الابتعاد عن وقت الشاشة
http://tarba3.blogspot.com/2017/07/blog-post_24.html
Unplug for Screen-Free Week
بقلم / Colleen Grant
20/1/2017
ترجمة وتعليق الباحث/ عباس سبتي
يونيو 2017
كلمة المترجم :
ترجمنا في السنوات السابقة مقالات ودراسات عن سلبيات الانشغال بالأجهزة التكنولوجية وكيفية الابتعاد عنها ولكن الجديد ظهور مفهوم جديد وهو " السموم الرقمية ، digital detox " وهذا يذكرنا بمسمى السموم البيضاء أي مادة المخدرات التي تؤدي إلى الإدمان عليها في الغالب ولها تداعيات وإفرازات كثيرة على المستخدمين لها ، على أي حال توجد إرشادات عامة للتخلي عن أجهزة التكنولوجيا ومنها تخصيص أيام من 5-11 من شهور مايو خالية من استخدام الأجهزة المحمولة ولكن لا أدري هل هذا التخصيص يطبق فقط في كندا أم في غيرها ؟ على أي حال كاتب المقالة يذكر دولاً مثل كندا وهولندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان خصصت معسكرات وأماكن تسوق خالية من استخدام أجهزة التكنولوجيا ، وهذا شيء جميل ولو أنها غير كافية وغير مؤثرة في التصدي لسلبيات هذه الأجهزة ، أخيراً نتمنى ان تحذو الدول العربية في تخصيص أماكن خالية من أجهزة التكنولوجيا كما خصصت أماكن في منع التدخين .
مقدمة :
وقت التخلص من السموم الرقمية يبدأ من 5 إلى 11 مايو وهو استغلال الوقت بعيداً عن وقت استخدام الشاشة من خلال من هذه الأيام بالأسبوع ، واستغلال الوقت في الأنشطة خارج وقت أجهزة الشاشة ( الأجهزة المحمولة ) .
التغريدات وتحديث الحالة تجعلنا في اتصال مع الأجهزة المحمولة ولكن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة قد يؤثر على صحتنا لذا نحتاج إلى تطهير أنفسنا من السموم الرقمية " digital detox " ونستغل عطلة نهاية الأسبوع في الابتعاد عن وقت الشاشة .
أسبوع خالي من الشاشة :
من 5 إلى 11 مايو من كل سنة خصص لحث الناس على ترك وإيقاف أجهزتهم المحمولة والرقمية وهو ما يسمى وقت خالي من الشاشة الرقمية في الأسبوع ، ولعل المشاركة سهلة في قضاء أسبوع دون استخدام أجهزة الشاشات وتثقيف أفراد الأسرة حول استخدام التكنولوجيا في الاعتدال .
هل تحتاج إلى وقت بعيداً عن أجهزة التكنولوجيا ؟
أصبحت هذه الأجهزة مصدر قلق ثقافي للناس منذ القدم ، قلق من بشأن اختراع الأبجدية وقد توقع سقراط ان استخدام الناس الكلمة المكتوبة في الخطابات الرسمية عبارة عن زرع النسيان في النفوس .
يقول " Cris Rowan " وهو مؤلف كتاب " Virtual Child " : هناك طريقة بسيطة لتعريف إدمان التكنولوجيا، وهي أنه لا يمكنك العمل بدونها ، وقد ظهرت أمراض في عصر التكنولوجيا مثل متلازمة رؤية الكمبيوتر، آلام الرقبة وانحناء الظهر والصداع وإجهاد العين وألام الرسغ والأرق وقلة النوم و...
المزيد من الدراسات تؤكد أن الإفراط في استخدام الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر يمكن أن يؤدي إلى التوتر والاكتئاب، وغيرها من الأمراض النفسية والعاطفية ، والإلهاء الرقمي قد يمنعنا بالتواصل مع الآخرين وجهاً لوجه ، فعلى سبيل المثال تبين أن هواتفنا الخلوية المتواجدة في الوقت الحاضر تتداخل مع مستويات الثقة والتعاطف في المحادثات وجها لوجه ، وهذا لن يكون مفاجئا لأي شخص من أي وقت مضى جلس مع رفيق لتناول العشاء دون الانشغال بكتابة الرسائل النصية .
