مجالس العجمان الرسمي

العودة   مجالس العجمان الرسمي > ~*¤ô ws ô¤*~المجالس العامة~*¤ô ws ô¤*~ > مجلس الدراسات والبحوث العلمية

مجلس الدراسات والبحوث العلمية يعنى بالدراسات والبحوث العلمية وفي جميع التخصصات النظرية والتطبيقية.

رد
 
أدوات الموضوع طرق مشاهدة الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2007, 03:26 PM
المتفائل القحطاني المتفائل القحطاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
المتفائل القحطاني is on a distinguished road
اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

السلام عليكم ورحمة الله
هذه الاوراق عبارة عن بحث جمعته آمل ان تستفيدو منه

كم استفدنا كثيرا من هذا المنتدى المتميز






التعليم الفاسد بمناهجه
والإعلام الفاضح ببرامجه
يهدم في يوم ما يبنيه
المسجد في 1000 يوم






  

الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين. والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد؛
فمن نعم الله تعالى على البشرية جمعاء هذا التطور الهائل، والتقدم السريع إلى المخترعات والصناعات المفيدة في حياتهم الدينية والدنيوية ولقد أصبح العالم قرية تسبح في فضاء الإعلام الذي يصغر حين نسلط الأضواء على حدث مهما صغر لنتلمسه بكل تفصيلاته ، وتكبر المشكلة أمامنا حين نقف أمام كمٍّ هائل من القنوات والبرامج والأخبار والقيم والأخلاقيات والسلوكيات كموج عات يكاد يقتلع قاربنا لولا بقية مما نستمسك به من ثوابت فعلى حافة الزمان والمكان نطويها أو تطوينا ، نتحدث عن معضلة من معضلات العصر وإشكالية من أعقد إشكاليات المستقبل .
فلقد فوجئ العالم يومًا من الأيام بهذا الجهاز العجيب، الشبيه بالصندوق، تدير مفتاحه فتسمع له، وترى صوره المتحركة والجامدة بلونين، ثم أصبح فيما بعد بألوان الطيف كاملة. وتقدّم من خلاله البرامج المتعددة؛ العلمية والعملية، الجدية والهزلية، التربوية والتعليمية، السياسية والاقتصادي ووصل الحال بهذا الصندوق أن تبث من خلاله القنوات الفضائية من خلال بث مباشر فما كان منها إلا أن وصلت إلى العقول والأفكار، وتمكنت من الدخول إلى المساكن والبيوت، تحمل نتنها وسمومها ، وتبث مجونها، وتنشر رذائلها وحقاراتها وفجورها في مشاهد زور، ومدارس خنى، وفجور، تطبع في نفوس النساء والشباب محبة العشق والفساد والخمور، بل إنها بمثابة شرك الكيد وحبائل الصيد تقتنص القلوب الضعيفة وتصطاد النفوس الغافلة، فتفسد عقائدها، وتحرف أخلاقها وتوقعها في الافتتان، ولا أشد من الفتنة التي تغزو الناس في عقر دورهم ووسط بيوتهم محمومة مسمومة محملة بالشر والفساد.
فتأثر بذلك هذا النشء الطاهر وتلطخ بسوء ونتن هذا البث الفضائحي المشين وشرب منه حتى الثمالة ، بل وأصبحت هذه القنوات الفضائية هي المعلمة والغارسة لكثير من القيم النشاز المخالفة لصحيح القيم بل أصبحت هي مصدراً للمعرفة والتلقي في ظل غياب الدور المؤثر للتعليم في مواجهة مثل هذه القنوات ذات المنهج التراكمي في التغيير والغير ممنهج بمنهج إلا منهج نزع الفضائل وتسطيح المجتمع وهتك سواتر الأدب في حياة الشعوب المسلمة ، هذا الهدر الأخلاقي من سيتصدى له..؟
وكيف للأصوات البيضاء أن تقف في وجه هذا السواد القاتم والكالح الذي يضج فيه عالمنا.. فتراكمت الأخطاء وأصبح لها المنافحون عنها؟!
هل هو هذا الزمان الذي يحق للمرء فيه أن يغلق عليه بيته ويغلق عنه منافذ العالم كله ليأمن على نفسه الأذى..؟
هل يكفي الأنقياء أن يحفظوا أنفسهم من السوء.. أم أن على كل إنسان نقي مسؤولية عظيمة تجاه هذا الدين وتجاه هذه الأخلاق السوية وتجاه الفضيلة التي تنحر نحرا.. فينتفض في وجه ما يحدث في الفضاء..؟
واعجبا لنا فنحن الذين نصدر الفضيلة وفي نفس الوقت يكون بعضنا «رعاة للرذيلة» من أبناء جلدتنا يحملون هويتنا ويرعون هذه القنوات الفضائحية ، وكان الأولى هو أن يسعى الإعلام في الوحدة وحشدها نحو قضايا مشتركة تحقق المصلحة الشرعية للجميع، ولكنه للأسف كان ضد ذلك .
وفي هذه الورقات سنناقش بإذن الله أثر هذه القنوات الفضائية على نشء هذه الأمة الذي هو في أعناقنا أمانه ولنتلمس الحلول لمثل هذه المعضلة العظيمة ولنعود بهذه الأمة إلى سابق مجدها فهي التي أخرجت لنا قادة وعلماء وبنى أبنائها أعظم حضارة عرفها التاريخ
وما على الله بعزيز أن يعيد لهذه الأمة مجدها وعزها.
وكان عملي في هذه الأوراق هو محاولة استقصاء وإظهار هذه المشكلة بشكل واضح وجلي للعيان من خلال جمعي للمادة من كتابات المتخصصين ومتابعة أحاديثهم وكلامهم عن المحتوى الذي تحويه ولم أكن متابعا بنفسي لهذه القنوات فلن اعرض نفسي للفتنة والذنب وأهدر وقتي الغالي في المشاهدة واللغو فالوقت لا يقدر بثمن فمن الظلم أن تستنزفه هذه القنوات والفضائيات مع وجود من درس الأمر وعايشه وكتب فيه فأغلب ما هو مكتوب خصوصا في الإحصائيات والدراسات التي للمحتوى هي نقل عني غيري في كتابات موثقة لهم مع أنني أرى أننا بحاجة إلى الحلول أكثر من حاجتنا لمناقشة هذه القضية خصوصا ونحن نتحدث مع من مَنّ الله عليهم بالعلم ومطلوب منهم الدور الأكبر في حل أزمة هذه الأمة ولسنا بحاجة إلى أن نواجه بالأرقام والحقائق الإ من زال في غيه سادر وعن خطر هذه القنوات غائب . نسأل الله أن يسدد الخطى وان يرفع الغم وان ينير لنا ولكم الدرب


الباحث




أسباب اختيار الموضوع
1- انتشار استخدام الأطباق الفضائية في المجتمعات وعلى كافة المستويات فنادراً ما يخلو بيت منها بل على تنوعها الآن وخصوصا بعد دخول بعض القنوات الإسلامية المحافظة أكاد أجزم [أن كل بيت بل كل شقة تمتلك طبقا فضائيا لاستقبال ما يبث من الفضاء على اختلاف فيما يستقبل حسب الثقافة ومستوى الوعي .
2- الكثرة المزعجة لمثل هذه القنوات وسرعة تضاعف أعدادها ورخص تكاليفها مما جعل قناة تقوم على أربعة موظفين وحجرة بث مع طبق والتمويل من رسائل sms دون ضوابط أو مواثيق شرف
3- الأثر الواضح السيئ للقنوات الفضائية في المجتمع واختراقها لكافة طبقاته و واقع هذه القنوات فالأمر لم يصبح تجارة من خلال هذه القنوات الغير حكومية بل أصبح فيه سعي لتشكيل الوعي وفقا لرغبات معينة وأفكار مرسومة وسنحاول إيضاح هذه القضية
4- محاولة تقديم حلول ورؤى لهذه المشكلة في واقعنا الذي نحن جزء منه ودورنا أن نحاول أن نسعى لحل مشاكلنا وأن لا نلقيها خلف ظهورنا فإن تركها وعدم الاهتمام بها وإهمالها ليس حلا بل إن الفجوة كلما لها وتزداد وتحتاج إلى من يردمها أو يضع الجسور التي تقي الناس من الوقوع في أوحالها












تحليل العنوان
أثر : الأثر بقية الشيء والجمع آثار والأَثَرُ ما بَقِيَ مِنْ رَسْمِ الشَّيْءِ
وجا في معجم مقاييس اللغة الهمزة والثاء والراء لها ثلاثة أصول تقديم الشيء، وذكر الشيء ، ورسم الشيء الباقي

القنوات : جمع قناة والمراد بها في اللغة الرمح و ( قناة ) الظهر و ( القناة ) المحفورة و يجمع الكل على ( قنى ) مثل حصاة و حصى و على ( قناء ) مثل حبال و ( قنوات ) و ( قنو ) على فعول و ( قنيت ) ( القناة ) بالتشديد احتفرتها و ( قنوت )
القناة الرمح والجمع قنوات
وكل خشبة عند العرب قناة كالعصا والرمح وجمعها قنا وقني .
والمراد بها هنا :
هي تلك الترددات التي تلتقط من قبل قمر محدد وتبث من مركز البث الخاص بها للكل من يستقبلها خلال طبق خاص

الفضائية :بالمد المكان الواسع و ( فضا ) المكان ( فضوا ) من باب قعد إذا اتسع فهو ( فضاء )
فضو ( و ( فَضَا المَكانُ فَضَاءً وفُضُوًّا ) كعُلُوَ ( اتَّسَعَ ) فهو فاضٍ وأَنْشَدَ الأزْهرِي لرُؤْبة
أَفْرَخَ قَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ
عَنكُم كِراماً بالمَقام الفاضِي ( كأَفْضَى ) ) وهو مُفْضٍ

العربية : العرب خلاف العجم
وهو اسم مؤنث ولهذا يوصف بالمؤنث فيقال ( العرب العاربة ) و ( العرب العرباء ) وهم خلاف العجم
و العرب جيل من الناس معروف خلاف العجم وهما واحد مثل العجم

تربية : أربو نشأت فيهم و ربيت فلانا أربيه تربية و تربيته و رببته و رببته بمعنى واحد وقال الجوهري ربيته وتربية و تربيته أي غذوته قال هذا لكل ما ينمي كالولد والزرع ونحوه .
ورَبَّ ( الأَمْرَ ) يَرُبُّهُ رَبًّا ورِبَابَةً ( أَصْلَحَهُ ) ومَتَّنَهُ أَنشد ابن الأَنباريّ
يَرُبُّ الذي يَأَتِي مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ
إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ وتَمَّمَا
وَرَبَّ ( الشَّيْءَ مَلَكَهُ ) قال ابن الأَنْبَارِيّ الرَّبُّ يَنْقَسِمُ على ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ يَكُونُ الرَّبُّ المَالِكَ ويكونُ الرَّبُّ السَّيِّدَ المُطَاعَ ويَكُونُ الرَّبُّ المُصْلِحَ وقولُ صَفْوَانَ ( لأَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَرُبَّنِي فُلاَنٌ ) أَي سَيَّدٌ يَمْلِكُنِي
ورَبَّيْتُه ) أَنا ) ( تَرْبيةً ) أَي ( غَذَوْتُه )
وقالَ الَّراغبُ وقيلَ أَصْلُ رَبَّيْت مِن المُضاعَفِ فقُلِبَ تَخْفِيفاً مِثْل تَظَنَّيْتُ
( كَتَرَّبْيتُه ) قالَ الجوهريُّ هذا لِكُلِّ ما يَنْمِي كالوَلَدِ الزَّرْعِ ونحوِهِ

النشء :
النشء والنشأ أحداث الناس والناشىء الشاب الذي نشأ وارتفع وعلا
وقال الليث النَّشْءُ أَحْداثُ الناسِ













مقدمة تاريخية

الإعلام ظاهرة اجتماعية دخلت إلى المجتمعات البشرية منذ العصور البدائية للإنسانية حتى اليوم ، وبذا فإنه يشكل عصب الحياة المعاصرة ووجهاً من وجوه الحضارة، كما يعبر عن السياسة والاتجاهات الفكرية والظروف الاجتماعية والنظم الاقتصادية ويؤثر فيها كما يتأثر بها . ومما لا شك فيه أن التطورات الإيديولوجية والقيم والمبادئ المنبثقة عنها تمثل لحمة الإعلام وسداه.‏
كان الإعلام في دولة أثينا يقوم على الأسطورة لتأدية أغراض سياسية بوساطة الخطابة والمسرح فتؤدي هذه الوسائط مجتمعة دور وزارة الإعلام فيما كانت سوق عكاظ والمربد في الجزيرة والرافدين تمثلان وزارة الإعلام في تأديتهما لأغراض ثقافية، أدبية وسياسية/ كان زهير بن أبي سلمى ـ على سبيل الظرافة ـ يضع كفه على رأس سيفه عندما يبدأ بإلقاء حوليته دون أن يتأثر بالألم أو بالدم النازف من يده جراء انفعاله بما يلقيه.. فكم هذه الصورة مؤثرة.
إلى أن جاءت المطبعة وهنا دخل الإعلام في مجال العلم ولاسيما علم النفس بعد قيام الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر فتطورت وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية ثم المذياع والتلفزيون والسيارة والطيارة والقطار، وظهور آلة الروتاتيف في طباعة الصحف، وميلاد صحافة البنس أو الصحافة الصفراء أو الصحافة الشعبية بدءاً من 1880، والدخول القوي للإعلان كممول أساسي للصحف، وانتشار التعليم وانتقاله إلى تعليم شعبي وإلزامي، وبروز "المجتمع الجماهيري" كل هذا التطور المتسارع والنوعي في الإعلام حوله إلى ما أسمي بالإعلام الجماهيري The Mass Media. وتعززت هذه الصفة بعد ظهور الإذاعة في العشرينيات والتلفزيون في الخمسينيات.‏
وفي الحرب العالمية الثانية أنشئت وزارات الإعلام في الدول التي كانت تحتاج إلى التأثير على العدو من الناحية الحربية ـ والجهوزية القتالية ـ والسياسية والاقتصادية واقتصرت مناهج هذه الوزارات وبرامجها الإعلامية على الدعاية العسكرية وهذا ما عرف بالحرب النفسية، وهدفها الترويج للقضية المعنية مباشرة أو مداورة فكانت تبث مادتها مباشرة أو عن طريق إعلان تجاري لسلعة أو وباء ليس من أجل لفت الانتباه فقط بل لخلق الاعتقاد بما يبثه لدى الطرف الآخر المعادي.. وهذا ما عبر عنه غوبلز (وزير إعلام هتلر) بالقول: إن الجماهير تصدق الكذبة الكبيرة أكثر من الصغيرة أما الكذبة الخطيرة فتكتم ويسّر بها إلى المقربين (مع تنبيههم ولفت أنظارهم إلى أن الخبر سري ويجب كتمانه) وهذا هو المقصود في نصائح غوبلز التي بلغت العشر‏
* وبعد انتهاء الحرب الكونية الثانية قامت حرب من نوع جديد بين الحلفاء وهي حرب دعائية تقوم على الكذبة الصغيرة والمتوسطة والكبيرة معاً، لا على المدافع والقنابل والصواريخ العابرة للقارات ـ وهي فترة الحرب الباردة ـ الدعائية النفسية المركزة والتي أودت بالاتحاد السوفييتي بعد توريطه بغزو الفضاء وكان اقتصاده لا يحتمل تلك النفقات الهائلة، فرضخ لثقل المهمة ودفع ما دفعه من ثمن باهظ.. أما دافع هذه الحرب فهو تعدد أنظمة الحكم في العالم والعقائد الاجتماعية والأحزاب.. ولهذا ارتكزت في صراعها على وسائل الإعلام لا على آلة الحرب الفاتكة واهتمت بالرأي العام العالمي ووسائل الاتصال الجماهيرية..‏
* ومع تقدم التقنية والتطور الإعلامي المعاصرين قامت الدول والشركات بإنشاء محطات إذاعية وقنوات تلفزيونية متخصصة أخذت توجه موادها إلى جمهور أفقي، وجمهور عمودي موجود بفعل دافع الاهتمام، الهواية، المهنة، التخصص. وهكذا أنشئت قنوات تلفزيونية تراثية موجهة، وأخرى رياضية (اعتمدت في البدء على برامج الملاكمة)، وأخرى فكرية وأدبية انتهجت نمط ما يسمى بالحداثة أي قطع الصلة مع الماضي والتمتع باللحظة وعدم التفكير بالمستقبل..‏
إلا أن التزايد الكبير في عدد القنوات، خلخل مكانة القنوات الإعلامية السابقة، في العالم عموماً ومن ضمنها منطقتنا العربية. وتجلى ذلك في تناقص عدد جمهور هذه القنوات ومتتبعيها، بعد أن أعيد ترتيب هذا الجمهور والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وخطابها من جمهور الأمة الواحدة أو كشعب موحد، ذي أهداف ومثل وقيم وتجارب اجتماعية وعاطفية، إلى برامج من نوع خاص، همها نسف هذه القيم من جهة، وتقويض سلطة وصلاحية "الدولة الوطنية" من جهة أخرى، وأصبحت تخاطبه كفئات اجتماعية مشتتة مفككة وبلا رابط وطني أو قومي أو أخلاقي وبلا هوية .
ومن هنا كانت دعوة صموئيل هانتنغتون بأن الثقافة القادمة هي جديدة ويجب على الثقافات العقائدية أن تترك مكانها وتتنحى لأنها ثقافات بائدة وتدخل ثقافة العصر أو العولمة. ويلاحظ أنه في ظل هذه التغيرات والسيطرة والاحتكارات الإعلامية بدأت مكانة وسائل الاتصال الفردية في التزايد، بشكل متفاوت من مجتمع إلى آخر، وسمح الكومبيوتر بالاستهلاك الفردي للمضامين الثقافية والإعلامية، مثل متابعة برامج التلفزيون عبر شاشة الكمبيوتر وكذلك الأحداث والأخبار وما إلى ذلك.‏
ومن هنا نستطيع القول بأن النصف الثاني من القرن العشرين كان عصر التلفزيون وقد كان إنتشاره في البلدان العربية كبيراً وسريعا بخلاف أوروبا التي اخذ فيها مدى من الزمن وتدرج لكن نجد أن بلداناً عربية لم تعرف الأبيض والأسود بل وقفت مباشرة على الديجتل
وانطلق في الركب سائرة على خطى التضليل والفجور القنوات العربية ومن التي استطعت الحصول على تواريخ انطلاقها :

