في أحد مزارع الخرج يعيش مواطن في عشه صغيره جدا مصنوعة من القش وقد سقف سقفها بجريد النخل وزينت أركانها بجدران من التبن ..
كان غالب وهذا أسمه يعتاد على تغذية أغنامه وري محصول المزرعة البسيط وغالبا ما يكون من الورقيات كالجرجير والنعناع ونحوه , ثم أنه أعتاد على جلب الماء من البئر التي حفرها والده قبل أربعين سنه في مكان قصي في المزرعة المتهالكة ..
كانت حياته بسيطة لا تحتمل المفأجات ولا التغيير ينام كي يصحو .. ويصحو كي ينتظر موعد النوم !
يقضي جل وقته في رعاية الخراف وتسلق بعض الأشجار وكانت تسليته الوحيدة هي أن يعبث بصوته الخشن يترنم ببعض القصائد القديمة ..
يقول غالب :
بعد فراغي من ري المزرعة ووضع الماء للأغنام .. صليت العشاء وبعدها توجهت للفراش حتى أنال قسطا من الراحة ..
تقلبت دقائق وأنا فزع على صوت قادم من البئر ...
يقول وتقدمت ناحية البئر فإذا بصوت صراخ امرأة , فحسبته صوت استغاثة أو أن احد النساء سقطت في البئر رغم كون المزرعة مقطوعة ..
فقربت راسب من الفوهة وإذا بصوت يناديني بأسمى ..
غالب .. غالب .. غالب
ثم رأيت امرأة ليست كنساء الدنيا في هيئة غريبة ولم تكن تلبس الحجاب !!
فأنقذتها بأن أنزلت حبلا فصعدت وهي تلهث ..
ثم حينما نجت بحمد الله .. عرفتني على نفسها وقالت أن أسمها تلفوده وهي من الجن وليست بأنسيه وإنها تعرفه من سنين طويلة وترقبه دائما وهو يرعي الغنم ويسقي الزرع ..
وأنها تركت عائلتها لتعيش معه في المزرعة وتنتظر الفرصة أن تتلبس فيه لكنها لم تجد سبيلا لذلك لأنه كثير ما يذكر اسم الله . ومن يذكر اسم الله لن يصيبه شي بإذنه سبحانه ..
عرضت عليه الزواج ..
فوافق غالب دون تفكير فقد كان يعاني من الوحدة .. وكثيرا ما كان يحدث أغنامه فما المشكلة في أن يحادث جنيه !!
والجنيه قد تكون خير من الانسيه في الخدمة والطاعة والإخلاص للزوج ..
ينهي غالب حديثه أن زواجه منها دام عشر سنوات كاملة ولم ينتهي حتى الآن , أنجب خلالها ثلاث أبناء حيوانات لأنه كما يقول أن والدتهم هي من اختارت أشكالهم ..
هو في الحقيقة يحبهم ويرعاهم ويحنو عليهم ويرفض أن يقول عنه إنسان انه مجنون أو مريض نفسي ..
فالزواج من الجنيات ليس من الغرائب وقد أثبته الإسلام قديما على حد تعبيره !!
صورة لعش الزوجية
جزء من صندقته ومكان لعب أطفاله ..
ولده الاكبر وقد أطلقت عليه والدته أسم وثاب
ولده الاكبر وقد أطلقت عليه والدته أسم وثاب