بمناسبة اليوم العالمي للمعلم
معلم شارف على الخمسين من العمر عمل ولا زال يعمل منذ خمس وعشرين سنة في حقل التعليم ، شاب شعره وزاده وقاراً واحتراماً. عمل منذ تخرجه بجد ونشاط كمعلم ورائد صف ومشرف جماعة ومشرف دور ومشرف في الفسح الكبيرة والصغيرة و كان يحضر للإشراف على طلابه بعد العصر وهم يزاولون أنشطة مختلفة ولا يذهب لبيته إلا بعد صلاة المغرب ، يحضر بعض أيام الخميس ، يأخذ طلابه في رحلات مدرسية ويتحمل المسؤولية العظيمة في ذلك ، كان الوقت الذي يقضيه مع طلابه أطول من الوقت الذي يقضيه مع أهله و أولاده .
ولكن ذلك المعلم الذي تقدمت به السن لم يعد ذلك المعلم الرشيق الذي كان يطير كالفراشة من فصل إلى فصل ، بل أصبح يعد من فئة الأوزان الثقيلة حتى أنك أصبحت ترى كرشه قبل أن تراه إذا أقبل عليك.
هذا المعلم .. ألا يستحق التقدير من وزارة المعارف . لماذا تصر وزارة المعارف على تكليف هذا المعلم بتدريس أربع وعشرين حصة في الأسبوع مضافاً إليها حصة النشاط وحصة الريادة والإشراف !
هل يستطيع هذا المعلم القيام بكل هذه الأعمال ! أرجو من كل من يصر ويعتقد ذلك أن ينزل إلى الميدان ويمتطي جواد المعلم ويتسلح بأسلحته _ دفتر التحضير، دفتر المتابعة ، الوسائل التعليمية ، دفتر النشاط، كراس الريادة …. _ ويخوض التجربة لمدة أسبوع واحد فقط ولا أقول فصل دراسي، ثم نحن نقبل حكمه .
لماذا لا يتم تخفيض نصاب كل معلم تعدت خدمته عشرين عاماً وتتم الاستفادة من خبرته في مجال التوجيه الداخلي على مستوى تخصصه فيكون مشرفا على زملائه في مدرسته وبالتناوب ، يعالجون المشاكل سوياً يستنيرون برأيه وخبرته ، يكون عضوا في مجلس الإدارة ، يقوم ببعض الأعمال الإرشادية ، كالإشراف على عدد من الطلاب المتأخرين دراسياً ومتابعتهم ونصحهم وإرشادهم .
لا أقول تسند إليه جميع تلك الأعمال ولكن البعض منها وذلك حسب رغبته واستطاعته.
فهل من نظرة ثانية لهذا المعلم الكهل وتقدير جهوده ووضعه في المكان الذي يليق به .
المعلم / عبدالله إسماعيل الخضراوي