قناة MBCفي عام 1991 أعلنت شرارة بدء الإعلام الفضائي العربي من لندن، وأطلق بعدها مجموعة قنوات تابعة لها أصبحت تعرف بإسم المجموعة، منها قناتي mbc2 المخصصة للأفلام الأمريكية، و mbc4 المخصصة للمسلسلات والبرامج والأخبار الأمريكية أيضا وأخير mbc3 والمخصصة للأطفال .
ومن القنوات إنشاء شبكة أوربت بعد انفصاله عن BBC عام 1995،
ومنها الجزيرة الفضائية- تأسست عام 1996، وانطلقت العربية من دبي في عام 2003
هذا ما تيسر الحصول عليه من تواريخ هذه القنوات التي يتضح أن اغلبها أطلق في نهاية القرن الماضي وأواخرها تشهد فضائنا ولادته في مشارف عام 2006 م والمتوقع وصول عدد هذه القنوات الى أكثر من ألف قناة في السنوات القادمة نظرا للتزايد السريع لها خلال هذه الأيام والله المستعان











محتوى القنوات الفضائية العربية
بالأرقام وبالأمثلة

إن المشاهد الحصيف ذا النظرة الثاقبة يجد أن القنوات الفضائية العربية لا تخدم قضايا الأمة على كثرتها وتنوعها فهي إما هدفها
1- الربح المادي
2- السعي لتستطيح المشاهد ونقل ما يدور في الشوارع الغربية بكل نتنه إلى المشاهد العربي
وهي على كثرتها وتنوعها إلا أنها لا تسمن ولا تغني بل تجييع وتفقر وقبل الحديث وا ستعرض محتوى هذه القنوات دعونا الأن نرى أنواع هذه القنوات وأقسامها :

1- قنوات المنوعات ما زالت قناة mbc العريقة تتربع على رأس القنوات المنوعة العربية ومنها LBC اللبنانية النصرانية وقناة دبي وقناة الشارقة وقناة المستقبل اللبنانية ،

2- قنوات خاصة بالأغاني أو ما يسمى بالفيديوا كليب وبلغ عددها على قمر مثل النايل سات أكثر من 20 قناة وتستعد 19 قناة أخرى للإنطلاق مثل قناة مزغني "غنائية عربية" وقناة جرس وهي أيضا غنائية وقنوات أخرى مثل "الغنائية" و"عشتار" و"الأثير" و"آفاق" و"بحري" و"أنغام" و"أغاني والقيثارة" و"img ch "

3- قنوات خاصة للأفلام و منها مايسمى بـ mbc2 و one tv وقنوات الأفلام على art بكل أشكالها وتنوعاتها القديمة والحديثة والغربية والمصرية غير القنوات المشفرة على الشوتايم .

4- قنوات الأطفال : مثل قناة mbc3 و الجزيرة للأطفال و سبيس تون و tzeen تابعة للـ art .

5- قنوات الرياضة واشتهرت بها قنوات art إلا أن القنوات الأخرى بدأت تساهم وتخرج لها قنوات تابعة لها فهذه قناة الجزيرة تخرج أكثر من قناة وكذا باقي القنوات العربية مثل دبي وقطر حتى القنوات العراقية التي بدأت تغزو الفضاء من عام 2003 لديها قناة رياضية.

6- وقنوات إخبارية : ومن أشهرها قناة الجزيرة وقناة العربية وبدأت بعض القنوات الغربية بالبث باللغة العربية مثل cnn و الـbbc وغيرها من القنوات الإخبارية الأخرى.

7- قنوات إعلانيه : استهلاكية عن مواد قد تكون أحيانا أمور خاصة جدا وبأزياء فيها قليل من الحشمة والتركيز على وجود رجل وأمراة غالبا وفي لبس غير ساتر جدا وهي بدأت تكثر وتتنوع في ما تقد م لتصنع من المشاهد شخصا استهلاكيا.

8- قنوات اقتصادية : تهتم بأخبار السوق وخصوصا الأسهم وما دار دورتها ومنها العقارية 1 و2 abc .

9- قنوات للقرآن الكريم : وهذه ولله الحمد نقلة جيدة ومزاحمة للسوء الموجود وهي ثلاث قنوات إلى الآن فقط قناة المجد للقرآن الكريم وقناة الفجر وقناة العفاسي.

10- قنوات للتدريب والتغيير : سمارت وي (( طريق النجاح )) وهي تابعة لمركز الراشد للتدريب.

11- قنوات للشعر الشعبي : التي تهتم بالشعر الشعبي بل تسعى لإيجاد أكاديميات خاصة به مثل قناة فواصل والواحة والميدان وقناة الدانة والواحة .

12- قنوات تلفزيون الواقع : مثل ستار أكاديمي على قناة الـ LBC وغيرها من القنوات التي أخذت مثل هذه الافكار من القنوات الفرنسية الغربية ونحوها .

13- القنوات الوثائقية : التي يكون من المهم عندها هو بث البرامج الوثائقية النافعة ولم أجد إلا قناة يتيمة ويعد لها السبق في هذا الباب وهي قناة (( المجد الوثائقية )) .

وقد بلغ عدد هذه القنوات بعد سؤال من يعمل في هذا المجال أن على قمر نايل سات أكثر من 330 قناة وعلى عربسات مثلها تقريبا أي ان العدد قد يصل الى 500 قناة مع حذف المكرر بين القمرين فقط علما بأن هناك أقمار أخرى مثل الهيت بيرد لكن أغلب القنوات التي عليه هي غربية وليست مجال دراستنا

فيا ترى ما هو المحتوى الذي تعرضه مثل هذه القنوات ما هي المادة التي تشكل مضمون هذه القنوات التي تتسلل إلى عقل المجتمع الذي يستقبل هذا الكم الهائل ؟والحقيقة أنه يصعب الإحاطة بها ، وهو يحتاج إلى جهود ضخمة من عدة باحثين ، وسأقدم هنا تصوراً عاماً وموجزاً عن مضمون بعض القنوات التي تحظى بمتابعة ليست قليلة في العالم العربي .
ويصعب على الشخص المتابع ومتلمس الحل الوقوف أمام هذه المعضلة لتقييم المضمون لأي قناة ، بعيداً عن الآراء الشخصية ، بسبب ما يصاحب البث التلفزيوني من تداخلات ومتغيرات يختلف عن أسلوب التقييم لمجلة أو صحيفة .
ولتقسيم الموضوعات كانت هناك قائمة طويلة لتوزيع البرامج وتصنيفها لإعطاء تصور مفصل عن المادة التي تُبث ، ولكن لكثرة التداخلات وصعوبة التقسيم من الناحية العملية ، ووجود تغيرات متجددة كان التقسيم للبرامج وفقاً لقائمة
الإطار العام الذي توضع فيه ، والذي يبدو كافياً في هذه الدراسة لوضع صورة عامة من قبيل أن تكون خطوة مبدئية ربما تحتاج لتفصيلات أكثر دقة لكافة ما يبث .
والتقسيم الذي تم اختياره يتوزع إلى أربعة فروع رئيسة تضم كافة البرامج :
القسم الأول : يمكن وضعه في خانة البرامج الجادة : ويضم الأخبار والتحاليل السياسية ، والبرامج العلمية والاقتصادية والثقافية والدينية والفكرية ، والحوارات التي تهتم بالقضايا الجوهرية في حياة الشعوب .
القسم الثاني : يشكل البرامج الفنية : ويضم الأفلام والمسلسلات والأغاني والحوارات الفنية .
القسم الثالث : ما يتعلق بالعائلة مما يخص المرأة والطفل .
القسم الرابع : يلحق بالمنوعات : كالمسابقات والرياضة والسياحة والتسلية .
هذا التقسيم للمحتوى في الحالات العادية ، وليس في أوقات المناسبات كالأعياد والمواسم الدينية .
والنتائج التقريبية التي ظهرت لنا من خلال التحليل الكمي لبعض أهم القنوات السائدة في فضاء العالم العربي هي ما يلي



اسم القناة البرامج الجادة البرامج الفنية البرامج العائلية البرامج المنوعة
قناة دبي 68 ، 46% 96 ، 35% 93 ، 9% 31 ، 8%
قناة مصر الفضائية 16 ، 24% 95 ، 43% 125 ، 13 76 ، 18%
قناة LBC 97 ، 7% 3 ، 44% 67 ، 22% 05 ، 25%
قناة المستقبل 67 ، 7% 32 ، 42% 5 ، 28% 5 ، 21%
قناة mbc 23 ، 18% 24 ، 55% 9 ، 9% 63 ، 16%
قناة الجزيرة 57 ، 90% 59 ، 0% 59 ، 0% 23 ، 8% .
قناة الشارقة 3 ، 73% 38 ، 6% 76 ، 10% 52 ، 9%
قناة المجد 3 ، 80% صفر % 76 ، 10% 52 ، 9%

ومن الإحصائيات المفزعة جدا بالعموم بعيد عن هذه ا لقنوات للعموم القنوات نجد التالي :
1- استفتاء على 5000 شخص وجد التالي :
69% يشاهدون أكثر من 4 ساعات و 31% يشاهدون 3 ساعات و 36% يشاهدون ساعتين و 15% يشاهدون ساعة واحدة
2- تمت دراسة 5000 فيلم وجد أن 73 % منها تحوي الجنس والحب والرعب والجريمة
3- ساعات ما يقضيه الطالب في المراحل الثلاث الاولى ( الابتدائي والمتوسط والثانوي = 1080ساعة وعدد ما يقضيه لمشاهدة التلفاز والالعاب البلايستيشن = 1500 ساعة
4- وما يوضح لنا الأثر الخطير لمثل تلفزيون الواقع خصوصا لنقرأ هذه الإحصائية
الخطيرة نشرت جاء فيها أن عدد الذين صوتوا لبرنامج سوبر ستار في جزئه الأول على حسب المكالمات التليفونية بلغ قرابة 80 مليون اتصالا على النحو التالي:

ـ بلاد الحرمين 11 مليون و 300 ألف اتصال.
ـ سوريا 16 مليونًا و 930 ألف اتصال.
ـ مصر 23 مليونًا و175 ألف اتصال.
ـ الكويت 300 ألف اتصال.
ـ لبنان 18 مليونًا و500 ألف اتصال.
ـ الإمارات مليون و221 ألف اتصال.
ـ الأردن 8 ملايين و70 ألف اتصال.
و مجمل هذه الاتصالات حوالي 79 مليونًا و550 ألف اتصال هذا ،بينما كان عدد المصوتين من جميع البلدان العربية في مجلس الأمن في الأمم المتحدة على وثيقة الاعتراض على ضرب أفغانستان وصل فقط إلى 4 ملايين صوت .
5- إن نسبة البرامج المحلية في القنوات الفضائية العربية تتراوح بين 55 - 84 ‏في المائة بينما تشكل البرامج المستوردة بين 15 - 45 في المائة .
6- أكدت دراسة أن النشاط الرياضي في مقدمة الأنشطة التي يقضيها الشباب السعودي، وأنهم يقضون 70% من وقت فراغهم في الرياضة، ثم يأتي بعدها مشاهدة التلفاز بمعدل 42%، ثم 32% لزيارة الأقارب و الأصدقاء.
7- من خلال إحصائية صدرت عام 1997م لكثير من دول العالم عن مدة مشاهدة الفرد للتلفاز تبين أن الإماراتي يستغرق عند التلفاز 169 دقيقة يومياً.
7- الفضائيات__ وراء خراب البيوت في مصر70 ألف حالة طلاق بسبب إغراءات الإعلانات
بعد هذه الأرقام المزعجة لنرى ما نقل لنا من كلام عن محتوى هذه القنوات التي تأخذ الجزء الكبير من الاوقات والجهد العظيم من الطاقات :
مثلا القنوات المنوعة نجد أن معظم القنوات العربية في توجهها علمانية لا دينية ، فباستثناء الساعات القليلة المخصصة للبرامج الدينية في الأسبوع أو بعض القنوات الإسلامية مثل المجد والناس ، تطغى وجهة النظر التغريبية في هذه القنوات بكل وضوح، كالبرامج الفنية التي تروج للأغاني والأفلام العربية والغربية، والبرامج الأجنبية المدبلجة ذات الطابع الاستهلاكي البحت، كتلك المخصصة لعرض تفاصيل حياة الأثرياء في الغرب، أو التي تخصص في كل حلقة عرضا شاملا لنجوم الإغراء في مجالات السياسة والرياضة والفن.. إلخ.
ونجد أنه إبان فترة التوتر التي نشأت بين العالم الإسلامي والغرب إثر أحداث الحادي عشر من سبتمبر، سعت mbc لمعالجة الكثير من القضايا الحساسة من وجهة نظرها الخاصة، ففي الفيلم الموسوم بـ "أحداث سبتمبر بعيون سعودية" والمخصص للبث في الإعلام الغربي، بذل المنتجون جهدا واضحا لقولبة الرأي العام السعودي، وجاء على لسان أحد الإعلاميين السعوديين قوله: "إن السعوديين قد بكوا على ضحايا هذه الأحداث أكثر من الأمريكان أنفسهم"، وبات واضحا لكل مشاهد أن جميع المواطنين يؤيدون وجهة النظر الأمريكية في تفسير تلك الهجمات، وهو ما يشكك فيه بيان المثقفين السعوديين الذي بات معروفا لدى الجميع.
بينما نجد أن قناة أخرى مثل العربية قد لجأت في بداية انطلاقتها إلى استيراد البرامج الجاهزة، وكان الاعتماد شبه كلي على منتجات BBC، والتي تحمل الطابع الغربي البحت، فشهدت البداية بث العديد من البرامج التي ترسخ نظرية التطور الداروينية، أو المعالجة الغربية البحتة لبعض القضايا العربية كالفيلم الوثائقي الذي تعرض لقضية محاكمة نوال السعداوي والذي أظهر تعاطفا واضحا معها، أو العديد من الأفلام والبرامج التي تناولت قضايا الإرهاب من منظور غربي بحت دون أي تحرج، في الوقت الذي نشتكي فيه من الإقصاء الغربي المتعمد للحقوق العربية والإسلامية في الإعلام الغربي
ومن الامثلة والتي يطول منها عجب العاقل والمتامل والسائل الى أين تريد ان تصل مثل هذه القنوات التي أصبحت ملكية أكثر من الملك فقد قامت قناة MBC في مطلع عام 2004 ببث برنامج (chat the planet) والذي بدا أنه يسعى لإقامة حوار بين الشباب العربي والغربي في محاولة لمد جسور التفاهم بين المجتمعين، وقد لفتت نظري إحدى الحلقات التي جمعت بين مجموعتين من الشباب إحداهما في عمّان والأخرى في نيويورك حيث يجري الحوار عبر الأقمار الصناعية التي تنقل صورة حية للمجموعتين في الوقت نفسه، ويمكننا تسجيل الملاحظات السريعة التالية:
1- كانت لغة الحوار هي الإنجليزية، مما يعني إلمام أحد الطرفين بلغة الآخر- وهو الطرف العربي بالطبع- في الوقت الذي يتحدث فيه الآخر بلغته المحكية، وهنا نقطتان: أولاهما أن المجموعة الأولى (العربية) تم انتقاؤها من بين الشباب الذي يتقن التحدث بالإنجليزية بطلاقة وهم لا يشكلون بالطبع إلا فئة معينة من الشباب العربي ولا يمكن أن تمثل مجتمعها على عكس المجموعة الثانية، أما النقطة الثانية فهي تبعية المجموعة الأولى ثقافيا للثانية بشكل واضح، مما ينفي أي حياد حتى بالنظر إلى الانطباع النفسي الذي يخلفه هذا الحوار.
2- بدا سعي منتجي البرنامج لإبراز علمانية المجتمع العربي واضحا للغاية، فقد تعمدوا استضافة شابين مسيحيين وسط مجموعة من الفتيات غير المحجبات باستثناء واحدة فقط، بينما لم يفكروا في استضافة شاب أو فتاة من المسلمين الأمريكيين في المجموعة الثانية، ومن الطبيعي والحال هذه أن تسعى المجموعة العربية لإثبات توجهها العلماني كتفاخر إحدى الفتيات بكونها ناشطة في مجال حقوق الإنسان- من وجهة النظر الغربية طبعا- وتركيزها المستمر على حقوق المرأة، بينما لم يسمح للفتاة المحجبة الوحيدة بالحديث إلا نادراً. ليتحول الأمر إلى مهزلة واضحة عندما سعت المجموعة العربية جاهدة للمزايدة على قدرتها على استيعاب المفهوم الغربي للحضارة، في الوقت الذي بدا فيه الأعضاء الأمريكيون فخورين بما لديهم وواثقين تماما عند الاعتراف بنواقصهم دون الحاجة لاستيراد الحلول من أحد.
3- عندما طرحت قضايا الجنس للحوار اضطرب الفريق العربي، وحاول الأعضاء المسيحيون إثبات تمسكهم بالأخلاق الشرقية التي لا تميزهم عن مواطنيهم المسلمين، أما الفريق الأمريكي فلم يقنع بهذه المحاولة وتساءل أحدهم إن كانوا يكذبون خشية الاعتراف بأخطائهم أمام آبائهم الذين يشاهدونهم، وأعتقد أنه كان محقا لأن الظاهر كان يشي بعكس ذلك، إذ كانت مظاهر الشباب العربي وقناعاتهم تجاهر بالتحرر والتغريب، باستثناء الاعتراف بهذه القضية الحساسة والتي يجدها الغربي نتيجة لا بد منها لكل هذه المقدمات!
4- في نهاية الحوار جاءت تعليقات كل من الطرفين على ما جرى في مكانها الطبيعي، فالأمريكيون أصروا على أن زملاءهم العرب قد تعمدوا التصنع والتظاهر، وعلق أحدهم بأنه أعجب بثقافة الفتيات العربيات ولكنه صُدم بعد ذلك بتشبثهن بالتقاليد (!)، أما العرب فقد عبروا عن إعجابهم بثقافة وحرية محاوريهم، وحتى مفاجأتهم باكتشاف القيم العائلية النبيلة التي يتشبثون بها.

