مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #41  
قديم 04-04-2005, 08:43 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

التعليم عن طريق التلقين هو وسيلة للقمع
أسلوب التعليم السائد في العالم العربي يعود الطالب على الترديد والحفظ، والخضوع للسلطة، ولا يساعده على البحث والإبداع.

لا زالت الخرافة والتقاليد تتحكم في سلوك ونظرة الإنسان العربي المتعلم والقارئ وحتى الحائز على شهادات جامعية مختلفة. وبالتالي نلمس دائماً نوعاً من الازدواجية في شخصية العربي بين دور التعليم من جهة ودور الخرافة من جهة أخرى.

ولم يتحد التعليم بالشخصية العربية بعد، بل ظل في الكثير من الأحوال قشرة خارجية تنهار عند الأزمات لتعود الشخصية إلى نظرتها الخرافية. ولا شك أن العلة تكمن في نوعية التعليم وآليته في الوطن العربي ومدى تأثيره على تغيير الذهنية، فالمعرفة والحقائق لدى كثير من المثقفين والباحثين في الوطن العربي، فضلاً عن القارئ العادي، هي ما يقوله آخر حديث استمعوا له أو كتاب قرءوه، مما يدل على تقبل العقل العربي للمشاهد الفكرية بشكل مشابه لتقبل الرضيع للمشاهد الحسية البصرية دون إدراك اللاحق أو السابق منها.

إن الاستعداد للتلقي تتعلمه الذات العربية سواء عن طريق البيت أم المدرسة، وهو الأسلوب الوحيد في التعليم والتربية. والاهم ان نوعية ما يلقن او يدرس لم يعمل على تغيير عقلية المواطن العربي، ولم يحرره من عناصر التواكل والتلقي والخنوع.

والسبب في ذلك يرجع إلى طرق التدريس والتقييم، حيث ان الأستاذ هو المصدر الوحيد للمعرفة والتلميذ في وضعية المتلقي المستهلك ناهيك عن غياب محيط ثقافي متنور يحفز على المبادرة والخلق، الأمر الذي يترتب عليه فصل تام بين ما يكتسب في الأمكنة التعليمية والواقع اليومي.

ولا زال التعليم في مختلف مراحله وبشكل إجمالي سطحياً في معظم البلدان العربية في طرقه وفي محتوياته. ولا تزال طرق التعليم تلقينية إجمالاً تذهب في اتجاه واحد من المعلم، الذي يعرف كل شيء ويقوم بالدور النشط، الى التلميذ الذي يجهل كل شيء، فيفرض عليه دور التلقي الفاتر دون أن يشارك أو يناقش أو يمارس، ودون أن يعمل فكره فيما يلقن.

والتلقين من حيث هو طريقة تسلطية في التعليم تجعل التلميذ يستجيب باكتساب عادة الصم (أي الدراسة بالاستظهار). وما يدرسه الطفل بهذه الطريقة يحفظه كما هو، بمعنى أنه لا يتأثر بموضوع التعلم لأنه لا يهتم بفهمه وإدراكه بل باستنساخه وحفظه.

وبالطبع لا تساعد هذه الطرق على اكتساب الطفل التفكير النقدي الجدلي.. إنه في أحسن الأحوال يحفظ العلم دون أن يستوعبه، او يحفظ الامتحان دون أن تعد شخصيته بشكل علمي. وتصبح المعرفة بهذه الطريقة بالضرورة معرفة مجردة مطلقة ليس لها سوى علاقة واهية بتجارب الحياة اليومية.

التلقين بهدف تدريب الطالب على الطاعة

إن المدارس الحديثة في الغرب تواكب باستمرار التحولات الجذرية التي تعرفها المعرفة العلمية والإنسانية بحيث توفر للتلميذ أو الطالب كل شروط الاستقلال والتحرر، بدل تهيئته بهدف احتوائه بشكل كامل، كما هو الحال في الوطن العربي، عن طريق تدريبه على الترديد والحفظ بحيث لا يبقى مجالا للتساؤل او البحث او التجريب.

وعملية التلقين تمارس بالضرورة من خلال علاقة تسلطية .. سلطة المعلم لا تناقش (حتى أخطاؤه لا يسمح بإثارتها وليس من الوارد الاعتراف بها) بينما على الطالب أن يطيع ويمتثل، إذ من النادر أن يجيب محيط المدرسة على تساؤلات الطفل الطبيعية حول أسرار الوجود وقوانين ظواهره المختلفة إجابة علمية رصينة.

والآلية المرافقة للتلقين هي العقاب الجسدي، والعنصر المشترك بين التلقين والعقاب هو أنهما يشددان على السلطة ويستبعدان الفهم والإدراك. أي يدفعان إلى الاستسلام ويمنعان حدوث التفاعل والتغيير، بدل أن يكون التعليم إطاراً مؤسسياً لإنتاج الفاعلية وروح الإبداع .

ولتأكيد سلطة المعلم في الصف فإنه يفرض على تلاميذه الضبط الشديد والقاسي.. الضبط القائم على الخوف. وطبيعي أن استعمال التوبيخ وغيرها من العقوبات تهدم شخصية الطفل وتقيد حركاته وسكناته باستمرار مما يخلق عنده الخوف من المعلم والوجل من العمل المدرسي ويؤدي ذلك إلى عرقلة عملية التعليم.

إن الصفعة التي يوجهها المعلم لتلميذه قد لا تكون مؤلمة بقدر ما هي وسيلة إذلال. فالمدرسة مكان للتأديب، أي لتقويم الطفل حسب المطلوب منه ليكون مؤدباً (فاتراً ومطيعاً وسلبياً) بواسطة الإرهاب والقمع وأحياناً التخويف، والمطلوب إذا من المدرسة العربية أن يسود فيها جو الهدوء التام المطلق والنظام الشامل في جميع أوقات الدراسة عن طريق الحكم القسري الشديد وبواسطة العقوبة.

ولا زال نجاح المعلم يقاس بمقدرته على توقيع العقوبات وإلقاء الأوامر الجافة على التلاميذ الهائجين وخضوعهم لها. أما حب التلاميذ والتقرب منهم وإخضاعهم إلى نظام ينبع من سلوكهم ويفرضه عليهم وجدانهم فكانت ولا زالت فكرة بعيدة عن الأذهان .

ومن الدارج أيضاً تخويف التلميذ بالأشباح والعفاريت في المدرسة حتى يقيدوا حركته ويصدوا حيويته التي تزعجهم. من هنا يبدأ كره المدرسة وتصبح إلى جانب أساليبها الثقيلة، غير محبوبة، يلاحق شبحها الولد حتى ما بعد الشباب. إذ كثيراً ما نلاحظ كثرة الأحلام المزعجة والكوابيس المرتبطة بالمعلم والمدرسة. وليس ذلك عند الطفل والمراهق فقط بل وحتى عند الراشد بعد تركه المدرسة.

إن طرق التلقين والعقاب والتخويف في التربية والتعليم في الوطن العربي لا تتفق مع المبادئ الديمقراطية التي هي أبسط المثل الإنسانية في العالم. لأن هذه الطرائق تلغي النقاش والندية والمساواة والحرية وتعطل الحس النقدي في الطالب.

يقول هربارت Herbart: "إن التربية لتغدو طغياناً وظلماً إذا لم تؤد إلى الحرية". فالتربية الحديثة تجعل حظ الأطفال والمراهقين من الاستقلال في فعاليتهم الفردية أوسع ما يمكن. وحتى قبل أن يغدو الطفل قادراً على الاستقلال الحقيقي، أي الاختيار العقلي الصحيح، تفسح مجال الحرية الكاملة أمام حركاته على ألا تشكل خطراً عليه ولا تضايق من يعيش معه مضايقة بالغة.

والتربية الحديثة تضع الطلاب في جو حواري، فالطالب عندما يأخذ في الحوار يأخذ في التفكير ويبتعد عن الشخصي والذاتي باحثاً عن الحقيقة. في ذلك الجو التربوي فقط تتفتح الآراء وتنمو الشخصيات ويترسخ الاحترام المتبادل ويخف الضغط على الوعي الفردي مما يفسح المجال أمام الاقتناع الحر.

عبد الناصر فيصل نهار
أبو ظبي
ميدل ايست اونلاين

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 04-04-2005, 08:44 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

تأهيل المعلم علمياً وتربوياً

التعليم هو المدخل الحقيقي إلى عالم الغد بكل آماله وأمانيه .. بكل تحدياته وتطلعاته . رعاية التعليم وتطويره تعني العناية بمنابع الإبداع لدى الأمة .. تعني العناية بالبراعم الصغيرة التي تحمل إمكانات الخصب والعطاء الكثيرة . التعليم هو الطريق الوحيد إلى الرقي الحضاري للمجتمع الطموح إلى تكوين الأفذاذ القادرين على دفع عجلة التقدم .. للمجتمع المتعطش إلى ميادين الفكر والمعرفة لينهل من العطاء الفكري والمعرفي.
نقطة البداية لأي إصلاح وتقدم ننشده في العملية التعليمية يبدأ بتأهيل المعلم ومن معلم المدرسة الابتدائية انتهاءً إلى أستاذ الجامعة ، وكأني بهذا الأخير يولد عالماً بأصول التدريس وطرائق التربية أو أنه أكبر من أن يدرب وأعلم من أن يؤهل ! وبالسعي إلى رفع مستوى المعلم علمياً وتربوياً واجتماعياً يكسر طوق خناق نجاح العملية التعليمية وكفاءتها ؛ فالمعلم الجيد يغني عن المناهج الفعالة والوسائل المتقدمة والكتاب المتخصص وهي جميعها لا تغني عن المعلم المجيد ، ومن هنا كان كل إصلاح للتعليم يبتدأ بالمعلم وينتهي به .. المعلم يقوم بدور على مسرح الحياة الحاضرة من أكبر المهمات خطورة وأثراً فإعداده للتلميذ إعداداً علمياً ومسلكياً يعتبر من اللبنات التي يبنى عليها المجتمع ليتحقق على يدي التلميذ النهوض والتطور .. المعلم أنيطت على عاتقه التبعات التربوية لفلذات أكبادنا.
إن مهنة التعليم تتميز عن غيرها من المهن الأخرى في أن الخامة التي يتعامل معها المعلم ليست أشياء جامدة بل كائنات حية فمسؤولية هذه المهنة لا تعادلها مهنة، ولكي يكون لها الفاعلية القصوى على المعلم أن يبحث باستمرار عن طرق وأساليب تقوى عنده الرغبة والحماس اللذين شعر بهما أول مرة علم فيها المادة التي يعلمها الآن ، فالرغبة والدافعية الذاتية أولاً وقبل كل شيء وبذل قصارى الجهد ثانياً تجعل المعلم ماهراً في طرق تدريسه وإلا مهما تضع من خطوات إرشادية للسير بطرق مثلى في التعليم لن تؤتي ثمارها .
إن قدرة المعلم على توسيع مداركه تعطي لمهنة التعليم المعنى الحقيقي، وإحدى الصفات الملازمة للمعلم المفكر المتوقد الذكاء هي الفضول المعرفي والتوغل في حقول المعرفة مما يتيح له إمكانات ومجالات جديدة ويولد لديه دوافع أكثر دافعية للتقدم الأوسع نطاقاً . بعض المعلمين لا يتعدى عمله في مجال تخصصه نطاق الكتاب الذي يدرسه فكبل نفسه بقيود النطاق المعرفي الذي سجن نفسه فيه بينما المعلم الناجح يتصف بخبرة مستمرة ومتنامية ويتقدم في معارج الرقي ويتابع حركة النمو المعرفي في مجال علم التربية والتعليم وما يستجد من أفكار ومعلومات حول التربية والمناهج والممارسات التربوية والحقائق النفسية المكتشفة ليكون ابن عصره .

