحلية بتفوق ، فيفكر أن يكافئ نفسه بأن يتقدّم لخطبة مَنْ يجب ، ويمكن بعد صيام شهر رمضان أن يهدي نفسه بعض ثياب جديدة في عيد الفطر ، أو يجدد آثاث
منزله 0

المعرفة هي انفتاح النفس كوردة في ربيع أي أنها تكون طيبة وتقدّم الطيب حتى للأرض التي تكون فيها ، واللامعرفة هي انغلاق النفس كوردة ذابلة في خريف أبدي 0
إن الرصيد الثمين الذي يحققه الإنسان في مسيرة حياته يكون بقدر ماقرأ من كلمات معرفية ، فالإنسان عندما يترك الحياة يعجز أن يأخذ معه أوراق المال ، لكنه لايعجز أن يأخذ معه كلمات المعرفة ، وعندما لايفيده المال ، فإن المعرفة تفيده , كان عرب ماقبل الجاهلية يقولون " إن الأدب كاد أن يكون ثلثي الدين " 0 والحقيقة فإن ما يميّز المعرفة ويحفظ لها ديمومتها وتجدّدها أنها لانهائية وكلما يعرف المرء أمراً يكشف مدى جهله 0 سبق لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن قال :


مالفخر إلا لأهل العلم إنهم **** على الهدى لمن استهدى أدلاء
ففز بعلم تعش حياً به أبـداً **** فالناس موتى وأهل العلم أحياء


وكان سقراط يقول : / ازدد علما , تزدد جهلا / 0

إنها كلمات تحمل دعوة صادقة إلى الالتفات للعلم والمعرفة ، وأن تكون المعرفة في سلّم الأولويات لا في الكماليات 0
تبقى المعرفة هي التي تميز إنساناً عن غيره والإنسان يمكن له أن يرتقي في ألوان المعرفة حتى يغدو مرجعاً معرفياً في لون معرفي ما 0
أبواب المعرفة مشرعة أمام الجميع لاتنغلق أمام أي إنسان وفي أي وقت ، ولكن على الإنسان أن يسعى إلى المعرفة ويطوّر نفسه فهي لاتطرق باب أحد ولكنها دائمة الانتظار لمن يطرق أبوابها 0
في الموروث الصوفي تعرّض كثير من المتصوفين لتعريف المعرفة في شبه إجماع على أن المعرفة لاتتحقق إلا بمعرفة النفس 0 قال التستري: " أول مقام في المعرفة أن يعطي العبد يقيناً في سره تسكن به جوارحه "0 وورد في كتاب "التعرف لمذهب أهل التصوف " لأبي بكر الكلاباذي : " العارف مَنْ كان علمه حاله "0 وأما النفري فقد تعّرض في كتابيه "المواقف " و "المخاطبات " للمعرفة وميّز ما بينها وما بين العلم ، فرأى بأن المعرفة هي نظرة الإنسان إلى داخله ، بينما العلم فهو نظرة الإنسان إلى الخارج 0 ومن هنا فإن المعرفة هي أعلى من العلم ، كون الروح أسمى من المادة ، والإنسان الذي لايتعرف على داخله يستحيل عليه أن يتعرف على شكله 0



إعداد الأستاذ/ عبد الباقي يوســــــف
روائـي وقاص ســـــوري
عضو اتحاد الكتاب العرب - عضو جمعية القصة والرواية السورية

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 05-04-2005, 12:24 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