أما البرامج الترفيهية والشبابية فنجحت القنوات الفضائية في تغيير مستوى الحرية في الخليج وأصبحت الصور النسائية هي سيدة الموقف في الصحافة السعودية التي كانت ترفض ذلك سابقا أما البرامج الحية خصوصا الشبابية شجعت النساء خصوصا في التعبير عن رفضهن للقيود المفروضة عليهن من قبل المؤسسات الدينية الرسمية والشعبية .. المجموعة فتحت آفاق للشباب العربي و الخليجي لكي يكون جزا من الشباب العالمي.
• في نفس السياق جاء شكر وثناء على النمط المطور الانفتاحي المتعلق بقنوات MBC 1,2,3,4 التي وحسب التقرير الأخير قدمت هذه القنوات النموذج الأمريكي الثقافي والترفيهي بعباءة عربية وأحيانا بدون عباءة ( مترجم حرفيا حسب نص التقرير ) بل تفوقت هذه القنوات على القنوات اللبنانية المتحررة مثل المستقبل و lbc التي كانتا أقل ذكاء في التعامل مع المتلقي العربي حيث تم استفزاز كثير من المشاهدين بصورة مباشرة عكس برامج المجموعة التي راعت التدرج والاستفادة من الواجهات الدينية رغم أن القنوات اللبنانية ذات حس وطني ملموس مقارنة بالعربية.
• كما جاء ثناء متكرر لنوعية البرامج والقنوات الجديدة التي بثتها العربية حديثا مثل MBC3 للأطفال وmbc4 لتعميم النموذج الأمريكي وقبل ذلك طبعا القناة MBC2 التي تنشر الأفلام الأمريكية على مدار الساعة .
ومن المحتوى الخطير الذي يعرض نجد أن قنوات الغناء قد اختصرت اغاني الفيديو كليب في جسد امرأة تتعرى وتتلوى وتعرض مفاتنها ، في أسلوب مخجل للأسرة العربية لما فيها من الإيماءات الجنسية السيئة وتعليم للرقص المبتذل
والذي زاد سوء هذه القنوات الغنائية هو ذلك الشريط المبتذل الذي يوضح الأثر السيئ مما يعرض على هذه القنوات هو ذلك الشريط الذي يبث من خلال رسائل sms والذي يوضح لك المستوى الذي يراد أن يصل إ ليه المتابع لهذه القناة وهناك قنوات خاصة لهذه الرسائل فقط للتعارف وتبادل الرسائل فكم من المال والوقت بذل ، ولذا نجد أن ((الكثير من القنوات الغنائية وقنوات "الشات" على قمري "عرب سات" ونايل سات" العربيين شهدت الكثير من التصرفات غير اللائقة والتي تتضمن عبارات غزل متعددة وطرقا لتوزيع أرقام الجوالات أو ما يعرف بـ"الترقيم". وتزايد عدد القنوات الفضائية التي تمارس هذا النوع من النشاطات وعبر بعضها بأن ما يحدث هو استثمار تجاري من خلال رسائل (SMS) دون أن تبرر عدم وضع رقابة على الرسائل التي تردها من المشاهدين. وأصبحت تجارة هذا النوع من الرسائل رائجة بشكل كبير مع القنوات التي تظهر على الشاشات الرقمية, وأكدت إدارات بعض هذه القنوات وخاصة الغنائية منها أن هذه الرسائل تدر ربحا على القناة إذا ما اعتبرنا تكلفة الواحدة منها تساوي 5 ريالات))

في جعبتي الكثير من الأمثلة التي ما زالت تُعرض على هذه القنوات، فهناك بعض الأفلام التي تدور قصصها كاملة حول السفاح الرخيص، كأحد الأفلام الذي عرض لقصة مجموعة من الشباب والفتيات في ليلة رأس السنة، حيث لا همّ لهذه المجموعة غير المترابطة إلا البحث عن شريك لتلك الليلة، وهو ما يتم تحقيقه لاحقا مع نهاية القصة. أما المسلسلات الكوميدية فلا تجد تحرجا من الترويج لهذه الثقافة تحت لائحة الكوميديا التي تبرر كل شيء، حيث تغدو الكلمات الجنسية مع ترجماتها متاحة للشباب واليافعين طوال النهار، خصوصا وأن هذه المسلسلات تصنف تحت فئة البرامج الترفيهية العائلية(!).
البرامج الأمريكية ليست بعيدة عن هذا أيضا، والمؤسف حقا أن تلقى حلقة أوبرا التي تعرضت لوضع المرأة في السعودية كل ذلك الاستنكار بينما لم ينبس أحد من المتابعين ببنت شفة إزاء الإسفاف المستمر في الترويج للثقافة الأمريكية المنحلة بهذا الوضوح سواء من خلال برنامج أوبرا أو غيره، ففي إحدى حلقات برنامج Dr. Phill المخصص لحل المشاكل الزوجية يتم عرض قصة أحد الأزواج الذي جاء للمسرح ليعترف بخيانته لزوجته طوال سنين مع إحدى زميلاته في العمل بالرغم من معرفتها بالأمر، حيث تُناقش المشكلة من قبل الدكتور ( فل) على أنها مسألة خيانة يمكن أن تحدث في أي عائلة أمريكية- حتى في بيت الرئيس كما هو معروف- بينما يتناسى المشاهد العربي أن هذه الجريمة التي تسمى زنا في الإسلام تستوجب الرجم حتى الموت!

من جهة أخرى فإن الانفلات الأخلاقي في معظم الأفلام والمسلسلات المستوردة لم يعد يخفى على أحد، كما لم تعد حجة تجنب المشاهد الإباحية مقنعة لكل من بقيت لديه مُسكة من عقل، فالإباحية لا تُنقل اليوم بشكلها السافر، بل من خلال أفلام وحلقات كاملة تُبث على مدار الساعة ويدور محورها الرئيس حول العلاقات الجنسية التي تجري بكل سهولة خارج إطار الزواج، وهو ما يسمى عند المسلمين الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من المشاهدين بالزنا، والذي يعد من أكبر الكبائر في الإسلام كما لا يخفى على أحد. هذا فضلا عن تشجيع الشباب والفتيات على التمرد وخرق الثوابت الإسلامية والأعراف الاجتماعية، والمشكلة أن ذلك لا يتم من خلال حوار حضاري يناقش مفاهيم الشباب وقناعاتهم، بل عبر السرد المستمر للقصص المثيرة للعواطف والغرائز تحت شعار الانفتاح تجاه الآخر والحرية الفردية!

الأثر الكبير والخطير إذن لهذا الإعلام الذي يتم بثه على مدى أربع وعشرين ساعة لا يقتصر على بعض المشاهد غير المهذبة، بل في الثقافة التي يتشبع بها والتي تحمل في كل ثانية من ثواني البث رسائل مؤدلجة تترسخ في ذهن المشاهد العربي المسلم، والذي غالبا ما يكون في سن الشباب أو الطفولة .
تعتمد وسائل الإعلام العالمية اليوم سياستين في غاية الخطورة لترويج أيديولوجيتها:
1- عدم التصريح: حيث يدعي الإعلاميون في كل وسائل الإعلام تقريبا الحيادية مع تفاوت بسيط إزاء بعض القضايا الحساسة، وهي دعوى لا يمكن أن تقنع أحدا من العقلاء، ولكن المشكلة الحقيقية هي في عدم وضوح الرسالة التي يتم تحميلها للمواد الإعلامية، فعندما يتعمد الإعلاميون بث نشرة الأخبار من استديوهات باذخة وبتقنيات مكلفة، مع اهتمام كبير بمظهر المذيع أو المذيعة وطريقة الإلقاء، ثم إتباع الخبر بتحقيق مصور واتصال هاتفي مع أحد المختصين، يستتبع كل ذلك إيجاد نوع من الارتياح لدى المشاهد بكفاءة القناة والقائمين عليها، دون الانتباه إلى أن التحقيق لم يتعرض لكل وجهات النظر، وأن الخبر قد تمت صياغته بطريقة مفبركة، وأن الضيف الذي تم الاتصال به لم يطرح إلا وجهة نظره الخاصة والتي قد يخالفه فيها معظم أفراد المجتمع.
2- التكرار: من الثابت في التاريخ أن دعاة الأهواء لا يملون، بينما تضعف همم الشرفاء والمناضلين في سبيل الحقيقة قبل بلوغ الهدف، ولعل الإعلام اليوم يقدم مثالا واضحا على هذا الصراع. فقد أثبتت إحدى الدراسات أن تكرار عرض أحد النجوم في فيلم سينمائي وهو يدخن لأربع مرات كفيل بزرع هذه العادة في نفوس معجبيه! لذا فإن تكرار عرض هذه الأفلام أو البرامج أو التغطيات الإخبارية الموجهة قد يؤدي مع مرور الوقت إلى تغيير كبير في الرأي العام العربي، إذ بات من الواضح اتساع القاعدة الشعبية المتأثرة بهذه الثقافة، ولا يقتصر الأمر طبعا على الإباحية والانحلال التي قد تشكل بوابة نفسية للدخول إلى القناعات، بل يمتد إلى العبث بالمرتكزات الأساسية للفرد وطريقته في اتخاذ مواقفه تجاه الكثير من القضايا، خصوصا عندما يغيب الصوت الآخر المخالف، أو يكون ضعيفا وغير قادر على المنافسة والإقناع.

اذا الخطر عظيم الي يحويه هذا المحتوى الفاسد المؤثر على فلسفة التربية القائمة على ثلاثة أشياء : الوجود والقيم والمعرفة فإن أول من ينفي هذه الأمور هو ما يقدم ويعرض على مثل هذه الشاشات
























أهم آثار وأخطار القنوات على النشء
إن الخطر واسع وممتد بإمتداد الفضاء الذي تسبح فيه أقمار البث وعميق بعمق التغلغل الذي وصلت إليه في المجتمعات العربية والمسلمة فقد استطاعت أن يكون لها دور كبير جدا في تغيير الإطار الاجتماعي في المنازل التي غيرت تركيبة عيش الناس داخلها فإن أفضل الأماكن تجدها هي غرفة التلفاز وبلغ أن ينتزع الزوج من زوجته والعكس وخصوصا لم يتم عرضه فيسحر العين ويلهي العقل وأصبحت الوسيلة الإعلامية تعمل على إلهاء الأمة المسلمة لتعيش حالة ضياع والله المستعان وسنحاول استعراض بعض الآثار والأخطار وقد قسمت إلى ثلاثة أقسام
1- أخطار تحدق بالمجتمع عموما .
2- أخطار تخص الشباب
3- أخطار تخص الأطفال



























القسم الأول

أثر القنوات الفضائية العربية على المجتمع عموما

غدت من أكبر مشاغل الناس ، ومن أعظم همومهم . وإذا كانت جموع المؤمنين ترفع أكفها إلى السماء ليسقيها ربها ماءاً غدقاً فإن أكثر مَنْ في الأرض يُرهفون أسماعهم ، ويوسِّعون حدقات عيونهم ، ويُبيحون حِماهم لاستقبال رسائل مستعمري الفضاء التي لا يحمل أكثرها إليهم إلا ما يؤدي إلى عبودية الإنسان للإنسان ، واستغلال الأقوياء للضعفاء ، والأغنياء للفقراء ، وسيادة الكذب ، وتواري الصدق ، والدعوة للإسراف في كل شيء إلا الخير .
وهذا ما يدعونا إلى إعادة النظر في هذا الجهاز المتربع على عرش الإعلام بكل أبعاده ومقاييسه وأخطاره ، تحذيراً للغافل وتعليماً للجاهل ، وبياناً للحق في هذه المسألة التي تشغل أذهان الآباء والمربين وقلوبهم وهم يرون ما لهذا الجهاز من السيطرة على عقول المجتمعات ، وما له من الآثار على الشخصية السوية والمسلمة منها خاصة وهي الشخصية التي نرجو لها أن تسود العالم بما تحمله من الأهداف النبيلة التي يشمل خيرها الصديق والعدو ، والإنسان والحيوان ، والنبات والجماد فمن الآثار :


أولاً : الخطر العقدي
أ / من خلال نشر الشبهات والأمور المخالفة للعقيدة الصحيحة ومحاربة لله عز وجل ولدين الإسلام ونبي الرحمة والهدي ، حيث أن معظم الفضائيات الانحلالية تدعم من قبل الدول الغربية ماديا وثقافيا ، فأغلب برامجها نقل مباشر للصورة الحية لحياة الكفار وأحلامهم ، وطعامهم وشرابهم ، والموضة في ملابسهم ، ووسائل ترفيههم ، وتفاهة أفكارهم فهي أسلحة موجهة ومسلطة على محاربة دين الإسلام ، وتشويه صورته ، والنيل منه ، وإبعاد الناس عنه ، ويكفي النظر إلى الأسماء التي تظهر علي الشاشة لمعدي البرامج والمشاركين والمخرجين ، لنعلم أن أغلبهم من النصارى المدعومين بالإمكانيات من قبل الغرب لإهلاك الجيل وتقويض هويته الإسلامية ويسعون في محاولة مستميته لإذابة الفوارق العقيدة أو إخراج الصواب على شكل مقزز وجعل المخالف والمنافي للعقيدة الصحيحة هو الافضل من خلال التركيز على إخراجه في أحسن صورة

ب / وظهور أنواع السحر والكهانه التي تجعل المشاهد ينخدع بمثل هذه المشاهد ويحاول مطابقتها أو مشابهتها وقد فاقت هذه الفضائيات ما حدث في عصور الجاهلية بمئات المرات ، فهذه القنوات في الآونة الأخيرة حملت لنا أفكارا ومعتقدات طالما حاربها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحث أتباعه على تجنب الوقوع فيها أو اللجوء إليها ، فمن ذلك الكهانة والرجم بالغيب ، وقراءة الطالع أو ما يسمي بالأبراج ، فبعدما غزت هذه الآفات صفحات المجلات والصحف ، وألفت فيها كتب وتصنيفات ، تصف كيفية قراءة الكف والفنجان ومعرفة الأبراج والسحر والشعوذة ، نري هذه الأيام وللأسف الشديد أن الأمر أصبح موضة ومنافسة بين بعض هذه الفضائيات التي خصصت برامج وحلقات للأبراج ، والتوجه للمشاهدين ومحاوراتهم ومشاركتهم لمعرفة أسماء أبراجهم ، وتحديد يوم وتاريخ مولدهم لإعطائهم تحليلا عن أحوالهم وحياتهم ، والتنبؤ بمستقبل أيامهم ، وذلك بإحضار ما يسمي بالعلماء المنجمين وما في ذلك من ادعاء للغيب ، بل زاد البعض بإحضار بعض السحرة المعروفين علي نطاق العالم العربي ، والذين يتصل المشاهدون بهم ويحضر هؤلاء السحرة ما يسمونها بالبلورة ، ويتحدثون مع المشاهدين ، ويحدثونهم عن أحوالهم وأوضاعهم من خلال البلورة التي يستكشفون بها أحوالهم ، وأنهم سوف يفكون عنهم السحر ، ويحلون مشاكلهم في أمور لا يقدر عليها إلا الله سبحانه وتعالي ، من عطاء أو رزق أو كشف سوء أو إبراء مرض ، وكلها أمور يختص بها الله عز وجل ، وليست من اختصاص البشر ، وللأسف كثير ما تنطلي هذه الخزافات علي بعض السذج من هذه الأمة الذين لم يتعلموا العلم الشرعي ولا يحصنون بعقيدة سليمة ، فيصدقون هؤلاء السحرة الذين يفسدون العقل ويخربون المعتقدات .

