إن الناس قد جُبلوا على حبِّ الشكر والثناء عليهم، وهذا مما يؤثر فيهم ويبقي على قابليتهم لبذل المعروف والإحسان غضةً قوية، مع أن الأصل ألا يرجو المرء بفعله من الناس جزاءً ولا شكوراً، لكن شكر الناس لمن أدى إليهم معروفا، واعترافهم بالفضل يشيع في المجتمع روح المروءة والنجدة والنخوة والبذل والإحسان، ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث الناس على شكر بعضهم عند الإحسان: "لا يشكر الله مَنْ لا يشكر الناس".
وكثير منا مر بظرف احتاج فيه إلى شخص ما لا يعرفه طالباً عونه ونجدته وتظل ردة فعل هذا الشخص، سواء كانت قبولاً أو رفضاً، عالقة في أذهاننا ونحاول جاهدين العثور على ذلك الشخص حتى نكافئه دون جدوى وكأنه تبخر مع الماء.
قال أبو حاتم بن حِبَّانَ رحمه الله تعالى: الواجب على المرء أن يشكر النعمة، ويحمد المعروف على حسب وسعه وطاقته، إن قدر فبالضعف وإلا فبالمثل، وإلا فبالمعرفة بوقوع النعمة عنده، مع بذل الجزاء له بالشكر وقوله: جزاك الله خيرا.
والله عز وجل يقول: {وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}... (البقرة : 237).
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وصحابته وسلم يقول: "... ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه".. (النسائي، وصححه الألباني).
وفي المقطع التالي وسعياً في نشر خلق المعروف ونجدة الملهوف ننشر هذا المقطع.