العلاقة بين التربية والتعليم والمجتمع


رغم أن هناك من يرى أن سؤالي الندوة - التي ُأقيمت مؤخراً تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني وبإشراف من وزارة المعارف - أتيا متأخرين وأن الأمم المتقدمة قد تجاوزته منذ سنوات طويلة، ونحن لا نزال نبحث عن إجابات لهذه التساؤلات. إلا أن ذلك لا يقلل من أهمية هذه الندوة وتساؤلاتها إذ أن العلاقة بين المجتمع والتربية والتعليم هي علاقة تبادلية ومستمرة فكل منهما يؤثر في الآخر ويتأثر به كما أنها لا تتوقف عند حد أو زمن معين، وبالتأكيد فإن هذه التساؤلات قد طرحت داخل أروقة الجهاز التربوي والتعليمي لكنها لم تأخذ طابع العمومية الذي تأخذه اليوم.
أن تطرح تساؤلات كبيرة بهذا الحجم والشمولية فهذا أمر جيد وصحي لاشك، وأن يؤخذ رأي المجتمع فهذا اعتراف من الوزارة بأهمية المجتمع ودوره في المشاركة في العملية التربوية والتعليمية ليس في التنشئة فحسب بل الأمر يتجاوز ذلك إلى المشاركة في صنع واتخاذ القرار التربوي والتعليمي. والعملية كما يبدو من التساؤلات عملية تبادلية بين المجتمع والتربويون فكل منهما بحاجة إلى الآخر لذا كان لابد من المصارحة والمكاشفة بالرأي والمشورة والفكرة والاقتراح وخلافه في جو ودي وتربوي ينم عن توجه وحس إداري وتربوي سليم. إن طرح الموضوع على الملأ بشكل عام ليساهم الجميع في موضوع يهم الجميع - فلا تكاد تخلوا أسرة من الأسر في المملكة إلا ولها فرد أو أكثر ممن له صلة بهذا القطاع الحيوي كطالب أو طالبة أو موظف أو موظفة أو غير ذلك - يؤكد حرص الوزارة على التطوير ومحاولة الرقي بهذا القطاع الحساس إلى أعلى المستويات لمواكبة التطور ودينامية الحياة المعاصرة. ومن هذا المنطلق وطالما الجميع تقريباً يستفيد بشكل أو بآخر من هذا القطاع فلا بد أيضاً أن ُيسمع الرأي والفكرة والاقتراح والمشورة والمشاركة من الجميع أيضاً.
ومن جانب آخر فإن المجتمع دائماً وأبداً يتطلع للكثير والكثير من التربويين باعتبار أنهم المسؤولين عن حاضر ومستقبل الأمة، ومن هذا المنطلق فلا شك أيضاً أنه يريد أفراداً و خريجين جادين ومنضبطين يشعرون بالمسؤولية تجاه عقيدتهم ومجتمعهم ووطنهم ويقدرونها حق قدرها. ويريد أفراداً يحترمون النظام ويساهمون في العملية التنموية مساهمة فعاله مثمرة كلاً حسب موقعة، ويريد أفردا ملمون بالمعارف المختلفة شغوفون بالعلم والمعرفة وما تتضمنه من معلومات وتقنية أصبح المجتمع اليوم يعتمد عليها بشكل كبير بل أنها سلاح هذا العصر وأساس الاستمرارية في عالم سريع جداً ومتقنون لأدوارهم في المجتمع، كما أنه يريد مبنى مدرسي حديث ومتطور ومتكامل ومجهز بالوسائل والأدوات الضرورية وملائم للعملية التربوية والتعليمية وما يساندها من أنشطة وبرامج. ويريد مفردات ومقررات مرنة موجهة ومرتبطة بالواقع والحياة وسوق العمل والتغيرات المختلفة التي تطرأ عليه من فترة إلى أخرى ولا يريد مناهج جامدة تناقش أمور لا تمس الواقع من قريب أو بعيد، مقررات تنمي مهارات التفكير والتحليل وبناء الشخصية والتعبير عن الرأي. ويريد معلماً مؤهلاً ومدربا تدريبا!
ً كافياً للقيام بواجباته ومسئولياته أيما قيام ومعلماً يطور نفسه باستمرار راغباً في العمل في هذا الحقل لا مكرهاً. ويريد أيضاً إشراك الجميع في عملية صنع واتخاذ القرار التربوي والتعليمي من أولياء أمور وطلاب وأجهزة ومؤسسات عمل ووسائل إعلام وأساتذة جامعات وخبراء وباحثين في المجتمع وعلومه المختلفة إضافة إلى العاملين في الميدان من معلمين ومشرفين ومسؤولين في أجهزة التربية والتعليم.
وفي المقابل يريد التربويون من المجتمع التعاون معهم من خلال الحضور والمتابعة المستمرة للأبناء أو البنات على مدار العام الدراسي والمشاركة الفعالة والشعور بالمسؤولية المشتركة تجاه تربية النشء، كما أنهم يريدون المساهمة الفعالة والمستمرة من وسائل الإعلام للقيام بدورها المنشود وهو التوعية المستمرة بأهمية التربية والمسؤولية المشتركة في تربية النشء من قبل جميع فئات وشرائح المجتمع والتنسيق والتعاون المثمر والمستمر في هذا الشأن وأهمية الترابط بين الأسرة والمجتمع والمدرسة .
وكلنا أمل أن تنجح هذه الندوة في الإجابة على كل الأسئلة التي ‘عقدت من أجلها وتلك الأخرى التي تحتاج إلى إجابة، وأن نرى ذلك قريباً في الواقع .
والله من وراء القصد ،،،