ج / ومن التأثير الخطير الذي تحدثه متابعة معظم هذه النوعية من الفضائيات إضعاف عقيدة الولاء والبراء ، ومن المعلوم أن هذه العقيدة لها أصلها الأصيل من هذا الدين ، كيف لا وقد قال الله تعالي :{ لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإيمان وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُون} ( ) ، فالواجب هو محبة المسلمين ومحبة الخير لهم والفرح بكل ما به خيرهم ، ويجب بغض الكفار والتبرؤ منهم والحذر من مودتهم ، فمن البرامج ما يقدمه بعض النصارى الرجال والنساء ، فتجد المتابع أو المتصل بالهاتف يبدي إعجابه وتعلقه بهم ، وخاصة إذا كانت المقدمة أو المذيعة امرأة ، وأيضا من خلال المقابلات مع الممثلين والمغنيين المنحلين والذي حازوا ظلما وزورا علي مصطلح الفنانين ، تجد جمهورا عريضا يتابعهم ويتابع إنتاجهم ويتصل بهم عبر هذه الفضائيات ويطلب التوقيع على أوتوجراف ، ويفرح بذلك ويفاخر به بين أهله وعشيرته ، ولا شك أن هذه محبة لهم ، وقد ثبت من حديث عبد الله بن مسعود  أن النبي  قال : ( الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ ) ( ) ، وهذا عام في الرجال والنساء .

د / ومن تأثير الغزو العقدي الناجم عما تبثه كثير من الفضائيات المختلطة ، التشبه بالكفار والانبهار بعاداتهم وتقاليدهم ، وذلك أن معظم ما تبثه كثير من هذه الفضائيات يظهر المجتمعات الغربية المنحلة بوجهها الجميل فقط ، وجه القوة والنظام والإنتاج والإبداع ولا غرابة في ذلك ، إذ أن إنتاج تلك المواد الإعلامية هو تحت نظر وسمع الغرب والمنبهرين بهم المتشبهين بثقافاتهم ، لكن أين ذلك التصوير الحقيقي لحياتهم التي يعيشونها الآن ، من إحساس الغرب بالخواء الروحي المرير والشقاء والحيرة والاضطراب والتفكك الأسري والانحلال الخلقي ، والتشتت الاجتماعي والذي يهربون منه إلي جحيم المخدرات والمغامرات الحمقاء ، والشذوذ في مختلف مناحي الحياة ، الشذوذ في الحركات والمظاهر واللباس والطعام ، الشذوذ الأخلاقي والسلوكي الذي أورث أمراضا عصبية ونفسية لا حصر لها ، وجعلتهم لا يجدون في الحياة ما هو جدير بالبقاء بها ، هذه الصورة لا تعرضها القنوات الفضائية عن واقع الغرب ، ولكن تعرض الصورة علي منحي آخر ، وأن ما لدي الغرب من غرائب في سلوكيات الحياة هو قمة التحضر والتقدم ، ونتيجة لذلك لا نكاد نمر في طريق إلا ونجد واحدا من أبناء المسلمين والبنات المسلمات ، إلا وقد تأثروا بشيء من تلك السلوكيات ، وهذا التشبه يورث المحبة ولا شك ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أن المشابهة في الظاهر تورث نوع مودة ومحبة وموالاة في الباطن ، كما أن المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر ، وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة ، حتى إن الرجلين إذا كانا من بلد واحد ثم اجتمعا في دار غربة كان بينهما من المودة والموالاة والائتلاف أمر عظيم ، وإن كانا في مصرهما لم يكونا متعارفين أو كانا متهاجرين ، وذلك لأن الاشتراك في البلد نوع وصف اختصا به عن بلد الغربة بل لو اجتمع رجلان في سفر أو بلد غريب وكانت بينهما مشابهة في العمامة أو الثياب أو الشعر أو المركوب ونحو ذلك لكان بينهما من الائتلاف أكثر مما بين غيرهما ) ( ) .

ثانياً : إلباس الحق بالباطل :
بجعل الباطل في أعين الناس حقا وأمراً مشروعا جعله الواقع الفضائي كذلك وحقيقته أن الشرع قد حرمه وبين حرمته فمن ذلك جعل أن الفن رسالة وأنه عمل مشروع ورسالة تستحق التقدير ولذا الفنان يستحق أن نجعله من وجهاء المجتمع ومن شاماته التي تقتدي وللأسف سعوا إلى تمييع المفاهيم والثوابت الإسلامية التي لا مجال للمساس بها ، حتى بلغ الأمر أن يعتبر بعض مقدمي البرامج وممثلوا القنوات الفضائية الرقص والخلاعة والتمثيل والغناء والباليه عملا لا يؤاخذ الله عليه حيث يندرج عندهم تحت الكسب من خلال العمل الشريف فنجد أن أحد هؤلاء النجوم يقول عن نفسه بأنه رجل ملتزم بأوامر الله أما ما قدمه من أفعال محرمة في مسلسله هذا وفيلمه ذلك فيكون بحجة الفن ( أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ). و راقصة سئلت عن حكم الشرع في الرقص فكان جوابها الرقص عمل والعمل عبادة إذا فالرقص عبادة والعياذ بالله .
وعلى سبيل المثال يستبدلون اسم الخمر بالمشروبات الروحية والربا بالعائد الإستثماري والعري بالموضة والفن حتى أصبح للعري أربع مواسم في السنة وأصبحت قلة الأدب والإنحلال تسمى حرية شخصية ونشوز المرأة عن طاعة زوجها أيضاً حرية شخصية أما إذا تحللت المرأة وغنت أمام الأجانب فيدعونها سيدة الغناء العربي والفنانة المبدعة .
حيث إن أمثال هؤلاء من الفنانين والفنانات يعملون على غرس الحرام في النفوس وجعل الناس يحبون فعله وقد نسوا قول الله تبارك وتعالى في سورة النور ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون )
وسعوا إلى تقبيح اسم الحلال : فمثلاً يتسبدلون اسم الأخوة الإسلامية بالفتنة الطائفية و الحشمة والعفاف بالتزمت والتخلف والغيرة بالعقد النفسية والحجاب بالكفن ، حتى يضعفوا تمسك الناس بها ويظهرون أن المتمسك بها هو الإنسان المنبوذ الذي خالف المجتمع الذي يعيش فيه.

ثالثا : تشجيع الناس على النظر إلى الحرام وتسهيل الوقوع فيه :
وذلك ببث كثير من الأخلاقيات المنحرفة على أنها من المسلمات ومن الطبيعي إتيانها فمن ذلك ترك أمر الله تعالى بغض البصر ، حيث اعتاد الناس على مشاهدة العري في الأفلام والمسلسلات وحتى نشرات الأخبار حيث تخرج المذيعة بأبهى زينة وكأنها راقصة والرجال ينظرون إليها متجاهلين قول الله تبارك وتعالى ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون )
تقول لأحدهم : غض بصرك يقول لك وهو قد أدمن النظر : اغسل عينيك بذاك الجمال ، عن جرير رضي الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة قال : اصرف بصرك .
وقد أظهر استطلاع من خلال مجموعة كبيرة ممن يقتنون أجهزة استقبال للقنوات أن: 62% منهم يرى أن القنوات الفضائية تعتمد على المرأة بشكل أساسي وذلك لجذب المشاهدين، وقال 89% منهم أن أكثر ما تقدمه هذه القنوات يتعارض مع قيمنا وعاداتنا، وطالب 95% منهم بفرض رقابة على ما تبثه هذه القنوات لخطره .


ومن الطبيعي أن يكون النظر إلى الحرام يؤدي للوقوع في الزنا ومنه ينتشر الايدز .
كل المصائب مبداها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
فقد بدأ مرض نقص المناعة المكتسبة بخمسة عشر مريضاً ثم انفجر الرقم ليصل إلى ما يزيد على 42 مليون مصاب يتوزعون في شتى بقاع الأرض ، ومنذ ظهوره حتى اليوم قتل المرض المرعب عشرين مليون إنسان منهم حوالي ثلاثة ملايين هذا العام وما زال مستمراً .
إنه باختصار مرض يتكلم بالملايين فيما البشرية تواجهه باستهتار وتناقض ، فوسائل الإعلام التي تحذر من المرض وتتبنى الحملات الإعلانية هي نفسها إلا من رحم ربي التي تقوم بتجهيز المواد الأولية اللازمة لانتشاره عبر الآف المواد المحرضة على الرذائل ، وهي التي تقوم بتغليف هذه المواد بأغلفة فاقعة الألوان كالسياحة والفنون ومسابقات الجمال وإطلاق الحريات المبيحة للشذوذ وتعاطي المخدرات وقبل ذلك وبعده يبرز التجاهل التام لتقاليد الحشمة والعفاف واعتبارها من مخلفات العصور الماضية .
بل انها تسعى لتييسير الوقوع في الحرام وتصويره اأنه أمر سهل وبسيط بل تفتح له مجال الوقوع من خلال مواقف يومية وحياتية معاشة فتكرار رؤية الإنسان للأفعال المحرمة وكأنها أمرٌ عادي مرافقاً لنوع من الكوميديا يدفعه إلى التفكير فيها ومن ثم فعلها ( الزنا ، السرقة ، التدخين ، علاقات العشق والغرام )
فعلى سبيل المثال : ترى في الأفلام مشهد الممثل وهو يفتح شباك غرفته فيرى جارته بالصدفة أمامه فينشأ بينهما قصة حب أو قصة معصية .
مثال آخر : ترى مشهد يتكرر كثيراً فيه المدرس الخصوصي مع تلميذته في خلوة أو دخول أخت الطالب وهي سافرة متبرجة وكأنه أمراً عادياً .
إن تكرار رؤية الأفعال المحرمة وسماع الكلام الفاحش يولد عند الإنسان تعود الرؤية والاستماع إلى ما هو محرم ومن تكلم أو نصح ينهر ولا يجد أذانا صاغية ..( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) .
نحن نجد مشاهدي التلفاز على سبيل المثال قد ألفوا رؤية الممثلة وهي شبه عارية تفتح الباب لرجل أجنبي أو أن يقبلها أجنبي دون أدنى تحرج في ذلك وأنه أمر طبيعي متناسيا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( العينان تزني وزناهما النظر واليدان تزني وزناهما اللمس والأذنان تزني وزناهما السمع والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه ) .

رابعا : التسطيح الفكري :
وذك من خلال الكم الهائل السخيف الذي يقدم من برامج منوعه ليس لها من ذوق أو طعم فكري أو ثقافي إنما همها هو إشغال عقول الناس بالسيئ عن المفيد الجاد وذلك من خلال تخصيص فترة الذروة للبث في تقديم سخافات إعلامية لاتبني فكرا جادا بل تسعى إلى تعميم السخافة في قالب فكاهي فيه من تسطيح عقلية المشاهد وكأن أهم ما يقدم هو الضحك أو السخف في زمن نحن بحاجة إلى أن نركز على قضايا الأمة المصيرية ونناقشها بكل جدية في هذا الواقع المؤلم .
ويقول الدكتور علي الأنصاري (رئيس مجلس طلاب تقنية الشارقة) حول هذه النقطة : أصبح الاعلام المبثوث فضائياً في بعض بلداننا نسخة أخرى للإعلام الغربي، حيث لا نجد في بعض معلوماته غير المتابعات السطحية وبرامج اللهو الخليع التي تزيد في سطحية التفكير وضآلة العقل والبعد عن أساسيات الحياة، وبالتالي تقتل فيه روح المعرفة والعلم والإبداع.
ويقول محمد خالد مذيع في فضائية وإذاعة الشارقة: فلم تعد الفضائيات تهتم بهوية الأمة العربية والإسلامية، إذ أصبحت تقلد الغرب وما يسير عليه من خطوات غير مدروسة، وهذا يتأتى في الكليبات والأفلام الهابطة التي نراها صباح مساء، والجانب الآخر هو ضياع الهوية العربية لدى الشباب العربي، ويبدو جلياً من خلال رسائل SMS والاتصالات الهاتفية على البرامج المفتوحة، ونستطيع القول بأن تواري الأخلاقيات لدى بعض المسؤولين والقائمين على هذه القنوات، وغياب ميثاق الشرف الإعلامي المعمول به لدى الفضائيات أدى لمثل هذه الظواهر السيئة .

خامساً : التأثير على العلاقة بالأسرة :
من خلال شغل الأوقات المنـزلية في المشاهدة لهذه القنوات وخصوصا اذا انتشر التلفاز في كل غرف المنزل فأصبحت بعض بيوت المسلمين أشبه ما تكون بالفنادق أو المطاعم المليئة بالشاشات والأكل فقط فلم يعد هناك وقت للتواصل الأسري بين الأب وأبنائه فلم يعد هناك اللقاء الأسري على الوجبات والنقاش والحوار حول مفاهيم الحياة لأنك تجد التلفاز هو الموجه الرئيس حتى في وقت الأكل بل أصبح لكل اهتمامه في مشاهداته وهذا ما يسبب القلق والشقاق والخلاف فهذا يريد أن يشاهد مباراة على قناة الرياضة وآخر فيلم على قناة الأفلام وأخرى برنامج عن الموضة والأزياء على قناة ثالثة فيدب الخلاف والنزاع والتشتت والتشرذم بسبب قلة الرقابة من الوالدين وتغلغل مثل هذا الداء في منازلنا دونما رقيب وللأسف بل تجد أن الكثير قد يلغي كثيرا من التواصل الاجتماعي بسبب إذاعة برامجه التي يهتم بها في هذا الوقت وأصبحت هي الشغل الشاغل له عن كثير من مسئولياته المهمة وتواصله مع الأقارب والمجتمع من حوله

سادساً : تغيير الثقافة الاسلامية :
وذلك بنشر الحلول الجاهلية عند عرض المشكلات الحياتية فتنشر الثقافة الغربية في أجمل وأبهى صورة وان فيها الحلول لمشاكلنا وذلك باقتفاء آثرهم في حل المشكلات الحياتية ، كأننا عدمنا التجربة من أهلها والخبرة في التعاطي مع مشكلاتنا في ضوء ما نحمل من مبادئ وحلول فتجد أنه يروج للهروب من مشاكلك بتعاطي الخمور والمخدرات أو الانتحار كما تعرضها لنا المسلسلات المكسيكية المدبلجة لإنهاء حالة من التأزم في علاقة حب محرمة فقد خلالها حبه فأصبح يقدم مثل هذا كحل لمشكلات الناس .
وكأنه يراد أن يشكل الوعي والثقافة على هذا المنوال الفاسد الذي أهله قد لفظوه واعترفوا بأنهم لم يستطيعوا أن يعالجوا هذه المشاكل عندهم فمشاكل الاغتصاب والسرقات والاختطاف بأرقام مهولة جدا ولم يعالجوها فمن انعدام العقل بحث الحل عند فاقده ففاقد الشئ لا يعطيه أبدا
سابعاً : التأثير على الرأي العام وتشكيل الوعي العلماني البغيض
وذلك بأمور منها
أ- نشر الثقافة الأمريكية : ثبت من خلال تقريرين نشر جزء منها على شكل وثيقة سرية أن أمريكا بعد أن فشلت في تقديم نفسها من خلال قناة الحرة واذاعة سوا قامت بدعم قنوات عربية لها قبول لكي تسعى لتحسين صورة أمريكا ويستلزم من ذلك الإساءة إلى الإسلام من خلال البرامج التي تقدمها وهذه القنوات هي مجموعة mbc مع إذاعتها و قناة العربية سجلت المجموعة وحسب التقرير الأخير سبقاً في الانفتاح على الغرب ونشر الثقافة ومبادئ الحياة اللانمطية؟؟ فعلى مستوى الأديان سجلت المجموعة عدلا في التعامل مع الديانات المختلفة والمذاهب (ماعدا الإذاعة).
ب- ثقافةالاستهلاك: وتنتج مستهلكاً مستمراً وليس منتجاً معرفياً، وذلك بتقزيم الإبداع وثقافة الإنتاج.. ومشكلة استهلاك المعرفة هي أنها تنتج مستهلكين لا منتجين.. إذ إن النهج الأصلي والحقيقي ينتج نهجاً أصيلاً ونافعاً والثقافة العالية والقيمية تنتهج طرائق أصيلة وعالية حقيقية بعيداً عن الشعارات، وهذا يحتاج بالطبع إلى ثلاثية متكاملة وهي: الزمن والمال والجهد الدؤوب وذلك لتكريس قيم المقاومة في الثقافة والتربية والإعلام وتترسخ عن طريق الكتب والدراسات كي تعطي أكلها حتى زوال الاحتلال ولا يغرب عن البال ههنا عامل تحصين اللغة في المناهج وفي الإعلام بشكل سليم وعميق وإيقاف هذا التدني اللغوي في الإعلام العربي وبخاصة المرئي... وبالتالي أن ثقافة الاستهلاك تؤدي إلى ثقافة الاستسلام.‏
جـ ـ ثقافة الاستسلام: وتقوم على الاستهلاك بالطبع وتضخ المعلومات الضخمة والمستهلكون لها مراقبو دمى وليس أكثر.. وتعتمد هذه الثقافة على المناهج المكثفة التي تضخ معلومات تشلّ الذهن وليس فيها مكان للتأمل والتفكير، وتساهم في شلّ العقل والإبداع. وهذه بالنهاية يؤدي إلى ما يسمى اليوم بثقافة الانهزام. .‏

القسم الثاني

أثر القنوات الفضائية العربية على الشباب

أن "مرحلة الشباب" من حياة الإنسان، هي المرحلة الأخطر والأدق، باعتبارها بداية التكليف الشرعي، ونشوة العمر وجدّته، ولهذا اهتم المصلحون بالشباب، لرعاية شؤونهم، وتوجيه سلوكهم، وتقويم انحرافهم، ووقاية أخلاقهم، ليعيشوا حياة سعيدة مستقرّة، ويكونوا سعداء صالحين.
ولا شك أيضا في: أن الشباب في عصرنا، مهملون مضيّعون مغشوشون مضللون تتخطفهم العقائد الفاشلة وتتجاذبهم التيارات الفاسدة لا موجّه يوجههم نحو هدف شريف ولا قائد لهم يقودهم صوب غاية حميدة ولا حاكم يعطيهم جهده واهتمامه، وعطفه وحنانه فلذلك: هم في ضياع وفراغ وصراع لا تمتدّ لنجدتهم يد ولا يوضع لمأساتهم حد ولا تعالج أزماتهم بالجدّ .