بقلم / فؤاد أحمد البراهيم

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 04-04-2005, 08:45 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

اختبار أنماط التعلم -2-


ضع إشارة أمام العبارة التي تعتقد أنها تناسبك.
الرقم الأسئلة نادراً أحياناً غالباً
1. أستطيع تذكر الأشياء الجديدة أو الصعبة بالحديث عنها أكثر من القراءة.

2. أفضل أن تعرض المعلومات الجديدة أو الصعبة على لوحات أو كتب أو أشرطة فيديو.

3. أتذكر الأشياء الجديدة أو الصعبة أفضل إذا دونتها.

4. أتعلم شيئاً جديداً أو صعباً عن طريق عمل اللوحات، النماذج، أو عمل مهمة إبداعية لها علاقة بالموضوع.

5. إذا اضطررت أن أتعلم كيف أعمل شيئاً جديداً أو صعباً فإنني أعملها أفضل إذا أخبرني شخصاً آخر كيف أعملها.


نادراً أحياناً غالباً
6. أتعلم شيئاً جديداً أو صعباً أفضل بالعمل اليدوي وعمل أشياء مرتبطة بالموضوع.

7. إن النظر إلى شخص يخبرني أو يعرض علي شيئاً جديداً أو صعباً يساعدني كثيرا في التذكير.

8. إذا طُلب مني أن أخبر شخص ما كيف يعمل شيئاً ، لا أواجه أي متاعب في إعطاء تعليمات جيدة وواضحة.

9. عندما أدون أشياء في كراستي فإنني أضغط بقوة على قلمي الحبر أو الرصاص وأشعر بسير تشكيل الكلمات بينما أنا أكونها.

10. أفضل أكثر عندما يستخدم معلمي السبورة البيضاء أو جهاز العرض الرأسي أو الإعلانات لتقديم موضوعات جديدة وصعبة.


نادراً أحياناً غالباً
11. عندما لا أكون متأكداً من تهجئة كلمة، أهجئها بصوت عالي لأرى إن كانت تبدو صحبحة.

12. أتعلم أشياء جديدة أو صعبة وأفضل كتابتها عدة مرات.

13. كراريسي المدرسية غير مرتبة (منظمة) تماماً.

14. إن الأصوات تضايقني عندما أدرس.

15. أحب أكل وجبات خفيفة بينما أدرس.

نادراً أحياناً غالباً
16. عندما أتقدم لاختبار ، أستطيع رؤية ملاحظاتي أو الموضوع في عقلي.

17. آخذ استراحات متكررة باستمرار عندما أدرس.

18. أفضل سماع وتعلم أشياء جديدة أو صعبة أكثر من قراءتها.

19. أنا أجيد حل الفوازير الهندسية ( بعض الصور المقطعة ، الألغاز، المتاهات) .الخ.


20. أفضل الحركة واللعب بشئ ما عندما أعمل واجبي المدرسي.


نادراً أحياناً غالباً
21. إنه من الصعب عندي أن أقرأ شيئاً جديداً أو صعباً دون أن يشرد ذهني بسهولة.

22. أتمتع بتعلم موضوعاً جديداً أو صعباً بالقراءة عنه.

23. أتمتع بالألعاب الرياضية وأجيد العديد منها.

24. عندما أضطر إلى حل مشكلة جديدة أو صعبة استخدم كل جسمي أو أحرك الأشياء لتساعدني على التفكير.

25. عندما أعطي تعليمات فإنني أعطي الكثير من التفاصيل.


نادراً أحياناً غالباً
26. عندما اضطر إلى حل مشكلة جديدة أو صعبة فإنني أفضل رسم النماذج واستخدام الرسوم التخطيطية لمساعدتي على إيجاد الحل.

27. عندما أعطي تعليمات فإنني أفضل أن أكون مختصراً قدر الإمكان.

28. عندما يخبرني أحد ما بشئ أتمتع بالاستماع ولكن غالباً ما أقاطعه لقول شيئ كذلك.

29. إذا اضطررت إلى تذكر قائمة من البنود (الأشياء) ، أفضل التجول ولمس هذه الأشياء.

30. عندما أقرأ أتحرك غالباً حتى أشعر بالموضوع أو حتى أُمثل بعض الأجزاء التي أقرؤها.


المرجع: http://www.berghuis.co.nz/abiator/lsi/lsiframe.html



ترجمة بتصرف
د. محمد يوسف ابو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 04-04-2005, 08:45 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

دور المدرسة في مواجهة الاضطرابات النفسية عند الطلاب
الناتجة عن الصدمة والظروف الضاغطة لسياسة القمع الإسرائيلي

إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من ظروف وأحداث ضاغطة وصادمة لا يقوى على تحملها أي من شعوب الأرض نظراً لتعسف المحتل الإسرائيلي وسياسته القمعية الهمجية، ويعاني أطفال فلسطين من سلسلة أعمال عنيفة تمارس على السكان الفلسطينيين منذ يونيو 67 وحتى اليوم.
فمع إطلالة كل صباح وعند الظهيرة وفي مساء كل يوم يكون الجو مهيئاً لقيام جنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بالاعتداء على الطلاب ومعلميهم في أثناء ذهابهم وعودتهم من مدارسهم. إن هذه الممارسات تهدف إلى شل الحياة التعليمية في الأراضي الفلسطينية.
وزادت حدة المخاوف والاضطرابات الشديدة على وجوه التلاميذ في أعقاب المجزرة الرهيبة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس في 23/11/2001 ، والتي عجزت الكلمات أن تعبر عن المشاعر التي رافقت استشهاد خمسة أطفال من عائلة الأسطل أثناء توجههم إلى مدرستهم.
لقد أصابت حالة من الذهول التلاميذ الذين كانوا في طريقهم إلى مدارسهم بعد أن صدمتهم أشلاء زملائهم المبعثرة والتي تناثرت مختلطة ببعضها البعض. وتفيد جراكا ماتشل المدافعة عن حقوق الأطفال في تقرير لها في دراسة كبيرة للأمم المتحدة، بعنوان تأثير الحرب على الأطفال (UNICEF,1996) أن \"الصراع المسلح يقتل ويعيق أطفالاً أكثر من الجنود.\" وأحصى برنامج غزة للصحة النفسية في منطقة خان يونس وجود 54% من الأطفال يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة وحوالي 13% من اضطرابات سلوكية مثل زيادة العدوانية وأن 10% من الأمهات يعانين من أمراض نفسيه كالاكتئاب (القدس العدد 110619 بتاريخ 26/12/2001).
ويذكر (المغربي،2001) أن تقرير سكرتارية الخطة الوطنية للعمل من أجل الأطفال الفلسطينيين (2001) يوضح، مستنداً إلى مقابلات مع أطفال وآباء، أن الأطفال الفلسطينيين \"لا يستطيعون النوم بأمان في فراشهم أو المشي إلى المدرسة أو حتى اللعب في فناء بيوتهم دون الخوف من مهاجمة الجنود الإسرائيليين و المستوطنين لهم.\" ويكتشف التقرير أن الأطفال يعانون بصورة متزايدة من الخوف والقلق والكوابيس والتبول الليلي والصدمة.\" ويفيد الآباء أن أطفالهم بازدياد سنهم يصبحون أكثر إدماناً على مشاهدة الأخبار ويناقشون ويشتركون في الأحداث. ويفيد المعلمون أن واحداً من كل ثلاثة من الطلاب يعاني من مشاكل نفسية تؤثر سلباً على أدائه المدرسي.
. ويقتبس ( المغربي ، 2001) الشهادات التالية من طفلين في سن الثانية عشرة كمثالين لما يعانيه أطفالنا:-
A. إنني لا أذهب إلى المدرسة ونحن مسجونون في البيت منذ أحداث 29 سبتمبر 2000. لقد كانت هناك العديد من المواجهات بين الشباب الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح. ولا يسمح لنا بالخروج. أمي تقول \"هناك إغلاق في كل مكان، أين ستذهب؟\" وتضيف: \"اخجل من نفسك، كثير من الشباب يقتلون وأنت تريد أن تلعب وتنبسط؟\" وأحياناً تقول \"شوف محمد الدرة، كان فقط ماراً مع أبيه عندما أطلقت عليه النيران وقتل... لا أريد أن يحدث لك مكروه.\" علاوة على ذلك يعود أبي من دكانه إلى البيت مبكراً ويراقب الأخبار ومزيداً من الأخبار... ليس هناك من شيء تشاهده على التلفزيون عدا المظاهرات ومسيرات الاحتجاج والجنازات. إنني ضَجِر حقاً... أريد رؤية أصدقائي، كما أريد أن أعود إلى المدرسة ولحياتي الطبيعية.
B. عادة نذهب إلى الفراش عند الساعة الثامنة ؛ يقول والداي أننا يجب أن نأخذ قسطاً وافراً من النوم. ولكن بسبب الأحداث الأخيرة والتي تسببت في عدم ذهابنا إلى المدرسة فنحن لا ننام، وبينما كنت أنا وفرح (أختي) نستمع إلى قصة تقصها علينا والدتي سمعنا صوتاً عالياً ومخيفاً لإطلاق النار وفهمنا… أن المستوطنين كانوا عند جيراننا. إنها لحقيقة انهم أقوياء ومعهم سلاح… ففي سلفيت (قرب نابلس) أطلقوا النار على سارة بنت العامين وقتلوها. والآن هم في بيت حنينا (حي في القدس). هل سيصلون بيتنا؟ ماذا سيحدث بعد ذلك؟ هل سيقتلوننا؟ لم نفعل أي شيء غلط وفرح صغيرة جداً؛ إن عمرها سنتان فقط، لكنهم لا يسمعون… لا يفهمون… كيف يمكن لنا حماية أنفسنا؟ إنني قلق على أختي… الله فقط يستطيع حمايتنا… لقد بدأت أصلي وأصلي من أجل أن يحفظنا الله سالمين. صار صوت الرصاص أعلى وأقرب وبدأت فرح تبكي. ووددت أن أخبرها بألا تقلق وأنه لن يصيبها مكروه، وأنني سأفعل كل ما استطيعه لحمايتها ولكنني لم أستطع التفوه بكلمة واحدة.
وكشف تقرير لدائرة الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم الفلسطينية (صحيفة القدس العدد 11617 بتاريخ 24/12/2001 ) عن استشهاد 128 طالباً وطالبة وإصابة 2316 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الانتفاضة وحتى 20/12/2001 ، وإغلاق 6 مدارس بأوامر عسكرية وتعطيل الدراسة في 150 مدرسة أخرى وقصف 137 مدرسة واقتحام 52 مدرسة وتحويل 7 مدارس إلى ثكنات عسكرية إضافة إلى اعتقال العديد من المعلمين والطلاب.
إن هذه السياسة الهمجية أدت إلى تعثر العملية التعليمية وحرمان ومنع آلاف المعلمين والمعلمات والطلاب من الوصول إلى مدارسهم مما يعد انتهاكاً للحق في التعليم المنصوص عليه دولياً.
إن سطوة الاحتلال التي يعاني منها شعبنا نتج عنها العديد من الأعراض والأمراض النفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي بدون أدنى شك أصابت جميع شرائح المجتمع وخاصة الأطفال منهم. ونظراَ لحساسية مرحلة النمو لديهم وحاجتهم للرعاية في أجواء آمنة، فان الاضطرابات والتشوهات التي يتعرض لها طلابنا لن تكون عرضية بل ستمتد معهم لسنوات طويلة، مما ينعكس على جميع أفراد المجتمع، ولكن بدرجات متفاوتة والتي تؤدي إلى بروز العديد من المشكلات السيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
مما لا شك فيه ، أن أطفالنا هم الأكثر تأثراً وتضرراً حيث يتعرضون يومياً للعديد من الصدمات في ذهابهم وإيابهم من المدرسة، في الشارع، في البيت وحتى في أحلامهم ولكن ما هي الصدمة؟
الصدمة:عبارة عن اضطراب نفسي أو استجابة طبيعية لموقف غير طبيعي مفاجئ أو هي حدث صادم غير متوقع خارج عن الخبرة الذاتية يهدد وجود الإنسان وحياته (ثابت،1998).
العوامل التي تؤدي إلى حدوث الصدمة:
أن يكون التلميذ ضحية أعمال العنف مثل التعذيب، الاعتقال، الإهانة إلخ
على الحواجز العسكرية.
استشهاد أحد أفراد الأسرة أو شخص مقرب أو جار …الخ.
التهديد المستمر للحياة والمشاركة في الفعاليات المختلفة.
التعرض للقصف وإطلاق الرصاص والإرهاب والتخويف والقتل بدم بارد.
تدمير وتجريف المنازل والممتلكات وحرق محتوياتها
الإفاقة على أزيز الطائرات في الليل وإطلاق الصواريخ والرصاص على المواطنين.
أعراض الصدمة:
ظهور حالة من الاكتئاب والتوتر والعصبية.
علامات التعب والإرهاق والحزن واصفرار الوجه.
التوتر والتوجس والترقب والخوف الشديد.
الاضطرابات الهضمية والعزوف عن الطعام.
الأرق أو النوم الزائد.
رؤية الأحلام المزعجة (الكوابيس).
عدم القدرة على التركيز والانتباه (السرحان).
التمرد وعدم الطاعة والعدوانية.
الصداع وكثرة الشكوى من اعتلال جسدي.
القيام بردود فعل عكسية والميل للعدوانية.
كثرة الحديث عن الأحداث الجارية واسترجاع الحدث الصادم بشكل مستمر.
كثرة الذهاب للحمام والتبول اللاإرادي.
هبوط مستوى التحصيل الدراسي.
عدم القدرة على التواصل مع الآخرين.
الحركة الزائدة أو الانطواء الشديد.
كثرة الالتصاق بالكبار والتقرب منهم.
هجمة الرعب ((Panic Attack وهي الحركة غير المنتظمة في المكان بطريقة عشوائية مصحوبة بمشاعر القلق والخوف والتوتر.

وأمام هذا الواقع الجديد، فإن مؤسساتنا التربوية وخاصة المدرسة الفلسطينية أمام تحد جديد وتقع على عاتقها المسؤوليات التالية للتدخل السريع في هذه الأزمات والصدمات التي تواجه طلابنا. ومن أجل تحديد دور ومهمة كل جهة فإنني أرى:
دور المدرسة وإدارتها:
التواصل المستمر بأولياء الأمور ومعرفة التغيرات التي تطرأ على أبنائهم.
التواصل المستمر مع العيادات والمستشفيات في كل منطقة ومعرفة أسماء الطلاب الذين أصيبوا بشكل أو بآخر في الأحداث وقيام وفد من المدرسة بزيارتهم وإشعارهم بالدفء الاجتماعي والتضامن.
توظيف أنشطة الإذاعة المدرسية بشكل فاعل يخدم هذه الفترة الحرجة بحيث تشمل هذه الأنشطة، أغاني هادفة، مسرحيات ، مسابقات، تمثيليات… والإكثار من الأنشطة المرافقة للمنهاج والملبية لحاجات التلاميذ.
إعطاء الفرصة للتلاميذ للتعبير عن مشاعرهم بالطريقة التي يختارونها وإفراغ الشحنات الكامنة.
التعاون مع الأهل في مراقبة برامج التليفزيون حتى لا يتعرض التلميذ إلى رؤية مشاهد العنف مرة أخرى.
تعزيز أعمال الطلاب بتوزيع الجوائز المادية وشهادات التقدير وذلك في احتفالات متواضعة يدعى إليها أولياء الأمور حتى يشعر الطالب بقيمة عمله وإعطائه الثقة بنفسه.
دور مربي الفصل:
على معلمي الفصول أن يخلقوا جواً من الثقة والألفة للطلاب وطرح أسئلة مباشرة عما يعانونه من خوف وقلق.
الملاحظة المباشرة التي يمكن من خلالها أن يلاحظ كل معلم سلوك طلابه وردود فعلهم واستجاباتهم المختلفة لمثيرات يعرضها المعلم أثناء الدرس وعلى المعلم أن يرصد هذه الاستجابات لاستخلاص النتائج لوضع الخطط العلاجية بالتعاون مع المرشد المدرسي.
التنويع في أساليب التعلم مع التركيز على أسلوب التعلم من خلال اللعب وتمثيل الأدوار والتعبير الحر والسيكودراما.
تخصص حصص التربية الفنية للتعبير عن موضوعات مرتبطة بأحداث انتفاضة الأقصى والأوضاع التي يمر بها شعبنا.
تأليف القصص للتخفيف من التوتر والانفعال.
تقديم المساندة والدعم الاجتماعي وإشعار التلاميذ بالحنان والدفء العاطفي.
توضيح الحدث للتلاميذ والعمل على طمأنتهم بكلام واقعي ومنطقي.
دور معلم التربية الرياضية:
التركيز على اللعب لأنه يوفر مجالاً للتلاميذ للتعبير عن دوافعهم ورغباتهم واتجاهاتهم ومشاعرهم والصراعات التي يعانون منها.
اللعب يساعد التلاميذ على تعلم العديد من المعايير الاجتماعية التي تساعد في التنفيس عن مشاعر الغضب والتوتر.
إشراك التلاميذ في الأغاني والأناشيد الهادفة.
في فترات الاستراحة، على معلم التربية الرياضة ملاحظة ومتابعة سلوكيات التلاميذ ومتابعة نوعية الألعاب التي يمارسونها وتوجيهها توجيهاً صحيحاً.
ممارسة أسلوب تمثيل الأدوار في حصة التربية الرياضية وتقسيم الطلاب إلى مجموعات مختلفة لتمثيل الأحداث الجارية.
دور المرشد التربوي:
أولاً: يجب على المرشد التربوي إعداد خطة للتدخل المهني الإرشادي العلاجي تتضمن المحاور التالية:
مساعدة المسترشد بنقله من مكان التوتر إلى مكان أكثر أمانا.
مساعدة المسترشد في التعبير عن أفكاره ومشاعره بحرية.
مساعدة المسترشد في التفريغ الانفعالي للانفعالات الضاغطة لديه.
تقديم الدعم النفسي والمساندة النفسية للمسترشدين المتأثرين بالأحداث الصادمة.
إعطاء الفرصة للمسترشد بأن يتحدث عن كيفية وإمكانية أن يساعد نفسه لو تعرض للحدث الصادم منفرداً.
تزويد المسترشد بتمرينات الاسترخاء العضلي والنفسي.
ثانياً: التوظيف الفاعل للجنة التوجيه والإرشاد في المدرسة، وذلك من خلال رصد الحالات التي تعاني من الصدمة وإجراء المقابلات الفردية والإرشاد الجمعي والجماعي حسب الحالات الموجودة، وعقد اللقاءات والندوات و إشراك أولياء الأمور والطلاب في ذلك.
ثالثاً: إجراء مسابقات من خلال اللجان المدرسية المختلفة وذلك لتفريغ طاقات ومشاعر وأحاسيس التلاميذ من خلال الرسم وجمع صور الشهداء، إعداد الملصقات، تأليف الأغاني والأناشيد الوطنية، المقالات وكتابة القصص القصيرة وإجراء البحوث القصيرة عن الأحداث الجارية.
ويوصي (المغربي، 2001) \" بضرورة التدخل العاجل من قبل الهيئات الدولية مثل اليونيسف واليونسكو، حيث تراكمت لدى هذه الهيئات ثروة من الخبرة والتجربة في الإستجابة لحاجات التلاميذ في ظروف شديدة الضغط وذلك من خلال التدخل السريع، وقد حدث ذلك في نزاعات أخرى في العالم مثل كرواتيا، لبنان ، جنوب أفريقيا ، وسراييفو..إلخ، وليس هناك من سبب لعدم حدوث نوع مشابه من التدخل في حالتنا\".
ويسعدنا في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي إذ نقدم ورقة العمل هذه مساهمة منا في هذا اليوم الدراسي الذي تعقده جامعة القدس المفتوحة – منطقة خانيونس- على أمل أن تستفيد منها مدارسنا بمديريها وهيئاتها التدريسية ومرشديها التربويين وأولياء أمور طلابها على امل ان ينعكس ذلك إيجابياً على مواجهة المشكلات الطارئة والضاغطة التي يواجهها طلابنا نتيجة السياسة القمعية المنظمة للإحتلال الإسرائيلي التي يشنها على جميع قطاعات شعبنا وعلى وجه الخصوص طلابنا ذخر وثروة هذا الوطن وأمل مستقبله فى بناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