قطع التواصل في العصر الرقمي :
أضيف إلى قاموس أكسفورد على الانترنت في عام 2013 مفهوم التخلص من السموم الرقمية هو "فترة من الزمن يمتنع خلالها الشخص عن استخدام الأجهزة الإلكترونية ... للحد من التوتر"، هذا وهناك العديد من جهات ومناطق السفر حول العالم تقدم الآن عطلات مجانية خالية من التكنولوجيا مصممة لمساعدتنا أن نفعل ذلك للتخلص من السموم الرقمية .
إذا كان التفكير من خلال قضاء يوم واحد من دون الهواتف الذكية يجعلك قلقا فأن الحد من استهلاكنا من "الوجبات السريعة" الرقمية يمكن أن يكون بسيطاً مثل تنفيذ بعض المبادئ التوجيهية في المنزل .
إيجاد منطقة خالية من الشاشة :
قالت " Rowan " : ليس هناك وقت مقدس من دون تكنولوجيا بعد الآن، حيث حلت أجهزة الشاشة الكبيرة محل طاولة غرفة الطعام" ، فكر في ذلك - هل هناك مكان واحد في منزلك (واحد فقط!) الذي لم يتسلل فيه نوع من الجهاز الرقمي؟
في تقرير " 2011 ، Hamlet’s Blackberry دعا " William Powers أن تكون هناك مناطق تسمى " Walden " ، ويمكننا أن نتبع قول الكاتب " Henry David Thoreau " الذي أمر بإيجاد مناطق هادئة بقرب مستنقع " Walden " من خلال تخصيص غرفة واحدة كملاذ خال من الشاشة ، وهذه الغرفة يمكن أن تكون غرفة نوم ، مطبخ أو غرفة طعام .
خندق العادات الرقمية السيئة :
فتح متصفح الإنترنت مع أفضل النوايا: التحقق من البريد إلكتروني أو البحث عن حالة الطقس ، قبل أن نعرف الانترنت كنا نكتب ونحدث بياناتنا وأوضاعنا بلا هوادة ، انها ليس خطأنا حقا ، أدمغتنا - لاسلكيا – فيها حالة إدمان للعلاقات الاجتماعية من خلال إفراز هرمون " الدوبامين ، dopamine " وزاد ذلك مع تصفح مواقع الانترنت .
وقف تأثير كرة الثلج من خلال جدولة الوقت وسائل الاعلام الاجتماعية الخاصة بك، لذا قبل أن تجلس أمام شاشة الكمبيوتر، قرر كم من الوقت سوف تنفقه هناك : خمس دقائق، 20 دقيقة، ساعة أكثر .
نفس المنطق يمكن تطبيقه خلال المكالمات أو كتابة الرسائل النصية على الهواتف الذكية لدينا – وحسب تقرير صدر في كندا فأن الهواتف المحمولة تبقى محمولة أو في متناول اليد حوالي " 70%" من وقت الإنسان ، للحد هذه النسب ، تم إنشاء بيان السبت وهو مشروع على الانترنت مستوحاة من اليوم اليهودي من الراحة ، ويشجع مستخدمي الهواتف المحمولة الانغماس في يوم واحد خالية من الشاشة في الأسبوع، إما السبت أو الأحد .
عندما تقوم بتسجيل الخروج من أي برنامج ، لماذا لا تستفيد من وقت الخروج في تنمية عادات صحية .
الذهاب للنزهة في منطقة الغابات.
تخصيص وقت التأمل أو ممارسة تمارين التنفس العميق.
ممارسة اليوغا .
قراءة كتاب .
وتظهر الدراسات أنه عندما يقيد الآباء وقت استخدام مواقع الانترنت فأن ذلك يفيد أطفالهم مثل تخفيف الوزن والاهتمام أكثر بالمواد الدراسية ، وتضيف " Rowan " أن الأمر يرجع إلى الآباء والأمهات ليصمموا سلوكا سليما لأطفالهم ، فتقول : "نشهد اليوم ما أسمته" إهمال التكنولوجيا ، tech neglect " ، لذا عندما ينشغل الآباء أكثر فأكثر بأجهزتهم المحمولة فأنهم يهملون أطفالهم فيصاب الأطفال بالأمراض الجسدية والنفسية والسلوكيات المنحرفة .