أولا : الاثر على التحصيل الدراسي :
فمن الطبيعي حينما يقضي الشاب الساعات الطويلة أمام الشاشة البلورية أن يهمل في دراسته لقلة التحصيل والقراءة والمتابعة لانك تجده نائما في المحاضرة لسهره الطويل أمام شاشات التلفاز فلا انتباه للشرح ثم لا تجده في خارجها مهتما لان الهم الاكبر هو ما عليه كان السهر فكانت النتيجة الطبيعية الإخفاق الذريع على مستواه وتحصيله الدراسي بل يصل الحال إلى انه حتى في أيام الاختبارات لا يستطيع أن يقرا ويحصل لأن قلبه وعقله مشغول بشئ آخر وللأسف الشديد فإن هذه القنوات
صرف للشباب عن التحصيل العلمي المثمر، سواءٌُ كان الاهتمام بالتحصيل العلمي في المجال الشرعي الذي تحتاجه الأمة أكثر مما تحتاج إلى الطعام والشراب والهواء الذي تتنفسه، أو التحصيل العلمي في المجالات الحيوية التي يحتاجها المسلمون في مجال الطبأو مجال الهندسةأو مجال العلوم الطبيعية وغيرها من العلوم التي الأمة الإسلامية محتاجة إليها ، والشاب المشغول بهذه الأمور؛ أعني المشغول بالمسلسلات ومتابعتها والأفلام، لا يمكن أن يشتغل بالتحصيل العلمي الجاد.
وأضرب لذلك مثلاً: لو فرض أنك أعطيت هذا الشاب قصة غرامية، أو قصة بوليسية، من هذه الروايات التي تُغرق المكتبات، بل والبقالات في كثير من الأحيان! قصةً ليس فيها إلا الإثارة والمتعة، وربما الجنس...!
هذا الشاب سيجد نفسه ليس بحاجة إلى قراءة هذه القصة؛ لأن قراءة القصة يكلفه النظر لهذه القصة، ويكلفه حملها باليد، وأن يكون على جلسة معينة، وهو ليس على استعداد لذلك كله، لسبب، وهو: أنه سيجد هذه القصة وما هو أكثر منها إثارة وجاذبية ومتعة معروضة أمامه في الشاشة، بصوت وصورة وتلوين! فيشاهد القصة نفسها على الشاشة، وهو متكئ على كنب، وإن كان يدخن سيدخن بدون أية كلفة أو تعب، فأي شيء إذاً يدعوه لقراءة هذه القصة مع ما فيها من المتعة والجاذبية والإغراء؛ "أعني الإغراء المنحرف"
إذاً كيف سيقرأ هذا الشاب كتاباً شرعياً؟ كيف سيقرأ كتاباً علمياً جافاً جاداً ليس فيه من الجاذبية إنما فيه من العلم الذي يخاطب الاستطلاع عند الإنسان؟ لاشك.. أن الشاب سيجد نفسه مصروفاً عن ذلك كله

ثانياً : قتل الغيرة :
في نفوس الشباب فلم تعد لمثل هذه القيمة الغالية من أثر كبير لما أحدثته مشاهدات الأفلام التي تحكي وتصور أن من الطبيعي أن يرى الرجل مع زوجته أو أخته صديق في العمل أو زميل في الجامعة بل يزداد الأمر بأن يرحب به ويستقبل بالبشاشة والسرور ، مما أدى الى تصور أن هذا من الحرية الشخصية ومن الثقة في الأبناء والبنات وما علم الوالد والوالدة أن هذا من تغرير الشيطان بهم فقد قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم (( ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما )) ومن العجيب أنك قد تجد أن الأخ يتغاضى عن أخته لتتغاضى هي عنه في بناء مثل هذه العلاقات وما علم الرجل أن (( الديوث لا يرح رائحة الجنة ))

ثالثا : العزوف عن الزواج ،
والاكتفاء بالمناظر المحرمة ، فالشباب الذين تأثروا بمناظر العري والفاحشة التي هي المادة الرئيسية في معظم القنوات الفضائية المختلطة ، ظهر من توجهاتهم عزوف عن الزواج ورغبة عنه ، وربما يتعلل الشاب بأن الزواج مسئولية وتكاليف ، أو بسفرة أو سفرتين نحصل ما يحصله المتزوجون وأحسن ، ولن نجد من النساء الجميلات من يشابه الممثلة فلانة أو الراقصة فلانة لنتزوج بها ، والمرأة لا تستحق من يتعب من أجلها ، هي للمتعة فقط ، مثل ما يعرض في المسلسلات والأفلام ، إلى غير ذلك من المبررات الساذجة ، إن إدامة نظر الشباب إلى مناظر الفضائيات المحرمة التي تبثها الفضائيات المختلطة أحدثت عندهم خمولا نحو فرائض الله وتشريعاته ، وشرها نحو الفواحش المحرمة يأخذ صورا متعددة ، ولدى عزوف هؤلاء الشباب عن الزواج ، تنشأ مشكلة أخرى لدي الفتيات اللاتي لم يتقدم لهن أحد ، مما يزيد من عدد العوانس وفي ذلك من الأضرار ما لا يخفي .

رابعا :التعويد على ارتكاب الجريمة
بعرض أساليب متعددة للسرقة و تعاطي المخدرات والإخلال بالأمن فهذه الفضائيات دأبت على استساغة الجريمة واعتيادها من خلال عرض أفلام الجريمة ، المسماة بالأفلام البوليسية ، وتكرار هذه المناظر للجريمة علي أنظار الناس بمختلف طبقاتهم وأعمارهم يجعل الجريمة في أنفسهم أمرا اعتياديا ، حتى يصبح المجتمع ويمسي وروح الجريمة تدب فيه وتكون بمثابة الأحداث اليومية من حياة الناس .
كما أنها تمكن المنحرفين من ارتكاب الجريمة المنظمة ، والمراد هاهنا أن الجرائم منها ما يكون عرضا من غير احتراف لها ، وإنما تحت تأثير وقتي ولغرض محدد فهذا نوع ، وثم نوع ثان وهو الأخطر وهو الجريمة المنظمة ، بحيث تصير الجريمة حرفة أو مهنة يمتهنها الشخص ، فيرتب لها وينظم خطواتها بحيث يحكم تنفيذها لينال بغيته وينفذ بجلدته من القبض عليه ، فمما تبثه تلك الشاشات فيما يسمي الأفلام البوليسية عرض كيفية الخطف ، خطف النساء ، خطف الأطفال ، وخطف عموم الأشخاص ، ومن ذلك السرقة وكيفية التخطيط لها ، وكيفية الوصول للأماكن المستهدفة والأدوات المستخدمة ، ومن ذلك إعداد السموم والمخدرات والمواد المكونة لها ، وكيفية دسها على الشخص المستهدف ، ومن ذلك توضيح إعداد المتفجرات وإعدادها من المواد الأولية القريبة من الأشخاص في حياتهم اليومية ، وكيفية وضعها ونشرها للغرض المستهدف ، ومن ذلك توضيح الخطوات المتبعة لإخفاء معالم الجريمة والتخلص من أدواتها وإتلاف كل ما يدل عليها أو على الجناة ، ومن ذلك عرض كيفية التهرب ، والوسائل المتبعة للتعمية على التفتيش ، ومن ذلك التشجيع على تعاطي المخدرات ، وإظهار المتعاطين بمظهر البطولة والقوة والذكاء ، وتوضيح وسائل وطرق تعاطيها ، وكل تلك المشاهد لها متابعوها من مختلف الشرائح والأعمار ليصيروا فيما بعد عصابات مدربة تدريبا عاليا من خلال المشاهد التي حفظوا خطواتها ، فسعوا إلى تطبيقها في ممارساتهم .




خامساً : نشر القدوة السيئة بين الناس :
وذلك بـصنع قدوات غير مشرفة للاقتداء فنجد دعوة للتشبة بالممثلين والممثلات في ملابسهم وأزيائهم وشخصياتهم حيث أصبح ما يسمونهم بنجوم بين الناس يسعى الشباب للتشبة بأهل الفن في ملابسهم وأخلاقهم وكثيراً ما نرى أمامنا أولادا وبناتنا يرتدون ألبسة مكتوبا عليها أشياء فارغة تدعو للهوى والانحراف مثل (إلا حبيبتي)، (يا قلبي)، أو فنلة في شكل علم أمريكي، أو بريطاني، وغير ذلك.. وهذا كله نتيجة للموضة الوافدة إلينا؛ ويتلقفها بعض أبناء المسلمين بلهفة شديدة!!.. وما سبب ذلك الا الكم الهائل من مثل هذه القنوات التي تنشر لنا أصنافاً وأنواعاً من الملبوسات والتقليعات التي يخرج بها اهل الفن في كل يوم على هذه الشاشة فأفقدت الكثير من الشباب سمة المحافظة على التقاليد الإسلامية في اللبس والتحري في ما يقتنى من ملبوسات وقد نشاهد مقابلات تلفزيونية كثيرة يفرد لها الوقت الكبير والساعات الطوال مع فنان يجاهر بمعاصيه ، ليسأل عن أكله وشربه وليعلمنا كيف نقود حياتنا ، فهل نسي المسلمون قدوتهم الأولى التي أخبرهم الله تعالى عنها في سورة الأحزاب ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الأخر وذكر الله كثيراً ) وتجد العالم يزور البلاد فلا يلتفت إليه ولا يسأل عنه أحد بينما يسألون عن أدق التفاصيل في حياة من يبرزهم الإعلام .
فهناك عمل جاد على ذلك نلحظه من خلال تقديمهم في صورة احتفالية تشف بالانبهار والإعجاب بهم، ووضعهم في موضع القدوات، وإظهارهم لذلك في كثير من البرامج والتغطيات، بل وحتى في الإعلانات الدعائية، ولعل من المعلوم أن كثيراً من برامج هذه القنوات أجنبي المنشأ أصلاً، حتى أوصل بعضهم نسبة الأجنبي من هذه البرامج إلى نسبة 75% من مجمل البرامج ومن المؤسف في برنامج متلفز على إحدى الفضائيات العربية، كاد المذيع يطير من الفرح، وهو يزف للمشاهدين أن رجلاً أجرى عملية جراحية في وجهه ليصبح شبيهاً بإحدى المغنيات التي عرف عنها المجون والخلاعة، وقدم هذا الخبر ليكون مفاجأة لتلك المغنية التي كانت ضيفة على البرنامج، ليثبت لها حب الجماهير بعد الشائعة التي انتشرت ضد هذه المغنية.
إننا لا نستطيع أن نعبر عن هذا الموقف إلا بالقول: إنها تفاهات وسخافات كثيرة بين شباب الأمة، ويشجعها الإعلام بكل ما أوتي من وسائل. إن هذا الموقف وغيره يدل على الضياع الذي فيه شباب الأمة الذين عموا عن القدوة الحسنة، وأدمنوا التقليد الأعمى الذي يجر عليهم الخيبة والخسارة ويؤدي بهم إلى الوقوع في هوة المجون والخلاعة .



سادسا : الدعوة للتمرد على المجتمع :
فتجد فيها الدعوة للتمرد علي الدين والأخلاق ، والعادات والتقاليد الحسنة الموروثة عن الآباء والصالحين ، مثل الترابط الأسري والاجتماعي وبر الوالدين وصلة الأرحام وحسن الجوار ، والشفقة بالضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام ، والكرم والشجاعة والأمانة وغير ذلك من الأخلاق الطيبة والسجايا الحسنة ، و تدعو هذه الفضائيات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إلى الأخلاق السيئة كالظلم والكبر ، والعجب والسرقة ، والقتل والضرب والخيانة وتضييع الأمانة وغير ذلك من الأخلاق السيئة .
وفيها سعي لتغيير نمط تفكير الشباب والفتيات لمفهوم الهوية والعادات والتقاليد ، فلم يعد ينظر باهتمام بالغ للهوية الإسلامية وخاصة من قبل الشباب ، بل بات الأمر الهام هو كيف يحقق كل من الشاب والشابة حلمهما في تحقيق السعادة والمتعة ، وكيف يجاريان فتيات الفضائيات في تغنجهن ودلالهن ولباسهن ومكياجهن الأنيق ، وبالتالي ضعفت العلاقة بين الشباب وبيئتهم المحلية ، وباتوا ينظرون لما هو موجود في الخارج من أنواع الفساد العصري ، ويبحثون عن نمط الحياة والمعيشة والعلاقات كما تعرضه لهم الفضائيات الانحلالية ، وهذا كله قاد في وقت قصير إلى تبديل المستوي الفكري لرؤية المفاهيم كالهوية والقيم والأخلاق والالتزام

سابعا : الدعوة للرذيلة والوقوع فيها
من خلال بث صور من الحب والتعلق العاطفي والقصص التي تسعى بكثير من الشباب الى ان يحاولوا ان يطبقوا كثير منها في الواقع وان يمارس نفس الممارسات التي رأها دون رادع أو تمييز بين الحقيقة والصورة المنقولة

ثامناً : التعويد على السهر وتأخر النوم
فتجد كثيرا من الشباب يسهر الليل في متابعة جادة وطويلة تحوله في نهاره إلى جثة هامدة على مقاعد الدراسة أو أماكن العمل التي يؤمل فيه أن يكون مشعلا للعطاء والإنتاجية






























القسم الثالث

أثر القنوات الفضائية العربية على الأطفال

إن أفضل فئة على استعدادا للقبول والتغير هي طبقة " الأطفال " تلك الفئة العمرية البريئة والتي تكون في تلك المرحلة مقتصرة على التلقي و الاكتناز للمتلقيات و تتحدد كثيراً من منحنيات حياتهم بعد البلوغ في أثناء طفولتهم .. حسب ما يتم تلقيه في تلك المرحلة .
ونجد أن هناك محاولات عديدة للتأثير على أطفالنا بالذات تأثيراً لا يتناسب مع طموحاتنا وآمالنا فيهم فالسعي محموم إلى .. أنتاج الرسوم المتحركة التي وضعت في قالب إعلامي بريء وبشكل جذاب وبحيث أنهم ينشروا ما يريدونه بدون أن يحس أحدٌ بأن عليه خطر منها فهي أمر ظاهره الرحمة وباطنه الشر والوباء.
ومن أضرارها :

الأثر الأول : زعزعة عقيدة الطفل في الله :
نعم .. فلتك الرسوم دور عظيم في زعزعة عقيدة الطفل في ربه عز وجل وإليك هذا المشهد الذي رأيته بعيني والذي ما زال يعرض في الكثير من القنوات:
" رجل يغرس بذرة ، ثم يسقيها فما تلبث أن تنمو!!وتكبر وتطول حتى تجاوز السحاب!!فيصعد الرجل ويقف على متن السحاب!!!وينظر فإذا به يرى قصراً ضخماً هائلاً ، فيتقدم إليه ويدخل من تحت الباب ؟! وينظر وإذا بكل ما حوله يفوقه حجماً أضعافاً مضاعفة وإذا برجل قبيح المنظر كث اللحية نائماً الشخير يدوي في أرجاء القصر
يحرك هذا الرجل ساكناً من غير قصد فإذا بهذا العملاق ينتبه من نومه يلتفت يمنة ويسره يبحث عن مصدر الإزعاج حتى تقع عينه على هذا القزم فيلاحقه ليقضي عليه ويخرجان من القصر حتى ينزل القزم من الشجر حتى متن الأرض ويتبعه العملاق؟!!
فيلاحقه مرة أخرى ثم يأكل هذا القزم أكلة تقويه فيتصارع مع العملاق فيصرعه ومن ثم يرسله بلكمة إلى قصره . أهـ"
ما رأيكم بهذا المشهد !!
الطفل أحبتي غرس في نفسه أن الله سبحانه وتعالى في السماء وفي هذا المشهد يصور الراسم رجل في السماء أفلا يتبادر لدى عقل الطفل " الساذج " والبريء أن هذه هي صفات الله أو على الأقل يتساءل عن ماهية الله عز وجل ذلك السؤال الذي منعنا نحن عن السؤال عنه .
هناك أكثر من تساؤل مطروح حيال هذا المشهد
لماذا يصور الشخص فوق السماء ؟!!
لماذا يجعل ذا لحية تلك العلامة التي تعتبر من رموز الدين لدى المسلمين ؟!!
وكذلك ما يحصل في برنامج ( ميكي ماوس ) هذا الفأر والذي يعيش في الفضاء ويكون له تأثير واضح على البراكين والأمطار فيستطيع أن يوقف البركان !! وينزل المطر ويوقف الرياح !! ويساعد الآخرين ..
لماذا يجعل هذا الفأر في السماء ؟!!
ولماذا يصور على أن له قوة في أن يتحكم بالظواهر الأرضية ؟!!
إن تلك التلميحات الخبيثة أهدافها واضحة للجميع و لا تتطلب إجهادا ذهنياً لمعرفتها .