د. محمد يوسف أبو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي- غزة

المراجع:
أحمد الحواجري (2000) دليل المعلم في التعامل مع مشكلات الطلاب في الظروف الضاغطة والصادمة. مركز التطوير التربوي – دائرة التربية والتعليم – وكالة الغوث الدولية – غزة.
جريدة القدس: العدد 11619 بتاريخ 26/12/2001.
جريدة القدس: العدد 11617 بتاريخ 24/12/2001.
عبد العزيز ثابت(1998) العنف والإيذاء والصدمة النفسية – غزة – فلسطين.
فؤاد المغربي (2001) أمة في خطر –أثر العنف علي الاطفال الفلسطينيين.مركز القطان للبحث والتطوير التربوي –رام الله – فلسطين.
مجلة أمواج الأعداد: 15،16،17،18- برنامج غزة للصحة النفسية – غزة – فلسطين.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04-04-2005, 08:46 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

الخبرة المربية

يعتمد بناء المنهج الحديث على مجموعة من الأسس من أهمها الخبرة المربية والتي تعتبر أحد أهم هذه الأسس. وتتنوع أنواع الخبرة بتنوع طرق اكتسابها فهناك الخبرات المباشرة التي تعتمد على نشاط المتعلم وتفاعله بالبيئة وهناك الخبرات الغير مباشرة والتي تعتمد على ما لدى الإنسان من قدرات فكرية تساعده في فهم العلاقات بسرعة وكفاءة، وأيضا هناك الخبرات المصاحبة والتي يتم اكتسابها بطريقة لا شعورية وهي تتركز على الجوانب النفسية للمتعلم.
ويؤثر على اكتساب الخبرة وتعزيزها لدى المتعلم عوامل مختلفة مثل عمر الإنسان وذكاءه و دوافعه وميوله ، و تأثير تلك العوامل قد يكون سلبا أو إيجابا على تعزيز هذه الخبرة.
كما تتنوع مستويات اكتساب الخبرة من حيث السرعة والعمق والشمول وهي تتأثر سلبا أو إيجابا بعوامل اكتساب الخبرة. فعلى سبيل المثال يؤثر مستوى ذكاء المتعلم على سرعة اكتسابه الخبرة فهناك السريع والبطيء الذي قد يكون بطئه بسبب عوامل فطرية أو مكتسبة.
وللخبرة جوانب تعليمية يمكن فهمها وفق نموذج النجوم الخمسة والذي يتكون من:
المعرفة والمعلومات
المهارات
القيم والاتجاهات
التفكير
الميول والاهتمامات
وهي بالرغم من تفصيلها وفق هذا النموذج إلا أنها متداخلة وتؤثر على بعضها البعض وتساهم جميعها بنسب مختلفة في صنع شخصية المتعلم.
و معرفة هذه الجوانب تدفعنا جمعيا كتربويين إلى تنظيم هذه الخبرات والتنسيق في ما بينها عند تطبيق المنهج، وكذلك تهيئة الظروف والامكانات المناسبة لتحقيقها. والسعي لتكامل المواد الدراسية والأنشطة التربوية الأخرى بما يحقق أهداف المنهج الحديث.
وبالرغم من ميلنا نحن العاملون في حقل التربية والتعليم إلى إلقاء التهم إلى من هم دوننا أو أعلى منا مركزا في تبريرنا لجوانب الفشل في ما حققناه من تقدم في مناهجنا والذي أعزو جزءا منه للفهم الضيق لمفهوم المنهج الحديث والخبرة إلا أنني أعتقد من فهمي لهذه المادة أننا ضيقنا واسعاً فكلنا يملك مجالا خصباً نستطيع أن نتحرك ونغير من داخله.
ونظرتنا الشمولية لعناصر الخبرة لا تعني بأي حال من الأحوال تجاهل واقعنا الذي نعيشه بل إنها دافع أساسي لتطوير العمل وتحقيق أهدافه.
ففهمنا للخبرة بجوانبها المختلفة يفيدنا كمشرفين تربويين في تعديل كثير من الأساليب الإشرافية التي نمارسها أثناء عملنا أو حتى تلك التي نوجه وندرب معلمينا لاستخدامها مع أبناءنا الطلاب. كما أن فهم الخبرات التعليمية بجوانبها المختلفة يساعد المعلم في تطبيق المفهوم الحقيقي للفروق الفردية بين الطلاب، فمستويات اكتساب الخبرة تختلف من طالب لآخر باختلاف خصائصهم النفسية والجسمية والاجتماعية.
وكما تسهم هذه الجوانب في تعزيز المنهج الدراسي وتقويمه وتطويره بشكل شامل. فإنها لاتقل أهمية في جانب إعداد المعلم وتقويم أداءه وتطويره وفق هذه الجوانب.
وأتصور أن مهمتنا الأساسية كمشرفين تربويين تتركز في توعية زملائنا المعلمين وبقية أفراد المجتمع التربوي بضرورة فهم معنى الخبرة بجوانبها الخمسة وبالتالي التعامل معها بما يخدم المجتمع المدرسي ونمو الطلاب النمو الشامل.
ولا تقل معرفة الجوانب السلبية للخبرة أهمية عن معرفة الجوانب الايجابية لها.فهي تفيد العاملين في التربية والتعليم لمعرفة الجوانب السلبية لكثير من الظواهر التي تطرأ على المجتمع المدرسي وبالتالي وضع الحلول المناسبة لها .
وبالرغم من أن واقعنا لا يسر كثيرا في هذا الجانب حيث أن أغلب برامجنا تعتبر برامج علاجية إلا أن ذلك يفيد في التخطيط الوقائي لوضع كثير من البرامج الوقائية الهادفة إلى حماية المجتمع المدرسي من الظواهر السلبية.
وليس ذلك فحسب بل إن واقعنا المدرسي لا يسر كثيرا في جوانب كثيرة يعتيرها النقص إما لجهل منا أو لضغوط العمل المختلفة التي تنسينا أبجديات التربية ويحتاج إلى حركة تصحيحية لعلنا في هذه الدورة نساهم بجزء منها .وأعتقد أن مسئولية التصحيح والتعديل يتحمل جزء منها أساتذة الجامعات الذين يحملون أفكارا نتمنى ألا تكون حبيسة أسوار الجامعة .

فيصل حمدان الشمري
مشرف الإرشاد الطلابي
بمدارس الهيئة الملكية بالجبيل

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 04-04-2005, 08:47 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أنماط التعلم و الأنشطة الصفية التعلمية

لقد توصل علماء النفس إلى أن هناك سبعة أنواع محددة من أنماط التعلم، و نمط التعلم هو الطريقة التي يوظفها الطالب في إكتساب المعرفة، و كل طالب له طريقته المميزة في التعلم ، و أنماط التعلم تختلف من طالب إلى آخر مثل اختلاف بصمات الأصابع تمامًا ، إن معرفة نمط تعلم الطالب تساعد المعلمين علي إعداد الخبرات و الأنشطة التعلمية التي تكون ملبية لميول وحاجات كل طالب ، وتكون لها معنى و قيمة وفاعلية. إن تحديد نمط تعلم الطالب هو اكتشاف كيف يتعلم هذا الطالب بفاعلية أكثر.
على المعلمين تعديل أنماط تعليمهم حتى يواجهوا حاجات طلابهم بطريقة أفضل ، ودور المعلمين هو مساعدة الطلاب على تحديد و تقوية نماذجهم التعلمية و مواهبهم ومهاراتهم. و على المعلمين أيضاً العمل في فرق عمل لتطوير و تعديل المنهاج حتى يتيح للطلاب التعلم من خلال استراتيجيات متنوعة و فريدة و التي من خلالها يمكن للطلاب أن يدركوا بطريقة أفضل بأن عملية تعلمهم عملية مستمرة معهم مدي الحياة، و من ناحية أخرى يمكنهم مراقبة كيف يتعلم أقرانهم، وكيف يوظفون معرفتهم، وكيف يطبقون مهاراتهم في الحياة.

أنماط التعلم و الأنشطة التي يفضلها الطالب:
1. النمط اللغويVerbal /Linguistic)
وهو الذي يمتلك المقدرة علي استخدام اللغة سواء أكانت لغة الأم أو كانت لغة أجنبية حتى يعبر عما يدور في ذهنه و كذلك من أجل فهم الناس الآخرين، و خير مثال علي ذلك الشعراء ، الكتاب ، الخطباء ، المتحدثون ، المحامون ، التجار، و الممثلون.
الإستراتيجيات التعلميه التي يرغب في ممارسها هذا النمط:
كتابة رسائل ، قصائد ، قصص ، وصف لأشياء وأحداث.
إدارة و قيادة مناقشة شفهية و حوار.
عمل أشرطة سمعية.
تقديم عرض شفهي.
كتابة أو إعطاء تقرير إخباري.
تطوير أسئلة من أجل إجراء مقابلة.
عمل شعار ( مكتوب أو مغنََّى).
كتابة يومياتهم و مذكراتهم.
كتابة دفاع كلامي (مثل المحامي).
عمل لعبة كلمات تتماشى مع موضوع الدرس.
رواية القصص و كتابة أنواع مختلفة من النكت و الدعابات.

