بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ,المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل, أخرجه أبو داود في كتاب الادب وصححه النووي في رياض الصالحين (763) .
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:,مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير , فحامل المسك إما أن يحذيك (أي يعطيك)وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة , ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة,.
وهذا يعني ان الإسلام يدعو إلى الحرص على مصاحبة الأخيار ممن ينتفع الصاحب منهم بصحبة حسنة وإفادة حسنة وبنفس القدر يدعو أو يحذر من مصاحبة الأشرار أو مجالستهم لأن ذلك لا يعود إلا بالشر والأذى, وقد قيل :
يشقى رجال ويشقى آخرون بهم=ويسعد الله أقواماً بأقوامِ
وقال آخر:
الناس شتًى إذا ما أنت ذقتهمو=لا يستوون كما لا يستوي الشجرُ
هذا له ثمرٌ حلوٌ مذاقته=وذاك ليس له طعمٌ ولا ثمر
وصحبة الأخيار ينبغي الحرص عليها ولو تشد الرحال إليهم وتقطع المسافات للوصول إليهم, وهذا ما نتعلمه من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح كما وردت في سورة الكهف. ,قال تعالى: ,وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أوأمضي حقبا, إلى قوله تعالى :,فوجدا عبداً من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمنا من لدنا علما. قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني من ما علمت رشدا.
أما من ينبغي الإبتعاد عنهم وتجنب مجالستهم ومصاحبتهم فأصناف عديدة منهم الفاسقون المستهزئون بآيات الله ,فهؤلاء لا تُؤمن غوائلهم ومجالستهم فسادٌ في العقل والدين ,وكذلك المبتدعة وأصحاب الأهواء ويصنف تحتهم في عصرنا هذا العلمانيون والشيوعيون وأصحاب الفلسفات المادية ,المنحرفون عن جادة الشرع,وهناك الحمقى والجهال وهؤلاء لا تعود مجالستهم إلا بِشر وإن كانوا أقل وداً ومحبة لنا.
ولمن يعادي عاقلاً خيراً له=من أن يكون له صديقٌ أحمقُ
فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا=إن الصديق على الصديق مصدقُ
وقال وهب بن منبة: الأحمق كالثوب الخلق,إن رفأته من جانب انخرق من جانب أخر , مثل الفخار المكسور لايرقع ولا يشعب ولا يعادُ طينا, وقد أخذ المعنى الشاعر فقال:
إحذر الأحمق أن تصحبهُ=انما الأحمق كالثوب الخلق
كلما رقعتهُ من جانبٍ=حركتهُ الريح وهناً فانخرق
أو كصدعٍ في زجاجٍفاحشٍ=هل ترى صدع زجاجٍ يلتصق