الأثر الثاني : نشر بعض النظريات والأفكار الباطلة :
وأضرب مثالاً لبرنامج ( البوكيمون ) ذلك البرنامج الذي بلغت شهرته ومحبة الأطفال له أن تباع بعض البطاقات التي تمثل شخصياتها بـ150 ريال أو أكثر .هذا البرنامج تقوم فكرته على أن هناك حيوانات يطلق عليها اسم ( بوكيمون ) هذه الحيوانات في تطور مستمر فتجد البوكيمون يتطور لوحدة ويصبح شكلاً آخر أو يتطور بالاتحاد مع بوكيمون آخر وينتج كائناً آخر مختلف كلياً عن اليوكيمونين المتحدين وهذه إشارة من بعيد لنظرية دارون ( نظرية النشوء والتطور ) والتي تقول أن الإنسان أول ما نشأ نشأ قرداً ثم ما زال في تطور حتى أصبح في صورته المعروفة الآن مخالفاً بتلك المقولة نص الكتاب الذي كرم الإنسان على الحيوان

الأثر الثالث : اشتمالها على الكثير من الأخطاء العقدية الخطيرة والتي قد يعتاد عليها الطفل ويعتقد صحتها :
وهذا كثير جداً في تلك الرسوم وسأذكر بعض تلك الأخطاء مع بيان بعض البرامج التي اشتملت عليها :
* الانحناء للغير حتى تكون الهيئة أقرب ما تكون للسجود والركوع :
مثل ما يكون في برنامج ( الكابتن ماجد ) فعند نهاية المباراة يقوم أعضاء الفريقين بالانحناء لبعض بشكل أشبه ما يكون بالركوع للصلاة كتعبير للمحبة والصفاء ..
* اشتمالها على بعض العبارات القادحة في العقيدة :
مثل ما يحصل في برنامج البوكيمون من عبارات ( أعتمد عليك ) و ( هذا بفضلك يا بوكيموني العزيز ) أو كما في كابتن ماجد يقول أحدهم ( هذا بفضل ماجد و ياسين )
أو حتى أحياناً لما ينزل المطر ( ألم تجد وقتاً أفضل من هذا لتنزل فيه ؟ )
* الإشارة لبعض تعاليم الديانات الأخرى :
فتجد فتاة تطلب الانضمام للكنيسة و تعلم العادات الدينية أو إظهار الراهب ومعه الصليب وإلباس المنضم ذلك الصليب أو حتى إظهار الصليب في غير تلك المواطن كأن يظهر رجل قوي وشجاع ثم يخرج من داخل ثيابه الصليب ويقبله ويبدأ المعركة .
* اشتمالها على السحر :
وهذا كثير جداً والغريب على أنهم يصورون السحر على أنه حكمة حسب المقصد من استعماله كيف ذلك ؟ انهم يصورون الساحر أحياناً بأنه رجل أو امرأة قد ملئهما الشر والبغضاء والحسد حتى يستعملانه فيما يحقق لهما ما يصبون إليه
كما في برنامج ( السنافر ) والذي يتمثل في الرجل الشرير شرشبيل.
وأحياناً يصور على أنه - أي الساحر - رجل أو امرأة مليء بالطيبة ومحبة الخير للناس ويساعد المظلومين كما في السنافر أيضاً ويمثل بزعيم القرية أو كما في برنامج( سندريلا ) والتي تصور فيها امرأة ساحرة طيبة تساعد سندريلا على حضور حفلة الملك و الاستمتاع بالرقص!! وغير ذلك
وبلغ تأثير مثل هذه المشاهد أن أطفالنا يرددون الكثير من عباراتهم التي يرددونها في أعمالهم بشكل نخاف فيه أن يطلب أبنائنا تعلم السحر .


الأثر الرابع : تشويه صورة المتدينين أو المسلمين عموما ( سواء قصدوا أو لم يقصدوا ) :
ويظهر هذا جلياً في برنامج ( بوباي الرجل البحار ) والذي يصور رجلين أحدهما طيب و خلوق .. والآخر شرير .. ويصورون ذلك الشرير على صورة رجل ملتحي . معيدين الكرة في استخدام أحد رموز الدين لدينا ألا وهي اللحية فهم يصورون الملتحي هذا بأنه شرير ومختطف وسارق ويحب الشر ويقوم بالتفجير ويلاحق النساء أو بمعنى آخر ( إرهابي )
فلماذا صور الرجل الشرير رجلٌ ملتحياً ؟
لماذا استخدم رمز الدين لدى المسلمين ؟
لماذا لم يجعل ذلك الشرير حليق والطيب ملتحي ؟
تساؤلات تطرح لمنتجي تلك الرسوم من اليهود !!

الأثر الخامس : نشر التبرج والتفسخ و تنبيه الطفل إلى بعض الأمور المخلة بالأخلاق :
وهذا كثيرٌ وكثيرٌ جداً في تلك الرسوم وأكاد أجزم أنه ليس هناك برنامج كرتوني يعرض الآن ولا يجود فيه عري أو غزل وملاحقة فتيات ولا عجب فهذا ما يحتويه مجتمعهم وهذا ما يريدوه من العالم
مشاهد تحتوي على :
صدور بادية و أفخاذ عارية و غزل بين الجنسين و وتعبير عن المحبة في جو رومانسي عجيب !! ملاحقة الفتيات , تقديم الهدايا لهن لكسب مودتهن !! ترك الأشغال والأعمال بمجرد ما يرى الفتاة !!
كثير من الرسوم تحتوي على ما ذكرناه سابقاً سأذكر منها :
(كابتن ماجد ) يصور حضور الفتيات للمباريات وتشجيع اللاعبين والرقص والصراخ والمعانقة بين الجنسين حال تسجيل الهدف أمر عادي جداً.
فتجد الفتاة تلاحق لاعبها المفضل وتقدم له الهدية كتعبير عن المحبة ويقبلها اللاعب الخلوق !!
لقد بلغ أثر هذا البرنامج على أطفالنا أن أحدهم يسأل ببراءة ( ليش الحرمه ما تدخل للملعب ؟ ) بعد مشاهدة ذلك البرنامج !!
بل بلغ أثره حتى بعد الكبر والبلوغ خاصة على فتياتنا فكثير ما تحكي لي بعض الأخوات أن الكثير من الفتيات يعلقن صورة لاعبهن المفضل في الغرفة ويتابعن أخباره ومبارياته ولو حصل لهن الاتصال بهم لما ترددن في ذلك .
ومن ذلك ) بوكيمون ) برنامج فيه النساء بملابس تتجاوز نصف الفخذ !!
وتظهر البطن .. وتشتمل على قصات غريبة لم تأتينا إلا من اليهود والنصارى .. و ملاحقة الفتيات .. والتصريح بمحبتهن .. وترج الصحبة من أجلهن !! والذهول عن الأعمال الخاصة بمجرد رؤية فتاة جميلة ؟!!
وفي ) سندريلا ) برنامج فتاة يتيمة تتعرف على شاب غني يشتمل على مشاهد المعانقة والرقص و التبرج والسفور
وفي ( طرزان ) شاب نشأ في مجموعة من الغوريلات يجد فتاه من جنسه تتكون علاقة محبة بينهما تنتهي بأن تعيش معه وتلبس تلك الملابس الغريبة العارية وتجد العناق على أشده بينهما ..
إن عرض مثل تلك المشاهد دون رقيب يخلف يجعل الطفل منا يعتاد مثل هذه الصور والمظاهر بل قد تربي الطفل على تلك الأعمال المشينة والمنافية لديننا وأخلاقنا .

ومن آثر القنوات بأفلامها وبرامجها عموما

الاثر السادس : نشر الرعب والخوف :

إن مادة العنف و المشاهد الإجرامية و التي توضع في إطار مشوق و مثير سواء من خلال أفلام العنف و الرعب أو من خلال البرامج التي تهتم بالإجرام و الجرائم ، و بمعدل قد يصل إلى نحو ألف – ألفي مشهد سنوياً الحالة التي يجد معها الطفل المحب للعنف كل سلواه و متعته ، و يساعد على تكريس هذا العنف و استثماره في غير وجهه ، و تتحول بذلك الطاقات ، و تستغل الرغبات و التحولات الفيسيولوجية التي يمكن أن يمر بها أي فتى في طور البلوغ و المراهقة .. فتؤدي إلى نتائج لا يقبل بها ، فالتلفزيون أيضاً أحد الوسائل التي يستقي منها الطفل تربيته و تهذيبه و سلوكه ، أو أنها تؤثر على هذه الجوانب عنده بشكل سلبي و سيئ فتعليم العنف يرى البعض أن التلفاز قد أفسد عقول الأطفال بما يعرضه من أفلام ومسلسلات عنف وجريمة، ، وحكايات البطولة التي تتجسد في تلك الأفلام؛ في معظم ما تطرحه من مشاهد عنف كثيرة؛ لتكون شديدة الخطورة على الأطفال.. وتأثير مشاهد العنف يختلف من طفل لآخر؛ علماً بأن الأطفال الذين يتصفون بالعدوانية والميل إلى العنف يكونون أشد تأثراً بمشاهد العنف.. ومن الشائع أنها تساعد على إفراغ المشاعر العدوانية داخلهم، إلا أنه قد أثبت علمياً عدم صحة هذا الأمر!؛ بل على العكس تؤدي هذه المشاهد في كثير من الأحيان إلى ترسيخ مفهوم (القوة للأقوى) في أذهان الأطفال.. وإذا نظرنا نظرة متفحصة إلى الرسوم المتحركة المقدمة لأطفالنا نستطيع اكتشاف تقصيرنا الكبير في استخدام هذا الفن الخطير؛ فمعظم أفلام الكرتون والصور المتحركة المقدمة لأطفالنا أفلام أمريكية أو غربية الصنع والهوية، وصممت لأطفال غير أطفالنا، وبعقلية غير عقليتهم، وتشجع عادات وأخلاقا تتنافى مع أخلاقنا؛ وعلى سبيل المثال: الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل وهو يتابع مسلسل (البيكمون) القائم على الصراع والتحدي، وجذب (الطفل) إليه باعتماد تقنيات في الحركة والتصميم للأشكال الغريبة التي تجسد صور أبطال المسلسل دون تكريس أي هدف تعليمي وتربوي؛ فلا يقدم للطفل إلا المساهمة في تشويه وتشويش ذهنيته.
في نتيجة لبحث ميداني أجراه مؤخراً أحد مراكز البحث الاجتماعي تم التحذير من تزايد معدلات العنف بين الأطفال؛ نتيجة تعرضهم لساعات طويلة من بث القنوات الفضائية وما تقدمه من مشاهد عنيفة.. وأكد الإحصاء على أن هناك خمسة أحداث عنف نشاهدها كل ساعة ترتفع إلى نحو 20 أو 25 حادثاً في برامج وأفلام الأطفال.. وأشار البحث إلى ميل الأطفال إلى التحول من مجرد الإعجاب بأبطال العنف في هذه القنوات إلى مقلدين أو محاكين لهم، ثم منفذين.. وكثيرة هي الحالات التي أدت بالأطفال لإيذاء أنفسهم، بل تطور الأمر في بعض الحالات إلى فقدان الحياة كما حدث في (مصر) بقيام أحد الأطفال بتقليد شخصية (سوبرمان) والقفز من الطابق التاسع لتودي بحياته.. والأمثلة كثيرة في هذا المجال.. وعن التأثير النفسي لهذه المواد العنيفة التي تعرض على الأطفال نجد أن الطفل يستشعر بحكم تكوينه الجسماني والعقلي أنه ضعيف وصغير، ولديه قدرة محدودة على التحكم بالبيئة الخارجية؛ لذا فهو يستمتع، ويشبع رغبته، ويطلق لخياله العنان في الحصول على هذه القوة من خلال التوحد اللاشعوري بما يشاهده من النماذج الشخصية التي تعكس مظاهر القوة البدنية والعقلية للبطل الذي لا بد أن ينتصر على الآخرين .
هذا عن العنف .. فماذا عن الرعب ؟ يمكن أن يثير التلفزيون الرعب لدى العديد من الأطفال ذوي الشخصيات المهيأة لذلك ، و ذلك من خلال ما يتفنن به محترفو التأثيرات الخاصة ! و ما يتنافس به المخرجون في محاولة إظهار المشهد المرعب و كأنه حقيقة واقعة لا جدال فيها ..! و من خلال علامات الخوف و الهلع الشديد لدى الممثلين الذين "يخلصون" في أدائهم لهذه المشاهد ، و يجب ألا يغيب عن البال أن الطفل لا ينظر إلى هذه المشاهد بعين الكبار .. الذين عادة ما يشجعون أنفسهم أمام كل هذا الرعب بتذكر أن كل ذلك خيال و لا يمكن أن يتحقق ، في حين أن الطفل بحاجة إلى من يطمئنه و يذكره بأن هذا محض افتراء و خداع لا أساس لها من الواقع في شيء ، و لذا تراه عادة ما يباشر بطرح الأسئلة بمجرد انتهاء العرض سعياً منه للحصول على إجابة مطمئنة ، و في النهاية ينسى بعض الأطفال ما رأوه و تأثيره عند هذا الحد .. في حين يراكم البعض الآخر هذه الخبرات ليشد بعضها أزر بعض و النتيجة طفل يخاف من ظله !وأما انتشار الرعب والخوف فإليك هذه القصة أيضاً يذكر أن أباً أمر أبنه بأن يذهب بساعته لمهندس الساعات .. فرفض وأصر على الرفض .. ولما سألاه لماذا ؟ فقال أن المهندس أحدب .. وإن كان؟ وأنا رأيت رجلاً شريراً أحدب مثله وأخاف !
أرأيتم مدى تأثير مقطع واحد فقط على طفل قد تملكه الخوف من أن يذهب لمهندس الساعات

الاثر السابع : فتح أفاق كبيرة للطفل في عالم الجريمة ..
وإليك هذه القصة ..
يذكر أن والدا طفل أراد الذهاب لأمر ما وترك أبنهما في البيت لوحده فغضب الطفل .. فلما ركب والدا الطفل السيارة وجدا ضوء الإنذار مضيء كدلالة على خلل معين .. فلما تكشف الوضع وجدا أن سلكاً قد قطع وأثر القطع يبين أنه بسكين .. لا من نفسه فلما استخبرا الأمر .. أعترف الابن بأنه هو من فعل هذا وكان يريد أن يقطع سلك فرامل السيارة انتقاما منهما لأنهما سيتركانه وحده .. ولما سئل كيف حصل على هذه الطريقة أخبرهما أنها من إحدى الرسوم المتحركة .



الاثر الثامن : الكوميديا الغير منطقية :
وحلقات الكرتون الخيالية القائمة على قواعد غير عملية وواقعية؛ فالطفل يحب الصور المعبرة، ويجذبه اللون الجميل، ويتفاعل مع قصص الخيال الشيقة لكن أن يسقط شخص من ارتفاع شاهق ثم لا يصاب بأي أذى أو مجرد ارتدائه للبس معين تجد أنه أصبح قويا ويستطيع أن يتحول من شخص ضعيف لآخر قوي جدا مثل أكل السبانخ في فليم بوباي سالف الذكر ، كل هذه تحدوا الطفل للمجاراة ولكن يكتشف أن الأمر ليس كذلك ولكن لربما بعد أن أضر بنفسه أضرار بالغة كالكسور ونحوها
وإن الكوميديا المقدمة للأطفال أيضاً لا تخلو من مشاكل بشكل أو بآخر ، فهي أولاً و أخيراً كوميديا البقاء ، فالبطل لا يتعرض إلى أي مشكلة أو خطر ، و إن تعرض له فإنه غالباً ما ينجو بالصدفة أو بأسباب أخرى قد لا تكون منطقية ، أو قد يكون البطل ، و هو طفل يتراوح عمره بين 4 – 12 سنة ، جريئاً و خارقاً إن صح التعبير بحيث أنه يتمكن من القضاء بمفرده على مجموعة من اللصوص في قالب كوميدي .. ظريف حقاً ، لكنه بعيد عن الواقع . لا بد من الانتباه إلى أن الأطفال يتأثرون بشكل مباشر بما يرون على شاشة التلفزيون ، بل إنه يمكن أن يعيش الدور تماماً ، و يحاول أن يقوم بتطبيقه ، و لا شك في أننا سمعنا في الآونة الأخيرة عن الطفلة المصرية الصغيرة التي شنقت نفسها مقلدة بذلك أحد المشاهد في الأفلام الغربية ، و قد كانت أمها خارج المنزل ، و لم تعتقد أختاها الأصغر سناً منها أنها قد ماتت فعلاً فبقيتا تلعبان معها و هي معلقة في ذلك الحبل ظناً منهما أنها تمثل ذلك أيضاً كما شاهدنه في الفيلم ، و بقي الكل كذلك حتى عادت الأم و روّعت بما شاهدت ، علماً أن محاولات الانتحار أحد الآثار الجانبية السيئة لمشاهدة التلفزيون ، إذ تخبر الطفل بمعنى هذه الكلمة ، و يمكن أن تشير عليه ببعض الطرق الكفيلة بتحقيق المحاولات ، فيجرب الطفل إحدى هذه المحاولات في سعي منه لجلب انتباه الأهل إليه أو توبيخهم بشكل غير مباشر على سوء معاملته ، أو حتى دون أن يعرف ما السبب !.

الاثر التاسع : الأخطاء العلمية ، و مخالفات المنطق المعروف
، و السماح للخرافات أن تنال من مبادئ علمية أساسية تحت مسمى الخيال الخصب و توسيع أفق الأطفال ! و إنما هم بذلك يصلون بالطفل إلى المرحلة التي يفقد فيها الحد الدقيق بين التفكير السليم و التفكير الخاطئ ، بين ما يجب أن يقبله الطفل ليكون متفتح الذهن ، و ما لا يجب أن يقبل به
. إن الخطورة التي يحملها التلفزيون على التطور المعرفي للآطفال هو أهم و أكبر و أوضح الآثار التي تخلفها هذه الوسيلة الإعلامية على عقولهم .