2. النمط المنطقي: التفكير الرياضي(Logical /Mathematical)
هو الذي يمتلك قدرات التفكير المنطقي و الرياضي و فهم المبادئ الأساسية في بيان النظام السببي ، تمامًا مثل طريقة عمل العلماء و علماء المنطق. إنهم يستطيعون التلاعب بالأعداد ، و المقادير و العمليات مثلهم مثل عالم أخصائى الرياضيات. مثل أرشميدس ، اسحق نيوتن ، جاليلو ، أنشتاين.


الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
جدولة و تنظيم الحقائق.
استخدام مهارات التعليل.
استخدام الرموز و الصيغ المجردة.
الحل المنطقي لقصص المشكلات.
حل الأحاجي( الحزازير) واكتشاف العلاقات.
تحليل البيانات و المعلومات.
استخدام التنظيم البياني.
تحليل الشفرات( مثل تحليل رموز الشفرات).
عمل و إيجاد الرسومات و النماذج.
فرض الفرضيات و إجراء التجارب.

3. النمط الموسيقيMusical/ Rhythmic))
وهو الذي لديه المقدرة على أن يفكر في الموسيقى و يستمع إلى المقاطع الموسيقية و يعرفها، و ربما يتلاعب بها. إن الطلاب الذين لديهم المقدرة الموسيقية لا يتذكرون المقاطع الموسيقية بسهولة فحسب، بل تشغل الموسيقى حيزًا كبيراً في عقولهم و كيانهم. و مثال على ذلك بتهوفن ، موزارت ، فريد الأطرش ، عبد الوهاب ،........ إلخ.
الاستراتيجيات التعلميه التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
كتابة أو غناء أغنية / نشيدة منهجية.( من المحتوى).
تطوير أو استخدام نماذج إيقاعية كوسائل معينة للتعلم.
تلحين نشيدة ، قصيدة.
تحويل الكلمات إلى أغنية.
إيجاد عناوين للأغاني التي تشرح / تفسير المحتوي.
عمل لعبة موسيقية.
تحديد أنواع الموسيقي التي تساعد الطلاب على الدراسة.
استخدام المفردات الموسيقية كحكايات.
عمل و تركيب آلة موسيقية .
دمج أصوات من البيئة في العروض الصفية (تقليد الأصوات).

4- النمط الجسماني:Bodily/ Kinesthetic))
هو الذي لديه المقدرة على استخدام كل الجسم أو أجزاء منه( الأيدي ، الأصابع ، الأذرع) لحل مشكلة معينة ، صناعة شيئ ما أو عرض أنواع من المنتوجات، و خير مثال علي ذلك الرياضيون بمختلف ألوان نشاطهم.

الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
عمل أغنية منهجية راقصة (مع الحركات).
عمل حركات متتالية ( قصة حركية).
لعب الأدوار.
تمثيل مسرحية هزلية أو مسرحية هادفة.
التقليد.
عمل التصاميم و النماذج.
تمثيل الفنون العسكرية.
تجميع لغز ( قصة محيرة).
التمثيل الصامت الهادف.
عرض الألعاب الرياضية.

5- النمط الخيالي / البصري ( المفكر)( Visual/ Spatial)
هو والذي يمتلك المقدرة على أن يتصور العلم الفضائي في عقلة تمامًا مثله مثل قائد الطائرة أو البحار الذي يجوب عالم الفضاء الكبير.
إن صاحب المقدرة الخيالية يمكن أن يوظفها في الفنون و العلوم ، فإذا كانت عنده الميول نحو الفن فربما يصبح رسامًا ، أو نحاتًا ، أو مهندسًا معماريًا. إن هناك علومًا معينه تركز على هذة المقدرة مثل علم التشريح و علم الطبولوجيا. و خير مثال على ذلك مايكل أنجلو ،ليوناردو دافنشي، بكاسو.
الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارسها هذا النمط:
عمل رسوم بيانية ، إعلانات و الرسم التخطيطي.
عمل شريط فيديو أو فلم.
عمل نماذج الملصقات.
عمل ألبوم صور.
عمل خرائط و مجسمات.
استخدام الألوان و الأشكال.
تطوير أو استخدام الخيال الموجه.
فهم الألوان.
التظاهر بأنه شخص آخر أو شيئًا آخر.
مشاهدة الأفلام التعليمية.
اللعب بالآلات.

6- النمط المتركز حول الذات ( Intrapersonal):
و هم الذين لديهم فهم لأنفسهم، يبحثون عن اهتماماتهم الشخصية – لديهم فهم للذات، يعرفون من هم ويعرفون ما يمكنهم عمله، ماذا يرغبون أن يفعلوا وأي الأشياء يتجنبونها و ما هي الأشياء التي ينجذبون إليها. و نحن ( كمعلمين) ننشدَّ لهؤلاء الطلاب الذين لديهم فهم لأنفسهم لأن عندهم ميلاً للعبوس. كما وأن لديهم ميلاً لمعرفة ما يمكنهم عمله و ما لا يمكنهم عمله، و كذلك عندهم الرغبه لمعرفة أين يذهبون إذا كانوا يحتاجون لمساعدة ولديهم تركيز كبير على المشاعر والأحلام الداخلية.
الاستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
يعمل صحيفة خاصة أو مذكرات.
يجدد أهدافه القصيرة و الطويلة المدى.
يتعلم لماذا و كيف أن موضوع الدراسة مهمًا له في الحياة الحقيقية.
يصف مشاعره حول موضوع الدراسة.
يقيم عمله.ويصف مواطن القوة في شخصيته.
تنفيذ مشروع ممستقبلي.
عمل برنامجه و بيئته الخاصة لتكملة العمل الصفي.
لديه وقت للتفكير الصامت والتأمل.
استخدام التقنيات الإدراكية المعرفية.
استخدام مهارات التفكير العليا.
التركيزعلى الممارسات.
توظيف استراتيجيات التفكير المختلفة.

7- النمط الإجتماعي(Interpersonal):
هو الذي لديه المقدرة علي فهم الناس االآخرين وقيادتهم والتوسط في صراعاتهم، إنها تلك المقدرة التي نحتاجها جميعًا و لكنها أساسية إذا كنت معلمًا ، أو طبيبًا ، أو تاجرًا ، أو سياسيًا. إن أي شخص يتعامل مع الناس الآخرين ينبغي أن يكون ماهرًا في المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه.
الإستراتيجيات التعلمية التي يرغب في ممارستها هذا النمط:
يعطي المعلم أو زملاءه الطلاب تغذية راجعة.
يقدَّر عن طريق الحس مشاعر الآخرين.
يظهر التعاطف ( عطوف) مع الآخرين.
يجيد التواصل مع الأشخاص الآخرين.
يتمتع بمهارات تعاونية.
يتمتع باستراتيجيات التعلم التعاوني.
يتقبل التغذية الراجعة.
يدرك دوافع الآخرين وحاجاتهم.
يشارك في المشاريع الجماعية.
يعلَّم أشياء جديدة لأشخاص آخرين.
يتعلم من أناس خارج حدود المدرسة.
يعبر عن وجهات نظره ولديه القدرة على المناورة.
يحدد قواعد عمل المجموعات.
يمثل في مسرحية و يستطيع أن يقلد الأشياء.
يستطيع أن يجري مقابلة.
تكوين رفقاء و اصحاب علي الهاتف لحل الواجبات البيتيه.

ويتساءل الكثيرون هل هناك فرق بين أنماط التعلم والقدرات المتعددة، يرى الكاتب Thomas Armstrong بأننا عندما نتحدث عن أنماط التعلم والقدرات المتعددة المختلفة فإننا نتحدث عن نفس الشيء في الغالب، حيث أنه في كتابه \"Multiple intelligences in the classroom\" سجل القدرات المتعددة تحت فئة أنماط تعلم التلاميذ، و وصف طريقة تفكيرهم وما هى الأشياء التي يرغبون في تعلمها وما هي حاجات هؤلاء التلاميذ من أجل أن يتعلموا بطريقة أفضل، وتؤكد طريقة التعلم المبنية على أنماط التعلم على حقيقة أن إدراك الأفراد وتقديمهم للمعلومات تختلف في نواحٍ مختلفة، حيث يجب أن تكون الخبرات التعلمية مرتبطة بالنمط التعلمي سواء كان الطالب ذكياً أم لا.
وتؤثر نظرية أنماط التعليم على العملية التعليمية التعلمية من حيث:
المنهاج: من خلال المنهاج فعلى التربويين زيادة التأكيد على الحدس والمشاعر والحواس والخيال هذا بالإضافة على مهارات التحليل، والتعليل وحل المشكلات المتسلسل.
التعليم: يجب على المعلمين تصميم طرق وأساليب تدريسهم لكي تكون مرتبطة بأنماط التعلم المختلفة عند طلابهم وذلك من خلال خبرتهم وتفكيرهم وتصوراتهم وتجربتهم، على المعلمين جلب عناصر تجريبية متنوعة الى غرفة الفصل مثل الصوت، الموسيقى ، المرئيات، الحركة، التجربة وحتى الخطابة.
التقويم: وبناء على ما سبق فإن على المعلمين توظيف أساليب تقويم متنوعة مع التركيز على تطوير العقل كوحدة متكاملة من القدرات.


