التضامن العالمي مع ضحايا تسونامي يفتح الباب " لازدواجية المعايير الإنسانية "
"الوطن" تنشر بالأرقام تجاهل الغرب لكوارث أكثر فظاعة من زلزال سومطرة لعدم إصابة أي من رعاياه
باريس: مارسيل عقل
أثيرت كثير من الأسئلة حول التضامن الدولي الذي لم يسبق له مثيل بعد الزلزال والمد البحري الذي ضرب جنوب وجنوب شق آسيا قبل أقل من شهر وتركزت الأسئلة على ماهية الحدث وهذا التضامن وأسبابه، خاصة أن العالم قد شهد في فترات سابقة كثيراً من الكوارث التي كانت أكثر تدميرا، دون أن يكون هناك تحرك مماثل. أما السبب فيرجع إلى أن الكوارث فيما مضى وقعت في مناطق لا يقربها السياح الأجانب ومن أمثلة ذلك : الإعصار الذي وقع في نوفمبر عام 1970م في بنجلاديش و تبعه مدٌُّ بحري هائل قضى على أكثر من 500.000 شخص . والزلزال الذي وقع عام 1976م في الصين ومحا مدينة تانج شان من الوجود، بعد أن قتل 272.000 شخص. (بعض الخبراء الغربيين قدّروا عدد الضحايا بأكثر من 700.000 قتيل).
ومن الأمثلة أيضا الزلزال الذي وقع عام 1978م وقضى على 242.000 شخص في الصين أيضا، وكذا المجاعة التي قتلت 100.000 شخص في موزمبيق عام 1985م، و 450.000 شخص في إثيوبيا والسودان عام 1984م.
وتشير تقارير مركز بحوث الأوبئة والكوارث الطبيعية في مدينة لوفان في بلجيكا، إلى أن عدد الكوارث الطبيعية في العالم منذ عام 1974م حتى عام 2004م بلغ 6.300 كارثة طبيعية، موضحا أن تلك الكوارث قتلت مليوني شخص.
زلزال بنقلادش عام 1970م
ويقول المركز إن الدول الفقيرة دفعت وما زالت تدفع ثمن هذه الكوارث. ذلك أن 88% من القتلى و96 % من المتضررين يعيشون في آسيا أو إفريقيا. وحتى لو كانت قيمة الأضرار أكثر ارتفاعا في الدول الغنية، فإن معدّلها بالنسبة إلى الناتج المحلي الخام أكثر ارتفاعا في الدول الفقيرة منها في الدول الغنية. فزلزال كوبا الذي يعدُّ من أكثر الكوارث كلفة في العالم، قُدّرت خسائره المادية بـ 160 مليار دولار. إلا أنها لم تشكل سوى 3% من إجمالي الناتج الخام لهذا البلد. وفيما لم تتعد خسائر الإعصار ميتش الذي ضرب هندوراس عام 1998م ملياري دولار، إلا أن نسبة الخسائر بلغت
42 % من الناتج الإجمالي الخام في هذا البلد.
زلزال الصين عام 1976م
وترتبط هشاشة الدول الفقيرة بعدة عوامل منها الفقر الذي يدفع بالمواطنين إلى الإقامة في المناطق الأكثر تعرُّضا للخطر. ففي جواتيمالا أو مدينة مكسيكو نجد أن مدن الصفيح نشأت مثلما ينشأ نبات الفطر في مناطق مزعزعة ومعرّضة للكوارث. كما أن التدهور البيئي يعزز احتمالات تدهور الأراضي. وخير دليل على هذا، انعكاسات الفيضانات التي اجتاحت منطقة يانج تسي في الصين عام 1998م والتي تضاعفت عواقبها بسبب اقتلاع
85 % من الغابات التي كانت تغطي المنطقة في العقود السابقة.
أما كارثة تسونامي، فأثارت تضامنا عالميا بسبب وجود عشرات الآلاف من السياح الغربيين في هذه المناطق ليس إلا. فوسائل الإعلام الغربية غطت الحدث بكثافة بعد أن اتضح أن عدداً من المواطنين الغربيين قضوا في المد. وقد قامت قيامة الشعوب الأوروبية على قادتها ومسؤوليها لأنهم لم يتحركوا إلا بعد 48 ساعة لمعرفة حجم الخسائر البشرية الأوروبية. وبعدها، بدأت حملة تضامن خفيفة، قبل أن تتكثف وتتضاعف مع مرور الأيام وورود الأنباء والمشاهد المريعة عن ضحايا المد العاتي.
حتى الولايات المتحدة تحركت بالطريقة ذاتها ففي البداية أعلنت مساعدة محدودة ، ثم اكتشفت أن أوروبا المصابة بأرواح مواطنيها، عبأت طاقتها وحشدت مواطنيها لمد يد المساعدة، فلحقت واشنطن بالقطار، لا بل زادت عليه بمنح 350 مليون دولار مساعدة، في محاولة لترؤس "تحالف إنساني" مثل عادتها في ترؤس الحروب...
ومهما كانت الدوافع التي تقف وراءها، تبقى حملة التضامن الدولية عنصرا إيجابيا ينبغي تعميمه، ليس نموذجاً لـ "عولمة التضامن في عصر العولمة" كما يقال، بل لأن الدول الغنية ونظام العولمة الذي تروِّج له، مسؤولان عن العواقب البشرية الوخيمة الناجمة عن الكوارث الطبيعة. ولأنها المسؤولة عن اتساع الهوة بين الشمال الغني والجنوب الفقير. ومن الأجدى توجيه التوظيفات الاقتصادية باتجاه أساليب الوقاية، التي تبقى كما يقول المثل العربي القديم " الوقاية خير من العلاج". ..
يقول كاتب الموضوع في اخر سطر (( الوقايه خير من العلاج)) صحيح هذا المثل .. لاكن البحر والبر .. والطير .. والسحاب وغيرها كثير نعرفها ونجهلها ..جند من جنود الله سبحانه وتعالى .. اذا ارسلت لن يقف في وجهها اي احتياطات بشريه .. فنحن ضعاف امام الواحد القهار ,,
تحياتي لكم جميعا