الاثر العاشر : الأضرار الصحية ؛
حدث و لا حرج عن المشاكل الصحية الجسدية التي يمكن أن تصيب الطفل الذي يقضي الكثير من وقته على التلفزيون ، ففي دراسة أجريت بهذا الصدد تبين أن حوالي 50% من الأطفال الذين يقضون أربع ساعات في اليوم في مشاهدة التلفاز سيصابون بارتفاع معدلات الكوليسترول لديهم ، و ذلك بسبب الخمول و قلة الحركة المرافق لمشاهدة التلفزيون ، و جميعنا لا يغفل مشكلة السهر الطويل على برامج معينة أو مسلسلات أو أفلام و غيرها ، و ما يسببه السهر من مشاكل و اضطرابات ذهنية و عصبية و جسدية ، منها ارتفاع معدلات الإصابة بالقرحات الهضمية ، نقص التركيز و اضطرابات المحاكمة و التفكير ، والتأثير المباشر على الأداء المدرسي في اليوم التالي لليلة السهر ، و يبرز هذا التأثير في حال كان على الطالب امتحان يؤديه في ذلك اليوم ، اضطرابات الساعة البيولوجية مع ما يمكن أن تجره هذه الحالة من اضطرابات أخرى في كافة أنظمة الجسم .

و هل ننسى مشاكل العيون و أسواء الانكسار ؟! .. بالطبع لا .. فالتلفزيون جهاز يحجب البعيد عن ناظري الطفل .. و يجعل نظره محدوداً بمسافة بسيطة ، يوصي بها الخبراء بحيث تكون 6 أمتار على الأقل في التلفزيونات الصغيرة و المتوسطة الحجم ، و ربما عند الجيران فيما أصبح يسمى بالمسرح المنزلي ، و لكن فليخبرني أحد أن شخصاً ما في عالمنا هذا يلتزم تماماً بالمسافة الموصى بها ! أو حتى بنصفها .. ! فهذه الشاشة الأليفة الرمادية الفضية .. تطلق إشعاعات و تؤدي إلى مفعولات إليكترونية لا يجب أن ننساها لضعف أو انعدام تأثيرها .. إنها إشعاعات ضارة أحياناً من الممكن أن تنبعث حتى و الجهاز مطفأ ، و من الممكن لها أن تكون موجات قصيرة عالية التردد تؤذي العيون و الجلد و الأغشية المخاطية ..!

و لا يمكن أن نغفل طبعاً الاضطرابات الغذائية التي يمكن أن تؤثر على الأطفال ، فمن ناحية يمكن أن يتشجع الأطفال على الشراهة في الطعام و تناول الأغذية منخفضة القيمة الغذائية ، أو الإكثار من تناول الطعام ، أو التأثر ببعض الإعلانات التجارية التي تروج لمنتجات غذائية عالية المحتوى من السعرات الحرارية ، الأمر الذي سيسهم في تطور حالة السمنة لدى هذه الفئة من الأطفال ، من ناحية أخرى يمكن أن يتأثر بعض الأطفال و لا سيما المراهقون منهم بنماذج الشخصيات التي يحبونها .. و قد يؤدي التعارض بين ما يطمح إليه المراهق .. وبين الواقع المؤقت الذي يعيش فيه إلى تناقض حيال التصور الذاتي للشكل الخارجي .. الأمر الذي يمكن أن ينتهي ببعض الاضطرابات الغذائية السلوكية ، و ذلك خاصة عند المراهقات اللواتي يطمحن للحصول على صورة خارجية مماثلة لبعض الممثلات أو عارضات الأزياء ، و قد تنشغل المراهقة بهذا الأمر إلى الدرجة التي تتناسى معها أنها فعلاً في وضع صحي جيد فتمارس أقسى أنواع الحميات الغذائية إلى أن يتطور الأمر نحو القهم العصبي .
إن قضاء كل هذا الوقت أمام التلفزيون يعني أن الطفل لن يجد الوقت في نشاط آخر من الممكن جداً أن يكون أكثر فائدة و أهمية .. كاللعب مع الأطفال الآخرين و الأصدقاء في الحديقة ، أو مطالعة بعض الكتب ، أو ممارسة الرياضة ، أو القيام ببعض الفعالية الاجتماعية ، بل إن ذلك يمكن أن ينافس فراغ الطفل اللازم لكي يقوم ببعض الأمور الضرورية مثل استذكار الدروس أو تنمية المهارات أو ممارسة الهوايات
إضافة لما يفعله الإعلام الحديث من آثار مدمرة على الأطفال هناك آثار تحتاج الى دراسة موسوعة وشاملة حتى نرى الأثر الخطير لمثل هذه الآثار التي لابد أن يجد أهل التربية ومن له اهتمام بمثل هذه الدراسات من حلول فاعلة فمن هذه الآثار :
1 ـ يحرم الطفل من التجربة الحياتية الفعلية التي تتطور من خلالها قدراته إذا شغل بمتابعة التلفاز .
2 ـ يحرم الطفل من ممارسة اللعب الذي يعتبر ضرورياً للنمو الجسمي والنفسي فضلاً عن حرمانه من المطالعة والحوار مع والديه .
3 ـ التلفاز يعطل خيال الطفل لأنه يستسلم للمناظر والأفكار التي تقدم له دون أن يشارك فيها فيغيب حسه النقدي وقدراته على التفكير .
4 ـ يستفرغ طاقات الطفل وقدراته الهائلة على الحفظ في حفظ أغاني الإعلانات وترديد شعاراتها .
5 ـ يشبع التلفاز في النشء حب المغامرة كما ينمي المشاغبة والعدوانية ويزرع في النفوس التمرد على الكبار والتحرر من القيود الأخلاقية .
6 ـ يقوم بإثارة الغرائز البهيمية لدى الطفل مبكرا وإيقاد الدوافع الجنسية قبل النضوج الطبيعي مما ينتج إضطرابات عقلية ونفسية وجسدية .
7 ـ يدعو النشء إلى الخمر والتدخين والإدمان ويلقنهم فنون الغزل والعشق .
8 ـ له دور خطير في إفساد اللغة العربية لغة القرآن وتدعيم العجمة وإشاعة اللحن .
9 ـ تغير أنماط الحياة إلى الإفراط بالسهر ، مع تقديس الفنانين بدلاً من العلماء .

إلى غير ذلك من الآثار الخطيرة والمفسدة لهذا النشئ البريء الذي يُخطط له أن يكون هامشيا لا هم له إلا المرح والفرح بعيداً عن الجد والعمل .















الحلول المقترحة والتوصيات

في هذا الوقت لابد من وضع تصوراتنا المستقبلية ورؤيتنا الإستراتيجية ؟ ما هي طرق التفكير في التعامل مع هذا الواقع الذي يحيط بنا ؟ ما هي الأسس العلمية والمنهجية التي نملكها ؟ وما هي الدراسات والتأملات العميقة التي تفكك هذه الظاهرة ؟ وهل آن الأوان لرسم خطوط جديدة في العقل والرؤية فإننا كثيراً ما كنا نمنّي أنفسنا بأن يساهم الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي منذ سنوات في خدمة قضايانا التي نعيشها أو مشاكلنا التي نعاني منها منذ أمد طويل ولا شيء يتغير فيها حتى أصبحنا نسير من سيء إلى أسواً بفضل ذلك التخدير الذي قامت به وسائل الإعلام التي أراحت نفسها من حمل هم الأمة وأراحت نفسها من التفكير في طريقة لتعيد بعث الروح إلى هذه الأمة من جديد.. خاصة بعد أن أصبحت الأمة في حال أشبه بالعدم وأقرب إلى الموت. وإن من المفرح أن نجد أن المجتمع بكافة طبقاته يطالب بحل مثل هذه المعضلة والإسراع في دفع هذه الشرور فلنرى ماذا يريد شبابنا من الإعلام والفضائيات؟
يقول المذيع محمد خالد: أوجز كلامي فيما يلي من خلال طرح مجموعة من الحلول العملية وهي: عمل جهة مختصة كأهل الحل والعقد ممن لهم ثقة إعلامية في المجتمع، بحيث ينتقون ويكونون لجنة إعلامية، وعمل استبيان للشباب مفاده ماذا يريدون من الإعلام؟ لا بد من مقص الرقيب على ما يخدش الدين والحياء العربي من قبل اللجنة المختصة ولو وصل الأمر إلى وضع غرامات مالية إلى أن تصل إلى حد سحب الترخيص أو إلغائه، وحسن اختيار الكوادر الإعلامية مع وضع شروط جازمة كالتحدث بالعربية الفصحى وانتقاء الضيوف والاتجاهات الفكرية والثقافية.
أما الدكتور إبراهيم راشد الحوسني يقول: على أية حال فإننا اليوم مطالبون بأن نكون أكثر وعياً لحماية أجيالنا القادمة والحالية من الوقوع صيداً لتلك المحطات التي تتعمد بث السموم وهذا لا يتم ما لم نقم بصنع إعلام فاعل يفي بمتطلبات الأطفال والمراهقين والراشدين أيضاً.
وتطالب مريم الحجي بوضع خطة إعلامية عربية لمواجهة ظاهرة طوفان المادة الإعلامية الأجنبية في التلفزيون العربي، ومحاولة منع ظاهرة البرامج الواقعية التي لا ترتبط بقيم المجتمع وثقافته، مع أهمية تحصين الشباب سياسياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً، وتعميق وعيه بمضامين هذا الغزو وسلبياته.
أما الطالب ناصر الحمادي فيرجح ضرورة اللجوء إلى التراث العربي الإسلامي باعتباره مصدراً ثرياً لمواجهة تحديات وإفرازات العولمة، وعاملاً مساعداً لتشكيل تجانس ذهني وروحي بين شباب الأمة، وذلك من خلال متابعة القنوات الإسلامية، مع محاولة فتح القنوات الجديدة وضرورة تحميلها بالمواد التي تنهض بالدين الإسلامي ونشرها بين الشباب العربي.
ويتفق معه زميله علي الأنصاري بقوله: إن حاجتنا للدفاع عن هويتنا الثقافية لا تقل عن حاجتنا لاكتساب الاسس والادوات التي لا بد منها لدخول عصر العلم، وفي مقدمتها العقلانية والديمقراطية
ما سبق كله . برلمان الشباب ... الإعلام في محكمة الشباب
ولعل من المفيد بعد هذا الإشارة إلى بعض الأساليب التي يمكن أن تساهم في الحد من الآثار السلبية لسوء استخدام هذه المخترعات الفائقة التأثير على مسيرة البشرية
جمعاء وهي :

أولاً و قبل كل شيء لا بد من الاقتناع بمجمل الخطر الكامن في التلفزيون و مشاهدته ، و لا سيما في عصر المعلومات حيث لم يكد يبق هناك من متسع لأي قمر صناعي جديد حول الأرض وليكن خيار المواجهة الإيجابية للرقي الإعلامي بنشر الوعي حول التأثير السييء لهذه البرامج بين االآخرين في جميع الأوساط التي نتواجد فيها. .

ثانياً : تقرير العقيدة الصحيحة في نفوس أطفالنا والتنبيه على الأخطاء العقدية التي تصدر في تلك الرسوم بشكل يناسب عقلياتهم.

ثالثاُ : تقرير المبادئ و الأحكام الإسلامية العامة مثل الحجاب والقرار في البيوت و حكم الأعمال التي تسبب إزعاجاً للآخرين مثل المشاكل والعنف والسرقة ونحوها

رابعاً : لا بد من ترشيد استهلاك التلفزيون لعقول و أجساد الأطفال و أعتقد أن السماح للطفل بمشاهدة التلفزيون لفترة لا تزيد عن 1 – 2 ساعة في اليوم هو أمر مطلوب ، على أن يشاهد الطفل التلفزيون بمرافقة أحد ذويه ، و يشاهد ما يناسبه و يناسب عقله و إدراكه ، و أن تكون مشاهدته هذه صحية من الناحية الجسدية و النفسية ، فيمتنع عن تناول الكثير من المأكولات الخفيفة أثناء المشاهدة ، و يجلس على بعد معين من الشاشة بحيث يكون نظره عمودياً عليها و ليس مائلاً بزاوية ما ، و تتم مناقشة و تفنيد ما يعرض عليه ، حتى و إن لم يبدأ هو في نقاش ذلك ، و ألا يسمح له بمسابقة عمره المعرفي و التطوري و الجنسي من خلال مشاهدته لبعض البرامج الإباحية ، أو المنطوية على أخطاء تربوية و اجتماعية و معرفية و غيرها . أنا لا أقول بأنه يجب أن تحجر المعرفة التلفزيونية على الأطفال ، بل أقول لا بد من أن يتم ذلك في الوقت و المكان و الوضع المناسب

خامساً : القدوة للأبناء بعدم الاستئثار بمثل هذه القنوات وجعلها في غرف النوم الخاصة بالوالدين ، و عندما يمنع الطفل أو الشاب من المشاهدة و يجبر على مغادرة الغرفة في حين أن ذويه و قدواته ماكثون للمشاهدة ،فتجد أن الوالدان ينقلان التلفزيون إلى غرفة نومهما أو إلى غرفة محظور على الأطفال دخولها .. بحجة منع الأطفال من المشاهدة ، فإن ذلك سيربي تناقضاً كبيراً عند الطفل يطال سلوكه العام بعد ذلك ، و الحل أن يمتنع الآباء عما يمنعون أطفالهم من مشاهدته

سادسا : جعل التلفاز في مكان عام وعدم ترك النشء نهبا لمثل هذه القنوات فأن فيها إضعاف العلاقات الاجتماعية وانعزال الفرد وانزوائه في ركن أو زاوية ، ممسكا جهاز التحكم من بعد يتصفح مئات الفضائيات وما يبث فها من أنواع الخلاعة والأفلام والمسلسلات ، يبحث عن وجبة من الشهوات واللذة في رؤيته المحرمات ، فمثل هذه الممارسات جعلت الشباب أمام تناقضات اجتماعية شديدة حادة ، يمارس الانضباط أمام عوام الأفراد والجماعات ، ويتحلل منه في عالمه الذاتي أو مع خواصه من الأصدقاء ، فتكونت لدينا شخصية مزدوجة بخطابين وسلوكين متضاربين بل ومتناقضين للغاية قد تؤدي الى فقدان فاعليته للانفصام الذي يعيشه

سابعاً : إيجاد البديل:
وهي وسيلة مُجدية كثيراً لو نجحنا فيها فعلاً، وهي أن يقوم المسلمون أفراداً وجمعيات ومؤسسات وأجهزة رسمية في إيجاد البديل المراد، إيجاد المادة الإعلامية الناجحة التي تشُد أنظار الناس من خلال برامج ثقافية، من خلال عروض ومشاهد تربوية تبني الأخلاق بصورة جذابة مثيرة، تستخدم الوسائل التي استخدمها الأعداء، وتستخدم التقنية التي استخدموها في سبيل الدعوة إلى الله -عزوجل-، وفي سبيل نشر الإسلام، في سبيل مقاومة الرذيلة، في سبيل تحديث الناس بالأخطار التي تهددهم.. هذه الوسيلة وسيلة مهمة فعلاً؛ لأن الناس لو وجدوا مادة فيها الإثارة وفيها الفائدة والمتعة لأقبلوا عليها، لكن لا يجدون البديل، فيعكفون على هذه الأفلام المنحرفة، وهذا واجب ليس محصوراً على وسائل الإعلام وأجهزة الإعلام، بل هو منوط بكل إنسان يستطيع أن يقدم شيئاً في هذا المجال .
فالسعي لإيجاد إعلام نقي وصاحب رسالة ينافس هذا الشر المستطير مطلب ملح ولله الحمد بدأت كثير من القنوات وتنافس ولله الحمد فلا يزال في الأمة خير فمن البدائل
أ- إنشاء محطة بث إسلامية عربية تشترك فيها كافة البلدان الإسلامية ، ويمكن التقاطها في أية بقعة من الأرض ، وتعمل على مدى أربع وعشرين ساعة يومياً .
وقد وجدت ولله الحمد مثل قناة المجد أن مثل هذه القناة المتميزة فرضت نفسها في سوق رخصت فيه القيم فنافست وحاولت وأوجدت لنفسها مكان شامخا في مهاوي الفضاء ومخازية فخرجت علينا محافظة ملتزمة بقيمنا فيها من التنوع الذي يستهدف المشاهد البسيط و المتخصص العميق الذي يجد فيها ما لايجد في غير ها ومن ذلك نجد أن أقسام قناة المجد كالتالي :
1- القناة العامة : وهي عامة ويدخل تحت قسم القنوات المنوعة لتنوع البرامج الجادة والإخبارية والحوارية والأطفال والمرأة والمسابقات والمنوعات
2- قناة المجد للقرآن الكريم : فهي تبث القرآن الكريم على مدار 24 ساعة بأصوات أجمل القراء في العالم الإسلامي مصحوبا أحياناً بترجمة للمعاني ونحوها وهم حريصون أن يختموا القرآن كل ثلاث ليالي شعارهم (( القرآن فقط))
3- قناة المجد للسنة النبوية : وهي قناة جديدة في فكرتها مقارية للقرآن الكريم وفيها استعراض للسنة النبوية من خلال الأحاديث النبوية عن رسول الله صلى الله علية وسلم
4- قناة المجد العلمية : وهي من الأفكار الرائدة أن تنشئ هذه القناة أكاديمية علمية تستطيع ان تشارك فيها من خلال تسجيلك عن طريق الإنترنت ومن ثم تسمع وتشاهد القناة وتجد أن الدراسة فيها قد ينطبق عليها الدراسة عن بعد للعلوم الشرعية فقط ونجد أن القناة أيضا تهتم بالحوارات مع العلماء والدعاة وتبث محاضرة يومية ودروس علمية مسجلة وخطب للجمعة ونحوها
5- قناة المجد الوثائقية : وهي من أروع ما يقال عنها أنها تصنع فكرا وتُحي التأمل في مخلوقات الله وتجلي أهم أحداث التاريخ فهي مهتمة بالقضايا السياسية التاريخية وبمخلوقات الله وحياتها والصناعات والحضارات فهي أروع من رائعة
6- قناة المجد للأطفال : قناة ذات هدف سامي تبث الرسوم المتحركة بعيدا عن صخب الغناء وسوء الأخلاق وفيها برامج مميزة يقدمها أطفال وبها الكثير من المسابقات والمنوعات التي تخص الاطفال .
هذا عرض موجز من الذاكرة لأهم بديل اثبت نجاحه وأنه لمدعاة للفخر وفي نفس الأمر مشجع لمن كان له قدرة أن يخوض الغمار فإن كثيرا من المشاهدين للقنوات الأخرى بدأت تسأم وتمل من المكرورات والإعادات لكثير من برامجها والذي يدل على افلاسهم وهذا دليل نضج وتجوه للخير بإذن الله .