بقلم/ عبدالله بن محمد المالكي
الرياض

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 05-04-2005, 12:25 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


المنهج وكيف يسيره المعلم

المعلم والمنهج وسيلتان لتربية وتعليم وتثقيف الطالب إما لمواصلة تحصيله الدراسي أو لمواجهة الحياة والانخراط في وظيفة أو عمل حر . ويبق المعلم هو الأهم دائما لأنه هو الذي يسير المنهج بالطرق التي يرى أنها مناسبة لمستوى تفكير طلابه . و هناك عدة نقاط يجب على المعلم أن يلم بها و يعيها أثناء تأدية واجبه ، أذكر منها :

الدراسة الدقيقة للأهداف المعرفية التي يرجى الوصول إليها من تدريس المنهج .

التصور الكامل للمنهج والوسائل التي يحتاجها المعلم لتوصيل المعلومات .

الاضطلاع على المناهج التي تسبق السنة التي يدرسها وربط المناهج وتذكير الطلاب بم تم دراسته و ذلك باستياق الأمثلة من المناهج التي تم دراستها في السنوات السابقة .

على المعلم أن يغير من طريقته في التدريس بين حين و آخر و ذلك للخروج من الرتابة و اختيار الطرق المناسبة لمستوى الطلاب والتي يجب أن توازن بين الفروق الفردية لجميع الطلاب .

المراجعة السريعة والدقيقة لأهم النقاط التي أراد أن يوصلها للطلاب في الدرس السابق ويكون هذا في بداية كل درس .

الاهتمام بالملخص السبوري للدروس ، وهناك عدة طرق لوضعه منها :

أ- المناقشة الشفوية للدرس بعد شرحه واستخلاص النقاط الرئيسية وكتابتها على السبورة وذلك بالتعاون

بين المعلم و طلابه .

ب- وضع الأسئلة التي تهتم بالنقاط الرئيسية في الدرس على السبورة وحث الطلاب على الإجابة عليها في

الفصل لتحاشي عدم حل الواجب أو نقل الإجابات .

على المعلم ألا يكون سلبيا أمام المنهج الذي يدرسه ، بل يجب أن يسجل نقاط الضعف التي عليه والجوانب

التي يعتقد أنه أهملها و يناقشها مع زملائه ويقوم برفعها إلى إدارة المدرسة وهي بدورها ترفعها إلى إدارة

التعليم .

على المعلم الاهتمام بالاختبارات الدورية والشهرية وأهدافها ودراسة ومناقشة نتائجها وجدولة النتائج في

نسب مئوية ومقارنتها والدراسة المتأنية والعلمية لأسباب تدني مستوى طلابه .

على المعلم ألا يدع تدني مستوي الطلاب يؤثر عليه نفسيا ويسبب له الإحباط بل يجب أن يكون دافعا له ليضاعف من جهده ويبحث في الأسباب و يجد لها العلاج المناسب .