ترجمة بتصرف: د. محمد يوسف أبو ملوح
مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ غزه /فلسطين

المراجع:
http://www.chariho.k12.ri.us/curricu...t/MImapDef.HTM
( Accessed : 11/9/2003)
• Manthe, Stacy (2002) The seven learning styles.
Online, available from:
www.lessontutor.com /sml.html.
( Accessed : 11/9/2003
• Frequently asked questions about MI
Online available from:
http://www.chariho.k12.ri.us/curricu...MIQuestion.htm
(Accessed: 11/9/2003)
• Learning Styles for teacher.
www.7-12 educators.about.com/cs /learning styles
( Accessed 22/9/03)

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 04-04-2005, 08:47 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

المناقشة وطرائق التدريس

المناقشة: هى طريقة تقوم فى جوهرها على الحوار . وفى ما يعتمد المعلم على معارف التلاميذ وخبراتهم السابقة ، فيوجه نشاطهم بغـية فهم القضية الجديـدة مستخدما الأسئلة المتنوعة وإجابات التلاميذ لتحقيق أهداف درسه . ففيها إثارة للمعارف السابقة . وتثبيت لمعـارف جديدة ، والتأكد من فهم هذا وذاك . وفيها اسـتثارة للنشاط العقلي الفعال عند التلاميذ ، وتنمية انتبـاههم ، وتاكيد تفكيرهم المستقل.
والمناقشة فى أحسن صورها اجتماع عدد من العقول حول مشكلة من المشكلات ، أو قضية من القضايا ودراستها دراسة منظمة ، بقصد الوصول لحل المشكلة أو الاهتداء إلى رأى في موضوع القضية . وللمناقشة عاده رائد يعرض الموضوع ، ويوجه الجماعة إلى خط الفكر الذى تسير فيه المناقشة حتى تنتهى إلى الحل المطلوب .
ومن مزايا المناقشـة الدور الايجابي لكل عضو من أعضاء الجماعة ، والتدريب على طرق التفكيـر السليمة ، وثبات الآثار التعليميـة ، واكتساب روح التعلون والديمقراطيـة ، وأساليب العمل الجماعى والتفاعل بين المعلم والتلاميذ ، والتلاميذ بعضهم والبعض الآخر ، وتشمل كل المناشـط التى تؤدى الى تبادل الآراء والأفكار.
وتصلح المناقشة فى جميـع المراحل التعليمية ، وتأخذ الصفوف العليـا _ وخاصة فى المرحلة الثانويـة _ صورة الجدل وتبادل القضايا والاتفاق حول رأى موحد فى احـد الموضعات المطروحـة للجدل ، والتى تستخدم أسئلة تتنـاول جوانـب الموضوع المدروس . ويـعتمد نجاح المناقشة على تحديد موضوعها بدقة ووضوح بحيث تكشـف للتلاميذ الخطوات المـراد إنجازها .
ومن العيوب طريقة المناقشة عدم صلاحيتها إلا للجماعات الصغيرة ، وتحديد مجالها بالمشكلات والقضايا الخلاقية ، وطول الوقت الذى تستغرقه دراسة الموضوع ، والافتقار فى كثير من الأحيان إلى الرائد المدرب الذى يتيح الفرصة لكل عضو كى يعطى ماعنده مع التقدم المستمر فى سبيل الوصول إلى الغرض الذى تسعى إليه الجماعة . ويمكن التغلب على هذه العيوب باختيـار الموضوعات التى تسمـح طبيعتها بالمناقشة عن طريـق جمع المعلومات المطلوبة ، وتحضير الوثائق اللازمة ، وتسجيل بعض مناقشات الجماعة ثم إعادتها على أسماع الجماعة ، ومناقشة نقط الضعف والقـوة في الطريقة التي سارت بها هذه المناقشـات .
وللمناقشة أنواع مختلفة هى ( ) .
( أ ) المناقشة التلقينية : نؤكد هذه الطريقة على السؤال والجواب بشكل يقود التلاميذ إلى التفكير المستقل ، وتدريب الذاكرة . فالأسئلة يطرحها المعلم وفق نظام محدد يساعد على استرجاع المعلومات المحفوظة فى الذاكرة ، ويثبت المعارف التي استوعبها التلاميذ ويعززها ، ويعمل على إعادة تنظيم العلاقات بين هذه المعارف . وهذا النوع من المناقشة يساعد المعلم ان يكتشف النقاط الغامضة في الأذهان لدى التلاميذ ، فيعمل على توضيحها بإعادة شرحها من جديد أو عن طريق المناقشة . فالمراجعة المستمرة للمادة المدروسة خطوة خطوة تتيح الفرصة أمام التلاميذ لحفظ الحقائق المنتظمة ، وتعطى المعلم إمكانية الحكم على تلاميذه فى مدى استيعابهم للمادة الدراسية .
( ب ) المناقشة الإكتشافية الجدليـة : يعتبر الفيلسوف سقـراط أول من استخدم هذه الطريقة . فهو لم يكن يعطـى تلاميذه أجوبة جاهزة ، ولكنه كان بأسئلة تارة ومعارضته تـارة أخرى يقودهم إلى اكتشـاف الحلول الصحيحة . كما أن هدفه لم يكن إطلاقا إعطاء التلاميذ المعارف ، وإنما كان إثارة حب المعرفـة لديهم ، وإكسابهم خبرة فى طرق التفكيـر التي تهديهـم إلى الكشف عن الحقائـق بأنفسهم والوصول إلى المعرفـة الصحيحة . وقد سمى هـذا الشكل التوليدي للمناقشة بالطريقـة السقراطيـة .
وفيها يطرح المعلم مشكلة محددة أمام التلاميذ ، تشكل محورا تدور حوله الأسئلة المختلفة الهدف ، فتوقظ فيهم هذه الأسئلة معلومات سبق لهم أن اكتسبوها ، وتثير ملاحظتهم وخبرتهم الحيوية ، ويوازي التلاميذ بين مجموعة الحقائق التي توصلوا إليها ، حتى إذا أصبحت معروفة وواضحة لديهم يبدأ هؤلاء في استخراج القوانين والقواعد وتعميم النتائج ، وهكذا يكتشفون عناصر الاختلاف والتشابه ، ويدرسون أوجه الترابط وأسباب العلاقات ، ويستنتجون الأجوبة للأسئلة المطروحة بطريق الاستدلال المنطقي . وبهذا يستوعبون المعارف بأنفسهم دون الاستعانة بأحد .
وهناك أنواع أخرى من المناقشة هي :
( ج ) المناقشة الجماعية الحـرة : فيها يجلس مجموعة التلاميذ على شكل حلقة لمناقشة موضوع يهمهم جميعا ، ويحدد قائد المجموعة : المدرس أو أحـد التلاميذ أبعاد الموضوع وحدوده . ويوجه المناقشـة ؛ ليتيح اكبر قدر من المشاركـة الفعالة ، والتعبير عن وجهات النظر المختلفة دون الخروج عن موضوع المناقشة ، ويحدد في النهايـة الأفكار الهامة التي توصلت لها الجماعة .
( د ) الندوة : تتكون من مقرر وعدد من التلاميذ لا يزيد عن ستة يجلسون في نصف دائرة أمام بقية التلاميذ . ويعرض المقرر موضوع المناقشة ويوجهها بحيث يوجد توازنا بين المشتركين في عرض وجهة نظرهم في الموضوع . وبعد انتهاء المناقشة يلخص أهم نقاطها . ويطلب من بقية التلاميذ توجيه الأسئلة التي ثارت في نفوسهم إلى أعضاء الندوة ، وقد يوجه المقرر إليهم أسئلة أيضا ، ثم يقوم بتلخيص نهائي للقضية ونتائج المناقشة .
( ه ) المناقشة الثنائية : وفيها يجلس تلميذان أما تلاميذ الفصل . ويقوم أحدهما بدور السائل ، والأخر بدور المجيب ، او قد يتبادلان الموضوع والتساؤلات المتعلقة به .
( و ) السمبوزيم : يتكون من ثلاثة أو أربعة تلاميذ يناقشون موضوعا معينا أمام باقي التلاميذ في الفصل ، بحيث يناقش كل منهم واحدا من جوانب الموضوع سبق الاتفاق عليه . ويقدم المقرر كلا منهم ليعرض جانب الموضوع الذي كلف به إياه .
والمناقشة من الطرق الفعالة في تدريس جميع العلوم والمقررات وبخاصة علم النفس بحيث تنمى معلومات التلاميذ ، وتحثهم على البحث والإطلاع ، وتكسبهم مهارة المناقشة ، وتعودهم التعبير عن رأيهم وحسن عرض وجهة نظرهم ، وتبادل النظر ، واحترام رأى الآخرين . كما أن استخدام الأسئلة والأجوبة يشد انتباه التلاميذ نحو الدرس ، و يشعرهم بأثر مساهمتهم في سيره .
غير أن هذه الطريقة صعبة التطبيق ؛ لأنها تتطلب من المعلم مهارة ودقة في إعداد الدرس ، والعناية الخاصة بالأسئلة من حيث الصياغة والترتيب المنطقي بما يناسب فهم التلاميذ . كما أن طريقة المناقشة تحتاج إلى زمن طويل حيث يسير الدرس ببطء والاستخدام السيئ لها يبعثر المعلومات ، ويفقد الدرس وحدته ، ولذلك فهي تحتاج إلى مدرس جيد يمتلك مهارات التدريس والمفاهيم والمعارف الجديدة ، والقدرة على التفكير المنطقي ، وقيادة المناقشة ليشارك اكبر قدر من التلاميذ ، وتقريب الحقائق إلى التلاميذ رغم الفروق الفردية . كما يجب أن يتمكن المدرس من فن السؤال بمعنى :
أن يكون السؤال واضحا بسيطا موجزا فى صياغته ؛ ليثير التلاميذ فى اقصر وقت ممكن إلى شيء محدد .
ان تكون هناك علاقة منطقية بين السؤال المطروح وما سبقه من أسئلة بحيث يسير الدرس فى نظام متتابع يثير نشاط التلاميذ ، ويساعدهم على حسن الفهم .
ان تكون لغة السؤال واضحة سليمة محددة ؛ لتكون استجابات التلاميذ متقاربة أو واحدة ؛ لأنه لا يحتمل إلا تأويلا واحدا .
أن يكون إلقاء السؤال بلغة سليمة وبشحنة انفعالية مناسبة تستثير التلميذ وتحفزه إلى البحث والإجابة بسرعة يسر .
ألا يعتمد السؤال عند إلقائه إلى مفاجأة التلميذ وإرباكه .
إن توزع الأسئلة توزيعا عادلا على أساس عشوائي ؛ حتى يضمن المدرس المشاركة الفعالة لكل التلاميذ وشد انتباههم ناحية الدرس .
أن تتنوع الأسئلة ؛ لتستثير معارف قديمة سبقت دراستها ، وتثبيت معارف جديدة ، وتطبيق هذه المعارف وتلك .
معنى ما سبق أن الأسئلة تهدف إلى وضع التلميذ في موقف مشكل يجعله يفكر ويبحث ويكشف الحل المطلوب .