ومن البدائل ايضا :
ب- إنشاء شركات إعلامية إسلامية أهلية خاصة مساهمة تتبنى المنهج التربوي الإسلامي في الإعلام بأصنافه المختلفة وعلى رأسها الإعلام التلفزيوني الفضائي والإنترنيت .
ويمكن لهذه الشركات والمحطات التعويل على الإعلانات التجارية التي لا تتعارض مع التربية الإسلامية في سد جانب كبير من متطلباتها المالية ، والعمل علي تنميتها بحيث تتمكن من تمويل نفسها بنفسها ثم الانتقال إلى تطويرها بما يتناسب وكل مرحلة جديدة لتؤدي رسالتها بثقة وقوة ، وللوقوف في وجه ما يمكن أن تتعرض له من أساليب المحاربة والتخريب المحتمل ؛ على أن تحمل الإعلانات التي تُبث من خلالها الروح الإسلامية التي تروِّج للحلال وتبتعد عن الحرام .
ج - الإكثار من المنتديات التي تهتم بعرض الأفلام التسجيلية الصالحة مساهمةً في البناء التربوي للشخصية دينياً وعلمياً وحضارياً
د - إنشاء مكتبة مركزية عامة (سمعية - بصرية) حكومية ومؤسسية في جميع المدن والأحياء الإسلامية تساهم في إعارة ونسخ الأفلام والبرامج الجادة المتفقة مع شريعتنا وتقاليدنا ؛ مع عناية هذه المكتبة بإنشاء ملفات إحصائية لما يُتداول من البرامج الخاصة بكلٍّ من الفيديو والكمبيوتر على المستوى الوطني لكل بلد من بلدان المسلمين ، وإنشاء لجان تربوية مختصة لدراسة هذه البرامج وتقييمها وتبادل هذه الدراسات بينها .
هـ - إنشاء مؤسسة إسلامية عالمية لإنتاج برامج الكمبيوتر مما يخدم أغراض المسلمين ، ويحقق أهدافهم الدينية والدنيوية.

ثامناً : مراسلة هذه القنوات بلغة راقية إيجابية ومطالبة بالكف عن مثل هذا السوء الذي تنشره ومتى ما وجدت هذه القنوات منا رفض لما تبثه فسنجد أنهم يرتدعون ويعلمون أن لهم جمهورا واعيا فسيضطرون إلى تغيير سياستهم الإعلامية بخلاف ما لو بقينا على اجترار ما يبثونه ويرسلونه دونما نقد أو تأفف لما يبث وداخل تحت ذلك أرسل رسائل النقد البناءة إلى المطربين والمطربات الذين يمكنك العثور على عناوينهم البريدية أو الإلكترونية ومطالبتهم بإحترام مشاعرنا والكف عن هذا الغثاء الذي سلطوه على رؤسنا وعلى مجتمعاتنا المحافظة .

تاسعاً :إيجاد المشاريع التربوية الأسرية الجاد ة والممتعة التي يكون فيها حل ولو جزئ في تقليص فترات المشاهدة للتلفاز محاولة إبعاد أبنائنا عن تلك الرسوم قدر الإمكان بالذهاب بهم لحلقات تحفيظ القرآن .. والحدائق .. ولنرفع شعار يوم بلا تلفاز ونحوه

عاشرا :إيجاد مشاريع تربوية تتبناها المؤسسات التعليمية التي تهتم بالنشء مثل إيجاد مشاريع يقوم بها ا الطلاب خارج إطار المدرسة أو مناشط لها علاقة بالمدرسة غير منهجية مما يقلل من فترة البقاء أمام التلفاز وخصوصا في الإجازات التي يرتفع فيها مستوى المشاهدة إلى أكثر من 8 ساعة يوميا ومن ذلك العمل على إيجاد منهج تربوي إسلامي جديد يتناسب والعصر الإعلامي الذي نحياه ؛ مع الأخذ في الحسبان التطور المتوقع على مدى مستقبلي للأجيال الحاضرة والمستقبَلة ؛ فمما يروى عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - أنه قال : ) رَبُّوا أبناءكم غير تربيتكم ؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ( فإن الدفاع الذاتي خير وأجدى من كل أنواع الدفاع ؛ فمن امتلك العقيدة وعرف أسسهاوخطوطها العريضة حتى أصبحت له عقيدة وقضية كان أقوى على الصمود في وجه الشبهات ودحضها والانتصار عليها ، ثم التحول إلى الانتصار للحق قولاً وعملاً .

الحادي عشر : إنشاء مجلس إعلامي يضم عضواً واحداً على الأقل من كل كلية من كليات الإعلام في جميع البلدان الإسلامية ؛ للتنسيق بينها في مجال المناهج والمستجدات العلمية في أساليب الاتصال والأخذ بالمفيد منها ، ورصد المناهج المضادة للنهج الإسلامي والعمل على التصدي له .

الثاني عشر : حث رجال المال والأعمال المسلمين وأهل الخير على البذل الخيري في الجانب الإعلامي ، وتخصيص وقف إسلامي للعلم والإعلام .

الثالث عشر : إيجاد التلفزيون التربوي والسعي إلى إيجاد من يديره من له اهتمام بالتربية وبث من خلاله المواد التربوية التي تنتقى وليكن له هدف واضح ورسالة ليست تعليمية بل تربويه خالصة من خلال البرامج المتنوعة التي سيكون له أثر خصوصا في زمن حب التلفاز

































الخاتمة

الحمدلله على ما انعم به ويسر من كتابة ما سبق ، وأجد أنني وبعد إيراد هذه البنود التي أجد أن من الأمانة إبلاغها لمن يدخلون تحت قوله صلى الله عليه وسلم : ) كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته ) فالخطاب بتلك المقترحات وإن خص أناساً لمواقعهم ودرجة مسؤوليتهم فإنه يعم كل بني الإسلام ؛ فحاجة الجميع إلى تربية إسلامية صحيحة أعظم من أن يتلهى عنها أحد في عصر فَغَرَ فاه ليبتلع كل شيء ويحوله إلى ركام وسماد يُستزرَع عليه طغيان لا ينجو منه ابن البيضاء ولا السوداء ولا الحمراء ولا الصفراء في عصر عولمة الشر والضنك والافتئات على خلق الله ولابد من سرعة العلم الجاد لحل مثل هذه المعضلة العظيمة بسرعة تفوق سرعة ما يبث لنا حتى لا نجني العلقم من جيل سيصبح هن الأمهات والأباء وقد تربوا على مثل هذه الفضائيات التي بلا شك سيكون لها أثرها وستصبح هي الموجه الرئيس في منازل هؤلاء الذين نشئوا عليها
ولنعمل عملا جماعيا فمتى ما اتحدت الايدي وجللت بالاخلاص لله وحده أثمر واينع وآتى أكله بإذن الله



الباحث
سالم بن علي القحطاني
السودان حرسها الله - ام درمان – حي المهندسين
صباح يوم الثلاثاء
28 /7/1427هـ
22/8/2006 م









مراجع مختارة
1- ابن منظور : محمد بن بكر لسان العرب - دار صادر - بيروت – الاولى .
2- ابن حنبل : احمد الشيباني مسند الامام احمد – مؤسسة قرطبة – مصر – الأولى
3- ابن تيمية : أبو العباس أحمد بن عبد الحليم الحراني اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ،مطبعة السنة المحمدية ، القاهرة
4- ابن سيده : أبو الحسن علي بن اسماعيل المحكم والمحيط الاعظم - دار الكتب العلمية – بيروت -2000 - الاولى
5- ابن فارس : أبي الحسين احمد معجم مقاييس اللغة – دار الجيل – بيروت – 1999 – الثانية
6- ابوداوود : سليمان بن الاشعث سنن ابي داوود - دار الفكر - بيروت – الاولى
7- الأحمد عبدالعزيز أطفالنا بين الفضائيات والالكترونيات . شريط كاسيت
8- البخاري : محمد بن اسماعيل صحيح البخاري - ابن كثير – بيروت – 1407 -1987 – الطبعة الثالثة .
9- البيهقي : احمد بن حسين سنن البيهقي – دار الباز – مكة - 1414 – 1994 – الاولى
10- الجامع : أسامة التربية الايجابية للأبناء شريط كاسيت
11- الحموي : ياقوت بن عبدالله معجم البلدان - دار الفكر – بيروت
12- الزبيدي :محمد مرتضى الحسيني تاج العروس - دار الهداية .
13- الزيلعي : عبدالله بن يوسف نصب الراية –دار الحديث - مصر – 1375
14- الشوفي : نزيه الثقافة الهدامة والإعلام الأسود من هيروشيما إلى بغداد ومن خراب الروح إلى العولمة ـــ دراسة ـ منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2005
15- العودة سلمان بن فهد أثر الافلام على الشباب
16- المقري : أحمد بن محمد بن علي المصباح المنير - المكتبة العلمية - بيروت – 2000 – الأولى .
17- الهندي : علاء الدين علي المتقي بن حسام - كنز العمال دار الكتب العلمية – بيروت – 1998 – الاولى
18- أمين : جلال عصر الجماهير الغفيرة - دار الشروق - 2003- الطبعة الاولى
19- دراسة لمركز البحوث التربوية والنفسية التابع لجامعة أم القرى في كتابه ' الأوقات الحرة لدى الشباب السعودي 'عام1397-1398هـ الموافق 1977-1978م
20- قصاص : عبدالرحمن الامال والرؤى المستقبلية لأداء التلفزيون التربوي التعليمي
21- كنعان : محمد أحمد أزمات الشباب أسباب وحلول دار البشائر الاسلامي بيروت لبنان
22- لابن عبدالبر : يوسف بن عبدالله التمهيد - وزارة الاوقاف المغربية – 1387 – الاولى

المجلات والجرائد :
جريدة الشرق الأوسط
جريدة الوطن السعودية
جريدة المحرر السودانية
جريدة المدينة السعودية
مجلة البيان
مجلة تحت العشرين
مجلة الجدار الحر على الانترنت
مجلة المستقبل


مواقع الانترنت
موقع Welcome to _Emirates Media and Studies Center.htm
موقع الاسلام اليوم www.islamtoday.com
موقع المفكرة . www.islammemo.cc
موقع شبكة المشكاة www.almeshkat.net .
موقع عودة و دعوة www.awda-dawa.com







الفهرس
العنوان الصفحة
المقدمة 3
أسباب اختيار الموضوع 5
تحليل العنوان 6
مقدمة تاريخية 8
محتوى القنوات الفضائية بالأرقام والأمثلة 11
أهم آثار وأخطار القنوات على النشء 21
القسم الأول : أثر القنوات الفضائية العربية على المجتمع عموماً 22
القسم الثاني : أثر القنوات الفضائية العربية على الشباب 30
القسم الثالث : أثر القنوات الفضائية العربية على الأطفال 35
الحلول المقترحة والتوصيات 45
الخاتمة 52
مراجع مختارة 53
الفهرس 56

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-06-2007, 09:46 PM
د.فالح العمره د.فالح العمره غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2005
الدولة: في قلوب المحبين
المشاركات: 7,593
معدل تقييم المستوى: 27
د.فالح العمره is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

لا هنت وبيض الله وجهك على هذا البحث القيم والمفيد

 

التوقيع

 



من كتاباتي
صرخاااات قلم (( عندما تنزف ريشة القلم دما ))
قلم معطل وقلم مكسوووور
عندما ’تطرد من قلوب الناس !!!!!!(وتدفن في مقبرة ذاتك)
دعاة محترفون لا دعاة هواه ( 1)
الداعية المحترف واللاعب المحترف لا سواء(2)
نعم دعاة محترفين لا دعاة هواة!!!! (( 3 ))
خواطر وجها لوجه
همسة صاااااااااااارخه
خواطر غير مألوفه
اليوم يوم الملحمه ...
على جماجم الرجال ننال السؤدد والعزه
عالم ذره يعبد بقره !!!
معذرة يا رسول الله فقد تأخر قلمي
دمعة مجاهد ودم شهيد !!!!!!
انااااااااا سارق !!!!
انفلونزا العقووووووووول
مكيجة الذات
الجماهير الغبيه
شمووووخ إمرأه

 
 
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22-06-2007, 03:18 PM
الشاكي700 الشاكي700 غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 22
معدل تقييم المستوى: 0
الشاكي700 is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

تشكر على مجهودك وجزاك الله كل خير
وعفيه عليك

 

التوقيع

 

 
 
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23-06-2007, 12:41 AM
الصورة الرمزية مسعطر
مسعطر مسعطر غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: صـــــدور الــطـــيـــبـــيــن
المشاركات: 1,049
معدل تقييم المستوى: 19
مسعطر is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

حياك الله اخي المتفائل القحطاني كأخ جديد بيننا.

و أشكرك على الموضوع القيّم و المفيد عن التربية

و تأثير القنوات الفضائية عليها.

تقبل مروري.

 

التوقيع

 






يكره الصيحات مربي النعم
 
 
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23-06-2007, 04:11 AM
الصورة الرمزية عـسـاه خـيـر
عـسـاه خـيـر عـسـاه خـيـر غير متصل
ناصر آل رشيد
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
الدولة: Mubarak Al-Kabeer
المشاركات: 5,519
معدل تقييم المستوى: 23
عـسـاه خـيـر is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

المتفائل .. الله لا ايهينك على هذا البحث والموضوع القيم,.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 07-07-2007, 08:49 PM
المتفائل القحطاني المتفائل القحطاني غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
المتفائل القحطاني is on a distinguished road
Lightbulb رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

[اشكر كل من مر على الموضوع ولكم فائق التحية

وآمل ان ينفع الله بكم وبمنتداكم الرائع:3rbe51: :3rbe51:

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-07-2007, 09:12 PM
الاحرش الاحرش غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
المشاركات: 490
معدل تقييم المستوى: 19
الاحرش is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

المتفائل .. الله لا ايهينك على هذا البحث

 

التوقيع

 



ala7rash@hotmail.com

 
 
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24-07-2007, 03:22 AM
الصورة الرمزية ~ورد~
~ورد~ ~ورد~ غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Oct 2006
الدولة: (^_^)
المشاركات: 1,415
معدل تقييم المستوى: 20
~ورد~ is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

لاهنت اخي العزيز

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24-08-2007, 08:50 PM
الصورة الرمزية فلاح بن حثلين
فلاح بن حثلين فلاح بن حثلين غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 522
معدل تقييم المستوى: 18
فلاح بن حثلين is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

الله لايهينك مى قصرت

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 25-08-2007, 04:25 AM
الصورة الرمزية مسفر مبارك
مسفر مبارك مسفر مبارك غير متصل
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: United Kingdom
المشاركات: 10,708
معدل تقييم المستوى: 28
مسفر مبارك is on a distinguished road
رد: اثر القنوات الفضائية على تربية النشئ

بيض الله وجهك وبارك الله فيــك

 

التوقيع

 

ياصاحبي مافادنا كثر الأحلام ، واللي في خاطرنا عجزنا نطوله
:
نمشي ورى والوقت يمشي لقـدام ، ضعنا وضيّعنا كلاماً نقولــه
:


::




 
 
رد مع اقتباس
رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع إلى

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسعد إمراة في العالم د.فالح العمره مجلس الدراسات والبحوث العلمية 36 12-09-2009 10:24 PM
.:. دوٍرٍة الوٍيـندوٍزٍ Xp .:. بـدرٍ الشـآ‘مـرٍي مجلس الكومبيوتر 5 02-06-2007 10:56 PM
سيرة ابن اسحاق - الجزء الثاني مسفر مبارك مجلس الدراسات والبحوث العلمية 4 20-04-2007 09:33 PM
سيرة ابن اسحاق - الجزء الأول مسفر مبارك مجلس الدراسات والبحوث العلمية 4 20-04-2007 09:31 PM

 


الوقت في المنتدى حسب توقيت جرينتش +3 الساعة الآن 02:20 AM .


مجالس العجمان الرسمي

تصميم شركة سبيس زوون للأستضافة و التصميم و حلول الويب و دعم المواقع