قبل عدة أشهر،أسمعني أخي عبد العزيز أبوحجاري ..أبياتا وصلته عبر"الواتس"- الذي نجاني الله تعالى منه،فيتحفني هو بين الحين والآخر ببعض ما يصله من درر،جزاه الله خيرا – والأبيات للشاعر الكبير عبد الرحمن رفيع – رحم الله والديّ ورحمه .. ورحم القصيبي – قال قبل أن يقرأ الأبيات :
(قلت لغازي القصيبي أتحداك أنك تجيب قصيدة في الأدب العربي تاء مفتوحة ... باتا .. ماتا . . فاتا .. يعني فيه : ملتي .. صلتي .. حلتي .. فيه لكن هاذاي ما فيه .. راح يدور .. دور ... قال ماشفت شي .
الأبيات اسمها "حفلة رقص" .. كتبتُها في الرباط 8 / 8 / 1993.
أحورا ما أراه أم بناتا * فلم أر مثل حسنهم بتاتا )
نقطتان :
لو سمعتُ هذا الكلام الكبير في شبابي .. مع سعة الشعر العربي .. وكنت وقتها "داب كتب" !! كنتُ سأغوص في بحار أسفار كتب الشعر .. وما أكثرها .. ولكن الله تعالى .. سلم.
النقطة الثانية : أحمد الله تعالى أنني لست شاعرا .. فإن للكلام شهوة .. وإن تقدم العمر !!
عود على بدأ .. عند سماع تلك الأبيات .. والدعوى .. تذكرت مقطعا من تسبيع "البيضاوي" لبردة "البصيري" يقول المقطع :
الله أفهم قلبي منذ كنت فتى * فلا تراني لغير الحب ملتفتا
متى خلا منهم طي الضمير متى * كم عاذل عاد لي بالعذل ما سكتا
وصاحب صاح بي لمــــــا إليّ أتى :
فما لعينيك إن قلت اكففا همتا * وما لقلبك إن قلت استفق يهم
تجاوزت المقطع حينها .. ولكن
ولكن ... وأنا أقرأ،الآن، كتاب "ذكريات مشاهير رجال المغرب "للشيخ عبد الله كنون الحسني،ولا يوجد تاريخ لنشر سلسلة التراجم .. وإن وجدتُ – في الجزء الثاني – تقريظا للسلسلة من الأستاذ تقي الدين الهلالي،موقع في :
(بغداد في العاشر من السادس من 1371): ص 8 "الترجمة رقم 16"ذلك أن كل ترجمة يبدأ فيها ترقيم الصفحات من جديد!!
في الجزء الثاني،وجدت في ترجمة"ابن شبرين":
(أبو بكر بن محمد بن أحمد بن محمد (..) بن علي بن شبرين ) المولود سنة 674هـ،وجدتُ هذه الأبيات :
متى تسمح الدنيا بقربكم متى * لقد عاث هذا البين ظلما وعنّتا
ألا قبح الله الفراق فإنه * لأصعب ما يلقاه من دهره الفتى
أفي كل يوم رحلة بعد رحلة * لقد أتعبتنا رحلة الصيف والشتا
وكنت أُرى ذا قوة وشيبة * ولكن تولتني الليالي فولتا
وكيف احتمالي ذاك والركن قد هوى * وهذا مشيبي بالحمام مُبكتا
ص 23 – 24 "ترجمة رقم 17"
ووجدت أيضا أبياتا أقرب إلى "شكولاتا" يقول "ابن شبرين" :
هل ترجِعَنّ لي الأيام هيهاتا * سُرعان ما صَدَرَ الأحباب أشتاتا
لهفي على ما تقضّى من عهودهم * فإنما كنّ للأفراح ميقاتا
أرجو لقاءهم والحال ينشدني * هيهات يرجع في دنياه من ماتا
هانت على نفسي الأرزاء بعدهم * فلست آسى على شيء فاتا
ص 24 "ترجمة رقم 17"
وبعد .. فالشعر العربي .. بحاره .. بل محيطاته أوسع من أن يدرك شواطئها أحد .. حتى "آية الله غول"
رباط الفيديو :
{ https://}
أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي المدني
التوقيع
أقول دائما : ((إنما تقوم الحضارات على تدافع الأفكار - مع حفظ مقام"ثوابت الدين" - ففكرة تبين صحة أختها،أو تبين خللا بها .. لا يلغيها ... أو تبين "الفكرة "عوار"الفكرة"))