محمد حسن عمران حسن

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 04-04-2005, 08:48 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

مهارات المحاورة بالأسئلة فى تدريس التربية الإسلامية

إن التحاور بالأسئلة وسيلة لها أهميتها فى تدريس التربية الإسلامية لأنها إحدى طرق زيادة التفاعل اللفظي بين المعلم وطلابه ، وإشراك الطلاب بصورة فعالة فى التعلم ، وبالتالي زيادة إقبالهم على دراسة التربية الإسلامية . والميل إليها ، وتكوين اتجاهات مرغوبة نحو موضوعاتها ، وتحسين التحصيل فيها .
أساليب التحاور بالأسئلة :
يسلك المعلم فى محاوراته الفصلية عدة طرق ليحقق المشاركة الإيجابية من طلابه ومن هذه الأساليب :
1- إعادة توجيه السؤال :
وفى هذا الأسلوب يعيد المعلم توجيه السؤال الذى طرحه على الفصل مرة أخرى ، ليحقق المزيد من مشاركة الطلاب فى نقاش الموضوع الذى يدرسونه . والتطرق غلى جوانبه المتعددة ، وحفز الطلاب غير المشاركين على التحدث وتبادل الآراء ، ومن الأهمية أن يعطى المدرس فترة إنتظار عقب طرح السؤال ، ليتدبر الطلاب الإجابة ، وقد تكون فترة سبع ثوان كافية للتفكير وتقديم إجابة مقبولة . كما أن من الأهمية كذلك أن تكون المناقشة مرتبة ومنظمة.
وفيما يلى يوضح كيفية تنفيذ ذلك :
س : بعد أن تحدثنا عن عداوة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم من اكثر القرشيين عداوة للرسول ؟
جـ : أبو لهب وزوجته .
جـ : أبو جهل .
س : من يذكر غيرهم ؟
جـ : أبو سفيان بن حرب .
س : ذكرتم فيما سبق أسماء من عاندوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآذوه . فما أسباب عداوتهم له ؟
جـ : اعتقد أنهم كانوا يحسدون الرسول صلى الله عليه وسلم ، لنه فقير ويتيم وليس من العظماء فى مكة .
س : هل تضيفون شيئا أخر ؟
جـ : كانوا جميعا يكرهون الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأنه عاب آلهتهم ، وغير دينهم .


س :هناك سبب آخر . من يذكره ؟
جـ : أعتقد أنهم كان يخشون من دعوته على نفوذهم ومصالحهم التجارية .
س : من منكم يضيف شيئا جديدا ؟
جـ : كره عظماء مكة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أتى بشيء جديد لم يسمعوا عنه من قبل .

وهنا فى المحاورة السابقة ترى أن المعلم طرح سؤالا واحدا عن أسماء المعاندين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم تطرق منه إلى سؤال آخر عن أسباب عنادهم ، وقد أعاد توجيه السؤال الأول مرة أخرى وأعاد توجيه السؤال الثانى ثلاث
مرات . وهو يعيد التوجيه ولا يكرر السؤال . والفرق بين الأسلوبين أن تكرار السؤال هو إعادة للسؤال بلفظه وصيغته التى ورد بها أول مرة . أما إعادة التوجيه فتعنى طرح السؤال بصيغة معدلة محورة تختلف عن صياغة السؤال الأول ، كما أن فيها حفزا للطلاب ، فهو سؤال معاد بتوجيه جديد .

والغرض من إعادة توجيه السؤال الحصول على إجابات متعددة تمثل الإجابة النموذجية لهذا السؤال ، فالغرض من هذا الأسلوب هو استقصاء الإجابات الصحيحة وتسجيلها ، وعلى هذا فأسلوب إعادة توجيه السؤال ، لا يستخدم إلا إذا كانت الإجابة متعددة الجوانب ، أما السؤال على شيء محدد بدقة كالسؤال التالى : متى وقعت غزوة بدر ؟ فلا يصح أن يعاد توجيهه وإلا كان تكرارا ، لأنه لا يحتمل إلا إجابة واحدة صحيحة .

2-التلقين وحفز الطلاب على المشاركة :
ماذا يحدث عندما نسأل الطالب سؤالا ثم يفشل فى الإجابة عنه ؟ عادة ينتقل المعلم إلى غيره ليجيب عن السؤال ، وذلك للحفاظ على حرارة المناقشة ، وعندما يحدث هذا يبتعد الطالب الذى فشل فى الإجابة عن المناقشة ، ويتشتت ذهنه ، فكيف نستطيع التعامل مع هؤلاء الطلاب الذين لا يستطيعون الإجابة أو تكون إجابتهم خاطئة؟

نستعمل مع هؤلاء الطلاب أسلوبا آخر يسمى \"التلقين\" وفيه نوجه إلى الطالب أسئلة سهلة ، تقود إلى الإجابة الصحيحة للسؤال الأساسى الذى فشل فى الإجابة عنه ، أو يعطيه تلميحا للإجابة الصحيحة ، تساعده فى الإجابة بنفسه عن السؤال ، ففى هذه الحالة لابد من الثناء على الإجابة التى يذكرها التلميذ ، كما لو كان قد توصل إليها بنفسه وقبل مساعدة المعلم له .

س : أحست قريش بخطر الرسول صلى الله عليه وسلم ودعوته وبخاصة عندما أسلم عمرين الخطاب وحمزة ، فماذا فعلت ؟
جـ : لا أعرف .

س : تسمع الآن عن عقاب تواجه به الأمم المتحدة بعض الدول مثل العراق ، وتهدد به بعض الدول الأخرى مثل ليبيا وغيرها فما هذا العقاب ؟
جـ : المقاطعة الاقتصادية .
س : ماذا تعنى المقاطعة الاقتصادية ؟
جـ : أعتقد أنها تعنى حظر التعامل مع هذه الدول فى التجارة فى البيع أو الشراء .
س : هل تعتقد أن هذه عقوبة ؟
جـ : نعم : عقوبة رادعة .
س : ولماذا تعد عقوبة رادعة ؟
جـ : لأنها تسبب الركود الاقتصادى .
س : هل تعتقد أن قريشا اتبعت هذه العقوبة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
جـ : أعتقد ذلك ، فهى عقوبة قاسية .
المعلم : أحسنت ! هذه الإجابة صحيحة .
والمثال السابق يوضح الأسلوب الذى يتبعه المعلم مع الطالب الذى يفشل فى الإجابة عن السؤال ، ويقصد به أن يساعد الطالب على الاستجابة مع المعلم ، والتوصل على الإجابة الصحيحة بنفسه وهنا نؤكد \"أنه كلما تم التصحيح من التلميذ نفسه بالتلميح والمساعدة العامة من المعلم، كان ذلك أكثر وقعا لتعلمه وأبقى لديه ، والعكس بهذا الصدد صحيح فى الأحوال العادية للتربية .