في محاولة للحد من الوقت شاشة بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم خمس سنوات فأكثر هو تخصيص ساعتين في اليوم كما أوصت جمعية طب الأطفال الكندية ، وأما بالنسبة للأطفال دون الخامسة من العمر توصى هذه الجمعية استخدام ساعة واحدة فقط من استخدام التكنولوجيا ، والأطفال دون السن الثانية يمنعوا من استخدام الأجهزة ، مع توفير مناطق خالية من أجهزة التكنولوجيا مثل غرف نوم الأطفال .
عطلة خالية من أجهزة التكنولوجيا :
في جميع انحاء كندا توجد مناطق خالية من أجهزة الشاشة ، بالإضافة فرض قيود لدخول الانترنت من خلال الهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز ، مع عرض بدائل لوقت الشاشة مثل إعطاء دروس اليوغا والتأمل والمشي أو الذهاب إلى المنتجع الصحي ، بدلا من ذلك، اترك الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة والأجهزة اللوحية في المنزل عندما تذهب في إجازة ، واجعل تحديثاتك على الشبكات الاجتماعية ستبقى أثناء تواجدك بعيدا عن هذه الأجهزة .
ترك عمل المكتب / الوظيفة :
أصبحت الهواتف الذكية لا تميز بين مهام العمل ومهام المنزل ، ووفقاً لدراسة بشان استخدام أجهزة التكنولوجيا الخاصة بالعمل ، أفاد " 64%" من الكنديين العاملين أن ارتباطهم بعملهم خارج ساعات العمل يزيد إذ يستخدم البريد الالكتروني للعمل بشكل مكرر وهم بالمنزل مما يزيد قلقهم وضغوط العمل ، وأصبح بين تسعة إلى خمسة ساعات 24/7 ، ووفقا لدراسة استقصائية عن استخدام التكنولوجيا المتصلة بالعمل، يرى 64 في المائة من الكنديين العاملين أن الارتباط بعملهم خارج ساعات العمل يشكل عليهم ضغطاً نفسياً ، والاستخدام المتكرر للبريد الإلكتروني في العمل يمكن أيضا أن يكون مصدرا للقلق ويؤدي إلى تعدد المهام غير الفعالة .
هناك بعض الحلول للتغلب على هذه المعضلة :
ترك ادوات العمل في الساعة الخامسة مساء للتقليل من الجهد وإعادة شحن البطارية .
التحدث مع زملاء العمل وجهاً لوجه بدلاً من استخدام البريد الالكتروني .
خذ فترات راحة قصيرة على مدار اليوم لتعزيز الإبداع والكفاءة والتركيز .
استخدام عطلة الأسبوع كوقت للاستراحة وترك أدوات العمل .
السموم الرقمية في أرجاء العالم :
هولندا :
في الوقت الذي تكون المدن في هولندا متصلة بشبكة الانترنت ، أصبحت العاصمة " أمستردام " لا يستخدم فيها مقاعد ل" Wi-Fi " فقط للجلوس وتكون الهواتف المحمولة في الجيب .
الولايات المتحدة :
وضعت شركة " السموم الرقمية " أماكن خالية من التكنولوجيا وهي معسكرات صيفية تسمى " Camp Grounded " وهي كناية عن ضعف خدمة الانترنت بدلاً من سرعة خدمة الانترنت .
المملكة المتحدة :
للحد فوضى وضجيج حركة التسوق، خصص متجر في المملكة المتحدة يدعو المتسوقين للاسترخاء في غرفة الصمت ، خالية من الشاشة.
اليابان :
خصصت معسكرات الصيام " fasting camps " للمراهقين والشباب المدمنين على استخدام الأجهزة المحمولة حيث تشجع هذه المعسكرات الشباب على ممارسة الرياضة الجماعية تقديراً لعالم الطبيعة وبعداً عن سلبيات السموم الرقمية .