10- على المعلم احترام عقل الطالب وطريقة تفكيره ومناقشته مناقشة موضوعية لأسباب تدني مستواه واحترام وجهة نظره في ذلك وحتى إن كانت الأسباب عير منطقية ومحاولة وجهة نظره في ذلك وحتى إن كانت الأسباب عير منطقية ومحاولة إيجاد أرضية مشتركة بين الجميع لوضع لحلول المناسبة وإشراك الطالب في ذلك .

11- الاهتمام بالمتغيرات التي تحدث في المجتمع وبالتالي الاهتمام بنتائج هذه المتغيرات والتي تظهر على سلوك الطلاب وأخذها بعين الاعتبار وعدم إهمالها ومحاولة الاستفادة من الإيجابيات ومعالجة السلبيات بالطرق التربوية السليمة .

على المعلم أن يعي جيدا أن التثقيف الشخصي في شتى العلوم غاية في الأهمية وذلك للرفع من مستواه الثقافي

وإحاطته بكل ما يدور من حوله من تقدم ، وهذا سوف يساعده كثيرا في توصيل منهجه وتثقيف طلابه وزيادة ثقته بنفسه وثقة طلابه به وحبهم لدروسه .

على المعلم أن يجتمع دوريا مع زملائه وعليه أن يثير نقاطا للمناقشة بينه وبين زملائه سواءً تربوية أو علمية و محاولة الاستفادة من آراء زملائه وخبراتهم وحتى إن كانت قليلة ومع مختلف التخصصات وأن يعتقد دائما " أن الاختلاف لا يفسد للود قضية " وفق الله الجميع وسدد خطاهم ،،،،

إعداد المعلم / عبدالله إسماعيل الخضراوي

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 05-04-2005, 12:25 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المعلم

مجلة تربوية ثقافية جامعة
على الرغم من اهتمام التربية الحديثة بجوانب النمو الوجداني والمهاري إلى جانب النمو العقلي المعرفي ، إلا أن المعرفة لاتزال -وسوف تظل - ذات أهمية خاصة للمعلم ولعمله في المدرسة.
دليل المعلم