3- أسلوب السير وتعميق الفكرة :
عندما يجيب الطالب إجابة غير كافية أو ينقصها العمق ، ففى هذه الحالة من الضروري أن يحاول المعلم أن يحث الطالب على أن يضيف معلومات أخرى تجعل إجابته أكثر عمقا وشمولا ، وهذا الأسلوب يسمى السير أو \"التعمق\" أو \"التمحيص\" ويهدف إلى تحسين مستوى إجابات الطلاب بالتوضيح ، أو إعادة الصياغة لتكون على نحو أدق ، أو التمثيل للإجابة ، أو إضافة معلومات أخرى عليها ، أو نقد الإجابات المقدمة أو تصحيحها ، أو الإدلاء بتفصيلات أشمل عن الموضوع ، وهذا كله يعطى للمعلم وللطالب معا فرصة أكثر للتفاعل والإيجابية .
وتحقق الأسئلة السابرة أو التمحيصية عددا من الفوائد من أهمها: تشجيع التلاميذ على التوصل إلى إجابات عميقة مكتملة للأسئلة ، والتوصل إلى تعميمات من الجزيئات المترابطة ، وتشجع التلاميذ على إبداء الرأى ، وتكوين الأمثلة والشواهد وعدم الاكتفاء بالإجابات السطحية .
ويستخدم المعلم لحث طلابه على المشاركة بعض الكلمات التى تسهم فى تعميق الأفكار لديهم مثل : ما الذى تعنيه بذلك ؟ هل لديك أراء أخرى فى الموضوع ؟ هل يمكنك إعطاء أمثلة ؟ أعد الإجابة بأسلوب آخر ؟ كيف تقدر ذلك ؟ وماذا بعد ؟ أكمل . هل تعتقد أن هذا آخر ما تقول ؟
وفيما يلى مثال يوضح كيفية استخدام مثل هذا الأسلوب فى تدريس التربية الإسلامية :
س : هل تعتقدون أن مقاطعة قريش للرسول صلى الله عليه وسلم وقومه كانت مجدية ؟
جـ : لا .
س : ولماذا ؟
جـ : لأن الله كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه وهم فى شعب أبى طالب .
س : وماذا تقصد بذلك .
جـ : أعنى أن الله كان يرزقهم الطعام والشراب وهم فى الشعب .
س : أذكر مثالا لهذا الرزق ؟
جـ : كان بعض أهل مكة يذهبون بالطعام خفية إلى الشعب .
س : هل هناك دليل آخر على أن الله كان معهم ؟
جـ : نعم ، لقد سلط الأرضة فأكلت الصحيفة الظالمة .
س : هل تضيف شيئا آخر ؟
جـ : نعم ، رقت قلوب خمسة من أشراف قريش ، فطالبوا بنقض هذه الصحيفة الظالمة .
س : فسر ما قلته فى العبارة السابقة ؟
جـ : اتفق خمسة من أشراف قريش منهم زهير بن أبى أمية والمطعم بن عدى ، وزمعه بن الأسود ، ليلا على نقيض الصحيفة، وقال زهير بن أمية للناس صباحا : يأهل مكة ، أنأكل الطعام ونلبس الثياب ، وبنو هاشم وبنو المطلب هلكى ؟ والله لا أقعد حتى تشق هذه الصحيفة الظالمة القاطعة .
س : لقد ذكرت أن الأرض أكلت الصحيفة الظالمة ، فهل أبقت منها شيئا ؟
جـ : نعم ، لم يبق منها إلا ما فيه اسم الله .
س : هذا صحيح . أحسنت .
وفى الأسئلة السابقة حاول المعلم أن يجعل الطلاب أكثر دقة فى الإجابة عن السؤال الذى طرحه ، ويسمى هذا الأسلوب بالسير التتابعى ، ويهدف إلى الوصول إلى أفضل إجابة عن السؤال .
ولكن هناك من الأسئلة السابرة ما يتطلب مستوى أعلى من ذلك، ولهذا ينبغى على المعلم أن يصوغ أسئلة ذات مستوى مرتفع، حتى يشجع طلابه على الارتقاء بالتفكير ، والتخطيط والتنظيم للإجابة ، والوصول إلى تعميمات تربط جزئيات الدرس ، ويسمى هذا بالسبر الترابطى .
وفيما يلى أمثلة لهذه الأسئلة التى يمكن للمدرس طرحها فى هذا الدرس :
س : ما السبب الذى دعا قريشا لكتابة هذه الصحيفة ؟
جـ : انتشار الإسلام فى القبائل ، وإسلام عمر وحمزة وهجرة المسلمين إلى الحبشة .
س : ما رأيكم فى هذه الصحيفة ؟
جـ : إنها صحيفة ظالمة .
س : ولماذا ؟
جـ : لأنها تمثل حقدا وكراهية من أهل مكة للرسول صلى الله عليه وسلم وقومه دون داع ، فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يؤذهم بشيء يستحق به هذه القسوة والقطيعة .
س : هل تعتقدون أن قريشا نجحت فى تحقيق أهدافها .
جـ : لم تنجح .
س : ولماذا ؟
جـ : لأن الظلم لا يدوم ، ولأن الله كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه .
س : هل أفادت هذه الصحيفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؟
جـ : نعم .
س : ماذا استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه منها ؟
جـ : خرجوا بعد القطيعة التى استمرت قريبا من ثلاث سنوات وهم أشد عودا ، وأصلب إيمانا ، وكانت اختبار لهم ولإيمانهم ، وقد نجحوا فى هذا الاختبار ، كما أنها أظهرت معادن الرجال ، فبعض أشراف قريش كانوا يساعدون الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه خفية ، وبعضهم سعى لنقض الصحفية كما دبت الخلافات بين القرشيين بها .
س : هذه إجابة جيدة أحسنت ، ولكن ماذا تتوقع لو كان العمل بالصحيفة أمتد سنة أخرى ؟ ولماذا ؟
جـ : أعتقد أن الله سيمد المسلمين بفرج قريب ، لأنهم كانوا على الحق ، ولم يؤذوا أحدا من حولهم .
س : ما الذى تتعلمه من هذا الدرس ؟
جـ : الصبر على الشدة يجعلها تهون .
جـ : الله مع المؤمنين بالنصر والتأييد .
جـ : الشدائد تظهر معادن الرجال .
جـ : النصر مع الصبر .
جـ : الظلم لا يدوم .
جـ : المؤمن ممتحن ومبتلى .
جـ : الدعوة الإسلامية ستنتصر رغم العقبات .
س : هذه إجابات جيدة فماذا كانت نتيجة هذه المقاطعة ؟
جـ : هزيمة قريش وانتصار الرسول صلى الله عليه وسلم وقومه .
والأسئلة السابقة التى طرحها المعلم تهدف إلى تنمية قدرة الطلاب على تحليل المعلومات وتقويمها ، والربط بين الأسباب والنتائج ، وتنمية القدرة على التمثيل ، والتعليل ، والاستشهاد والاستنتاج ، فالأسئلة التى طرحها المعلم فى الحوار السابق تدخل فى مستوى التحليل فى المجال المعرفى ، وعندما يجيب الطالب عن سؤال تحليلى إنما يقوم بعمليات عقلية معقدة مثل فحص ما لديه من حقائق ، وبحث الدوافع المؤدية إليها ، والنتائج المترتبة عليها .
كما تدخل بعض الأسئلة السابقة فى مستوى التقويم ، وفيها يطلب من التلميذ إصدار حكم على قضية معينة فى ضوء معايير معينة .
والسؤال الأخير من الأسئلة السابقة سؤال تجميعى وفيه يتحرك الطالب من الأعم إلى الأخص أى بالتلخيص والاستنتاج والسؤال التجميعى ليس له إلا إجابة واحدة صحيحة ، أما السؤال الذى قبله \"ما الذى نتعلمه من هذا الدرس\" فهو سؤال تشعيبى تتطلب إجابته عدة إجابات متنوعة وكلها صحيحة ومقبولة ، وتتميز بأنها إجابات ذات مستوى مرتفع .
منقول.

د/عبدالرازق مختار محمود
كلية التربية-جامعة اسيوط
مصر
razic2003@maktoob.com

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 04-04-2005, 08:48 PM
دانا دانا غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2005
المشاركات: 228
معدل تقييم المستوى: 20
دانا is on a distinguished road

روووووعه هالموضوع عن جد مفيد تكفا عطني الضوء الاخضر انسخه.... تشكر على هالمواضيع المفيدة

 

التوقيع

 

 
 
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 04-04-2005, 08:48 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road

أعمال الطلبة الكتابية في حجرة الصف

تعتبر أعمال الطلبة الكتابية في حجرة الصف بإشراف وعناية المعلم من أهم الفرص التي توظف في تحسين أداء الطلبة من خلال التدريب و المران على المهارات المرجوة وذلك من أجل تحقيق الهدف المصاحب لهذه المهارة، ولكن ومع الأسف الشديد يوجد نسبة كبيرة من المعلمين لا يهتمون بأعمال الطلاب الكتابية في حجرة الصف، ويكتفون بالتلقين من خلال الخطب العصماء، حيث إنك ترى أمامك خطيبا ( المعلم ) مفوها، وطالبا مستمعا لا يتقن أي مهارة، وتنتهي الحصة ولم يكتب الطلاب شيئا في الغالب إلا ما رحم ربي، وهناك نمط من المعلمين من يكتفي بنقاش الطلاب مع العلم أن النقاش الشفوي يقتصر على النخبة، ويحرم أغلبية الطلبة من النقاش، وعلى العكس من ذلك و إذا أراد المعلم أن يكون عادلا في إشراك جميع الطلاب لابد من توظيف الأعمال و الأنشطة الكتابية، بحيث يستطيع الجميع المشاركة، حتى لو لم يوفق بعض الطلبة في إنجاز المهمة بشكل مرض.
لكي يشعر المعلم بأهمية متابعة أعمال الطلاب الكتابية، لابد من تعريف دفتر الطالب الصفي، فيعرف الكاتب لهذه المقالة(منير جبريل) الدفتر الصفي بأنه: الدليل والشاهد و البرهان على تدرب الطالب على مهارة ( مهمة ) محددة في حجرة الصف، ومتابعة المعلم لهذه المهارة من خلال تزويد الطالب بتغذية راجعة عن مدى إنجازه لهذه المهمة، سواء كان هذا الإنجاز إيجابيا أم سلبيا، فالإنجاز الايجابي يعزز معنويا وماديا، و الإنجاز السلبي يعالج قبل فوات الأوان، وبذلك يكون دفتر الطالب الصفي الذي صححه ودققه المعلم المرجعية المعتمدة في الرجوع إليه للمذاكرة للاختبار، و تصور في المقابل اعتماد طالب على دفتره (غير المتابع من معلمه) المليء بالأخطاء، و وظفه في مذاكرته للاختبار، ماذا سيكون مصيره ؟ هل تقبل ذلك لك،لابنك،لأخيك، لأختك ، لصديقك ، لقريبك ، لجارك ، لابن وطنك ؟
وفيما يأتي مجموعة من الإرشادات للمعلمين تساعد في تحسين متابعة دفتر الصف :
1) احرص أن يقتني كل طالب دفترا للصف، ومدونا عليه عنوانه و اسمه الكامل وصفه وشعبته ، والسنة الدراسية .
2) وجه عناية الطلاب بالمحافظة عليه من حيث تجليده بصورة جيدة ، تسطيره بالمسطرة ، ونظافته .
3) توجيه عناية الطلاب إلى اشتمال هذا الدفتر على موضوع محدد ( لغة عربية، رياضيات، ....).
4) التأكيد على أن هذا الدفتر للعمل الصفي فقط، ولا يجوز توظيفه للنشاطات البيتية.
5) من أجل ضمان متابعة هذا الدفتر لجميع طلاب الصف، لابد من تكليف الطلاب بمهمات قصيرة وسريعة بحيث يسهل تصحيح هذه المهمة للجميع في فترة زمنية قصيرة ( 1 – 5 دقائق ) .
6) استثمر كل مثال أو فكرة أو مفهوم أو أي شيء تشرحه للطلاب من خلال توجيه مثال كتابي للطلاب على نفس النمط، وذلك من أجل التدريب المباشر على المهارة ( تقويم بنائي أو تكويني أو مرحلي أو فوري أو مباشر).
7) لا بد من توفير تغذية راجعة فورية لكل طالب عن مدى إنجازه.
8) جمع الدفاتر في نهاية كل حصة و وضعها في خزانة الصف أو في غرفة المعلمين.
9) أن تكون فترة أعمال الطلاب الكتابية طويلة ( 30 دقيقة ) حتى يتم إتقان المهارة بشكل روتيني، ولكن بشكل مهمات جزئية كما في البند (5)، وذلك حتى لا يظهر الملل على الطلبة.
10) وفر أنشطة كتابية إضافية للطلبة الماهرين ( السريعين ).

إعداد: منير جبريل كرمه
مشرف الرياضيات
مكتب تعليم الخليل - وكالة الغوث الدولية
العام الدراسي: 2003- 2004 // الفصل الأول
E-mail m.karameh@unrwa.org
ssmathhebron@yahoo.com

رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 13 ( الأعضاء 0 والزوار 13)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 09:00 PM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع