وضعتها تحت تصرف رئيس الحكومة... والمستجوبون الثلاثة أرجأوا تسليم مادة المساءلة إلى ما بعد الـ12 ظهر اليوم
معصومة استقالت: لا أستطيع العمل مع مجلس بهكذا نواب
الوزيرة المبارك خلال مؤتمرها الصحافي (تصوير - عبدالله الخلف)
كتب - سالم الواوان وخالد الهاجري وعايد العنزي وهادي العجمي:
في وقت تصاعدت فيه امس حدة المطالبات النيابية باستقالة او اقالة وزيرة الصحة د. معصومة المبارك اثر الحريق المروع الذي شهده مستشفى الجهراء اول من امس علمت »السياسة« من مصادر موثوقة ان الوزيرة المبارك سلمت كتاب استقالتها بالفعل الى سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد غير انها بررت اقدامها على هذه الخطوة بأنه »لم يعد بمقدورها العمل مع مجلس أمة بهكذا نواب دأبوا على تعطيل عمل الوزراء ومحاسبة النوايا«.
وفيما تتجه الانظار الى اجتماع مجلس الوزراء اليوم على امل ان يخرج عنه بيان ينهي هذه الازمة, اكد النائب د. فيصل المسلم في تصريح الى »السياسة« انه سيقدم طلب استجواب وزيرة الصحة د. معصومة المبارك وزميليه النائب د. وليد الطبطبائي والنائب د. جمعان الحربش بعد الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم لرئيس مجلس الامة بالانابة النائب د. محمد البصيري, مشيرا الى ان تأجيل تقديم الطلب الى ما بعد الساعة الثانية عشرة ظهرا لاعطاء مجلس الوزراء فرصة لاقالة الوزيرة او قبول استقالتها.
وقال المسلم: ان الاستجواب يتضمن محورين الاول تجاوزات وزيرة الصحة في العلاج بالخارج والثاني محور حريق مستشفى الجهراء, موضحا ان الاستجواب يتضمن 16 صفحة منها 8 تتضمن وثائق تدين الوزيرة والوكيل عيسى الخليفة, مبينا انه وزميليه الطبطبائي والحربش سيعقدون اليوم مؤتمرا صحافيا في مجلس الامة.
الى ذلك ابلغت مصادر »السياسة« ان الحركة الدستورية والنواب السلف بدأوا تحركات لعقد دورة طارئة لمناقشة استجواب وزيرة الصحة, مشيرة الى ان عقد الدورة يحتاج لموافقة 33 نائبا وانه سيناقش الاستجواب فقط متوقعة ان يتم تقديم طلب عقد الدورة الطارئة في شهر رمضان بسبب وجود معظم النواب خارج البلاد.
من جهته اعلن عضو التكتل الشعبي النائب محمد الخليفة تأييده لاستجواب وزيرة الصحة د. معصومة المبارك قائلا الى »السياسة«: »أنا مع استجواب وزيرة الصحة وهذا رأيي كنائب في محافظة الجهراء«.
وطالب الخليفة وزيرة الصحة ووكيلها عيسى الخليفة بتقديم استقالتيهما, مشددا على انه في حال بقاء الوكيل الخليفة بوزارة الصحة فإن استجوابات وزراء الصحة ستظل قائمة واصفا الخليفة بأنه يربك عمل اي وزير قادم للصحة بسبب عدم تعاونه وانتقد الخليفة غياب وكيل الصحة عن حضور كارثة حريق مستشفى الجهراء في الساعات الأولى, قائلاً: ان الخليفة لم يأت الى المستشفى الا عند حضور سمو رئيس مجلس الوزراء ليعرض نفسه امامه في حين انه كان مطالبا بالحضور باكراً والاشراف على خطط الطوارئ والاخلاء الطبي وتشجيع العاملين في المستشفى الذين قاموا بجهود مشكورة.
اما الناطق الرسمي لكتلة العمل الشعبي النائب مسلم البراك فدعا وزيرة الصحة الى تقديم استقالتها انطلاقاً من مبدأ الاحساس بالمسؤولية ولتقدم نموذجاً عن هذا الاحساس تجاه اي خلل قد يحدث في اي مرفق حكومي.
واكد البراك في تصريح للصحافيين امس ان ما حصل في مستشفى الجهراء يعد كافياً لوضع وزيرة الصحة على منصة الاستجواب وطرح الثقة بها لمسؤوليتها السياسية عن هذا الحريق الذي ادى الى وفاة مواطنين.
بدوره طالب النائب طلال العيار وزيرة الصحة بالتحلي بالشجاعة والاستقالة من منصبها في ضوء المسؤولية السياسية التي تقع عليها واحتراماً لقسمها عند توليها للوزارة.
وقال العيار في تصريح صحافي امس ان ما حصل في مستشفى الجهراء يعتبر كارثة بكل المقاييس تستوجب في كل الدول المتقدمة استقالة الوزير المعني, مؤكداً انه ازاء كل هذه التجاوزات وخاصة كارثة مستشفى الجهراء الذي راحت نتيجته أرواح واصابات وفزع المرضى في اسرتهم وما اتضح من استهتار فانه يؤيد الاستجواب المزمع تقديمه للوزيرة اليوم, بل سيكون اول المؤيدين والموقعين على طلب طرح الثقة فيها وهو الموقف الذي يمليه عليه ضميره.
كما دعا كل من النواب حسين الحريتي وخضير العنزي وعلي الدقباسي الوزيرة المبارك الى المبادرة بتقديم استقالتها قبل ان تواجه استجواباً يجبرها على الاقالة, مشددين على ان ما حدث في مستشفى الجهراء اول من امس من مأساة حقيقية أمر لن يقف امامه ممثلو الامة وسيستخدمون حقهم الدستوري في مساءلة الوزيرة ما لم تستقل على الفور.
في غضون ذلك وفيما يتعلق بموقف كتلة العمل الوطني من استجواب الوزيرة المبارك وكذلك من حادثة حريق مستشفى الجهراء استنكرت مصادر برلمانية صمت الكتلة تجاه هذه القضايا المهمة, قائلة: »ان كتلة العمل الوطني اقامت البلاد واقعدتها دفاعاً عن قضية حجز الزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس على خلفية التعرض للذات الاميرية في حين لم تحرك ساكناً في حادث مروع كحريق الجهراء الذي ازهقت فيه ارواح بشر وانتقده جميع اعضاء مجلس الامة«.
من جهته شبه قطب برلماني العلاقة بين السلطتين بأنها وصلت الى مرحلة الطلاق البائن وانه في ظل الاوضاع الحالية فان الحديث عن تعاون السلطتين يعد ضرباً من الخيال خصوصاً وان الحكومة مقبلة على استجوابات عدة.
واكد ان الحل لن يكون الا بتقديم الحكومة استقالتها او حل مجلس الامة واجراء انتخابات مبكرة ضمن قانون الدوائر الخمس.
في السياق ذاته علمت »السياسة« ان سمو رئيس الوزراء اجتمع مع نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ د. محمد الصباح والشيخ محمد الخالد في مطار الكويت امس على هامش استقبال سموه وزير التجارة والصناعة فلاح الهاجري الذي عاد من رحلة علاج استمرت شهرين, وناقش سموه خلال الاجتماع الذي دام ساعة كاملة مستجدات الاوضاع السياسية في البلاد.
النائبان الطبطبائي والمسلم يتفقدان موقع الحريق في مستشفى الجهراء أمس (تصوير - نايف العقلة)
السياسة:
http://www.alseyassah.com/alseyassah...0&snapt=الأولى