سياسة التعليم00 ونظم المناهج

مع بداية العد التنازلي لحصر المستوى التحصيلي للطلبة وادراج هذا التقييم ضمن تقييم المعلم السنوي 00 وتأتي نتائج هذا العام انعكاسا على تأثير اجازة عيد الفطر والتي استمرت ثلاثة أسابيع متواليةاستصرخت فيها الأسر استنجادا لما يحدث داخل دائرة الكتب المنطوية والقابعة داخل الحقائب لينفض الغبار عنها ليلة الاختبار00
ولعل معظم المدارس عانت الأمرين من غياب طلابها في الأسبوع الأول من الدراسة والذي سبق الاختبارات 00وجاء عدم المبالاة في الحضور تعللا بالمراجعة والاستذكار في المنازل00ولكن00 اتضحت رؤى النتائج في الأسبوع الأول لأداء مستوى التحصيل وكانت فوق المتوسط حسب الاحصائيات00
لاندري ان كانت أصابع الاتهام تتجه للمعلم 00للمناهج00 لاجازة الطالب00 للأسرة00 أم الفضائيات00 والبرامج المنوعة00 ومقاهي الانترنت00؟؟؟
ولو تناولنا قضية المناهج التي ينبغي جزما وحزما انهاؤهاخلال (15) أسبوعا محتسبة على الطالب والمعلم تأدية برامجها بالحصةوالتي
تفيد فحواها حسب التوزيع المعتمد للمادة على أشهر الفصل الدراسي الواحد00 بلا تقاعس أو تعطيل لأي حصة دراسية متعاملة مع المؤدي والموصل للمادة التعليمية(المعلم) والمتلقي لها(الطالب)00على اعتبارهما آلات ديناميكية تعمل بالريموت فلا تأخر ولامرض ولا ظروف تعيق تواصلهما مع الدوام المدرسي00!!
وان حدث00 فالطامة كبرى 00اذا لم يستنفذ المعلم جميع طاقاته الاستنفارية في التعويض والاستبدال00 وعلى حساب من؟؟00
واذا أدركت الغايات أن الطالب هو محور العملية التعليمية كما هو متداولا(قولا فقط) في جميع الحالات والمقالات واللقاءات والاجتماعات 00 فهل
سيتحمل هذا المحور كل الثقل الهائل من المعلومات التي تكدست داخل برمجته الانسانية؟؟ 00 متبلورة في استيعابه (7)أو(8)حصص يومية تتخللها الدروس الجديدة والانشطة للمادة والواجبات والاختبارات القصيرة والمراجعة00!!
مناهج بنفس الصورة والحدث والمعلومة تتزامن معه من بدء خطوات قدميه على سلم التعليم حتى نهاية المرحلة التوجيهية00
واذا أضفنا الى هذا كله تعسف المعلم في ايصال المعلومة نقلا عن الكتاب أو توسعا مهيمنا على المعلومات الأساسية فأين مستوى هذا التحصيل المنشود00؟؟
ان أسئلة الفهم والمنطق والتحليل تجد فقدانا لموازين تقييمها اذا ما أراد المعلم وضعها ضمن الاختبارات بأنواعها للطلبة 00 والسبب اعتمادهم على الحفظ كالببغاوات 00 أو تنفيذ التطبيق كما ورد دون تحوير كمن يحفظ تسلسل حل المسائل الرياضية بغض النظر عن الارقام المعطاة وان كان الناتج يبعد بعدا حائلا كالقارات انما يظل راسخا لديه00!!
اما الذين لايتمتعون بخاصية هذه الملكة الفكرية فيلجأالفرد منهم الى طرق التوصيل والتسجيل دون ادراك00
وللاسف00 نجد هذا النوع متجليا في احراز نتائج شهاداتهم التي تبعد كل البعد عن مستويات تحصيلهم00!!
من المسؤول اذا عند التقييم للأداء والتحصيل المعرفي00؟؟00وهل ستظل رحى البحث عن الحلول لسنوات مقبلة أعمق مما مضى00؟؟00 وكيف سيتم توجيه وارشاد جيل تيعامل مع القنوات الفضائية والجوالات والحاسبات والانترنت ضمن محدوديات كتب دراسية 00لا00 تحيد00؟؟!!
ان نظرية ايجاد المعلم المتلقي جديرة بتحقيق قوانينها وبراهينها بدلا من تطبيق المستوى التعليمي الواحد لجميع الفئات والطبقات الفكرية للطلاب000بمعنى تنويع مستويات هذه النظريات لخدمة الفكر والاتجاه والميول والقدرات بدلا من انتشارها لدى من يتقبلها أو يرفضها 00!!
فنرى النتائج لهذا في نسبة النجاح والتحصيل ومساءلة المعلم عن تدني المستويات 00 فهل الدراسة بين أسطر الكتب والمناهج تعد تحصيلا00؟؟00
وهل الثقافة مستشعرة بالكم الهائل من المعلومات التي نحشو بها عقل الطالب ونطالبه باستيعابهاوفهمها واستدراكها00؟؟00
ان اسلوب الاختبارات وطرقها المتبعة حاليا لاتقيس مدى القدرات الفهمية بقدر ماتقيس مقدار وحجم المعلومة الذاتية في كتاب الطالب 00!! فالطالب يدرس ويتعلم لينجح ويتحصل على شهادة دراسية دون ادنى اهتمام للمستوى الثقافي فتتبخر المعلومة فجر انتهاء
الاختبارات 00وهيهات00 ان تسترجع!!
اما المعلم المنطوي داخل زوايا المنهج دون اطلاع او توسع فحجته دامغة متعللا بأن الطالب ليس مطالبا سوى بما هو في منهجه دون زيادة او توسع 00!!!
حتى التجارب المعملية والمختبرية والمسائل الرياضية منحصرة فيما يتم أمامه00 والويل كل الويل اذا ما حاول الاقتراب وتغيير المعطيات والمعايير 00!!
وبالقياس بين جيل اليوم والاجيال الماضيات يتضح الفارق الشاسع في مستوى القدرات والحرص والاجتهاد00فهل هذا يعود الى عصر التكنولوجيا الحديثة 00؟؟ والتي دعت العقول الى رحلة السبات العميق وابدالها بالكمبيوتر00؟؟
أم أن القصور في الذات الانسانية التي تلهث وراء الاسترخاء وعدم العناء00؟؟00
أم تراه بسبب تعطيل القدرات الفطرية لتعشعش عليها أوكار الصدأ والنسيان00؟؟00



دعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوة
للعودة والاياب في الخطط التربوية السليمة لتنمية القدرات الشخصية داخل الذات واستنفاذ كل فطريانها من أجل البناء والتسلح وردم الفجوات والعصارات القاتلة للابداع
00 وليكن التحصيل العلمي بمعناه الحقيقي00 وليس ارتساما لتقييم وظيفي00 أو تطبيقا لشهادات علمية00 أو منحنيات لاختبارات حصائدية00 !!
فهـــــــــــــــــــل ندع للفكر انبثـــــــــــــــــاقاتــــــــــــــــــــه00؟؟ ؟؟؟؟


بقلم / عفاف عايش حسين
مديرة مدرسة ومشرفة مقيمة

رد مع اقتباس
  #50  
قديم 05-04-2005, 12:26 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أزمة التعليم في أمريكا !

العلاقة الجدلية بين التعليم والاقتصاد

إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل فى أى منطقة من العالم ، فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هى التعليم وإن كل الدول التى أحرزت شوطاً كبيراً فى التقدم ، تقدمت من بوابة التعليم ، بل أن الدول المتقدمة تضع التعليم فى أولوية برامجها وسياستها.

ومن الطبيعى أن يكون للتحويلات والتغيرات العالمية انعكاساتها على العملية التعليمية فى شتى بقاع العالم باعتباره نظاماً اجتماعياً فرعياً داخل إطار المنظومة المجتمعية الشاملة .

يمر العالم بفترة غاية فى الحساسية حيث ينتقل من قرن إلى قرن ومن نظام سياسى إلى آخر ومن نظام اقتصادى إلى نظام مختلف تماماً ، فلقد مضى الزمن الذى يمكن فيه لأى دولة أن تتقوقع داخل حدودها وتكون بمعزل عن العالم وذلك لأن واقع ثورة الاتصالات قد تخطى حواجز الزمان والمكان .

والعالم بهذه المتغيرات وغيرها يتجه نحو نظام عالمى جديد متغير فيه نمط الحياة تماماً وأصبح يعيش حضارة الثورة الثالثة التى تشهد سرعة المتغيرات ، كما فرضت نوعية جديدة من التكنولوجيا المتطورة والتى تحتاج إلى نوعية معينة من العمالة القادرة على التحول المهنى من مهنة إلى أخرى فى إطار التعليم المستمر .

الأمر الذى دعا الدول المتقدمة والنامية على السواء إلى الاستعداد بالدراسات والتوقعات للتغيرات الحادثة والمستقبلية وما تتطلبه من إصلاحات تعليمية جذرية وشاملة بهدف إعداد مواطنيها لمواجهة هذه التحديات ومواكبة ثورة المعلومات والتكنولوجيا .

وإذا نظرنا إلى الدول الكبرى التى تتصارع على القمة اليوم نجدها تطور وتجدد فى نظمها التعليمية وتحاول أن تدرس نظم التعليم الأخرى الموجودة فى الدول المنافسة ، والولايات المتحدة الأمريكية واليابان خير مثال على ذلك .

ويكفى للتدليل على ذلك ما سرح به مستر بنبيت وزير التعليم الأسبق فى الولايات المتحدة الأمريكية " أن التعليم فى اليابان حقق بشكل واضح نجاحاً كبيراً فى تزويد اليابان بقوة اقتصادية قادرة على المناقشة شدة فى أسواق الاقتصاد العالمية ، لذلك ضمن الخير لنا ونحن شعب واقعى وعملى أن نتعلم ما نستطيع تعلمه من النظام التعليمى فى اليابان .

ورغم صعوبة اللغة اليابانية فلقد أرسلت الولايات المتحدة بعثات تعليمية وتربوية لترى كيف يتعلم اليابانيون وتتعرف على أساليبهم فى التعليم .

ومع ظهور المد اليابانى ، ومع إحساس الأمريكان بأن الين اليابانى استطاع السيطرة على السوق العالمية فقامت الدنيا ولم تقعد فى أمريكا وأصدرت تقريرها الشهير أمه فى خطر وأعيد بناء التعليم بصفة عامة والأساس بصفة خاصة وتطوير الرياضيات والعلوم وكان ذلك فى عهد الرئيس ريجان ، ثم تابع الرئيس بوش اهتمامه بالتعليم وكان برنامج أمه من الطلاب ليوضح أهمية التعليم لبقاء أمريكا ، كذلك استمر كلينتون على منوال من سبقوه الذى أكد على أن التعليم يشكل بعداً أساسياً لا من أمريكا القومى .

وفى العام السابق 2000 صدرت استراتيجية التعليم من عام 2001م إلى عام 2005م والتى أكدت فى مقدمتها على دور التعليم فى تكوين الدولة القوية وتتمركز تلك الاستراتيجية على أربع محاور رئيسية كالتالى :

الهدف الأول : مد التعليم الأساسى لكل فرد .

الهدف الثانى : تطوير تحسين النظام التعليمى الأمريكى بصفة عامة .

الهدف الثالث : تحقيق تكافؤ الفرص فى المرحلة الثانوية وما بعدها .

الهدف الرابع : تطوير وزارة التعليم بما يتلاءم مع الأهداف السابقة .

بالإضافة إلى ذلك لاحظنا الملامح المميزة للحملات الانتخابية بين بوش الابن وآل جور كان التعليم محور اهتمام كل حملة من تلك الحملات ، وعندما تولى بوش الابن نفذ ما وعد فقد أصدر تقرير تحت مسمى " No Child Left Behind " لا تسريب لأى طفل وذكر فيه إن دور الحكومة الفيدرالية فى التعليم لا يكمن فى خدمة النظام بل إنه يخدم أولادنا وإضافة لقوله إننا منضمون إلى أميتين أحدهما تقرأ وتحلم والأخرى لا تقرأ ولا تتطلع إلى المستقبل ( 3 ، ص1-3 ) .

من كل ما سبق نجد أن التعليم يحتل مكانة بارزة فى اهتمامات الساسة فى الولايات المتحدة وذلك من منطلق إن التعليم يعد كسلاح حاسم لتغيير الواقع ومواجهة المستقبل ، وليس الهدف هنا هو عقد مقارنة بين التعليم فى الولايات المتحدة ونظم التعليم فى العالم العربى بقدر ما هو توضيح الملامح أهم سمات تلك النظم لرؤية كيف تعد هذه الدول نفسها للتعامل مع الحاضر ومواجهة المستقبل عن طريق إعداد الإنسان القادر على التعامل مع مستحدثات العصر والتكنولوجيا ، وبدون كل ذلك فلا بديل أمامنا إلا الذوبان والفناء .

بقلم / دكتور عنتر عبدالعال

_______
المصادر
1- محمد عبد القادر حاتم ، التعليم فى اليابان : المحور الأساسى للنهضة اليابانية ، القاهرة : الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 1997م .

2- U. S. Department of Education, Strategic Plan 2001-2005, September, 2000.

3- President George W. BUSH, No Child Left Behind, V. S. Department of Education, 2001.

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 03:13 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع